العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:25 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الحاقة[ من الآية (9) إلى الآية (18) ]

{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:26 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والمؤتفكات قال هم قوم لوط ائتفكت بهم أرضوهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/312]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة (9) فعصوا رسول ربّهم فأخذهم أخذةً رابيةً (10) إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية (11) لنجعلها لكم تذكرةً وتعيها أذنٌ واعيةٌ}.
يقول تعالى ذكره: وجاء فرعون مصر.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: {ومن قبله} فقرأته عامّة قرأة المدينة والكوفة ومكّة خلا الكسائيّ: {ومن قبله} بفتح القاف وسكون الباء، بمعنى: وجاء من قبل فرعون من الأمم المكذّبة بآيات اللّه كقوم نوحٍ وعادٍ وثمود وقوم لوطٍ بالخطيئة.
وقرأ ذلك عامّة قرأة البصرة والكسائيّ: (ومن قبله) بكسر القاف وفتح الباء، بمعنى: وجاء مع فرعون من أهل بلده مصر من القبط.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {والمؤتفكات بالخاطئة}. يقول: والقرى الّتي ائتفكت بأهلها فصار عاليها سافلها. {بالخاطئة}: يعني بالخطيئة. وكانت خطيئتها: إتيانها الذّكران في أدبارهم.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {والمؤتفكات} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة}. المؤتفكات قرية لوطٍ. وفي بعض القراءة: (وجاء فرعون ومن معه).
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة}.
قال: المؤتفكات: قوم لوطٍ، ومدينتهم وزرعهم، وفي قوله: {والمؤتفكة أهوى}. قال: أهواها من السّماء: رمى بها من السّماء؛ أوحى اللّه إلى جبريل عليه السّلام، فاقتلعها من الأرض، ربضها ومدينتها، ثمّ هوى بها إلى السّماء؛ ثمّ قلبهم إلى الأرض، ثمّ أتبعهم الصّخر حجارةً، وقرأ قول اللّه: {حجارةً من سجّيلٍ منضودٍ مسوّمةً}. قال: المسوّمة: المعدّة للعذاب.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة}: يعني المكذّبين.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {والمؤتفكات} هم قوم لوطٍ، ائتفكت بهم أرضهم.
وبما قلنا في قوله: {بالخاطئة} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {بالخاطئة} قال: الخطايا). [جامع البيان: 23/215-217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {وجاء فرعون ومن قبله} بنصب القاف.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وجاء فرعون ومن قبله} قال: ومن معه.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {والمؤتفكات} قال: هم قوم لوط ائتفكت بهم أرضهم.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {بالخاطئة} قال: بالخطايا وفي قوله: {أخذة رابية} قال: شديدة وفي قوله: {إنا لما طغى الماء} قال: كثر وفي قوله: {حملناكم في الجارية} قال: السفينة وفي قوله: {وتعيها أذن واعية} قال: حافظة وفي لفظ: سامعة). [الدر المنثور: 14/664]

تفسير قوله تعالى: (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فعصوا رسول ربّهم}. يقول جلّ ثناؤه: فعصى هؤلاء الّذين ذكرهم اللّه، وهم فرعون ومن قبله والمؤتفكات رسول ربّهم.
وقوله: {فأخذهم أخذةً رابيةً}. يقول: فأخذهم ربّهم بتكذيبهم رسله أخذةً، يعني أخذةً زائدةً شديدةً ناميةً، من قولهم: أربيت: إذا أخذ أكثر ممّا أعطى من الرّبا؛ يقال: أربيت فربا رباك، والفضّة والذّهب قد ربوا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أخذةً رابيةً}. قال: شديدةً.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فأخذهم أخذةً رابيةً}. يعني: أخذةً شديدةً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قول اللّه: {فأخذهم أخذةً رابيةً} قال: كما يكون في الخير رابيةً كذلك يكون في الشّرّ رابيةً، قال: ربا عليهم: زاد عليهم، وقرأ قول اللّه عزّ وجلّ: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابًا فوق العذاب} وقرأ قول اللّه عزّ وجلّ: {والّذين اهتدوا زادهم هدًى وآتاهم تقواهم}. يقول: ربّا لهؤلاء الخير ولهؤلاء الشّرّ). [جامع البيان: 23/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {بالخاطئة} قال: بالخطايا وفي قوله: {أخذة رابية} قال: شديدة). [الدر المنثور: 14/664] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إنا لما طغى الماء قال بلغنا أنه طغا فوق كل شيء خمسة عشر ذراعا). [تفسير عبد الرزاق: 2/313]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: {طغى} [الحاقة: 11] : " كثر). [صحيح البخاري: 6/159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قال ابن عبّاس طغى كثر وصله بن أبي حاتم من طريق بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ بهذا وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة بلغنا أنّه طغى فوق كلّ شيءٍ خمسة عشر ذراعًا). [فتح الباري: 8/665]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس لما طغى كثر
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح عن معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 11 الحاقة {إنّا لما طغى الماء} يعني كثر). [تغليق التعليق: 4/347-348]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: طغى كثر ويقال: بالطّاغية بطغيانهم. ويقال: طغت على الخزان كما طغى الماء على قوم نوحٍ صلى الله عليه وسلم
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {إنّا لما طغى الماء حملناكم في الجارية} (الحاقة: 11) وفسّر: (طغا) بقوله: (كثر) وعن قتادة: طغى الماء عتى فخرج بلا وزن ولا كيل، وطغا فوق كل شيء خمسة عشر ذراعا والجارية: السّفينة). [عمدة القاري: 19/259]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم ({طغى}) أي (كثر) الماء حتى علا فوق الجبال وغيرها زمن الطوفان خمسة عشر ذراعًا). [إرشاد الساري: 7/400]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (ويقال: طغت على الخزّان كما طغى الماء على قوم نوحٍ "). [صحيح البخاري: 6/159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ويقال طغت على الخزّان كما طغى الماء على قوم نوحٍ لم يظهر لي فاعل طغت لأنّ الآية في حقّ ثمود وهم قد أهلكوا بالصّيحة ولو كانت عادًا لكان الفاعل الرّيح وهي لها الخزّان وتقدّم في أحاديث الأنبياء أنّها عتت على الخزّان وأمّا الصّيحة فلا خزّان لها فلعلّه انتقالٌ من عتت إلى طغت وأمّا قوله لما طغى الماء فروى سعيد بن منصورٍ من طريق السّدّيّ عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عبّاس في قوله لما طغى الماء قال طغى على خزّانه فنزل بغير كيلٍ ولا وزنٍ). [فتح الباري: 8/665]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقوله: طغت. أي: الرّيح خرجت بلا ضبط من الخزّان وهو جمع خازن، وللريح خزان لا ترسلها إلاّ بمقدار، وأما عاد لما عتوا فأرسل الله عليهم ريحًا عاتية يعني اعتت على خزانها فلم تطعهم، وجاوزت الحد وذلك بأمر الله تعالى، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أرسل الله ريحًا إلاّ بمكيال، ولا قطرة من الماء إلاّ بمكيال، إلاّ قوم عاد وقوم نوح، عليه الصّلاة والسّلام، طغيا على الخزّان فلم يكن لهم عليهما سبيل. وقال بعضهم: لم يظهر لي فاعل طغت. لأن الآية في حق ثمود وهم قد أهلكوا بالصيحة، ولو كانت عادا لكان الفاعل الرّيح وهي لها الخزّان انتهى. قلت: ظهر لغيره ما لم يظهر له لقصوره، والآية في حق عاد كما ذكرناه. وهم {أهلكوا بريح صرصر عاتية} عنت على خزانها، وأما ثمود فقد أهلكوا بالطاغية، كما قال الله تعالى، وقد فسر المفسّرون الطاغية بالطغيان وهو المجاوزة عن الحد وعن مجاهد وابن زيد، أهلكوا بأفعالهم الطاغية، ودليله قوله تعالى: {كذبت ثمود بطغواها} (الشّمس: 11) والطغوى بمعنى الطغيان وقول هذا القائل: إن الآية في حق ثمود، وهم قد أهلكوا بالصيحة. قول روي عن قتادة فإنّه قال: يعني: الصّيحة الطاغية الّتي جاوزت مقادير الصياح، وكلام البخاريّ على قول غيره كما ذكرناه فافهم، ولو كان مراده على قول قتادة فلا مانع أن يكون فاعل طغت الصّيحة ويكون المعنى: خرجت الصّيحة من صائحها وهم خزانها في الحقيقة بلا مقدار بحيث أنّها جاوزت مقادير الصياح كما في قول قتادة). [عمدة القاري: 19/259]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (ويقال: طغت) أي الريح (على الخزان) بضم الخاء وفي اليونينية بفتحها فخرجت بلا ضبط فأهلكت ثمود (كما طغى الماء على قوم نوح) عليه السلام). [إرشاد الساري: 7/400]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {طغى الماء} قال: كثرة الماء وارتفاعه). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 98]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية}. يقول تعالى ذكره: إنّا لمّا كثر الماء فتجاوز حدّه المعروف، كان له، وذلك زمن الطّوفان.
وقيل: إنّه زاد فعلاً فوق كلّ شيءٍ بقدر خمس عشرة ذراعًا.
ذكر من قال ذلك ومن قال في قوله: {طغى} مثل قولنا:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {إنّا لمّا طغى الماء}. قال: بلغنا أنّه طغى فوق كلّ شيءٍ خمس عشرة ذراعًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية} ذاكم زمن نوحٍ، طغى الماء على كلّ شيءٍ خمس عشرة ذراعًا بقدر كلّ شيءٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب القمّيّ، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية}. قال: لم تنزل من السّماء قطرةٌ إلاّ بعلم الخزّان، إلاّ حيث طغى الماء، فإنّه قد غضب لغضب اللّه، فطغى على الخزّان، فخرج ما لا يعلمون ما هو.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية} إنّما يقول: لمّا كثر.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا لمّا طغى} الماء يعني كثر الماء ليالي غرّق اللّه قوم نوحٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم}. قال محمّد بن عمرٍو في حديثه: طما؛ وقال الحارث: ظهر.
- حدّثت، عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، عن الضّحّاك، في قوله: {لمّا طغى الماء}: كثر وارتفع.
وقوله: {حملناكم في الجارية}. يقول: حملناكم في السّفينة الّتي تجري في الماء.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {حملناكم في الجارية} الجارية: السّفينة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {حملناكم في الجارية} والجارية: سفينة نوحٍ الّتي حملتم فيها.
وقيل: {حملناكم} فخاطب الّذين نزل فيهم القرآن، وإنّما حمل أجدادهم نوحًا وولده، لأنّ الّذين خوطبوا بذلك ولد الّذين حملوا في الجارية، فكان حمل الّذين حملوا فيها من الأجداد حملاً لذرّيّتهم على ما قد بيّنّا من نظائر ذلك في أماكن كثيرةٍ من كتابنا هذا). [جامع البيان: 23/219-221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {بالخاطئة} قال: بالخطايا وفي قوله: {أخذة رابية} قال: شديدة وفي قوله: {إنا لما طغى الماء} قال: كثر وفي قوله: {حملناكم في الجارية} قال: السفينة). [الدر المنثور: 14/664] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {إنا لما طغى الماء} قال: طغى على خزانه فنزل ولم ينزل من السماء ماء إلا بمكيال أو ميزان إلا زمن نوح فإنه طغى على خزانة فنزل من غير كيل ولا وزن.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: لم ينزل من السماء قطرة قط إلا بعلم الخزان إلا حيث طغى الماء فإنه غضب لغضب الله فطغى على الخزان فخرج ما لا يعلمون ما هو.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {طغى الماء} قال: بلغني أنه طغى فوق كل شيء خمسة عشر ذراعا.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن السدي في قوله: {حملناكم في الجارية} قال: السفينة وفي قوله: {لنجعلها لكم تذكرة} أي تذكرون ما صنع بهم حيث عصوا نوحا {وتعيها} يقول: وتحصيها {أذن واعية} يقول: أذن حافظة يعني حديث السفينة). [الدر المنثور: 14/664-665]

تفسير قوله تعالى: (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أذن واعية قال أذن سمعت وعقلت ما سمعت وأوعت). [تفسير عبد الرزاق: 2/313]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لنجعلها لكم تذكرةً}. يقول: لنجعل السّفينة الجارية الّتي حملناكم فيها {لكم تذكرةً} يعني عبرةً وموعظةً تتّعظون بها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لنجعلها لكم تذكرةً} فأبقاها اللّه تذكرةً وعبرةً وآيةً حتّى نظر إليها أوائل هذه الأمّة، وكم من سفينةٍ قد كانت بعد سفينة نوحٍ قد صارت رمادًا.
وقوله: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ}. يعني: حافظةٌ عقلت عن اللّه ما سمعت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {وتعيها أذنٌ واعيةٌ}. يقول: حافظةٌ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {وتعيها أذنٌ واعيةٌ}. يقول: سامعةٌ، وذلك الإعلان.
- حدّثنا نصر بن عليٍّ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا خالد بن قيسٍ، عن قتادة، {وتعيها أذنٌ واعيةٌ}. قال: أذنٌ عقلت عن اللّه.
- حدّثنا بشر، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٍ، عن قتادة قوله: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ} أذنٌ عقلت عن اللّه، فانتفعت بما سمعت من كتاب اللّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {أذنٌ واعيةٌ}. قال: أذنٌ سمعت، وعقلت ما سمعت.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: الضّحّاك يقول في قوله: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ} سمعتها أذنٌ ووعت.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن عليّ بن حوشبٍ، قال: سمعت مكحولاً، يقول: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ} ثمّ التفت إلى عليٍّ، فقال: سألت اللّه أن يجعلها أذنك قال عليٌّ رضي اللّه عنه: فما سمعت شيئًا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فنسيته.
- حدّثني محمّد بن خلفٍ، قال: حدّثني بشر بن آدم، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، قال: حدّثني عبد اللّه بن رستم، قال: سمعت بريدة، يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول لعليٍّ: يا عليّ إنّ اللّه أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلّمك وأن تعي، وحقٌّ على اللّه أن تعي. قال: فنزلت {وتعيها أذنٌ واعيةٌ}.
- حدّثني محمّد بن خلفٍ، قال: حدّثنا الحسن بن حمّادٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التّيميّ، عن فضيل بن عبد اللّه، عن أبي داود، عن بريدة الأسلميّ، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول لعليٍّ: إنّ اللّه أمرني أن أعلّمك وأن أدنيك ولا أجفوك ولا أقصيك ثمّ ذكر مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ} قال: واعيةٌ يحذرون معاصي اللّه أن يعذّبهم اللّه عليها، كما عذّب من كان قبلهم تسمعها فتعيها، إنّما تعي القلوب ما تسمع الآذان من الخير والشّرّ من باب الوعي). [جامع البيان: 23/221-223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {بالخاطئة} قال: بالخطايا وفي قوله: {أخذة رابية} قال: شديدة وفي قوله: {إنا لما طغى الماء} قال: كثر وفي قوله: {حملناكم في الجارية} قال: السفينة وفي قوله: {وتعيها أذن واعية} قال: حافظة وفي لفظ: سامعة). [الدر المنثور: 14/664] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن السدي في قوله: {حملناكم في الجارية} قال: السفينة وفي قوله: {لنجعلها لكم تذكرة} أي تذكرون ما صنع بهم حيث عصوا نوحا {وتعيها} يقول: وتحصيها {أذن واعية} يقول: أذن حافظة يعني حديث السفينة). [الدر المنثور: 14/665] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن مكحول قال: لما نزلت {وتعيها أذن واعية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت ربي أن يجعلها أذن علي قال مكحول: فكان علي يقول: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فنسيته.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة من طريق مكحول عن علي بن أبي طالب في قوله: (وتعيها أذن واعية) قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي". فقال علي: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فنسيته.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والواحدي، وابن مردويه، وابن عساكر، وابن البخاري عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي وحق لك أن تعي فنزلت هذه الآية {وتعيها أذن واعية}.
وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن علي، قال: قال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي فأنزلت هذه الآية {وتعيها أذن واعية} فأنت أذن واعية لعلمي.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {لنجعلها لكم تذكرة} قال: لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وكم من سفينة قد هلكت وأثر قد ذهب يعني ما بقي من السفينة حتى أدركته أمة محمد فرأوه كانت ألواحها ترى على الجودي.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {لنجعلها لكم تذكرة} قال: عبرة وآية أبقاها الله حتى نظرت إليها هذه الأمة وكم من سفينة غير سفينة نوح صارت رمما.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عمران في قوله: {أذن واعية} قال: أذن عقلت عن الله.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وتعيها أذن واعية} قال سمعت وعقلت ما سمعت وأوعت). [الدر المنثور: 14/665-667]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ (13) وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً (14) فيومئذٍ وقعت الواقعة}.
يقول تعالى ذكره: فإذا نفخ في الصّور إسرافيل {نفخةٌ واحدةٌ} وهي النّفخة الأولى). [جامع البيان: 23/223-224]

تفسير قوله تعالى: (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري في قوله تعالى فدكتا دكة وحدة قال بلغنا أن النبي قال يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول لي الملك أين ملوك الأرض). [تفسير عبد الرزاق: 2/313]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً} يقول: فزلزلتا زلزلةً واحدةً.
وكان ابن زيدٍ يقول في ذلك ما:
- حدّثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً} قال: صارت غبارًا.
وقيل: {فدكّتا}. وقد ذكر قبل الجبال والأرض، وهي جماعٌ، ولم يقل: فدككن، لأنّه جعل الجبال كالشّيء الواحد، كما قال الشّاعر:
هما سيّدان يزعمان وإنّما = يسوداننا إن يسّرت غنماهما
وكما قيل: {أنّ السّموات والأرض كانتا رتقًا}). [جامع البيان: 23/224]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السّيّاريّ، ثنا محمّد بن موسى الباشانيّ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، أنبأ الحسين بن واقدٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً} [الحاقة: 14] قال: " يصيران غبرةً على وجوه الكفّار لا على وجوه المؤمنين، وذلك قوله عزّ وجلّ: {وجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ ترهقها قترةٌ} [عبس: 41] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 14 - 26.
أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن أبي بن كعب في قوله: {وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة} قال: يصيران غبرة على وجوه الكفار لا على وجوه المؤمنين وذلك قوله: (ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة) (سورة عبس الآية 40).
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {فدكتا دكة واحدة} قال: زلزلة شديدة عند النفحة الأخرة قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت عدي بن زيد وهو يقول:
ملك ينفق الخزائن الذمـ = ـة قد دكها وكادت تبور.
وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الزهري في قوله: {فدكتا دكة واحدة} قال: بلغني أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: لمن الملك أين ملوك الأرض). [الدر المنثور: 14/667-668]

تفسير قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فيومئذٍ وقعت الواقعة}. يقول جلّ ثناؤه: فيومئذٍ وقعت الصّيحة السّاعة، وقامت القيامة). [جامع البيان: 23/224]

تفسير قوله تعالى: (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا جويبر، عن الضحاك، قال: إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها، فيكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب تعالى ذكره فينزلون إلى الأرض، فيحيطون بالأرض ومن فيها، ثم يأمر السماء التي تليها، فينزلون فيكونون صفًا في جوف ذلك الصف، ثم يأمر السماء الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة ثم السابعة، فينزل الملك الأعلى في بهائه وملكه، ومجنبته اليسرى جهنم، فيسمعون زفيرها وشهيقها، فلا يأتون قطرًا من أقطارها إلا وجدوا صفوفًا قيامًا من الملائكة، فذلك قوله: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} [سورة الرحمن: 33]، والسلطان: العذر، وذلك قوله: {وجاء ربك والملك صفًا صفًا} [سورة الفجر: 22]، {وانشقت السماء فهي يومئذٍ واهية * والملك على أرجائها} [سورة الحاقة: 16- 17]، يعني: حافاتها، يعني بأرجائها: ما يشقق منها، فبينا هم كذلك إذ سمعوا الصوت فأقبلوا إلى الحساب). [الزهد لابن المبارك: 2/734]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ (16) والملك على أرجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ (17) يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ}.

يقول تعالى ذكره: وانصدعت السّماء {فهي يومئذٍ واهيةٌ} يقول: فهي يومئذٍ منشقّةٌ متصدّعةٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن المسروقيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن الأجلح، قال: سمعت الضّحّاك بن مزاحمٍ، قال: إذا كان يوم القيامة أمر اللّه السّماء الدّنيا بأهلها، ونزل من فيها من الملائكة، فأحاطوا بالأرض ومن عليها، ثمّ الثّانية، ثمّ الثّالثة، ثمّ الرّابعة، ثمّ الخامسة، ثمّ السّادسة، ثمّ السّابعة، فصفّوا صفًّا دون صفٍّ ثمّ نزل الملك الأعلى على مجنبته اليسرى جهنّم، فإذا رآها أهل الأرض ندّوا، فلا يأتون قطرًا من أقطار الأرض إلاّ وجدوا سبعة صفوفٍ من الملائكة، فيرجعون إلى المكان الّذي كانوا فيه، فذلك قول اللّه: {إنّي أخاف عليكم يوم التّناد يوم تولّون مدبرين ما لكم من اللّه من عاصمٍ} وذلك قوله: {وجاء ربّك والملك صفًّا صفًّا وجيء يومئذٍ بجهنّم}. وقوله: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلاّ بسلطانٍ}. وذلك قوله: {وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ والملك على أرجائها}.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ}. يعني: متمزّقةٌ ضعيفةٌ). [جامع البيان: 23/224-225]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله واهيةٌ وهيها تشقّقها كذا للنّسفيّ وحده هنا وهو عند أبي نعيمٍ أيضًا وتقدّم أيضًا في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/664]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وانشقت السماء} قال: ذلك قوله: (وفتحت السماء فكانت أبوابا) (سورة النبأ الآية 19).
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فهي يومئذ واهية} قال: متخرقة). [الدر المنثور: 14/668]

تفسير قوله تعالى: (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة وفضيل عن منصور عن إبراهيم عن رجل عن ابن مسعود قال جاء حبر من يهود إلى النبي فقال يا محمد إذا كان يوم القيامة وضع ربك السماوات على هذه يريد إبهامه والأرض على هذه يعني السبابة والجبال على هذه يعني الوسطى والنار والثرى على هذه يعني البنصر وسائر الخلق على هذه يعني الخنصر ثم قال هزهن فقال أين الملوك لي الملك اليوم قال فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه تصديقا لقول اليهودي إلا أن فضيلا قال على أصبع وقال ابن عيينة على هذه حتى ذكر فضيل الأصابع كلها). [تفسير عبد الرزاق: 2/313]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والملك على أرجائها قال بلغني أنه على أقطارها قال معمر وقال قتادة على نواحيها). [تفسير عبد الرزاق: 2/313]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال ثمانية صفوف). [تفسير عبد الرزاق: 2/314]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا أبو الهذيل عمران عن عبد الله بن وهب بن منبه عن أبيه في قوله تعالى ويحمل عرش ربك قال أربعة ملائكة يحملون العرش على أكتافهم لكل واحد منهم أربعة أوجه: وجهٌ وجه ثور ووجه وجه أسد ووجه وجه نسر ووجه وجه إنسان ولكل واحد منهم أربعة أجنحة أما جناحان فعلى وجهه من أن ينظر إلى العرش فيصعق وأما جناحان فيهفو بهما ليس لهم كلام إلا أن يقولوا قدسوا الله القوي ملأت عظمته السماوات والأرضين). [تفسير عبد الرزاق: 2/314]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن جعفر بن سليمان قال أخبرني هرون بن دياب عن شهر ابن حوشب قال حملة العرش ثمانية قال أربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك وأربع منهم يقولون سبحانك الله وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك كأنهم ينظرون إلى أعمال بني آدم). [تفسير عبد الرزاق: 2/314-315]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن سعدٍ، عن عمرو بن أبي قيسٍ، عن سماك بن حربٍ، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيسٍ، عن العبّاس بن عبد المطّلب قال: زعم أنّه كان جالسًا في البطحاء في عصابةٍ، ورسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم جالسٌ فيهم، إذ مرّت عليهم سحابةٌ فنظروا إليها، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: هل تدرون ما اسم هذه؟ قالوا: نعم، هذا السّحاب، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: والمزن؟ قالوا: والمزن قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: والعنان؟ قالوا: والعنان ثمّ قال لهم رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: هل تدرون كم بعد ما بين السّماء والأرض؟ قالوا: لا، واللّه ما ندري، قال: فإنّ بعد ما بينهما إمّا واحدةٌ، وإمّا اثنتان، أو ثلاثٌ وسبعون سنةً، والسّماء الّتي فوقها كذلك، حتّى عدّدهنّ سبع سمواتٍ كذلك، ثمّ قال: فوق السّماء السّابعة بحرٌ بين أعلاه وأسفله كما بين السّماء إلى السّماء، وفوق ذلك ثمانية أوعالٍ بين أظلافهنّ وركبهنّ مثل ما بين سماءٍ إلى سماءٍ، ثمّ فوق ظهورهنّ العرش، بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماءٍ إلى سماءٍ، واللّه فوق ذلك.
قال عبد بن حميدٍ: سمعت يحيى بن معينٍ يقول: ألا يريد عبد الرّحمن بن سعدٍ أن يحجّ حتّى يسمع منه هذا الحديث.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وروى الوليد بن أبي ثورٍ، عن سماكٍ، نحوه.
ورفعه وروى شريكٌ، عن سماكٍ، بعض هذا الحديث ووقفه ولم يرفعه، وعبد الرّحمن هو: ابن عبد الله بن سعدٍ الرّازيّ.
- حدّثنا يحيى بن موسى، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن سعدٍ الرّازيّ وهو الدّشتكيّ، أنّ أباه، أخبره، أنّ أباه أخبره قال: رأيت رجلاً ببخارى على بغلةٍ، وعليه عمامةٌ سوداء، يقول: كسانيها رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم). [سنن الترمذي: 5/281-282]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({والملك على أرجائها} يقول تعالى ذكره: والملك على أطراف السّماء حين تشقّق وحافاتها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والملك على أرجائها}. يقول: والملك على حافّات السّماء حين تشقّق؛ ويقال: على شقّة، كلّ شيءٍ تشقّق عنه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {والملك على أرجائها}. قال: أطرافها.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قوله: {والملك على أرجائها} قال: على حافات السّماء.
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن المسروقيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن الأجلح، قال: قلت للضّحّاك: ما أرجاؤها، قال: حافاتها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال حدّثني سعيدٌ: عن قتادة، {والملك على أرجائها} على حافاتها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ {والملك على أرجائها} قال: بلغني أنّها أقطارها، قال قتادة: على نواحيها.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان {والملك على أرجائها}. قال: نواحيها.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الأشيب، قال: حدّثنا ورقاء، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن المسيّب: الأرجاء: حافات السّماء.
- قال: حدّثنا الأشيب، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ {والملك على أرجائها}. قال: على ما لم يه منها.
- حدّثنا محمّد بن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا حسينٌ الأشقر، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {والملك على أرجائها}. قال: على ما لم يه منها0
وقوله: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ} اختلف أهل التّأويل في الّذي عني بقوله: {ثمانيةٌ} فقال بعضهم: عني به ثمانية صفوفٍ من الملائكة، لا يعلم عدّتهنّ إلاّ اللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا طلقٌ، عن ابن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، عن ابن عبّاسٍ: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ}. قال: ثمانية صفوفٍ من الملائكة، لا يعلم عدّتهم إلاّ اللّه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ}. قال: هي الصّفوف من وراء الصّفوف.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ}. قال: ثمانية صفوفٍ من الملائكة.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ}. قال بعضهم: ثمانية صفوفٍ لا يعلم عدّتهنّ إلاّ اللّه. وقال بعضهم: ثمانية أملاكٍ على خلق الوعلة.
وقال آخرون: بل عني به ثمانية أملاكٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ}. قال: ثمانية أملاكٍ. وقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يحمله اليوم أربعةٌ، ويوم القيامة ثمانيةٌ. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ أقدامهم لفي الأرض السّابعة، وإنّ مناكبهم لخارجةٌ من السّموات عليها العرش. قال ابن زيدٍ: الأربعة، قال: بلغنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لمّا خلقهم اللّه قال: تدرون لم خلقتكم؟ قالوا: خلقتنا ربّنا لما تشاء، قال لهم: تحملون عرشي، ثمّ قال: سلوني من القوّة ما شئتم أجعلها فيكم، فقال واحدٌ منهم: قد كان عرش ربّنا على الماء، فاجعل فيّ قوّة الماء، قال: قد جعلت فيك قوّة الماء؛ وقال آخر: اجعل فيّ قوّة السّموات، قال: قد جعلت فيك قوّة السّموات؛ وقال آخر: اجعل فيّ قوّة الأرض، قال: قد جعلت فيك قوّة الأرض والجبال؛ وقال آخر: اجعل فيّ قوّة الرّياح، قال: قد جعلت فيك قوّة الرّياح؛ ثمّ قال: احملوا، فوضعوا العرش على كواهلهم، فلم يزولوا؛ قال: فجاء علمٌ آخر، وإنّما كان علمهم الّذي سألوه القوّة، فقال لهم: قولوا: لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، فقالوا: لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، فجعل اللّه فيهم من الحول والقوّة ما لم يبلغه علمهم، فحملوا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: بلغنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: هم اليوم أربعةٌ يعني حملة العرش وإذا كان يوم القيامة أيّدهم اللّه بأربعةٍ آخرين فكانوا ثمانيةً وقد قال اللّه: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن ميسرة، قوله: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ}. قال: أرجلهم في التّخوم لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع النّور). [جامع البيان: 23/225-230]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير والملك على أرجائها يقول الملك على ما لم يهي منها). [تفسير مجاهد: 2/691]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال على ما لم ينشق منها فهم على حافتيه كقوله على أرجاء البئر). [تفسير مجاهد: 2/691-692]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير ويحمل عرش ربك قال أرجلهم في تخوم الأرضين السابعة يحملون العرش ما منهم أحد يرفع طرفه). [تفسير مجاهد: 2/692]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو الحسين محمّد بن عليٍّ الميدانيّ، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا أبو غسّان النّهديّ، ثنا شريكٌ، عن سماك بن حربٍ، عن عبد اللّه بن عميرة، عن الأحنف بن قيسٍ، عن العبّاس بن عبد المطّلب رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ} [الحاقة: 17] قال: «ثمانية أملاكٍ على صورة الأوعال بين أظلافهم إلى ركبهم مسيرة ثلاثٍ وستّين سنةً» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه " وقد أسند هذا الحديث إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم شعيب بن خالدٍ الرّازيّ، والوليد بن أبي ثورٍ، وعمرو بن ثابت بن أبي المقدّم، عن سماك بن حربٍ ولم يحتجّ الشّيخان بواحدٍ منهم. وقد ذكرت حديث شعيب بن خالدٍ إذ هو أقربهم إلى الاحتجاج به
- أخبرناه أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ عبد الرّزّاق، ثنا يحيى بن العلاء، عن عمّه شعيب بن خالدٍ قال: حدّثني سماك بن حربٍ، عن عبد اللّه بن عميرة، عن الأحنف بن قيسٍ، عن العبّاس بن عبد المطّلب رضي اللّه عنه، قال: كنّا جلوسًا مع رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بالبطحاء إذ مرّت سحابةٌ فنظر إليها فقال لهم: «هل تدرون ما اسم هذه؟» قالوا: نعم، هذه السّحاب. قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «والمزن» قالوا: والمزن. قال: «والعنانة» ثمّ قال: «تدرون ما بين السّماء والأرض؟» قالوا: لا. قال: «فإنّ بعد ما بينهما إمّا واحدًا أو اثنين وإمّا ثلاثًا وسبعين سنةً، والسّماء فوقها كذلك واللّه فوق ذلك ليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيءٌ وفي السّماء السّابعة ثمانية أوعالٍ بين أظلافهنّ وركبهنّ مثل ما بين سماءٍ إلى سماءٍ»). [المستدرك: 2/543]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، أبنا عمران أبو الهذيل، أبنا عبد اللّه بن وهب بن منبّهٍ، عن أبيه: "في قول الله- عزّ وجلّ-: (ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانية ... ) الآية قال: هم أربعةٌ من الملائكة يحملونه على أكتافهم، لكلّ واحدٍ منهم أربعة وجوهٍ: وجه ثورٍ، ووجه أسدٍ، ووجه نسرٍ، ووجه إنسانٍ، لكلّ واحدٍ منهم أربعة أجنحةٍ، فأمّا جناحان فعلى وجهه مخافة أن ينظر إلى العرش فيصعق، وأما جناحان فينتهضوا بهما ليس لهم كلامٌ إلّا: قدّسوا اللّه القويّ العليّ، قد ملأت عظمته ما بين السّماء والأرض".
هذا موقوفٌ ضعيف الإسناد). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/292]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا إسحاق، ثنا شريكٌ، عن سماك بن حربٍ، عن عبد اللّه بن عميرة، عن الأحنف بن قيسٍ، عن العبّاس بن عبد المطّلب- رضي اللّه عنه- "في قوله- عزّ وجلّ-: (ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية ... ) قال: ثمانية أملاكٍ في صورة الأوعال"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/292]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن جبيرٍ أرجائها ما لم ينشقّ منها فهم على حافّتيه كقولك على أرجاء البئر كذا للنّسفيّ وحده هنا وهو عند أبي نعيمٍ أيضًا وتقدّم أيضًا في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/664]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (تنبيهٌ: لم يذكر في تفسير الحاقّة حديثًا مرفوعًا ويدخل فيه حديث جابرٌ قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أذن لي أن أحدّث عن ملكٍ من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام أخرجه أبو داود وبن أبي حاتمٍ من رواية إبراهيم بن طهمان عن محمّد بن المنكدر وإسناده على شرط الصّحيح). [فتح الباري: 8/665]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا عبد الرّزّاق، أنا عمران أبو الهذيل، أنا عبد اللّه بن وهب بن منبّهٍ، عن أبيه في قوله تعالى: {ويحمل عرش ربّك فوقهم} الآية. قال: هو أربعةٌ من الملائكة يحملونه على أكتافهم. لكلّ واحدٍ منهم أربعة [وجوهٍ. وجه ثورٍ، ووجه أسدٍ، ووجه نسرٍ، ووجه إنسانٍ، لكلّ واحدٍ منهم أربعة] أجنحةٍ، فأمّا جناحان فعلى وجهه مخافة أن ينظر إلى العرش فيصعق، وأمّا جناحان فينتهضوا بهما. ليس لهم كلامٌ إلّا: قدّسوا اللّه القويّ العليّ، قد ملأت عظمته ما بين السماوات والأرض ".
هذا موقوفٌ ضعيف الإسناد). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/383]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {والملك على أرجائها} قال: الملائكة على أطرافها.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الربيع بن أنس في قوله: {والملك على أرجائها} قال: الملائكة على شقها ينظرون إلى أهل الأرض وما أتاهم من الفزع.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير والضحاك في قوله: {والملك على أرجائها} قال: على ما لم ينشق منها.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك وقتادة وسعيد بن جبير في قوله: {والملك على أرجائها} قالوا: على حافات السماء.
وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {والملك على أرجائها} قال: على حافاتها على ما لم يه منها.
أخرج عبد بن حميد وعثمان بن سعيد والدارمي في الرد على الجهمية وأبو يعلى، وابن المنذر، وابن خزيمة، وابن مردويه والحاكم وصححه والخطيب تالي التلخيص عن العباس بن عبد المطلب في قوله: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال: ثمانية أملاك على صورة الأوعال.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال: يقال ثمانية صفوف لا يعلم عدتهم إلا الله يقال ثمانية أملاك رؤوسهم عند العرش في السماء السابعة وأقدامهم في الأرض السفلى ولهم قرون كقرون الوعلة ما بين أصل قرن أحدهم إلى منتهاه مسيرة خمسمائة عام.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال: ثمانية من الملائكة.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحمله اليوم أربعة ويوم القيامة ثمانية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: لم يسم حملة العرش إلا إسرافيل قال: وميكائيل ليس من حملة العرش.
وأخرج ابن أبي حاتم وتمام الرازي في فوائده، وابن عساكر عن أبي الزاهرية قال: أنبئت أن لبنان أحد حملة العرش الثمانية يوم القيامة.
وأخرج ابن عساكر عن كعب قال: لبنان أحد الثمانية تحمل العرش يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ميسرة في قوله: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال: أرجلهم في التخوم ورؤوسهم عن العرش لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع النور.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن وهب بن منبه قال: أربعة أملاك يحملون العرش على أكتافهم لكل واحد منهم أربعة وجوه: وجه ثور ووجه أسد ووجه نسر ووجه إنسان لكل واحد منهم أربعة أجنحة: أما جناحان فعلى وجهه من أن ينظر إلى العرش فيصعق وأما جناحان فيصفق بهما وفي لفظ: فيطير بهما أقدامهم في الثرى والعرش على أكتافهم ليس لهم كلام إلا أن يقولوا: قدسوا الله القوي ملأت عظمته السموات والأرض). [الدر المنثور: 14/668-671]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مالك بن مغول، أنه بلغه أن عمر بن الخطاب قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنه أهون، أو قال: أيسر لحسابكم، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر، {يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ} [سورة الحاقة: 18] ). [الزهد لابن المبارك: 2/134]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تعرضون لا تخفى منكم خافية قال تعرضون ثلاث عرضات فأما عرضتان ففيهما الخصومات والمعاذير وأما الثالثة فتطاير الصحف في الأيدي). [تفسير عبد الرزاق: 2/314]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال سئل النبي أحسبة قال سأله بعض أزواجه هل يذكر الناس أهليهم يوم القيامة قال أما في ثلاثة مواطن فلا عند الميزان وعند الصراط وعند الصحف إذا تطايرت في الأيدي). [تفسير عبد الرزاق: 2/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ}. يقول تعالى ذكره: يومئذٍ أيّها النّاس تعرضون على ربّكم، وقيل: تعرضون ثلاث عرضاتٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن قزعة الباهليّ، قال: حدّثنا وكيع بن الجرّاح، قال: حدّثنا عليّ بن عليٍّ الرّفاعيّ، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: تعرض النّاس ثلاث عرضاتٍ، فأمّا عرضتان فجدالٌ ومعاذير. وأمّا الثّالثة، فعند ذلك تطير الصّحف في الأيدي، فآخذٌ بيمينه، وآخذٌ بشماله.
- حدّثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سليم بن حيّان، عن مروان الأصفر، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه، قال: يعرض النّاس يوم القيامة ثلاث عرضاتٍ: عرضتان معاذير وخصوماتٌ، والعرضة الثّالثة تطير الصّحف في الأيدي.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ}: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: يعرض النّاس ثلاث عرضاتٍ يوم القيامة، فأمّا عرضتان ففيهما خصوماتٌ ومعاذير وجدالٌ، وأمّا العرضة الثّالثة فتطير الصّحف في الأيدي.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة بنحوه.
وقوله: {لا تخفى منكم خافيةٌ} يقول جلّ ثناؤه: لا تخفى على اللّه منكم خافيةٌ، لأنّه عالمٌ بجميعكم، محيطٌ بكلّكم). [جامع البيان: 23/230-231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {يومئذ تعرضون} قال: تعرضون ثلاث عرضات فأما عرضتان ففيهما الخصومات والمعاذير وأما الثالثة فتطاير الصحف في الأيدي.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: تعرض الناس ثلاث عرضات يوم القيامة فأما عرضتان ففيهما خصومات ومعاذير وجدال وأما العرضة الثالثة فتطير الصحف في الأيدي اللهم اجعلنا ممن تؤتيه كتابه بيمينه، قال: وكان بعض أهل العلم يقول: إني وجدت أكيس الناس من قال: {هاؤم اقرؤوا كتابيه (19) إني ظننت أني ملاق حسابيه} قال: ظن ظنا يقينا فنفعه الله بظنه، قال: وذكر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: من استطاع أن يموت وهو يحسن الظن بالله فليفعل.
وأخرج أحمد، وعبد بن حميد الترمذي، وابن ماجة، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطاير الصحف في أيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله.
وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أبي موسى قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: في قوله: {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} قال: عرضتان فيهما الخصومة والجدال والعرضة الثالثة تطير الصحف في أيدي الرجال.
وأخرج ابن جرير والبيهقي في البعث عن ابن مسعد قال: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فتطاير الكتب بالأيمان والشمائل.
وأخرج ابن المبارك عن عمر قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أيسر لحسابكم وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتجهزوا للعرض الأكبر {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية}). [الدر المنثور: 14/672-673]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:28 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجاء فرعون ومن قبله...}.قرأها عاصم والأعمش وأهل المدينة: (ومن قبله)، وقرأ طلحة بن مصرّف والحسن، أو أبو عبد الرحمن ـ شكّ الفراء ـ: (ومن قبله)، بكسر القاف. وهي في قراءة أبيّ: (وجاء فرعون ومن معه)، وفي قراءة أبي موسى الأشعري: "ومن تلقاءه"، وهما شاهدان لمن كسر القاف؛ لأنهما كقولك: جاء فرعون وأصحابه.
ومن قال: ومن قبله: أراد الأمم العاصين قبله). [معاني القرآن: 3/180]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {والمؤتفكات بالخاطئة...}.الذين ائتفكوا بخطئهم). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بالخاطئة}: بالخطأ، وهو الإثم ومنه {ولا يأكله إلا الخاطئون}: أي الآثمون). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({بالخاطئة} أي بالذنوب).
[تفسير غريب القرآن: 483]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة (9)}
وقرئت ومن قبله فمن قال: ومن قبله فمعناه وتباعة، ومن قال ومن قبله فالمعنى من تقدّمه. {والمؤتفكات بالخاطئة}
{والمؤتفكات} الذين ائتفكوا بذنوبهم، أي أهلكوا بذنوبهم الّتي أعظمها الإفك، وهو الكذب في أمر الله بأنهم كفروا وكذبوا بالرسل فلذلك قيل لهم مؤتفكون، وكذلك الذين ائتفكت بهم الأرض، أي خسف بهم إنما معناه انقلبت بهم كما يقلب بهم الكذاب الحق إلى الباطل.
ومعنى (بالخاطئة) بالخطأ العظيم، والدليل على أن من عظيم آثامهم الكذب قوله:{فعصوا رسول ربّهم فأخذهم أخذة رابية}). [معاني القرآن: 5/214-215]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِالْخَاطِئَةِ} أي بالذنوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]

تفسير قوله تعالى: {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأخذهم أخذةً رّابيةً...}. [معاني القرآن: 3/180]
أخذة زائدة، كما تقول: أربيت إذا أخذ أكثر مما أعطاه من الذهب والفضة، فتقول: قد أربيت فربا رباك). [معاني القرآن: 3/181]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أخذةً رابية} نامية زائدة شديدة من الربا). [مجاز القرآن: 2/267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أخذة رابية}: نامية زائدة من الربا). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {أخذةً رابيةً}: عالية مذكورة).
[تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فعصوا رسول ربّهم فأخذهم أخذة رابية (10)} لأنهم كذبوا رسلهم.
(أخذة رابية): معنى (رابية) تزيد على الأحداث). [معاني القرآن: 5/215]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَّابِيَةً} أي عالية مذكورة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَّابِيَةً}: شديدة). [العمدة في غريب القرآن: 312]

تفسير قوله تعالى:{إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية (11)} معنى طغى الماء طما وارتفع، ومعنى الجارية، أي سفينة نوح عليه السلام واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/215]

تفسير قوله تعالى: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لنجعلها لكم تذكرةً...} لنجعل السفينة لكم تذكرة: عظة). [معاني القرآن: 3/181]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ...}.يقول: لتحفظها كل أذن؛ لتكون عظة لمن يأتي بعد). [معاني القرآن: 3/181]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وتعها أذنٌ واعيةٌ " من وعيت). [مجاز القرآن: 2/267]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({لنجعلها لكم تذكرةً وتعيها أذنٌ واعيةٌ} قال: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ} لأنك تقول: "وعت ذاك أًذني" و"وعاه سمعي" و"أوعيت الزاد" و"أوعيت المتاع" كما قال الشاعر:
... ... ... ... = والشرّ أخبث ما أوعيت من زاد). [معاني القرآن: 4/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وتعيها أذن واعية}: من وعيت أي حفظت). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({وتعيها} من «وعت الأذن»).
[تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية (12)} معناه لنجعل هذه الفعلة لكم تذكرة، أي إغراق قوم نوح ونجاته والمؤمنين معه.
وقوله: {وتعيها أذن واعية}: معناه أذن تحفظ ما سمعت وتعمل به، أي ليحفظ السامع ما سمع ويعمل به.تقول لكل شيء حفظته في نفسك: قد وعيته، يقال: قد وعيت العلم ووعيت قلت، وتقول لما حفظته في غير نفسك: أوعيته، يقال أوعيت المتاع في الوعاء). [معاني القرآن: 5/215-216]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَعِيَهَا}: تفهمها). [العمدة في غريب القرآن: 312]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" فإذا نفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ " لما جاءت المصادر صفة جرى على مجرى الاسم الذي لم يذكر فاعله ولو جاء بغير صفة لقلت: ضرب ضرباً). [مجاز القرآن: 2/267]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فإذا نفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ} وقال: {فإذا نفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ} لأن الفعل وقع على النفخة إذا لم يكن قبلها اسمٌ مرفوع). [معاني القرآن: 4/34]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فإذا نفخ في الصّور نفخة واحدة (13)} القراءة بالرفع في (نفخة) على ما لم يسم فاعله.
وذكر الأخفش (نفخة واحدة) بالنصب ولم يذكر قرئ بها أم لا، وهي في العربية جائزة على أن قولك في الصور يقوم مقام ما لم يسم فاعله، تقول: في الصور نفخا، ففي الصور على لفظ الجر، والمعنى نفخ الصور نفخة واحدة، وهذا على من نصب نفخة واحدة.ومن رفع فعلى معنى نفخ نفخة واحدة في الصور.
فأما تذكير نفخ فلو كان نفخت في الصور نفخة جاز لأنه تأنيث ليس بحقيقيّ، فتذكيره جائز، لأن النفخة والنفخ بمعنى واحد.ومثله {فمن جاءه موعظة من ربّه} المعنى معنى الوعظ.وقال في موضع آخر: {قد جاءتكم موعظة من ربّكم} ). [معاني القرآن: 5/216]

تفسير قوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا...} ولم يقل: فدككن؛ لأنه جعل الجبال كالواحد وكما قال: {أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقاً} ولم يقل: كنّ رتقا، ولو قيل في ذلك: وحملت الأرض والجبال فدكّت لكان صوابا؛ لأن الجبال والأرض كالشيء الواحد). [معاني القرآن: 3/181]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {دكّةً واحدةً...}.ودكّها: زلزلتها). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) }

تفسير قوله تعالى: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ...} وهيها: تشققها). [معاني القرآن: 3/181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وانشقّت السّماء فهي يومئذ واهية (16)} يقال لكل ما ضعف جدّا قد وهى فهو واه، ويجوز واهية بإمالة الألف والواو لكسر الهاء). [معاني القرآن: 5/216]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({واهية} أي: مخرقة). [ياقوتة الصراط: 527]

تفسير قوله تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ...} يقال: ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة). [معاني القرآن: 3/181]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أرجائها} الأرجاء الجوانب والحروف يقال: رمي بفلان الرجوان، فهذا من الجوانب أي لا يستطيع أن يستمسك). [مجاز القرآن: 2/268]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({والملك على أرجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ}وقال: {والملك على أرجائها} وواحدها "الرّجا" وهو مقصور). [معاني القرآن: 4/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({على أرجائها}: على جوانبها. الواحد رجا مقصور. ورجوان). [غريب القرآن وتفسيره: 387]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {والملك على أرجائها} أي على جوانبها [ونواحيها] ).
[تفسير غريب القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والملك على أرجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية (17)} المعنى الملائكة على جوانبها، ورجا كل شيء ناحيته، مقصور، والتثنية رجوان والجمع أرجاء.
{ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية} يروى ثمانية أملاك أرجلهم في تخوم الأرض السابعة، والعرش فوق رؤوسهم وهم مطرقون يسبّحون). [معاني القرآن: 5/216]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({والملك}: واحد في معنى جمع، أي: والملائكة). [ياقوتة الصراط: 527]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({على أرجائها} أي: على نواحيها، واحدها: رجأ، ويكتب بالألف، لان تثنيته: رجوان). [ياقوتة الصراط: 528]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( [{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} أي] على جوانبها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَرْجَائِهَا}: جوانبها). [العمدة في غريب القرآن: 313]
[/align]تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا يخفى منكم خافيةٌ...}.قرأها يحيى بن وثاب بالياء، وقرأها الناس بعد ـ بالتاء ـ (لا تخفى)، وكلٌّ صواب، وهو مثل قوله: {وأخذ الذين ظلموا الصّيحة}. وأخذت). [معاني القرآن: 3/181]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:33 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) }

تفسير قوله تعالى: {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
ما أنت يا عناب من رهط حاتم = ولا من روابي عروة بن شبيب
الرابية: ما أشرف من الأرض، شبه عظماء الرجال بها). [نقائض جرير والفرزدق: 37]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {أَخْذَةً رَابِيَةً}. قال: زائدة. {يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} قال: حظ ونصيب). [مجالس ثعلب: 82]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
فحرك أعلى حبله بحشاشة = ومن فوقه خضراء طام بحورها
والطامي الماء الكثير الذي قد طغى وذلك إذا كثر وجاء بما لا طاقة به من قول الله عز وجل: {إنا لما طغى الماء} ). [نقائض جرير والفرزدق: 518-519]

تفسير قوله تعالى: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: سير بزيد سيرٌ شديد، وسير بزيد سيرتان. فإن قلت: سير بزيد سيراً فالنصب الوجه، والرفع بعيد؛ لأنه توكيد، وقد خرج من معاني الأسماء. قال الله - عز وجل -: {فإذا نفخ في الصور نفخةٌ واحدةٌ} فرفع لما نعت. فإذا أخبرت عن الصور قلت: المنفوخ فيه نفخةٌ واحدة الصور. وإن أخبرت عن النفخة قلت: المنفوخة في الصور نفخةٌ واحدةٌ. وتقول: سير بزيد فرسخٌ إذا أقمته مقام الفاعل. فإن قيل: أخبر عنه، قلت: المسير بزيد فرسخٌ. فإن قيل: أخبر عن زيد قلت: المسير به فرسخٌ زيدٌ. وإن قلت: سير بزيد فرسخا، فنصبته نصب الظروف، ولم تقمه مقام الفاعل لم يجز الإخبار عنه. وكذلك سير بزيد يوماً، وسير بزيد سيرا. وكل ما لم تجعله من مصدر، أو ظرف اسماً فاعلاً أو مفعولاً على السعة لم يجز الإخبار عنه؛ لأن ناصبه معه؛ ألا ترى أنك إذا قلت: سير بزيد سيرا، فجعلت قولك بزيد تماماً فإنما هو على قولك: يسيرون سيراً. وإنما يكون الرفع على مثل قولك: سير بزيد يومان، وولد له ستون عاماً. فالمعنى: ولد لزيد الولد ستين عاماً، وسير به في يومين، وهذا الرفع الذي ذكرناه اتساعٌ. وحقيقة اللغة غير ذلك. قال الله عز وجل: {بل مكر الليل والنهار} ). [المقتضب: 3/104-105]

تفسير قوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال في قوله عز وجل: {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} قال: أخرج الجبال في لفظ الواحد مع الأرض، لقوله هذه أرض وهذه جبال، فأخرجها على هاتين، كقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ولم يقل الحسن ولا الحسنيات، ولو قال دككن لجمعه، تخرج لفظ الجمع بلفظ الواحد). [مجالس ثعلب: 226]

تفسير قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) }

تفسير قوله تعالى: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) }

تفسير قوله تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والرجاء على وجهين: الواحد من قول الله عز وجل: {والملك على أرجائها} مقصور يكتب بالألف لأنه من الواو ويثنى بالواو أيضا وهو الناحية.
قال الشاعر:

فلا يرمى بي الرجوان إني = أقل القوم من يغني مكاني
والرجاء في الأمل ممدود يكتب بالألف). [المقصور والممدود: 16-17]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (
هنالكم تهدمت الركايا = وضمنت الرجا فهوت بدم
...
...
و«الرجا»: ناحية البئر وناحية كل شيء قال جل وعز: {والملك على أرجائها}. و«الرجا» في معنى: الأرجاء). [النوادر في اللغة: 211-212]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} قال: ثمانية أجزاء من كذا وكذا جزءًا من الملائكة.

قال: والعرش: كل شيء مرتفع). [مجالس ثعلب: 269]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 09:55 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 09:56 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 09:56 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 09:56 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة (9) فعصوا رسول ربّهم فأخذهم أخذةً رابيةً (10) إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية (11) لنجعلها لكم تذكرةً وتعيها أذنٌ واعيةٌ (12) فإذا نفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ (13) وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً (14) فيومئذٍ وقعت الواقعة (15) وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ (16) والملك على أرجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ (17)
وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة وأبو جعفر وشيبة وأبو عبد الرحمن والناس: «من قبله» بفتح القاف وسكون الباء أي الأمم الكافرة التي كانت قبله، ويؤيد ذلك ذكره قصة نوح في طغيان الماء لأن قوله: من قبله، قد تضمنه فحسن اقتضاب أمرهم بعد ذلك دون تصريح. وقال أبو عمرو والكسائي وعاصم في رواية أبان والحسن بخلاف عنه وأبو رجاء والجحدري وطلحة: «ومن قبله»، بكسر القاف وفتح الباء أي أجناده وأهل طاعته ويؤيد ذلك أن في مصحف أبيّ بن كعب: «وجاء فرعون ومن معه»، وفي حرف أبي موسى: «ومن تلقاءه». وقرأ طلحة بن مصرف: «ومن حوله». وقبل الإنسان: ما يليه في المكان وكثر استعمالها حتى صارت بمنزلة عندي وفي ذمتي وما يليني بأي وجه وليني.
و: المؤتفكات قرى قوم لوط، وكانت أربعا فيما روي، وائتفكت: قلبت وصرفت عاليها سافلها فائتفكت هي فهي مؤتفكة، وقرأ الحسن هنا: «والمؤتفكة» على الإفراد، و «الخاطئة»: إما أن تكون صفة لمحذوف كأنه قال بالفعل الخاطئة، وإما أن يريد المصدر، أي بالخطأ في كفرهم وعصيانهم). [المحرر الوجيز: 8/ 387-388]

تفسير قوله تعالى: {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: فعصوا رسول ربّهم يحتمل أن يكون الرسول: اسم جنس كأنه قال: فعصا هؤلاء الأقوام والفرق أنبياء الله الذين أرسلهم إليهم، ويحتمل أن يكون الرسول بمعنى: الرسالة، وقال الكلبي: يعني موسى، وقال غيره في كتاب الثعلبي: يعني لوطا والرابية: النامية التي قد عظمت جدا، ومنه ربا المال، ومنه الربا، ومنه اهتزت وربت). [المحرر الوجيز: 8/ 388]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم عدد تعالى على الناس نعمته في قوله: إنّا لمّا طغى الماء الآية، والمراد: طغى الماء في وقت الطوفان الذي كان على قوم نوح. والطغيان: الزيادة على الحدود المتعارفة في الأشياء، ومعناه طغا على خزانه في خروجه وعلى البشر في أن أغرقهم، قال قتادة: علا على كل شيء خمسة عشر ذراعا، والجارية: السفينة، والضمير في لنجعلها عائد على الفعلة أي من يذكرها ازدجر، ويحتمل أن يعود على الجارية، أي من سمعها اعتبر. والجارية يراد بها سفينة نوح قاله منذر، وقال المهدوي: المعنى في السفن الجارية، وقال قتادة: أبقى الله تعالى تلك السفينة حتى رأى بعض عيدانها أوائل هذه الأمة وغيرها من السفن التي صنعت بعدها قد صارت رمودا). [المحرر الوجيز: 8/ 388]

تفسير قوله تعالى: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وتعيها أذنٌ واعيةٌ عبارة عن الرجل الفهم المنور القلب، الذي يسمع القول فيتلقاه بفهم وتدبر. قال أبو عمران الجوني: واعيةٌ عقلت عن الله عز وجل. ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «إني دعوت الله تعالى أن يجعلها أذنك يا علي». قال علي: فما سمعت بعد ذلك شيئا فنسيته.
وقرأ الجمهور: «تعيها» بكسر العين على وزن تليها. وقرأ ابن كثير في رواية الحلواني وقنبل وابن مصرف: «وتعيها» بسكون العين جعل التاء التي هي علامة في المضارع بمنزلة الكاف من كتف إذ حرف المضارع لا يفارق الفعل فسكن تخفيفا كما يقال: كتف ونحو هذا قول الشاعر:
قالت سليمى اشتر لنا سويقا
على أن هذا البيت منفصل، فهو أبعد لكن ضرورة الشعر تسامح به). [المحرر الوجيز: 8/ 388-389]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى أمر القيامة، و «الصور»: القرن الذي ينفخ فيه، قال سليمان بن أرقم: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصّور فقال: «هو قرن من نور فمه أوسع من السماوات»، والنفخة المشار إليها في هذه الآية، نفخة القيامة التي للفزع ومعها يكون الصعق، ثم نفخة البعث، وقيل: هي نفخات ثلاثة: نفخة الفزع ونفخة الصعق ثم نفخة البعث، والإشارة بآياتنا هذه إلى نفخة الفزع، لأن حمل الجبال هو بعدها. وقرأ الجمهور: «نفخة» بالرفع، لما نعت صح رفعه، وقرأ أبو السمال: «نخفة واحدة» بالنصب). [المحرر الوجيز: 8/ 389]

تفسير قوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور القراء: «وحملت» بتخفيف الميم بمعنى حملتها الرياح والقدرة، وقرأ ابن عباس فيما روي عنه: «وحمّلت» بشد الميم، وذلك يحتمل معنيين أحدهما أنها حاملة حملت قدرة وعنفا وشدة نفثها فهي محملة حاملة.
والآخر أن يكون محمولة حملت ملائكة أو قدرة.
وقوله تعالى: فدكّتا وقد ذكر جمعا ساغ، ذلك لأن المذكور فرقتان وهذا كما قال الشاعر [القطامي]: [الوافر]
ألم يحزنك أن حبال قومي = وقومك قد تباينتا انقطاعا
ومنه قوله تعالى: كانتا رتقاً [الأنبياء: 30] و «دكتا» معناه: سوى جميعها كما يقال: ناقة دكا:إذا ضعفت فاستوت حدبتها مع ظهرها). [المحرر الوجيز: 8/ 389-390]

تفسير قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والواقعة: القيامة والطامة الكبرى، وقال بعض الناس: هي إشارة إلى صخرة بيت المقدس وهذا ضعيف). [المحرر الوجيز: 8/ 390]

تفسير قوله تعالى: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وانشقاق السماء هو تفطيرها وتمييز بعضها عن بعض وذلك هو الوهي الذي ينالها كما يقال في الجدارات البالية المتشققة واهية). [المحرر الوجيز: 8/ 390]

تفسير قوله تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والملك اسم الجنس يريد به الملائكة، وقال جمهور المفسرين: الضمير في أرجائها عائد على السّماء أي الملائكة على نواحيها وما لم يه منها والرجا: الجانب من الحائط والبئر ونحوه ومنه قول الشاعر [المرادي]: [الطويل]
كأن لم تري قبلي أسيرا مقيدا = ولا رجلا يرعى به الرجوان
أي يلقى في بئر فهو لا يجد ما يتمسك به. وقال الضحاك أيضا وابن جبير: الضمير في أرجائها عائد على الأرض وإن كان لم يتقدم لها ذكر قريب لأن القصة واللفظ يقتضي إفهام ذلك، وفسر هذه الآية بما روي أن الله تعالى يأمر ملائكة سماء الدنيا فيقفون صفا على حافات الأرض ثم يأمر ملائكة السماء الثانية فيصفون خلفهم ثم كذلك ملائكة كل سماء، فكلما فر أحد من الجن والإنس وجد الأرض قد أحيط بها، قالوا فهذا تفسير هذه الآيات، وهو أيضا معنى قوله تعالى: وجاء ربّك والملك صفًّا صفًّا [الفجر: 22] وهو أيضا تفسير قوله يوم التّناد يوم تولّون مدبرين [غافر: 32- 33] على قراءة من شد الدال، وهو تفسير قوله: يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّماوات والأرض فانفذوا [الرحمن: 33]، واختلف الناس في الثمانية الحاملين للعرش، فقال ابن عباس: هي ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم أحد عدتهم. وقال ابن زيد: هم ثمانية أملاك على هيئة الوعول، وقال جماعة من المفسرين: هم على هيئة الناس، أرجلهم تحت الأرض السفلى ورؤوسهم وكواهلهم فوق السماء السابعة. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة قواهم الله بأربعة سواهم». والضمير في قوله: فوقهم للملائكة الحملة، وقيل للعالم كله وكل قدرة كيفما تصورت فإنما هي بحول الله وقوته). [المحرر الوجيز: 8/ 390-391]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ (18) فأمّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه (19) إنّي ظننت أنّي ملاقٍ حسابيه (20) فهو في عيشةٍ راضيةٍ (21) في جنّةٍ عاليةٍ (22) قطوفها دانيةٌ (23) كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية (24) وأمّا من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه (25) ولم أدر ما حسابيه (26) يا ليتها كانت القاضية (27) ما أغنى عنّي ماليه (28) هلك عنّي سلطانيه (29)
الخطاب في قوله تعالى: تعرضون لجميع العالم، وروي عن أبي موسى الأشعري وابن مسعود أن في القيامة عرضتين فيهما معاذير وتوقيف وخصومات وجدال، ثم تكون عرضة ثالثة تتطاير فيها الصحف بالأيمان والشمائل. وقرأ حمزة والكسائي: «لا يخفى» بالياء وهي قراءة علي بن أبي طالب وابن وثاب وطلحة والأعمش وعيسى، وقرأ الباقون: بالتاء على مراعاة تأنيث خافيةٌ وهي قراءة الجمهور، وقوله تعالى: خافيةٌ معناه ضمير ولا معتقد). [المحرر الوجيز: 8/ 392]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 09:56 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 09:56 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {والمؤتفكات} وهم المكذّبون بالرّسل. {بالخاطئة} أي بالفعلة الخاطئة، وهي التّكذيب بما أنزل اللّه.
قال الرّبيع: {بالخاطئة} أي: بالمعصية وقال مجاهدٌ: بالخطايا.
ولهذا قال تعالى: {فعصوا رسول ربّهم} وهذا جنسٌ، أي: كلّ كذّب رسول اللّه إليهم. كما قال: {كلٌّ كذّب الرّسل فحقّ وعيد} [ق: 14]. ومن كذّب رسول اللّه فقد كذّب بالجميع، كما قال: {كذّبت قوم نوحٍ المرسلين} [الشّعراء: 105]، {كذّبت عادٌ المرسلين} [الشّعراء: 123]. {كذّبت ثمود المرسلين} [الشّعراء: 141] وإنّما جاء إلى كلّ أمّةٍ رسول واحد؛ ولهذا قال هاهنا: {فعصوا رسول ربّهم فأخذهم أخذةً رابيةً} أي: عظيمةً شديدةً أليمةً.
قال مجاهدٌ: {رابيةً} شديدةً. وقال السّدّيّ: مهلكةً). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 209-210]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال اللّه تعالى: {إنّا لمّا طغى الماء} أي: زاد على الحدّ بإذن اللّه وارتفع على الوجود. وقال ابن عبّاسٍ وغيره: {طغى الماء} كثر -وذلك بسبب دعوة نوحٍ، عليه السّلام، على قومه حين كذّبوه وخالفوه، فعبدوا غير اللّه فاستجاب اللّه له وعمّ أهل الأرض بالطّوفان إلّا من كان مع نوحٍ في السّفينة، فالنّاس كلّهم من سلالة نوحٍ وذرّيّته.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران، عن أبي سنانٍ سعيد بن سنانٍ، عن غير واحدٍ، عن عليّ بن أبي طالبٍ قال: لم تنزل قطرةٌ من ماءٍ إلّا بكيلٍ على يدي ملكٍ، فلمّا كان يوم نوحٍ أذن للماء دون الخزّان، فطغى الماء على الخزّان فخرج، فذلك قول اللّه: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية} ولم ينزل شيءٌ من الرّيح إلّا بكيلٍ على يدي ملكٍ، إلّا يوم عادٍ، فإنّه أذن لها دون الخزّان فخرجت، فذلك قوله: {بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ} عتت على الخزّان.
ولهذا قال تعالى ممتنًّا على النّاس: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية} وهي السّفينة الجارية على وجه الماء). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 210]

تفسير قوله تعالى: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لنجعلها لكم تذكرةً} عاد الضّمير على الجنس لدلالة المعنى عليه، أي: وأبقينا لكم من جنسها ما تركبون على تيّار الماء في البحار، كما قال: {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره ثمّ تذكروا نعمة ربّكم إذا استويتم عليه} [الزّخرف: 12، 13]، وقال تعالى: {وآيةٌ لهم أنّا حملنا ذرّيّتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون} [يس: 41، 42].
وقال قتادة: أبقى اللّه السّفينة حتّى أدركها أوائل هذه الأمّة. والأوّل أظهر؛ ولهذا قال: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ} أي: وتفهم هذه النّعمة، وتذكرها أذنٌ واعيةٌ.
قال ابن عبّاسٍ: حافظةٌ سامعةٌ وقال قتادة: {أذنٌ واعيةٌ} عقلت عن اللّه فانتفعت بما سمعت من كتاب اللّه، وقال الضّحّاك: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ} سمعتها أذنٌ ووعت. أي: من له سمعٌ صحيحٌ وعقلٌ رجيحٌ. وهذا عام فيمن فهم، ووعى.
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة الدّمشقيّ، حدّثنا العبّاس بن الوليد بن صبحٍ الدّمشقيّ، حدّثنا زيد بن يحيى، حدّثنا عليّ بن حوشبٍ، سمعت مكحولًا يقول: لمّا نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ} قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "سألت ربّي أن يجعلها أذن عليّ". [قال مكحولٌ] فكان عليّ يقول: ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شيئًا قطّ فنسيته.
وهكذا رواه ابن جريرٍ، عن عليّ بن سهلٍ، عن الوليد بن مسلمٍ، عن عليّ بن حوشبٍ، عن مكحولٍ به. وهو حديثٌ مرسلٌ.
وقد قال ابن أبي حاتمٍ أيضًا: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عامرٍ، حدّثنا بشر بن آدم، حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير أبو محمّدٍ -يعني والد أبي أحمد الزّبيريّ-حدّثني صالح بن الهيثم، سمعت بريدة الأسلميّ يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعليٍّ: "إنّي أمرت أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك وأن تعي، وحقّ لك أن تعي". قال: فنزلت هذه الآية {وتعيها أذنٌ واعيةٌ}
ورواه ابن جريرٍ عن محمّد بن خلفٍ، عن بشر بن آدم، به ثمّ رواه ابن جريرٍ من طريقٍ آخر عن داود الأعمى، عن بريدة، به. ولا يصحّ أيضًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 210-211]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإذا نفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ (13) وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً (14) فيومئذٍ وقعت الواقعة (15) وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ (16) والملك على أرجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ (17) يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ (18)}
يقول تعالى مخبرًا عن أهوال يوم القيامة، وأوّل ذلك نفخة الفزع، ثمّ يعقبها نفخة الصّعق حين يصعق من في السّموات ومن في الأرض إلّا من شاء اللّه، ثمّ بعدها نفخة القيام لربّ العالمين والبعث والنّشور، وهي هذه النّفخة. وقد أكّدها هاهنا بأنّها واحدةٌ لأنّ أمر اللّه لا يخالف ولا يمانع، ولا يحتاج إلى تكرارٍ وتأكيدٍ.
وقال الرّبيع: هي النّفخة الأخيرة. والظّاهر ما قلناه؛ ولهذا قال هاهنا: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً} أي: فمدّت مدّ الأديم العكاظي، وتبدّلت الأرض غير الأرض). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 211]

تفسير قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فيومئذٍ وقعت الواقعة} أي: قامت القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 211]

تفسير قوله تعالى: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ} قال سماك، عن شيخٍ من بني أسدٍ، عن عليٍّ قال: تنشقّ السّماء من المجرّة. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال ابن جريجٍ: هي كقوله: {وفتحت السّماء فكانت أبوابًا} [النبأ: 19].
وقال ابن عبّاسٍ: منخرقةٌ، والعرش بحذائها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 211-212]

تفسير قوله تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والملك على أرجائها} الملك: اسم جنسٍ، أي: الملائكة على أرجاء السّماء.
قال ابن عبّاسٍ: على ما لم يه منها، أي: حافّتها. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ، والأوزاعيّ. وقال الضّحّاك: أطرافها. وقال الحسن البصريّ: أبوابها. وقال الرّبيع بن أنسٍ في قوله: {والملك على أرجائها} يقول: على ما استدقّ من السّماء، ينظرون إلى أهل الأرض.
وقوله: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ} أي: يوم القيامة يحمل العرش ثمانيةٌ من الملائكة. ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش العرش العظيم، أو: العرش الّذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، واللّه أعلم بالصّواب. وفي حديث عبد اللّه بن عميرة، عن الأحنف بن قيسٍ، عن العبّاس بن عبد المطّلب، في ذكر حملة العرش أنّهم ثمانية أوعالٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ يحيى بن سعيدٍ حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني أبو السّمح البصريّ، حدّثنا أبو قبيل حيي بن هانئٍ: أنّه سمع عبد اللّه بن عمرٍو يقول: حملة العرش ثمانيةٌ، ما بين موق أحدهم إلى مؤخّر عينه مسيرة مائة عامٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي قال: كتب إليّ أحمد بن حفص بن عبد اللّه النّيسابوريّ: حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أذن لي أن أحدّثكم عن ملكٍ من حملة العرش: بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه بخفق الطّير سبعمائة عامٍ".
وهذا إسنادٌ جيّدٌ، رجاله ثقاتٌ. وقد رواه أبو داود في كتاب "السّنّة" من سننه: حدّثنا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، حدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "أذن لي أن أحدّث عن ملكٍ من ملائكة اللّه من حملة العرش: أنّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عامٍ". هذا لفظ أبي داود.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا يحيى بن المغيرة، حدّثنا جريرٌ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ} قال: ثمانية صفوفٍ من الملائكة. قال: وروي عن الشّعبيّ [وعكرمة] والضّحّاك. وابن جريج، مثل ذلك. وكذا روى السّدّي عن أبي مالكٍ، عن ابن عبّاسٍ: ثمانية صفوفٍ. وكذا روى العوفيّ، عنه.
وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: الكروبيّون ثمانية أجزاءٍ، كلّ جنسٍ منهم بقدر الإنس والجنّ والشّياطين والملائكة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 212]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: أي تعرضون على عالم السر والنجوى الذيلا يخفى عليه شيءٌ من أموركم، بل هو عالمٌ بالظّواهر والسّرائر والضّمائر؛ ولهذا قال: {لا تخفى منكم خافيةٌ}
وقد قال ابن أبي الدّنيا: أخبرنا إسحاق بن إسماعيل، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجّاج قال: قال عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنّه أخفّ عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر: {يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ}.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، حدّثنا عليّ بن عليّ بن رفاعة، عن الحسن، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يعرض النّاس يوم القيامة ثلاث عرضاتٍ، فأمّا عرضتان فجدالٌ ومعاذير، وأمّا الثّالثة فعند ذلك تطير الصّحف في الأيدي، فآخذٌ بيمينه وآخذٌ بشماله".
ورواه ابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، به وقد رواه التّرمذيّ عن أبي كريب عن وكيعٍ عن عليّ بن عليٍّ، عن الحسن، عن أبي هريرة، به.
وقد روى ابن جريرٍ عن مجاهد بن موسى، عن يزيد، بن سليم بن حيّان، عن مروان الأصغر، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه قال: يعرض النّاس يوم القيامة ثلاث عرضاتٍ: عرضتان، معاذير وخصوماتٌ، والعرضة الثّالثة تطير الصّحف في الأيدي. ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة مرسلًا مثله). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 212-213]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة