العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة التوبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 10:37 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة التوبة [ من الآية (124) إلى الآية (127) ]

تفسير سورة التوبة
[ من الآية (124) إلى الآية (127) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) }

روابط مهمة:

- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 10:40 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا أنزل اللّه سورةً من سور القرآن على نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فمن هؤلاء المنافقين الّذين ذكرهم اللّه في هذه السّورة من يقول: أيّها النّاس أيّكم زادته هذه السّورة إيمانًا؟ يقول تصديقًا باللّه وبآياته. يقول اللّه: فأمّا الّذين آمنوا من الّذين قيل لهم ذلك، فزادتهم السّورة الّتي أنزلت إيمانًا وهم يفرحون بما أعطاهم اللّه من الإيمان واليقين.
فإن قال قائلٌ: أوليس الإيمان في كلام العرب التّصديق والإقرار؟
قيل: بلى.
فإن قيل: فكيف زادتهم السّورة تصديقًا وإقرارًا؟
قيل: زادتهم إيمانًا حين نزلت، لأنّهم قبل أن تنزل السّورة لم يكن لزمهم فرض الإقرار بها والعمل بها بعينها إلاّ في جملة إيمانهم بأنّ كلّ ما جاءهم به نبيّهم صلّى اللّه عليه وسلّم من عند اللّه فحقٌّ؛ فلمّا أنزل اللّه السّورة لزمهم فرض الإقرار بأنّهم بعينها من عند اللّه، ووجب عليهم فرض الإيمان بما فيها من أحكام اللّه وحدوده وفرائضه، فكان ذلك هو الزّيادة الّتي زادهم نزول السّورة حين نزلت من الإيمان والتّصديق بها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا} قال: كان إذا نزلت سورةٌ آمنوا بها، فزادهم اللّه إيمانًا وتصديقًا، وكانوا يستبشرون.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، في قوله: {فزادتهم إيمانًا} قال: خشيةً). [جامع البيان: 12/88-89]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون (124)
قوله تعالى: وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيماناً.
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ، ثنا معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس: فزادتهم إيمانًا يقول: تصديقًا.
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه عن الرّبيع بن أنسٍ قوله: فزادتهم إيمانًا يقول: زادتهم خشيةٌ.
- حدّثنا أبي ثنا عبيد اللّه بن موسى أنبأ سفيان عمّن سمع مجاهدًا يقول: في قوله: فزادتهم إيماناً قال: الإيمان يزيد وينقص.
قوله تعالى: فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ ثنا أبي ثنا عمّي الحسين عن أبيه عن جدّه عن ابن عبّاسٍ قوله: فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون قال: كان إذا أنزلت سورةٌ آمنوا بها فزادتهم إيمانًا وتصديقًا وكانوا بها يستبشرون). [تفسير القرآن العظيم: 6/1914-1915]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (124 - 126.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله {فمنهم من يقول أيكم زادته} قال: من المنافقين من يقول.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا} قال: كانت إذا أنزلت سورة آمنوا بها فزادهم الله إيمانا وتصديقا وكانوا بها يستبشرون). [الدر المنثور: 7/598]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون}.
يقول تعالى ذكره: وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ، نفاقٌ وشكٌّ في دين اللّه، فإنّ السّورة الّتي أنزلت زادتهم رجسًا إلى رجسهم؛ وذلك أنّهم شكّوا في أنّها من عند اللّه، فلم يؤمنوا بها ولم يصدّقوا، فكان ذلك زيادة شكٍّ حادثةً في تنزيل اللّه لزمهم الإيمان به عليهم؛ بل ارتابوا بذلك، فكان ذلك زيادة نتنٍ من أفعالهم إلى ما سلف منهم نظيره من النّتن والنّفاق، وذلك معنى قوله: {فزادتهم رجسًا إلى رجسهم وماتوا} يعني هؤلاء المنافقين أنّهم هلكوا، {وهم كافرون} يعني وهم كافرون باللّه وآياته). [جامع البيان: 12/90]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون (125)
قوله تعالى: وأمّا الّذين في قلوبهم مرض.
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو زرعة ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ بن عمارة عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ قوله: وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ قال: المرض: النّفاق.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ ثنا عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ عن ابن طاوسٍ عن أبيه في قوله: وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ قال: كان ذلك في بعض أمور النّساء.
قوله تعالى: فزادتهم رجسًا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان ثنا الحسين بن عليٍّ ثنا عامر بن الفرات عن أسباطٍ عن السّدّيّ قوله: فزادتهم رجسًا إلى رجسهم يقول: شكًّا إلى شكّهم). [تفسير القرآن العظيم: 6/1915]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {فزادتهم رجسا إلى رجسهم} قال: شكا إلى شكهم). [الدر المنثور: 7/598-599]

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى يفتنون في كل عام مرة أو مرتين قال يبتلون بالغزو في كل عام مرة أو مرتين). [تفسير عبد الرزاق: 1/291]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولاً يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {أولا يرون} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {أولا يرون} بالياء، بمعنى أولا يرى هؤلاء الّذين في قلوبهم مرض النّفاق.
وقرأ ذلك حمزة: (أولا ترون) بالتّاء، بمعنى أولا ترون أنتم أيّها المؤمنون أنّهم يفتنون؟.
والصّواب عندنا من القراءة في ذلك: الياء، على وجه التّوبيخ من اللّه لهم، لإجماع الحجّة من قرّاء الأمصار عليه وصحّة معناه.
فتأويل الكلام إذًا: أولا يرى هؤلاء المنافقون أنّ اللّه يختبرهم في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين، بمعنى أنّه يختبرهم في بعض الأعوام مرّةً، وفي بعضها مرّتين. {ثمّ لا يتوبون} يقول: ثمّ هم مع البلاء الّذي يحلّ بهم من اللّه والاختبار الّذي يعرض لهم لا يتوبون من نفاقهم، ولا يتوبون من كفرهم، ولا هم يتذكّرون بما يرون من حجج اللّه ويعاينون من آياته، فيتعظوا بها؛ ولكنّهم مصرّون على نفاقهم.
واختلف أهل التّأويل في معنى الفتنة الّتي ذكر اللّه في هذا الموضع أنّ هؤلاء المنافقين يفتنون بها، فقال بعضهم: ذلك اختبار اللّه إيّاهم بالقحط والشّدّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، حدّثنا ابن نميرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين} قال: بالسّنة والجوع.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يفتنون} قال: يبتلون، {في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين} قال: بالسّنة والجوع.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين} قال: يبتلون بالعذاب في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين} قال: بالسّنة والجوع.
وقال آخرون: بل معناه أنّهم يختبرون بالغزو والجهاد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين} قال: يبتلون بالغزو في سبيل اللّه في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، مثله.
وقال آخرون: بل معناه: أنّهم يختبرون بما يشيع المشركون من الأكاذيب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه، فيفتتن بذلك الّذين في قلوبهم مرضٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا شريكٌ، عن جابرٍ، عن أبي الضّحى، عن حذيفة، {أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين} قال: كنّا نسمع في كلّ عامٍ كذبةً أو كذبتين، فيضلّ بها فئامٌ من النّاس كثيرٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شريكٍ، عن جابرٍ، عن أبي الضّحى، عن حذيفة، قال: كان لهم في كلّ عامٍ كذبةٌ أو كذبتان.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّحّة أن يقال: إنّ اللّه عجّب عباده المؤمنين من هؤلاء المنافقين، ووبّخ المنافقين في أنفسهم بقلّة تذكّرهم وسوء تنبّههم لمواعظ اللّه الّتي يعظهم بها. وجائزٌ أن تكون تلك المواعظ الشّدائد الّتي ينزلها بهم من الجوع والقحط، وجائزٌ أن تكون ما يريهم من نصرة رسوله على أهل الكفر به ويرزقه من إظهار كلمته على كلمتهم، وجائزٌ أن تكون ما يظهر للمسلمين من نفاقهم وخبث سرائرهم بركونهم إلى ما يسمعون من أراجيف المشركين برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه. ولا خبر يوجب صحّة بعض ذلك، دون بعضٍ من الوجه الّذي يجب التّسليم له، ولا قول في ذلك أولى بالصّواب من التّسليم لظاهر قول اللّه، وهو: أولا يرون أنّهم يختبرون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين بما يكون زاجرًا لهم ثمّ لا ينزجرون ولا يتعظون). [جامع البيان: 12/90-93]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون (126)
قوله تعالى: أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرتين.
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو زرعة ثنا منجابٌ، أنبأ بشرٌ بن عمارة عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ، في قوله: أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين قال: يبتلون.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ يفتنون يبتلون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين: بالسّنة والجوع.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن عبد الأعلى ثنا محمّد بن ثورٍ عن معمرٍ عن الحسن في قوله: يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين قال: يبتلون بالعدوّ، في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا عليّ بن الحسن ثنا أبو الجماهر ثنا سعيد بن بشيرٍ عن قتادة: أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين، قال: يبتلون بالغزو في سبيل اللّه يتّبعون به، ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون.
والوجه الرّابع:
- حدّثنا أبي ثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ ثنا وكيعٌ عن شريكٍ عن جابرٍ عن أبي الضّحى عن حذيفة، أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين قال: كان لهم في كلّ عامٍ كذبةٌ أو كذبتان.
والوجه الخامس:
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ قال سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه: في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين قال: يفتنون: الضّلالة والكفر.
قوله تعالى: ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ قال: سمعت ابن زيد بن أسلم في قول اللّه: ولا هم يذّكّرون قال: وأهل الذّكر: هم أهل القرآن والقرآن: هو الذّكر). [تفسير القرآن العظيم: 6/1915-1916]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أولا يرون أنهم يفتنون يعني يبتلون في كل عامر مرة أو مرتين بالسنة والجوع). [تفسير مجاهد: 289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أو لا يرون أنهم يفتنون} قال: يبتلون.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {يفتنون} قال: يبتلون {في كل عام مرة أو مرتين} قال: بالسنة والجوع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {يفتنون في كل عام مرة أو مرتين} قال: يبتلون بالعدو في كل عام مرة أو مرتين.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {يفتنون في كل عام} قال: يبتلون بالغزو في سبيل الله.
وأخرج أبو الشيخ عن بكار بن مالك {أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين} قال: يمرضون في كل عام مرة أو مرتين.
وأخرج أبو الشيخ عن العتبي قال: إذا مرض العبد ثم عوفي فلم يزدد خيرا قالت الملائكة عليهم السلام هذا الذي داويناه فلم ينفعه الدواء.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد {أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين} قال: كانت لهم في كل عام كذبة أو كذبتان.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن حذيفة في قوله {أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين} قال: كنا نسمع في كل عام كذبة أو كذبتين فيضل بها فئام من الناس كثير.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال: في قراءة عبد الله أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين وما يتذكرون). [الدر المنثور: 7/599-600]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) )
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (127) : قوله تعالى: {وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنّهم قومٌ لا يفقهون} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن ابن عبّاسٍ، قال: لا تقولوا: انصرفنا، فإنّ قومًا انصرفوا صرف اللّه قلوبهم، ولكن قولوا: قد قضينا الصّلاة). [سنن سعيد بن منصور: 5/301]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم بأنّهم قومٌ لا يفقهون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا ما أنزلت سورةٌ من القرآن فيها عيب هؤلاء المنافقين الّذين وصف جلّ ثناؤه صفتهم في هذه السّورة، وهم عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نظر بعضهم إلى بعضٍ، فتناظروا هل يراكم من أحدٍ إن تكلّمتم أو تناجيتم بمعايب القوم يخبرهم به، ثمّ قام فانصرفوا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم يستمعوا قراءة السّورة الّتي فيها معايبهم.
ثمّ ابتدأ جلّ ثناؤه قوله: {صرف اللّه قلوبهم} فقال: صرف اللّه عن الخير والتّوفيق والإيمان باللّه ورسوله قلوب هؤلاء المنافقين؛ ذلك {بأنّهم قومٌ لا يفقهون} [الأنفال] يقول: فعل اللّه بهم هذا الخذلان، وصرف قلوبهم عن الخيرات من أجل أنّهم قومٌ لا يفقهون عن اللّه مواعظه، استكبارًا ونفاقًا.
واختلف أهل العربيّة في الجالب حرف الاستفهام، فقال بعض نحويّي البصرة، قال: نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ؟ كأنّه قال: قال بعضهم لبعضٍ؛ لأنّ نظرهم في هذا المكان كان إيماءً وتنبيهًا به، واللّه أعلم.
وقال بعض نحويّي الكوفة: إنّما هو: وإذا ما أنزلت سورةٌ قال بعضهم لبعضٍ: هل يراكم من أحدٍ؟
وقال آخر منهم: هذا النّظر ليس معناه القول، ولكنّه النّظر الّذي يجلب الاستفهام كقول العرب: تناظروا أيّهم أعلم، واجتمعوا أيّهم أفقه؛ أي اجتمعوا لينظروا، فهذا الّذي يجلب الاستفهام.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شعبة، عن أبي حمزة، عن ابن عبّاسٍ، قال: لا تقولوا: انصرفنا من الصّلاة، فإنّ قومًا انصرفوا فصرف اللّه قلوبهم، ولكن قولوا: قد قضينا الصّلاة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لا تقولوا: انصرفنا من الصّلاة، فإنّ قومًا انصرفوا فصرف اللّه قلوبهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ، قال: لا تقولوا انصرفنا من الصّلاة، فإنّ قومًا انصرفوا فصرف اللّه قلوبهم، ولكن قولوا: قد قضينا الصّلاة.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ} الآية، قال: هم المنافقون.
وكان ابن زيدٍ يقول في ذلك ما:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ} ممّن سمع خبركم رآكم أحدٌ أخبره إذا نزل شيءٌ يخبر عن كلامهم، قال: وهم المنافقون. قال: وقرأ: {وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا}.. حتّى بلغ: {نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ} أخبره بهذا، أكان معكم أحدٌ سمع كلامكم، أحدٌ يخبره بهذا؟.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا شعبة، قال: حدّثنا أبو إسحاق الهمدانيّ، عمّن حدّثه عن ابن عبّاسٍ، قال: لا تقل انصرفنا من الصّلاة، فإنّ اللّه عيّر قومًا فقال: {انصرفوا صرف اللّه قلوبهم} ولكن قل: قد صلّينا). [جامع البيان: 12/94-96]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم بأنّهم قومٌ لا يفقهون (127)
قوله تعالى: وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحد.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ ثنا أبي ثنا عمّي عن أبيه عن جدّه عن ابن عبّاسٍ، قوله: وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ قال: هم المنافقون.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه عزّ وجلّ: وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ: ممّن سمع خبركم رآكم أحدٌ أخبره؟ إذا أنزل شيء يخبر عن كلامهم، قال: وهم المنافقون، وقال: وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا حتّى بلغ هل يراكم من أحدٍ من أخبره بهذا؟ أكان معكم أحدٌ؟ سمع كلامكم أحدٌ يخبره بهذا؟
قوله تعالى: ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا ابن فضيلٍ ثنا أحمد بن سنانٍ ثنا أبو معاوية جميعًا عن الأعمش عن مسلمٍ أبي الضّحى عن ابن عبّاسٍ قال: لا تقولوا انصرفنا فإن قوما انصرفوا ف صرف اللّه قلوبهم). [تفسير القرآن العظيم: 6/1916-1917]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني الحسين بن حليمٍ المروزيّ، أنبأ أبو الموجّه، أنبأ عبدان، أنبأ أبو خلدة، عن أبي العالية، قال: كنت أطوف مع ابن عبّاسٍ بالبيت فكان يأخذ بيدي، فيعلّمني لحن الكلام، فقال: يا أبا العالية، " لا تقل انصرفتم من الصّلاة، ولكن قل {قضيتم الصّلاة} [النساء: 103] فإنّ اللّه تعالى يقول: {انصرفوا صرف اللّه قلوبهم} [التوبة: 127] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/368]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 127.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض} قال: هم المنافقون.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد} كراهية أن يغصنا بها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله {وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد} ممن سمع خبركم رآكم أحد أخبره إذا نزل شيء يخبر عن كلامهم وهم المنافقون.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: لا تقولوا انصرفنا من الصلاة فإن قوما انصرفوا صرف الله قلوبهم ولكن قولوا: قضينا الصلاة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال: لا يقال انصرفنا من الصلاة ولكن قد قضيت الصلاة). [الدر المنثور: 7/600-601]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 10:45 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم مّن يقول...}
يعني: المنافقين يقول بعضهم لبعض: هل زادتكم هذه إيمانا؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: {فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا...وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم} والمرض ها هنا النفاق). [معاني القرآن: 1/455]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم مّن يقول أيّكم زادته هذه إيماناً فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون}
وقال: {أيّكم زادته هذه إيماناً} فـ"أيّ" مرفوع بالابتداء لسقوط الفعل على الهاء فإن قلت: "ألا تضمر في أوله فعلا" كما قال: {أبشراً مّنّا واحداً} فلأن قبل "بشر" حرف استفهام وهو أولى بالفعل و(أيّ) استغنى به عن حرف الاستفهام فلم يقع قبله شيء هو أولى بالفعل فصارت مثل قولك "زيدٌ ضربته". ومن نصب "زيداً ضربته" في الخبر نصب "أيّ" ههنا). [معاني القرآن: 2/30]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانا فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون}
وأضاف الإيمان إلى السّورة لأنه يزيد بسببها). [معاني القرآن: 2/476]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا}
أي فمن المنافقين من يقول أيكم زادته هذه إيمانا لأنه إذا آمن بها فقد ازداد إيمانه). [معاني القرآن: 3/268]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فزادتهم رجساً إلى رجسهم} أي كفرا إلى كفرهم). [تفسير غريب القرآن: 193]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والرجس: النّتن، ثم قد يسمّى الكفر والنفاق: رجسا، لأنّه نتن. قال الله تعالى: {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} [التوبة: 125]، أي: كفرا إلى كفرهم، أو نفاقا إلى نفاقهم.
وقال الله تعالى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [يونس: 100] ). [تأويل مشكل القرآن: 471]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأمّا الّذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون}
أي شكّ ونفاق.
{فزادتهم رجسا إلى رجسهم}.
أي زادتهم كفرا إلى كفرهم، لأنهم كلما كفروا بسورة ازداد كفرهم). [معاني القرآن: 2/476]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وأما الذين في قلوبهم مرض}
أي شك فزادتهم رجسا إلى رجسهم أي كفرا إلى كفرهم). [معاني القرآن: 3/268]

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أولا يرون...}
{ويّروا} بالتاء. في قراءة عبد الله "أو لا ترى أنهم" العرب تقول: ألا ترى للقوم وللواحد كالتعجب، وكما قيل "ذلك أزكى لهم، وذلكم" وكذلك {ألا ترى} و{ألا ترون} ). [معاني القرآن: 1/455]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): {يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين} وهو من الفتنة في الدين والكفر). [مجاز القرآن: 1/271]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر وشيبة ونافع {أو لا يرون أنهم}.
قراءة أبي "أم لا ترى أنهم يفتنون" وهو خلاف للكتاب.
ابن مسعود "أو لم تر أنهم" ). [معاني القرآن لقطرب: 637]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عام مرّة أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون}
معناه يختبرون في كل عام، وقيل يختبرون بالدعاء إلى الجهاد.
وقيل يختبرون أنه ينزل عليهم العذاب والمكروه). [معاني القرآن: 2/476]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين}
قال الحسن أي يبتلون بالغزو في كل سنة مرة أو مرتين
قال مجاهد أي يبتلون بالسنة والجدب). [معاني القرآن: 3/268-269]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا ما أنزلت سورةٌ...}
فيها ذكرههم وعيبهم قال بعضهم لبعض {هل يراكم مّن أحدٍ} أن قمتم، فإن لهم القيام قاموا.
فذلك قوله: {ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم} دعاء عليهم). [معاني القرآن: 1/455]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإذا ما أنزلت سورةٌ نّظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم مّن أحدٍ ثمّ انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنّهم قومٌ لاّ يفقهون}
وقال: {نّظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم مّن أحدٍ} كأنه قال "قال بعضهم لبعضٍ" لأن نظرهم في هذا المكان كان إيماء أو شبيها به والله أعلم). [معاني القرآن: 2/30]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم بأنّهم قوم لا يفقهون}
يقولون ذلك إيماء لأنهم منافقون لا يظهرون ذلك.
{هل يراكم من أحد}.
يقولون ذلك استسرارا وتحذرا من أن يعلم بهم اللّه - عزّ وجلّ - وهو أعلم.
{ثمّ انصرفوا}.
أي يفعلون ذلك وينصرفون، فجائز أن يكون ينصرفون عن المكان الذي استحقوا فيه، وجائز أن يكون ينصرفون عن العمل بشيء مما يستمعون.
{صرف اللّه قلوبهم}.
أي أضلهم الله مجازاة على فعلهم). [معاني القرآن: 2/476-477]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد}
لأنهم منافقون فكان بعضهم يومئ إلى بعض فيقول أيكم زادته هذه إيمانا ثم انصرفوا
يجوز أن يكون المعنى ثم انصرفوا من موضعهم
ويجوز أن يكون المعنى ثم انصرفوا عن الإيمان
ثم قال جل وعز: {صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}
قال الزجاج أي أضلهم مجازاة على فعلهم). [معاني القرآن: 3/269-270]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 10:52 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) }

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 10:53 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 10:54 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:41 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:42 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيماناً فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون (124) وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون (125) أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون (126)
هذه الآية نزلت في شأن المنافقين، والضمير في قوله فمنهم عائد على المنافقين، وقوله تعالى: أيّكم زادته هذه إيماناً يحتمل أن يكون لمنافقين مثلهم، ويحتمل أن يكون لقوم من قراباتهم من المؤمنين يستنيمون إليهم ويثقون بسترهم عليهم ويطمعون في ردهم إلى النفاق، ومعنى أيّكم زادته هذه إيماناً الاستخفاف والتحقير لشأن السورة كما تقول أي غريب في هذا أو أي دليل، ثم ابتدأ عز وجل الرد عليهم والحكم بما يهدم لبسهم فأخبر أن المؤمنين الموقنين قد «زادتهم إيمانا» وأنهم يستبشرون من ألفاظها ومعانيها برحمة الله ورضوانه، والزيادة في الإيمان موضع تخبط للناس وتطويل، وتلخيص القول فيه أن الإيمان الذي هو نفس التصديق ليس مما يقبل الزيادة والنقص في نفسه، وإنما تقع الزيادة في المصدق به، فإذا نزلت سورة من الله تعالى، حدث للمؤمنين بها تصديق خاص لم يكن قبل، فتصديقهم بما تضمنته السورة من إخبار وأمر ونهي أمر زائد على الذي كان عندهم قبل، فهذا وجه من زيادة الإيمان،
ووجه آخر أن السورة ربما تضمنت دليلا أو تنبيها عليه فيكون المؤمن قد عرف الله بعدة أدلة، فإذا نزلت السورة زادت في أدلته، وهذه أيضا جهة أخرى من الزيادة، وكلها خارجة عن نفس التصديق إذا حصل تاما، فإنه ليس يبقى فيه موضع زيادة،
ووجه آخر من وجوه الزيادة أن الرجل ربما عارضه شك يسير أو لاحت له شبهة مشغبة فإذا نزلت السورة ارتفعت تلك الشبهة واستراح منها، فهذا أيضا زيادة في الإيمان إذ يرتقي اعتقاده عن مرتبة معارضة تلك الشبهة إلى الخلوص منها،
وأما على قول من يسمي الطاعات إيمانا وذلك مجاز عند أهل السنة فتترتب الزيادة بالسورة إذ تتضمن أوامر ونواهي وأحكاما، وهذا حكم من يتعلم العلم في معنى زيادة الإيمان ونقصانه إلى يوم القيامة، فإن تعلم الإنسان العلم بمنزلة نزول سورة القرآن). [المحرر الوجيز: 4/ 437-438]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والّذين في قلوبهم مرضٌ هم المنافقون، وهذا تشبيه وذلك أن السالم المعتقد المنشرح الصدر بالإيمان يشبهه الصحيح، والفاسد المعتقد يشبهه المريض، ففي العبارة مجاز فصيح لأن المرض والصحة إنما هي خاصة في الأعضاء، فهي في المعتقدات مجاز، و «الرجس» في هذه الآية عبارة عن حالهم التي جمعت معنى الرجس في اللغة، وذلك أن الرجس في اللغة يجيء بمعنى القذر ويجيء بمعنى العذاب، وحال هؤلاء المنافقين هي قذر وهي عذاب عاجل كفيل بآجل، وزيادة «الرجس إلى الرجس» هي عمههم في الكفر وخبطهم في الضلال يعاقبهم الله على الكفر والإعراض بالختم على قلوبهم والختم بالنار عليهم، وإذ كفروا بسورة فقد زاد كفرهم فذلك زيادة رجس إلى رجسهم). [المحرر الوجيز: 4/ 438]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: أولا يرون أنّهم يفتنون الآية، قرأ الجمهور «أو لا يرون» بالياء على معنى أو لا يرى المنافقون، وقرأ حمزة «أو لا ترون» بالتاء على معنى أو لا ترون أيها المؤمنون، فهذا تنبيه للمؤمنين، وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب والأعمش «أو لا ترى» أي أنت يا محمد.
وروي عن الأعمش أيضا أنه قرأ «أو لم تروا».
وذكر عنه أبو حاتم «أو لم تر»، وقال مجاهد يفتنون معناه يختبرون بالسنة والجوع، وحكى عنه النقاش أنه قال مرضة أو مرضتين، وقال الحسن بن أبي الحسن وقتادة: معناه يختبرون بالأمر بالجهاد، والذي يظهر مما قبل الآية ومما بعدها أن الفتنة والاختبار إنما هي بكشف الله تعالى أسرارهم وإفشائه عقائدهم، فهذا هو الاختبار الذي تقوم عليه الحجة برؤيته وترك التوبة، وأما الجهاد أو الجوع فلا يترقب معهما ما ذكرناه، فمعنى الآية على هذا فلا يزدجر هؤلاء الذين تفضح سرائرهم كل سنة مرة أو مرتين بحسب واحد ويعلمون أن ذلك من عند الله فيتوبون ويتذكرون وعد الله ووعيده، وأما الاختبار بالمرض فهو في المؤمنين وقد كان الحسن ينشد:
أفي كل عام مرضة ثم نقهة = فحتى متى حتى متى وإلى متى
وقالت فرقة: معنى يفتنون بما يشيعه المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأكاذيب، فكأن الذي في قلوبهم مرض يفتنون في ذلك، وحكى الطبري هذا القول عن حذيفة وهو غريب من المعنى). [المحرر الوجيز: 4/ 438-439]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم بأنّهم قومٌ لا يفقهون (127) لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤفٌ رحيمٌ (128) فإن تولّوا فقل حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم (129)
الضمير في قوله بعضهم عائد على المنافقين، والمعنى وإذا ما أنزلت سورة فيها فضيحة أسرارهم نظر بعضهم إلى بعضٍ على جهة التقريب، يفهم من تلك النظرة التقرير: هل معكم من ينقل عنكم؟
هل يراكم من أحد حين تدبرون أموركم؟ وقوله تعالى: ثمّ انصرفوا معناه عن طريق الاهتداء. وذلك أنهم حين ما يبين لهم كشف أسرارهم والإعلام بمغيبات أمورهم يقع لهم لا محالة تعجب وتوقف ونظر، فلو اهتدوا لكان ذلك الوقت مظنة ذلك، فهم إذ يصممون على الكفر ويرتبكون فيه كأنهم انصرفوا عن تلك الحال التي كانت مظنة النظر الصحيح والاهتداء، وابتدأ بالفعل المسند إليهم إذ هو تعديد ذنب على ما قد بيناه، وقوله: صرف اللّه قلوبهم يحتمل أن يكون دعاء عليهم، ويحتمل أن يكون خبرا أي استوجبوا ذلك بأنّهم قومٌ لا يفقهون أي لا يفهمون عن الله ولا عن رسوله، وأسند الطبري في تفسير هذه الآية عن ابن عباس أنه قال: لا تقولوا انصرفنا من الصلاة فإن قوما انصرفوا فصرف الله قلوبهم، ولكن قولوا قضينا الصلاة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فهذا النظر الذي في هذه الآية هو إيماء، وحكى الطبري عن بعضهم أنه قال: نظر في هذه الآية في موضع قال). [المحرر الوجيز: 4/ 439-440]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:42 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:42 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون (124) وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون (125)}
يقول تعالى: {وإذا ما أنزلت سورةٌ} فمن المنافقين {من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا}؟ أي: يقول بعضهم لبعضٍ أيّكم زادته هذه السّورة إيمانًا؟ قال اللّه تعالى: {فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون}.
وهذه الآية من أكبر الدّلائل على أنّ الإيمان يزيد وينقص، كما هو مذهب أكثر السّلف والخلف من أئمّة العلماء، بل قد حكى الإجماع على ذلك غير واحدٍ، وقد بسط الكلام على هذه المسألة في أوّل "شرح البخاريّ" رحمه اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 239]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم} أي: زادتهم شكًّا إلى شكّهم، وريبًا إلى ريبهم، كما قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خسارًا} [الإسراء: 82]، وقال تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ} [فصّلت: 44]، وهذا من جملة شقائهم أنّ ما يهدي القلوب يكون سببًا لضلالهم ودمارهم، كما أنّ سيّئ المزاج لو غذّي بما غذّي به لا يزيده إلا خبالا ونقصا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 239]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون (126) وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم بأنّهم قومٌ لا يفقهون (127)}
يقول تعالى: أولا يرى هؤلاء المنافقون {أنّهم يفتنون} أي: يختبرون {في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون} أي: لا يتوبون من ذنوبهم السّالفة، ولا هم يذكرون فيما يستقبل من أحوالهم.
قال مجاهدٌ: يختبرون بالسّنة والجوع.
وقال قتادة: بالغزو في السّنة مرّةً أو مرّتين.
وقال شريكٌ، عن جابرٍ -هو الجعفيّ -عن أبي الضّحى، عن حذيفة: {أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عامٍ مرّةً أو مرّتين} قال: كنّا نسمع في كلّ عامٍ كذبةً أو كذبتين، فيضلّ بها فئامٌ من النّاس كثيرٌ. رواه ابن جريرٍ.
وفي الحديث عن أنسٍ: "لا يزداد الأمر إلّا شدّةً، ولا يزداد النّاس إلّا شحًّا، وما من عامٍ إلّا والّذي بعده شرٌّ منه"، سمعته من نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 240]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم بأنّهم قومٌ لا يفقهون} هذا أيضًا إخبارٌ عن المنافقين أنّهم إذا أنزلت سورةٌ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، {نظر بعضهم إلى بعضٍ} أي: تلفّتوا، {هل يراكم من أحدٍ ثمّ انصرفوا} أي: تولّوا عن الحقّ وانصرفوا عنه، وهذا حالهم في الدّين لا يثبتون عند الحقّ ولا يقبلونه ولا يقيمونه كما قال تعالى: {فما لهم عن التّذكرة معرضين. كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ. فرّت من قسورةٍ} [المدّثّر: 49-51]، وقال تعالى: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين. عن اليمين وعن الشّمال عزين} [المعارج:36، 37]، أي: ما لهؤلاء القوم يتقلّلون عنك يمينًا وشمالًا هروبًا من الحقّ، وذهابًا إلى الباطل.
وقوله: {ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم} كقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم} [الصف: 5]، {بأنّهم قومٌ لا يفقهون} أي: لا يفهمون عن اللّه خطابه، ولا يقصدون لفهمه ولا يريدونه، بل هم في شدهٍ عنه ونفورٍ منه فلهذا صاروا إلى ما صاروا إليه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 240-241]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة