تفسير السلف
تفسير قوله تعالى: (لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({الخيرات} [التوبة: 88] : «واحدها خيرةٌ وهي الفواضل»). [صحيح البخاري: 6/64]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الخيرات واحدها خيرةٌ وهي الفواضل قال أبو عبيدة في قوله تعالى وأولئك لهم الخيرات جمع خيرةٍ ومعناها الفاضلة من كلّ شيءٍ). [فتح الباري: 8/315]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الخيرات واحدها خيرةٌ وهي الفواضل
أشار به إلى قوله تعالى: {وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون} وذكر أن واحدة الخيرات خيرة. ثمّ فسر الخيرات بالفواضل وفي التّفسير: أولئك لهم الخيرات. أي: في الدّار الآخرة في جنّات الفردوس والدرجات العلى). [عمدة القاري: 18/256]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (قوله: {وأولئك لهم} ({الخيرات}) [التوبة: 88] (واحدها خيرة) بفتح الخاء وسكون التحتية آخرها هاء تأنيث (وهي الفواضل) بالضاد المعجمة قاله أبو عبيدة). [إرشاد الساري: 7/139]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لكن الرّسول والّذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون}.
يقول تعالى ذكره: لم يجاهد هؤلاء المنافقون الّذين اقتصصت قصصهم المشركين، لكن الرّسول محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم والّذين صدّقوا اللّه ورسوله معه هم الّذين جاهدوا المشركين بأموالهم وأنفسهم، فأنفقوا في جهادهم أموالهم وأتعبوا في قتالهم أنفسهم وبذلوها. {وأولئك} يقول: وللرّسول وللّذين آمنوا معه الّذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم الخيرات، وهي خيرات الآخرة، وذلك نساؤها وجنّاتها ونعيمها.
واحدتها: خيرةٌ، كما قال الشّاعر:
ولقد طعنت مجامع الرّبلات = ربلات هندٍ خيرة الملكات
والخيرة من كلّ شيءٍ: الفاضلة.
{وأولئك هم المفلحون} يقول: وأولئك هم المخلّدون في الجنّات الباقون فيها الفائزون بها). [جامع البيان: 11/618-619]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (لكن الرّسول والّذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون (88)
قوله تعالى: لكن الرّسول والّذين آمنوا معه إلى قوله: المفلحون.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ محمّد بن عمرٍو زنيجٌ ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال: فيما ثنا محمّد بن أبي محمّدٍ عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ: وأولئك هم المفلحون أي: الّذين أدركوا ما طلبوا، ونجوا من شرّ ما منه هربوا). [تفسير القرآن العظيم: 6/1859-1860]
تفسير قوله تعالى: (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أعدّ لهم جنّاتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم}.
يقول تعالى ذكره: أعدّ اللّه لرسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وللّذين آمنوا معه جنّاتٍ، وهي البساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار. {خالدين فيها} يقول: لابثين فيها، لا يموتون فيها، ولا يظعنون عنها. {ذلك الفوز العظيم} يقول: ذلك النّجاء العظيم والحظّ الجزيل). [جامع البيان: 11/619]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أعدّ اللّه لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم (89)
قوله تعالى: أعدّ اللّه لهم جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم
تقدّم تفسيره.
- حدّثنا أبي ثنا ابن أخي ابن وهبٍ ثنا عمّي عن يحيى ابن أبي كثيرٍ عن سعيد بن عبد الرّحمن الجمحيّ قال: سمعت أبا حازمٍ يقول: إنّ اللّه ليعدّ للعبد من عبيده في الجنّة لؤلؤةً مسيرة أربعة بردٍ، أبوابها وغرفها ومغاليقها ليس فيها فصمٌ ولا قصمٌ، والجنّة مائة درجةٍ فثلاثٌ منها ورقٌ وذهبٌ ولؤلؤةٌ وزبرجدٍ وياقوتٌ، وسبعةٌ وتسعون لا يعلمها إلا الّذي خلقها). [تفسير القرآن العظيم: 6/1860]