العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:33 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة هود [ من الآية (9) إلى الآية (11) ]

تفسير سورة هود
[ من الآية (9) إلى الآية (11) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:34 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({يئوسٌ} : «فعولٌ من يئست»). [صحيح البخاري: 6/73]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يئوسٌ فعولٌ من يئست هو قول أبي عبيدة أيضًا قال في قوله تعالى ليئوس كفور هو فعولٌ من يئست). [فتح الباري: 8/349]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يؤسٌ فعولٌ من يئست
أشار به إلى قوله تعالى: {ولئن أذقنا الإنسان منّا رحمة ثمّ نزعناها منه إنّه ليؤوس كفور} (هود: 9) وأشار به إلى أن وزنه فعول، من صيغ المبالغة وأنه مشتقّ من يئست من اليأس وهو انقاطع الرّجاء، وفي قوله: من يئست، تساهل لأنّه مشتقّ من اليأس كما تقتضيه القواعد الصرفية). [عمدة القاري: 18/287]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وفي قوله تعالى: ({إنه ليؤوس} يؤوس فعول من يئست) والمعنى ولئن أذقنا الإنسان حلاوة نعمة يجد لذتها ثم سلبناها منه أنه لقطوع رجاءه من فضل الله لقلة صبره وعدم ثقته به كفور لأن الوصف باليؤوس لا يليق إلا بالكافر فإنه يقع في الياس إذا سلبت نعمته والمسلم يثق بالله أن يعيدها أحسن ما كانت). [إرشاد الساري: 7/167]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن أذقنا الإنسان منّا رحمةً ثمّ نزعناها منه إنّه ليئوسٌ كفورٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولئن أذقنا الإنسان منّا رخاءً وسعةً في الرّزق والعيش، فبسطنا عليه من الدّنيا، وهي الرّحمة الّتي ذكرها تعالى ذكره في هذا الموضع، {ثمّ نزعناها منه} يقول: ثمّ سلبناه ذلك، فأصابته مصائبٌ أجاحته فذهبت به؛ {إنّه ليئوسٌ كفورٌ} يقول: يظلّ قنطًا من رحمة اللّه آيسًا من الخير.
وقوله: يئوسٌ: فعولٌ، من قول القائل: يئس فلانٌ من كذا فهو يئوسٌ، إذا كان ذلك صفةً له. وقوله: كفورٌ، يقول: هو كفورٌ لمن أنعم عليه، قليل الشّكر لربّه المتفضّل عليه بما كان وهب له من نعمته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ولئن أذقنا الإنسان منّا رحمةً ثمّ نزعناها منه إنّه ليئوسٌ كفورٌ} قال: يا ابن آدم إذا كانت بك نعمةٌ من اللّه من السّعة والأمن والعافية فكفورٌ لما بك منها، وإذا نزعت منك يبتغ لك فراغك فيئوسٌ من روح اللّه، قنوطٌ من رحمته، كذلك المرء المنافق والكافر). [جامع البيان: 12/339-340]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولئن أذقنا الإنسان منّا رحمةً ثمّ نزعناها منه إنّه ليئوسٌ كفورٌ (9)
قوله تعالى: ولئن أذقنا الإنسان منّا رحمةً ثم نزعناها منه إنه ليؤس كفور
- أخبرنا عليّ بن المبارك فيما كتب إليّ بإسناده المذكور عن ابن جريجٍ في قوله: ولئن أذقنا الإنسان منّا رحمةً ثمّ نزعناها منه إنه ليؤس كفورٌ يا ابن آدم أما كانت نعمةٌ من اللّه عزّ وجلّ من السّعة والأمن والعافية فكفورٌ لما بك منها، وإذا نزعت منك يبتغي بك فراغك وعملك فيئوسٌ من روح اللّه، قنوطٌ من رحمته كذلك أي المنافق والكافر، يئوسٌ أن يرجع ما كان به منها، كفور لما كان من به.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: إنه ليؤس كفور يقول: إذا ابتلى ببلاء ثم يصبر عليه). [تفسير القرآن العظيم: 6/2007-2008]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة} الآية، قال: يا ابن آدم إذا كانت بك نعمة من الله من السعة والأمن والعافية فكفور لما بك منها وإذا نزعت منك يبتغي لك فراغك فيؤوس من روح الله قنوط من رحمته كذلك أمر المنافق والكافر). [الدر المنثور: 8/21-22] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن أذقناه نعماء بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ ذهب السّيّئات عنّي إنّه لفرحٌ فخورٌ (10) إلاّ الّذين صبروا وعملوا الصّالحات أولئك لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولئن نحن بسطنا للإنسان في دنياه، ورزقناه رخاءً في عيشه، ووسّعنا عليه في رزقه؛ وذلك هي النّعم الّتي قال اللّه جلّ ثناؤه: {ولئن أذقناه نعماء} وقوله: {بعد ضرّاء} يقول: بعد ضيقٍ من العيش كان فيه، وعسرةٍ كان يعالجها. {ليقولنّ ذهب السّيّئات عنّي} يقول تعالى ذكره: ليقولنّ عند ذلك: ذهب الضّيق والعسرة عنّي، وزالت الشّدائد والمكاره.
{إنّه لفرحٌ فخورٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ الإنسان لفرحٌ بالنّعم الّتي يعطاها مسرورٌ بها فخورٌ، يقول: ذو فخرٍ بما نال من السّعة في الدّنيا، وما بسط له فيها من العيش، وينسى صروفها ونكد العوائص فيها، ويدع طلب النّعيم الّذي يبقى والسّرور الّذي يدوم فلا يزول.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ذهب السّيّئات عنّي} غرّةٌ باللّه وجراءةٌ عليه. {إنّه لفرحٌ} واللّه لا يحبّ الفرحين، {فخورٌ} بعد ما أعطى اللّه، وهو لا يشكر اللّه). [جامع البيان: 12/340-341]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولئن أذقناه نعماء بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ ذهب السّيّئات عنّي إنّه لفرحٌ فخورٌ (10) إلّا الّذين صبروا وعملوا الصّالحات أولئك لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ (11) فلعلّك تاركٌ بعض ما يوحى إليك وضائقٌ به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنزٌ أو جاء معه ملكٌ إنّما أنت نذيرٌ واللّه على كلّ شيءٍ وكيلٌ (12)
قوله تعالى: ولئن أذقناه نعماء بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ ذهب السّيّئات، عنّي إنه لفرح فخور
أي أنم عليه أخذ ذلك بفرحٍ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2008]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة} الآية، قال: يا ابن آدم إذا كانت بك نعمة من الله من السعة والأمن والعافية فكفور لما بك منها وإذا نزعت منك يبتغي لك فراغك فيؤوس من روح الله قنوط من رحمته كذلك أمر المنافق والكافر، وفي قوله {ولئن أذقناه نعماء} إلى قوله {ذهب السيئات عني} قال: غره بالله وجرأه عليه أنه لفرح والله لا يحب الفرحين فخور لما أعطي لا يشكر الله). [الدر المنثور: 8/21-22] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ استثنى جلّ ثناؤه من الإنسان الّذي وصفه بهاتين الصّفتين الّذين صبروا وعملوا الصّالحات. وإنّما جاز استثناؤهم منه لأنّ الإنسان بمعنى الجنس، ومعنى الجمع، وهو كقوله: {والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} فقال تعالى ذكره: {إلاّ الّذين صبروا وعملوا الصّالحات}، فإنّهم إن تأتيهم شدّةٌ من الدّنيا وعسرةٌ فيها لم يثنهم ذلك عن طاعة اللّه، ولكنّهم صبروا لأمره وقضائه، فإن نالوا فيها رخاءً وسعةً شكروه وأدّوا حقوقه بما آتاهم منها. يقول اللّه: {أولئك لهم مغفرةٌ} يغفرها لهم، ولا يفضحهم بها في معادهم. {وأجرٌ كبيرٌ} يقول: ولهم من اللّه مع مغفرة ذنوبهم ثوابٌ على أعمالهم الصّالحة الّتي عملوها في دار الدّنيا جزيلٌ، وجزاءٌ عظيمٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {إلاّ الّذين صبروا} عند البلاء {وعملوا الصّالحات} عند النّعمة، {لهم مغفرةٌ} لذنوبهم، {وأجرٌ كبيرٌ}. قال: الجنّة). [جامع البيان: 12/341]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: إلا الّذين صبروا وعملوا الصّالحات
- أخبرنا ابن المبارك بإسناده المعروف، عن ابن جريجٍ في قوله عزّ وجلّ: إلا الّذين صبروا يقول: عند البلاء.
- وبه، عن ابن جريجٍ في قوله: وعملوا الصّالحات: عند النّعمة.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن إسماعيل بن أبي ضرارٍ، ثنا إسماعيل بن أبي أويسٍ، ثنا عبد اللّه بن نافعٍ الصّائغ، عن عاصم بن عمر، عن زيد بن أسلم وعملوا الصّالحات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه رضي اللّه، عنهم.
قوله تعالى: أولئك لهم مغفرةٌ
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة أولئك لهم مغفرةٌ يقول: مغفرةٌ لذنوبهم.
قوله تعالى: وأجرٌ كبيرٌ
- وبه، عن قتادة قوله: وأجرٌ كبيرٌ: لحسناتهم وهي الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 6/2008]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة} الآية، قال: يا ابن آدم إذا كانت بك نعمة من الله من السعة والأمن والعافية فكفور لما بك منها وإذا نزعت منك يبتغي لك فراغك فيؤوس من روح الله قنوط من رحمته كذلك أمر المنافق والكافر، وفي قوله {ولئن أذقناه نعماء} إلى قوله {ذهب السيئات عني} قال: غره بالله وجرأه عليه أنه لفرح والله لا يحب الفرحين فخور لما أعطي لا يشكر الله ثم استثنى فقال {إلا الذين صبروا} يقول: عند البلاء {وعملوا الصالحات} عند النعمة {أولئك لهم مغفرة} لذنوبهم {وأجر كبير} قال: الجنة). [الدر المنثور: 8/21-22] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:35 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ليؤسٌ كفورٌ} مجازه: فعول من يئست). [مجاز القرآن: 1/286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ليؤسٌ} فعول من يئست. أي قنوط). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - جلّ وعزّ -: {ولئن أذقنا الإنسان منّا رحمة ثمّ نزعناها منه إنّه ليئوس كفور}
يعني الكافر، والرحمة الرزق، ههنا، والإنسان اسم للجنس في معنى الناس). [معاني القرآن: 3/41]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولئن أذقنا الإنسان} أي الكفار منا رحمة أي رزقا). [معاني القرآن: 3/334]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إِنَّهُ لَيَؤسٌ كَفُورٌ} أي: آيس من الرحمة، كفور، أي: كفور للنعم). [ياقوتة الصراط: 261]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولئن أذقناه نعماء} أي أمسسناه نعماء). [مجاز القرآن: 1/286]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولئن أذقناه نعماء بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ ذهب السّيّئات عنّي إنّه لفرحٌ فخورٌ * إلاّ الّذين صبروا وعملوا الصّالحات أولئك لهم مّغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ}
وقال: {إنّه لفرحٌ فخورٌ * إلاّ الّذين صبروا} فجعله خارجا من أول الكلام على معنى "ولكنّ" وقد فعلوا هذا فيما هو من أول الكلام فنصبوا.
قال الشاعر:
يا صاحبيّ ألا لاحيّ بالوادي = إلاّ عبيداً قعوداً بين أوتاد
فتنشده العرب نصبا). [معاني القرآن: 2/39]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {نعماء بعد ضراء} فقالوا أيضًا في اللغة: هي النعمى، والنعمى بالقصر والفتح والضم.
قال النابغة:
أصاب بني غيظ فأضحوا عباده = فجللها نعمى على غير واحد
وقال بشر فمد:
[عن محمد بن صالح]:
فإن تجعل النعماء منك تمامة = ونعماك نعمى لا تزال تفيض). [معاني القرآن لقطرب: 684]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ذهب السّيّئات عنّي} أي البلايا). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفرح: البطر والأشر، لأن ذلك عن إفراط السرور، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
وقال: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} وقال: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ}.
وقد تبدل (الحاء) في هذا المعنى (هاء) فيقال: فره أي بطر، قال الله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} أي: أشرين بطرين. و(الهاء) تبدل من (الحاء) لقرب مخرجيهما،
تقول: (مدحته) و(مدهته)، بمعنى واحد). [تأويل مشكل القرآن: 491] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ الّذين صبروا...}
في موضع نصب بالاستثناء من قوله: {ولئن أذقناه} يعني الإنسان ثم استثنى من الإنسان لأنه في معنى الناس، كما قال تبارك وتعالى: {والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلاّ الّذين آمنوا} فاستثنى كثيراً من لفظ واحدٍ؛ لأنه تأويل جماع). [معاني القرآن: 2/5-4]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولئن أذقناه نعماء بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ ذهب السّيّئات عنّي إنّه لفرحٌ فخورٌ * إلاّ الّذين صبروا وعملوا الصّالحات أولئك لهم مّغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ}
وقال: {إنّه لفرحٌ فخورٌ* إلاّ الّذين صبروا} فجعله خارجا من أول الكلام على معنى "ولكنّ" وقد فعلوا هذا فيما هو من أول الكلام فنصبوا.
قال الشاعر:
يا صاحبيّ ألا لاحيّ بالوادي = إلاّ عبيداً قعوداً بين أوتاد
فتنشده العرب نصبا). [معاني القرآن: 2/39] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا الّذين صبروا وعملوا الصّالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير}
استثناء ليس من الأول، المعنى لكن الذين صبروا وعملوا الصالحات{لهم مغفرة وأجر كبير} ). [معاني القرآن: 3/41]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات}
استثناء ليس من الأول بمعنى لكن ويجوز أن يكون استثناء من الهاء لأن تقديره إن الإنسان والإنسان الجنس). [معاني القرآن: 3/334]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:37 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (هذا باب ما يفتح فيمد ويضم فيقصر
...
وكذلك الرغبى والرغباء، والنعمى والنعماء، والبؤسى والبأساء.
قال الحطيئة:
وإن كانت النعمى عليهم جزوا بها = وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا
وينشد هذا البيت أيضا: وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها بالمد. قال الله عز وجل: {ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته} ). [المقصور والممدود: 41]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:37 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:38 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:04 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:04 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: ولئن أذقنا الإنسان منّا رحمةً ثمّ نزعناها منه إنّه ليؤسٌ كفورٌ (9) ولئن أذقناه نعماء بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ ذهب السّيّئات عنّي إنّه لفرحٌ فخورٌ (10) إلاّ الّذين صبروا وعملوا الصّالحات أولئك لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ (11)
«أذقنا» هاهنا مستعارة، لأن «الرحمة» هاهنا تعم جميع ما ينتفع به من مطعوم وملبوس وجاه وغير ذلك. والإنسان هاهنا اسم الجنس والمعنى أن هذا الخلق في سجية الناس، ثم استثنى منهم الذين ردتهم الشرائع والإيمان إلى الصبر والعمل الصالح.
ويؤس وكفورٌ بناءان للمبالغة، وكفورٌ هاهنا من كفر النعمة، والمعنى أنه ييأس ويحرج ويتسخط، ولو نظر إلى نعمة الله الباقية عليه في عقله وحواسه وغير ذلك، ولم يكفرها لم يكن ذلك، فإن اتفق هذا أن يكون في كافر أيضا بالشرع صح ذلك ولكن ليس من لفظ الآية.
وقال بعض الناس في هذه الآية: الإنسان إنما يراد به الكافر وحمله على ذلك لفظة كفورٌ، وهذا عندي مردود، لأن صفة الكفر لا تطلق على جميع الناس كما تقتضي لفظة الإنسان). [المحرر الوجيز: 4/ 546]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«النعماء» تشمل الصحة والمال ونحو ذلك و «الضراء» من الضر وهو أيضا شامل. وقد يكثر استعمال الضراء فيما يخص البدن.
ولفظة ذهب السّيّئات عنّي تقتضي بطرا وجهلا أن ذلك بإنعام من الله، واعتقاد أن ذلك اتفاق أو بسعد من الاعتقادات الفاسدة، وإلا فلو قالها من يعتقد أن ذهابها بإنعام من الله وفضل، لم يقع ذلك.
والسّيّئات هاهنا كل ما يسوء في الدنيا.
وقرأت فرقة «لفرح» بكسر الراء، وقرأت فرقة «لفرح» بضمها، وهذا الفرح مطلق، ولذلك ذم، إذ الفرح انهمال النفس: ولا يأتي الفرح في القرآن ممدوحا إلا إذا قيد بأنه في خير). [المحرر الوجيز: 4/ 546-547]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إلّا الّذين صبروا الآية، هذا الاستثناء متصل على ما قدمناه من أن الإنسان عام يراد به الجنس: ومن قال إنه مخصوص بالكافر قال هاهنا: إن الاستثناء منقطع، وهو قول ضعيف من جهة المعنى وأما من جهة اللفظ فجيد، وكذلك قاله من النحاة قوم.
واستثنى الله تعالى من الماشين على سجية الإنسان هؤلاء الذين حملتهم الأديان على الصبر على المكاره ومثابرة عبادة الله: وليس شيء من ذلك في سجية البشر وإنما حمل على ذلك حب الله وخوف الدار الآخرة. و «الصبر» و «العمل الصالح» لا ينفع إلا مع هداية وإيمان، ثم وعد تعالى أهل هذه الصفة تحريضا عليها وحضا، بالمغفرة للذنوب والتفضل بالأجر والنعيم). [المحرر الوجيز: 4/ 547]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:04 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:05 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولئن أذقنا الإنسان منّا رحمةً ثمّ نزعناها منه إنّه ليئوسٌ كفورٌ (9) ولئن أذقناه نعماء بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ ذهب السّيّئات عنّي إنّه لفرحٌ فخورٌ (10) إلّا الّذين صبروا وعملوا الصّالحات أولئك لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ (11)}
يخبر تعالى عن الإنسان وما فيه من الصّفات الذّميمة، إلّا من رحم اللّه من عباده المؤمنين، فإنّه إذا أصابته شدّةٌ بعد نعمةٍ، حصل له يأسٌ وقنوطٌ من الخير بالنّسبة إلى المستقبل، وكفرٌ وجحودٌ لماضي الحال، كأنّه لم ير خيرًا، ولم يرج بعد ذلك فرجًا. وهكذا إن أصابته نعمةٌ بعد نقمةٍ {ليقولنّ ذهب السّيّئات عنّي} أي: يقول: ما بقي ينالني بعد هذا ضيمٌ ولا سوءٌ، {إنّه لفرحٌ فخورٌ} أي: فرحٌ بما في يده، بطرٌ فخورٌ على غيره). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 309]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {إلا الّذين صبروا} أي: في الشّدائد والمكاره، {وعملوا الصّالحات} أي: في الرّخاء والعافية، {أولئك لهم مغفرةٌ} أي: بما يصيبهم من الضّرّاء، {وأجرٌ كبيرٌ} بما أسلفوه في زمن الرّخاء،
كما جاء في الحديث: "والّذي نفسي بيده، لا يصيب المؤمن همٌّ ولا غمٌّ، ولا نصب ولا وصب، ولا حزن حتّى الشّوكة يشاكها، إلّا كفّر الله عنه بها من خطاياه،
وفي الصّحيحين: "والّذي نفسي بيده، لا يقضي اللّه للمؤمن قضاءً إلّا كان خيرًا له، إن أصابته سرّاء فشكر كان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء فصبر كان خيرًا له، وليس ذلك لأحدٍ غير المؤمن"
وهكذا قال اللّه تعالى: {والعصر * إنّ الإنسان لفي خسرٍ * إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر} [سورة العصر]،
وقال تعالى: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا * إذا مسّه الشّرّ جزوعًا * وإذا مسّه الخير منوعًا * إلا المصلّين} الآية [المعارج:19 -22]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 309]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة