العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:31 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة هود [ من الآية (74) إلى الآية (77) ]

تفسير سورة هود
[ من الآية (74) إلى الآية (77) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:32 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى فلما ذهب عن إبراهيم الروع قال الخوف). [تفسير عبد الرزاق: 1/304-305]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وجاءته البشرى قال حين أخبروه أنهم أرسلوا إلى قوم لوط وأنهم ليسوا إياه يريدون
عن معمر وقال آخرون بشر بإسحاق). [تفسير عبد الرزاق: 1/308]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يجادلنا في قوم لوط قال إنه قال لهم يومئذ أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين قال إن كان فيهم خمسون لم نعذبهم قال أربعون قالوا أربعون قال وثلاثون قالوا وثلاثون قال عشرون قال حتى بلغوا عشرة قال فإن كان فيهم عشرة قال ما قوم لا يكون فيهم عشرة فيهم خير.
عن معمر عن قتادة قال بلغني أنه كان في قرية لوط أربعة آلاف ألف إنسان أو ما شاء الله من ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 1/308-309]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ (74) إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ مّنيبٌ}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا ذهب عن إبراهيم الخوف الّذي أوجسه في نفسه من رسلنا حين رأى أيديهم لا تصل إلى طعامه، وأمن أن يكون قصد في نفسه وأهله بسوءٍ، وجاءته البشرى بإسحاق، ظلّ يجادلنا في قوم لوطٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع،} يقول: ذهب عنه الخوف، {وجاءته البشرى} بإسحاق.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى،} بإسحاق، ويعقوب ولدًا من صلب إسحاق، وأمن ممّا كان يخاف؛ قال: {الحمد للّه الّذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إنّ ربّي لسميع الدّعاء} وقد قيل معنى ذلك: وجاءته البشرى أنّهم ليسوا إيّاه يريدون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وجاءته البشرى} قال: حين أخبروه أنّهم أرسلوا إلى قوم لوطٍ، وأنّهم ليسوا إيّاه يريدون.
- قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، قال: حدّثنا معمرٌ وقال آخرون: بشّر بإسحاق.
وأمّا الرّوع: فهو الخوف، يقال منه: راعني كذا يروعني روعًا: إذا خافه، ومنه قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كيف لك بروعة المؤمن ومنه قول عنترة:
ما راعني إلاّ حمولة أهلها = وسط الدّيار تسفّ حبّ الخمخم
بمعنى: ما أفزعني.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: الرّوع: الفرق.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: وثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع} قال: الفرق.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، {" فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع،} قال: الفرق.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع} قال: ذهب عنه الخوف.
وقوله: {يجادلنا في قوم لوطٍ} يقول: يخاصمنا.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {يجادلنا} يخاصمنا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وزعم بعض أهل العربيّة من أهل البصرة أنّ معنى قوله: {يجادلنا} يكلّمنا، وقال: لأنّ إبراهيم لا يجادل اللّه إنّما يسأله ويطلب منه. وهذا من الكلام جهلٌ، لأنّ اللّه تعالى ذكره أخبرنا في كتابه أنّه يجادل في قوم لوطٍ، فقول القائل: إبراهيم لا يجادل، موهمًا بذلك أنّ قول من قال في تأويل قوله: {يجادلنا} يخاصمنا، أنّ إبراهيم كان يخاصم ربّه جهلٌ من الكلام، وإنّما كان جداله الرّسل على وجه المحاجّة لهم. ومعنى ذلك: وجاءته البشرى يجادل رسلنا، ولكنّه لمّا عرف المراد من الكلام حذف الرّسل.
وكان جداله إيّاهم كما:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب القمّيّ، قال: حدّثنا جعفرٌ، عن سعيدٍ، {يجادلنا في قوم لوطٍ} قال: لمّا جاء جبرئيل، ومن معه قالوا لإبراهيم: {إنّا مهلكو أهل هذه القرية إنّ أهلها كانوا ظالمين} قال لهم إبراهيم: أتهلكون قريةً فيها أربع مائة مؤمنٍ؟ قالوا: لا، قال: أفتهلكون قريةً فيها ثلاث مائة مؤمنٍ؟ قالوا: لا. قال: أفتهلكون قريةً فيها مئتا مؤمنٍ؟ قالوا: لا. قال: أفتهلكون قريةً فيها أربعون مؤمنًا؟ قالوا: لا. قال: أفتهلكون قريةً فيها أربعة عشر مؤمنًا؟ قالوا: لا. وكان إبراهيم يعدّهم أربعة عشر بامرأة لوطٍ، فسكت عنهم، واطمأنّت نفسه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا الحمّانيّ، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال الملك لإبراهيم: إن كان فيها خمسةٌ يصلّون رفع عنهم العذاب.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يجادلنا في قوم لوطٍ} ذكر لنا أنّ مجادلته إيّاهم أنّه قال لهم: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المؤمنين أمعذّبوها أنتم؟ قالوا: لا حتّى صار ذلك إلى عشرةٍ، قال: أرأيتم إن كان فيها عشرةٌ أمعذّبوهم أنتم؟ قالوا: لا. وهي ثلاث قرًى فيها ما شاء اللّه من الكثرة والعدد.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {يجادلنا في قوم لوطٍ} قال: بلغنا أنّه قال لهم يومئذٍ: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المسلمين؟ قالوا: إن كان فيها خمسون لم نعذّبهم، قال: أربعون؟ قالوا: وأربعون. قال: ثلاثون؟ قالوا: ثلاثون. حتّى بلغ عشرةً، قالوا: وإن كان فيهم عشرةٌ، قال: ما قومٌ لا يكون فيهم عشرةٌ فيهم خيرٌ.
قال ابن عبد الأعلى، قال محمّد بن ثورٍ: قال معمرٌ: بلغنا أنّه كان في قرية لوطٍ أربعة آلاف ألف إنسانٍ، أو ما شاء اللّه من ذلك.
- حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع، وجاءته البشرى} {قال فما خطبكم أيّها المرسلون} [الحجر] قالوا: إنّا أرسلنا إلى قوم لوطٍ فجادلهم في قوم لوطٍ، قال: أرأيتم إن كان فيها مائةٌ من المسلمين أتهلكونهم؟ قالوا: لا، فلم يزل يحطّ حتّى بلغ عشرةً من المسلمين، فقالوا: لا نعذّبهم إن كان فيهم عشرةٌ من المسلمين. ثمّ قالوا: {يا إبراهيم أعرض عن هذا} إنّه ليس فيها إلاّ أهل بيتٍ من المؤمنين هو لوطٌ وأهل بيته، وهو قول اللّه تعالى ذكره: {يجادلنا في قوم لوطٍ} فقالت الملائكة: {يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى،} يعني: إبراهيم جادل عن قوم لوطٍ ليردّ عنهم العذاب قال: فيزعم أهل التّوراة أنّ مجادلة إبراهيم إيّاهم حين جادلهم في قوم لوطٍ ليردّ عنهم العذاب، إنّما قال للرّسل فيما يكلّمهم به: أرأيتم إن كان فيهم مائة مؤمنٍ أتهلكونهم؟ قالوا:، لا، قال: أفرأيتم إن كانوا تسعين؟ قالوا: لا، قال: أفرأيتم إن كانوا ثمانين؟ قالوا: لا، قال: أفرأيتم إن كانوا سبعين؟ قالوا: لا، قال: أفرأيتم إن كانوا ستّين؟ قالوا لا، قال: أفرأيتم إن كانوا خمسين؟ قالوا لا، قال: أفرأيتم إن كان رجلاً واحدًا مسلمًا؟ قالوا: لا. قال: فلمّا لم يذكروا لإبراهيم أنّ فيها مؤمنًا واحدًا {قال إنّ فيها لوطًا} يدفع به عنهم العذاب، {قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلاّ امرأته كانت من الغابرين} قالوا: يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك، وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاج، قال: قال ابن جريجٍ: قال إبراهيم: أتهلكونهم إن وجدتم فيها مائة مؤمنٍ ثمّ تسعين؟ حتّى هبط إلى خمسةٍ، قال: وكان في قرية لوطٍ أربعة آلاف ألفٍ.
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا صفوان، قال: حدّثنا أبو المثنّى، ومسلمٌ أبو الحبيل الأشجعيّ، قالا: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع} إلى آخر الآية، قال إبراهيم: أتعذّب عالمًا من عالمك كثيرًا فيهم مائة رجلٍ؟ قال: لا، وعزّتي ولا خمسين قال: فأربعين؟ فثلاثين؟ حتّى انتهى إلى خمسةٍ، قال: لا وعزّتي لا أعذّبهم ولو كان فيهم خمسةٌ يعبدونني قال اللّه عزّ وجلّ: {فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين} أي لوطًا وابنتيه، قال: فحلّ بهم من العذاب، قال اللّه عزّ وجلّ: {وتركنا فيها آيةً للّذين يخافون العذاب الأليم} وقال: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ}.
والعرب لا تكاد تتلقّى لمّا إذا وليها فعلٌ ماضٍ إلاّ بماضٍ، يقولون: لمّا قام قمت، ولا يكادون يقولون: لمّا قام أقوم. وقد يجوز فيما كان من الفعل له تطاولٌ مثل الجدال والخصومة والقتال، فيقولون في ذلك: لمّا لقيته أقاتله، بمعنى: جعلت أقاتله). [جامع البيان: 12/485-493]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة،، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قول اللّه تعالى: الرّوع: الفرق.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة في قول اللّه: فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع أي الخوف.
قوله تعالى: وجاءته البشرى
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا نصر بن عليٍّ، ثنا عبد الوهّاب، عن داود، عن عكرمة، يعني قوله: البشرى: بشّر بنبوّته.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة وجاءته البشرى بإسحاق.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة وجاءته البشرى حين أخبروه أنّهم أرسلوا إلى قوم لوطٍ.
قوله تعالى: يجادلنا في قوم لوطٍ
- حدّثنا يحيى بن عبدك القزوينيّ، ثنا المقرئ، ثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلالٍ، عن جندب بن عبد اللّه، عن حذيفة بن اليمان وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ قال: كانت مجادلة اللّه إيّاهم أن كان فيهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم فقالوا: لا قال: فأربعون فقالوا: لا قال: انتهى إلى عشرةٍ أو خمسةٍ حميد شكّ.
- حدّثنا أبي، ثنا سليمان بن حربٍ إملاءً، ثنا حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، عن أبي نضرة، عن عبد الرّحمن بن سمرة أنه رأى من حبشية شيئًا كرهه فأنكره فقال لهم: أتدرون فيكم يكرهون هذا؟ قالوا: نعم قال: فللّه الحمد إنّ إبراهيم عليه السّلام لمّا جاءت الملائكة فجادلهم في قوم لوطٍ كانوا أربع قرياتٍ في كل قرية مائة ألف مقاتل فقال لهم: أرأيتم إن كان في هؤلاء مائةٌ يكرهون هذا أهلكوهم أنتم؟
قالوا لا قال: فتسعون قال: لا حتّى صار إلى عشرةٍ قال: أرأيتم إن كان فيهم عشرةٌ يكرهون هذا أمهلكوهم أنتم؟ قالوا: نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين.
- حدّثنا حجّاجٌ، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ وقوله: يجادلنا يخاصمنا.
- حدّثنا أبي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا يعقوب بن عبد اللّه، عن جعفرٍ بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله يجادلنا في قوم لوطٍ قال لمّا جاء جبريل إلى إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم وأخبره أنّه مهلكٌ قوم لوطٍ قال: أتهلك قريةً فيها أربعمائة مؤمنٍ قال لا قال فثلاثمائة مؤمنٍ قال: لا قال ثمانون مؤمنًا قال: لا قال خمسين قال فأربعون مؤمنًا قال قال فأربعة عشر مؤمنًا قال لا وظنّ إبراهيم أنّهم أربعة عشر بامرأة لوطٍ وكان فيها ثلاثة عشر مؤمنًا فأهلكهم اللّه وقد عرف ذلك جبريل وذلك قوله: يجادلنا في قوم لوطٍ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2057-2058]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يجادلنا في قوم لوط قال يخاصمنا في قوم لوط). [تفسير مجاهد: 2/306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن بشر، وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما رأى إبراهيم أنه لا تصل إلى العجل أيديهم نكرهم وخافهم وإنما كان خوف إبراهيم أنهم كانوا في ذلك الزمان إذا هم أحدهم بأمر سوء لم يأكل عنده يقول: إذا أكرمت بطعامه حرم علي أذاه فخاف إبراهيم أن يريدوا به سوءا فاضطربت مفاصله وامرأته سارة قائمة تخدمهم وكان إذا أراد أن يكرم أضيافه أقام سارة لتخدمهم فضحكت سارة وإنما ضحكت أنها قالت: يا إبراهيم وما تخاف إنهم ثلاثة نفر وأنت وأهلك وغلمانك قال لها جبريل: أيتها الضاحكة أما أنك ستلدين غلاما يقال له إسحاق ومن ورائه غلام يقال له يعقوب {فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها} فأقبلت والهة تقول: واويلتاه، ووضعت يدها على وجهها استحياء، فذلك قوله {فصكت وجهها} و{قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا} قال: لما بشر إبراهيم بقول الله {فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى} بإسحاق {يجادلنا في قوم لوط} وإنما كان جداله أنه قال: يا جبريل أين تريدون وإلى من بعثتم قال: إلى قوم لوط وقد أمرنا بعذابهم، فقال إبراهيم (إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته) (العنكبوت الآية 32) وكانت فيما زعموا تسمى والقة فقال إبراهيم: إن كان فيهم مائة مؤمن تعذبونهم قال جبريل: لا، قال: فإن كان فيهم تسعون مؤمنون تعذبونهم قال جبريل: لا قال: فإن كان فيهم ثمانون مؤمنون تعذبونهم قال جبريل: لا حتى انتهى في العدد إلى واحد مؤمن قال جبريل: لا فلما لم يذكروا لإبراهيم أن فيها مؤمنا واحدا قال: (إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته) (العنكبوت الآية 32) ). [الدر المنثور: 8/92-93] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 74.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى} قال: الغرق {يجادلنا في قوم لوط} قال: يخاصمنا). [الدر المنثور: 8/104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {فلما ذهب عن إبراهيم الروع} قال: الخوف {وجاءته البشرى} بإسحاق). [الدر المنثور: 8/104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة {وجاءته البشرى} قال: حين أخبروه أنهم أرسلوا إلى قوم لوط وأنهم ليسوا إياه يريدون {يجادلنا في قوم لوط} قال: إنه قال لهم يومئذ: أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين قالوا: إن كان فيها خمسون لم نعذبهم، قال: أربعون قالوا: وأربعون، قال: ثلاثون قالوا: وثلاثون حتى بلغ عشرة قالوا: وإن كان فيها عشرة قال: ما قوم لا يكون فيهم عشرة فيهم خير، قال قتادة: إنه كان في قرية لوط أربعة آلاف ألف إنسان أو ما شاء الله من ذلك). [الدر المنثور: 8/104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {يجادلنا في قوم لوط} قال: لما جاء جبريل ومن معه إلى إبراهيم عليه السلام وأخبره أنه مهلك قوم لوط قال: أتهلك قرية فيها أربعمائة مؤمن قال: لا، قال: ثلثمائة مؤمن قال: لا، قال: فمائتا مؤمن قال: لا، قال: فمائة قال: لا، قال: فخمسون مؤمنا قال: لا، قال: فأربعون مؤمنا قال: لا، قال: فأربعة عشر مؤمنا قال: لا، وظن إبراهيم أنهم أربعة عشر بامرأة لوط وكان فيها ثلاثة عشر مؤمنا وقد عرف ذلك جبريل). [الدر المنثور: 8/104-105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما جاءت الملائكة إلى إبراهيم قالوا لإبراهيم: إن كان فيها خمسة يصلون رفع عنهم العذاب). [الدر المنثور: 8/105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: لما أرسلت الرسل إلى قوم لوط ليهلوكهم قيل لهم: لا تهلكوا قوم لوط حتى يشهد عليهم لوط ثلاث مرات وكان طريقهم على إبراهيم خليل الرحمن {فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط} وكانت مجادلته إياهم قال: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المؤمنين أتهلكونهم قالوا: لا، قال: فأربعون قالوا: لا، حتى انتهى إلى عشرة أو خمسة قال: فأتوا لوطا وهو في أرض له يعمل فيها فحسبهم ضيفانا فأقبل حتى أمسى إلى أهله فمشوا معه فالتفت إليهم فقال: ما ترون ما يصنع هؤلاء قالوا: وما يصنعون قال: ما من الناس أحد شر منهم، فمشوا معه حتى قال ذلك ثلاث مرات فانتهى بهم إلى أهله فانطلقت عجوز السوء امرأته فأتت قومه فقالت: لقد تضيف لوط الليلة قوما ما رأيت قط أحسن ولا أطيب ريحا منهم فأقبلوا إليه يهرعون فدافعوه بالباب حتى كادوا يغلبون عليه، فقال ملك بجناحه فسفقه دونهم وعلا وعلوا معه فجعل يقول {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله} إلى قوله {أو آوي إلى ركن شديد} فقالوا {إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} فذلك حين علم أنهم رسل الله وقال ملك بجناحه فما عشى تلك الليلة أحد بجناحه إلا عمي فباتوا بشر ليلة عميا ينتظرون العذاب فاستأذن جبريل عليه السلام في هلاكهم فأذن له فاحتمل الأرض التي كانوا عليها وأهوى بها حتى سمع أهل سماء الدنيا صغاء كلابهم وأوقد تحتهم نارا ثم قلبها بهم فسمعت امرأة لوط الوجبة وهي معهم فالتفت فأصابها العذاب وتبعت سفارهم الحجارة). [الدر المنثور: 8/114-116]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني حماد بن زيدٍ عن عاصم بن بهدلة عن زرّ بن حبيشٍ عن [عبد اللّه بن] مسعودٍ في قول اللّه: {إنّ إبراهيم لحليمٌ أواهٌ منيبٌ}، قال: الأوّاه الدّعّاء.
وحدّثني سفيان بن عيينة مثله). [الجامع في علوم القرآن: 2/99-100]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيبٍ أنّ ابن مسعودٍ كان يقول: إنّ الأوّاه عند اللّه الرّحيم.
قال يزيد: يقال إنّ الأوّاه الّذي إذا ذكر خطيئته توجّع منها، ثمّ استغفر ربه). [الجامع في علوم القرآن: 2/139-140] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار أن عبيد بن عمير كان إذا ذكر النار قال أوه أوه وذلك في قوله أوه منيب). [تفسير عبد الرزاق: 1/309]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال أبو ميسرة: " الأوّاه: الرّحيم بالحبشيّة "). [صحيح البخاري: 6/72]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال أبو ميسرة الأواه الرّحيم بالحبشية تقدم في ترجمة إبراهيم من أحاديث الأنبياء وسقط هنا من رواية أبي ذر). [فتح الباري: 8/349]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال أبو ميسرة الأواه الرّحيم بالحبشية وقال ابن عبّاس بادي الرّأي ما ظهر لنا وقال مجاهد الجودي جبل بالجزيرة وقال الحسن إنّك لأنت الحليم الرشيد يستهزؤون به وقال ابن عبّاس اقلعي امسكي
أما قول أبي ميسرة فتقدم في أحاديث الأنبياء وكذا قول ابن عبّاس ومجاهد والحسن وكذا قول ابن عبّاس أقلعي أمسكي). [تغليق التعليق: 4/225]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال أبو ميسرةً الأوّاه الرّحيم بالحبشيّة
لم يقع هذا هنا في رواية أبي ذر وقد تقدم في ترجمة إبراهيم، عليه السّلام، في أحاديث الأنبياء، عليهم السّلام، وأبو ميسرة ضد الميمنة واسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني التّابعيّ الكوفي، روى عنه مثل الشّعبيّ وأبو إسحاق السبيعي، وأشار بقوله الأواه إلى قوله: {إن إبراهيم لحليم أواه منيب} (هود: 75) ). [عمدة القاري: 18/288]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال أبو ميسرة) ضد الميمنة عمرو بن شرحبيل الهمداني التابعي في قوله عز وجل {إن إبراهيم لأوّاه} (الأوّاه: الرحيم بالحبشية) بالتحتية المشددة والذي في اليونينية بإسقاطها وهذا ذكره المؤلّف في ترجمة إبراهيم من أحاديث الأنبياء). [إرشاد الساري: 7/167]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {منيبٌ}
- أخبرنا عبد الحميد بن محمّدٍ، حدّثنا مخلدٌ، حدّثنا مالك بن مغولٍ، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: لقيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأدخله المسجد ورجلٌ يقرأ، وآخر يدعو، قال: ثمّ خرج اللّيلة المقبلة فلقيته فأخذ بيدي، وقد أضاء المسجد، فسمعنا صوتًا فقلت: يا رسول الله، أتراه مرائيًا؟ قال: «لا، بل مؤمنٌ منيبٌ، بل مؤمنٌ منيبٌ»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/129]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ إبراهيم لبطيء الغضب متذلّلٌ لربّه خاشعٌ له، منقادٌ لأمره، منيبٌ رجّاعٌ إلى طاعته.
- كما حدّثني الحرث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: {أوّاهٌ منيبٌ} قال: القانت: الرّجّاع.
- وقد بيّنّا معنى الأوّاه فيما مضى باختلاف المختلفين، والشّواهد على الصّحيح منه عندنا من القول بما أغنى عن إعادته). [جامع البيان: 12/493]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ (75)
قوله تعالى: إنّ إبراهيم لحليمٌ
- ذكره محمّد بن يحيى بن عمر الواسطيّ حدّثني محمّد بن الحسين، ثنا يحيى بن إسحاق، ثنا جعفر بن سليمان، عن عمر بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن بن عبّاسٍ في قوله: إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ قال: كان من حلمه أنّه كان إذا أذاه الرّجل من قومه قال له: هداك اللّه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا سعيد بن عبد اللّه الطّلاس، ثنا عبد الوهّاب، عن رجلٍ سمّاه، عن الحسن في قوله: إنّ إبراهيم لحليمٌ قال: الحليم: الرّحيم.
قوله تعالى: أواه منيب
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: أواه قال: فقيهٌ موقنٌ.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا شعيب بن سلمة الأنصاريّ، ثنا إبراهيم بن عيينة، ثنا زكريّا، عن الشّعبيّ قال: الأوّاه المسبّح.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي زيادٍ، ثنا سيّارٌ، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجونيّ، عن عبد اللّه بن رباحٍ، عن كعبٍ في قوله: إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ قال كان إذا ذكر النّار قال: أوّه من عذاب اللّه أوّه
وقد تقدّم القول.
قوله تعالى: منيبٌ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: منيبٌ قال: المنيب: المقبل إلى طاعة اللّه.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ حدّثني عقبة بن خالدٍ، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ وعكرمة، قالا: المنيب: المخبت.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة قال: اللّه يثني عليه إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ والمنيب: التّائب). [تفسير القرآن العظيم: 6/2058-2059]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيمٍ الشّيبانيّ، بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، ثنا الفضل بن دكينٍ، ثنا محمّد بن مسلمٍ الطّائفيّ، ثنا عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما، قال: رأى ناسٌ نارًا في المقبرة، فأتوها فإذا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في القبر، وإذا هو يقول: «ناولوني صاحبكم، وإذا هو الرّجل الأوّاه الّذي يرفع صوته بالذّكر» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 75 - 76.
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الحلم يجمع لصاحبه شرف الدنيا والآخرة ألم تسمع الله وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بالحلم فقال {إن إبراهيم لحليم أواه منيب}). [الدر المنثور: 8/105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ضمرة رضي الله عنه قال: الحلم أرفع من العقل لأن الله عز وجل تسمى به). [الدر المنثور: 8/105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال: الأواه الرحيم والحليم الشيخ). [الدر المنثور: 8/105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن رضي الله عنه في قوله {إن إبراهيم لحليم أواه منيب} قال: كان إذا قال: قال الله وإذا عمل عمل لله وإذا نوى نوى لله). [الدر المنثور: 8/106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المنيب المقبل إلى طاعة الله). [الدر المنثور: 8/106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال: المنيب إلى الله المطيع لله الذي أناب إلى طاعة الله وأمره ورجع إلى الأمور التي كان عليها قبل ذلك). [الدر المنثور: 8/106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: المنيب المخلص في عمله لله عز وجل). [الدر المنثور: 8/106]

تفسير قوله تعالى: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قول رسله لإبراهيم: {يا إبراهيم أعرض عن هذا} وذلك قيلهم له حين جادلهم في قوم لوطٍ، فقالوا: دع عنك الجدال في أمرهم والخصومة فيه {إنّه قد جاء أمر ربّك}: بعذابهم، وحقّ عليهم كلمة العذاب، ومضى فيهم بهلاكهم القضاء، {وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ}، يقول: وإنّ قوم لوطٍ نازلٌ بهم عذابٌ من اللّه غير مدفوعٍ. وقد مضى ذكر الرّواية بما ذكرنا فيه عمّن ذكر ذلك عنه). [جامع البيان: 12/493-494]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ (76)
قوله تعالى: يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك الآية.
- حدّثنا أبي، ثنا الحسن بن عمر بن شقيقٍ، ثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجونيّ، عن عبد اللّه بن رباحٍ، عن كعبٍ قال: فكلّمهم إبراهيم في أمر قوم لوطٍ إن كان فيهم قالوا يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربك). [تفسير القرآن العظيم: 6/2059]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 70 - 73
أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن كعب رضي الله عنه قال: بلغنا أن إبراهيم عليه السلام كان يشرف على سدوم فيقول: ويلك يا سدوم يوم مالك ثم قال {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ} نضيج وهو يحسبهم أضيافا {فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} قال: ولد الولد {قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب} فقال لها جبريل {أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد} وكلمهم إبراهيم في أمر قوم لوط إذ كان فيهم إبراهيم قالوا: (يا إبراهيم أعرض عن هذا) (سورة هود الآية 76) إلى قوله (ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم) (سورة هود الآية 77) قال: ساءه مكانهم لما رأى منه من الجمال {وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب} قال: يوم سوء من قومي فذهب بهم إلى منزله فذهبت امرأته لقومه (فجاءه قومه يهزعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال: يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) (سورة هود الآية 78) تزوجوهن (أليس منكم رجل رشيد قالوا: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد) (سورة هود الآية 79) وجعل الأضياف في بيته وقعد على باب البيت (قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) (سورة هود الآية 80) قال: إلى عشيرة تمنع فبلغني أنه لم يبعث بعد لوط عليه السلام رسول إلا في عز من قومه فلما رأت الرسل ما قد لقي لوط في سيئتهم {قالوا يا لوط إنا رسل ربك} إنا ملائكة {لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} إلى قوله (أليس الصبح بقريب) (سورة هود الآية 81)، فخرج عليهم جبريل عليه السلام فضرب وجوههم بجناحه ضربة فطمس أعينهم والطمس ذهاب الأعين ثم احتمل جبريل وجه أرضهم حتى سمع أهل سماء الدنيا نباح كلابهم وأصوات ديوكهم ثم قلبها عليهم {وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل} قال: على أهل بواديهم وعلى رعاثهم وعلى مسافرهم فلم يبق منهم أحد). [الدر المنثور: 8/90-92] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى هذا يوم عصيب قال شديد). [تفسير عبد الرزاق: 1/309]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({عصيبٌ}: [هود: 77] «شديدٌ»). [صحيح البخاري: 6/72-73]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قال ابن عبّاس عصيب شديد وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ قال في قوله وقال هذا يومٌ عصيبٌ قال شديدٌ وأخرجه الطّبريّ من طرقٍ عن مجاهدٍ وقتادة وغيرهما مثله وقال ومنه قول الرّاجز يومٌ عصيبٌ يعصب الأبطالا ويقولون عصب يومنا يعصب عصبًا أي اشتدّ). [فتح الباري: 8/348-349]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
قال ابن عبّاس عصيب شديد لا جرم بلى فار التّنور نبع الماء وقال عكرمة وجه الأرض
قال ابن أبي حاتم ثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد أخبرني محمّد بن شعيب أخبرني عثمان بن عطاء عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله 77 هود عصيب قال شديد
ثنا أبي ثنا أبو صالح عن معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله عصيب قال شديد). [تغليق التعليق: 4/224]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ عصيبٌ شديدٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {وهذا يوم عصيب} (هود: 77) وفسره بقوله: شديد، ووصله ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس، قال: في قوله: {هذا يوم عصيب} شديد القائل بهذا لوط، عليه السّلام، حين جاءته الملائكة في صورة غلمان جرد بهم منزله وحسب أنهم أناس، فخاف عليهم من قومه ولم يعلم بذلك أحد فخرجت امرأته فأخبرت بهم قومها. فقال: {هذا يوم عصيب} أي: شديد عليّ وقصته مشهورة). [عمدة القاري: 18/287]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما فيما وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه في قوله تعالى حكاية عن لوط عليه الصلاة والسلام حين جاءته الملائكة في صورة غلمان وظن أنهم أناس فخاف عليهم أن يقصدهم قومه فيعجز عن مدافعتهم هذا يوم ({عصيب}) أي (شديد) ). [إرشاد الساري: 7/167]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({عصيب}) أي (شديد) ولأبي ذر وقال ابن عباس عصيب شديد). [إرشاد الساري: 7/167]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثنا الحميديّ، حدّثنا سفيان، حدّثنا عمرٌو، قال: قرأ ابن عبّاسٍ: {ألا إنّهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه، ألا حين يستغشون ثيابهم} [هود: 5]- وقال غيره: عن ابن عبّاسٍ - {يستغشون} [هود: 5] : «يغطّون رءوسهم» {سيء بهم} [هود: 77] : «ساء ظنّه بقومه» ، {وضاق بهم} [هود: 77] : «بأضيافه» . {بقطعٍ من اللّيل} [هود: 81] : «بسوادٍ» وقال مجاهدٌ: {إليه أنيب} [هود: 88] : «أرجع»). [صحيح البخاري: 6/73] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سيء بهم ساء ظنّه بقومه وضاق بهم بأضيافه هو تفسير بن عبّاسٍ وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه في هذه الآية ولمّا جاءت رسلنا لوطا ساء ظنًّا بقومه وضاق ذرعًا بأضيافه ويلزم منه اختلاف الضّميرين وأكثر المفسّرين على اتّحادهما وصله بن أبي حاتمٍ من طريق الضّحّاك قال ساءه مكانهم لما رأى بهم من الجمال). [فتح الباري: 8/350]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وبه في قوله 77 هود {سيء بهم} يقول ساء ظنا بقومه). [تغليق التعليق: 4/226]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وبه قوله 77 هود {وضاق بهم ذرعا} يقول ضاق ذرعا بأضيافه). [تغليق التعليق: 4/226]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (سيء بهم ساء ظنّه بقومه وضاق بهم بأضيافه) أشار به إلى قوله تعالى ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا والّذي فسره البخاريّ مرويّ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس أخرجه الطّبريّ والضّمير في بهم يرجع إلى قوم لوط وفي الّذي ضاق بهم يرجع إلى الأضياف وهم الملائكة الّذين أتوا لوطا في صورة غلمان جرد فلمّا نظر إلى حسن وجوههم وطيب روائحهم أشفق عليهم من قومه وضاق صدره وعظم المكروه عليه قوله " وضاق بهم ذرعا " قال الزّجاج يقال ضاق زيد بأمره ذرعا إذا لم يجد من المكروه الّذي أصابه مخلصا). [عمدة القاري: 18/290]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله في قصة لوط: ({سيء بهم}) أي (ساء ظنه بقومه {وضاق بهم}) [هود: 77].
أي (بأضيافه) فالضمير الأول للقوم والثاني للأضياف فاختلف الضميران وأكثرون على اتحادهما كما مرّ قريبًا). [إرشاد الساري: 7/169]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولمّا جاءت رسلنا لوطًا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا وقال هذا يومٌ عصيبٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولمّا جاءت ملائكتنا لوطًا، ساءه مجيئهم. وهو فعلٌ من السّوء، وضاق بهم بمجيئهم ذرعًا يقول: وضاقت نفسه غمًّا بمجيئهم، وذلك أنّه لم يكن يعلم أنّهم رسل اللّه في حال ما ساءه مجيئهم، وعلم من قومه ما هم عليه من إتيانهم الفاحشة، وخاف عليهم، فضاق من أجل ذلك بمجيئهم ذرعًا، وعلم أنّه سيحتاج إلى المدافعة عن أضيافه، ولذلك قال: {هذا يومٌ عصيبٌ}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولمّا جاءت رسلنا لوطًا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا} يقول: ساء ظنًّا بقومه وضاق ذرعًا بأضيافه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن حذيفة، أنّه قال: لمّا جاءت الرّسل لوطًا أتوه وهو في أرضٍ له يعمل فيها، وقد قيل لهم واللّه أعلم: لا تهلكوهم حتّى يشهد لوطٌ قال: فأتوه فقالوا: إنّا متضيّفوك اللّيلة فانطلق بهم، فلمّا مضى ساعةً التفت، فقال: أما تعلمون ما يعمل أهل هذه القرية؟ واللّه ما أعلم على ظهر الأرض أناسًا أخبث منهم قال: فمضى معهم، ثمّ قال الثّانية مثل ما قال، فانطلق بهم، فلمّا بصرت بهم عجوز السّوء امرأته، انطلقت فأنذرتهم.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: قال حذيفة، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم بن بشيرٍ، قال: حدّثنا عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قال: أتت الملائكة لوطًا وهو في مزرعةٍ له، وقال اللّه للملائكة: إن شهد لوطٌ عليهم أربع شهاداتٍ، فقد أذنت لكم في هلكتهم، فقالوا: يا لوط إنّا نريد أن نضيّفك اللّيلة، فقال: وما بلغكم من أمرهم؟ قالوا: وما أمرهم؟ قال: أشهد باللّه إنّها لشرّ قريةٍ في الأرض عملاً يقول ذلك أربع مرّاتٍ. فشهد عليهم لوطٌ أربع شهاداتٍ، فدخلوا معه منزله.
- حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوطٍ، فأتوها نصف النّهار، فلمّا بلغوا نهر سدومٍ لقوا ابنة لوطٍ تستقي من الماء لأهلها، وكانت له ابنتان، اسم الكبرى ريثا، والصّغرى زغرتا، فقالوا لها: يا جارية، هل من منزلٍ؟ قالت: نعم، فمكانكم لا تدخلوا حتّى آتيكم فرقت عليهم من قومها، فأتت أباها فقالت: يا أبتاه أرادك فتيان على باب المدينة، ما رأيت وجه قومٍ أحسن منهم، لا يأخذهم قومك فيفضحوهم وقد كان قومه نهوه أن يضيّف رجلاً، فقالوا: خلّ عنّا فلنضف الرّجال فجاء بهم، فلم يعلم أحدٌ إلاّ أهل بيت لوطٍ، فخرجت امرأته فأخبرت قومها، قالت: إنّ في بيت لوطٍ رجالاً ما رأيت مثل وجوههم قطّ فجاءه قومه يهرعون إليه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: خرجت الرّسل فيما يزعم أهل التّوراة من عند إبراهيم إلى لوطٍ بالمؤتفكة، فلمّا جاءت الرّسل لوطًا {سيء بهم وضاق بهم ذرعًا} وذلك من تخوّف قومه عليهم أن يفضحوه في ضيفه، فقال: {هذا يومٌ عصيبٌ}.
وأمّا قوله: {وقال هذا يومٌ عصيبٌ} فإنّه يقول: وقال لوطٌ: هذا اليوم يومٌ شديدٌ شرّه، عظيمٌ بلاؤه.
يقال منه: عصب يومنا هذا يعصب عصبًا، ومنه قول عديّ بن زيدٍ:
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد = وقد سلكوك في يومٍ عصيب
وقول الرّاجز:
يومٌ عصيبٌ يعصب الأبطالا = عصب القويّ السّلم الطّوالا
وقول الآخر:
وإنّك إلاّ ترض بكر بن وائلٍ = يكن لك يومٌ بالعراق عصيب
وقال كعب بن جعيلٍ:
ويلبّون بالحضيض قيامٌ = عارفاتٌ منه بيومٍ عصيب
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عصيبٌ: شديدٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: {هذا يومٌ عصيبٌ} يقول شديدٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: {هذا يومٌ عصيبٌ} أي يوم بلاءٍ وشدّةٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {يومٌ عصيبٌ} شديدٌ.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وقال هذا يومٌ عصيبٌ} أي يومٍ شديدٍ). [جامع البيان: 12/494-499]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولمّا جاءت رسلنا لوطًا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا وقال هذا يومٌ عصيبٌ (77)
قوله تعالى: ولمّا جاءت رسلنا لوطًا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، ثنا حمّادٌ، عن عطاء بن السّائب، عن عبد الرّحمن بن بشرٍ الأنصاريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال إنّ النّاس كانوا قد أنذروا قوم لوطٍ فجاءتهم الملائكة عشيّةً فمرّوا بناديهم فقال قوم لوطٍ بعضهم لبعضٍ: لا تنفّروهم ولم يروا قومًا قطّ أحسن من الملائكة فلمّا دخلوا على لوطٍ حاز قوم لوطٍ نحو السّماطين فخرج إليهم لوطٌ فراوده، عن ضيفه فلم يزل بهم حتّى عرض عليهم بناته فأبوا فدخلوا بيته فقالت الملائكة: إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك قال: رسل ربّي قالوا: نعم قال: لوطٌ فالآن إذًا.
- حدّثنا أبي، ثنا سعيد بن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلالٍ العدويّ، عن جندبٍ قال: قال حذيفة لمّا أرسلت الرّسل إلى قوم لوطٍ ليهلكوهم قيل لهم لا تهلكوا قوم لوطٍ حتّى يشهد عليهم لوطٌ ثلاث مرّاتٍ قال: فأتوا لوطًا في أرضٍ وهو يعمل فيها فحسبهم ضيفانٌ فأقبل حين أمس إلى أهله فمشوا معه فالتفت إليهم فقال: ما ترون ما يصنع هؤلاء قالوا: وما يصنعون قال: ما أمن النّاس أحدٌ شرٌّ منهم فمشوا معه حتّى قال لوطٌ مثل ذلك ثلاث مرّاتٍ فانتهى بهم إلى أهله فانطلقت العجوز عجوز السّوء امرأته فأتت قومه فقالت: لقد تضيّف لوطٌ اللّيلة قومًا ما رأيت قطّ أحسن ولا أطيب ريحًا منهم.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوطٍ فأتوها نصف النّهار فلمّا بلغوا نهر سدومٍ لقوا بنت لوطٍ تستقي من الماء لأهلها وكان له ابنتان اسم الكبرى ربًا والصّغرى زغرنا فقال لها: يا جارية هل من منزلٍ؟ فقالت: نعم مكانكم لا تدخلوا حتّى آتيكم فرقت عليهم قومها فأتت أباها فقالت يا أبتاه أرادوك فتيانٌ على باب المدينة ما رأيت وجوه قومٍ في أحسن منهم لا يأخذهم قومك فيفضحونهم وقد كان قومه نهوه أن يضيف رجلا وقالوا أحل عنّا فلنضيف الرّجال فجاءوا بهم فلم يعلم أحدٌ إلا أهل بيت لوطٍ وخرجت امرأته فأخبرت قومها فقالت إنّ في بيت لوطٍ رجالا ما رأيت مثلهم قطّ ف جاءه قومه يهرعون إليه... قالوا: أولم ننهك أن تضيف الرّجال.
قوله تعالى: سيء بهم
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: سيء بهم يقول ساء ظنًّا بقومه.
- حدّثنا أبي، ثنا الحسن بن عمرو بن شقيق الحزمي، ثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجونيّ، عن عبد اللّه بن رباحٍ، عن كعبٍ سيء بهم وضاق بهم ذرعًا: ساء مكانهم لما رأى منهم من الحال.
قوله تعالى: وضاق بهم ذرعًا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وضاق بهم ذرعًا يقول: ضاق ذرعًا بأضيافه.
قوله تعالى: وقال هذا يومٌ عصيبٌ
- وبه عن ابن عبّاسٍ قوله: وقال هذا يومٌ عصيبٌ يقول: يومٌ شديدٌ.
وروي، عن السّدّيّ وقتادة مثل ذلك.
- حدّثنا أبي، ثنا الحسن بن عمرو بن شقيقٍ، ثنا جعفرٌ وقال هذا يومٌ عصيب قال: يوم سيء من قومي.
- حدّثنا الحسن، عن زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ وقال هذا يومٌ عصيبٌ قال: يعصب شرّه). [تفسير القرآن العظيم: 6/2060-2061]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل، ثنا السّريّ بن خزيمة، ثنا سعيد بن سليمان الواسطيّ، ثنا خالد بن عبد اللّه الواسطيّ، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: لمّا جاءت رسل اللّه لوطًا ظنّ أنّهم ضيفانٌ لقوه فأدناهم حتّى أقعدهم قريبًا، وجاء ببناته وهنّ ثلاثٌ، فأقعدهنّ بين ضيفانه وبين قومه، فجاء قومه يهرعون إليه، فلمّا رآهم قال: " {هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم فاتّقوا اللّه ولا تخزون في ضيفي} [هود: 78] قالوا {ما لنا في بناتك من حقٍّ وإنّك لتعلم ما نريد} [هود: 79] {قال لو أنّ لي بكم قوّةً أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ} [هود: 80] فالتفت إليه جبريل عليه السّلام فقال {إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك} [هود: 81] قال: فطمس أعينهم فرجعوا وراءهم يركب بعضهم بعضًا حتّى خرجوا إلى الّذين بالباب فقالوا: جئناكم من عند أسحر النّاس، قد طمس أبصارنا، فانطلقوا يركب بعضهم بعضًا، حتّى دخلوا القرية فرفعت في بعض اللّيل، حتّى كانت بين السّماء والأرض، حتّى إنّهم ليسمعون أصوات الطّير في جوّ السّماء، ثمّ قلبت فخرجت الإفكة عليهم، فمن أدركته الإفكة، قتلته ومن خرج أتبعته، حيث كان حجرًا فقتلته، قال: فارتحل ببناته وهنّ ثلاثٌ حتّى إذا بلغ مكان كذا وكذا من الشّام، فماتت ابنته الكبرى، فخرجت عندها عينٌ، يقال لها الوريّة، ثمّ انطلق حيث شاء اللّه أن يبلغ فماتت الصّغرى، فخرجت عندها عينٌ، يقال لها الرّعونة، فما بقي منهنّ إلّا الوسطى «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه» ولعلّ متوهّمًا يتوهّم أنّ هذا وأمثاله في الموقوفات وليس كذلك فإنّ الصّحابيّ إذا فسّر التّلاوة فهو مسندٌ عند الشّيخين "). [المستدرك: 2/374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 70 - 73
أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن كعب رضي الله عنه قال: بلغنا أن إبراهيم عليه السلام كان يشرف على سدوم فيقول: ويلك يا سدوم يوم مالك ثم قال {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ} نضيج وهو يحسبهم أضيافا {فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} قال: ولد الولد {قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب} فقال لها جبريل {أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد} وكلمهم إبراهيم في أمر قوم لوط إذ كان فيهم إبراهيم قالوا: (يا إبراهيم أعرض عن هذا) (سورة هود الآية 76) إلى قوله (ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم) (سورة هود الآية 77) قال: ساءه مكانهم لما رأى منه من الجمال {وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب} قال: يوم سوء من قومي فذهب بهم إلى منزله فذهبت امرأته لقومه (فجاءه قومه يهزعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال: يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) (سورة هود الآية 78) تزوجوهن (أليس منكم رجل رشيد قالوا: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد) (سورة هود الآية 79) وجعل الأضياف في بيته وقعد على باب البيت (قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) (سورة هود الآية 80) قال: إلى عشيرة تمنع فبلغني أنه لم يبعث بعد لوط عليه السلام رسول إلا في عز من قومه فلما رأت الرسل ما قد لقي لوط في سيئتهم {قالوا يا لوط إنا رسل ربك} إنا ملائكة {لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} إلى قوله (أليس الصبح بقريب) (سورة هود الآية 81)، فخرج عليهم جبريل عليه السلام فضرب وجوههم بجناحه ضربة فطمس أعينهم والطمس ذهاب الأعين ثم احتمل جبريل وجه أرضهم حتى سمع أهل سماء الدنيا نباح كلابهم وأصوات ديوكهم ثم قلبها عليهم {وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل} قال: على أهل بواديهم وعلى رعاثهم وعلى مسافرهم فلم يبق منهم أحد). [الدر المنثور: 8/90-92] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 77.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا} قال: ساء ظنا بقومه وضاق ذرعا بأضيافه وقال {هذا يوم عصيب} يقول: شديد). [الدر المنثور: 8/106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في الآية قال: ساء ظنا بقومه يتخوفهم على أضيافه وضاق ذرعا بأضيافه مخافة عليهم). [الدر المنثور: 8/106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {يوم عصيب} قال: يوم شديد، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول:
هم ضربوا قوانس خيل حجر * بجنب الردء في يوم عصيب
وقال عدي بن زيد:
فكنت لو أني خصمك لم أعود * وقد سلكوك في يوم عصيب). [الدر المنثور: 8/107]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:37 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ...}
ولم يقل: جادلنا. ومثله في الكلام لا يأتي إلاّ بفعل ماض كقولك. فلمّا أتاني أتيته. وقد يجوز فلمّا أتاني أثب عليه كأنه قال: أقبلت أثب عليه. وجداله إيّاهم أنه حين ذهب عنه الخوف قال: ما خطبكم أيّها المرسلون، فلمّا أخبروه أنهم يريدون قوم لوط قال: أتهلكون قوماً فيهم لوط قالوا: نحن أعلم بمن فيها). [معاني القرآن: 2/23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {عن إبراهيم الروع} أي الذّعر والفزع). [مجاز القرآن: 1/293]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ}
وقال: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع} وهو الفزع. ويقال "أفرخ روعك" و"ألقي في روعي" أي: في خلدي. [فـ] "الروع" القلب والعقل. و"الرّوع": الفزع). [معاني القرآن: 2/44]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {يجادلنا في قوم لوط} فكان ابن عباس يعني المعنى: يكلمنا؛ وهذا حسن لأن إبراهيم لا يجادل ربه، إنما يطلب إليه ويسأله). [معاني القرآن لقطرب: 691]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الروع}: الفزع). [غريب القرآن وتفسيره: 176]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط}
الرّوع: الفزغ. يعني ارتياعه لمّا نكرهم حين لم يأكلوا من العجل.
والرّوع - بضم الراء - النفس.
يقال وقر ذلك في روعي، أي في نفسي ومن خلدي.
{وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط}.
يجادلنا حكاية حال قد مضت لأن " لمّا " جعلت في الكلام، لما قد وقع لوقوع غيره. تقول: لما جاء زيد جاء عمرو.
ويجوز لمّا جاء زيد يتكلم وعمرو، على ضربين:
أحدهما أن إن لما كانت شرطا للمستقبل وقع الماضي فيها في معنى المستقبل، نحو إن جاء زيد جئت.
والوجه الثاني - وهو الذي أختاره – أن يكون حالا لحكاية قد مضت.
المعنى فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى أخذ يجادلنا في قوم لوط، وأقبل يجادلنا. ولم يذكر في الكلام أخذ وأقبل، لأن في كل كلام يخاطب به المخاطب معنى أخذ وأقبل إذا أردت حكاية الحال، لأنك إذا قلت: قام زيد، دللت على فعل ماض.
وإذا قلت أخذ زيد يقول دللت على حال ممتدة من أجلها ذكرت أخذ وأقبل. وكذلك جعل زيد يقول كذا وكذا، وكرب يقول كذا وكذا وقد ذكرنا (الأوّاه) في غير هذا الموضع، وهو المبتهل إلى اللّه المتخشع في ابتهاله، الرحيم الذي يكثر من التأوه خوفا وإشفاقا من الذنوب.
ويروى أن مجادلته في قوم لوط أنه قال للملائكة وقد أعلموه أنهم مهلكوهم، فقال أرأيتم إن كان فيها خمسون من المؤمنين أتهلكونهم معهم إلى أن بلغ خمسة،
فقالوا لا، فقال اللّه - عزّ وجلّ -: {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}.
ويروى أنهم كانوا جمعا كثيرا، أكثر ما روي فيهم أنهم كانوا أربعة آلاف). [معاني القرآن: 3/66-64]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما ذهب عن إبراهيم الروع}
قال قتادة أي الفزع
وقوله جل وعز: {وجاءته البشرى}
قال قتادة بشروه بأنهم إنما أتوا بالعذاب إلى قوم لوط وأنه لا يخاف
قال معمر وقال غير قتادة بشروه بإسحاق
وروى حميد بن هلال عن جندب عن حذيفة قال المجادلة ههنا أنه قال لهم أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم قالوا لا قال فإن كان فيهم أربعون قالوا لا قال فإن كان فيهم ثلاثون قالوا لا قال فإن كان فيهم عشرون قالوا لا قال فإن كان فيهم عشرة أو خمسة شك حميد قالوا لا قال قتادة نحوا منه قال فقال يعني إبراهيم قوم ليس فيهم عشر من المسلمين لا خير فيهم قال عبد الرحمن بن سمرة كانوا أربعمائة ألف). [معاني القرآن: 3/366-365]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الرَّوْعُ}: الفزع). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أوّاهٌ...}
دعّاء ويقال: هو الذي يتأوّه من الذنوب. فإذا كانت من يتأوّه من الذنوب فهي من أوّه له وهي لغة في بني عامر أنشدني أبو الجراح:
فأوّه من الذكرى إذا ما ذكرتها = ومن بعد أرض بيننا وسماء
أوّه على فعّل يقول في يفعل: يتأوّه. ويجوز في الكلام لمن قال: أوّه مقصوراً أن يقول في يتفعّل يتأوّى ولا يقولها بالهاء). [معاني القرآن: 2/24-23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {منيب} أي راجع تائب). [مجاز القرآن: 1/293]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {أواه منيب} فقد أخبرنا عن الأواه في سورة براءة؛ فأما المنيب فيقال: أناب ينيب إنابة: إذا أقبل.
وقال حسان:
[معاني القرآن لقطرب: 691]
وفجعنا فيروز لا در دره = بأبيض يتلو المحكمات منيب
وقال المسيب بن علس:
معاظ إذا ما الخريف اعترى = يرشونه فينيب اجتبارا
[محمد بن صالح]:
اجتبر: استغنى.
وأنشد:
من عال مني بعدها فلا اجتبر
ولا سقى الماء ولا رعى الشجر
بنو لجيم وجعاسيس مضر
والجعسوس: الدني.
وقال الأعشى:
فتنيب أحيانا فتدنو = ثم تدركه الغراره
وهو الإقبال على الشيء). [معاني القرآن لقطرب: 692]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أواه}: قالوا الرحيم وقالوا الدعاء وقالوا الموقن وقالوا المتأوه من الخوف.
{منيب}: راجع). [غريب القرآن وتفسيره: 176]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {منيب}: تائب، يقال أناب وتاب - عندي - واحد). [ياقوتة الصراط: 268]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الأَوَّاهٌ}: المتأوه
{منيب}: راجع). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذاب غير مردود}
المعنى جادلنا فقلنا يا إبراهيم أعرض عن هذا.
ويروى أن إبراهيم لمّا جاءته الملائكة كان يعمل في أرض له وكلما عمل دبرة من الدّبار وهي التي تسمى المشارات غرّز بالته وصلّى، فقالت الملائكة حقيق على اللّه أن يتّخذ إبراهيم خليلا). [معاني القرآن: 3/66]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): {سيء بهم} وهو فعل بهم السوء.
{هذا يومٌ عصيبٌ} أي شديد، يعصب الناس بالشر، وقال عدي بن زيد:
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد= وقد سلكوك في يومٍ عصيب
وقال:
يومٌ عصيبٌ يعصب الأبطالا= عصب القويّ السّلّم الطّوالا
وقال:
وإنك إلا ترض بكر بن وائلٍ= يكن لك يومٌ بالعراق عصيب).
[مجاز القرآن: 1/294-293]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أهل المدينة {سيء بهم} بالضم، فيمن قال: قيل، وبيع، وسيئت"؛ وقد يكسر ما كان من هذا الجنس نحو: قيل وبيع). [معاني القرآن لقطرب: 675]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {سيء بهم وضاق بهم ذرعا} أي ساءه مكانهم، ولم يذكر فاعلاً؛ ومثل ذلك {سيئت وجوه الذين كفروا} ومن ترك الهمز قال: "سي بهم" و"سيت بهم وجوه"، وقد "جي بهم" وذلك محكي عنهم؛ تلقى الهمزة ويرمي بحركتها على ما قبلها.
فأما قوله {هذا يوم عصيب} فالعصيب: الشديد في اللغة، وإنما ذلك من عصب القوم أمر يعصبهم عصبًا: إذا ضمهم واشتد عليهم.
وقال ابن أحمر:
يا قوم ما قومي على نأيهم = إذ عصب الناس شمال وقر
وقال عدي بن زيد:
[معاني القرآن لقطرب: 692]
وكنت لزاز خصمك لم أعرد = وقد سلكوك في يوم عصيب
وقال كعب بن جعيل التغلبي:
وثلاثون بالحضيض فئام = عارفات منه بيوم عصيب). [معاني القرآن لقطرب: 693]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سيء بهم}: من السوء.
{عصيب}: شديد يقال عصب يومنا عصابة). [غريب القرآن وتفسيره: 177-176]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقال هذا يومٌ عصيبٌ} أي شديد. يقال: يوم عصيب وعصبصب). [تفسير غريب القرآن: 206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولمّا جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب}
معناه ساءه مجيئهم، لأنهم استضافوه فخاف عليهم قومه، فلما مشى معهم قليلا قال لهنّ: إن أهل هذه القرية شرّ خلق الله وكان قد عهد إلى الرسل ألّا يهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث مرات، ثم جاز عليهم بعد ذلك قليلا، وردّ عليهم القول ثم فعل ذلك ثالثة ومضوا معه.
{سيء بهم} أصله سوئ بهم، من السّوء إلا أن الواو أسكنت وثقلت كسرتها إلى السّين، ومن خفّف الهمزة قال: سيء بهم (وضاق بهم ذرعا).
يقال ضاق زيد بأمره ذرعا إذا لم يجد من المكروه في ذلك الأمر مخلصا.
{وقال هذا يوم عصيب} أي شديد، فلما أضافهم مضت امرأته - عجوز السوء - فقالت لقومه إنه استضاف لوطا قوم، لم أر أحسن وجوها منهم ولا أطيب رائحة، ولا أنظف ثيابا). [معاني القرآن: 3/67-66]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم} أي ساءه مجيئهم لما يعرف من قومه
وروي أنهم أتوه واستضافوه فقام معهم وكانوا قد أمروا أن لا يهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث شهادات فقال لهم إن قومي شر خلق الله ثلاث مرات
ثم قال جل وعز: {وضاق بهم ذرعا}
قال أبو العباس يقال ضقت بالأمر ذرعا إذا لم تجد في قدرتك القيام به وهو مأخوذ من الذراع لأن فيها القوة
ثم قال جل وعز: {وقال هذا يوم عصيب}
قال مجاهد أي شديد وذلك يعرف في اللغة، يقال: عصيب وعصبصب للشديد المنكر). [معاني القرآن: 3/367-366]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {عَصِيبٌ} أي: شديد). [ياقوتة الصراط: 268]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَصِيبٌ} أي شديد، ومثله عصبصب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 107]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سِيءَ بِهِمْ}: من السوء
{عَصِيبٌ}: شديد). [العمدة في غريب القرآن: 156]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:39 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)).
...
...
وقوله: ((روعي))، معناه كقولك: في خلدي وفي نفسي ونحو ذلك، فهذا بضم الراء. وأما الرَّوْع بالفتح فالفزع وليس هو من هذا في شيء). [غريب الحديث: 3/283-288]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:

فيه روائع من إنس ومن جان
الواحدة رائعة، يقال: راعني يروعني روعًا، أي أفزعني، قال الله تعالى ذكره: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ}. ويكون الرائع الجميل، يقال: جمال رائع، يكون ذلك في الرجل والفرس وغيرهما، وأحسب الأصل فيهما واحدًا؛ أنه يفرط حتى يروع، كما قال الله جل ثناؤه: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}، للإفراط في ضيائه. والرائع؛ مهموز، وكذلك كل فعل من الثلاثة مما عينه واو أو ياء، إذا كانت معتلة ساكنة، تقول: قال يقول: وباع يبيع، وخاف يخاف، وهاب يهاب، يعتل اسم الفاعل فيهمز موضع العين، نحو قائل، وبائع، وخائف، وصائب، فإن صحت العين في الفعل، صحت في اسم الفاعل، نحو: عور الرجل فهو عاور، وصيد فهو صائد، والصيد: داء يأخذ في الرأس والعينين والشؤون. وإنما صحت في عور وحول وصيد لأنه منقول من أحوال وأعور. وقد أحكمنا تفسير هذا الكتاب المقتضب). [الكامل: 3/1089-1090]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ):
( تأوه شيخ قاعد وعجوزه = حريبين بالصلعاء ذات الأساود
التأوه: التحزن والتلهف لشيء قد فات). [شرح المفضليات: 130]

تفسير قوله تعالى: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:40 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:40 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:47 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:47 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ (74) إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ (75) يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ (76)
الرّوع: الفزع والخيفة التي تقدم ذكرها، وكان ذهابه بإخبارهم إياه أنهم ملائكة. والبشرى: تحتمل أن يريد الولد، ويحتمل أن يريد البشرى بأن المراد غيره، والأول أبين. وقوله: يجادلنا فعل مستقبل جائز أن يسد مسد الماضي الذي يصلح لجواب «لما»، لا سيما والإشكال مرتفع بمضي زمان الأمر ومعرفة السامعين بذلك، ويحتمل أن يكون التقدير ظل أو أخذ ونحوه يجادلنا، فحذف اختصارا لدلالة ظاهر الكلام عليه، ويحتمل أن يكون قوله، يجادلنا حالا من إبراهيم أو من الضمير في قوله:جاءته، ويكون جواب «لما» في الآية الثانية: «قلنا: يا إبراهيم أعرض عن هذا» واختار هذا أبو علي، و «المجادلة»: المقابلة في القول والحجج، وكأنها أعم من المخاصمة فقد يجادل من لا يخاصم كإبراهيم.
...
وصورة جدال إبراهيم عليه السّلام كانت أن قال إبراهيم: إن كان فيهم مائة مؤمن أتعذبونهم؟ قالوا لا. قال: أفتسعون؟ قالوا لا. قال: أفثمانون؟ فلم يزل كذلك حتى بلغ خمسة ووقف عند ذلك وقد عد في بيت لوط امرأته فوجدهم ستة بها فطمع في نجاتهم ولم يشعر أنها من الكفرة، وكان ذلك من إبراهيم حرصا على إيمان تلك الأمة ونجاتها، وقد كثر اختلاف رواة المفسرين لهذه الأعداد في قول إبراهيم عليه السّلام، والمعنى كله نحو مما ذكرته، وكذلك ذكروا أن قوم لوط كانوا أربعمائة ألف في خمس قرى.
وقالت فرقة: المراد يجادلنا في مؤمني قوم لوط- وهذا ضعيف- وأمره بالإعراض عن المجادلة يقتضي أنها إنما كانت في الكفرة حرصا عليهم، والمعنى: قلنا يا إبراهيم أعرض عن المجادلة في هؤلاء القوم والمراجعة فيهم، فقد نفذ فيهم القضاء، وجاء أمر ربّك الأمر هنا: واحد الأمور بقرينة وصفه بالمجيء، فإن جعلناه مصدر أمر قدرنا حذف مضاف، أي جاء مقتضى أمر ربك ونحو هذا وقوله آتيهم عذابٌ ابتداء وخبر جملة في موضع خبر «إن» وقيل: آتيهم خبر «إن» فهو اسم فاعل معتمد، وعذابٌ فاعل ب آتيهم.
وهذه الآية مقتضية أن الدعاء إنما هو أن يوفق الله الداعي إلى طلب المقدور، فأما الدعاء في طلب غير المقدور فغير مجد ولا نافع).[المحرر الوجيز: 4/ 615-616]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وفي هذه النازلة وصف إبراهيم «بالحلم» قيل: إنه لم يغضب قط لنفسه إلا أن يغضب لله.
و «الحلم»: العقل إلا إذا انضاف إليه أناة واحتمال. وال أوّاهٌ معناه: الخائف الذي يكثر التأوه من خوف الله تعالى ويروى أن إبراهيم عليه السّلام كان يسمع وجيب قلبه من الخشية، قيل: كما تسمع أجنحة النسور وللمفسرين في «الأواه» عبارات كلها ترجع إلى ما ذكرته وتلزمه. وال منيبٌ: الرجاع إلى الله تعالى في كل أمره). [المحرر الوجيز: 4/ 616]

تفسير قوله تعالى: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ (74) إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ (75) يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ (76)
الرّوع: الفزع والخيفة التي تقدم ذكرها، وكان ذهابه بإخبارهم إياه أنهم ملائكة. والبشرى: تحتمل أن يريد الولد، ويحتمل أن يريد البشرى بأن المراد غيره، والأول أبين. وقوله: يجادلنا فعل مستقبل جائز أن يسد مسد الماضي الذي يصلح لجواب «لما»، لا سيما والإشكال مرتفع بمضي زمان الأمر ومعرفة السامعين بذلك، ويحتمل أن يكون التقدير ظل أو أخذ ونحوه يجادلنا، فحذف اختصارا لدلالة ظاهر الكلام عليه، ويحتمل أن يكون قوله، يجادلنا حالا من إبراهيم أو من الضمير في قوله:جاءته، ويكون جواب «لما» في الآية الثانية: «قلنا: يا إبراهيم أعرض عن هذا» واختار هذا أبو علي، و «المجادلة»: المقابلة في القول والحجج، وكأنها أعم من المخاصمة فقد يجادل من لا يخاصم كإبراهيم.
...
وصورة جدال إبراهيم عليه السّلام كانت أن قال إبراهيم: إن كان فيهم مائة مؤمن أتعذبونهم؟ قالوا لا. قال: أفتسعون؟ قالوا لا. قال: أفثمانون؟ فلم يزل كذلك حتى بلغ خمسة ووقف عند ذلك وقد عد في بيت لوط امرأته فوجدهم ستة بها فطمع في نجاتهم ولم يشعر أنها من الكفرة، وكان ذلك من إبراهيم حرصا على إيمان تلك الأمة ونجاتها، وقد كثر اختلاف رواة المفسرين لهذه الأعداد في قول إبراهيم عليه السّلام، والمعنى كله نحو مما ذكرته، وكذلك ذكروا أن قوم لوط كانوا أربعمائة ألف في خمس قرى.
وقالت فرقة: المراد يجادلنا في مؤمني قوم لوط- وهذا ضعيف- وأمره بالإعراض عن المجادلة يقتضي أنها إنما كانت في الكفرة حرصا عليهم، والمعنى: قلنا يا إبراهيم أعرض عن المجادلة في هؤلاء القوم والمراجعة فيهم، فقد نفذ فيهم القضاء، وجاء أمر ربّك الأمر هنا: واحد الأمور بقرينة وصفه بالمجيء، فإن جعلناه مصدر أمر قدرنا حذف مضاف، أي جاء مقتضى أمر ربك ونحو هذا وقوله آتيهم عذابٌ ابتداء وخبر جملة في موضع خبر «إن» وقيل: آتيهم خبر «إن» فهو اسم فاعل معتمد، وعذابٌ فاعل ب آتيهم.
وهذه الآية مقتضية أن الدعاء إنما هو أن يوفق الله الداعي إلى طلب المقدور، فأما الدعاء في طلب غير المقدور فغير مجد ولا نافع).[المحرر الوجيز: 4/ 615-616]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: ولمّا جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يومٌ عصيبٌ (77) وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السّيّئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم فاتّقوا اللّه ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجلٌ رشيدٌ (78) قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حقٍّ وإنّك لتعلم ما نريد (79) قال لو أنّ لي بكم قوّةً أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ (80)
«الرسل» هنا هم الملائكة الذين كانوا أضياف إبراهيم عليه السّلام، وذلك أنهم لما خرجوا إلى بلد لوط- وبينه وبين قرية إبراهيم ثمانية أميال- وصلوه، فقيل: وجدوا لوطا في حرث له، وقيل: وجدوا ابنته تستقي ماء في نهر سدوم- وهي أكبر حواضر قوم لوط- فسألوها الدلالة على من يضيفهم، ورأت هيئتهم فخافت عليهم من قوم لوط، وقالت لهم: مكانكم وذهبت إلى أبيها فأخبرته، فخرج إليهم، فقالوا له:
نريد أن تضيفنا الليلة، فقال لهم: أو ما سمعتم بعمل هؤلاء القوم؟ فقالوا وما عملهم؟ فقال أشهد بالله لهم شر قوم في الأرض وقد كان الله عز وجل قال للملائكة: لا تعذبوهم حتى يشهد عليهم لوط أربع شهادات، فلما قال لوط هذه قال جبريل لأصحابه: هذه واحدة وتردد القول بينهم حتى كرر لوط الشهادة أربع مرات، ثم دخل لوط بهم المدينة وحينئذ سيء بهم أي أصابه سوء. وسيء فعل بني للمفعول، و «الذرع»:مصدر مأخوذ من الذراع، ولما كان الذراع موضع قوة الإنسان قيل في الأمر الذي لا طاقة له به: ضاق بهذا الأمر ذراع فلان، وذرع فلان، أي حيلته بذراعه، وتوسعوا في هذا حتى قلبوه فقالوا: فلان رحب الذراع، إذا وصفوه باتساع القدرة ومنه قول الشاعر:
يا سيد ما أنت من سيد = موطأ الأكناف رحب الذراع
وقوله: هذا يومٌ عصيبٌ أشار به إلى ما كان يتخوفه من تعدي قومه على أضيافه واحتياجه إلى المدافعة مع ضعفه عنها، وعصيبٌ بناء اسم فاعل معناه: يعصب الناس بالشر كما يعصب الخابط السلمة إذا أراد خبطها ونفض ورقها، ومنه قول
الحجاج في خطبته: ولأعصبنكم عصب السلمة، فهو من العصابة ثم كثر وصفهم اليوم بعصيب، ومنه قول الشاعر، وهو عدي بن زيد: [الوافر]
وكنت لزاز خصمك لم أعرد = وقد سلكوك في يوم عصيب
ومنه قول الآخر: [الطويل]
فإنك إلا ترض بكر بن وائل = يكن لك يوم بالعراق عصيب
ف «عصيب» - بالجملة- في موضع شديد وصعب الوطأة، واشتقاقه كما ذكرنا).[المحرر الوجيز: 4/ 616-618]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:47 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:47 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ (74) إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ (75) يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ (76)}
يخبر تعالى عن [خليله] إبراهيم، عليه السّلام، أنّه لمّا ذهب عنه الرّوع، وهو ما أوجس من الملائكة خيفةً، حين لم يأكلوا، وبشّروه بعد ذلك بالولد [وطابت نفسه] وأخبروه بهلاك قوم لوطٍ، أخذ يقول كما قال [عنه] سعيد بن جبيرٍ في الآية قال: لمّا جاءه جبريل ومن معه، قالوا له {إنّا مهلكو أهل هذه القرية [إنّ أهلها كانوا ظالمين]} [العنكبوت: 31]، قال لهم [إبراهيم] أتهلكون قريةً فيها ثلاثمائة مؤمنٍ؟ قالوا: لا. قال: أفتهلكون قريةً فيها مائتا مؤمنٍ؟ قالوا: لا. قال: أفتهلكون قريةً فيها أربعون مؤمنًا؟ قالوا: لا. قال: ثلاثون؟ قالوا لا حتّى بلغ خمسةً قالوا: لا. قال: أرأيتكم إن كان فيها رجلٌ واحدٌ مسلمٌ أتهلكونها؟ قالوا: لا. فقال إبراهيم عليه السّلام عند ذلك: {إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلا امرأته} الآية [العنكبوت:32]، فسكت عنهم واطمأنّت نفسه.
وقال قتادة وغيره قريبًا من هذا -زاد ابن إسحاق: أفرأيتم إن كان فيها مؤمنٌ واحدٌ؟ قالوا: لا. قال: فإن كان فيها لوطٌ يدفع به عنهم العذاب، قالوا: {نحن أعلم بمن فيها [لننجّينّه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين]} [العنكبوت:32]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 335]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ} مدح إبراهيم بهذه الصّفات الجميلة، وقد تقدّم تفسيرها [في سورة براءةٍ]).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 335]

تفسير قوله تعالى: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك [وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ]} أي: إنّه قد نفذ فيهم القضاء، وحقّت عليهم الكلمة بالهلاك، وحلول البأس الّذي لا يرد عن القوم المجرمين). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 335-336]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولمّا جاءت رسلنا لوطًا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا وقال هذا يومٌ عصيبٌ (77) وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السّيّئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم فاتّقوا اللّه ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجلٌ رشيدٌ (78) قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حقٍّ وإنّك لتعلم ما نريد (79)}
يخبر تعالى عن قدوم رسله من الملائكة بعد ما أعلموا إبراهيم بهلاكهم، وفارقوه وأخبروه بإهلاك اللّه قوم لوطٍ هذه اللّيلة. فانطلقوا من عنده، فأتوا لوطًا عليه السّلام، وهو -على ما قيل -في أرضٍ له [يعمرها] وقيل: [بل كان] في منزله، ووردوا عليه وهم في أجمل صورةٍ تكون، على هيئة شبّانٍ حسان الوجوهٍ، ابتلاءً من اللّه [واختبارًا] وله الحكمة والحجّة البالغة، [فنزلوا عليه] فساءه شأنهم وضاقت نفسه بسببهم، وخشي إن لم يضفهم أن يضيفهم أحدٌ من قومه، فينالهم بسوءٍ، {وقال هذا يومٌ عصيبٌ}.
قال ابن عبّاسٍ [ومجاهدٌ وقتادة ومحمّد بن إسحاق] وغير واحدٍ [من الأئمّة] شديدٌ بلاؤه وذلك أنّه علم أنّه سيدافع [قومه] عنهم، ويشقّ عليه ذلك.
وذكر قتادة أنّهم أتوه وهو في أرضٍ له [يعمل فيها] فتضيّفوه فاستحيا منهم، فانطلق أمامهم وقال لهم في أثناء الطّريق، كالمعرّض لهم بأن ينصرفوا عنه: إنّه واللّه يا هؤلاء ما أعلم على وجه الأرض أهل بلدٍ أخبث من هؤلاء. ثمّ مشى قليلًا ثمّ أعاد ذلك عليهم، حتّى كرّره أربع مرّاتٍ قال قتادة: وقد كانوا أمروا ألّا يهلكوهم حتّى يشهد عليهم نبيّهم بذلك.
وقال السّدّيّ: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط فبلغوا نهر سدون نصف النّهار، ولقوا بنت لوطٍ تستقي [من الماء لأهلها وكانت له ابنتان اسم الكبرى رثيا والصّغرى زغرتا] فقالوا [لها] يا جارية، هل من منزلٍ؟ فقالت [لهم] مكانكم حتّى آتيكم، وفرقت عليهم من قومها، فأتت أباها فقالت: يا أبتاه، أدرك فتيانًا على باب المدينة، ما رأيت وجوه قومٍ [هي] أحسن منهم، لا يأخذهم قومك فيفضحوهم، و [قد] كان قومه نهوه أن يضيف رجلًا فقالوا: خلّ عنّا فلنضف الرّجال. فجاء بهم، فلم يعلم بهم أحدٌ إلّا أهل بيته فخرجت امرأته فأخبرت قومها [فقالت: إن في بيت لوطٍ رجالًا ما رأيت مثل وجوههم قطّ]، فجاءوا يهرعون إليه).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 336-337]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة