العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:41 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة المعارج [ من الآية (36) إلى الآية (44) ]

{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:41 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل، عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين}، منطلقين، {عن اليمين وعن الشمال عزين}، قال: متفرقين). [الجامع في علوم القرآن: 1/138]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين (36) عن اليمين وعن الشّمال عزين (37) أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل جنّة نعيمٍ (38) كلاّ إنّا خلقناهم ممّا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: فما شأن الّذين كفروا باللّه قبلك يا محمّد مهطعين؛ وقد بيّنّا معنى الإهطاع، وما قال أهل التّأويل فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، غير أنّا نذكر في هذا الموضع بعض ما لم نذكره هنالك.
- فقال قتادة فيه ما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين}. يقول: عامدين.
وقال ابن زيدٍ فيه ما:
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، قوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين}. قال: المهطع: الّذي لا يطرف.
وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول: معناه: مسرعين.
وروي فيه عن الحسن ما:
- حدّثنا به ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين} قال: منطلقين.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن مسعدة، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، مثله). [جامع البيان: 23 / 277-278]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. يقول: عن يمينك يا محمّد، وعن شمالك متفرّقين حلقًا ومجالس، جماعةً جماعةً، معرضين عنك وعن كتاب اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين}. قال: قبلك ينظرون {عن اليمين وعن الشّمال عزين} قال: العزين: العصب من النّاس، عن يمينٍ وشمالٍ، معرضين عنه، يستهزئون به). [جامع البيان: 23 / 278] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: ينظرون {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: الغضب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: عامدين {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: فرقا حول نبي الله لا يرغبون في كتاب الله ولا ذكره.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: منطلقين {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: متفرقين يأخذون يمينا وشمالا يقولون: ما يقول هذا الرجل). [الدر المنثور: 14 / 696-697]

تفسير قوله تعالى: (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل، عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين}، منطلقين، {عن اليمين وعن الشمال عزين}، قال: متفرقين). [الجامع في علوم القرآن: 1/138] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني ابن لهيعة في قول الله: {عن اليمين وعن الشمال عزين}، قال: يقال: العزين المتفرقين؛ وقال الشاعر:
بمعزاة أضحت صداها = ترى ركبانها عصبا عزينا). [الجامع في علوم القرآن: 2/148]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن أبي بكر بن عياش أن حميدا حدثه عن عبادة بن نسي قال دخل رسول الله المسجد فرآهم عزين حلقا فقال ما لي أراكم عزين حلقا كحلق الجاهلية جلس رجل خلف أخيه). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى عزين قال عزين الحلق المجالس). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (عزين والعزون: الحلق والجماعات، وواحدها عزةٌ "). [صحيح البخاري: 6 / 160]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عزين والعزون الحلق والجماعات واحدها عزةٌ أي بالتّخفيف كذا لأبي ذرٍّ وسقط لفظ الحلق لغير أبي ذرٍّ والصّواب إثباته وهو كلام الفرّاء بلفظه والحلق بفتح الحاء المهملة على المشهور ويجوز كسرها وقال أبو عبيدة عزين جماعةٌ عزةٌ مثل ثبةٍ وثبين وهي جماعاتٌ في تفرقةٍ). [فتح الباري: 8 / 665]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والعزون الجماعات وواحدها عزةٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين} (المعارج: 63، 73) وفسّر: عزين بالجماعات وفي رواية أبي ذر: العزون الحلق، والجماعات والحلق بفتح الحاء على المشهور، ويجوز كسرها. قوله: (وواحدها) ، وفي بعض لنسخ وواحدتها عزة: بكسر العين وتخفيف الزّاي، ونظيرها: ثبة وتبين، وكرة وكرين، وقلة وقلين. قوله: (مهطعين) ، أي: مسرعين مقبلين عليك مادّي أعناقهم ومديمي النّظر إليك متطلعين نحوك. نصب على الحال: عزين حلقا وفرقا وعصبة عصبة وجماعة جماعة متفرّقين). [عمدة القاري: 19 / 260]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (والعزون الجماعات) ولأبي ذر عزين وله أيضًا العزون حلق بكسر الحاء المهملة وفتح اللام وجماعات وله أيضًا الحلق والجماعات (وواحدها) ولأبي ذر واحدتها (عزة) وكانوا يتحلقون حلقًا ويقولون استهزاء بالمسلمين لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها قبلهم). [إرشاد الساري: 7 / 400]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: العزين مجالس أنداءٍ). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 63]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. يقول: عن يمينك يا محمّد، وعن شمالك متفرّقين حلقًا ومجالس، جماعةً جماعةً، معرضين عنك وعن كتاب اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين}. قال: قبلك ينظرون {عن اليمين وعن الشّمال عزين} قال: العزين: العصب من النّاس، عن يمينٍ وشمالٍ، معرضين عنه، يستهزئون به.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. قال: مجالس مجنّبين.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين} يقول: عامدين {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. أي: فرقًا حول نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا يرغبون في كتاب اللّه ولا في نبيّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٌ، عن قتادة قوله: {عزين} قال: العزين: الحلق المجالس.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {عزين}. قال: حلقًا ورفقًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. قال: العزين: المجلس الّذي فيه الثّلاثة والأربعة، والمجالس الثّلاثة والأربعة، أولئك العزون.
- حدّثنا إسماعيل بن موسى الفزاريّ، قال: أخبرنا أبو الأحوص، عن عاصمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، يرفعه قال: ما لي أراكم عزين. والعزين: الحلق المتفرّقة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خرج على أصحابه وهم حلقٌ حلقٌ، فقال: ما لي أراكم عزين؟.
- حدّثني أبو حصينٍ، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة الطّائيّ، عن جابر بن سمرة، قال: دخل علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن متفرّقون، فقال: ما لهم عزين؟.
- حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن عمرٍو الغزّيّ، قال: حدّثنا الفريابيّ، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال: جاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى ناسٍ من أصحابه وهم جلوسٌ، فقال: ما لي أراكم عزين حلقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال: جاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى ناسٍ من أصحابه وهم جلوسٌ، فقال: ما لي أراكم عزين حلقًا.
- حدّثني ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة الطّائيّ، قال: حدّثنا جابر بن سمرة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خرج عليهم وهم حلقٌ، فقال: ما لي أراكم عزين. يقول: حلقًا، يعني قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. قال: عزين: متفرّقين، يأخذون يمينًا وشمالاً، يقولون: ما قال هذا الرّجل؟.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن مسعدة، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، مثله.
وواحد العزين: عزوةٌ، كما واحد الثّبين ثبةٌ، وواحد الكرين كرةٌ. ومن العزين قول راعي الإبل:
أخليفة الرّحمن إنّ عشيرتي = أمسى سوامهم عزين فلولا). [جامع البيان: 23 / 278-281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: ينظرون {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: الغضب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: عامدين {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: فرقا حول نبي الله لا يرغبون في كتاب الله ولا ذكره.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: منطلقين {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: متفرقين يأخذون يمينا وشمالا يقولون: ما يقول هذا الرجل). [الدر المنثور: 14 / 696-697] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: الحلق الرفاق، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأحوص وهو يقول:
فجاؤا مهرعين إليه حتى = يكونوا حول منبره عزين.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {عن اليمين وعن الشمال} قال: عن يمين النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعن شماله {عزين} قال: مجالس محتبين نفر قليل قليل.
وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {عزين} قال: الحلق المجالس.
وأخرج عبد بن حميد عن عبادة بن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقال: مالي أراكم {عزين} حلقا حلق الجاهلية قعد رجل خلف أخيه.
وأخرج عبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي، وابن مردويه، عن جابر بن سمرة قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ونحن حلق متفرقون فقال: ما لي أراكم {عزين}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه جلوس حلقا حلقا فقال: مالي أراكم {عزين}). [الدر المنثور: 14 / 697-698]

تفسير قوله تعالى: (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل جنّة نعيمٍ}. يقول: أيطمع كلّ امرئٍ من هؤلاء الّذين كفروا قبلك مهطعين أن يدخله اللّه جنّة نعيمٍ: أي بساتين نعيمٍ ينعم فيها.
واختلف القرأة في قراءة قوله: {أن يدخل جنّة نعيمٍ} فقرأت ذلك عامّة قرأة الأمصار: يدخل بضمّ الياء على وجه ما لم يسمّ فاعله، غير الحسن وطلحة بن مصرّفٍ، فإنّه ذكر عنهما أنّهما كانا يقرآنه بفتح الياء، بمعنى: أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل كلّ امرئٍ منهم جنّة نعيمٍ.
والصّواب من القراءة في ذلك ما عليه قرأة الأمصار، وهي ضمّ الياء لإجماع الحجّة من القرّاء عليه). [جامع البيان: 23 / 281-282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة} برفع الياء.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي معمر أنه قرأ {أن يدخل} بنصب الياء ورفع الخاء.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم} قال: كلا لست فاعلا ثم ذكر خلقهم فقال: {إنا خلقناهم مما يعلمون} يعني النطفة التي خلق منها البشر). [الدر المنثور: 14 / 698-699]

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال تلا قتادة خلقناهم مما يعلمون قال خلقت من قذر يا ابن آدم فاتق الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كلاّ إنّا خلقناهم ممّا يعلمون}. يقول عزّ وجلّ: ليس الأمر كما يطمع فيه هؤلاء الكفّار من أن يدخل كلّ امرئٍ منهم جنّة نعيمٍ.
وقوله: {إنّا خلقناهم ممّا يعلمون}. يقول جلّ وعزّ: إنّا خلقناهم من منيٍّ قذرٍ، وإنّما يستوجب دخول الجنّة من يستوجبه منهم بالطّاعة، لا بأنّه مخلوقٌ، فكيف يطمعون في دخول الجنّة وهم عصاةٌ كفرةٌ؟.
- وقد: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا خلقناهم ممّا يعلمون} إنّما خلقت من قذرٍ يا ابن آدم، فاتّق اللّه). [جامع البيان: 23 / 282]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن الفضل الصّائغ بعسقلان، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا جرير بن عثمان، ثنا عبد الرّحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفيرٍ، عن بسر بن جحّاشٍ القرشيّ، قال: تلا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية {فمال للّذين كفروا قبلك مهطعين (36) عن اليمين وعن الشّمال عزين (37) أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل جنّة نعيمٍ (38) كلّا إنّا خلقناهم ممّا يعلمون} ، ثمّ بزق رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم على كفّه فقال: " يقول اللّه: يا ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتّى إذا سوّيتك وعدلتك مشيت بين بردتين وللأرض منك وئيدٌ يعني شكوى فجمعت ومنعت حتّى إذا بلغت التّراقي " قلت: «أتصدّق وأنّى أوان الصّدقة» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم} قال: كلا لست فاعلا ثم ذكر خلقهم فقال: {إنا خلقناهم مما يعلمون} يعني النطفة التي خلق منها البشر). [الدر المنثور: 14 / 699] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {كلا إنا خلقناهم مما يعلمون} قال: إنما خلقت من قذر يا ابن آدم فاتق الله.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن بشير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} إلى قوله: {كلا إنا خلقناهم مما يعلمون} ثم بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفه ووضع عليها إصبعه وقال: يقول الله ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة). [الدر المنثور: 14 / 699-700]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب إنّا لقادرون (40) على أن نبدّل خيرًا منهم وما نحن بمسبوقين (41) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدون}.
يقول تعالى ذكره: فلا أقسم بربّ مشارق الأرض ومغاربها. {إنّا لقادرون (40) على أن نبدّل خيرًا منهم} يقول: إنّا لقادرون على أن نهلكهم، ونأتي بخيرٍ منهم من الخلق يطيعونني ولا يعصونني {وما نحن بمسبوقين} يقول تعالى ذكره: وما يفوتنا منهم أحدٌ بأمرٍ نريده منه، فيعجزنا هربًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، قال: قال ابن عبّاسٍ: إنّ الشّمس تطلع كلّ سنةٍ في ثلاثمائةٍ وستّين كوّةٍ، تطلع كلّ يومٍ في كوّةٍ، لا ترجع إلى تلك الكوّة إلى ذلك اليوم من العام المقبل، ولا تطلع إلاّ وهي كارهةٌ، تقول: ربّ لا تطلعني على عبادك، فإنّي أراهم يعصونك، يعملون بمعاصيك أراهم، قال: أولم تسمعوا إلى قول أميّة بن أبي الصّلت:
حتّى تجرّ وتجلد
قلت: يا مولاه وتجلد الشّمس؟ فقال: عضضت بهن أبيك، إنّما اضّطرّه الرّويّ إلى الجلد.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني ابن عمارة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: {بربّ المشارق والمغارب}. قال: إنّ الشّمس تطلع من ثلاثمائةٍ وستّين مطلعًا، تطلع كلّ يومٍ من مطلعٍ لا تعود فيه إلى قابلٍ، ولا تطلع إلاّ وهي كارهةٌ. قال عكرمة: فقلت له: قد قال الشّاعر:
حتّى تجرّ وتجلد
قال: فقال ابن عبّاسٍ: عضضت بهن أبيك، إنّما اضّطرّه الرّويّ.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: أخبرنا النّضر، قال: أخبرنا شعبة، قال: أخبرنا عمارة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: إنّ الشّمس تطلع في ثلاثمائةٍ وستّين كوّةً، فإذا طلعت في كوّةٍ لم تطلع منها حتّى العام المقبل، ولا تطلع إلاّ وهي كارهةٌ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب}. قال: هو مطلع الشّمس ومغربها، ومطلع القمر ومغربه). [جامع البيان: 23 / 282-284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فلا أقسم برب المشارق والمغارب} قال: للشمس كل يوم مطلع تطلع فيه ومغرب تغرب فيه غير مطلعها بالأمس وغير مغربها بالأمس.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {برب المشارق والمغارب} قال: المنازل التي تجري فيها الشمس والقمر). [الدر المنثور: 14 / 700]

تفسير قوله تعالى: (عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إنّا لقادرون (40) على أن نبدّل خيرًا منهم} يقول: إنّا لقادرون على أن نهلكهم، ونأتي بخيرٍ منهم من الخلق يطيعونني ولا يعصونني {وما نحن بمسبوقين} يقول تعالى ذكره: وما يفوتنا منهم أحدٌ بأمرٍ نريده منه، فيعجزنا هربًا). [جامع البيان: 23 / 282] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا}. يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فذر هؤلاء المشركين المهطعين عن اليمين وعن الشّمال عزين، يخوضوا في باطلهم، ويلعبوا في هذه الدّنيا. {حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدون}. يقول: حتّى يلاقوا عذاب يوم القيامة الّذي يوعدونه). [جامع البيان: 23 / 284]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني نافع بن أبي نعيم القارئ قال: سألت مسلم بن جندب الهذلي عن قول الله: {كأنهم إلى نصبٍ يوفضون}، قال: إلى غايةٍ). [الجامع في علوم القرآن: 1/24]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى من الأجداث قال من القبور كأنهم إلى نصب قال إلى علم يوفضون قال يسعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم يخرجون من الأجداث سراعًا كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون (43) خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذلّةٌ ذلك اليوم الّذي كانوا يوعدون}.
وقوله: {يوم يخرجون}. بيانٌ وتوجيهٌ عن اليوم الأوّل الّذي في قوله: {يومهم الّذي يوعدون} وتأويل الكلام: حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدونه يوم يخرجون من الأجداث وهي القبور: واحدها جدثٌ {سراعًا كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يوم يخرجون من الأجداث سراعًا}. أي: من القبور سراعًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله.
وقد بيّنّا الجدث فيما مضى قبل بشواهده، وما قال أهل العلم فيه.
وقوله: {إلى نصبٍ يوفضون}. يقول: كأنّهم إلى علمٍ قد نصب لهم يستبقون. وأجمعت قرّاء الأمصار على فتح النّون من قوله: (نصبٍ) غير الحسن البصريّ، فإنّه ذكر عنه أنّه كان يضمّها مع الصّاد؛ وكأنّ من فتحها يوجّه النّصب إلى أنّه مصدرٌ من قول القائل: نصبت الشّيء أنصبه نصبًا. وكأن تأويله عندهم: كأنّهم إلى صنمٍ منصوبٍ يسرعون سعيًا. وأمّا من ضمّها مع الصّاد فإنّه يوجّهه إلى أنّه واحد الأنصاب، وهي آلهتهم الّتي كانوا يعبدونها.
وأمّا قوله: {يوفضون} فإنّ الإيفاض: هو الإسراع؛ ومنه قول الشّاعر:
لأنعتن نعامةً ميفاضا = خرجاء تغدو تطلب الإضاضا
يقول: تطلب ملجأً تلجأ إليه؛ والإيفاض: السّرعة؛ وقال رؤبة:
تمشي بنا الجدّ على أوفاض
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن عوفٍ، عن أبي العالية، أنّه قال في هذه الآية {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون} قال: إلى علاماتٍ يستبقون.
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}. قال: إلى علمٍ يسعون.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يوفضون}. قال: يستبقون.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}. قال: إلى علمٍ يسعون.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٌ، عن قتادة: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}. قال: إلى علمٍ يوفضون، قال: يسعون.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: سمعت أبا عمرٍو يقول: سمعت يحيى بن أبي كثيرٍ، يقول: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}. قال: إلى غايةٍ يستبقون.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {إلى نصبٍ يوفضون}: إلى علمٍ ينطلقون.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {إلى نصبٍ يوفضون}. قال: إلى علمٍ يستبقون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}.
قال: النّصب: حجارةٌ كانوا يعبدونها، حجارةٌ طوالٌ يقال لها نصبٌ وفي قوله: {يوفضون}. قال: يسرعون إليه كما يسرعون إلى نصبٍ يوفضون؛ قال ابن زيدٍ: والأنصاب الّتي كان أهل الجاهليّة يعبدونها ويأتونها ويعظّمونها، كان أحدهم يحمله معه، فإذا رأى أحسن منه أخذه، وألقى هذا، فقال له: {كلٌّ على مولاه أينما يوجّهه لا يأت بخيرٍ هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراطٍ مستقيمٍ}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}. قال: يبتدرون إلى نصبهم أيّهم يستلمه أوّل.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن مسعدة، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، مثله). [جامع البيان: 23 / 284-287]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يوفضون الإيفاض الإسراع كذا للنّسفيّ هنا وحده وهو كلام الفرّاء وقد تقدّم في الجنائز قوله وقرأ الأعمش وعاصمٌ إلى نصبٍ أي إلى شيءٍ منصوبٍ يستبقون إليه وقراءة زيد بن ثابتٍ إلى نصبٍ وكأنّ النّصب الآلهة الّتي كانت تعبد وكلٌّ صوابٌ والنّصب واحدٌ والنّصب مصدرٌ ثبت هذا هنا للنّسفيّ وذكره أبو نعيمٍ أيضًا وقد تقدّم بعضه في الجنائز وهو قول الفرّاء بلفظه وزاد في قراءة زيد بن ثابتٍ برفع النّون وبعد قوله الّتي كانت تعبد من الأحجار قال النّصب والنّصب واحدٌ وهو مصدرٌ والجمع أنصابٌ انتهى يريد أنّ الّذي بضمّتين واحدٌ لا جمعٌ مثل حقبٍ واحد الأحقاب). [فتح الباري: 8 / 665-666]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يوفضون الإيفاض الإسراع
هذا للنسفي وحده، وأشار به إلى قوله تعالى: {كأنّهم إلى نصب يوفضون} (المعارج: 34) وفسّر: (الإيفاض) الّذي هو مصدر (بالإسراع) ويفهم منه أن معنى: يوفضون يسرعون، وعن ابن عبّاس وقتادة: يسعون وعن مجاهد وأبي العالية: يستبقون، وعن الضّحّاك: ينطلقون، وعنالحسن، يبتدرون، وعن القرطبيّ: يشتدّون، والنّصب المنصوب وعن ابن عبّاس: إلى نصب، إلى غاية، وذلك حين سمعوا الصّيحة الأخيرة، وعن الكسائي: يعني إلى أوثانهم الّتي كانوا يعبدونها من دون الله عز وجل). [عمدة القاري: 19 / 260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال: إلى علم يسعون.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {إلى نصب} قال: غاية {يوفضون} قال: يستبقون.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال: يبتدرون نصيبهم.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {يوم يخرجون من الأجداث} قال: القبور {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال: إلى علم يسعون {ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون} قال: ذلك يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية أنه قرأ {إلى نصب يوفضون} على معنى الواحد.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {إلى نصب} خفيفة منصوبة النون على معنى واحدة). [الدر المنثور: 14 / 700-701]

تفسير قوله تعالى: (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {خاشعةً أبصارهم}. يقول: خاضعةً أبصارهم للّذي هم فيه من الخزي والهوان، {ترهقهم ذلّةٌ} يقول: تغشاهم ذلّةٌ. {ذلك اليوم الّذي كانوا يوعدون} يقول عزّ وجلّ: هذا اليوم الّذي وصفت صفته، وهو يوم القيامة الّذي كان مشركو قريشٍ يوعدون في الدّنيا أنّهم لاقوه في الآخرة، كانوا يكذّبون به.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ذلك اليوم} يوم القيامة {الّذي كانوا يوعدون}). [جامع البيان: 23 / 287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {يوم يخرجون من الأجداث} قال: القبور {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال: إلى علم يسعون {ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون} قال: ذلك يوم القيامة). [الدر المنثور: 14 / 700] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي الأشهب عن الحسن أنه كان يقراها خاشعا أبصارهم قال: وكان أبو رجاء يقرأها {خاشعة أبصارهم} والله أعلم). [الدر المنثور: 14 / 701]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:52 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ("مهطعين" مسرعين). [مجاز القرآن: 2/270]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين * عن اليمين وعن الشّمال عزين} وقال: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين} {عن اليمين وعن الشّمال عزين} كما تقول "ما لك قائماً" وواحدة "العزين": العزة. مثل "ثبة" و"ثبين"). [معاني القرآن: 4/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مهطعين}: مسرعين). [غريب القرآن وتفسيره: 390]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكتبوا (الربو) بالواو، وكتبوا: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا} فمال بلام منفردة). [تأويل مشكل القرآن: 56-58]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين (36)}
(مهطعين) منصوب على الحال، والمهطع المقبل ببصره على الشيء لا يزايله، لأنهم كانوا ينظرون إلى النبي عليه السلام نظر عداوة.قال اللّه تعالى: {وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون} معناه غيظا وحنقا). [معاني القرآن: 5/223]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ((مهطعين) أي: جماعات متفرقين). [ياقوتة الصراط: 531]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُهْطِعِينَ}: مسرعين). [العمدة في غريب القرآن: 314]

تفسير قوله تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وعن الشّمال عزين...}.والعزون: الحلق، الجماعات كانوا يجتمعون حول النبي صلى الله عليه فيقولون: لئن دخل هؤلاء الجنة ـ كما يقول محمد صلى الله عليه ـ لندخلنها قبلهم، وليكونن لنا فيها أكثر مما لهم، فأنزل الله: {أيطمع كلّ امرئٍ مّنهم أن يدخل جنّة نعيمٍ...}). [معاني القرآن: 3/186]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عزين} جماع عزة مثل ثبةٍ وثبين وهي جماعات في تفرقة قال الراعي:أمسى سوامهم عزين فلولا). [مجاز القرآن: 2/270]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين * عن اليمين وعن الشّمال عزين} وقال: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين} {عن اليمين وعن الشّمال عزين} كما تقول "ما لك قائماً" وواحدة "العزين": العزة. مثل "ثبة" و"ثبين"). [معاني القرآن: 4/35] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عزين}: واحدها عزة وهي جماعات مختلفة). [غريب القرآن وتفسيره: 390]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {عزين} جمعات).
[تفسير غريب القرآن: 486]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين (37)} حلقا حلقا وجماعة جماعة، وعزين جمع عزة، فكانوا عن يمينه وشماله مجتمعين، فقالوا إن كان أصحاب محمد يدخلون الجنة فإنا ندخلها قبلهم.وإن أعطوا فيها شيئا أعطينا أكثر منه، فقال عزّ وجلّ: {أيطمع كلّ امرئ منهم أن يدخل جنّة نعيم (38)}). [معاني القرآن: 5/223]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ((عزين) أي: جماعات متفرقات). [ياقوتة الصراط: 531]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عِزِينَ} أي جماعات متفرقات). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عِزِينَ}: فرق). [العمدة في غريب القرآن: 315]

تفسير قوله تعالى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({أيطمع كلّ امرئٍ مّنهم أن يدخل جنّة نعيمٍ...} قرأ الناس: "أن يدخل" لا يسمّى فاعله وقرأ الحسن: "أن يدخل"، جعل له الفعل). [معاني القرآن: 3/186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أيطمع كلّ امرئ منهم أن يدخل جنّة نعيم (38)} وقرئت (أن يدخل جنّة نعيم) ). [معاني القرآن: 5/223]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم بيّن الله عز وجل فقال: ولم يحتقرونهم، وقد خلقناهم جميعاً "مما يعلمون" من تراب). [معاني القرآن: 3/186]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((كلا): ردع وزجر، قال الله تعالى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا}). [تأويل مشكل القرآن: 558]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم قال: {كلّا إنّا خلقناهم ممّا يعلمون (39)} أي من تراب ومن نطفة، فأي شيء لهم يدخلون به الجنة، وهم لك على العداوة وعلى البغضاء). [معاني القرآن: 5/223]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب إنّا لقادرون (40) على أن نبدّل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين (41)} معناه فأقسم بربّ المشارق والمغارب. و"لا" مؤكدة كما قال: {لئلّا يعلم أهل الكتاب}، ومعناه ليعلم أهل الكتاب.
ومعنى {بربّ المشارق والمغارب} أي مشارق الشمس ومغاربها، وكذلك القمر، وهي مشارق الصيف ومشارق الشتاء ومغارب الصيف، ومغارب الشتاء فتشرق الشمس كل يوم من مشرق، وتغرب من مغرب، وكذلك القمر). [معاني القرآن: 5/223-224]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فذرهم يخوضوا ويلعبوا} مجازه: الوعيد). [مجاز القرآن: 2/270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدون (42)}
(يخوضوا) جواب الأمر مجزوم، وقيل إنه مجزوم وإن كان لفظه بغير آلة الأمر لأنه وضع موضع الأمر، كأنه قال ليخوضوا وليلعبوا.وهذا أمر على جهة الوعيد، كما تقول: اصنع ما شئت فإني أعاقبك عليه.
وقد مر تفسير هذا مستقصى). [معاني القرآن: 5/224]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلى نصبٍ يوفضون...}. الإيفاض: الإسراع. وقال الشاعر:
لأنعتن نعامةً ميفاضا = خرجاء ظلت تطلب الإضاضا
قال: الخرجاء في اللون، فإذا رقّع القميص الأبيض برقعةٍ حمراء فهو أخرج، تطلب الإضاضا: أي تطلب موضعا تدخل فيه، وتلجأ إليه.
قرأ الأعمش وعاصم: "إلى نصبٍ" إلى شيء منصوب يستبقون إليه، وقرأ زيد بن ثابت: "إلى نصب يوفضون" فكأنّ النّصب الآلهة التي كانت تعبد [من دون الله]، وكلٌّ صواب، وهو واحد، والجمع: أنصاب). [معاني القرآن: 3/186]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون} النصب الواحد، يوفضون يسرعون قال رؤبة:يمشي بنا الجدّ على أوفاضأي عجلة والنصب العلم والصنم الذي نصبوه ومن قال " نصبٍ " فهي جماعة، مثل رهن ورهن). [مجاز القرآن: 2/270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إلى نصب يوفضون}: إلى علم يستبقون). [غريب القرآن وتفسيره: 390]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({كأنّهم إلى نصبٍ} و«النّصب»: حجر ينصب ويذبح عنده، أو صنم يقال له: نصب ونصب ونصب.
{يوفضون}: يسرعون.
و«الإيفاض»: الإسراع). [تفسير غريب القرآن: 486]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275] هذا في يوم القيامة. يريد أنه إذا بعث النّاس من قبورهم خرجوا مسرعين، يقول الله سبحانه: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [المعارج: 43] أي يسرعون، إلّا أكلة الرّبا، فإنهم يقومون ويسقطون، كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان ويسقط، لأنهم أكلوا الرّبا في الدنيا فأرباه الله في بطونهم يوم القيامة حتى أثقلهم، فهم ينهضون ويسقطون، ويريدون الإسراع فلا يقدرون). [تأويل مشكل القرآن: 435](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنّهم إلى نصب يوفضون (43)}
و{الأجداث}: القبور واحدها جدث، ويقال أيضا جدف في هذا المعنى.و
قرئت إلى (نصب يوفضون) و (إلى نصب) - بضم النون وسكون الصاد، وقرئت (إلى نصب) بضم النون والصاد.فمن قرأ نصب، فمعناه كأنّهم إلى علم منصوب لهم.
ومن قرأ (إلى نصب) فمعناه إلى أصنام لهم.كما قال (وما ذبح على النّصب).
ومعنى {يوفضون}: يسرعون. قال الشاعر:
لأنعتن نعامة ميفاضا = خرجاء تغدو وتطلب الإضاضا
الميفاض السريعة، وخرجاء ذات لونين سواد وبياض. ومعنى الأضاض الموضع الذي يلجأ إليه، يقال أضتني إليك الحاجة أضاضا). [معاني القرآن: 5/224]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلَى نُصُبٍ} (النصب) حجر ينصب ويذبح عنده أو صنم. {يُوفِضُونَ} أي يسرعون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 280]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إلى نُصُبٍ}: علم{يُوفِضُونَ}: يسرعون). [العمدة في غريب القرآن: 315]

تفسير قوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلّة ذلك اليوم الّذي كانوا يوعدون (44)}
(ترهقهم ذلّة): أي تغشاهم ذلة.
وقوله: {من عذاب يومئذ} قرئت بالفتح والكسر، فمن قرأ بكسر يوم فعلى أصل الإضافة لأن الذي يضاف إليه الأول مجرور بالإضافة.
ومن فتح يوم فلأنه مضاف إلى غير متمكن مضاف إلى "إذ"، و "إذ" مبهمة، ومعناه يوم إذ يكون كذا وكذا، فلما كانت مبهمة وأضيف إليها، بني المضاف إليها على الفتح.كذلك أنشدوا قول الشاعر:
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت = حمامة في غصون ذات أوقال
فلما أضاف "غير" إلى "أن" بناها على الفتح، وهي في موضع رفع، والرفع أيضا قد روي، فقالوا "غير" أن نطقت، كما قرئ الحرف على إعراب الجر، وعلى البناء على الفتح). [معاني القرآن: 5/225]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:53 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) }

تفسير قوله تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (والهلثاة: جماعة من الناس.
والثبة، والعِزَة، والفِرقة، واللبدة، قال الله عز وجل: {انفروا ثبات أو انفروا جميعا}.
وقال: {عن اليمين وعن الشمال عزين}، وقال عدي:
دعا بالبقة الأمراء يوما = جزيمة عصر ينجوهم ثبينا
وقال الله عز وجل: {كادوا يكونون عليه لبدا} ). [الفرق في اللغة: 146-147] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال الله عز وجل: {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم * كلا إنا خلقناهم مما يعلمون}، معناه: من أجل ما يعلمون من الثواب والعقاب والجزاء بالأعمال التي تكون منهم، فحذف (أجل) وقامت (ما) مقامه.
ويقال: معنى الآية: إنا خلقناهم من الجنس الذي يعلمون ويفهمون وتقوم عليهم الحجة، ولم نخلقهم من البهائم التي لا تعقل ولا يلزمها ثواب ولا عقاب، فتجعل (ما) في موضع (الناس)؛ لأن المكان مكان إبهام، وليس بموضع تخصيص ولا تحصيل، كما يقول الرجل للرجل: ما أنت وما أبوك؟ فيستفهم بـ (ما) إذا كان الموضع غير محصل ولا مخصص، وجمع يعلمون بمعنى (ما) كما قال: {ومنهم من يستمعون إليك}، {ومن الشياطين من يغوصون له}: قال الفرزدق:
تعش فإن عاهدتني لا تخونني = نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
فثنى، (يصطحبان) لمعنى (من)، وأنشد الفراء:
ألما بسلمى لمة إذ وقفتما = وقولا لها عوجي على من تخلفوا
فجمع الفعل لما وصفنا). [كتاب الأضداد: 229-330]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال الله عز وجل: {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم * كلا إنا خلقناهم مما يعلمون}، معناه: من أجل ما يعلمون من الثواب والعقاب والجزاء بالأعمال التي تكون منهم، فحذف (أجل) وقامت (ما) مقامه.
ويقال: معنى الآية: إنا خلقناهم من الجنس الذي يعلمون ويفهمون وتقوم عليهم الحجة، ولم نخلقهم من البهائم التي لا تعقل ولا يلزمها ثواب ولا عقاب، فتجعل (ما) في موضع (الناس)؛ لأن المكان مكان إبهام، وليس بموضع تخصيص ولا تحصيل، كما يقول الرجل للرجل: ما أنت وما أبوك؟ فيستفهم بـ (ما) إذا كان الموضع غير محصل ولا مخصص، وجمع يعلمون بمعنى (ما) كما قال: {ومنهم من يستمعون إليك}، {ومن الشياطين من يغوصون له}: قال الفرزدق:
تعش فإن عاهدتني لا تخونني = نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
فثنى، (يصطحبان) لمعنى (من)، وأنشد الفراء:
ألما بسلمى لمة إذ وقفتما = وقولا لها عوجي على من تخلفوا
فجمع الفعل لما وصفنا). [كتاب الأضداد: 329-330] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) }

تفسير قوله تعالى: {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) }

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) }

قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
فسقى صدى جدث ببرقة ضاحك = هزم أجش وديمه مدرار
...
والجدث القبر). [نقائض جرير والفرزدق: 848] (م)
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (
وتوفضون: تسرعون، يقال: أوفض يوفض إيفاضًا إذا أسرع، قال الله جل وعز: {كأنهم إلى نصبٍ يوفضون}.
فأما يفيضون فيدفعون قال الأصمعي: يقال أفاض من عرفة إلى منىً: أي دفع). [الأمالي: 1/274]

تفسير قوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أنه من قال ذهب نساؤك قال أذاهب نساؤك. ومن قال: {فمن جاءه موعظة من ربه} قال أجائي موعظة تذهب الهاء هاهنا كما تذهب التاء في الفعل.
وكان أبو عمرو يقرأ: (خاشعاً أبصارهم) ). [الكتاب: 2/43] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين الآية نزلت بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند الكعبة أحيانا ويقرأ القرآن، فكان كثير من الكفار يقومون من مجالسهم مسرعين إليه يتسمعون قراءته ويقول بعضهم لبعض: شاعر وكاهن ومفتر وغير ذلك. وقبلك معناه فيما يليك، و: «المهطع» الذي يمشي مسرعا إلى شيء قد أقبل عليه ببصره. وقال ابن زيد: لا يطرف). [المحرر الوجيز: 8/ 411]

تفسير قوله تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و: عزين جمع عزة، قال بعض النحاة أصلها عزوة، وقال آخرون منهم: أصلها عزهة، وجمعت بالواو والنون عوضا مما انحذف منها نحو سنة وسنون، ومعنى العزة: الجمع اليسير فكأنهم كانوا ثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة ومنه قول الراعي: [الكامل]
أخليفة الرحمن إن عشيرتي = أمسى سوامهم عزين فلولا
وقال أبو هريرة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم حلق متفرقون فقال: «ما لي أراكم عزين»). [المحرر الوجيز: 8/ 412]

تفسير قوله تعالى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل جنّة نعيمٍ نزلت لأن بعض الكفار قال: إن كانت ثم آخرة وجنة فنحن أهلها وفيها، لأن الله تعالى لم ينعم علينا في الدنيا بالمال والبنين وغير ذلك إلا لرضاه عنا. وقرأ السبعة والحسن وطلحة: «يدخل» بضم الياء وفتح الخاء على بناء الفعل للمفعول، وقرأ المفضل عن عاصم وابن يعمر والحسن وأبو رجاء وطلحة: «يدخل»، بفتحها وضم الخاء على بناء الفعل للفاعل). [المحرر الوجيز: 8/ 412]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: كلّا رد لقولهم وطمعهم: أي ليس الأمر كذلك، ثم أخبر عن خلقهم من نطفة قذرة، فأحال في العبارة عنها إلى علم الناس أي فمن خلق من ذلك فليس بنفس خلقه يعطى الجنة، بل بالأعمال الصالحة إن كانت. وقال قتادة في تفسيرها: إنما خلقت من قذر با ابن آدم فاتق الله، وقال أنس كان أبو بكر إذا خطبنا ذكر مناتي ابن آدم ومروره من مجرى البول مرتين وكونه نطفة في الرحم ثم علقة ثم مضغة إلى أن يخرج فيتلوث في نجساته طفلا فلا يقلع أبو بكر حتى يقذر أحدنا نفسه). [المحرر الوجيز: 8/ 412]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب إنّا لقادرون (40) على أن نبدّل خيراً منهم وما نحن بمسبوقين (41) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدون (42) يوم يخرجون من الأجداث سراعاً كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون (43) خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذلّةٌ ذلك اليوم الّذي كانوا يوعدون (44)
قرأ الجمهور: «فلا أقسم» وذلك على أن تكون «لا» زائدة، أو تكون ردا لفعل الكفار وقولهم ثم يقع الابتداء بالقسم. وقرأ قوم من القراء «فلأقسم» دون ألف مفردة، والمشارق والمغارب هي مطالع الشمس والقمر وسائر الكواكب وحيث تغرب، لأنها مختلفة عند التفضيل فلذلك جمع، وقرأ عبد الله بن مسلم وابن محيصن: «برب المشرق والمغرب» على الإفراد، ومتى ورد «المشرق والمغرب»، وهي عبارة عن موضع الشروق وموضع الغروب بجملته وإن كان يتفصل بالصاد، ومتى ورد المشرقان والمغربان فهي عبارة عن طرفي مواضع الشروق وطرفي موضع الغروب. وأقسم الله تعالى في هذه الآية بمخلوقاته على إيجاب قدرته على أن يبدل خيرا من ذلك العالم، وأنه لا يسبقه شيء إلى إرادته). [المحرر الوجيز: 8/ 413]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: فذرهم يخوضوا الآية وعيد وما فيه من معنى المهادنة فمنسوخ بآية السيف. وروي عن ابن كثير أنه قرأ: «يلقوا» بغير ألف، وهي قراءة أبي جعفر وابن محيصن). [المحرر الوجيز: 8/ 413]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويوم يخرجون بدل من قولهم يومهم. وقرأ الجمهور: «يخرجون» بفتح الياء وضم الراء. وروى أبو بكر عن عاصم: ضم الياء وفتح الراء.
و: الأجداث القبور، والنصب: ما نصب للإنسان فهو يقصد مسرعا إليه من علم أو بناء أو صنم لأهل الأصنام. وقد كثر استعمال هذا الاسم في الأصنام حتى قيل لها الأنصاب، ويقال لشبكة الصائد نصب.
وقال أبو العالية إلى نصبٍ يوفضون معناه: إلى غايات يستبقون. وقرأ جمهور السبعة وأبو بكر عن عاصم «نصب» بفتح النون، وهي قراءة أبي جعفر ومجاهد وشيبة وابن وثاب والأعرج، وقرأ الحسن وقتادة بخلاف عنهما: «نصب» بضم النون. وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم: «نصب» بضم النون والصاد وهي قراءة الحسن أيضا وأبي العالية وزيد بن ثابت وأبي رجاء وقرأ مجاهد وأبو عمران الجوني «إلى نصب» بفتح النون والصاد ويوفضون معناه: يسرعون ومنه قول الراجز: [الرجز]
لأنعتنّ نعامة ميفاضا = خرجاء ظلت تطلب الاضاضا
). [المحرر الوجيز: 8/ 413-414]

تفسير قوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وخاشعةً نصب على الحال، ومعناه ذليلة منكسرة، وترهقهم معناه: تظهر عليهم وتلح وتضيق نفوسهم، ومن هذه اللفظة المرهق من السادة بحوائج الناس، والمرهق بالدين، وخلق فيها رهق أي إسراع إلى الناس وسيف فلان فيه رهق، ومنه مراهقة الاحتلام، وإرهاق الصلاة أي مزاحمة وقتها). [المحرر الوجيز: 8/ 414]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين (36) عن اليمين وعن الشّمال عزين (37) أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل جنّة نعيمٍ (38) كلا إنّا خلقناهم ممّا يعلمون (39) فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب إنّا لقادرون (40) على أن نبدّل خيرًا منهم وما نحن بمسبوقين (41) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدون (42) يوم يخرجون من الأجداث سراعًا كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون (43) خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذلّةٌ ذلك اليوم الّذي كانوا يوعدون (44)}
يقول تعالى منكرًا على الكفّار الّذين كانوا في زمن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهم مشاهدون له، ولما أرسله اللّه به من الهدى وما أيّده اللّه به من المعجزات الباهرات، ثمّ هم مع هذا كلّه فارّون منه، متفرّقون عنه، شاردون يمينًا وشمالًا فرقًا فرقًا، وشيعًا شيعًا، كما قال تعالى: {فما لهم عن التّذكرة معرضين * كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ * فرّت من قسورةٍ} [المدّثّر: 49، 51] الآية وهذه مثلها؛ فإنّه قال تعالى: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين} أي: فما لهؤلاء الكفّار الّذين عندك يا محمّد {مهطعين} أي مسرعين نافرين منك، كما قال الحسن البصريّ: {مهطعين} أي: منطلقين، {عن اليمين وعن الشّمال عزين} واحدها عزةٌ، أي: متفرّقين. وهو حالٌ من مهطعين، أي: في حال تفرّقهم واختلافهم، كما قال الإمام أحمد في أهل الأهواء: فهم مخالفون للكتاب، مختلفون في الكتاب، متّفقون على مخالفة الكتاب.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين} قال: قبلك ينظرون، {عن اليمين وعن الشّمال عزين} قال: العزين: العصب من النّاس، عن يمينٍ وشمالٍ معرضين يستهزئون به.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن بشّارٍ. حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا قرّة، عن الحسن في قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين} متفرّقين، يأخذون يمينًا وشمالًا يقولون: ما قال هذا الرّجل؟
وقال قتادة: {مهطعين} عامدين، {عن اليمين وعن الشّمال عزين} أي: فرقًا حول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لا يرغبون في كتاب اللّه، ولا في نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال الثّوريّ، وشعبة، وعيسى بن يونس وعبثر بن القاسم ومحمّد بن فضيلٍ، ووكيع، ويحيى القطّان، وأبو معاوية، كلّهم عن الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج عليهم وهم حلقٌ، فقال: "ما لي أراكم عزين؟ "
رواه أحمد، ومسلمٌ، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن جريرٍ، من حديث الأعمش، به
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا مؤمّل، حدّثنا سفيان، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج على أصحابه وهم حلق حلق، فقال: "ما لي أراكم عزين؟ ".
وهذا إسنادٌ جيّدٌ، ولم أره في شيءٍ من الكتب السّتّة من هذا الوجه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 227-229]

تفسير قوله تعالى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل جنّة نعيمٍ} أي: أيطمع هؤلاء -والحالة هذه-من فرارهم عن الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم ونفارهم عن الحقّ -أن يدخلوا جنّات النّعيم؟ كلّا بل مأواهم الجحيم.
ثمّ قال تعالى مقرّرًا لوقوع المعاد والعذاب بهم الّذي أنكروا كونه واستبعدوا وجوده، مستدلًّا عليهم بالبداءة الّتي الإعادة أهون منها وهم معترفون بها، فقال {إنّا خلقناهم ممّا يعلمون} أي: من المنيّ الضّعيف، كما قال: {ألم نخلقكم من ماءٍ مهينٍ} [المرسلات: 20]. وقال: {فلينظر الإنسان ممّ خلق خلق من ماءٍ دافقٍ يخرج من بين الصّلب والتّرائب إنّه على رجعه لقادرٌ يوم تبلى السّرائر فما له من قوّةٍ ولا ناصرٍ} [الطّارق: 5 -10]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 229]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب} أي: الذي خلق السموات والأرض، وجعل مشرقًا ومغربًا، وسخّر الكواكب تبدو من مشارقها وتغيب في مغاربها. وتقدير الكلام: ليس الأمر كما يزعمون أن لا معاد ولا حساب، ولا بعث ولا نشور، بل كلّ ذلك واقعٌ وكائنٌ لا محالة. ولهذا أتى ب "لا" في ابتداء القسم ليدلّ على أنّ المقسم عليه نفيٌ، وهو مضمون الكلام، وهو الرّدّ على زعمهم الفاسد في نفي يوم القيامة، وقد شاهدوا من عظيم قدرة اللّه تعالى ما هو أبلغ من إقامة القيامة، وهو خلق السموات والأرض، وتسخير ما فيهما من المخلوقات من الحيوانات والجمادات، وسائر صنوف الموجودات؛ ولهذا قال تعالى: {لخلق السّماوات والأرض أكبر من خلق النّاس} [غافرٍ: 57] وقال تعالى: {أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلق السّماوات والأرض ولم يعي بخلقهنّ بقادرٍ على أن يحيي الموتى بلى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} [الأحقاف: 33]. وقال تعالى في الآية الأخرى: {أوليس الّذي خلق السّماوات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون} [يس: 81، 82]. وقال هاهنا: {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب إنّا لقادرون على أن نبدّل خيرًا منهم} أي: يوم القيامة نعيدهم بأبدانٍ خيرٍ من هذه، فإنّ قدرته صالحةٌ لذلك، {وما نحن بمسبوقين} أي: بعاجزين. كما قال تعالى: {أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوّي بنانه} [القيامة: 3، 4]. وقال تعالى: {نحن قدّرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على أن نبدّل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون} [الواقعة: 6، 61].
واختار ابن جريرٍ {على أن نبدّل خيرًا منهم} أي: أمّةً تطيعنا ولا تعصينا وجعلها، كقوله: {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم} [محمّدٍ: 38]. والمعنى الأول أظهر لدلالةالآيات الأخر عليه، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 229-230]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {فذرهم} أي: يا محمّد {يخوضوا ويلعبوا} أي: دعهم في تكذيبهم وكفرهم وعنادهم، {حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدون} أي: فسيعلمون غبّ ذلك ويذوقون وباله). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 230]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم يخرجون من الأجداث سراعًا كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون} أي: يقومون من القبور إذا دعاهم الرّبّ، تبارك وتعالى، لموقف الحساب، ينهضون سراعًا كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك: إلى علم يسعون. وقال أبو العالية، ويحيى بن أبي كثيرٍ: إلى غايةٍ يسعون إليها.
وقد قرأ الجمهور: "نصب" بفتح النّون وإسكان الصّاد، وهو مصدرٌ بمعنى المنصوب. وقرأ الحسن البصريّ: {نصبٍ} بضمّ النّون والصّادّ، وهو الصّنم، أي: كأنّهم في إسراعهم إلى الموقف كما كانوا في الدّنيا يهرولون إلى النّصب إذا عاينوه يوفضون، يبتدرون، أيّهم يستلمه أوّل. وهذا مرويٌّ عن مجاهدٍ، ويحيى بن أبي كثيرٍ، ومسلمٍ البطين وقتادة، والضّحّاك، والرّبيع بن أنسٍ، وأبي صالحٍ، وعاصم بن بهدلة، وابن زيدٍ، وغيرهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 230]

تفسير قوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {خاشعةً أبصارهم} أي: خاضعةً {ترهقهم ذلّةٌ} أي: في مقابلة ما استكبروا في الدّنيا عن الطّاعة، {ذلك اليوم الّذي كانوا يوعدون}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 230]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة