العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 06:05 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الجن [ من الآية (19) إلى الآية (28) ]

{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 06:06 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لبدا قال لما بعث الله النبي تلبدت الجن والإنس فحرصوا على أن يطفئوا هذا النور الذي أنزل إليه.
عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: قال الزبير كان ذلك بنخلة والنبي يقرأ في العشاء). [تفسير عبد الرزاق: 2/323]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: {لبدًا} [الجن: 19] : «أعوانًا»). [صحيح البخاري: 6 / 160]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قال ابن عبّاسٍ لبدًا أعوانًا هو عند التّرمذيّ في آخر حديث بن عبّاس المذكور في هذا الباب ووصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ هكذا وقراءة الجمهور بكسر اللّام وفتح الباء وهشامٍ وحده بضمّ اللّام وفتح الموحّدة فالأولى جمع لبدةٍ بكسرٍ ثمّ سكونٍ نحو قربةٍ وقربٍ واللّبدة واللّبد الشّيء الملبّد أي المتراكب بعضه على بعضٍ وبه سمّي اللّبد المعروف والمعنى كادت الجنّ يكونون عليه جماعاتٍ متراكبةٍ مزدحمين عليه كاللّبدة وأمّا الّتي بضمّ اللّام فهي جمع لبدةٍ بضمٍّ ثمّ سكونٍ مثل غرفةٍ وغرفٍ والمعنى أنّهم كانوا جمعًا كثيرًا كقوله تعالى مالًا لبدًا أي كثيرًا وروي عن أبي عمرٍو أيضًا بضمّتين فقيل هي جمع لبودٍ مثل صبرٍ وصبورٍ وهو بناء مبالغة وقرأ بن محيصنٍ بضمٍّ ثمّ سكونٍ فكأنّها مخفّفةٌ من الّتي قبلها وقرأ الجحدريّ بضمّةٍ ثمّ فتحةٍ مشدّدة جمع لا بد كسجّدٍ وساجدٍ وهذه القراءات كلّها راجعةٌ إلى معنًى واحدٍ وهو أنّ الجنّ تزاحموا على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا استمعوا القرآن وهو المعتمد وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال لمّا قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تلبّدت الإنس والجنّ وحرصوا على أن يطفئوا هذا النّور الّذي أنزله اللّه تعالى وهو في اللّفظ واضحٌ في القراءة المشهورة لكنّه في المعنى مخالفٌ قوله بخسًا نقصًا ثبت هذا للنّسفيّ وحده وتقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8 / 670]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن عبّاس لبدا أعوانا
قال ابن أبي حانم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 19 الجنّ لبدا قال أعوانا
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق مغيرة عن أبي معشر عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس بمعناه). [تغليق التعليق: 4 / 349]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: لبدا: أعوانا
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {وإنّه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} (الجنّ: 19) ووصل هذا التّعليق ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه هكذا. قوله: (لبدا) ، يعني: مجتمعين يركب بعضهم بعضًا ويزدحمون ويسقطون حرصا منهم على استماع القرآن، وعن الحسن وقتادة وابن زيد يعني لما قام عبد الله بالدعوة تلبدت الإنس والجنّ وتظاهروا عليه ليبطلوا الحق الّذي جاءهم به ويطفؤا نور الله فأبى الله إلاّ أن يتم هذا الأمر وينصره ويظهره على من ناواه. وقال النّسفيّ في (تفسيره) وأصل اللبد الجماعات بعضها فوق بعض جمع لبدة وهي ما تلبد بعضه على بعض، ومنه سمي اللبد لتراكمه، وعاصم كان يقرؤها بفتح اللّام وبضم الّذي في سورة البلد، وفسّر لبدا بكثير هناك، ولبدا هنا باجتمع بعضها على بعض، وقرئ بضم اللّام والباء وهو جمع لبود، وقرئ: لبدا جمع لابد كراكع وركع، فهذه أربع قراءات. قوله: (أعوانا) ، جمع عون وهو الظهير على الأمر، وهو مكرر في بعض النّسخ أعني: ذكر مرّتين). [عمدة القاري: 19 / 263]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم (لبدًا) بكسر اللام ولأبي ذر بضمها وهي قراءة هشام.
(أعوانًا) جمع عون وهو الظهير). [إرشاد الساري: 7 / 401]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا}. يقول: وأنّه لمّا قام محمّدٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يدعو اللّه يقول: لا إله إلاّ اللّه {كادوا يكونون عليه لبدًا}. يقول: كادوا يكونون على محمّدٍ جماعاتٍ بعضها فوق بعضٍ؛ واحدها: لبدةٌ، وفيها لغتان: كسر اللاّم (لبدةٌ)، ومن كسرها جمعها (لبدٌ)؛ وضمّ اللاّم (لبدةٌ)، ومن ضمّها جمعها (لبدٌ) بضمّ اللاّم، ولابدٌ؛ ومن جمع لابدٌ قال: لبّدًا، مثل راكعٍ وركّعًا. وقرأة الأمصار على كسر اللاّم من لبدٍ، غير ابن محيصنٍ فإنّه كان يضمّها، وهما بمعنًى واحدٍ؛ غير أنّ القراءة الّتي عليها قرّاء الأمصار أحبّ إليّ، والعرب تدعو الجراد الكثير الّذي قد ركب بعضه بعضًا لبدةٌ؛ ومنه قول عبد مناف بن ربعٍ الهذليّ:
صابوا بستّة أبياتٍ وأربعةٍ = حتّى كأنّ عليهم جابيًا لبدا
والجابي: الجراد الّذي يجبي كلّ شيءٍ يأكله.
واختلف أهل التّأويل في الّذين عنوا بقوله: {كادوا يكونون عليه لبدًا}، فقال بعضهم: عني بذلك الجنّ أنّهم كادوا يركبون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا سمعوا القرآن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا}. يقول: لمّا سمعوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يتلو القرآن كادوا يركبونه من الحرص لمّا سمعوه يتلو القرآن، ودنوا منه فلم يعلم بهم حتّى أتاه الرّسول، فجعل يقرئه: {قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ}.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {كادوا يكونون عليه لبدًا}. كادوا يركبونه حرصًا على ما سمعوا منه من القرآن.
قال أبو جعفرٍ: ومن قال هذا القول جعل قوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه} ممّا أوحي إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيكون معناه: قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ، وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه.
وقال آخرون: بل هذا من قول النّفر من الجنّ لمّا رجعوا إلى قومهم أخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم له، وائتمامهم به في الرّكوع والسّجود.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن معمرٍ، قال: حدّثنا أبو هشامٍ، عن أبي عوانة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قول الجنّ لقومهم: {لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا}. قال: لمّا رأوه يصلّي وأصحابه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده، قال: عجبوا من طواعية أصحابه له؛ قال: فقال لقومهم {لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن زيادٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا}. قال: كان أصحاب نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأتمّون به، فيركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده.
ومن قال هذا القول الّذي ذكرناه عن ابن عبّاسٍ وسعيدٍ يفتح الألف من قوله: {وأنّه} عطفٌ بها على قوله: {وأنّه تعالى جدّ ربّنا} مفتوحةً، وجاز له كسرها على الابتداء.
وقال آخرون: بل ذلك من خبر اللّه الّذي أوحاه إلى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعلمه أنّ الإنس والجنّ تظاهروا عليه، ليبطلوا الحقّ الّذي جاءهم به، فأبى اللّه إلاّ إتمامه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا}. قال: تلبّدت الإنس والجنّ على هذا الأمر ليطفئوه، فأبى اللّه إلاّ أن ينصره ويمضيه، ويظهره على من ناوأه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {لبدًا}. قال: لمّا قام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تلبّدت الجنّ والإنس، فحرصوا على أن يطفئوا هذا النّور الّذي أنزله اللّه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {كادوا يكونون عليه لبدًا}. قال: تظاهروا عليه بعضهم على بعضٍ، تظاهروا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ومن قال هذا القول فتح الألف من قوله: {وأنّه}.
وأولى الأقوال بالصّواب في ذلك قول من قال: ذلك خبرٌ من اللّه عن أنّ رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا قام يدعوه كادت العرب تكون عليه جميعًا في إطفاء نور اللّه.
وإنّما قلنا ذلك أولى التّأويلات بالصّواب لأنّ قوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه} عقيب قوله: {وأنّ المساجد للّه} وذلك من خبر اللّه فكذلك قوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه} وأخرى أنّه تعالى ذكره أتبع ذلك قوله: {فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} فمعلومٌ أنّ الّذي يتبع ذلك الخبر عمّا لقي المأمور بأن لا يدعو مع اللّه أحدًا في ذلك، لا الخبر عن كثرة إجابة المدعوّين وسرعتهم إلى الإجابة.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا هوذة، قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، في قوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه}. قال: لمّا قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: لا إله إلاّ اللّه، ويدعو النّاس إلى ربّهم كادت العرب تلبّد عليه جميعًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {كادوا يكونون عليه لبدًا}. قال: تراكبوا عليه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سعيد بن جبيرٍ {كادوا يكونون عليه لبدًا}. قال: بعضهم على بعضٍ.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {كادوا يكونون عليه لبدًا}. يقول: أعوانًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {كادوا يكونون عليه لبدًا}. قال: جميعًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ {كادوا يكونون عليه لبدًا}. قال: جميعًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ {كادوا يكونون عليه لبدًا}. واللّبد: الشّيء الّذي بعضه فوق بعضٍ). [جامع البيان: 23 / 342-347]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو أحمد الحسين بن عليٍّ التّميميّ، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني جدّي أحمد بن منيعٍ، ثنا هشيمٌ، أخبرني مغيرة، عن أبي معشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {كادوا يكونون عليه لبدًا} [الجن: 19] قال: «كانوا يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده، يعني الجنّ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 547]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجنّ ولا رآهم، انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسل عليهم الشّهب، فرجعت الشّياطين إلى قومهم، فقالوا: مالكم؟ قيل: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا: وما ذاك إلا من شيءٍ حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمرّ النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو بنخلٍ عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلّي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن، استمعوا له، وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: (يا قومنا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرّشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً) فأنزل الله عز وجل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - {قل أوحى إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجن} [الجن: 1].
زاد في رواية: وإنما أوحي إليه قول الجنّ.
أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
قال الترمذي: وبهذا الإسناد قال: قول الجنّ لقومهم {لما قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً} [الجن: 19] قال: لما رأوه يصلّي، وأصحابه يصلون بصلاته، ويسجدون بسجوده، قال: تعجّبوا من طواعية أصحابه له، قالوا لقومهم: لما قام عبد اللّه يدعوه، كادوا يكونون عليه لبداً.
[شرح الغريب]
(عامدين) عمدت إلى الشيء: قصدت نحوه.
(حيل) حلت بين الشيئين: فصلت بينهما، ومنعت أحدهما من الآخر.
(لبداً) أي: مجتمعين بعضهم على بعض، وهي جمع لبدة). [جامع الأصول: 2 / 414-416]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {كادوا يكونون عليه لبدًا} [الجن: 19].
- عن عكرمة وغيره «نفرًا من الجنّ يستمعون القرآن قال: بنخلة، ورسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يصلّي العشاء الآخرة {كادوا يكونون عليه لبدًا} [الجن: 19]. قال سفيان: اللّبد بعضهم على بعضٍ [كاللّبد بعضه على بعضه]».
رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7 / 129]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، أبنا معمرٌ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو بن عبدان الثّقفيّ أنّه قال لابن مسعودٍ- رضي اللّه عنه-: "حدثت أنّك كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة الجنّ. فقال: أجل ... " فذكر الحديث- يعني نحو حديث علقمة وقال: "خطّ عليّ خطّاً، وقال: لا تبرح. فلمّا جاء قال لي: لو خرجت من الخطّ لم آمن أن يتخطّفك بعضهم، وقال: الجنّ تشاجروا في قتيل بينهم. فقضى بينهم بالحقّ، فقال: رأيتهم مستثفرين بثياب بعض، وقال: هم من نصيبين حين سألوه الزاد".
- قال: وأبنا جريرٌ، ثنا قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن مسعودٍ- رضي اللّه عنه- قال "انطلق النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وانطلق بي معه حتّى انتهى إلى البرّاز، ثم خط لي خطّاً فقال: لا تبرح حتّى أرجع إليك. فما جاء حتّى جاء السّحر فقال: أرسلت إليّ الجنّ. فقلت: فما هذه الأصوات الّتي أسمعها؟ قال: هي أصواتهم حين ودّعوني وسلّموا عليّ". هذا إسناد ضعيف؟ لضعف قابوس بن أبي ظبيان.
- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: ثنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن الزّبير بن العوّام- رضي اللّه عنه-: "في قول اللّه- عزّ وجل-: (كادوا يكونون عليه لبداً) قال: ذلك بنخلة، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي ويقرأ في العشاء، ركب بعضهم بعضًا يستمعون القرآن. قال سفيان: مثل اللّبد بعضهم فوق بعضٍ".
- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا بن عيينة، عن عمرٍو، عن عكرمة "في قوله تعالى: (وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجنّ) قال الزّبير: ذلك بنخلة ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ في العشاء (كادوا يكونون علينا لبداً) ".
- ورواه أحمد بن حنبلٍ: ثنا سفيان قال عمرٌو: سمعت عكرمة يقول: " (وإذ صرفنا إليك) وقرئ على سفيان، عن الزبير: (نفراً من الجنّ يستمعون القرآن) قال: بنخلة ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي العشاء الآخرة (كادوا يكونون عليه لبداً) قال سفيان: اللّبد بعضهم على بعضٍ"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 293-294] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 19 - 28.
أخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى نواحي مكة فخط لي خطا وقال: لا تحدثن شيئا حتى آتيك ثم قال: لا يهولنك شيء تراه فتقدم شيئا ثم جلس فإذا رجال سود كأنهم رجال الزط وكانوا كما قال الله تعالى: {كادوا يكونون عليه لبدا}). [الدر المنثور: 15 / 28]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} قال: لما سمعوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم يتلوا القرآن كادوا يركبونه من الحرص لما سمعوه يتلو القرآن ودنوا منه فلم يعلم بهم حتى أتاه الرسول فجعل يقرئه {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الزبير بن العوام مثله). [الدر المنثور: 15 / 28]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححاه، وابن جرير، وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} قال: لما أتى الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بأصحابه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده فعجبوا من طواعية أصحابه له فقالوا لقومهم: {لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا}). [الدر المنثور: 15 / 28-29]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} أي يدعو إليه). [الدر المنثور: 15 / 29]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} قال: لما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم تلبدت الإنس والجن على هذا الأمر ليطفئوه فأبى الله إلا أن ينصره ويظهره على من ناوأه). [الدر المنثور: 15 / 29]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} قال: لما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا إله إلا الله ويدعو الناس إلى ربهم كادت العرب تلبد عليه جميعا). [الدر المنثور: 15 / 29]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كادوا يكونون عليه لبدا} قال: أعوانا). [الدر المنثور: 15 / 29]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: (يكونون عليه لبدا) قال:جميعا). [الدر المنثور: 15 / 30]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد من طريق أبي بكر عن أبي عاصم أنه قرأ {يكونون عليه لبدا} بكسر اللام ونصب الباء وفي (لا أقسم بهذا البلد) (مالا لبدا) برفع اللام ونصب الباء وفسرها أبو بكر فقال: (لبدا) كثيرا و(لبدا) بعضها على بعض). [الدر المنثور: 15 / 30]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّما أدعو ربّي ولا أشرك به أحدًا (20) قل إنّي لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا (21) قل إنّي لن يجيرني من اللّه أحدٌ ولن أجد من دونه ملتحدًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {قل إنّما أدعو ربّي} فقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين على وجه الخبر (قال) بالألف؛ ومن قرأ ذلك كذلك، جعله خبرًا من اللّه عن نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال، فيكون معنى الكلام: وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه تلبّدوا عليه، قال لهم: إنّما أدعو ربّي ولا أشرك به أحدًا.
وقرأ ذلك بعض المدنيّين وعامّة قرأة الكوفة على وجه الأمر من اللّه عزّ وجلّ لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد للنّاس الّذين كادوا يكونون عليك لبدًا: إنّما أدعو ربّي ولا أشرك به أحدًا.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 23 / 347-348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {قل إنما أدعو ربي} بغير ألف). [الدر المنثور: 15 / 30]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قل إنّي لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي العرب الّذين ردّوا عليك ما جئتهم به من النّصيحة: إنّي لا أملك لكم ضرًّا في دينكم ولا في دنياكم، ولا رشدًا أرشدكم، لأنّ الّذي يملك ذلك، اللّه الّذي له ملك كلّ شيءٍ). [جامع البيان: 23 / 348]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ملتحدا قال ملجأ). [تفسير عبد الرزاق: 2/323]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قل إنّي لن يجيرني من اللّه أحدٌ}. يقول له: قل يا محمّد لهم: إنّي لن يمنعني من اللّه أحدٌ من خلقه إذا أرادني أمرًا، ولا ينصرني منه ناصرٌ.
وذكر أنّ هذه الآية أنزلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، لأنّ بعض الجنّ قال: أنا أجيره.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: زعم حضرميٌّ أنّه ذكر له أنّ جنيًّا من الجنّ من أشرافهم ذا تبعٍ، قال: إنّما يريد محمّدٌ أن نجيره، وأنا أجيره فأنزل اللّه: {قل إنّي لن يجيرني من اللّه أحدٌ}.
وقوله: {ولن أجد من دونه ملتحدًا}. يقول: ولن أجد من دون اللّه ملجأً ألجأ إليه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {ولن أجد من دونه ملتحدًا}. أي: ملجأً ونصيرًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {ملتحدًا}. قال: ملجأً.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان {ولن أجد من دونه ملتحدًا}. يقول: ناصرًا). [جامع البيان: 23 / 348-349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن حضرمي، قال: ذكر لنا أن جنيا من الجن من أشرافهم ذا تبع قال: إنما يريد محمد أن نجيره وأنا أجيره فأنزل الله {قل إني لن يجيرني من الله أحد} الآية). [الدر المنثور: 15 / 30]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال: انطلقت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط علي خطا ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه فقال سيدهم يقال له وردان: ألا أرجلهم عنك يا رسول الله قال: {إني لن يجيرني من الله أحد}). [الدر المنثور: 15 / 30-31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله: {ولن أجد من دونه ملتحدا} قال: ملجأ). [الدر المنثور: 15 / 31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ولن أجد من دونه ملتحدا} قال: ملجأ ولا نصيرا إلا بلاغا من الله ورسالاته، قال: هذا الذي يملك بلاغا من الله ورسالاته وفي قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} قال: فإنه إذا ارتضى الرسول اصطفاه وأطلعه على ما شاء من غيبه وانتخبه). [الدر المنثور: 15 / 31]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إلاّ بلاغًا من اللّه ورسالاته ومن يعص اللّه ورسوله فإنّ له نار جهنّم خالدين فيها أبدًا (23) حتّى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرًا وأقلّ عددًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لمشركي العرب: إنّي لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا {إلاّ بلاغًا من اللّه ورسالاته}. يقول: إلاّ أن أبلّغكم من اللّه ما أمرني بتبليغكم إيّاه، وإلاّ رسالاته الّتي أرسلني بها إليكم؛ فأمّا الرّشد والخذلان، فبيد اللّه، هو مالك ذلك دون سائر خلقه يهدي من يشاء ويخذل من أراد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إلاّ بلاغًا من اللّه ورسالاته}. فذلك الّذي أملك بلاغًا من اللّه ورسالاته.
وقد يحتمل ذلك معنًى آخر، وهو أن تكون (إلاّ) حرفين، وتكون (لا) منقطعةً من (إن) فيكون معنى الكلام: قل إنّي لن يجيرني من اللّه أحدٌ إن لم أبلّغ رسالاته؛ ويكون نصب البلاغ من إضمار فعلٍ من الجزاء كقول القائل: إن لا قيامًا فقعودًا، وإن لا إعطاءً فردًّا جميلاً، بمعنى: إن لا تفعل الإعطاء فردًّا جميلاً.
وقوله: {ومن يعص اللّه ورسوله فإنّ له نار جهنّم}. يقول تعالى ذكره: ومن يعص اللّه فيما أمره ونهاه، فكذّب به رسوله، فجحد رسالته، فإنّ له نار جهنّم يصلاها. {خالدين فيها أبدًا} يقول: ماكثين فيها أبدًا إلى غير نهايةٍ). [جامع البيان: 23 / 349-350]

تفسير قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {حتّى إذا رأوا ما يوعدون}. يقول تعالى ذكره: حتّى إذا عاينوا ما يعدهم ربّهم من العذاب وقيام السّاعة، {فسيعلمون من أضعف ناصرًا وأقلّ عددًا}. أجند اللّه الّذي أشركوا به، أم هؤلاء المشركون به؟!). [جامع البيان: 23 / 350]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إن أدري أقريبٌ ما توعدون أم يجعل له ربّي أمدًا (25) عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيّه: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين باللّه من قومك: ما أدري أقريبٌ ما يعدكم ربّكم من العذاب وقيام السّاعة. {أم يجعل له ربّي أمدًا}. يعني: غايةً معلومةً تطول مدّتها). [جامع البيان: 23 / 351]

تفسير قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ} يعني جلّ ذكره بعالم الغيب: عالم ما غاب عن أبصار خلقه، فلم يروه فلا يظهر على غيبه أحدًا، فيعلمه أو يريه إيّاه، إلاّ من ارتضى من رسولٍ، فإنّه يظهره على ما شاء من ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ}. فأعلم اللّه سبحانه الرّسل من الغيب الوحي، أظهرهم عليه بما أوحي إليهم من غيبه، وما يحكم اللّه، فإنّه لا يعلم ذلك غيره.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ}. فإنّه يصطفيهم، ويطلعهم على ما يشاء من الغيب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {إلاّ من ارتضى من رسولٍ}. قال: فإنّه يظهره من الغيب على ما شاء إذا ارتضاه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ} قال: ينزل من غيبه ما شاء على الأنبياء أنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الغيب القرآن، قال: وحدّثنا فيه بالغيب بما يكون يوم القيامة). [جامع البيان: 23 / 351-353] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ولن أجد من دونه ملتحدا} قال: ملجأ ولا نصيرا إلا بلاغا من الله ورسالاته، قال: هذا الذي يملك بلاغا من الله ورسالاته وفي قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول} قال: فإنه إذا ارتضى الرسول اصطفاه وأطلعه على ما شاء من غيبه وانتخبه). [الدر المنثور: 15 / 31] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول} قال: أعلم الله الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه فيما أوحي إليهم من غيبه وما يحكم الله فإنه لا يعلم ذلك غيره). [الدر المنثور: 15 / 31-32] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال يظهره من الغيب على ما شاء الله إذا ارتضاه). [تفسير عبد الرزاق: 2/323]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ} يعني جلّ ذكره بعالم الغيب: عالم ما غاب عن أبصار خلقه، فلم يروه فلا يظهر على غيبه أحدًا، فيعلمه أو يريه إيّاه، إلاّ من ارتضى من رسولٍ، فإنّه يظهره على ما شاء من ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ}. فأعلم اللّه سبحانه الرّسل من الغيب الوحي، أظهرهم عليه بما أوحي إليهم من غيبه، وما يحكم اللّه، فإنّه لا يعلم ذلك غيره.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ}. فإنّه يصطفيهم، ويطلعهم على ما يشاء من الغيب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {إلاّ من ارتضى من رسولٍ}. قال: فإنّه يظهره من الغيب على ما شاء إذا ارتضاه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ} قال: ينزل من غيبه ما شاء على الأنبياء أنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الغيب القرآن، قال: وحدّثنا فيه بالغيب بما يكون يوم القيامة.
وقوله: {فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا}. يقول: فإنّه يرسل من أمامه ومن خلفه حرسًا وحفظةً يحفظونه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن الضّحّاك، {إلاّ من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا}. قال كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا بعث إليه الملك بالوحي بعث معه ملائكةٌ يحرسونه من بين يديه ومن خلفه، أن يتشبّه الشّيطان على صورة الملك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {من بين يديه ومن خلفه رصدًا}. قال: ملائكةً يحفظونهم من بين أيديهم ومن خلفهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن طلحة يعني ابن مصرّفٍ، عن إبراهيم، في قوله: {من بين يديه ومن خلفه رصدًا}. قال: الملائكة رصدٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من الجنّ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم {من بين يديه ومن خلفه رصدًا}. قال: الملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه من الجنّ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إلاّ من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا}. قال: هي معقّباتٌ من الملائكة يحفظون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من الشّيطان حتّى يتبيّن الّذي أرسل به إليهم، وذلك حين يقول: {ليعلم} أهل الشّرك {أن قد أبلغوا رسالات ربّهم}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا}. يعني: رصدًا من الملائكة). [جامع البيان: 23 / 351-354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ولن أجد من دونه ملتحدا} قال: ملجأ ولا نصيرا إلا بلاغا من الله ورسالاته، قال: هذا الذي يملك بلاغا من الله ورسالاته وفي قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول} قال: فإنه إذا ارتضى الرسول اصطفاه وأطلعه على ما شاء من غيبه وانتخبه). [الدر المنثور: 15 / 31] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول} قال: أعلم الله الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه فيما أوحي إليهم من غيبه وما يحكم الله فإنه لا يعلم ذلك غيره). [الدر المنثور: 15 / 31-32]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال: هي معقبات من الملائكة يحفظونه من الشيطان حتى يبين الذي أرسل إليهم به وذلك حين يقول أهل الشرك قد أبلغوا رسالات ربهم). [الدر المنثور: 15 / 32]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله: {إلا من ارتضى من رسول} قال: جبريل). [الدر المنثور: 15 / 32]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عباس قال: ما أنزل الله على نبيه آية من القرآن إلا ومعها أربعة من الأملاك يحفظونها حتى يؤدوها إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثم قرأ {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} يعني الملائكة الأربعة ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم). [الدر المنثور: 15 / 32]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {إلا من ارتضى من رسول} قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يلقى الشيطان في أمنيته يدنون منه فلما ألقى الشيطان في أمنيته أمرهم أن يتنحوا عنه قليلا ليعلم أن الوحي إذا نزل من عند الله). [الدر المنثور: 15 / 32-33]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله: {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال: أربعة حفظة من الملائكة مع جبريل ليعلم محمد {أن قد أبلغوا رسالات ربهم} قال: وما جاء جبريل إلا ومعه أربعة من الملائكة حفظة). [الدر المنثور: 15 / 33]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي في قوله: {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال: الملائكة يحفظونه من الجن). [الدر المنثور: 15 / 33]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الضحاك بن مزاحم في قوله: {إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث إليه الملك بالوحي بعث معه نفرا من الملائكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه أن يتشبه الشيطان على صورة الملك). [الدر المنثور: 15 / 33]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {إلا من ارتضى من رسول} قال: يظهره من الغيب على ما شاء إذا ارتضاه وفي قوله: {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال: من الملائكة وفي قوله: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم} قال: ليعلم نبي الله أن الرسل قد بلغت عن الله وأن الله حفظها ودفع عنها). [الدر المنثور: 15 / 33-34]

تفسير قوله تعالى: (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ليعلم أن قد أبلغوا قال ليعلم النبي أن الرسل قد بلغت عن الله وأن الله حفظها ودفع عنها). [تفسير عبد الرزاق: 2/323]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: وقوله: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم}. اختلف أهل التّأويل في الّذي عني بقوله: {ليعلم} فقال بعضهم: عني بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقالوا: معنى الكلام: ليعلم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن قد أبلغت الرّسل قبله عن ربّها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم}. ليعلم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ الرّسل قبله قد أبلغت عن ربّها وحفظت.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم}. قال: ليعلم نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ الرّسل قد أبلغت عن اللّه، وأنّ اللّه حفظها، ودفع عنها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ليعلم المشركون أنّ الرّسل قد بلّغوا رسالات ربّهم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم}. قال: ليعلم من كذّب الرّسل أن قد أبلغوا رسالات ربّهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ليعلم محمّدٌ أن قد بلّغت الملائكة رسالات ربّهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلاّ من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا}. قال: أربعة حفظةٍ من الملائكة مع جبرائيل {ليعلم} محمّدٌ {أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددًا}. قال: وما نزل جبريل عليه السّلام بشيءٍ من الوحي إلاّ ومعه أربعة حفظةٍ من الملائكة.
وأولى هذه الأقوال عندنا بالصّواب، قول من قال: ليعلم الرّسول أنّ الرّسل قبله قد أبلغوا رسالات ربّهم؛ وذلك أنّ قوله: {ليعلم} من سبب قوله: {فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا}. وذلك خبرٌ عن الرّسول، فمعلومٌ بذلك أنّ قوله ليعلم من سببه إذ كان ذلك خبرًا عنه.
وقوله: {وأحاط بما لديهم}. يقول: وعلم بكلّ ما عندهم {وأحصى كلّ شيءٍ عددًا}. يقول: علم عدد الأشياء كلّها، فلم يخف عليه منها شيءٌ.
- وقد: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه قال في هذه الآية {إلاّ من ارتضى من رسولٍ} إلى قوله: {وأحصى كلّ شيءٍ عددًا}. قال: ليعلم الرّسل أنّ ربّهم أحاط بهم، فيبلّغوا رسالات ربّهم). [جامع البيان: 23 / 354-356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله: {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال: أربعة حفظة من الملائكة مع جبريل ليعلم محمد {أن قد أبلغوا رسالات ربهم} قال: وما جاء جبريل إلا ومعه أربعة من الملائكة حفظة). [الدر المنثور: 15 / 33] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {إلا من ارتضى من رسول} قال: يظهره من الغيب على ما شاء إذا ارتضاه وفي قوله: {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال: من الملائكة وفي قوله: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم} قال: ليعلم نبي الله أن الرسل قد بلغت عن الله وأن الله حفظها ودفع عنها). [الدر المنثور: 15 / 33-34] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {ليعلم} قال: ليعلم ذلك من كذب الرسل {أن قد أبلغوا رسالات ربهم}). [الدر المنثور: 15 / 34]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 06:08 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه...}.يريد: النبي صلى الله عليه ليلة أتاه الجن ببطن نخلة. {كادوا يكونون عليه لبداً...} كادوا يركبون النبي صلى الله عليه رغبةً في القرآن، وشهوة له.وقرأ بعضهم: "لبدا" والمعنى فيهما - والله أعلم - واحد، يقال: لبدةٌ، ولبدة.ومن قرأ: "لبّداً" فإنه أراد أن يجعلها من صفة الرجال، كقولك: ركّعاً، وركوعا، وسجّدا، وسجودا). [معاني القرآن: 3/194]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كادوا يكونون عليه لبداً} جماعات، واحدها لبدة وكذلك يقال للجراد الكثير ؛ قال عبد مناف بن ربع:صابوا بستة أبياتٍ وأربعةٍ... حتى كأن عليهم جابياً لبداالجابي الجراد الذي يجبي كل شيء يأكله). [مجاز القرآن: 2/272]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كادوا يكونون عليه لبدا}: جماعات واحدها لبدة وقالوا ركاما). [غريب القرآن وتفسيره: 394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه} أي لمّا قام النبي - صلّى اللّه عليه وسلم - يدعو إليه، {كادوا يكونون عليه لبداً} أي يلبدون به [ويتراكبون]: رغبة في القرآن، وشهوة لاستماعه.
وهو جمع «لبدة»، يقال: غشيته لبة من الحرام، أي قطعة لبدت به). [تفسير غريب القرآن: 491]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قال سبحانه: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} بنصب (أنّ) نسق على ما تقدم من قوله سبحانه. يريد لما قام النبي، عليه السلام يدعوه أي يدعو الله كادوا يكونون عليه لبداً يعني الجنّ كادوا يلبدون به ويتراكبون، رغبة فيما سمعوا منه، وشهوة له). [تأويل مشكل القرآن: 433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا}
ويقرأ (لبدا)، ويجوز (لبّدا). والمعنى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما صلّى الصبح بذات نخلة كادت الجن - لما سمعوا القرآن وتعجبوا منه - أن يسقطوا على النبي - صلى الله عليه وسلم-.
وقيل كادوا يعني به جميع الملأ التي تظاهرت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعنى (لبدا) يركب بعضه بعضا، وكل شيء ألصقته بشيء إلصاقا شديدا فقد لبدته ومن هذا اشتقاق هذه اللبود التي تفرش.
فأما من قرأ (لبدا) فهو جمع لبدة ولبد.
ومن قرأ (لبدا) نهو جمع لبدة ولبدة ولبدة فني معنى واحد.
ومعنى من قرأ (لبّدا) فهو جمع لابد ولبد، مثل راكع وركّع وغاز وغزّى). [معاني القرآن: 5/236-237]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({وأنه لما قام عبد الله} يعني: محمدا - صلى الله عليه وسلم). [ياقوتة الصراط: 535]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِبَداً} يبتدرونه رغبة في القرآن، وهو جمع لِبْدَة: وهو القطعة من النّاس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِبَدًا}: جماعات). [العمدة في غريب القرآن: 319]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {قل إنّما أدعو ربّي...} قرأ الأعمش وعاصم: "قل إنما أدعو ربّي" وقرأ عامة أهل المدينة كذلك، وبعضهم: (قال)، وبعضهم: (قل)...
- وحدثني محمد بن الفضل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السّلمي، عن علي بن أبي طالب - رحمه الله- أنه قرأها: (قال إنما أدعو ربّي)). [معاني القرآن: 3/195]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (اجتمع القراء على: {لا أملك لكم ضرّاً...} بنصب الضاد، ولم يرفع أحد منهم). [معاني القرآن: 3/195]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولن أجد من دونه ملتحداً...} ملجأ ولا سرباً ألجأ إليه). [معاني القرآن: 3/195]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ملتحدا}: قالوا ملجأ). [غريب القرآن وتفسيره: 394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({ولن أجد من دونه ملتحداً} أي معدلا وموئلا).
[تفسير غريب القرآن: 492]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {قل إنّي لن يجيرني من اللّه أحد ولن أجد من دونه ملتحدا} أي، منجى إلا أن اشتقاقه من اللحد، وهو مثل (لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدّخلا) فالملتحد من جنس المدّخل
.ونصب (إلّا بلاغا) على البدل من قوله (ملتحدا)، المعنى ولن أجد من دونه منجى إلا بلاغا أي لا ينجيني إلا أن أبلغ عن الله ما أرسلت به). [معاني القرآن: 5/237]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُلْتَحَداً} أي معدلاً وموئلاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُلْتَحَدًا}: ملجأ). [العمدة في غريب القرآن: 319]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إلاّ بلاغاً مّن اللّه ورسالاته...}.يكون استثناء من قوله: "لا أملك لكم ضرا ولا رشدا إلا أن أبلغكم ما أرسلت به".
وفيها وجه آخر: قل إني لن يجيرني من الله أحد إن لم أبلغ رسالته، فيكون نصب البلاغ من إضمار فعل من الجزاء كقولك للرجل: إلا قياماً فقعودا، وإلا عطاء فردا جميلا. أي إلا تفعل إلا عطاء فردا جميلا فتكون لا منفصلة من إن ـ وهو وجه حسن، والعرب تقول: إن لا مال اليوم فلا مال أبدا ـ يجعلون (لا) على وجه التبرئة، ويرفعون أيضا على ذلك المعنى، ومن نصب بالنون فعلى إضمار فعل، أنشدني بعض العرب:
فإن لا مال أعطيه فإني = صديق من غدو أو رواح). [معاني القرآن: 3/195]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إلّا بلاغاً من اللّه ورسالاته} هذا استثناء من {لا أملك لكم ضرًّا ولا رشداً}: إلا أن أبلغكم). [تفسير غريب القرآن: 492]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ونصب (إلّا بلاغا) على البدل من قوله (ملتحدا).المعنى ولن أجد من دونه منجى إلا بلاغا أي لا ينجيني إلا أن أبلغ عن الله ما أرسلت به). [معاني القرآن: 5/237](م)

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24)}

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أمدا}: غاية). [غريب القرآن وتفسيره: 394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {أم يجعل له ربّي أمداً} أي غاية).
[تفسير غريب القرآن: 492]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربّي أمدا} أي بعدا، كما قال: [(وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون)] ). [معاني القرآن: 5/237]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَمَدًا}: غاية). [العمدة في غريب القرآن: 319]

تفسير قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إلاّ من ارتضى من رّسولٍ...} فإنه يطلعه على غيبه). [معاني القرآن: 3/195]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً...}.ذكروا أن جبريل ـ صلى الله عليه ـ كان إذا نزل بالرسالة إلى النبي صلى الله عليه نزلت معه ملائكة من كل سماء يحفظونه من استماع الجن الوحي ليسترقوه، فيلقوه إلى كهنتهم، فيسبقوا به النبي صلى الله عليه، فذلك الرّصد من بين يديه ومن خلفه). [معاني القرآن: 3/196]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً (26) إلّا من ارتضى من رسولٍ} أي اصطفي للنبوة والرسالة: فإنه يطلعه على ما شاء من غيبه، {فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه} أي يجعل بين يديه وخلقه {رصداً} من الملائكة: يدفعون عنه الجن أن يسمعوا ما ينزل به الوحي، فيلقوه إلى الكهنة قبل أن يخبر [به] النبيّ - صلّى اللّه عليه وسلم - الناس). [تفسير غريب القرآن: 492]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قال سبحانه لنبيه عليه السلام: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} أي ارتضاء للنّبوّة والرّسالة، فإنّه يطلعه على ما يشاء من غيبه.
ثم قال: {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} أي يجعل بين يديه وخلفه رصدا من الملائكة، يحوطون الوحي من أن تسترقه الشياطين فتلقيه إلى الكهنة، حتى تخبر به الكهنة إخبار الأنبياء، فلا يكون بينهم وبين الأنبياء فرق، ولا يكون للأنبياء دلالة). [تأويل مشكل القرآن: 433-434]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلّا من ارتضى من رسول} هذه الآية توجب على من ادعى أنّ النّجوم تدلّه على ما يكون من حياة وموت وغير ذلك أن قد كفر بما في القرآن.
وكذلك قوله: (قل لا يعلم من في السّماوات والأرض الغيب إلّا اللّه). والاستثناء بقوله: (إلّا من ارتضى من رسول فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا (27)معناه أنه لا يظهر على غيبه إلا الرسل، لأن الرسل يستدل على نبوتهم بالآيات المعجزات، وبأن يخبروا بالغيب فيعلم بذلك أنهم قد خالفوا غير الأنبياء). [معاني القرآن: 5/237]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم عزّ وجلّ أنه يحفظ ذلك بأن يسلك (من بين يديه ومن خلفه رصدا). [معاني القرآن: 5/237]
إذا نزل الملك بالوحي أرسل اللّه معه رصدا يحفظون الملك من أن يأتي أحد من الجن فيستمع الوحي فيخبر به الكهنة فيخبروا به الناس فيساؤوا الأنبياء.فأعلم الله أنه يسلك من بين يدي الملك ومن خلفه رصدا). [معاني القرآن: 5/238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} من الملائكة مَن يدفع عنه الجنّ لئلّا يسمعوا الوحي فيلقوه إلى الكهنة قبل أن يُخبر النبي صلى الله عليه وسلم الناسَ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (ثم قال جل وعز: {لّيعلم...} يعني محمداً صلى الله عليه: {أن قد أبلغوا رسالات ربّهم ...} يعني جبريل صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: هو محمد صلى الله عليه، أي: يعلم محمد أنه قد أبلغ رسالة ربه.وقد قرأ بعضهم: "ليعلم أن قد أبلغوا" يريد: لتعلم الجنّ والإنس أن الرسل قد أبلغت لا هم بما رجوا من استراق السمع). [معاني القرآن: 3/196]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ليعلم} محمد أن الرسل قد بلّغت عن اللّه عز وجل، وأن اللّه حفظها ودفع عنها، وأحاط بما لديها.ويقال: ليعلم محمد أن الملائكة - يريد جبريل - قد بلّغ رسالات ربه.
ويقرأ: لتعلم بالتاء. يريد: لتعلم الجنّ أن الرسل قد بلّغت [عن] إلههم بما ودّوا: من استراق السمع). [تفسير غريب القرآن: 492]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قال: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ} أي ليبلّغوا رسالات ربهم.
و(العلم) هاهنا مثله في قوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} يريد: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا تجاهدوا وتصبروا، فيعلم الله ذلك ظاهرا موجودا يجب به ثوابكم، على ما بينا في غير هذا الموضع). [تأويل مشكل القرآن: 434]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيء عددا (28)} فيجوز أن يكون ليعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الرسالة أتته ولم تصل إلى غيره.
ويجوز أن يكون - واللّه أعلم - ليعلم اللّه أن قد أبلغوا رسالاته، وما بعده يدل على هذا وهو قوله: (وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيء عددا).
فهذا المضمر في (وأحصى) لله عزّ وجلّ لا لغيره.
ونصب (عددا) على ضربين، على معنى وأحصى كل شيء في حال العدد، فلم تخف عليه سقوط ورقة ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس، ويجوز أن يكون (عددا) في موضع المصدر المحمول على معنى وأحصى، لأن معنى أحصى وعدّ كل شيء عددا). [معاني القرآن: 5/238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ} أي ليعلم محمد أن الملائكة قد بلّغت عن ربّها الرسالة إليه، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً بما لديهم، وحفظهم من أن يبلغ الشياطين إلى الاستماع قبل محمد صلى الله عليه وسلم. والملائكة هنا: جبريل عليه السلام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]
[/align]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 06:09 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسألت الخليل عن قوله جل ذكره: {وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} فقال إنما هو على حذف
اللام كأنه قال ولأن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاتقون وقال ونظيرها: {لإيلاف قريش} لأنه إنما هو لذلك فليعبدوا فإن حذفت اللام من أن فهو نصبٌ كما أنك لو حذفت اللام من لإيلاف كان نصباً هذا قول الخليل ولو قرءوها: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة) كان جيداً وقد قرئ.
ولو قلت جئتك إنك تحب المعروف مبتدأ كان جيداً.
وقال سبحانه وتعالى: {فدعا ربه أني مغلوب فانتصر} وقال: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين} إنما أراد بأني مغلوبٌ وبأني لكم نذيرٌ مبين ولكنه حذف الباء وقال أيضاً: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} بمنزلة: {وأن هذه أمتكم أمة واحدة} والمعنى ولأن هذه أمتكم فاتقون ولأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً.
وأما المفسرون فقالوا على أوحي كما كان: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} على أوحي ولو قرئت: (وإن المساجد لله) كان حسناً.
واعلم أن هذا البيت ينشد على وجهين على إرادة اللام وعلى الابتداء قال الفرزدق:
منعتٌ تميماً منك أنّي أنا ابنها = وشاعرها المعروف عند المواسم
وسمعنا من العرب من يقول إني أنا ابنها. وتقول لبيك إن الحمد والنعمة لك وإن شئت قلت أن ولو قال إنسان إن أن في موضع جر في هذه الأشياء ولكنه حرفٌ كثر استعماله في كلامهم فجاز فيه حذف الجار كما حذفوا رب في قولهم:
وبلدٍ تحسبه مكسوحاً
لكان قولاً قوياً وله نظائر نحو قوله لاه أبوك والأول قول الخليل ويقوي ذلك قوله: {وأن المساجد لله} لأنهم لا يقدمون أن
ويبتدئونها ويعملون فيها ما بعدها إلا أنه يحتج الخليل بأن المعنى معنى اللام فإذا كان الفعل أو غيره موصلاً إليه باللام جاز تقديمه وتأخيره لأنه ليس هو الذي عمل فيه في المعنى فاحتملوا هذا المعنى كما قال حسبك ينم الناس إذ كان فيه معنى الأمر وسترى مثله ومنه ما قد مضى). [الكتاب: 3/126-129] (م)
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (والهلثاة: جماعة من الناس.
والثبة، والعِزَة، والفِرقة، واللبدة، قال الله عز وجل: {انفروا ثبات أو انفروا جميعا}.
وقال: {عن اليمين وعن الشمال عزين}، وقال عدي:
دعا بالبقة الأمراء يوما = جزيمة عصر ينجوهم ثبينا
وقال الله عز وجل: {كادوا يكونون عليه لبدا} ). [الفرق في اللغة:146- 147] (م)

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
يا لهب نفسي ولهف غير مجدية = شيئا وما عن قضاء الله ملتحد
...
(ملتحد) منجى، من قوله عز وجل: {ولن تجد من دونه ملتحدا} أي مهربا تصير إليه). [شرح أشعار الهذليين: 1/338]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ} قال: استثناء منقطع، أي إلا أن أبلغكم بلاغًا من الله. قال: المصادر وغيرها يستثني بها استثناء منقطعًا). [مجالس ثعلب: 556]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) }

تفسير قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) }

تفسير قوله تعالى: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:22 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:22 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:22 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:22 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله عز وجل: وأنّه لمّا قام عبد اللّه يحتمل أن يكون خطابا من الله تعالى، ويحتمل أن يكون إخبارا عن الجن، وقرأ بعض القراء على ما تقدم «وأنه» بفتح الألف، وهذا عطف على قوله أنّه استمع [الجن: 1]، والعبد على هذه القراءة قال قوم: هو نوح، والضمير في كادوا لكفار قومه، وقال آخرون، هو محمد، والضمير في كادوا للجن. المعنى أنهم كادوا يتقصفون عليه لاستماع القرآن، وقرأ آخرون منهم «وإنه لما قام» بكسر الألف، والعبد محمد عليه السلام، والضمير في كادوا يحتمل أن يكون للجن على المعنى الذي ذكرناه، ويحتمل أن يكون لكفار قومه وللعرب في اجتماعهم على رد أمره، ولا يتجه أن يكون العبد نوحا إلا على تحامل في تأويل نسق الآية، وقال ابن جبير: معنى الآية، إنما قول الجن لقومهم يحكون، والعبد محمد صلى الله عليه وسلم.
والضمير في كادوا لأصحابه الذين يطوعون له ويقتدون به في الصلاة، فهم عليه لبد. واللبد الجماعات شبهت بالشيء المتلبد بعضه فوق بعض، ومنه قول عبد بن مناف بن ربع: [البسيط]
صافوا بستة أبيات وأربعة = حتى كأن عليهم جانيا لبدا
يريد الجراد سماه جانيا لأنه يجني كل شيء، ويروى جابيا بالباء لأنه يجبي الأشياء بأكله، وقرأ جمهور السبعة وابن عباس: «لبدا» بكسر اللام جمع لبدة، وقال ابن عباس: أعوانا. وقرأ ابن عامر بخلاف عنه وابن مجاهد وابن محيصن: «لبدا» بضم اللام وتخفيف الباء المفتوحة وهو جمع أيضا. وروي عن الجحدري: «لبدا» بضم اللام والباء. وقرأ أبو رجاء: «لبدا» بكسر اللام، وهو جمع لا بد فإن قدرنا الضمير للجن فتقصفهم عليه لاستماع الذكر، وهذا تأويل الحسن وقتادة). [المحرر الوجيز: 8/ 435-436]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وأدعوا معناه أعبده، وقرأ جمهور السبعة وعلي بن أبي طالب: «قال إنما»، وهذه قراءة تؤيد أن العبد نوح، وقرأ عاصم وحمزة بخلاف عنه: «قال إنما» وهذه تؤيد بأنه محمد عليه السلام وإن كان الاحتمال باقيا من كليهما. واختلف القراء في فتح الياء من ربّي وفي سكونها). [المحرر الوجيز: 8/ 436]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى محمدا نبيه عليه السلام بالتبري من القدرة وأنه لا يملك لأحد ضرًّا ولا رشداً، بل الأمر كله لله. وقرأ الأعرج «رشدا» بضم الراء والشين، وقرأ أبيّ بن كعب «لا أملك لكم غيا ولا رشدا»). [المحرر الوجيز: 8/ 436-437]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقولهم من دونه أي من عند سواه. و«الملتحد»: الملجأ الذي يمال إليه ويركن، ومنه الإلحاد الميل، ومنه اللحد الذي يمال به إلى أحد شقي القبر). [المحرر الوجيز: 8/ 437]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إلاّ بلاغاً من اللّه ورسالاته ومن يعص اللّه ورسوله فإنّ له نار جهنّم خالدين فيها أبداً (23) حتّى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً (24) قل إن أدري أقريبٌ ما توعدون أم يجعل له ربّي أمداً (25) عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً (27) ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عدداً (28)
اختلف الناس في تأويل قوله إلّا بلاغاً: فقال الحسن ما معناه أنه استثناء منقطع، والمعنى لن يجيرني من الله أحد إلّا بلاغاً، فإني إن بلغت رحمني بذلك، والإجارة: للبلاغ مستعارة إذ هو سبب إجارة الله تعالى ورحمته، وقال بعض النحاة على هذا المعنى هو استثناء متصل. والمعنى لن أجد ملتحدا إلّا بلاغاً، أي شيئا أميل إليه وأعتصم به إلا أن أبلغ وأطيع، فيجبرني الله. وقال قتادة: التقدير لا أملك إلّا بلاغاً إليكم، فأما الإيمان أو الكفر فلا أملكه. وقال بعض المتأولين إلّا بتقدير الانفصال، و «إن»شرط و «لا» نافية كأنه يقول: ولن أجد ملتحدا إن لم أبلغ من الله ورسالته، ومن في قوله من اللّه لابتداء الغاية. وقوله تعالى: ومن يعص اللّه يريد الكفر بدليل الخلود المذكور. وقرأ طلحة وابن مصرف، «فإن له» على معنى فجزاؤه أن له). [المحرر الوجيز: 8/ 437]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله حتّى إذا رأوا، ساق الفعل في صيغة الماضي تحقيقا لوقوعه.
وقوله تعالى: من أضعف يحتمل أن تكون من في موضع رفع على الاستفهام والابتداء وأضعف خبرها، ويحتمل أن تكون في موضع نصب ب «سيعلمون»، وأضعف خبر ابتداء مضمر). [المحرر الوجيز: 8/ 437]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمره تعالى بالتبري من معرفة الغيب في وقت عذابهم الذي وعدوا به، والأمد: المدة والغاية). [المحرر الوجيز: 8/ 437]

تفسير قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وعالم يحتمل أن يكون بدلا من ربّي [الجن: 20] ويحتمل أن يكون خبر ابتداء مضمر على القطع، وقرأ السدي: «عالم الغيب» على الفعل الماضي ونصب الباء، وقرأ الحسن: «فلا يظهر» بفتح الياء والهاء «أحد» بالرفع). [المحرر الوجيز: 8/ 437-438]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إلّا من ارتضى من رسولٍ معناه فإنه يظهره على ما شاء مما هو قليل من كثير، ثم يبث تعالى حول ذلك الملك الرسول حفظة رصداً لإبليس وحزبه من الجن والإنس). [المحرر الوجيز: 8/ 438]

تفسير قوله تعالى: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: ليعلم قال قتادة معناه ليعلم محمد أن الرسل قد أبلغوا رسالات ربّهم وحفظوا ومنع منهم. وقال سعيد بن جبير: معناه يعلم محمد أن الملائكة الحفظة، الرصد النازلين بين يديه جبريل وخلفه قد أبلغوا رسالات ربّهم. وقال مجاهد ليعلم من كذب وأشرك أن الرسل قد بلغت.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا العلم لا يقع لهم إلا في الآخرة، وقيل معناه ليعلم الله رسالته مبلغة خارجة إلى الوجود لأن علمه بكل شيء قد تقدم، وقرأ الجمهور: «ليعلم» بفتح الياء أي الله تعالى.
وقرأ ابن عباس: «ليعلم» بضم الياء، وقرأ أبو حيوة: «رسالة ربهم» على التوحيد، وقرأ ابن أبي عبلة:«وأحيط» على ما لم يسم فاعله، وقوله تعالى: وأحصى كلّ شيءٍ معناه كل شيء معدود، وقوله تعالى:ليعلم الآية، مضمنه أنه تعالى قد علم ذلك، فعلى هذا الفعل المضمر انعطف وأحاط، وأحصى والله المرشد بمنه وكرمه). [المحرر الوجيز: 8/ 438]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:22 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:23 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا} قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ يقول: لمّا سمعوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يتلو القرآن كادوا يركبونه؛ من الحرص، لمّا سمعوه يتلو القرآن، ودنوا منه فلم يعلم بهم حتّى أتاه الرّسول فجعل يقرئه: {قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ} يستمعون القرآن.
هذا قولٌ، وهو مرويٌّ عن الزّبير بن العوّام، رضي اللّه عنه.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن معمرٍ، حدّثنا أبو مسلمٍ، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال الجنّ لقومهم: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا} قال: لمّا رأوه يصلّي وأصحابه، يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده، قالوا: عجبوا من طواعية أصحابه له، قال: فقالوا لقومهم: {لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا}
وهذا قولٌ ثانٍ، وهو مرويٌّ عن سعيد بن جبيرٍ أيضًا.
وقال الحسن: لمّا قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "لا إله إلّا اللّه" ويدعو النّاس إلى ربّهم، كادت العرب تلبد عليه جميعًا.
وقال قتادة في قوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا} قال: تلبّدت الإنس والجنّ على هذا الأمر ليطفئوه، فأبى اللّه إلّا أن ينصره ويمضيه ويظهره على من ناوأه.
هذا قولٌ ثالثٌ، وهو مرويٌّ عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وقول ابن زيدٍ، واختيار ابن جريرٍ، وهو الأظهر لقوله بعده: {قل إنّما أدعو ربّي ولا أشرك به أحدًا} أي: قال لهم الرّسول-لمّا آذوه وخالفوه وكذّبوه وتظاهروا عليه، ليبطلوا ما جاء به من الحقّ واجتمعوا على عداوته: {إنّما أدعو ربّي} أي: إنّما أعبد ربّي وحده لا شريك له، وأستجير به وأتوكّل عليه، {ولا أشرك به أحدًا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 244-245]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قل إنّي لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا} أي: إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ، وعبدٌ من عباد اللّه ليس إليّ من الأمر شيءٌ في هدايتكم ولا غوايتكم، بل المرجع في ذلك كلّه إلى اللّه عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 245]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر عن نفسه أيضًا أنّه لا يجيره من اللّه أحدٌ، أي: لو عصيته فإنّه لا يقدر أحدٌ على إنقاذي من عذابه، {ولن أجد من دونه ملتحدًا} قال مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ: لا ملجأ. وقال قتادة أيضًا: {قل إنّي لن يجيرني من اللّه أحدٌ ولن أجد من دونه ملتحدًا} أي: لا نصير ولا ملجأ. وفي روايةٍ: لا وليّ ولا موئل). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 245]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {إلا بلاغًا من اللّه ورسالاته} قال بعضهم: هو مستثنى من قوله: {لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا} {إلا بلاغًا} ويحتمل أن يكون استثناءً من قوله: {لن يجيرني من اللّه أحدٌ} أي: لا يجيرني منه ويخلّصني إلّا إبلاغي الرّسالة الّتي أوجب أداءها عليّ، كما قال تعالى: {يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته واللّه يعصمك من النّاس} [المائدة: 67]
وقوله: {ومن يعص اللّه ورسوله فإنّ له نار جهنّم خالدين فيها أبدًا} أي: أنما أبلّغكم رسالة اللّه، فمن يعص بعد ذلك فله جزاءٌ على ذلك نار جهنّم خالدين فيها أبدًا، أي لا محيد لهم عنها، ولا خروجلهم منها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 245-246]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {حتّى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرًا وأقلّ عددًا} أي: حتّى إذا رأى هؤلاء المشركون من الجنّ والإنس ما يوعدون يوم القيامة فسيعلمون يومئذٍ من أضعف ناصرًا وأقلّ عددًا، هم أم المؤمنون الموحّدون للّه عزّ وجلّ، أي: بل المشركين لا ناصر لهم بالكلّيّة، وهم أقلّ عددًا من جنود اللّه عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 246]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل إن أدري أقريبٌ ما توعدون أم يجعل له ربّي أمدًا (25) عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلا من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا (27) ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددًا (28)}
يقول تعالى آمرًا رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقول للنّاس: إنّه لا علم له بوقت السّاعة، ولا يدري أقريبٌ وقتها أم بعيدٌ؟ {قل إن أدري أقريبٌ ما توعدون أم يجعل له ربّي أمدًا}؟ أي: مدّةً طويلةً.
وفي هذه الآية الكريمة دليلٌ على أنّ الحديث الّذي يتداوله كثيرٌ من الجهلة من أنّه عليه السّلام، لا يؤلّف تحت الأرض، كذبٌ لا أصل له، ولم نره في شيءٍ من الكتب. وقد كان صلّى اللّه عليه وسلّم يسأل عن وقت السّاعة فلا يجيب عنها، ولمّا تبدّى له جبريل في صورة أعرابيٍّ كان فيما سأله أن قال: يا محمّد، فأخبرني عن السّاعة؟ قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السّائل" ولمّا ناداه ذلك الأعرابيّ بصوتٍ جهوريّ فقال: يا محمّد، متى السّاعة؟ قال: "ويحك. إنّها كائنةٌ، فما أعددت لها؟ ". قال: أما إنّي لم أعدّ لها كثير صلاةٍ ولا صيامٍ، ولكنّي أحبّ اللّه ورسوله. قال: "فأنت مع من أحببت". قال أنسٌ: فما فرح المسلمون بشيءٍ فرحهم بهذا الحديث
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مصفى، حدّثنا محمّد بن حمير حدّثني أبو بكر بن أبي مريم، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يا بني آدم، إن كنتم تعقلون فعدّوا أنفسكم من الموتى، والّذي نفسي بيده، إنّما توعدون لآتٍ"
وقد قال أبو داود في آخر "كتاب الملاحم": حدّثنا موسى بن سهيلٍ، حدّثنا حجّاج بن إبراهيم، حدّثنا ابن وهبٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عبد الرّحمن بن جبير، عن أبيه، عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لن يعجز اللّه هذه الأمّة من نصف يوم"
انفرد به أبو داود، ثمّ قال أبو داود:حدّثنا عمرو بن عثمان. حدّثنا أبو المغيرة، حدّثني صفوان، عن شريح بن عبيدٍ، عن سعد بن أبي وقّاصٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّي لأرجو ألّا تعجز أمّتي عند ربّها أن يؤخّرهم نصف يومٍ". قيل لسعدٍ: وكم نصف يومٍ؟ قال: خمسمائة عامٍ. انفرد به أبو داود). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 246-247]

تفسير قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا * إلا من ارتضى من رسولٍ} هذه كقوله تعالى: {ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء} [البقرة: 255] وهكذا قال هاهنا: إنّه يعلم الغيب والشّهادة، وإنّه لا يطّلع أحدٌ من خلقه على شيءٍ من علمه إلّا ممّا أطلعه تعالى عليه؛ ولهذا قال: {فلا يظهر على غيبه أحدًا * إلا من ارتضى من رسولٍ} وهذا يعمّ الرّسول الملكيّ والبشريّ.
ثمّ قال: {فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا} أي: يختصّه بمزيد معقّباتٍ من الملائكة يحفظونه من أمر اللّه، ويساوقونه على ما معه من وحي اللّه؛ ولهذا قال: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددًا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 247]

تفسير قوله تعالى: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد اختلف المفسّرون في الضّمير الّذي في قوله: {ليعلم} إلى من يعود؟ فقيل: إنّه عائدٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا يعقوب القمّيّ عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا * إلا من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا} قال: أربعة حفظةٍ من الملائكة مع جبريل، {ليعلم} محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم {أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددًا}
ورواه ابن أبي حاتمٍ من حديث يعقوب القمّيّ به. وهكذا رواه الضّحّاك، والسّدّيّ، ويزيد بن أبي حبيبٍ.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر عن قتادة: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم} قال: ليعلم نبيّ اللّه أنّ الرّسل قد بلّغت عن اللّه، وأنّ الملائكة حفظتها ودفعت عنها. وكذا رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. واختاره ابن جريرٍ.
وقيل غير ذلك، كما رواه العوفيّ عن ابن عبّاسٍ في قوله: {إلا من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا} قال: هي معقّباتٌ من الملائكة يحفظون النّبيّ من الشّيطان، حتّى يتبيّن الّذي أرسل به إليهم، وذلك حين يقول، ليعلم أهل الشّرك أن قد أبلغوا رسالات ربّهم.
وكذا قال ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم} قال: ليعلم من كذّب الرّسل أن قد أبلغوا رسالات ربّهم. وفي هذا نظرٌ.
وقال البغويّ: قرأ يعقوب: "ليعلم" بالضّمّ، أي: ليعلم النّاس أنّ الرّسل بلّغوا.
ويحتمل أن يكون الضّمير عائدًا إلى اللّه عزّ وجلّ، وهو قولٌ حكاه ابن الجوزيّ في "زاد المسير" ويكون المعنى في ذلك: أنّه يحفظ رسله بملائكته ليتمكّنوا من أداء رسالاته، ويحفظ ما بيّن إليهم من الوحي؛ ليعلم أنّ قد أبلغوا رسالات ربّهم، ويكون ذلك كقوله: {وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه} [البقرة: 143] وكقوله: {وليعلمنّ اللّه الّذين آمنوا وليعلمنّ المنافقين} [العنكبوت: 11] إلى أمثال ذلك، مع العلم بأنّه تعالى يعلم الأشياء قبل كونها قطعًا لا محالة؛ ولهذا قال بعد هذا: {وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددًا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 247-248]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة