العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 09:21 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة هود [ من الآية (100) إلى الآية (105) ]

تفسير سورة هود
[ من الآية (100) إلى الآية (105) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 09:21 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى منها قائم وحصيد قال قائمة خاوية على عروشها وحصيد مستأصلة). [تفسير عبد الرزاق: 1/312]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (100) : قوله تعالى: {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك منها قائمٌ وحصيدٌ} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معشر، عن محمّد بن كعبٍ - في قوله عزّ وجلّ: {منها قائمٌ وحصيدٌ} - قال: القائم: ما كان من الجدر قائمًا، والحصيد: ما وقع بالأرض). [سنن سعيد بن منصور: 5/360]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك منها قائمٌ وحصيدٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: هذا القصص الّذي ذكرناه لك في هذه السّورة، والنّبأ الّذي أنبأناكه فيها من أخبار القرى الّتي أهلكنا أهلها بكفرهم باللّه، وتكذيبهم رسله، {نقصّه عليك} فنخبرك به. {منها قائمٌ} يقول: من هذه القرى التي قصصنا نبأها عليك ما هو {قائمٌ} يقول: منها بنيانه بائدٌ بأهله هالكٌ ومنها قائمٌ بنيانه عامرٌ، ومنها حصيدٌ بنيانه خرابٌ متداعٍ، قد تعفّى أثره دارسٌ، من قولهم: زرعٌ حصيدٌ: إذا كان قد استؤصل قطعه، وإنّما هو محصودٌ، ولكنّه صرف إلى فعيلٍ كما قد بينا في نظائره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك منها قائمٌ وحصيدٌ} يعني بالقائم: قرى عامرةٌ. والحصيد: قرى خامدةٌ.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {قائمٌ وحصيدٌ} قال: قائمٌ على عروشها، وحصيدٌ: مستأصلةٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {منها قائمٌ} يرى مكانه، {وحصيدٌ} لا يرى له أثرٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، {منها قائمٌ} قال: خاو على عروشه، {وحصيدٌ} ملزقٌ بالأرض.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن سفيان، عن الأعمش، {منها قائمٌ وحصيدٌ} قال: خرّ بنيانه.
- وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش: {منها قائمٌ وحصيدٌ} قال: الحصيد: ما قد خرّ بنيانه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {منها قائمٌ وحصيدٌ} منها قائمٌ يرى أثره، وحصيدٌ بادٍ لا يرى). [جامع البيان: 12/566-568]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك منها قائمٌ وحصيدٌ (100) وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ (101)
قوله تعالى: ذلك من أنباء القرى نقصه عليك
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ قوله: أنباء يعني أحاديث.
قوله تعالى: منها قائمٌ
- أخبرنا محمّد بن سعيدٍ فيما كتب إليّ، ثنا أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: منها قائمٌ يعني: بالقائم قرًى عامرةً.
- حدّثنا أبي، ثنا يحيى بن صالحٍ الوحاظيّ، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ في قوله: قائمٌ وحصيدٌ قال: ما كان من بنيانهم قائم لم يخرّب.
قوله تعالى: وحصيدٌ
- حدّثنا أبو بحيرٍ محمّد بن جابرٍ المحاربيّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن سفيان، عن الأعمش في قوله: منها قائمٌ وحصيدٌ قال خرّ بنيانه.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالحٍ، ثنا الوليد، ثنا سعد بن بشيرٍ، عن قتادة في قول اللّه: منها قائمٌ وحصيدٌ قال قرًى خاويةً على عروشها لاصقً بالأرض ولا ترى فيها أثرًا.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: منها قائمٌ وحصيدٌ يعني بالحصيد قرًى خامدةً). [تفسير القرآن العظيم: 6/2082]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 100.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {منها قائم} يعني بها قرى عامرة {وحصيد} يعني قرى خامدة). [الدر المنثور: 8/136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك} قال: قال الله ذلك لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {قائما} يرى مكانه {وحصيد} إلا يرى له أثر وقال في آية أخرى (هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) (مريم الآية 98) ). [الدر المنثور: 8/136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج {منها قائم} خاو على عروشه {وحصيد} ملصق بالأرض). [الدر المنثور: 8/136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {منها قائم وحصيد} قال: الحصيد الذي قد خرب ودمر). [الدر المنثور: 8/136]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى غير تتبيب قال غير تخسير). [تفسير عبد الرزاق: 1/312]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {وما زادوهم غير تتبيب} قال: تخسير [الآية: 101]). [تفسير الثوري: 133-134]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ}.
يقول تعالى ذكره: وما عاقبنا أهل هذه القرى الّتي اقتصصنا نبّأها عليك يا محمّد بغير استحقاقٍ منهم عقوبتنا، فنكون بذلك قد وضعنا عقوبتنا إيّاهم في غير موضعها، {ولكن ظلموا أنفسهم} يقول: ولكنّهم أوجبوا لأنفسهم بمعصيتهم اللّه، وكفرهم به، عقوبته وعذابه، فأحلّوا بها ما لم يكن لهم أن يحلّوه بها، وأوجبوا لها ما لم يكن لهم أن يوجبوه لها. {فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ} يقول: فما دفعت عنهم آلهتهم الّتي يدعونها من دون اللّه، ويدعونها أربابًا من عقاب اللّه، وعذابه إذا أحلّه بهم ربّهم من شيءٍ ولا ردّت عنهم شيئًا منه. {لمّا جاء أمر ربّك} يا محمّد، يقول: لمّا جاء قضاء ربّك بعذابهم، فحقّ عليهم عقابه، ونزل بهم سخطه. {وما زادوهم غير تتبيبٍ} يقول: وما زادتهم آلهتهم عند مجيء أمر ربّك هؤلاء المشركين بعقاب اللّه غير تخسيرٍ وتدميرٍ وإهلاكٍ، يقال منه: تبّبته أتبّبه تتبيبًا، ومنه قولهم للرّجل: تبًّا لك، قال جريرٌ:
عرادة من بقيّة قوم لوطٍ = ألا تبًّا لما فعلوا تبابا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سعيد بن سلاّمٍ أبو الحسن البصريّ، قال: حدّثنا سفيان، عن نسير بن ذعلوقٍ، عن ابن عمر، في قوله: {وما زادوهم غير تتبيبٍ} قال: غير تخسيرٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {غير تتبيبٍ} قال: تخسيرٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {غير تتبيبٍ} يقول: غير تخسيرٍ.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {غير تتبيبٍ} قال: غير تخسيرٍ.
وهذا الخبر من اللّه تعالى ذكره، وإن كان خبرًا عمّن مضى من الأمم قبلنا، فإنّه وعيدٌ من اللّه جلّ ثناؤه لنا أيّتها الأمّة أنّا إن سلكنا سبيل الأمم قبلنا في الخلاف عليه وعلى رسوله، سلك بنا سبيلهم في العقوبة، وإعلامٌ منه لنا أنّه لا يظلم أحدًا من خلقه، وأنّ العباد هم الّذين يظلمون أنفسهم.
- كما حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، قال: اعتذر يعني ربّنا جلّ ثناؤه إلى خلقه، فقال: {وما ظلمناهم} ممّا ذكرنا لك من عذاب من عذّبنا من الأمم {ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم} حتّى بلغ: {وما زادوهم غير تتبيبٍ} قال: ما زادهم الّذين كانوا يعبدونهم غير تتبيبٍ). [جامع البيان: 12/568-571]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وما ظلمناهم الآية
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال:
سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول ثمّ اعتذر إلى خلقه فقال: وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم: فما ذكرنا لك من عذاب من عذّبناه من الأمم ولكن ظلموا أنفسهم.
قوله تعالى: يدعون من دون اللّه
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة: قوله: يدعون من دون اللّه قال: الوثن.
قوله تعالى: وما زادوهم غير تتبيبٍ
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ وما زادوهم غير تتبيبٍ: تخسيرٍ.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قوله: وما زادوهم غير تتبيبٍ أي هلكةٍ.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال:
سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قول اللّه: وما زادوهم غير تتبيبٍ قال التّتبيب الشّرّ قال وما زادوهم إلا شرًّا وقرأ تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ قال: وأمّا التّبّ: الخسران والشّرّ ما زادوهم إلا خسرانًا). [تفسير القرآن العظيم: 6/2082-2083]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وما زادوهم غير تتبيب يعني غير تخسير). [تفسير مجاهد: 2/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 101.
أخرج أبو الشيخ عن الفضل بن مروان رضي الله عنه في قوله {وما ظلمناهم} قال: نحن أغنى من أن نظلم). [الدر المنثور: 8/136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي عاصم رضي الله عنه {فما أغنت عنهم آلهتهم} قال: ما نفعت). [الدر المنثور: 8/136-137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {وما زادوهم غير تتبيب} يعني غير تخسير). [الدر المنثور: 8/137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {وما زادوهم غير تتبيب} قال: تخسير). [الدر المنثور: 8/137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {وما زادوهم غير تتبيب} أي هلكة). [الدر المنثور: 8/137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه {وما زادوهم غير تتبيب} قال: وما زادوهم إلا شرا وقرأ (تبت يدا أبي لهب وتب) (المسد الآية 1) وقال: التب الخسران والتتبيب ما زادوهم غير خسران وقرأو (لا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا) (فاطر 39) ). [الدر المنثور: 8/137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {وما زادوهم غير تتبيب} قال: غير تخسير، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت بشر بن أبي حازم الشاعر وهو يقول:
هم جدعوا الأنوف فأرعبوها * وهم تركوا بني سعد تبابا). [الدر المنثور: 8/137]

تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قراءة عبد الله (كذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى) [الآية: 102]). [تفسير الثوري: 134]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ} [هود: 102]
{الرّفد المرفود} [هود: 99] : " العون المعين، رفدته: أعنته "، {تركنوا} [هود: 113] : «تميلوا» ، {فلولا كان} [هود: 116] : «فهلّا كان» ، {أترفوا} [هود: 116] «أهلكوا» وقال ابن عبّاسٍ: «زفيرٌ وشهيقٌ شديدٌ وصوتٌ ضعيفٌ»
- حدّثنا صدقة بن الفضل، أخبرنا أبو معاوية، حدّثنا بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ اللّه ليملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته» قال: ثمّ قرأ: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ} [هود: 102]). [صحيح البخاري: 6/74]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ)
الكاف في ذلك لتشبيه الأخذ المستقبل بالأخذ الماضي وأتى باللّفظ الماضي موضع المضارعة على قراءة طلحة بن مصرف وأخذ بفتحتين في الأول كالثاني مبالغة في تحققه). [فتح الباري: 8/354]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أنبأنا بريد بن أبي بردة عن أبيه كذا وقع لأبي ذرٍّ ووقع لغيره عن أبي بردة بدل عن أبيه وهو أصوب لأن بريد هو بن عبد اللّه بن أبي بردة فأبو بردة جدّه لا أبوه لكن يجوز إطلاق الأب عليه مجازًا قوله إنّ اللّه ليملي للظّالم أي بمهله ووقع في رواية التّرمذيّ عن أبي كريبٍ عن أبي معاوية إنّ اللّه يملي وربّما قال يمهل ورواه عن إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ عن أبي أسامة عن يزيد قال يملي ولم يشكّ قلت قد رواه مسلمٌ وبن ماجه والنّسائيّ من طرقٍ عن أبي معاوية يملي ولم يشكّ قوله حتّى إذا أخذه لم يفلته بضمّ أوّله من الرّباعيّ أي لم يخلّصه أي إذا أهلكه لم يرفع عنه الهلاك وهذا على تفسير الظّلم بالشّرك على إطلاقه وإن فسّر بما هو أعمّ فيحمل كلٌّ على ما يليق به وقيل معنى لم يفلته لم يؤخّره وفيه نظرٌ لأنّه يتبادر منه أنّ الظّالم إذا صرف عن منصبه وأهين لا يعود إلى عزّه والمشاهد في بعضهم بخلاف ذلك فالأولى حمله على ما قدمته والله أعلم). [فتح الباري: 8/355]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ} (هود: 102)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {وكذلك} الآية، وليس في بعض النّسخ لفظ: باب قوله: (وكذلك) ، أي: ذكر من إهلاك الأمم وأخذهم بالعذاب. قوله: (إذا أخذ القرى) أي: أهلها، وقرى إذا أخذ قوله: (وهي ظالمة) حال من القرى. قوله: (إن أخذه) أي: أخذ الله (أليم) ، أي: وجيع شديد، وهذا تحذير من وخامة الذّنب لكل أهل قرية). [عمدة القاري: 18/295]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حدّثنا صدقة بن الفضل أخبرنا أبو معاوية حدثنا بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّ الله ليملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته قال ثمّ قرأ: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ} (هود: 102) .
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وأبو معاوية محمّد بن خازم، بالخاء المعجمة والزّاي: الضّرير، وبريد، بضم الباء الموحدة وفتح الرّاء: ابن عبد الله بن أبي بردة، بضم الباء الموحدة: واسمه عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعريّ، وبريد هذا يروي عن جده أبي بردة، وحذف البخاريّ عبد الله تخفيفًا ونسبه إلى جده لروايته عنه، وفي رواية أبي ذر: أبا بريد بن أبي بردة عن أبيه، والصّواب ما ذكره هنا.
والحديث أخرجه مسلم في الأدب عن محمّد بن عبد الله بن نمير، وأخرجه في التّفسير عن أبي كريب. وأخرجه النّسائيّ فيه عن أبي بكر بن عليّ. وأخرجه ابن ماجه في الفتن عن ابن نمير.
قوله: (ليملي) أي: ليمهل، من الإملاء وهو الإمهال، وفي رواية التّرمذيّ: ليمهل، واللّام فيه للتّأكيد (ولم يفلته) بضم الياء أي: لم يخلصه أبدا بوجه لكثرة مظالمه حتّى الشّرك، أو لم يخلصه مدّة طويلة إن كان مؤمنا، وقال صاحب (التّوضيح) : لم يفلته من أفلت رباعي أي، لم يؤخّره. قلت: لا يسمى هذا رباعياً في الاصطلاح وإنّما هو ثلاثي مزيد فيه). [عمدة القاري: 18/296-297]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ} [هود: 102] الرّفد: المرفود: العون المعين: رفدته: أعنته، تركنوا: تميلوا، فلولا كان: فهلاّ كان، أترفوا: أهلكوا، وقال ابن عبّاسٍ: زفيرٌ وشهيقٌ شديدٌ وصوتٌ ضعيفٌ
(باب قوله) سبحانه وتعالى: ({وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى}) وكذلك خبر مقدم وأخذ مبتدأ مؤخر والتقدير ومثل ذلك الأخذ أي أخذ الله الأمم السالفة أخذ ربك وإذا ظرف ناصبة المصدر قبله والمسألة من باب التنازع فإن الأخذ بطلب القرى وأخذ الفعل أيضًا يطلبها فالمسألة من أعمال الثاني للحذف من الأول ({وهي ظالمة}) جملة حالية ({إنّ أخذه أليم شديد}) [هود: 102] وجيع صعب على المأخوذ وفيه تحذير عظيم عن الظلم كفرًا كان أو غيره لغيره أو لنفسه ولكل أهل قرية ظالمة). [إرشاد الساري: 7/172]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثنا صدقة بن الفضل، أخبرنا أبو معاوية، حدّثنا بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «إنّ اللّه ليملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته» قال ثمّ قرأ: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ}
وبه قال: (حدّثنا صدقة بن الفضل) المروزي قال: (أخبرنا أبو معاوية) محمد بن خازم بالخاء والزاي المعجمتين بينهما ألف وآخره ميم الضرير قال: (حدّثنا بريد بن أبي بردة) بضم الموحدة وفتح الراء في الأول وضم الموحدة وسكون الراء في الثاني وهو جد بريد واسم أبيه عبد الله بن أبي بردة (عن) جده (أبي بردة) عامر (عن) أبيه (أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري (رضي الله تعالى عنه) أنه (قال: قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-):
(إن الله ليملي) اللام للتأكيد ويملي أي يمهل (للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) بضم أوله أي لم يخلصه أبدًا لكثرة ظلمه بالشرك فإن كان مؤمنًا لم يخلصه مدة طويلة بقدر جنايته. (قال) أي أبو موسى (ثم قرأ) -صلّى اللّه عليه وسلّم- ({وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}).
وهذا الحديث أخرجه مسلم في الأدب والترمذي والنسائي في التفسير وابن ماجه في الفتن). [إرشاد الساري: 7/172]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى يملي، وربّما قال: يمهل، للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته، ثمّ قرأ: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى} الآية.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ وقد رواه أبو أسامة، عن بريدٍ، نحوه، وقال: يملي.
حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جدّه أبي بردة، عن أبي موسى، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه، وقال: يملي، ولم يشكّ فيه). [سنن الترمذي: 5/139-140]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ}
- أخبرنا أبو بكر بن عليٍّ، حدّثنا يحيى بن معينٍ، حدّثنا أبو معاوية، عن بريدٍ، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله عزّ وجلّ ليملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته - أو يمهله -» ثمّ قرأ {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ} [هود: 102]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/129]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ}.
يقول تعالى ذكره: وكما أخذت أيّها النّاس أهل هذه القرى الّتي اقتصصت عليك نبأ أهلها بما أخذتهم به من العذاب، على خلافهم أمري، وتكذيبهم رسلي، وجحودهم آياتي، فكذلك أخذي القرى وأهلها إذا أخذتهم بعقابي، وهم ظلمةٌ لأنفسهم، بكفرهم باللّه، وإشراكهم به غيره، وتكذيبهم رسله. {إنّ أخذه أليمٌ} يقول: إنّ أخذ ربّكم بالعقاب من أخذه أليمٌ، يقول: موجعٌ {شديدٌ} الإيجاع.
وهذا أمرٌ من اللّه، تحذيرٌ لهذه الأمّة أن يسلكوا في معصيته طريق من قبلهم من الأمم الفاجرة، فيحلّ بهم ما حلّ بهم من المثلات.
- كما حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن بريد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه يملي وربّما قال: يمهل للظّالم، حتّى إذا أخذه لم يفلته ثمّ قرأ: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: إنّ اللّه حذّر هذه الأمّة سطوته بقوله: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ}.
وكان عاصمٌ الجحدريّ يقرأ ذلك: وكذلك أخذ ربّك إذ أخذ القرى وهي ظالمةٌ وذلك قراءةٌ لا أستجيز القراءة بها لخلافها مصاحف المسلمين، وما عليه قراءة الأمصار). [جامع البيان: 12/571-572]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ (102) إنّ في ذلك لآيةً لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ (103)
قوله تعالى: وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نميرٍ الهمدانيّ أبو معاوية، ثنا بريد بن عبد اللّه بن أبي برد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إنّ اللّه أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ.
قوله تعالى: إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: إنّ أخذه أليمٌ شديد يقول: موجعٌ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2083]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله ليملي للظّالم، حتّى إذا أخذه لم يفلته »، ثم قرأ {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ} [هود: 102]. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
وقال الترمذي: وربما قال: «ليمهل».
[شرح الغريب]
(ليملي) الإملاء: الإطالة والإمهال). [جامع الأصول: 2/195-196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 102.
أخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه ليملي للظالم حتى إذا أخذته لم يفلته ثم قرأ {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}). [الدر المنثور: 8/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال: لا يغرنكم طول النسيئة ولا حسن الطلب فإن أخذه أليم شديد). [الدر المنثور: 8/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي داود عن سفيان رضي الله عنه قال: في قراءة عبد الله كذلك أخذ ربك بغير واو). [الدر المنثور: 8/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد أنه قرأها وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى بظلم). [الدر المنثور: 8/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه قال: إن الله تعالى حذر هذه الأمة سطوته بقوله {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}). [الدر المنثور: 8/138]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن شعبة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ} قال: يوم القيامة). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 242]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ في ذلك لآيةً لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يومٌ مّجموعٌ لّه النّاس وذلك يومٌ مّشهودٌ}.
يقول تعالى ذكره: إنّ في أخذنا من أخذنا من أهل القرى الّتي اقتصصنا خبرها عليكم أيّها النّاس لآيةً، يقول: لعبرةً وعظةً لمن خاف عقاب اللّه، وعذابه في الآخرة من عباده، وحجّةً عليه لربّه، وزاجرًا يزجره عن أن يعصي اللّه، ويخالفه فيما أمره ونهاه. وقيل: بل معنى ذلك: إنّ فيه عبرةً لمن خاف عذاب الآخرة بأنّ اللّه سيفي له بوعده.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ في ذلك لآيةً لمن خاف عذاب الآخرة} إنّا سوف نفي لهم بما وعدناهم في الآخرة كما وفّينا للأنبياء أنّا ننصرهم.
وقوله: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ} يقول تعالى ذكره: هذا اليوم، يعني يوم القيامة، {يومٌ مجموعٌ له النّاس} يقول: يحشر اللّه النّاس من قبورهم، فيجمعهم فيه للجزاء والثّواب والعقاب. {وذلك يومٌ مشهودٌ} يقول: وهو يومٌ تشهده الخلائق لا يتخلّف منهم أحدٌ، فينتقم حينئذٍ ممّن عصى اللّه، وخالف أمره وكذّب رسله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن أبي بشرٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ} قال: يوم القيامة.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن أبي بشرٍ، عن عكرمة، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شعبة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف المكّيّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: الشّاهد: محمّدٌ، والمشهود: يوم القيامة. ثمّ قرأ: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ}.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: الشّاهد: محمّدٌ، والمشهود: يوم القيامة. ثمّ تلا هذه الآية: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ}.
- حدّثت عن المسيّب، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قوله: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ} قال: ذلك يوم القيامة، يجتمع فيه الخلق كلّهم، ويشهده أهل السّماء، وأهل الأرض). [جامع البيان: 12/572-574]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قوله: إنّ في ذلك لآيةً لمن خاف عذاب الآخرة إنّا سوف نفي لهم بما وعدناهم في الآخرة كما وفّينا للأنبياء أن ننصرهم.
قوله تعالى: ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا حفص المكتب، ثنا إدريس، عن شيخٍ من بني أسدٍ، عن أبي الضّحى، عن الحسن والحسين بن عليٍّ قال: المشهود: يوم القيامة وروي، عن مجاهدٍ نحو ذلك.
- حدثنا أبي، ثنا مقاتل بن محمد بن وكيعٍ، عن شعبة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف المكّيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: الشّاهد: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ومشهودٌ: يوم القيامة ثمّ قرأ ذلك يومٌ مجموعٌ له الناس وذلك يوم مشهود.
- ذكره أبو زرعة، ثنا محمّد بن يحيى بن إسماعيل المصريّ، ثنا ابن وهب بن الحارث، ثنا عمرٌو، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن زيد بن أيمن، عن عبادة بن نسيّ، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أكثروا الصّلاة عليّ يوم الجمعة فإنّه يومٌ مشهودٌ تشهّده الملائكة). [تفسير القرآن العظيم: 6/2083-2084]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 103 - 104
أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله {إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة} يقول: إنا سوف نفي لهم بما وعدنا في الآخرة كما وفينا للأنبياء أنا ننصرهم). [الدر المنثور: 8/138-139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود} قال: يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد، مثله). [الدر المنثور: 8/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال: ذاك يوم القيامة يجتمع فيه الخلق كلهم ويشهده أهل السماء وأهل الأرض). [الدر المنثور: 8/139]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما نؤخّره إلاّ لأجلٍ معدودٍ}.
يقول تعالى ذكره. وما نؤخر يوم القيامة عنكم أن نجيئكم به إلاّ لأنّ الله قضى له أجلاً، فعدّه وأحصاه، فلا يأتي إلاّ لأجله ذلك، لا يتقدّم مجيئه قبل ذلك ولا يتأخّر). [جامع البيان: 12/574]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وما نؤخّره إلّا لأجلٍ معدودٍ (104) يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلّا بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ (105)
قوله تعالى: وما نؤخّره إلا لأجلٍ معدودٍ
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: لأجل يعني الموت.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قوله: ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس قال مالك: يا ربّ لا تأخذ هؤلاء وكما أخذت الّذين من قبلهم فقال: ما نؤخّرهم إلا لأجلٍ معدودٍ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2084]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) )
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا بندارٌ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ العقديّ، قال: حدّثنا سليمان بن سفيان، عن عبد الله بن دينارٍ، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطّاب، قال: لمّا نزلت هذه الآية {فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ} سألت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا نبيّ الله، فعلى ما نعمل؟ على شيءٍ قد فرغ منه، أو على شيءٍ لم يفرغ منه؟ قال: بل على شيءٍ قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر، ولكن كلٌّ ميسّرٌ لما خلق له.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه، لا نعرفه إلاّ من حديث عبد الملك بن عمرٍو). [سنن الترمذي: 5/140]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ}
- أخبرنا عليّ بن حجرٍ، حدّثنا يزيد بن هارون، عن فطرٍ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن زيد بن وهبٍ، وحدّثنا شريكٌ، عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو الصّادق المصدوق: " إنّ خلق ابن آدم يجمع في بطن أمّه لأربعين، ثمّ يكون علقةً مثل ذلك، ثمّ يكون مضغةً مثل ذلك، ثمّ يبعث إليه ملكًا فيكتب أربعًا: أجله، وعمله، ورزقه، وشقيًّا أم سعيدًا "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/130]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ (105) فأمّا الّذين شقوا ففي النّار لهم فيها زفيرٌ وشهيقٌ (106) خالدين فيها ما دامت السّموات والأرض إلاّ ما شاء ربّك إنّ ربّك فعّالٌ لما يريد}.
يقول تعالى ذكره: يوم يأتي يوم القيامة أيّها النّاس، وتقوم السّاعة لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذن ربّها.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: يوم يأتي فقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة بإثبات الياء فيها (يوم يأتي لا تكلّم نفسٌ).
وقرأ ذلك بعض قرّاء أهل البصرة، وبعض الكوفيّين بإثبات الياء فيها في الوصل وحذفها في الوقف.
وقرأ ذلك جماعةٌ من أهل الكوفة. بحذف الياء في الوصل والوقف: {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذنه}.
والصّواب من القراءة في ذلك عندي: {يوم يأت} بحذف الياء في الوصل والوقف اتّباعًا لخطّ المصحف، وأنّها لغةٌ معروفةٌ لهذيلٍ، تقول: ما أدر ما تقول، ومنه قول الشّاعر:
كفّاك كفٌّ ما تليق درهما = جودًا وأخرى تعط بالسّيف الدّما
وقيل: {لا تكلّم} وإنّما هي لا تتكلّم، فحذف إحدى التّاءين اجتزاءً بدلالة الباقية منهما عليها.
وقوله: {فمنهم شقيّ وسعيدٌ} يقول: فمن هذه النّفوس الّتي لا تكلّم يوم القيامة إلاّ بإذن ربّها، شقيّ وسعيدٌ، وعاد على النّفس، وهي في اللّفظ واحدٌ بذكر الجميع في قوله: {فمنهم شقيّ وسعيدٌ}). [جامع البيان: 12/575-576]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه
- حدّثنا أبي، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، ثنا هذيل بن عمران الهمدانيّ، ثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: إلا بإذنه قال: من يتكلّم عنده إلا بإذنه.
قوله تعالى: فمنهم شقيّ وسعيدٌ
- حدّثنا أبو سعيدٍ القطّان، ثنا أبو عامرٍ العقديّ، عن سليمان بن سفيان، عن عبد اللّه بن دينارٍ، عن ابن عمر، عن عمر قال: نزلت فمنهم شقي وسعيد سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت يا رسول اللّه علام نعمل على شيءٍ قد فرغ منه أو على شيءٍ لم يفرغ منه؟ فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: بلى على شيءٍ قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر ولكن كلٌّ ميسّرٌ.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ، عن ابن عونٍ، عن شقيق بن سلمة قال: سمعت عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه يقول أيّها النّاس إنّكم مجموعون في صعيدٍ واحدٍ يسمعكم الدّاعي وينفذكم البصر والشّقيّ من شقي في بطن أمّه والسّعيد من وعظ بغيره.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال: هاتان من المخبّيات. فمنهم شقيّ وسعيدٌ فهم قومٌ من أهل الكبائر من أهل هذه القبلة يعذّبهم اللّه بالنّار ما شاء بذنوبهم ثمّ يأذن في الشّفاعة لهم فيشفع لهم المؤمنون فيخرجون من النّار فيدخلهم الجنّة فسمّاهم أشقياءٌ حين عذّبهم في النّار فقال: فأمّا الّذين شقوا ففي النّار لهم فيها زفيرٌ وشهيقٌ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2084-2085]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 105.
أخرج أبو الشيخ عن ابن جريج في قوله يوم يأت قال ذلك اليوم). [الدر المنثور: 8/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي رضي الله عنه قال: كلام الناس يوم القيامة السريانية). [الدر المنثور: 8/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن عمر بن ذر، أنه قرأ (يوم يأتون لا تكلم منهم دابة إلا بإذنه) ). [الدر المنثور: 8/140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي وحسنه وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما نزلت {فمنهم شقي وسعيد} قلت: يا رسول الله فعلام نعمل على شيء قد فرغ منه أو على شيء لم يفرغ منه قال بل على شيء قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر ولكن كل ميسر لما خلق له). [الدر المنثور: 8/140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 106 - 108.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هاتان من المخبآت قول الله {فمنهم شقي وسعيد} ويوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا) (المائدة الآية 109) أما قوله {فمنهم شقي وسعيد} فهم قوم من أهل الكبائر من أهل هذه القبلة يعذبهم الله بالنار ما شاء بذنوبهم ثم يأذن في الشفاعة لهم فيشفع لهم المؤمنون فيخرجهم من النار فيدخلهم الجنة فسماهم أشقياء حين عذبهم في النار {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق (106) خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك} حين أذن في الشفاعة لهم وأخرجهم من النار وأدخلهم الحنة وهم هم {وأما الذين سعدوا} يعني بعد الشقاء الذي كانوا فيه {ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك} يعني الذين كانوا في النار). [الدر المنثور: 8/140-141]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 09:22 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {منها قائمٌ وحصيدٌ...}
فالحصيد كالزرع المحصود. ويقال: حصدهم بالسّيف كما يحصد الزرع). [معاني القرآن: 2/27]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك منها قائمٌ وحصيدٌ}
وقال: {منها قائمٌ وحصيدٌ} يريد "ومحصود" كـ"الجريح" و"المجروح"). [معاني القرآن: 2/46]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ذلك من أنباء القرى} أي من أخبار الأمم.
{منها قائمٌ} أي ظاهر للعين.
{وحصيدٌ} قد أبيد وحصد). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك منها قائم وحصيد}
أي: من القرى التي أهلكت قائم قد بقيت حيطانه، نحو قوله: {وبئر معطّلة وقصر مشيد}.
{وحصيد} مخسوف به، وهي ما قد انمحى أثره). [معاني القرآن: 3/77]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد}
قال قتادة القائم ما كان خاويا على عروشه والحصيد ما لا أثر له). [معاني القرآن: 3/379]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قائم} ظاهر للعين، {وحصيد} قد خفي وأبيد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {غير تتبيبٍ} أي تدمير وإهلاك وهو من قولهم: تبّبته وفي القرآن:{تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ} ويقال: تبّاً لك).
[مجاز القرآن: 1/299]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لّمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ}
وقال: {وما زادوهم غير تتبيبٍ} لأنه مصدر "تبّبوهم" "تتبيبا"). [معاني القرآن: 2/46]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {غير تتبيب} فالمعنى من تب يتب تبًا؛ أي خسر؛ و{في تباب} من ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 697]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {غير تتبيب}: تدمير وإهلاك مثل {تبت يدا أبي لهب} ومنه {في تباب} وقوله: تبا لك). [غريب القرآن وتفسيره: 178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما زادوهم غير تتبيبٍ} أي غير تخسير. ومنه قوله عز وجل: {تبّت يدا أبي لهبٍ} أي خسرت). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فإذا رأيت للمّا جوابا فهي لأمر يقع بوقوع غيره، بمعنى «حين»، كقوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} أي:
حين آسفونا، و{لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ}أي: حين جاء أمر ربك). [تأويل مشكل القرآن: 542]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيء لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيب}
{وما زادوهم غير تتبيب}.
معناه غير تخسير، ومنه قوله {تبّت يدا أبي لهب} أي خسرت). [معاني القرآن: 3/77]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما زادوهم غير تتبيب}
قال مجاهد وقتادة غير تخسير
قال أبو جعفر وكذلك هو عند أهل اللغة ومنه تبت يدا أبي لهب). [معاني القرآن: 3/379]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {غَيْرَ تَتْبِيبٍ} قال: التتبيب: التخسير والهلاك لكم لا لي). [ياقوتة الصراط: 271-270]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غير تتبيب} غير تخسير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 109]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَتْبِيبٍ}: إهلاك وتدمير). [العمدة في غريب القرآن: 157]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ابن مسعود وأبي والحسن {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى}.
وقراءة أخرى "وكذلك أخذ ربك" على الفعل يرفعه). [معاني القرآن لقطرب: 677]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأخذ: التعذيب، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى} أي: تعذيبه.
وقال: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} أي عذبنا.
وقال: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} أي ليعذبوه أو ليقتلوه). [تأويل مشكل القرآن: 503]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له النّاس وذلك يوم مشهود}
فأعلم اللّه - عز وجل - أنه يحيي الخلق ويبعثهم في ذلك اليوم ويشهدوا به). [معاني القرآن: 3/77]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)}

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم يأت لا تكلّم...}
كتب بغير الياء وهو في موضع رفع، فإن أثبتّ فيه الياء إذا وصلت القراءة كان صواباً. وإن حذفتها في القطع والوصل كان صوابا. قد قرأ بذلك القرّاء فمر حذفها. إذا وصل قال: الياء ساكنة، وكلّ ياء أو واو تسكنان وما قبل الواو مضموم وما قبل الياء مكسور فإن العرب تحذفهما وتجتزئ بالضمة من الواو، وبالكسرة من الياء وأنشد في بعضهم:
ومن وصل بالياء وسكت بحذفها قال: هي إذا وصلت في موضع رفع فأثبتها وهي إذا سكتّ عليها تسكن فحذفتها. كما قيل: لم يرم ولم يقض. ومثله قوله: {ما كنّا نبغ} كتبت بحذف الياء فالوجه فيها أن تثبت الياء إذا وصلت وتحذفها إذا وقفت. والوجه الآخر أن تحذفها في القطع والوصل، قرأ بذلك حمزة. وهو جائز). [معاني القرآن: 2/27]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ}
وقال: {لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذنه} ومعناه "تتفعّل" فكان الأصل أن تكون "تتكلّم" ولكنهم استثقلوا اجتماع التاءين فحذفوا الآخرة منهما لأنها هي التي تعتل فهي أحقهما بالحذف، ونحو (تذكّرون) يسكنها الإدغام فإن قيل:
"فهلا" أدغمت التاء ههنا في الذال وجعلت قبلها ألف وصل كما قلت: "اذّكّروا" فلأن هذه الألف إنما تقع في الأمر وفي كلّ فعل معناه "فعل" فأما "يفعل" و"تفعل" فلا). [معاني القرآن: 2/46]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو وأهل مكة وأهل المدينة {يوم يأتي لا تكلم} بإثبات الياء وهي الجيدة؛ وقد فسرناها في أم الكتاب، وهي قراءة ابن مسعود.
قراءة عاصم بن أبي النجود {يوم يأت} بالحذف، وذلك ليس بالسهل ولا الكثير). [معاني القرآن لقطرب: 678]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يوم يأت لا تكلّم نفس إلّا بإذنه فمنهم شقيّ وسعيد}
الذي يختاره النحويون: يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه. بإثبات الياء.
والذي في المصحف وعليه القراء القراءات بكسر التاء من غير ياء.
وهذيل تستعمل حذف هذه الياءات كثيرا.
وقد ذكر سيبويه والخليل أن العرب تقول لا أدر فتحذف الياء وتجتزي بالكسر، إلا أنّهم يزعمون أن ذلك لكثرة الاستعمال.
والأجود في النحو إثبات الياء والذي أراه اتباع المصحف مع إجماع القراء، لأن القراءة سنة، وقد جاء مثله في كلام العرب.
وهذه الآية فيها سؤال أكثر ما يسأل عنه أهل الإلحاد في الدّين فيقولون لم قال: {يوم يأت لا تكلّم نفس إلّا بإذنه}، و {هذا يوم لا ينطقون * ولا يؤذن لهم فيعتذرون}
وقال في مواضع من ذكر القيامة {فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون}.
وقال: وم تأتي كلّ نفس تجادل عن نفسها}
وقال: {وقفوهم إنّهم مسئولون}.
وقال {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانّ}.
ونحن نفسر هذا على ما قالت العلماء المتقدمون في اللغة المسلمون الصحيحو الإسلام:
قالوا: قوله - عزّ وجلّ -: {وقفوهم إنّهم مسئولون} اللّه عالم بأعمالهم فسألهم سؤال توبيخ وتقرير لإيجاب الحجة عليهم.
وقوله: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانّ} أي لا يسأل ليعلم ذلك منه، لأن اللّه قد علم أعمالهم قبل أن يعملوها.
وكذلك قوله عزّ وجلّ: {لا ينطقون}، أي لا ينطقون بحجة تجب لهم، وإنما يتكلمون بالإقرار بذنوبهم ولوم بعضهم بعضا وطرح بعضهم الذنوب على بعض، فأمّا التكلم والنطق بحجة لهم فلا، وهذا كما تقول للذي يخاطبك كثيرا وخطابه فارغ من الحجة: ما تكلمت بشيء، وما نطقت بشيء فسمي من تكلم بما لا حجة له فيه، غير متكلم - كما قال عزّ وجلّ: {صمّ بكم عمي فهم لا يبصرون} وهم يبصرون ويسمعون إلا أنهم في أنهم لا يقبلون ولا يفكرون فيما يسمعون ولا يتأتلون، بمنزلة الصمّ.
قال الشاعر:
أصم عما ساءه سميع
فهذا قول حسن.
وقال قوم: ذلك اليوم طويل وله مواضع ومواطن ومواقف، في بعضها يمنعون من الكلام وفي بعضها يطلق لهم الكلام.
فهذا يدل عليه {لا تكلّم نفس إلّا بإذنه}.
وكلا القولين حسن جميل). [معاني القرآن: 3/79-77]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذن}
وقد قال في موضع آخر {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون}
ففي هذا جوابان:
أحدهما أنه مثل قوله: {هذا يوم لا ينطقون}
والمعنى لا ينطقون بحجة لهم كما يقال لمن تكلم كثيرا بغير حجة بينة لم يأت بشيء ولم يتكلم بشيء
والجواب الآخر أن ذلك اليوم فيه أهوال وشدائد فمرة يمنعون من الكلام ومرة يؤذن لهم فعلى هذا لا تكلم نفس إلا بإذنه
وقوله جل وعز: {فمنهم شقي وسعيد}
روى عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر عن عمر قال لما نزلت فمنهم شقي وسعيد قلت يا رسول الله فعلام نعمل أعلى شيء قد فرغ منه أم على شيء لم يفرغ منه قال بلى على شيء قد فرغ منه يا عمر وجرت به الأقلام ولكن كل ميسر لما خلق له). [معاني القرآن: 3/380-379]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 09:22 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) }

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقالوا قوي يقوى قواية وهو قوي كما قالوا سعد يسعد سعادة وهو سعيد وقالوا القوة كما قالوا الشدة إلا أن هذا مضموم الأول). [الكتاب: 4/32]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقالوا سعد يسعد سعادة وشقي يشقى شقاوة وسعيد وشقي
فأحدهما مرفوع والآخر موضوع وقالوا الشقاء كما قالوا الجمال واللذاذ حذفوا الهاء استخفافاً). [الكتاب: 4/33-34]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 09:23 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 09:23 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:56 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:57 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري


تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {ذلك من أنباء القرى} الآية. "ذلك" إشارة إلى ما تقدم من ذكر العقوبات النازلة بالأمم المذكورة، والأنباء: الأخبار، والقرى يحتمل أن يراد بها القرى التي ذكرت في الآيات المتقدمة خاصة، ويحتمل أن يريد القرى عامة، أي: هذه الأنباء المقصوصة عليك هي عوائد المدن إذا كفرت، فيدخل -على هذا التأويل- فيها المدن المعاصرة، ويجيء قوله: {منها قائم وحصيد} منها عامر ودائر، وهذا
[المحرر الوجيز: 5/14]
قول ابن عباس، وعلى التأويل الأول -في أنها تلك القرى المخصوصة- يكون قوله: {قائم وحصيد} بمعنى: قائم الجدران ومتهدم لا أثر له، وهذا قول قتادة وابن جريج، والآية بجملتها متضمنة التخويف وضرب المثل للحاضرين من أهل مكة وغيرهم). [المحرر الوجيز: 5/15]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد}
المعنى: وما وضعنا عندهم من التعذيب ما لا يستحقونه، لكنهم ظلموا أنفسهم بوضعهم الكفر موضع الإيمان، والعبادة في جنبة الأصنام، فما نفعتهم تلك الأصنام ولا دفعت عنهم حين جاء عذاب الله.
والتتبيب: الخسران، ومنه تبت يدا أبي لهب وتب ومنه قول جرير:
عرارة من بقية قوم لوط ... ألا تبا لما عملوا تبابا
أي: خسارا، وصورة زيادة الأصنام التتبيب إنما تتصور: إما بأن تأميلها والثقة بها والتعب في عبادتها -شغلت نفوسهم وصرفتها عن النظر في الشرع وعاقتها، فلحق عن ذلك عنت وخسران، وإما بأن عذابهم على الكفر يزاد إليه عذاب على مجرد عبادة الأوثان). [المحرر الوجيز: 5/15]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وكذلك}، الإشارة إلى ما ذكر من الأحداث في الأمم، وهذه آية وعيد تعم قرى المؤمنين؛ فإن ظالمة أعم من "كافرة"، وقد يمهل الله تبارك وتعالى بعض الكفرة، وأما الظلمة -في الغالب- فمعاجلون، أما أنه يملى لبعضهم، وفي الحديث -من رواية أبي موسى - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، ثم قرأ: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة الآية.
وقرأ أبو رجاء العطاردي، وعاصم الجحدري: "ربك إذ أخذ القرى"، والجمهور الأعظم: إذا أخذ القرى، وأنحى الطبري على قراءة عاصم هذه، وقرأ طلحة بن مصرف كذلك، وهي قراءة متمكنة المعنى، ولكن قراءة الجماعة تعطي بقاء الوعيد واستمراره في الزمان، وهو الباب في وضع المستقبل موضع الماضي). [المحرر الوجيز: 5/16]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن في ذلك} لآية، المعنى: إن في أمر هذه القرى وما حل بها لعبرة وعلامة اهتداء لمن خاف أمر الآخرة، وتوقع أن يناله عذابها فنظر وتأمل؛ فإن نظره يؤديه إلى الإيمان بالله تعالى، ثم عظم الله أمر يوم القيامة بوصفه بما تلبس بأجنبي منه للسبب المتصل بينهما وبعود الضمير عليه، والناس -على هذا- مفعول لم يسم فاعله، ويصح أن يكون "الناس" رفعا بالابتداء، ومجموع خبر مقدم.
[المحرر الوجيز: 5/16]
وهذه الآية خبر عن الحشر، ومشهود عام على الإطلاق يشهده الأولون والآخرون من الإنس والملائكة والجن والحيوان -في قول الجمهور- وفيه -أعني الحيوان الصامت- اختلاف، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الشاهد: محمد عليه الصلاة والسلام، والمشهود: يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 5/17]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وما نؤخره} الآية. المعنى: وما نؤخر يوم القيامة عجزا عن ذلك، ولكن القضاء السابق قد نفذ فيه بأجل محدود لا يتقدم عنه ولا يتأخر. وقرأ الجمهور: "نؤخره" بالنون، وقرأ الأعمش: "يؤخره" بالياء). [المحرر الوجيز: 5/17]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة: {يوم يأت} بحذف الياء من (يأتي) في الوصل والوقف، وقرأ ابن كثير بإثباتها في الوصل والوقف، وقرأ نافع، وأبو عمرو، والكسائي بإثباتها في الوصل وحذفها في الوقف، ورويت أيضا كذلك عن ابن كثير، والياء ثابتة في مصحف أبي بن كعب، وسقطت في إمام عثمان، وفي مصحف ابن مسعود: "يوم يأتون"، وقرأ بها الأعمش، ووجه حذفها في الوقف التشبيه بالفواصل، وإثباتها في الوجهين هو الأصل، ووجه حذفها في الوصل التخفيف، كما قالوا: "لا أبال ولا أدر"، وأنشد الطبري:
كفاك كف ما تليق درهما ... جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
[المحرر الوجيز: 5/17]
وقوله: {لا تكلم نفس} يصح أن تكون جملة في موضع الحال من الضمير الذي في " يأتي " وهو العائد على قوله: {ذلك يوم}، ولا يجوز أن يعود على قوله: " يوم يأتي "، لأن اليوم المضاف إلى الفعل لا يكون فاعل ذلك الفعل، إذ المضاف متعرف بالمضاف إليه، والفعل متعرف بفاعله وليس في نفسه شيئا مقصودا مستقلا دون الفاعل، وقولهم: "سيد قومه، ومولى أخيه، وواحد أمه" مفارق لما لا يستقل، فلذلك جازت الإضافة فيها، ويكون قوله: " يوم يأتي " على هذا- في موضع الرفع بالابتداء وخبره: فمنهم شقي وسعيد، وفي الكلام- على هذا- عائد محذوف تقديره: "لا تكلم نفس فيه إلا"، ويصح أن يكون قوله: {لا تكلم نفس} صفة لقوله: " يوم يأتي "، والخبر قوله: {فمنهم شقي وسعيد}، ويصح أن يكون قوله: {لا تكلم نفس} خبرا عن قوله: " يوم يأتي ". وقوله: {ذلك يوم} يراد به اليوم الذي قبله ليلته، وقوله: " يوم يأتي " يراد به الحين والوقت لا النهار بعينه، فهو كما قال عثمان: "إني رأيت ألا أتزوج يومي هذا"، وكما قال الصديق رضي الله عنه: "فإن الأمانة اليوم في الناس قليل".
ومعنى قوله تعالى: {لا تكلم نفس إلا بإذنه}: وصف المهابة يوم القيامة وذهول العقل وهول القيامة، وما ورد في القرآن من ذكر كلام أهل الموقف في التلاوم والتساؤل والتجادل، فإما أن يكون بإذن، وإما أن تكون هذه هنا مختصة في تكلم شفاعة أو إقامة حجة.
وقوله: {فمنهم} عائد على الجميع الذي تضمنه قوله: {نفس} إذ هو اسم جنس يراد به الجمع). [المحرر الوجيز: 5/18]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:57 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:57 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك منها قائمٌ وحصيدٌ (100) وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ (101)}
لمّا ذكر تعالى خبر هؤلاء الأنبياء، وما جرى لهم مع أممهم، وكيف أهلك الكافرين ونجّى المؤمنين قال: {ذلك من أنباء القرى} أي: من أخبارها {نقصّه عليك منها قائمٌ} أي: عامرٌ، {وحصيدٌ} أي: هالكٌ دائرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 349]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما ظلمناهم} أي: إذ أهلكناهم، {ولكن ظلموا أنفسهم} أي: بتكذيبهم رسلنا وكفرهم بهم، {فما أغنت عنهم آلهتهم} أي: أصنامهم وأوثانهم الّتي كانوا يعبدونها ويدعونها، {من دون اللّه من شيءٍ} أي: ما نفعوهم ولا أنقذوهم لمّا جاء أمر اللّه بإهلاكهم، {وما زادوهم غير تتبيبٍ}.
قال مجاهدٌ، وقتادة، وغيرهما: أي غير تخسيرٍ، وذلك أنّ سبب هلاكهم ودمارهم إنّما كان باتّباعهم تلك الآلهة وعبادتهم إيّاها فبهذا أصابهم ما أصابهم، وخسروا بهم، في الدّنيا والآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 349]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ (102)}
يقول تعالى: وكما أهلكنا أولئك القرون الظّالمة المكذّبة لرسلنا كذلك نفعل بنظائرهم وأشباههم وأمثالهم، {إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ} وفي الصّحيحين عن أبي موسى الأشعريّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه ليملي للظّالم، حتّى إذا أخذه لم يفلته"، ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 349]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {إنّ في ذلك لآيةً لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ (103) وما نؤخّره إلا لأجلٍ معدودٍ (104) يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ (105)}
واعتبارًا على صدق موعودنا في الدّار الآخرة، {إنّا لننصر رسلنا والّذين آمنوا في الحياة الدّنيا ويوم يقوم الأشهاد} [غافرٍ:51]، وقال تعالى: {فأوحى إليهم ربّهم لنهلكنّ الظّالمين ولنسكننّكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} [إبراهيم:13، 14].
وقال تعالى: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس} أي: أوّلهم وآخرهم، فلا يبقى منهم أحدٌ، كما قال: {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدًا} [الكهف:47].
{وذلك يومٌ مشهودٌ} أي: يومٌ عظيمٌ تحضره الملائكة كلّهم، ويجتمع فيه الرّسل جميعهم، وتحشر فيه الخلائق بأسرهم، من الإنس والجنّ والطّير والوحوش والدّوابّ، ويحكم فيهم العادل الّذي لا يظلم مثقال ذرّةٍ، وإن تك حسنةً يضاعفها). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 349-350]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما نؤخّره إلا لأجلٍ معدودٍ} أي: ما نؤخّر إقامة يوم القيامة إلّا لأنّه قد سبقت كلمة اللّه وقضاؤه وقدره، في وجود أناسٍ معدودين من ذرّيّة آدم، وضرب مدّةً معيّنةً إذا انقضت وتكامل وجود أولئك المقدّر خروجهم من ذرّيّة آدم، أقام اللّه السّاعة؛ ولهذا قال: {وما نؤخّره إلا لأجلٍ معدودٍ} أي: لمدّةٍ مؤقّتةٍ لا يزاد عليها ولا ينتقص منها).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 350]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه} يقول: يوم يأتي هذا اليوم وهو يوم القيامة، لا يتكلّم أحدٌ [يومئذٍ] إلّا بإذن اللّه تعالى، كما قال تعالى: {يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلا من أذن له الرّحمن وقال صوابًا} [النّبأ:38]، وقال تعالى: {وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلا همسًا} [طه:108]، وفي الصّحيحين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث الشّفاعة الطّويل: "ولا يتكلّم يومئذٍ إلّا الرّسل، ودعوى الرّسل يومئذٍ: اللهم سلّم سلّم .
وقوله: {فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ} أي: فمن أهل الجمع شقي ومنهم سعيدٌ، كما قال: {فريقٌ في الجنّة وفريقٌ في السّعير} [الشّورى:7].
وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدّثنا موسى بن حيّان، حدّثنا عبد الملك بن عمرٍو، حدّثنا سليمان بن سفيان، حدّثنا عبد اللّه بن دينارٍ، عن ابن عمر، عن عمر رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت {فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ} سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قلت: يا رسول اللّه، علام نعمل ؟ على شيءٍ قد فرغ منه، أم على شيءٍ لم يفرغ منه؟ فقال: "على شيءٍ قد فرغ منه يا عمر وجرت به الأقلام، ولكن كلٌّ ميسّرٌ لما خلق له"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 350-351]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة