العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:39 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة القلم[ من الآية (6) إلى الآية (16) ]

{بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:39 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {بأييكم المفتون}؛ قال: «أيكم أولى بالشيطان»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 308]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {فستبصر ويبصرون (5) بأيّكم المفتون} يقول:
«هو وإبليس بكم»). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 62] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بأيّكم المفتون}. اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: تأويله بأيّكم المجنون، كأنّه وجّه معنى الباء في قوله: {بأيّكم} إلى معنى في. وإذا وجّهت الباء إلى معنى في كان تأويل الكلام: ويبصرون في أيّ الفريقين، المجنون في فريقك يا محمّد أو فريقهم، ويكون المجنون اسمًا مرفوعًا بالباء.
ذكر من قال: معنى ذلك: بأيّكم المجنون
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {بأيّكم المفتون} قال:
«المجنون».
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ {بأيّكم المفتون} قال:
«بأيّكم المجنون».
وقال آخرون: بل تأويل ذلك: بأيّكم الجنون؛ وكأنّ الّذين قالوا هذا القول وجّهوا المفتون إلى معنى الفتنة أو الفتون، كما قيل: ليس له معقولٌ ولا معقودٌ رأي، بمعنى: ليس له عقلٌ ولا عقدٌ رأيٌ فكذلك وضع المفتون موضع الفتون.
ذكر من قال: المفتون: بمعنى المصدر، وبمعنى الجنون:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بأيّكم المفتون} قال:
«الشّيطان».
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بأيّكم المفتون}:
«يعني الجنون».
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، يقول:
«بأيّكم الجنون».
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أيّكم أولى بالشّيطان؛ فالباء على قول هؤلاء زيادة دخولها وخروجها سواءٌ، ومثّل هؤلاء ذلك بقول الرّاجز:
نحن بنو جعدة أصحاب الفلج
نضرب بالسّيف ونرجو بالفرج

بمعنى: نرجو الفرج، فدخول الباء في ذلك عندهم في هذا الموضع وخروجها سواءٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فستبصر ويبصرون (5) بأيّكم المفتون}، يقول:
«أيّكم أولى بالشّيطان».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {بأيّكم المفتون}، قال:
«أيّكم أولى بالشّيطان».
واختلف أهل العربيّة في ذلك نحو اختلاف أهل التّأويل، فقال بعض نحويّ البصرة: معنى ذلك: فستبصر ويبصرون أيّكم المفتون.
وقال بعض نحويّ الكوفة: {بأيّكم المفتون}: المفتون هاهنا، بمعنى الجنون، وهو في مذهب الفتون، كما قالوا: ليس له معقولٌ ولا مجلودٌ؛ قال:
«وإن شئت جعلت بأيّكم في أيّكم في أيّ الفريقين المجنون»؛ قال: «وهو حينئذٍ اسمٌ ليس بمصدرٍ».
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: بأيّكم الجنون، ووجّه المفتون إلى الفتون بمعنى المصدر، لأنّ ذلك أظهر معاني الكلام، إذا لم ينو إسقاط الباء، وجعلنا لدخولها وجهًا مفهومًا. وقد بيّنّا أنّه غير جائزٍ أن يكون في القرآن شيءٌ لا معنى له). [جامع البيان: 23 / 152-155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {فستبصر ويبصرون} الآيات.
- وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فستبصر ويبصرون}، قال:
«تعلم ويعلمون يوم القيامة»، {بأيكم المفتون}، قال: «الشيطان كانوا يقولون: إنه شيطان مجنون».
- وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فستبصر ويبصرون (5) بأيكم المفتون} يقول:
«يتبين لكم المفتون».
- وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {فستبصر ويبصرون (5) بأيكم المفتون} يقول:
«بأيكم المجنون»). [الدر المنثور: 14 / 623] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير، وابن أبزي {بأيكم المفتون} بأيكم المجنون.
- وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد، {بأيكم المفتون} قال:
«بأيكم المجنون».
- وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن، {بأيكم المفتون} قال:
«المجنون».
- وأخرج عبد بن حميد، عن أبي الجوزاء، {بأيكم المفتون} قال:
«الشيطان».
- وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة، {بأيكم المفتون} قال:
«أيكم أولى بالشيطان».
- وأخرج ابن المنذر عن الحسن {فستبصر ويبصرون (5) بأيكم المفتون} قال:
«أيكم أولى بالشيطان فكانوا أولى بالشيطان منه»). [الدر المنثور: 14 / 623-624]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله}، يقول تعالى ذكره: إنّ ربّك يا محمّد هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله، كضلال كفّار قريشٍ عن دين اللّه، وطريق الهدى. {وهو أعلم بالمهتدين}، يقول: وهو أعلم بمن اهتدى، فاتّبع الحقّ، وأقرّ به، كما اهتديت أنت فاتّبعت الحقّ، وهذا من معاريض الكلام. وإنّما معنى الكلام: إنّ ربّك هو أعلم يا محمّد بك، وأنّك لمهتدي، وبقومك من كفّار قريشٍ، وإنّهم لضالّون عن سبيل الحقّ). [جامع البيان: 23/ 155]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا تطع المكذّبين (8) ودّوا لو تدهن فيدهنون (9) ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ (10) همّازٍ مشّاءٍ بنميمٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فلا تطع يا محمّد المكذّبين بآيات اللّه ورسوله). [جامع البيان: 23 / 155-156]

تفسير قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة {ودوا لو تدهن}؛ قال: «ودوا لو يدهن رسول الله فيدهنون»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 308]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ودّوا لو تدهن فيدهنون}، اختلف أهل التّأويل في تأويله، فقال بعضهم: معنى ذلك: ودّ المكذّبون بآيات اللّه لو تكفر باللّه يا محمّد فيكفرون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لو تدهن فيدهنون}، يقول:
«ودّوا لو تكفر فيكفرون».
- حدّثت، عن الحسين، فقال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ودّوا لو تدهن فيدهنون}، قال:
«تكفر فيكفرون».
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان: {ودّوا لو تدهن فيدهنون} قال:
«تكفر فيكفرون».
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ودّوا لو ترخّص لهم فيرخّصون، أو تلين في دينك فيلينون في دينهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لو تدهن فيدهنون} يقول:
«لو ترخّص لهم فيرخّصون».
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ودّوا لو تدهن فيدهنون}، قال:
«لو تركن إلى آلهتهم، وتترك ما أنت عليه من الحقّ فيمالئونك».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ودّوا لو تدهن فيدهنون}؛ يقول:
«ودّوا يا محمّد لو أدهنت عن هذا الأمر، فأدهنوا معك».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {ودّوا لو تدهن فيدهنون}، قال:
«ودّوا لو يدهن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيدهنون».
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: ودّ هؤلاء المشركون يا محمّد لو تلين لهم في دينك بإجابتك إيّاهم إلى الرّكون إلى آلهتهم، فيلينون لك في عبادتك إلهك، كما قال جلّ ثناؤه: {ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلاً إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات}، وإنّما هو مأخوذٌ من الدّهن شبّه التّليين في القول بتليين الدّهن). [جامع البيان: 23/ 156-157]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: {تدهن فيدهنون}؛ ترخّص فيرخّصون كذا للنّسفيّ وحده هنا وسقط للباقين وقد رأيته أيضًا في المستخرج لأبي نعيم وهو قول بن عبّاس أخرجه ابن المنذر، من طريق عليّ بن أبي طلحة، ومن طريق عكرمة، قال: «تكفر فيكفرون
» وقال الفرّاء: «المعنى: تلين فيلينون» وقال أبو عبيدة: «هو من المداهنة»). [فتح الباري: 8 / 662]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ودوا لو تدهن فيدهنون}، قال:
«لو ترخص له فيرخصون».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {ودوا لو تدهن فيدهنون} يقول:
«لو تركن إليهم وتترك ما أنت عليه من الحق فيمالئونك».
- واخرج عبد بن حميد عن قتادة {ودوا لو تدهن فيدهنون} قال:
«ودوا لو يدهن نبي الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر فيدهنوا عنه».
- وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {ودوا لو تدهن فيدهنون} قال:
«لو تكفر فيكفرون»). [الدر المنثور: 14 / 624-625]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، قال الحسن في قوله تعالى: {كل حلاف مهين}: قال: يقول:«كل مكثار في الحلف مهين يقول ضعيف»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 308]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ}، يقول: ولا تطع يا محمّد كلّ ذي إكثارٍ للحلف بالباطل؛ {مهينٍ}: وهو الضّعيف.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل. غير أنّ بعضهم وجّه معنى المهين إلى الكذّاب، وأحسبه فعل ذلك لأنّه رأى أنّه إذا وصف بالمهانة فإنّما وصف بها لمهانة نفسه كانت عليه، وكذلك صفة الكذوب، إنّما يكذب لمهانة نفسه عليه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ}، والمهين: الكذّاب.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {حلاّفٍ مهينٍ} قال: «ضعيفٌ
».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ}: وهو المكثار في الشّرّ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، في قوله: {كلّ حلاّفٍ مهينٍ}، يقول:
«كلّ مكثارٍ في الحلف مهينٍ ضعيفٍ».
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سعيدٍ، عن الحسن وقتادة: {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ}، قال:
«هو المكثار في الشّرّ»). [جامع البيان: 23 / 157-158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (
- أخرج ابن مردويه عن أبي عثمان النهدي قال: قال مروان بن الحكم لما بايع الناس ليزيد سنة أبي بكر عمر فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: إنها ليست بسنة أبي بكر وعمر ولكنها سنة هرقل فقال مروان: هذا الذي أنزلت فيه (والذي لوالديه أف لكما) قال: فسمعت ذلك عائشة فقالت:
«إنها لم تنزل في عبد الرحمن ولكن نزلت في أبيك {ولا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم}».
- وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {ولا تطع كل حلاف} الآية قال:
«يعني الأسود بن عبد يغوث».
- وأخرج عبد بن حميد عن عامر الشعبي {ولا تطع كل حلاف} الآية قال:
«هو رجل من ثقيف يقال له: الأخنس بن شريق».
- وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الحسن في قوله: {ولا تطع كل حلاف مهين}، يقول:
«مكثار في الحلف {مهين} يقول: ضعيف».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {ولا تطع كل حلاف مهين}، قال:
«ضعيف القلب {عتل}، قال: «شديد الأسر»، {زنيم} قال: «ملحق في النسب زعم ابن عباس».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {ولا تطع كل حلاف مهين}، قال:
«المهين المكثار في الشر»). [الدر المنثور: 14 / 625-626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ولا تطع كل حلاف مهين} قال:
«نزلت في الأخنس بن شريق».
- وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الكلبي مثله.
- وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولا تطع كل حلاف مهين} قال:
«هو الأسود بن عبد يغوث».
- وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس قال:
«نزلت على النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: {ولا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم} فلم يعرف حتى نزل عليه بعد ذلك {زنيم} فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة»). [الدر المنثور: 14 / 629-630]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {مهين} قال:
«الكذاب»). [الدر المنثور: 14 / 633]

تفسير قوله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الكلبي، في قوله تعالى: {مشاء بنميم}؛ قال: «هو الأخنس بن شريق أصله من ثقيف وعداده في بني زهرة»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 308]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا هنّاد بن السّريّ، عن وكيعٍ، عن الأعمش، قال: سمعت مجاهدًا، يحدّث عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: مرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على قبرين، فقال: «إنّهما ليعذّبان وما يعذّبان في كبيرٍ، أمّا هذا فكان لا يستتر من بوله، وأمّا هذا فكان يمشي بالنّميمة»، ثمّ دعا بعسيبٍ رطبٍ، فشقّه باثنين، فغرس على هذا واحدًا، وعلى هذا واحدًا، ثمّ قال: «لعلّه يخفّف عنهما ما لم ييبسا»
- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، حدّثنا بشر يعني ابن المفضّل، حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن همّامٍ، أنّ حذيفة، قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: «لا يدخل الجنّة قتّاتٌ»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 309-310]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {همّازٍ} يعني: مغتابٍ للنّاس يأكل لحومهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله:
«{همّازٍ}: يعني الاغتياب».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {همّازٍ}: يأكل لحوم المسلمين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {همّازٍ} قال: الهمّاز: الّذي يهمز النّاس بيده ويضربهم، وليس باللّسان وقرأ {ويلٌ لكلّ همزةٍ لمزةٍ}. الّذي يلمز النّاس بلسانه، والهمز أصله الغمز فقيل للمغتاب همّازٍ، لأنّه يطعن في أعراض النّاس بما يكرهون، وذلك غمزٌ عليهم.
وقوله: {مشّاءٍ بنميمٍ} يقول: مشّاءٍ بحديث النّاس بعضهم في بعضٍ، ينقل حديث بعضهم إلى بعضٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {همّازٍ} يأكل لحوم المسلمين {مشّاءٍ بنميمٍ} ينقل الأحاديث من بعض النّاس إلى بعضٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {مشّاءٍ بنميمٍ} يمشي بالكذب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الكلبيّ، في قوله: {مشّاءٍ بنميمٍ} قال: هو الأخنس بن شريقٍ، وأصله من ثقيفٍ، وعداده في بني زهرة). [جامع البيان: 23 / 158-160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {ولا تطع كل حلاف مهين} قال: المهين المكثار في الشر {هماز} قال: يأكل لحوم الناس). [الدر المنثور: 14 / 626] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {مهين} قال: الكذاب {هماز} يعني الاغتياب). [الدر المنثور: 14 / 633] (م)

تفسير قوله تعالى: (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {منّاعٍ للخير معتدٍ أثيمٍ (12) عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}.
وقوله: {منّاعٍ للخير}. يقول تعالى ذكره: بخيلٍ بالمال ضنينٍ به عن الحقوق.
وقوله: {معتدٍ}. يقول: معتدٍ على النّاس {أثيمٍ}: ذي إثمٍ بربّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {معتدٍ}. في عمله {أثيمٍ} بربّه). [جامع البيان: 23 / 160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {ولا تطع كل حلاف مهين} قال: المهين المكثار في الشر {هماز} قال: يأكل لحوم الناس {مناع للخير} قال: فلا يعطي خيرا {معتد} قال: معتد في قوله: متعمد في عمله {أثيم} بربه). [الدر المنثور: 14 / 626] (م)

تفسير قوله تعالى: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني معاوية بن صالحٍ عن كثير بن الحارث عن القاسم مولى معاوية قال: سئل رسول اللّه عن العتلّ الزّنيم، قال: هو الفاحش اللّئيم.
قال معاوية: وحدّثني عياض بن عبد اللّه الفهريّ عن موسى بن عقبة عن رسول اللّه بمثل ذلك). [الجامع في علوم القرآن: 1/73-74]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول في هذه الآية: {عتلٌ بعد ذلك زنيم}، قال سعيد: وهو الملصق في القوم، ليس منهم). [الجامع في علوم القرآن: 1/74]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل بن حاتم، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: قال ابن عبّاسٍ: الزّنيم الّذي يعرف بذنبه). [الجامع في علوم القرآن: 1/147-148]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى عتل بعد ذلك قال الفاحش اللئيم الضريبة). [تفسير عبد الرزاق: 2/308]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن زيد بن أسلم في قوله تعالى زنيم قال: قال رسول الله تبكي السماء من رجل أصح الله جسمه وأرحب جوفه وأعطاه من الدنيا مقضما وكان للناس ظلوما فذلك العتل الزنيم قال وتبكي السماء من الشيخ الزاني ما تكاد الأرض تقله.
عن ابن عيينة عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن النبي مثله في زنيم.
عن معمر عن قتادة عن علي قال الزنيم هو الهجين الكافر.
قال معمر هو ولد الزنا في بعض اللغة). [تفسير عبد الرزاق: 2/309]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن أبي الزّبير، عن عبيد بن عميرٍ في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: هو الأكول الشّروب القوي الشّديد يوزن فلا يزن شعيرةً، يدفع الملك من أولئك سبعين ألفًا دفعةً واحدةً في جهنّم). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 309-310]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 13]

- حدّثنا محمودٌ، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 13] قال: «رجلٌ من قريشٍ له زنمةٌ مثل زنمة الشّاة»
- حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان، عن معبد بن خالدٍ، قال: سمعت حارثة بن وهبٍ الخزاعيّ، قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: " ألا أخبركم بأهل الجنّة؟ كلّ ضعيفٍ متضعّفٍ، لو أقسم على اللّه لأبرّه، ألا أخبركم بأهل النّار: كلّ عتلٍّ، جوّاظٍ مستكبرٍ "). [صحيح البخاري: 6 / 159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب عتل بعد ذلك زنيم)
اختلف في الّذي نزلت فيه فقيل هو الوليد بن المغيرة وذكره يحيى بن سلّامٍ في تفسيره وقيل الأسود بن عبد يغوث ذكره سنيد بن داود في تفسيره وقيل الأخنس بن شريقٍ وذكره السّهيليّ عن القتيبيّ وحكى هذين القولين الطّبريّ فقال يقال هو الأخنس وزعم قومٌ أنّه الأسود وليس به وأبعد من قال إنّه عبد الرّحمن بن الأسود فإنّه يصغر عن ذلك وقد أسلم وذكر في الصّحابة
- قوله حدّثنا محمود بن غيلان في رواية المستمليّ محمّدٌ وكأنّه الذّهليّ قوله حدّثنا عبيد اللّه بن موسى هو من شيوخ المصنّف وربّما حدّث عنه بواسطةٍ كالّذي هنا قوله عن أبي حصينٍ عن مجاهدٍ لإسرائيل فيه طريقٌ أخرى أخرجها الحاكم من طريق عبيد اللّه بن موسى أيضًا والإسماعيليّ من طريق وكيعٍ كلاهما عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبيرٍ عن بن عبّاسٍ نحوه وأخرجه الطّبريّ من طريق شريقٍ عن أبي إسحاق بهذا الإسناد وقال الّذي يعرف بالشّرّ قوله رجلٌ من قريشٍ له زنمةٌ مثل زنمة الشّاة زاد أبو نعيمٍ في مستخرجه في آخره يعرف بها وفي رواية سعيد بن جبيرٍ المذكورة يعرف بالشّرّ كما تعرف الشّاة بزنمتها وللطّبريّ من طريق عكرمة عن بن عبّاسٍ قال نعت فلم يعرف حتّى قيل زنيمٌ فعرف وكانت له زنمةٌ في عنقه يعرف بها وقال أبو عبيدة الزّنيم المعلّق في القوم ليس منهم قال الشّاعر زنيمٌ ليس يعرف من أبوه وقال حسّان وأنت زنيمٌ نيط في آل هاشمٍ قال ويقال للتّيس زنيمٌ له زنمتان
- قوله سفيان هو الثّوريّ قوله عن معبد بن خالدٍ هو الجدليّ بضمّ الجيم والمهملة وتخفيف اللّام كوفيٌّ ثقةٌ ماله في البخاريّ سوى هذا الحديث وآخر تقدّم في كتاب الزّكاة وثالثٍ يأتي في الطّبّ قوله ألا أخبركم بأهل الجنّة كلّ ضعيفٍ متضعّفٍ بكسر العين وبفتحها وهو أضعف وفي رواية الإسماعيليّ مستضعفٌ وفي حديث عبد اللّه بن عمرٍو عند الحاكم الضّعفاء المغلوبون وله من حديث سراقة بن مالكٍ الضّعفاء المغلوبون ولأحمد من حديث حذيفة الضّعيف المستضعف ذو الطّمرين لا يؤبه له والمراد بالضّعيف من نفسه ضعيفةٌ لتواضعه وضعف حاله في الدّنيا والمستضعف المحتقر لخموله في الدّنيا قوله عتلٍّ بضمّ المهملة والمثنّاة بعدها لامٌ ثقيلةٌ قال الفرّاء الشّديد الخصومة وقيل الجافي عن الموعظة وقال أبو عبيدة العتلّ الفظّ الشّديد من كلّ شيءٍ وهو هنا الكافر وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن الحسن العتلّ الفاحش الآثم وقال الخطّابيّ العتلّ الغليظ العنيف وقال الدّاوديّ السّمين العظيم العنق والبطن وقال الهرويّ الجموع المنوع وقيل القصير البطن قلت وجاء فيه حديثٌ عند أحمد من طريق عبد الرّحمن بن غنمٍ وهو مختلفٌ في صحّته قال سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن العتلّ الزّنيم قال هو الشّديد الخلق المصحّح الأكول الشّروب الواجد للطّعام والشّراب الظّلوم للنّاس الرّحيب الجوف قوله جوّاظٍ بفتح الجيم وتشديد الواو وآخره معجمةٌ الكثير اللّحم المختال في مشيه حكاه الخطابيّ وقال بن فارسٍ قيل هو الأكول وقيل الفاجر وأخرج هذا الحديث أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة عن وكيعٍ عن الثّوريّ بهذا الإسناد مختصرًا لا يدخل الجنّة جوّاظٌ ولا جعظريٌّ قال والجوّاظ الفظّ الغليظ انتهى وتفسير الجوّاظ لعلّه من سفيان والجعظريّ بفتح الجيم والظّاء المعجمة بينهما عينٌ مهملةٌ وآخره راءٌ مكسورةٌ ثمّ تحتانيّةٌ ثقيلةٌ قيل هو الفظّ الغليظ وقيل الّذي لا يمرض وقيل الّذي يتمدّح بما ليس فيه أو عنده وأخرج الحاكم من حديث عبد اللّه بن عمر أنه تلا قوله تعالى مناع للخير إلى زنيمٍ فقال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول أهل النّار كلّ جعظري جواظ مستكبر). [فتح الباري: 8 / 662-663]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب: {عتلٍ بعد ذالك زنيمٍ} (القلم: 13)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك} أي: مع ذلك، والعتل الفانك الشّديد المنافق. قاله ابن عبّاس: وعن عبيد بن عمير: العتل الأكول الشروب القوي الشّديد يوضع في الميزان فلا يزن شعيرة يدفع الملك من أولئك في جهنّم سبعين ألفا دفعة واحدة، هو الزنيم والدعي الملحق النّسب الملصق بالقوم وليس منهم، وعن عليّ، رضي الله تعالى عنه: الزنيم الّذي لا أصل له. وقيل: هو الّذي له زنمة كزنمة الشّاة، وقيل: هو المرمي بالأبنة.
- حدّثنا محمودٌ حدّثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي حصينٍ عن مجاهدٍ عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما عتلٍّ بعد ذالك زنيمٍ قال رجلٌ من قريشٍ له زنمةٌ مثل زنمة الشّاة.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. ومحمود هو ابن غيلان، ووقع في رواية المستملي محمّد، فإن صحّ فهو الذهلي، وعبيد الله هو ابن موسى من شيوخ البخاريّ، وروى عنه هنا بواسطة، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو حصين، بفتح الحاء وكسر الصّاد المهلمتين واسمه عثمان بن عاصم الأسدي.
والحديث أخرجه النّسائيّ في التّفسير عن أحمد بن سليمان.
قوله: (قال رجل من قريش) أي: قال ابن عبّاس: الزنيم هو رجل من قريش له زنمة مثل زنمة الشّاة. وقال الزّمخشريّ: الزنمة هي الهنة من جلد الماعز تقطع فتخلى معلقة في حلقها. وقيل: الزنمة للمعز في حلقها كالقرط فإن كانت في الأذن فهو زنمة، واختلف في الموصوف بهذه الصّفة القبيحة فعن ابن عبّاس: هو الوليد بن المغيرة المخزومي، وقال عطاء والسّديّ: هو الأخنس بن شريق، وقال مجاهد الأسود بن عبد يغوث، وعن مجاهد: كانت للوليد ستّ أصابع في كل يد أصبع زائدة.
- حدّثنا أبو نعيمٍ حدّثنا سفيان عن معبد بن خالدٍ قال سمعت حارثة بن وهبٍ الخزاعيّ قال سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا أخبركم بأهل الجنّة، وكلّ ضعيفٍ متضعّفٍ لو أقسم على الله لأبرّه ألا أخبركم بأهل النّار كلّ عتلٍّ جوّاظٍ مستنكرٍ) .
مطابقته للتّرجمة في قوله: (كل عتل) وأبو نعيم الفضل بن دكين، وسفيان هو الثّوريّ، ومعبد، بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح الباء الموحدة: ابن خالد الكوفي ماله في البخاريّ إلاّ ثلاثة أحاديث هذا، وآخر تقدم في الزّكاة، وآخر يأتي في الطّبّ، وحارثة بن وهب الخزاعيّ بالمهملة والثاء المثلّثة.
والحديث ذكره البخاريّ أيضا في الأدب عن محمّد بن كثير وفي النذور عن محمّد بن المثنى. وأخرجه مسلم في صفة الجنّة عن محمّد بن المثنى وغيره وأخرجه التّرمذيّ في صفة جهنّم عن محمود بن غيلان وأخرجه النّسائيّ في التّفسير عن محمّد بن المثنى به. وأخرجه ابن ماجه في الزّهد عن محمّد بن بشار عن ابن مهدي عن سفيان به.
قوله: (متضعف) بكسر العين وفتحها والفتح أشهر، وكذا ضبطه الدمياطي. وقال ابن الجوزيّ: وغلط من كسرها وإنّما هو بالفتح. وقال النّوويّ: روي بالفتح عند الأكثرين وبكسرها ومعناه: ويستضعفه النّاس ويحتقرونه لضعف حاله في الدّنيا يقال: تضعفه أي: استضعفه، وأما الكسر فمعناه: متواضع خامل متذلل. واضع من نفسه، وقيل: الضعف رقة القلب ولينه للإيمان. قوله: (لو أقسم على الله لأبرّه) أي: لو حلف يمينا طمعا في كرم الله تعالى بإبراره لأبّره. وقيل: لو دعاه لأجابه. قوله: (كل عتل) هو الغليظ. وقيل: الشّديد من كل شيء، وقيل: الكافر. وقال الدّاوديّ: هو السمين، العظيم العنق والبطن، وقال الهرويّ: هو الجموع المنوع، ويقال: هو القصير البطن، وقيل: الأكول الشروب الظلوم. (والجواظ) بفتح الجيم وتشديد الواو ثمّ ظاء معجمة وهو الشّديد الصّوت في الشّرّ، وقيل: المتكبر المختال في مشيته الفاخر. وقيل: الكثير اللّحم. وليس المراد استيعاب الطّرفين وإنّما المراد أن أغلب أهل الجنّة وأن أغلب أهل النّار هؤلاء). [عمدة القاري: 19 / 256-257]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}
(باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({عتل}) غليظ جاف ({بعد ذلك زنيم}) [القلم: 13] أي دعيّ ينسب إلى قوم ليس منهم مأخوذ من زنمتي الشاة وهما المتدليتان من أذنها وحلقها فاستعير للدعي لأنه كالمعلق بما ليس منه وسقط باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا محمودٌ، حدّثنا عبيد اللّه عن إسرائيل، عن أبي حصينٍ عن مجاهدٍ عن ابن عبّاسٍ -رضي الله عنهما-، {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}، قال رجلٌ من قريشٍ: له زنمةٌ مثل زنمة الشّاة.
وبه قال: (حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني بالإفراد (محمود) هو ابن غيلان العدوي مولاهم المروزي ولأبي ذر عن المستملي محمد قال الحافظ ابن حجر وكأنه الذهلي قال: (حدّثنا عبيد الله بن موسى)
بضم العين مصغرًا العبسي مولاهم الكوفي وهو شيخ المؤلّف روى عنه بالواسطة وسقط لغير أبي ذر ابن موسى (عن إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي (عن أبي حصين) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين عثمان بن عاصم الأسدي (عن مجاهد) هو ابن جبر (عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) في قوله تعالى: ({عتل بعد ذلك زنيم} قال): هو (رجل من قريش) قيل هو الوليد بن المغيرة وقيل أسود بن عبد يغوث وقيل الأخنس بن شريق وليس هو عبد الرحمن بن الأسود فإنه يصغر عن ذلك (له زنمة) في عنقه (مثل زنمة الشاة) يعرف بها وقيل كان للوليد بن المغيرة ستة أصابع في كل يد أصبع زائدة.
وهذا الحديث أخرجه النسائي في التفسير وعند ابن جرير عن سعيد بن جبير الزنيم الذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها والزنيم الملصق وقال الضحاك كانت له زنمة في أصل أذنه مثل زنمة الشاة.
- حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان عن معبد بن خالدٍ، قال سمعت حارثة بن وهبٍ الخزاعيّ قال: سمعت النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنّة، كلّ ضعيفٍ متضعّفٍ لو أقسم على اللّه لأبرّه ألا أخبركم بأهل النّار كلّ عتلٍّ جوّاظٍ مستكبرٍ». [الحديث 4918 - أطرافه في: 6071، 6657].
وبه قال: (حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين قال: (حدّثنا سفيان) الثوري (عن معبد بن خالد) بفتح الميم وسكون المهملة وفتح الموحدة الكوفي الجدلي بفتح الجيم والمهملة وتخفيف اللام (قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول):
(ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف) بكسر العين في الفرع كالأصل اليونيني أي متواضع خامل وبفتحها ضبطه الدمياطي وقال النووي إنه رواية الأكثرين وغلط ابن الجوزي من كسر أي يستضعفه الناس ويحتقرونه وعند أحمد من حديث حذيفة الضعيف المتضعف ذو الطمرين لا يؤبه له (لو أقسم على الله لأبرّه) أي لو حلف يمينًا طمعًا في كرم الله بإبراره أو لو دعاه لأجابه (ألا أخبركم بأهل النار كل عتلّ) فظ غليظ أو شديد الخصومة أو الفاحش الآثم أو الغليظ العنيف أو المجموع المنوع أو القصير البطن (جوّاظ مستكبر) بفتح الجيم والواو المشددة آخره ظاء معجمة الكثير اللحم المختال في مشيته وقيل الفاجر وقيل الأكول والمراد كما قاله الكرماني وغيره أن أغلب أهل الجنة هؤلاء كما أن أغلب أهل النار القسم الآخر وليس المراد الاستيعاب في الطرفين.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الأدب والنذور ومسلم في صفة الجنة والترمذي في صفة جهنم أعاذنا الله منها بمنّه وكرمه والنسائي في التفسير وابن ماجة في الزهد). [إرشاد الساري: 7 / 398-399]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {عتلٍّ بعد ذلك زنيم} قال: يعرف الزّنيم بما وصفه اللّه عزّ وجلّ كما تعرف الشّاة الزّنماء من الّتي ليست بزنماء). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 62-63]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}
- أخبرنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، عن معبد بن خالدٍ، عن حارثة بن وهبٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ألا أدلّكم على أهل الجنّة، كلّ ضعيفٍ متضعّفٍ، لو أقسم على الله لأبرّه»، وقال: «أهل النّار كلّ جوّاظٍ عتلٍّ مستكبرٍ»
- أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا عبيد الله، حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 13]، قال: «رجلٌ من قريشٍ كانت له زنمةٌ مثل زنمة الشّاة»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/310]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عتلٍّ}. يقول: وهو عتلٍّ، والعتلّ: الجافي الشّديد في كفره، وكلّ شديدٍ قويٍّ فالعرب تسمّيه عتلًّا؛ ومنه قول ذي الإصبع العدوانيّ:
والدّهر يغدو معتلاً جذعا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {عتلٍّ}: العتلّ: العاتل الشّديد المنافق.
- حدّثني إسحاق بن وهبٍ الواسطيّ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ العقديّ، قال: حدّثنا زهير بن محمّدٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن وهبٍ الذّماريّ، قال: تبكي السّماء والأرض من رجلٍ أتمّ اللّه خلقه، وأرحب جوفه، وأعطاه مقضمًا من الدّنيا، ثمّ يكون ظلومًا للنّاسٍ، فذلك العتلّ الزّنيم.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن أبي الزّبير، عن عبيد بن عميرٍ، قال: العتلّ: الأكول الشّروب القويّ الشّديد، يوضع في الميزان فلا يزن شعيرةً، يدفع الملك من أولئك سبعين ألفًا دفعةً في جهنّم.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: العتلّ: الشّديد.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: العتلّ: الصّحيح.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن كثير بن الحارث، عن القاسم، مولى معاوية قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن العتلّ الزّنيم، قال: الفاحش اللّئيم.
- قال معاوية، وثني عياض بن عبد اللّه الفهريّ، عن موسى بن عقبة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمثل ذلك.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}. قال: فاحش الخلق، لئيم الضّريبة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}. قال الحسن وقتادة: هو الفاحش اللّئيم الضّريبة
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، في قوله: {عتلٍّ}. قال: هو الفاحش اللّئيم الضّريبة.
- قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن زيد بن أسلم، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: تبكي السّماء من عبدٍ أصحّ اللّه جسمه، وأرحب جوفه، وأعطاه من الدّنيا مقضمًا فكان للنّاس ظلومًا، فذلك العتلّ الزّنيم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، قال: العتلّ: الصّحيح الشّديد.
- حدّثني جعفر بن محمّدٍ البزوريّ، قال: حدّثنا أبو زكريّا وهو يحيى بن مصعبٍ، عن عمر بن نافعٍ، قال: سئل عكرمة عن {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} فقال: ذلك الكافر اللّئيم.
- حدّثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال: حدّثنا يحيى يعني ابن يمانٍ، عن أبي الأشهب، عن الحسن في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: الفاحش اللّئيم الضّريبة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثني أبي، عن قتادة قال: العتلّ الزّنيم: الفاحش اللّئيم الضّريبة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {عتلٍّ} قال: شديد الأشر.
- حدّثت، عن الحسن، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {عتلٍّ} قال: العتلّ: الشّديد.
{بعد ذلك زنيمٍ} ومعنى {بعد} في هذا الموضع معنى مع، وتأويل الكلام: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}. أي: مع العتلّ زنيمٌ.
وقوله: {زنيمٍ}. والزّنيم في كلام العرب: الملصق بالقوم وليس منهم؛ ومنه قول حسّان بن ثابتٍ:
وأنت زنيمٌ نيط في آل هاشمٍ = كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
وقال آخر:
زنيمٌ ليس يعرف من أبوه = بغيّ الأمّ ذو حسبٍ لئيم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {زنيمٍ} قال: والزّنيم: الدّعيّ، ويقال: الزّنيم: رجلٌ كانت به زنمةٌ يعرف بها، ويقال: هو الأخنس بن شريقٍ الثّقفيّ حليف بني زهرة. وزعم ناسٌ من بني زهرة أنّ الزّنيم هو: الأسود بن عبد يغوث الزّهريّ، وليس به.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: أخبرنا ابن إدريس، قال: حدّثنا هشامٌ، عن عكرمة، قال: هو الدّعيّ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني سليمان بن بلالٍ، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيّب، أنّه سمعه يقول في هذه الآية: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}. قال سعيدٌ: هو الملصق بالقوم ليس منهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن الحسن، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: الزّنيم الّذي يعرف بالشّرّ، كما تعرف الشّاة بزنمتها؛ الملصق.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه زعم أنّ الزّنيم الملحق النّسب.
وقال آخرون: هو الّذي له زنمةٌ كزنمة الشّاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال في الزّنيم قال: نعت، فلم يعرف حتّى قيل زنيمٍ. قال: وكانت له زنمةٌ في عنقه يعرف بها.
وقال آخرون: كان دعيًّا.
- حدّثني الحسين بن عليٍّ الصّدائيّ، قال: حدّثنا عليّ بن عاصمٍ، قال حدّثنا داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {بعد ذلك زنيمٍ} قال: نزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ همّازٍ مشّاءٍ بنميمٍ} قال: فلم نعرفه حتّى نزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم {بعد ذلك زنيمٍ} قال: فعرفناه له زنمةٌ كزنمة الشّاة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن أصحاب التّفسير، قالوا: هو الّذي يكون له زنمةٌ كزنمة الشّاة.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: الزّنيم: يقول: كانت له زنمةٌ في أصل أذنه، يقال: هو اللّئيم الملصق في النّسب.
وقال آخرون: هو المريب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا تميم بن المنتصر، قال: حدّثنا إسحاق، عن شريكٍ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: زنيمٌ: المريب الّذي يعرف بالشّرّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: الزّنيم: الّذي يعرف بالشّرّ.
وقال آخرون: هو الظّلوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {زنيمٍ} قال: ظلومٌ.
وقال آخرون: هو الّذي يعرف بأبنةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال في الزّنيم: الّذي يعرف بأبنةٍ. قال أبو إسحاق: وسمعت النّاس في إمرة زيادٍ يقولون: العتلّ: الدّعيّ.
وقال آخرون: هو الجلف الجافي.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود بن أبي هندٍ، قال: سمعت شهر بن حوشبٍ، يقول: هو الجلف الجافي الأكول الشّروب من الحرام.
وقال آخرون: هو علامة الكفر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، قال: الزّنيم: علامة الكفر.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، قال: الزّنيم: علامة الكافر.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، أنّه كان يقول: الزّنيم يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشّاة.
وقال آخرون: هو الّذي يعرف باللّؤم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن عكرمة، قال: الزّنيم: الّذي يعرف باللّؤم، كما تعرف الشّاة بزنمتها.
وقال آخرون: هو الفاجر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}. قال: الزّنيم: الفاجر). [جامع البيان: 23 / 161-169]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق الهمذاني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عتل بعد ذلك زنيم قال هو الرجل يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها). [تفسير مجاهد: 688]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، ثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 13] قال: «يعرف بالشّرّ كما تعرف الشّاة بزنمتها» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 541]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيّوب، ثنا عبد اللّه بن رباحٍ، ثنا موسى بن عليٍّ، قال: سمعت أبي يحدّث، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، أنّه تلا هذه الآية {منّاعٍ للخير معتدٍ أثيمٍ (12) عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 12، 13] فقال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «أهل النّار كلّ جعظريٍّ جوّاظٍ مستكبرٍ جمّاعٍ، وأهل الجنّة الضّعفاء المغلوبون» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه بهذه السّياقة «قد أخرجاه من حديث شعبة والثّوريّ، عن معبد بن خالدٍ، عن حارثة بن وهبٍ عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم مختصرًا»). [المستدرك: 2 / 541]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ } [ن: 13] قال رجلٌ من قريش: كانت له زنمةٌ مثل زنمة الشاة. أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
(عتل) العتل: الفظ الغليظ، وقيل: الجافي الشديد الخصومة.
(زنيم) الزنمة: الهناة المعلقة عند حلق المعزى، وهما زنمتان، والمراد بالزنيم: الدعي في النسب الملحق في القوم وليس منهم، تشبيهاً له بالزنمة). [جامع الأصول: 2 / 411]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 13].
- عن عبد الرّحمن بن غنمٍ قال: «سئل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - عن العتلّ الزّنيم، قال: " هو الشّديد الخلق المصحّح الأكول الشّروب الواجد للطّعام والشّراب الظّلوم للنّاس رحيب الجوف».
رواه أحمد، وفيه شهرٌ، وثّقه جماعةٌ وفيه ضعفٌ، وعبد الرّحمن بن غنمٍ ليس له صحبةٌ على الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7 / 128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {ولا تطع كل حلاف مهين} قال: المهين المكثار في الشر {هماز} قال: يأكل لحوم الناس {مناع للخير} قال: فلا يعطي خيرا {معتد} قال: معتد في قوله: متعمد في عمله {أثيم} بربه {عتل} هو الفاجر اللئيم الضريبة وذكر لنا أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وسوء الجوار وقطيعة الرحم). [الدر المنثور: 14 / 626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي أمامة في قوله: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: هو الفاحش اللئيم.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن الحسن وأبي العالية مثله.
وأخرج عبد بن حميد، وابن عساكر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: {زنيم} قال: هو الدعي أما سمعت قول الشاعر:
زنيم تداعاه الرجال زيادة = كما زيد في عرض الأديم أكارعه
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن عكرمة أنه سئل عن الزنيم قال: هو ولد الزنا وتمثل بقول الشاعر:
زنيم ليس يعرف من أبوه = بغي الأم ذو حسب لئيم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: العتل الزنيم رجل ضخم شديد كانت له زنمة زائدة في يده وكانت علامته.
وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال: العتل الصحيح الأكول الشروب والزنيم الفاجر.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: يعرف الكافر من المؤمن مثل الشاة الزنماء والزنماء التي في حلقها كالمتعلقتين في حلق الشاة.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: الزنيم يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة الزنماء من التي لا زنمة لها.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في قوله: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: هو الملزق في القوم ليس منهم.
وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال: ستة لا يدخلون الجنة أبدا: العاق والمدمن والجعشل والجواظ والقتات والعتل الزنيم، فقلت يا ابن عباس: أما اثنتان فقد علمت فأخبرني بالأربع قال: أما الجعشل فالفظ الغليظ وأما الجواظ فمن يجمع المال ويمنع وأما القتات فمن يأكل لحوم الناس وأما العتل الزنيم فمن يمشي بين الناس بالنميمة.
وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري ولا العتل الزنيم فقال له رجل من المسلمين: ما الجواظ الجعظري والعتل الزنيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما الجواظ فالذي جمع ومنع تدعوه (لظى نزاعة للشوى) (سورة المعارج 16) وأما الجعظري فالفظ الغليظ قال الله: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) (سورة آل عمران 159) وأما العتل الزنيم فشديد الخلق رحيب الجوف مصحح شروب واجد للطعام والشراب ظلوم للناس.
وأخرج ابن سعد، وعبد بن حميد عن عامر أنه سئل عن الزنيم قال: هو الرجل تكون لها زنمة من الشر يعرف بها وهو رجل من ثقيف يقال له: الأخنس بن شريق.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن الأنباري في الوقف والإبتداء عن ابن عباس قال: الزنيم الدعي الفاحش اللئيم الملزق ثم أنشد قول الشاعر:
زنيم تدعاه الرجال زيادة = كما زيد في عرض اللئيم الأكارع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ولا تطع كل حلاف مهين} قال: نزلت في الأخنس بن شريق.
وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الكلبي مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولا تطع كل حلاف مهين} قال: هو الأسود بن عبد يغوث.
وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم {ولا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم} فلم يعرف حتى نزل عليه بعد ذلك {زنيم} فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وابن مردويه عن حارثة بن وهب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لابره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ جعظ متكبر.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن زيد بن أسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبكي السماء من عبد أصح الله جسمه وأرحب جوفه وأعطاه من الدنيا فكان للناس ظلوما فذلك العتل الزنيم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم مولى معاوية وموسى بن عقبة قالا: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم قال: هو الفاحش اللئيم.
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه والديلمي عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {بعد ذلك زنيم} قال: العتل كل رحيب الجوف وثيق الخلق أكول شروب جموع للمال منوع له.
وأخرج الحاكم وصححه، وابن مروديه عن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر وأنه تلا {مناع للخير} إلى {زنيم} فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: العتل هو الدعي والزنيم هو المريب الذي يعرف بالشر.
وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر والخرائطي في مساوئ الأخلاق والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: هو الرجل يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الزنيم هو الرجل يمر على القوم فيقولون رجل سوء.
وأخرج البخاري والنسائي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: رجل من قريش كانت له زنمة زائدة مثل زنمة الشاة يعرف بها.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال: نعت فلم يعرف حتى قيل {زنيم} وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: الزنيم الملحق النسب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {زنيم} قال: ظلوم.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {زنيم} قال: ولد الزنا، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
زنيم تداعته الرجال زيادة = كما زيد في عرض الأديم الأكارع.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن علي بن أبي طالب قال: الزنيم هو الهجين الكافر.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {مهين} قال: الكذاب {هماز} يعني الاغتياب {عتل} قال: الشديد الفاتك {زنيم} الدعي وفي قوله: {سنسمه على الخرطوم} فقاتل يوم بدر فخطم بالسيف في القتال). [الدر المنثور: 14 / 626-633]

تفسير قوله تعالى: (أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أن كان ذا مالٍ وبنين (14) إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين (15) سنسمه على الخرطوم}.
اختلفت القرأة في قراءة قوله: {أن كان} فقرأ ذلك أبو جعفرٍ المدنيّ وحمزة: (أأن كان ذا مالٍ) بالاستفهام بهمزتين، وتتوجّه قراءة من قرأ ذلك كذلك إلى وجهين: أحدهما أن يكون مرادًا به تقريع هذا الحلاّف المهين، فقيل: ألأن كان هذا الحلاّف المهين ذا مالٍ وبنين {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين}؟ وهذا أظهر وجهيه. والآخر أن يكون مرادًا به: ألأن كان ذا مالٍ وبنين تطيعه، على وجه التّوبيخ لمن أطاعه. وقرأ ذلك بعد سائر قرّاء المدينة والكوفة والبصرة: {أن كان ذا مالٍ} على وجه الخبر بغير استفهامٍ بهمزةٍ واحدةٍ؛ ومعناه إذا قرئ كذلك: ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ أن كان ذا مالٍ وبنين كأنّه نهاه أن يطيعه من أجل أنّه ذو مالٍ وبنين). [جامع البيان: 23 / 169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {أن كان ذا مال وبنين} بهمزتين يستفهم.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من مات همازا لمازا ملقبا للناس كان علامته يوم القيامة أن يسمه الله على الخرطوم من كلا الشدقين). [الدر المنثور: 14 / 633-634]

تفسير قوله تعالى: (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين} يقول: إذا تقرأ عليه آيات كتابنا، قال: هذا ممّا كتبه الأوّلون استهزاءً به وإنكارًا منه أن يكون ذلك من عند اللّه). [جامع البيان: 23 / 169]

تفسير قوله تعالى: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى سنسمه على الخرطوم قال سيما على أنفه). [تفسير عبد الرزاق: 2/309]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {سنسمه على الخرطوم} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: سنخطمه بالسّيف، فنجعل ذلك علامةً باقيةً، وسمةً ثابتةً فيه ما عاش.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {سنسمه على الخرطوم} فقاتل يوم بدرٍ، فخطم بالسّيف في القتال.
وقال آخرون: بل معنى ذلك سنشينه شينًا باقيًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {سنسمه على الخرطوم}: شينٌ لا يفارقه آخر ما عليه.
وقال آخرون: سيمى على أنفه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {سنسمه على الخرطوم} قال: سنسم على أنفه.
وأولى القولين بالصّواب في تأويل ذلك عندي قول من قال: معنى ذلك: سنبيّن أمره بيانًا واضحًا حتّى يعرفوه، فلا يخفى عليهم، كما لا تخفى السّمة على الخرطوم.
وقال معنى قول قتادة: شينٌ لا يفارقه آخر ما عليه، وقد يحتمل أيضًا أن يكون خطم بالسّيف، فجمع له مع بيان عيوبه للنّاس الخطم بالسّيف.
ويعني بقوله: {سنسمه} سنكويه.
وقال بعضهم: معنى ذلك: سنسمه سمة أهل النّار: أي سنسوّد وجهه. وقال: إنّ الخرطوم وإن كان خصّ بالسّمة، فإنّه في مذهب الوجه، لأنّ بعض الوجه يؤدّي عن بعضٍ، والعرب تقول: واللّه لأسمنّك وسمًا لا يفارقك، يريدون الأنف. قال: وأنشدني بعضهم:
لأعلطنّه وسمًا لا يفارقه = كما يحزّ بحمي الميسم البجر
و البجر: داءٌ يأخذ الإبل فتكوى على أنفها). [جامع البيان: 23 / 169-171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {مهين} قال: الكذاب {هماز} يعني الاغتياب {عتل} قال: الشديد الفاتك {زنيم} الدعي وفي قوله: {سنسمه على الخرطوم} فقاتل يوم بدر فخطم بالسيف في القتال). [الدر المنثور: 14 / 633]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {سنسمه على الخرطوم} قال: سيما على أنفه لا تفارقه.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {سنسمه على الخرطوم} قال: سنسمه بسيما لا تفارقه آخر ما عليه). [الدر المنثور: 14 / 633]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:42 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فستبصر ويبصرون...} {بأيّكم المفتون...}.المفتون ها هنا بمعنى: الجنون: هو في مذهب الفتون، كما قالوا: ليس له معقول رأى، وإن شئت جعلته بأيكم: في أيكم أي: في أي الفريقين المجنون، فهو حينئذ اسم ليس بمصدر). [معاني القرآن: 3/173]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({بأيّكم المفتون} مجازها: أيّكم المفتون كما قال الأول:
نحن بنو جعدة أصحاب الفلج = نضرب بالسيف ونرجو بالفرج). [مجاز القرآن: 2/264]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({بأيّكم المفتون}قال: {بأيّكم المفتون} يريد "أيّكم المفتون"). [معاني القرآن: 4/33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بأيّكم المفتون}؟! أي أيّكم المفتون؟ [أي الذي فتن بالجنون]. والباء زائدة. كما قال الراجز: [تفسير غريب القرآن: 477]
نضرب بالسيف ونرجو بالفرجأي نرجو الفرج.وقال الفراء: «و[قد] يكون المفتون بمعنى: الفتنة، كما يقال: ليس له معقول - أي عقل - ولا معقود، أي رأي. وأراد: الجنون»). [تفسير غريب القرآن: 478]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والباء تزاد في الكلام، والمعنى إلقاؤها. كقوله سبحانه: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}، وقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} أي اسم ربك، و{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} أي يشربها، {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} أي هزّي جذع، وقال: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} أي أيكم المفتون.
وقال الأعشى:
ضَمِنَتْ برزق عيالنا أرماحُنا
وقال الآخر:
نضربُ بالسَّيفِ ونرجو بالفرج
وقال امرؤ القيس:
هصرتُ بغُصْن ذِي شماريخَ ميَّال
أي: غصنا.
وقال أمية بن أبي الصّلت:
إذ يَسُفُّون بالدقيق وكانوا = قبلُ لا يأكلون شيئاً فَطِيرا
وقال: {تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}، وقوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} ). [تأويل مشكل القرآن: 248-250](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله: {فستبصر ويبصرون (5) بأيّكم المفتون (6)} معنى المفتون: الذي قد فتن بالجنون.قال أبو عبيدة، معنى الباء الطرح، المعنى: أيكم المفتون.
قال: ومثله قول الشاعر:
نضرب بالسيف ونرجو بالفرج
قال معناه: نرجو الفرج. وليس كذلك. المعنى: نرجو كشف ما فيه نحن بالفرج، أو نرجو النصر بالفرج.
والباء في (بأيّكم المفتون) لا يجوز أن تكون لغوا. وليس هذا جائزا في العربية في قول أحد من أهلها.
وفيه قولان للنحويين:
- قالوا: المفتون ههنا بمعنى الفتون، المصادر تجيء على المفعول. تقول العرب: ليس لهذا معقول. أي عقل. وليس له معقود رأي، بمعنى عقد رأى.وتقول: دعه إلى ميسور. بمعنى: إلى يسر.فالمعنى: فستبصر ويبصرون بأيّكم المفتون.
- وفيه قول آخر: بأيّكم المفتون بالفرقة التي أنت فيها، أو فرقة الكفار التي فيها أبو جهل والوليد بن المغيرة المخزومي ومن أشبههم. فالمعنى على هذا: فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون. أفي فرقة الإسلام أم في فرقة الكفر). [معاني القرآن: 5/204-205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ} أي المجنون. ويقال: الباء ليست بزائدة، [تفسير المشكل من غريب القرآن: 275]
ولكنها بمعنى، (في أيكم المفتون) بمعنى الفتون أي المجنون و[قيل] الباء زائدة والتقدير: أيكم الجنون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8)}

تفسير قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ودّوا لو تدهن...} يقال: ودوا لو تلين في دينك، فيلينون في دينهم، وقال بعضهم: لو تفكر فيكفرون، أي: فيتبعونك على الكفر). [معاني القرآن: 3/173]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لو تدهن} من المداهنة). [مجاز القرآن: 2/264]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ودوا لو تدهن فيدهنون}: أي تكفر فيكفرون، مدهن مكذب وكافر). [غريب القرآن وتفسيره: 383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {ودّوا لو تدهن} أي: تداهن [وتلين لهم] في دينك {فيدهنون}: [فيلينون] في أديانهم.
وكانوا أرادوه على أن يعبد آلتهم مدة، ويعبدوا اللّه مدة). [تفسير غريب القرآن: 478]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}لاأي تلين لهم في دينك فيلينون في أديانهم). [تأويل مشكل القرآن: 237](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ودّوا لو تدهن فيدهنون} أي: ودّوا لو تصانعهم في الدين فيصانعونك). [معاني القرآن: 5/205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} أي لو تداهن في دينك فيداهنون في أديانهم. وقيل: معناه ودّوا لو تكفر بالله فيتمادون على كفرهم. وقيل: معناه ودّوا لو ترخّص في دينك فيرخّصون. وقيل: معناه ودّوا لو تركن إلى دينهم فيركنون إليك. وقال الفرّاء: الإدهان: التليين له، مأخوذ من الدهن، لأنّه يليّن ما وقع عليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (يُدْهِنُ): يكفر {فَيُدْهِنُونَ}: فيكفرون). [العمدة في غريب القرآن: 310]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مّهينٍ...}. المهين، ها هنا: الفاجر). [معاني القرآن: 3/173]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ((المهين): الحقير الدنيء). [تفسير غريب القرآن: 478]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تطع كلّ حلّاف مهين} فعيل من المهانة، وهي القلة.ومعناه ههنا القلة في الرأي والتمييز). [معاني القرآن: 5/205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَّهِينٍ} أي حقير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]

تفسير قوله تعالى: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والهماز: الذي يهمز الناس). [معاني القرآن: 3/173]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّشّاء بنميمٍ...} نميم ونميمة من كلام العرب). [معاني القرآن: 3/173]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({همّازٍ}: عيّاب). [تفسير غريب القرآن: 478]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {همّاز مشّاء بنميم} الهمّاز الذي يغتاب الناس). [معاني القرآن: 5/205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({هَمَّازٍ} أي عيّاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]

تفسير قوله تعالى: (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({منّاعٍ للخير} بخيل، {معتدٍ}: ظلوم. و(العتل): الغليظ الجافي. نراه من قولهم: فلان يعتل، إذا غلّظ عليه وعنّف به في القود: و(الزينم): الدّعيّ. [تفسير غريب القرآن: 478]
وقد ذكرت هذا في كتاب «تأويل المشكل»، وتأويل قوله: {سنسمه على الخرطوم}). [تفسير غريب القرآن: 479]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {منّاع للخير معتد أثيم (12)} معناه: كان يمنع أهله وولده ولحمته من الإسلام.وجاء في التفسير أنه الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان موسرا كثير المال، وكان له عشرة بنين فكان يقول لهم وللحمته: من أسلم منكم منعته رفدي.
وقوله: {معتد أثيم} أي متجاوز في الظلم، وأثيم: أي أثيم بربه، أي أثيم باعتدائه وذنبه). [معاني القرآن: 5/205]

تفسير قوله تعالى: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {عتلٍّ...} في هذا الموضع هو الشديد الخصومة بالباطل، والزنيم: الملصق بالقوم، وليس منهم وهو: المدعى). [معاني القرآن: 3/173]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" عتلٍّ " العتل الفظ الكافر في هذا الموضع وهو الشديد في كل شيء قال ذو الإصبع العدواني:والدهر يغدو معتّلاً جذعا
أي شديداً). [مجاز القرآن: 2/264]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" بعد ذلك " مع ذلك). [مجاز القرآن: 2/265]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" زنيمٍ " الزنيم المعلق في القوم ليس منهم قال حسان بن ثابت:وأنت زنيم نيط في آل هاشمٍ... كما نيط خلف الراكب القدح الفردويقال للتيس: زنيم له زنمتان). [مجاز القرآن: 2/265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ((العتل): الغليظ الجافي.
{الزنيم}: الملصق بالقوم ليس منهم. وقال بعضهم هو المعروف بالشيء كالشاة تعرف بزنمتها، قال بعضهم كالقرن). [غريب القرآن وتفسيره: 383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (
ومنه قوله سبحانه: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} ذهب بعض المفسّرين فيه: إلى أنّ الله عزّ وجلّ يسم وجهه يوم القيامة بالسّواد.

وللعرب في مثل هذا اللفظ مذهب نخبر به، والله أعلم بما أراد.
تقول العرب للرجل يسبّ الرجل سبّة قبيحة، أو ينثو عليه فاحشة: وقد وسمه بميسم سوء. يريدون: ألصق به عارا لا يفارقه، كما أنّ السّمة لا تنمحي ولا يعفو أثرها.
وقال جرير:
لما وَضَعْتُ على الفرزدقِ مِيسَمِي = وعلى البَعِيثِ جَدَعْتُ أنفَ الأَخْطَلِ
يريد: أنه وسم الفرزدق وجدع أنف الأخطل بالهجاء، أي أبقى عليه عارا كالجدع والوسم.
وقال أيضا:
رُفِعَ المطيُّ بما وَسَمْتُ مُجاشعا = والزَّنبَرِيُّ يعومُ ذو الأَجْلالِ
يريد: أن هجاءه قد سارت به المطيّ، وغُنِّيَ به في البر والبحر.
وقال:
وأوقدت ناري بالحديد فأصبحت = لها وَهَجٌ يُصْلِي به الله من يُصْلِي
شَبَّهَ شِعْرَه بالنَّارِ، وهجاءَه بمواسم الحديد.
وقال الكميت بن زيد يذكر قصيدة له:
تُعَلِّطُ أَقواماً بميسَمِ بارِق = وتَقطم أوباشاً زَنيما وَمُسْنَدًا
والعِلاطُ: سمة في العنق.
وربما استعاروا للهجاء غير الوسم، كقول الهذليّ:
مَتى ما أَشَأْ غَيرَ زَهْوِ الملو = كِ أَجْعَلْكَ رَهْطًا على حَيِّضِ
وَأَكْحَلْكَ بالصَّابِ أَوْ بالجَلا = فَفَقِّحْ لِكَحْلِكَ أَوْ غَمِّضِ
وَأَسْعَطْكَ فِي الأَنفِ مَاء الأَبا = ءِ مِمَّا يُثَمَّلُ بالمِخْوَضِ
جَهِلْتَ سَعُوطَكَ حَتَّى ظَنَنْـ = ـتَ بأن قد أُرِضْتَ، وَلَم تُؤْرَضِ
والرّهط: جلد تلبسه المرأة أيام الحيض.
والصاب: شجر له لَبَنٌ يُحرق العين.
والجلا: كُحْلٌ يُحَكُّ على حَجَرٍ ثم يُكتحل به.
والأَباء: القَصَبُ، ومَاؤه شَرُّ المياه.
ويقال: الأباء هاهنا: الماء الذي تشرب منه الأروى، فتبول فيه وتُدَمِّنُه. ويُثَمَّل: يُنَقَّعُ.
وهذه أمثال ضربها لما يهجوه به.
وقال آخر:
سأكسوكما يا ابني يزيد بن جُعْشِمٍ = رداءين من قار ومن قطران
في أشباه لهذا كثيرة.
وهذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، ولا نعلم أن الله عزّ وجل وصف أحدا وصفه له، ولا بلغ من ذكر عيوبه ما بلغه من ذكرها منه لأنه وصفه بالخلف، والمهانة، والعيب للناس، والمشي بالنّمائم، والبخل، والظلم، والإثم، والجفاء، والدِّعوة.
فألحق به عاراً لا يفارقه في الدنيا ولا في الآخرة، كالوَسْمِ على الخرطوم، وأبين ما يكون الوسم في الوجه.
ومما يشهد لهذا المذهب، ما رواه سفيان، عن زكريا، عن الشّعبي في قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} أنه قال: العُتُلُّ: الشَّدِيدُ. والزَّنيمُ: الذي له زَنَمَةٌ مِنَ الشَّرِّ يُعرَفُ بها، كَمَا تُعرف الشاةُ بالزَّنَمَةِ.
أراد الشّعبي: أنه قد لحقته سُبَّةٌ من الدِّعوة عُرِفَ بها كَزَنَمَةِ الشَّاةِ). [تأويل مشكل القرآن: 156-159](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله عزّ وجلّ: {عتلّ بعد ذلك زنيم} جاء في التفسير أن العتل ههنا الشديد الخصومة، وجاء في التفسير أنه الجافي الخلق اللئيم الضريبة، وهو في اللّغة الغليظ الجافي.والزنيم جاء في اللغة أنه الملزق في القوم وليس منهم، قال حسّان بن ثابت الأنصاري:
وأنت زنيم نيط في آل هاشم = كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد وقيل إن الزنيم الذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها، والزنمتان المعلقتان عند حلوق المعزى). [معاني القرآن: 5/206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عُتُلٍّ} أي غليظ جاف. {والزَّنِيم} الدعيّ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عُتُلٍّ}: غليظ وجاف (الزَنِيمٍ): الملصق إلى القوم وليس منهم). [العمدة في غريب القرآن: 310]

تفسير قوله تعالى: (أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أن كان ذا مالٍ وبنين...}.قرأها الحسن البصري وأبو جعفر المدني بالاستفهام "أ أن كان"، وبعضهم. "أن كان" بألف واحدة بغير استفهام، وهي في قراءة عبد الله: ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ أن كان: لا تطعه أن كان ـ لأن كان ذا مالٍ.
ومن قرأ: أن كان ذا مال وبنين، فإنه وبّخه: ألأن كان ذا مالٍ وبنين تطيعه؟ وإن شئت قلت: ألأن كان ذا مالٍ وبنين، إذا تليت عليه آياتنا قال: أساطير الأولين. وكلٌّ حسن). [معاني القرآن: 3/173-174]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أن كان ذا مال وبنين} وقرئت على لفظ الاستفهام، والمعنى معنى التوبيخ.وموضع " أن " نصب على وجهين: على معنى ألأن كان ذا مال وبنين يقول، (إذا تتلى عليه آياتنا). فيكون " أن " نصبا بمعنى قال ذلك لأن كان ذا مال وبنين، أي جعل مجازاة النعمة التي خوّلها في المال والبنين والكفر بآياتنا.وإذا جاءت ألف الاستفهام فهذا هو القول لا يصلح غيره.وقيل في التفسير: ولا تطع كل حلاف مهين أن كان ذا مال وبنين أي لا تطعه ليساره وعدده). [معاني القرآن: 5/206]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين (15)(وأساطير) مرفوعة بإضمار هي، المعنى إذا تتلى عليه آياتنا قال هي أساطير الأولين.
وواحد الأساطير أسطورة). [معاني القرآن: 5/206]

تفسير قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سنسمه على الخرطوم...} أي: سنسمه سمة أهل النار، أي سنسوّد وجهه، فهو وإن كان الخرطوم قد خص بالسمة فإنه في مذهب الوجه؛ لأن بعض الوجه يؤدّى عن بعض.والعرب تقول: أما والله لأسمنّك وسماً لا يفارقك. تريد: الأنف، وأنشدني بعضهم:
لأعلطنّك وسماً لا يفارقه = كما يحزّ بحميّ الميسم البحر
فقال: الميسم ولم يذكر الأنف، لأنه موضع السمة، والبحر: البعير إذا أصابه البحر، هو داء يأخذ البعير فيوسم لذلك). [معاني القرآن: 3/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} ذهب بعض المفسّرين فيه: إلى أنّ الله عزّ وجلّ يسم وجهه يوم القيامة بالسّواد.
وللعرب في مثل هذا اللفظ مذهب نخبر به، والله أعلم بما أراد.
تقول العرب للرجل يسبّ الرجل سبّة قبيحة، أو ينثو عليه فاحشة: وقد وسمه بميسم سوء. يريدون: ألصق به عارا لا يفارقه، كما أنّ السّمة لا تنمحي ولا يعفو أثرها.
وقال جرير:
لما وَضَعْتُ على الفرزدقِ مِيسَمِي = وعلى البَعِيثِ جَدَعْتُ أنفَ الأَخْطَلِ
يريد: أنه وسم الفرزدق وجدع أنف الأخطل بالهجاء، أي أبقى عليه عارا كالجدع والوسم.
وقال أيضا:
رُفِعَ المطيُّ بما وَسَمْتُ مُجاشعا = والزَّنبَرِيُّ يعومُ ذو الأَجْلالِ
يريد: أن هجاءه قد سارت به المطيّ، وغُنِّيَ به في البر والبحر.
وقال:
وأوقدت ناري بالحديد فأصبحت = لها وَهَجٌ يُصْلِي به الله من يُصْلِي
شَبَّهَ شِعْرَه بالنَّارِ، وهجاءَه بمواسم الحديد.
وقال الكميت بن زيد يذكر قصيدة له:
تُعَلِّطُ أَقواماً بميسَمِ بارِق = وتَقطم أوباشاً زَنيما وَمُسْنَدًا
والعِلاطُ: سمة في العنق.
وربما استعاروا للهجاء غير الوسم، كقول الهذليّ:
مَتى ما أَشَأْ غَيرَ زَهْوِ الملو = كِ أَجْعَلْكَ رَهْطًا على حَيِّضِ
وَأَكْحَلْكَ بالصَّابِ أَوْ بالجَلا = فَفَقِّحْ لِكَحْلِكَ أَوْ غَمِّضِ
وَأَسْعَطْكَ فِي الأَنفِ مَاء الأَبا = ءِ مِمَّا يُثَمَّلُ بالمِخْوَضِ
جَهِلْتَ سَعُوطَكَ حَتَّى ظَنَنْـ = ـتَ بأن قد أُرِضْتَ، وَلَم تُؤْرَضِ
والرّهط: جلد تلبسه المرأة أيام الحيض.
والصاب: شجر له لَبَنٌ يُحرق العين.
والجلا: كُحْلٌ يُحَكُّ على حَجَرٍ ثم يُكتحل به.
والأَباء: القَصَبُ، ومَاؤه شَرُّ المياه.
ويقال: الأباء هاهنا: الماء الذي تشرب منه الأروى، فتبول فيه وتُدَمِّنُه. ويُثَمَّل: يُنَقَّعُ.
وهذه أمثال ضربها لما يهجوه به.
وقال آخر:
سأكسوكما يا ابني يزيد بن جُعْشِمٍ = رداءين من قار ومن قطران
في أشباه لهذا كثيرة.
وهذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، ولا نعلم أن الله عزّ وجل وصف أحدا وصفه له، ولا بلغ من ذكر عيوبه ما بلغه من ذكرها منه لأنه وصفه بالخلف، والمهانة، والعيب للناس، والمشي بالنّمائم، والبخل، والظلم، والإثم، والجفاء، والدِّعوة.
فألحق به عاراً لا يفارقه في الدنيا ولا في الآخرة، كالوَسْمِ على الخرطوم، وأبين ما يكون الوسم في الوجه.
ومما يشهد لهذا المذهب، ما رواه سفيان، عن زكريا، عن الشّعبي في قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} أنه قال: العُتُلُّ: الشَّدِيدُ. والزَّنيمُ: الذي له زَنَمَةٌ مِنَ الشَّرِّ يُعرَفُ بها، كَمَا تُعرف الشاةُ بالزَّنَمَةِ.
أراد الشّعبي: أنه قد لحقته سُبَّةٌ من الدِّعوة عُرِفَ بها كَزَنَمَةِ الشَّاةِ). [تأويل مشكل القرآن: 156-159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله عزّ وجلّ: {سنسمه على الخرطوم} [معاني القرآن: 5/206]
معناه سنسمه على أنفه، والخرطوم الأنف، ومعنى سنسمه سنجعل له في الآخرة العلم الذي يعرف به أهل النار من اسوداد وجوههم.
وجائز - واللّه أعلم - أذا يفرده بسمة لمبالغته في عداوة النبي عليه السلام؛ فيخصّ من التشويه بما يتبين به من غيره كما كانت عداوته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عداوة يتبين بها من غيره). [معاني القرآن: 5/207]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:43 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) }

تفسير قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وتقول ود لو تأتيه فتحدثه والرفع جيد على معنى التمني ومثله قوله عز وجل: {ودوا لو تدهن فيدهنون} وزعم هارون أنها في بعض المصاحف (ودوا لو تدهن فيدهنوا) ). [الكتاب: 3/36]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: ويموت من فرسانهم يكون على وجهين: مرفوعًا ومنصوبًا، فالرفع على العطف، ويدخل في التمني. والنصب على الشرط والخروج من العطف، وفي مصحف ابن مسعود: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُوا) والقراءة {فَيُدْهِنُونَ} على العطف. وفي الكلام: ود لو تأتيه فتحدثه، وإن شئت نصبت الثاني). [الكامل: 3/1281]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (كتب بعض إخواننا من الكتاب إلى عاملٍ وكان سعي به إليه: لست أنفك فيما بيني وبينك من إحدى أربع: إما كنت محسنًا وإنك لكذلك فاربب، أو مسيئًا ولست به فأبق، أو أكون ذا ذنبٍ ولم أتعمد فتغمد، أو مقروفًا وقد تلحق به حيل الأشرار فتثبت {ولا تطع كل حلافٍ مهينٍ * همازٍ مشاء بنميم} ). [عيون الأخبار: 4/24]

تفسير قوله تعالى: {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) }

تفسير قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه أيضا: «قبل» في معنى بعد. قال الله عز وجل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، وقال الله تبارك وتعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} يجوز أن يكون المعنى مع ذلك. قال الشاعر:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا = خراش وبعض الشر أهون من بعض
ففسر لنا، أن خراشا نجا قبل عروة فجعل بعد في معنى قبل). [الأضداد: 100] (م)
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (والعتل: الشديد). [كتاب الجيم: 2/323]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (هو العبد زلمةً. ومعناه اللئيم قال الزبير: " هو العبد زنمةً " بالنون عندي أشبه، لقول الله عز وجل: {عتلٍّ بعدَ ذلكَ زنيمٍ} هو في القوم، وليس منهم. والعتل: الذي يتفلت على القتال). [الأمثال: 124]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وروى أبو عبيدة وغيره: أن نافعًا سأل ابن عباس عن قوله: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}: ما الزنيم? قال: هو الدعي الملزق، أما سمعت قول حسان بن ثابت:

زنيم تداعاه الرجال زيادة = كما زيد في عرض الأديم الأكارع
ويزعم أهل اللغة أن اشتقاق ذلك من الزنمة التي بحلق الشاة، كما يقولون لمن دخل في قوم ليس منهم: زعنفة4، وللجمع زعانف، والزعنفة: الجناح من أجنحة السمك). [الكامل: 3/1146-1147]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وبَعْد حرف من الأضداد، يكون بمعنى التأخير
وهو الذي يفهمه الناس ولا يحتاج مع شهرته إلى ذكر شواهد له، ويكون بمعنى (قبل)، قال الله عز وجل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، فمعناه عند بعض الناس من قبل الذكر، لأن الذكر القرآن. وقال أبو خراش:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا = خراش وبعض الشر أهون من بعض
أراد قبل عروة، لأنهم زعموا أن خراشا نجا قبل عروة. وقال الله عز وجل: {والأرض بعد ذلك دحاها}، فمعناه: والأرض قبل ذلك دحاها، لأن الله خلق الأرض قبل السماء. والدليل على هذا قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}.
وقال ابن قتيبة: خلق الأرض قبل السماء ربوة في يومين، ثم دحا الأرض بعد خلقه السموات في يومين، ومعنى (دحاها) بسطها.
قال أبو بكر: وهذا القول عندنا خطأ؛ لأن دحو الأرض قد دخل في إرسائها والتبريك فيها، وتقدير
أقواتها، وذلك أنه قال عز وجل: {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام}، علمنا أن الدحو دخل في الأيام الأربعة، وهذه الأيام الأربعة قبل خلق السماء. فإن كان الدحو وقع في يومين سوى الأربعة أيضا، فتحمل الآيات على أن الخلق كان في يومين، والدحو في يومين، والإرساء والتبريك والتقدير في أربعة أيام، فتنفرد الأرض بثمانية أيام. وهذا خلاف ما نص الله عز وجل عليه إذ قال: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام}، فعلمنا بهذه الآية أن الخلق والدحو جميعا دخلا في الأربعة التي ذكرها الله مع الإرساء والتبريك والتقدير.
فإن قال قائل: كيف يدخل يوما الخلق في هذه الأربعة حتى يصيرا بعضها، وقد فصل الله اليومين من الأربعة؟
قيل له: لما كان الإرساء من الخلق وانضم إليه تقدير الأقوات نسق الشيء على الشيء للزيادة الواقعة معه، كما يقول الرجل للرجل: قد بنيت لك دارا في شهر، وأحكمت
أساساتها، وأعليت سقوفها، وأكثرت ساجها، ووصلتها بمثلها في شهرين، فيدخل الشهر الأول في الشهرين، ويعطف الكلام الثاني على الأول، لما فيه من معنى الزيادة، أنشد الفراء:
فإن رشيدا وابن مروان لم يكن = ليفعل حتى يصدر الأمر مصدرا
فرشيد هو ابن مروان، نسق عليه لما فيه من زيادة المدح.
وقال الآخر:

يظن سعيد وابن عمرو بأنني = إذا سامني ذلا أكون به أرضى
فلست براض عنه حتى ينيلني = كما نال غيري من فوائده خفضا
فسعيد هو ابن عمرو، نسق عليه؛ لأن فيه زيادة مدح.
ويجوز أن يكون معنى الآية: والأرض مع ذلك دحاها، كما قال عز وجل: {عتل بعد ذلك زنيم}، أراد (مع ذلك). وقال الشاعر:
فقلت لها فيئي إليك فإنني = حرام وإني بعد ذاك لبيب
أراد (مع ذلك)، وتأويل (دحاها) بسطها، قال الشاعر:
دحاها فلما رآها استوت = على الماء أرسى عليها الجبالا
وقال الآخر:
دارا دحاها ثم أعمرنا بها = وأقام في الأخرى التي هي أمجد
وقال الآخر:
ينفي الحصى عن جديد الأرض مبترك = كأنه فاحص أو لاعب داحي
وقال مقاتل بن سليمان: خلق الله السماء قبل الأرض، وذهب إلى أن معنى قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}، ثم كان قد استوى إلى السماء قبل أن يخلق الأرض، كما قال: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش}. ثم كان قد استوى.
ويجوز أن يكون معنى الآية: أئنكم لتكفرون بالذي استوى إلى السماء وهي دخان، ثم خلق الأرض في يومين، فقدم وأخر كما قال: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون}، معناه: ثم انظر ماذا يرجعون وتول عنهم). [كتاب الأضداد:106- 111] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أن اللام ونحوها من حروف الجر قد تحذف من أن كما حذفت من أن جعلوها بمنزلة المصدر حين قلت فعلت ذاك بحذر الشر أي بحذر الشر ويكون مجروراً على التفسير الآخر.
ومثل ذلك قولك إنما انقطع إليك أن تكرمه أي لأن تكرمه.
ومثل ذلك قولك لا تفعل كذا وكذا أن يصيبك أمر تكرهه كأنه قال لأن يصيبك أو من أجل أن يصيبك وقال عز وجل: {أن تضل إحداهما} وقال تعالى: {أأن كان ذا مال وبنين} كأنه قال: ألأن كان ذا مال وبنين). [الكتاب: 3/154] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) }

تفسير قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في معنى قوله: بأيّكم المفتون. فقال أبو عثمان المازني:الكلام تام في قوله: يبصرون، ثم استأنف قوله: بأيّكم المفتون، وقال الأخفش بل الإبصار عامل في الجملة المستفهم عنها في معناها، وأما الباء فقال أبو عبيدة معمر وقتادة: هي زائدة، والمعنى: أيكم المفتون. وقال الحسن والضحاك: المفتون بمعنى الفتنة، كما قالوا: ما له معقول، أي عقل، وكما قالوا: اقبل ميسوره ودع معسوره، فالمعنى: بأيّكم هي الفتنة والفساد الذي سموه جنونا، وقال آخرون: بأيّكم فتن المفتون وقال الأخفش، المعنى: بأيّكم فتنة المفتون، ثم حذف المضاف وأقيم ما أضيف إليه مقامه، وقال مجاهد والفراء: الياء بمعنى: في أي، في أي فريق منكم النوع المفتون.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قول حسن قليل التكلف، ولا نقول إن حرفا بمعنى حرف بل نقول إن هذا المعنى يتوصل إليه ب «في» وبالباء أيضا، وقرأ ابن عبلة «في أيكم المفتون»). [المحرر الوجيز: 8/ 367]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ الآية، وعيد، والعامل في قوله: بمن ضلّ، أعلم وقد قواه حرف الجر فلا يحتاج إلى إضمار فعل). [المحرر الوجيز: 8/ 368]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: فلا تطع المكذّبين يريد قريشا، وذلك أنهم قالوا في بعض الأوقات لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو عبدت آلهتنا وعظمتها لعبدنا إلهك وعظمناه). [المحرر الوجيز: 8/ 368]

تفسير قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وودوا أن يداهنهم النبي صلى الله عليه وسلم ويميل إلى ما قالوا فيميلوا هم أيضا إلى قوله ودينه، والادهان: الملاينة فيما لا يحل، والمداراة الملاينة فيما يحل وقوله تعالى: فيدهنون معطوف وليس بجواب، لأنه كان ينصب). [المحرر الوجيز: 8/ 368]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والحلاف: المردد لحلفه الذي قد كثر منه، والمهين: الضعيف الرأي والعقل، قاله مجاهد، وهو من مهن إذا ضعف. الميم فاء الفعل، وقال ابن عباس المهين: الكذاب). [المحرر الوجيز: 8/ 368]

تفسير قوله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقال ابن عباس المهين: الكذاب، والهماز: الذي يقع في الناس، وأصل الهمز في اللغة: الضرب طعنا باليد أو بالعصا أو نحوه، ثم استعير للذي ينال بلسانه، قال المنذر بن سعيد: وبعينه وإشارته، وسميت الهمزة، لأن في النطق بها حدة، وعجلة، فأشبهت الهمز باليد. وقيل لبعض العرب: أتهمز الفأرة؟ قال: الهرة تهمزها، وقيل لآخر أتهمز إسرائيل: فقال: إني إذا لرجل سوء.
والنميم: مصدر كالنميمة. وهو نقل ما يسمع مما يسوء ويحرش النفوس. وروى حذيفة أن النبي قال: «لا يدخل الجنة قتات»، وهو النمام، وذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الأوصاف هي أجناس لم يرد بها رجل بعينه، وقالت طائفة: بل نزلت في معين، واختلف فيه، فقال بعضها: هو الوليد بن المغيرة، ويؤيد ذلك غناه، وأنه أشهرهم بالمال والبنين، وقال الشعبي وغيره: هو الأخنس بن شريق، ويؤيد ذلك أنه كانت له هنة في حلقه كزنمة الشاة، وأيضا فكان من ثقيف ملصقا في قريش، وقال ابن عباس في كتاب الثعلبي: هو أبو جهل، وذكر النقاش: عتبة بن ربيعة، وقال مجاهد: هو الأسود بن عبد يغوث، وظاهر اللفظ عموم من هذه صفته، والمخاطبة بهذا المعنى مستمرة باقي الزمن، لا سيما لولاة الأمور). [المحرر الوجيز: 8/ 368-369]

تفسير قوله تعالى: {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: منّاعٍ للخير معتدٍ أثيمٍ (12) عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ (13) أن كان ذا مالٍ وبنين (14) إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين (15) سنسمه على الخرطوم (16) إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين (17) ولا يستثنون (18) فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون (19) فأصبحت كالصّريم (20)
قال كثير من المفسرين: الخبر هنا المال، فوصفه بالشح، وقال آخرون: بل هو على عمومه في المال والأفعال الصالحة، ومن يمنع إيمانه وطاعته لله تعالى فقد منع الخير، والمعتدي: المتجاوز لحدود الأشياء. والأثيم: فعيل من الإثم، بمعنى: آثم، وذلك من حيث أعماله قبيحة تكسب الإثم). [المحرر الوجيز: 8/ 369]

تفسير قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والعتل: القوي البنية الغليظ الأعضاء المصحح القاسي القلب، البعيد الفهم، الأكول الشروب، الذي هو بالليل جيفة وبالنهار حمار، فكل ما عبر به المفسرون عنه من خلال النقص فعن هذه التي ذكرت بصدر، وقد ذكر النقاش، أن النبي صلى الله عليه وسلم: فسر العتل بنحو هذا، وهذه الصفات كثيرة التلازم، والعتل: الدفع بشدة، ومنه العتلة، وقوله: بعد ذلك معناه، بعد ما وصفناه به، فهذا الترتيب إنما هو في قول الواصف، لا في حصول تلك الصفات في الموصوف وإلا فكونه عتلا، هو قبل كونه صاحب خير يمنعه، والزنيم: في كلام العرب، الملصق في القوم وليس منهم، وقد فسر به ابن عباس هذه الآية، وقال مرة الهمداني: إنما ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة سنة، يعني الذي نزلت فيه هذه الآية، ومن ذلك قول حسان بن ثابت: [الطويل]
وأنت زنيم نيط في آل هاشم = كما نيط خلف الراكب القدح الفرد
ومنه قول حسان بن ثابت أيضا: [الطويل]
زنيم تداعاه الرجال زيادة = كما زيد في عرض الأديم الأكارع
فقال كثير من المفسرين: هذا هو المراد في الآية. وذلك أن الأخنس بن شريق كان من ثقيف، حليفا لقريش. وقال ابن عباس: أراد ب «الزنيم» أن له زنمة في عنقه كزنمة الشاة، وهي الهنة التي تعلق في عنقها، وما كنا نعرف المشار إليه، حتى نزلت فعرفناه بزنمته. قال أبو عبيدة: يقال للتيس زنيم إذ له زنمتان، ومنه قول الأعرابي في صفة شاته: كأن زنمتيها نتوا قليسية. وروي أن الأخنس بن شريق كان بهذه الصفة كان له زنمة. وروى ابن عباس أنه قال: لما نزلت هذه الصفة، لم يعرف صاحبها حتى نزلت زنيمٍ فعرف بزنمته. وقال بعض المفسرين: الزنيم: المريب، القبيح الأفعال). [المحرر الوجيز: 8/ 369-370]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلفت القراءة في قوله: أن كان ذا مالٍ. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وحفص عن عاصم وأهل المدينة: «أن كان» على الخبر،
وقرأ حمزة: «أأن كان» بهمزتين محققتين على الاستفهام، وقرأ ابن عامر والحسن وابن أبي إسحاق وعاصم وأبو جعفر: «آن كان» على الاستفهام بتسهيل الهمزة الثانية، والعامل في أن كان فعل مضمر تقديره: كفر أو جحد أو عند، وتفسير هذا الفعل، قوله: إذا تتلى عليه الآية، وجاز أن يعمل المعنى وهو متأخر من حيث كان قوله أن كان في منزلة الظرف، إذ يقدر باللام، أي لأن كان، وقد قال فيه بعض النحاة: إنه في موضع خفض باللام، كما لو ظهرت، فكما يعمل المعنى في الظرف المتقدم فكذلك يعمل في هذا، ومنه قوله تعالى: ينبّئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّقٍ إنّكم لفي خلقٍ جديدٍ [سبأ: 7]. فالعامل في: إذا [سبأ: 7]، معنى قوله: إنّكم لفي خلقٍ جديدٍ [سبأ: 7]، أي تبعثون، ونحوه من التقدير، ولا يجوز أن يعمل:تتلى في إذا لأنه مضاف إليه وقد أضيف إذا إلى الجملة ولا يجوز أن يعمل في أن، قال لأنها جواب إذا ولا تعمل فيما قبلها. وأجاز أبو علي أن يعمل فيه عتلٍّ وإن كان قد وصف، ويصح على هذا النظر أن يعمل فيه زنيمٍ لا سيما على قول من يفسره بالقبيح الأفعال، ويصح أن يعمل في أن كان، تطيعه التي يقتضيها قوله: ولا تطع [القلم: 10]. وهذا على قراءة الاستفهام يبعد وإنما يتجه لا تطعه لأجل كونه كذا، وأن كان، على كل وجه، مفعول من أجله وتأمل. وقد تقدم القول في الأساطير في غير ما موضع). [المحرر الوجيز: 8/ 370-371]

تفسير قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: سنسمه على الخرطوم معناه على الأنف قاله المبرد، وذلك أن الخرطوم يستعار في أنف الإنسان. وحقيقته في مخاطم السباع، ولم يقع التوعد في هذه الآية، بأن يوسم هذا الإنسان على أنفه بسمة حقيقة، بل هذه عبارة عن فعل يشبه الوسم على الأنف. واختلف الناس في ذلك الفعل، فقال ابن عباس: هو الضرب بالسيف أي يضرب في وجهه، وعلى أنفه فيجيء ذلك الوسم على الأنف، وحل ذلك به يوم بدر. وقال محمد بن يزيد المبرد: ذلك في عذاب الآخرة في جهنم، وهو تعذيب بنار على أنوفهم. وقال آخرون ذلك في يوم القيامة، أي يوسم على أنفه بسمة يعرف بها كفره وانحطاط قدره. وقال قتادة وغيره معناه: سنفعل به في الدنيا من الذم له والمقت والإشهار بالشر ما يبقى فيه ولا يخفى به فيكون ذلك كالوسم على الأنف ثابتا بينا، وهذا المعنى كما تقول: سأطوقك طوق الحمامة، أي أثبت لك الأمر بينا فيك، ونحو هذا أراد جرير بقوله: [الكامل]
لما وضعت على الفرزدق ميسمي = ... ... ... ...
وفي الوسم على الأنف تشويه، فجاءت استعارته في المذمات بليغة جدا. وإذا تأملت حال أبي جهل ونظرائه وما ثبت لهم في الدنيا من سوء الأحدوثة رأيت أنهم قد وسموا على الخراطيم). [المحرر الوجيز: 8/ 371-372]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:07 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فستبصر ويبصرون * بأيّيكم المفتون} أي: فستعلم يا محمّد، وسيعلم مخالفوك ومكذّبوك: من المفتون الضّالّ منك ومنهم. وهذا كقوله تعالى: {سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر} [القمر: 26]، وكقوله: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ} [سبأ: 24].
قال ابن جريجٍ: قال ابن عبّاسٍ في هذه الآية: ستعلم ويعلمون يوم القيامة.
وقال العوفيّ، عن ابن عباس: {بأيّيكم المفتون} أي: الجنون. وكذا قال مجاهدٌ، وغيره. وقال قتادة وغيره: {بأيّيكم المفتون} أي: أولى بالشّيطان.
ومعنى المفتون ظاهرٌ، أي: الّذي قد افتتن عن الحقّ وضلّ عنه، وإنما دخلت الباء في قوله: {بأيّيكم المفتون} لتدلّ على تضمين الفعل في قوله: {فستبصر ويبصرون} وتقديره: فستعلم ويعلمون، أو: فستخبر ويخبرون بأيّكم المفتون. واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 190]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} أي: هو يعلم تعالى أيّ الفريقين منكم ومنهم هو المهتدي، ويعلم الحزب الضّالّ عن الحقّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 190]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلا تطع المكذّبين (8) ودّوا لو تدهن فيدهنون (9) ولا تطع كلّ حلّافٍ مهينٍ (10) همّازٍ مشّاءٍ بنميمٍ (11) منّاعٍ للخير معتدٍ أثيمٍ (12) عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ (13) أن كان ذا مالٍ وبنين (14) إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين (15) سنسمه على الخرطوم (16)}
يقول تعالى: كما أنعمنا عليك وأعطيناك الشّرع المستقيم والخلق العظيم {فلا تطع المكذّبين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 190]

تفسير قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ودّوا لو تدهن فيدهنون} قال ابن عبّاسٍ: لو ترخّص لهم فيرخّصون.
وقال مجاهدٌ: ودّوا لو تركن إلى آلهتهم وتترك ما أنت عليه من الحقّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 190]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {ولا تطع كلّ حلافٍ مهينٍ} وذلك أنّ الكاذب لضعفه ومهانته إنّما يتّقي بأيمانه الكاذبة الّتي يجترئ بها على أسماء اللّه تعالى، واستعمالها في كلّ وقتٍ في غير محلها.
قال ابن عبّاسٍ: المهين الكاذب. وقال مجاهدٌ: هو الضّعيف القلب. قال الحسن: كلّ حلّافٍ مكابرٍ مهينٍ ضعيفٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 190-191]

تفسير قوله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله {همّازٍ} قال ابن عبّاسٍ وقتادة: يعني الاغتياب.
{مشّاءٍ بنميمٍ} يعني: الّذي يمشي بين النّاس، ويحرّش بينهم وينقل الحديث لفساد ذات البين وهي الحالقة، وقد ثبت في الصّحيحين من حديث مجاهدٍ، عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقبرين فقال: "إنّهما ليعذّبان وما يعذّبان في كبيرٍ، أمّا أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأمّا الآخر فكان يمشي بالنّميمة" الحديث. وأخرجه بقيّة الجماعة في كتبهم، من طرقٍ عن مجاهدٍ، به.
وقال أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن همّام؛ أنّ حذيفة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "لا يدخل الجنّة قتّات".
رواه الجماعة -إلّا ابن ماجه-من طرقٍ، عن إبراهيم، به.
وحدّثنا عبد الرّزّاق، حدّثنا الثّوريّ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن همّامٍ، عن حذيفة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "لا يدخل الجنّة قتّاتٌ" يعني: نمّامًا.
وحدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان أبو سعيدٍ الأحول، عن الأعمش، حدّثني إبراهيم -منذ نحو ستّين سنةً-عن همّام بن الحارث قال: مرّ رجلٌ على حذيفة فقيل: إنّ هذا يرفع الحديث إلى الأمراء. فقال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول -أو: قال-: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا يدخل الجنّة قتّاتٌ".
وقال أحمد: حدّثنا هاشمٌ، حدّثنا مهديٌّ، عن واصلٍ الأحدب، عن أبي وائلٍ قال: بلغ حذيفة عن رجلٍ أنّه ينمّ الحديث، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنّة نمّامٌ".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمر، عن ابن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد بن السّكن؛ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ألا أخبركم بخياركم؟ ". قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: "الذين إذا رؤوا ذكر اللّه، عزّ وجلّ". ثمّ قال: "ألا أخبركم بشراركم؟ المشّاءون بالنّميمة، المفسدون بين الأحبّة، والباغون للبرآء العنت".
ورواه ابن ماجه، عن سويد بن سعيدٍ، عن يحيى بن سليمٍ، عن ابن خثيم، به.
وقال الإمام أحمد حدّثنا سفيان، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشبٍ، عن عبد الرّحمن بن غنم -يبلغ به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "خيار عباد اللّه الذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله المشاؤون بالنّميمة، المفرّقون بين الأحبّة، الباغون للبرآء العنت"). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 191-192]

تفسير قوله تعالى: {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله {منّاعٍ للخير معتدٍ أثيمٍ} أي: يمنع ما عليه وما لديه من الخير {معتدٍ} في متناول ما أحلّ اللّه له، يتجاوز فيها الحدّ المشروع {أثيمٍ} أي: يتناول المحرّمات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 192]

تفسير قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} أمّا العتلّ: فهو الفظّ الغليظ الصّحيح، الجموع المنوع.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع وعبد الرّحمن، عن سفيان، عن معبد بن خالدٍ، عن حارثة بن وهبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ألّا أنبّئكم بأهل الجنّة؟ كلّ ضعيفٍ متضعّف لو أقسم على اللّه لأبرّه، ألّا أنبّئكم بأهل النّار؟ كلّ عتل جوّاظ مستكبرٍ". وقال وكيع: "كلّ جوّاظ جعظري مستكبر".
أخرجاه في الصحيحين بقيّة الجماعة، إلّا أبا داود، من حديث سفيان الثّوريّ وشعبة، كلاهما عن معبد بن خالدٍ، به.
وقال الإمام أحمد أيضًا: حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا موسى بن علي قال: سمعت أبي يحدّث عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص؛ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال عند ذكر أهل النّار: "كلّ جعظريٍّ جوّاظٍ مستكبرٍ جمّاعٍ منّاعٍ". تفرّد به أحمد.
قال أهل اللّغة: الجعظريّ: الفظّ الغليظ، والجوّاظ: الجموع المنوع.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم، قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن العتلّ الزّنيم، فقال: "هو الشّديد الخلق المصحّح، الأكول الشّروب، الواجد للطّعام والشّراب، الظّلوم للنّاس، رحيب الجوف".
وبهذا الإسناد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا يدخل الجنّة الجواظ الجعظريّ، العتلّ الزّنيم" وقد أرسله أيضًا غير واحدٍ من التّابعين.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمر، عن زيد بن أسلم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "تبكي السّماء من عبدٍ أصحّ اللّه جسمه، وأرحب جوفه، وأعطاه من الدّنيا مقضمًا فكان للنّاس ظلومًا. قال: فذلك العتل الزنيم".
وهكذا رواه ابن أبي حاتمٍ من طريقين مرسلين، ونصّ عليه غير واحدٍ من السّلف، منهم مجاهدٌ، وعكرمة، والحسن، وقتادة، وغيرهم: أنّ العتلّ هو: المصحّح الخلق، الشّديد القويّ في المأكل والمشرب والمنكح، وغير ذلك، وأمّا الزّنيم فقال البخاريّ:حدّثنا محمودٌ، حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: رجلٌ من قريشٍ له زنمة مثل زنمة الشّاة.
ومعنى هذا: أنّه كان مشهورًا بالشّرّ كشهرة الشّاة ذات الزّنمة من بين أخواتها. وإنّما الزّنيم في لغة العرب: هو الدّعيّ في القوم. قاله ابن جريرٍ وغير واحدٍ من الأئمّة، قال: ومنه قول حسّان بن ثابتٍ، يعني يذمّ بعض كفّار قريشٍ:
وأنت زنيم نيط في آل هاشمٍ = كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
وقال آخر:
زنيمٌ ليس يعرف من أبوه = بغيّ الأمّ ذو حسب لئيم
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ، حدّثنا أسباطٌ، عن هشامٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {زنيمٍ} قال: الدعيّ الفاحش اللّئيم. ثمّ قال ابن عبّاسٍ:
زنيمٌ تداعاه الرجال زيادةً = كما زيد في عرض الأديم الأكارع
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: الزّنيم: الدّعيّ. ويقال: الزّنيم: رجلٌ كانت به زنمةٌ، يعرف بها. ويقال: هو الأخنس بن شريق الثّقفيّ، حليف بني زهرة. وزعم أناسٌ من بني زهرة أنّ الزّنيم الأسود بن عبد يغوث الزّهريّ، وليس به.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: أنّه زعم أنّ الزّنيم الملحق النّسب.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثني يونس حدّثنا ابن وهبٍ، حدّثني سليمان بن بلالٍ، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيّب، أنّه سمعه يقول في هذه الآية: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال سعيدٌ: هو الملصق بالقوم، ليس منهم.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا عقبة بن خالدٍ، عن عامر بن قدامة قال: سئل عكرمة عن الزّنيم، قال: هو ولد الزّنا.
وقال الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله تعالى: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: يعرف المؤمن من الكافر مثل الشّاة الزّنماء. والزّنماء من الشّياه: الّتي في عنقها هنتان معلّقتان في حلقها. وقال الثّوريّ، عن جابرٍ، عن الحسن، عن سعيد بن جبيرٍ قال: الزّنيم: الّذي يعرف بالشّرّ كما تعرف الشّاة بزنمتها. والزّنيم: الملصق. رواه ابن جرير.
وروى أيضًا من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال في الزّنيم: قال: نعت فلم يعرف حتّى قيل: زنيمٌ. قال: وكانت له زنمةٌ في عنقه يعرف بها. وقال آخرون: كان دعيًا.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن أصحاب التّفسير قالوا هو الّذي تكون له زنمة مثل زنمة الشّاة.
وقال الضّحّاك: كانت له زنمة في أصل أذنه، ويقال: هو اللّئيم الملصق في النّسب.
وقال أبو إسحاق: عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: هو المريب الّذي يعرف بالشّرّ.
وقال مجاهدٌ: الزّنيم الّذي يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشّاة. وقال أبو رزين: الزّنيم علامة الكفر. وقال عكرمة: الزّنيم الّذي يعرف باللّؤم كما تعرف الشّاة بزنمتها.
والأقوال في هذا كثيرةٌ، وترجع إلى ما قلناه، وهو أنّ الزّنيم هو: المشهور بالشّرّ، الّذي يعرف به من بين الناس، وغالبًا يكون دعيًا وله زنًا، فإنّه في الغالب يتسلّط الشّيطان عليه ما لا يتسلّط على غيره، كما جاء في الحديث: "لا يدخل الجنّة ولد زنًا" وفي الحديث الآخر: "ولد الزّنا شرّ الثّلاثة إذا عمل بعمل أبويه"). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 192-194]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أن كان ذا مالٍ وبنين * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين} يقول تعالى: هذا مقابلة ما أنعم اللّه عليه من المال والبنين، كفر بآيات اللّه وأعرض عنها، وزعم أنّها كذب مأخوذٌ من أساطير الأوّلين، كقوله: {ذرني ومن خلقت وحيدًا وجعلت له مالا ممدودًا وبنين شهودًا ومهّدت له تمهيدًا ثمّ يطمع أن أزيد كلا إنّه كان لآياتنا عنيدًا سأرهقه صعودًا إنّه فكّر وقدّر فقتل كيف قدّر ثمّ قتل كيف قدّر ثمّ نظر ثمّ عبس وبسر ثمّ أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحرٌ يؤثر إن هذا إلا قول البشر} قال اللّه تعالى: {سأصليه سقر} [المدثر: 11 -26]. قال تعالى هاهنا: {سنسمه على الخرطوم}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 194]

تفسير قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال تعالى هاهنا: {سنسمه على الخرطوم}، قال ابن جريرٍ: سنبين أمره بيانًا واضحًا، حتّى يعرفوه ولا يخفى عليهم، كما لا تخفى السّمة على الخراطيم وهكذا قال قتادة: {سنسمه على الخرطوم} شينٌ لا يفارقه آخر ما عليه.
وفي روايةٍ عنه: سيما على أنفه. وكذا قال السّدّيّ.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {سنسمه على الخرطوم} يقاتل يوم بدرٍ، فيخطم بالسّيف في القتال. وقال آخرون: {سنسمه} سمة أهل النّار، يعني نسوّد وجهه يوم القيامة، وعبّر عن الوجه بالخرطوم. حكى ذلك كلّه أبو جعفر ابن جريرٍ، ومال إلى أنّه لا مانع من اجتماع الجميع عليه في الدّنيا والآخرة، وهو متّجه.
وقد قال ابن أبي حاتمٍ في سورة {عمّ يتساءلون} حدّثنا أبي، حدّثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثني اللّيث حدّثني خالدٌ عن سعيدٍ، عن عبد الملك بن عبد اللّه، عن عيسى بن هلالٍ الصّدفيّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ العبد يكتب مؤمنًا أحقابًا ثمّ أحقابًا ثمّ يموت واللّه عليه ساخطٌ. وإنّ العبد يكتب كافرًا أحقابًا ثمّ أحقابًا، ثمّ يموت واللّه عليه راضٍ. ومن مات همّازًا لمّازًا ملقّبا للناس، كان علامته يوم القيامة أن يسميه اللّه على الخرطوم، من كلا الشّفتين"). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 194-195]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة