العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة التوبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 03:01 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة التوبة [ الآيتين (71) ، (72) ]

تفسير سورة التوبة
[ الآيتين (71) ، (72) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 03:02 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة ويطيعون اللّه ورسوله أولئك سيرحمهم اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: وأمّا المؤمنون والمؤمنات، وهم المصدّقون باللّه ورسوله وآيات كتابه، فإنّ صفتهم أنّ بعضهم أنصار بعضٍ وأعوانهم. {يأمرون بالمعروف} يقول: يأمرون النّاس بالإيمان باللّه ورسوله، وبما جاء به من عند اللّه. {ويقيمون الصّلاة} يقول: ويؤدّون الصّلاة المفروضة {ويؤتون الزّكاة} يقول: ويعطون الزّكاة المفروضة أهلها. {ويطيعون اللّه ورسوله} فيأتمرون لأمر اللّه ورسوله وينتهون عمّا نهيناهم عنه. {أولئك سيرحمهم اللّه} يقول: هؤلاء الّذين هذه صفتهم الّذين سيرحمهم اللّه، فينقذهم من عذابه ويدخلهم جنّته، لا أهل النّفاق والتّكذيب باللّه ورسوله، النّاهون عن المعروف، الآمرون بالمنكر، القابضون أيديهم عن أداء حقّ اللّه من أموالهم.
{إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ} يقول: إنّ اللّه ذو عزّةٍ في انتقامه ممّن انتقم من خلقه على معصيته وكفره به، لا يمنعه من الانتقام منه مانعٌ ولا ينصره منه ناصرٌ، حكيمٌ في انتقامه منهم في جميع أفعاله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، قال: كلّ ما ذكره اللّه في القرآن من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فالأمر بالمعروف: دعاءٌ من الشّرك إلى الإسلام، والنّهي عن المنكر: النّهي عن عبادة الأوثان والشّياطين.
- قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يقيمون الصّلاة} قال: الصّلوات الخمس). [جامع البيان: 11/556-557]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة ويطيعون اللّه ورسوله أولئك سيرحمهم اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ (71)
قوله تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ
- أخبرنا محمود بن آدم فيما كتب إليّ قال: سمعت النّضر بن شميلٍ يقول: تفسير المؤمن: إنّه آمنٌ من عذاب اللّه.
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ ثنا عليّ بن بحرٍ ثنا جرير عن الأعمش عن موسى ابن عبد اللّه بن يزيد عن عبد الرّحمن بن هلال العبس عن جرير بن عبد الله قال: سمعت النبي- صلى عليه وسلّم- يقول: «المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعضٍ في الدّنيا والآخرة، والطّلقاء من قريشٍ، والعتقاء من ثقيفٍ، بعضهم أولياء بعضٍ في الدّنيا والآخرة».
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن عمّارٍ ثنا الوليد بن مسلمٍ ثنا خليدٌ عن قتادة قال: المؤمنون: هم العجّاجون باللّيل والنّهار واللّه ما زالوا يقولون: ربّنا ربّنا حتّى استجيب لهم.
قوله: يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
- قرأت على محمّد بن الفضل ثنا محمّد بن عليٍّ ثنا محمّد بن مزاحمٍ حدّثنا بكير بن معروفٍ عن مقاتل بن حيّان قوله: يأمرون بالمعروف قال: يأمرون بطاعة ربّهم، وينهون عن المنكر قال: وينهون عن معصيته، يعني: عن معصية ربّهم- عزّ وجلّ-.
قوله تعالى: ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزكاة الآية.
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا يعلى بن عبيدٍ، ثنا عبد الملك عن عطاءٍ في قوله: أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول قال: طاعة الرّسول: اتّباع الكتاب والسّنّة.
قوله تعالى: أولئك سيرحمهم اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيم
تقدّم تفسيره.
- حدّثنا عصام بن روّادٍ ثنا آدم حدّثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ عن الرّبيع بن أنسٍ عن أبي العالية في قوله: عزيزٌ حكيمٌ يقول: عزيزٌ في نقمته إذا انتقم حكيمٌ في أمره). [تفسير القرآن العظيم: 6/1838-1839]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 71 - 72.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} يدعون إلى الإيمان بالله ورسوله والنفقات في سبيل الله وما كان من طاعة الله {وينهون عن المنكر} ينهون عن الشرك والكفر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة من فرائض الله كتبها الله على المؤمنين.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} قال: إخاؤهم في الله يتحابون بجلال الله والولاية لله.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج والطبراني عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي عثمان مرسلا.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي موسى أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المعروف والمنكر خليقتان ينصبان يوم القيامة فأما المعروف فيبشر أهله ويعدهم الخير وأما المنكر فيقول لأصحابه: إليكم وما تستطيعون له إلا لزوما.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس ولن يهلك رجل بعد مشورة وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة إن الله ليبعث المعروف يوم القيانة في صورة الرجل المسافر فيأتي صاحبه إذا انشق قبره فيمسح عن وجهه التراب ويقول: أبشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته لا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة، فلا يزال يقول له: احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط فإذا جاوز به الصراط عدل ولي الله إلى منازله في الجنة ثم يثني عنه المعروف فيتعلق به فيقول: يا عبد الله من أنت خذلني الخلائق في أهوال القيامة غيرك فمن أنت فيقول له: أما تعرفني فيقول: لا، فيقول: أنا المعروف الذي عملته في الدنيا بعثني الله خلقا لأجازيك به يوم القيامة.
وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنة تنزل عليهم يا علي إن الله خلق المعروف وخلق له أهلا فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله ووجه إليهم طلابه كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيا به ويحيى به أهلها إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي، عن علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم.
وأخرج الحاكم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صانع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم أمر مناديا ينادي: ألا ليقم أهل المعروف في الدنيا، فيقومون، حتى يقفوا بين يدي الله فيقول الله: أنتم أهل المعروف في الدنيا فيقولون: نعم، فيقول: وأنتم أهل المعروف في الآخرة فقوموا مع الأنبياء والرسل فاشفعوا لمن أحببتم فأدخلوه الجنة حتى تدخلوا عليهم المعروف في الآخرة كما أدخلتم عليهم المعروف في الدنيا.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج عن بلال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة والمعروف يقي سبعين نوعا من البلاء ويقي ميتة السوء والمعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة فالمعروف لازم لأهله والمنكر لازم لأهله يقودهم ويسوقهم إلى النار.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب عباد الله إلى الله عز وجل من حبب إليه المعروف وحبب إليه فعاله.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعل للمعروف وجوها من خلقه وحبب إليهم فعاله ووجه طلاب المعروف إليهم ويسر عليهم إعطاءه كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة ليحييها ويحيي به أهلها وإن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله وحظر عليهم إعطاءه كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها وما يعفو الله أكثر.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء وعليكم بصدقة السر فإنها تطفئ غضب الله عز وجل.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة.
وأخرج ابن أبي شيبة والقضاعي والعسكري، وابن أبي الدنيا من طريق محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله كتب له به صدقه وما وقى به عرضه كتب له به صدقة وقد قيل لمحمد بن المنكدر ما يعني ما وقى به عرضه قال: الشيء يعطى الشاعر وذا اللسان المتقى.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: كل معروف يصنعه أحدكم إلى غني فقير فهو صدقة.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة.
وأخرج ابن أبي الدنيا، عن جابر الجعفي رفعه قال: المعروف خلق من خلق الله تعالى كريم). [الدر المنثور: 7/433-438]

تفسير قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرنا أيضًا شبيبٌ عن [ .... عن عبد اللّه بن] مرّة عن مسروقٍ عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّه قال في هذه الآية: {جنّات عدنٍ}، قال: بطنان الجنّة). [الجامع في علوم القرآن: 2/24]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({عدنٍ} [التوبة: 72] : " خلدٍ، عدنت بأرضٍ: أي أقمت، ومنه: معدنٌ، ويقال: في معدن صدقٍ، في منبت صدقٍ "). [صحيح البخاري: 6/64]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عدنٍ خلدٍ إلخ واقتصر أبو ذرٍّ على ما هنا قال أبو عبيدة في قوله تعالى جنّات عدن أي خلدٍ يقال عدن فلان بأرض كذا أي أقام ومنه المعدن عدنت بأرض أقمت ويقال في معدن صدق في منبت صدق). [فتح الباري: 8/314]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (عدنٍ خلدٍ عدنت بأرضٍ أي أقمت ومنه معدنٌ ويقال في معدن صدقٍ في منبت صدقٍ.
أشار به إلى قوله تعالى: {جنّات عدن} (التّوبة: 72) وفسّر قوله عدن، بقوله: خلد، بضم الخاء وسكون اللّام وهو دوام البقاء، يقال: خلد الرجل يخلد خلودا من باب نصر ينصر. قوله: عدنت بأرض، أي: أقمت بها لأنّها من العدن وهو الإقامة، يقال: عدن بالمكان يعدن عدنا من باب نصر ينصر، إذا لزمه ولم يبرح به قوله: ومنه معدن. أي: ومن عدن اشتقاق معدن وهو الموضع الّذي يستخرج منه جواهر الأرض كالذهب والفضّة والنحاس وغير ذلك، قوله: ويقال في معدن صدق، يعني: يقال فلان في معدن صدق إذا كان مستمرا عليه ولا يبرح عنه كأنّه صار معدنا للصدق. قوله: في منبت صدق، بفتح الميم وسكون النّون وكسر الباء الموحدة، اسم لموضع النّبات، ويقال: لمكان يستقرّ فيه النبت هذا منبت صدق، وقالوا في تفسير قوله تعالى: {في مقعد صدق} (القمر: 55) أي: مكان مرضي، والصدق هنا كناية عن استمرار الرّضا فيه). [عمدة القاري: 18/255]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: {في جنات} ({عدن}) [التوبة: 72] أي (خلد) بضم الخاء المعجمة وسكون اللام يقال (عدنت بأرض أي أقمت) بها (ومنه معدن) وهو الموضع الذي يستخرج منه الذهب والفضة ونحوهما (ويقال) فلان (في معدن صدق) أي (في منبت صدق) كأنه صار معدنًا له للزومه له وسقط لأبي ذر من عدنت الخ). [إرشاد الساري: 7/139]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وعد اللّه المؤمنين والمؤمنات جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ ورضوانٌ مّن اللّه أكبر ذلك هو الفوز العظيم}.
يقول تعالى ذكره: وعد اللّه الّذين صدّقوا اللّه ورسوله وأقرّوا به وبما جاء به من عند اللّه من الرّجال والنّساء.
{جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} يقول: بساتين تجري تحت أشجارها الأنهار. {خالدين فيها} يقول: لابثين فيها أبدًا مقيمين لا يزول عنهم نعيمها. ولا يبيد. {ومساكن طيّبةً} يقول: ومنازل يسكنونها طيّبةً. وطيبها.
- كما حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا إسحاق بن سليمان، عن الحسن، قال: سألت عمران بن حصينٍ وأبا هريرة عن آيةٍ، في كتاب اللّه تبارك وتعالى: {ومساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ} فقالا: على الخبير سقطت، سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: قصرٌ في الجنّة من لؤلؤٍ، فيه سبعون دارًا من ياقوتةٍ حمراء، في كلّ دارٍ سبعون بيتًا من زمرّدةٍ خضراء، في كلّ بيتٍ سبعون سريرًا.
- حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، قال: حدّثنا قرّة بن حبيبٍ، عن جسر بن فرقدٍ، عن الحسن، عن عمران بن حصينٍ، وأبي هريرة، قالا: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية: {ومساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ} قال: قصرٌ من لؤلؤةٍ، في ذلك القصر سبعون دارًا من ياقوتةٍ حمراء، في كلّ دارٍ سبعون بيتًا من زبرجدةٍ خضراء، في كلّ بيتٍ سبعون سريرًا، على كلّ سريرٍ فراشًا من كلّ لونٍ، على كلّ فراشٍ زوجةٌ من الحور العين، في كلّ بيتٍ سبعون مائدةً، على كلّ مائدةٍ سبعون لونًا من طعامٍ، في كلّ بيتٍ سبعون وصيفةً، ويعطى المؤمن من القوّة في غداةٍ واحدةٍ ما يأتي على ذلك كلّه أجمع.
وأمّا قوله: {في جنّات عدنٍ} فإنّه يعني: وهذه المساكن الطّيّبة الّتي وصفها جلّ ثناؤه في جنّات عدنٍ وفي من صلة مساكن.
وقيل: جنّات عدنٍ؛ لأنّها بساتين خلدٍ وإقامةٍ لا يظعن منها أحدٌ.
وقيل: إنّما قيل لها جنّات عدنٍ؛ لأنّها دار اللّه الّتي استخلصها لنفسه ولمن شاء من خلقه، من قول العرب: عدن فلانٍ بأرض كذا، إذا أقام بها وخلد بها، ومنه المعدن، ويقال: هو في معدن صدقٍ، يعني به أنّه في أصلٍ ثابتٍ، وقد أنشد بعض الرّواة بيت الأعشى:
وإن تستضيفوا إلى حكمه = تضافوا إلى راجحٍ قد عدن
وينشد: قد وزن.
وكالّذي قلنا في ذلك، كان ابن عبّاسٍ وجماعةٌ معه فيما ذكر يتأوّلونه.
- حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد، قال: حدّثنا عتّاب بن بشيرٍ، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {جنّات عدنٍ} قال: معدن الرّجل الّذي يكون فيه.
- حدّثنا محمّد بن سهل بن عسكرٍ، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: حدّثنا اللّيث بن سعدٍ عن زيادة بن محمّدٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن فضالة بن عبيدٍ، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه يفتح الذّكر في ثلاث ساعاتٍ يبقين من اللّيل: في السّاعة الأولى منهنّ ينظر في الكتاب الّذي لا ينظر فيه أحدٌ غيره فيمحو ما يشاء ويثبت، ثمّ ينزل في السّاعة الثّانية إلى جنّة عدنٍ، وهي داره الّتي لم ترها عينٌ ولم تخطر على قلب بشرٍ، وهي مسكنه، ولا يسكن معه من بني آدم غير ثلاثةٍ: النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء، ثمّ يقول: طوبى لمن دخلك. وذكر في السّاعة الثّالثة.
- حدّثني موسى بن سهلٍ، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا اللّيث بن سعدٍ، قال: حدّثنا زيادة بن محمّدٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن فضالة بن عبيدٍ، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: عدنٌ داره يعني دار اللّه الّتي لم ترها عينٌ ولم تخطر على قلب بشرٍ، وهي مسكنه، ولا يسكنها معه من بني آدم غير ثلاثٍ: النّبيّين، والصّدّيقين، والشّهداء، يقول اللّه تبارك وتعالى: طوبى لمن دخلك.
وقال آخرون: معنى {جنّات عدنٍ} جنّات أعنابٍ وكرومٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أحمد بن أبي سريجٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا زكريّا بن عديٍّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عمرٍو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، أنّ ابن عبّاسٍ سأل كعبًا عن {جنّات عدنٍ}، فقال: هي الكروم والأعناب بالسّريانيّة.
وقال آخرون: هي اسمٌ لبطنان الجنّة ووسطها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا حميد بن مسعدة، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل، قال: حدّثنا شعبة، عن سليمان الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، قال: عدنٌ: بطنان الجنّة.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، قالا: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيان، وشعبة، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، في قوله: {جنّات عدنٍ} قال: بطنان الجنّة. قال ابن بشّارٍ في حديثه: فقلت: ما بطنانها؟ وقال ابن المثنّى، في حديثه: فقلت للأعمش: ما بطنان الجنّة؟ قال: وسطها.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة وأبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه: {جنّات عدنٍ} قال: بطنان الجنّة.
- قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، بمثله.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، عن سليمان، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه مثله.
- حدّثنا أحمد بن أبي سريجٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى وعبد اللّه بن مرّة عنهما جميعًا، أو عن أحدهما، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه: {جنّات عدنٍ} قال: بطنان الجنّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ في قول اللّه: {جنّات عدنٍ} قال: بطنان الجنّة.
وقال آخرون: عدنٌ: اسمٌ لقصرٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن سعيدٍ الكنديّ، قال: حدّثنا عبدة أبو غسّان، عن عون بن موسى الكنانيّ، عن الحسن، قال: جنّات عدنٍ، وما أدراك ما جنّات عدنٍ، قصرٌ من ذهبٍ لا يدخله إلاّ نبيّ أو صدّيقٌ أو شهيدٌ أو حكمٌ عدلٌ. ورفع به صوته.
- حدّثنا أحمد بن أبي سريجٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن عاصمٍ، قال: حدّثنا عون بن موسى، قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن، يقول: جنّات عدنٍ، وما أدراك ما جنّات عدنٍ، قصرٌ من ذهبٍ، لا يدخله إلاّ نبيّ أو صدّيقٌ، أو شهيدٌ، أو حكمٌ عدلٌ ورفع الحسن به صوته.
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن نافع بن عاصمٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: إنّ في الجنّة قصرًا يقال له: عدنٌ، حوله البروج والمروج، له خمسون ألف بابٍ على كلّ بابٍ حبرةٌ، لا يدخله إلاّ نبيّ أو صدّيقٌ.
- حدّثنا الحسن بن ناصحٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، عن يعلى بن عطاءٍ، قال: سمعت يعقوب بن عاصمٍ يحدّث، عن عبد اللّه بن عمرٍو: أنّ في الجنّة قصرًا يقال له عدنٌ، له خمسة آلاف بابٍ، على كلّ بابٍ خمسة آلاف حبرةٍ، لا يدخله إلاّ نبيّ أو صدّيقٌ أو شهيدٌ.
وقيل: هي مدينة الجنّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن عبد الرّحمن المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {في جنّات عدنٍ} قال: هي مدينة الجنّة، فيها الرّسل والأنبياء والشّهداء وأئمّة الهدى، والنّاس حولهم بعد، والجنّات حولها.
وقيل: إنّه اسم نهرٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن المحاربيّ، عن واصل بن السّائب الرّقاشيّ، عن عطاءٍ، قال: عدنٌ: نهرٌ في الجنّة، جنّاته على حافتيه.
وأمّا قوله: {ورضوانٌ من اللّه أكبر} فإنّ معناه ورضا اللّه عنهم أكبر من ذلك كلّه، وبذلك جاء الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن مالك بن أنسٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه يقول لأهل الجنّة: يا أهل الجنّة، فيقولون: لبّيك ربّنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك، فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا ربّ وأيّ شيءٍ أفضل من ذلك؟ قال: أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثني يعقوب، عن حفصٍ، عن شمرٍ، قال: يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرّجل الشّاحب إلى الرّجل، حين ينشقّ عنه قبره، فيقول: أبشر بكرامة اللّه، أبشر برضوان اللّه، فيقول مثلك من يبشّر بالخير، ومن أنت؟ فيقول: أنا القرآن الّذي كنت أسهر ليلك، وأظمئ نهارك. فيحمله على رقبته، حتّى يوافي به ربّه، فيمثل بين يديه، فيقول: يا ربّ عبدك هذا اجزه عنّي خيرًا، فقد كنت أسهر ليله، وأظمئ نهاره، وآمره فيطيعني، وأنهاه فيطيعني، فيقول الرّبّ تبارك وتعالى: فله حلّة الكرامة، فيقول: أي ربّ زده، فإنّه أهل ذلك، فيقول: فله رضواني، قال: ورضوانٌ من اللّه أكبر.
وابتدئ الخبر عن رضوان اللّه للمؤمنين والمؤمنات أنّه أكبر من كلّ ما ذكر جلّ ثناؤه، فرفع، وإن كان الرّضوان فيما قد وعدهم، ولم يعطف به في الإعراب على الجنّات والمساكن الطّيّبة، ليعلم بذلك تفضيل اللّه رضوانه عن المؤمنين على سائر ما قسم لهم من فضله وأعطاهم من كرامته، نظير قول القائل في الكلام الآخر أعطيتك ووصلتك بكذا، وأكرمتك، ورضاي بعد عنك أفضل ذلك.
هذه الأشياء الّتي وعدت المؤمنين والمؤمنات، {هو الفوز العظيم}، يقول: هو الظّفر العظيم والنّجاء الجسيم؛ لأنّهم ظفروا بكرامة الأبد، ونجوا من الهوان في السّفر، فهو الفوز العظيم الّذي لا شيء أعظم منه). [جامع البيان: 11/557-565]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وعد اللّه المؤمنين والمؤمنات جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ ورضوانٌ من اللّه أكبر ذلك هو الفوز العظيم (72)
قوله تعالى: وعد اللّه المؤمنين والمؤمنات جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
قد تقدّم تفسيره غير مرّةٍ.
قوله تعالى: ومساكن طيبةً.
- حدّثنا أبي ثنا عبد الصّمد بن عبد العزيز المقرئ ثنا جسرٌ عن الحسن قال: سألت عمران بن حصينٍ عن تفسير ومساكن طيبةً في جنّات عدنٍ ورضوانٌ من اللّه أكبر قال: على الخبير سقطت، سألت عنها رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم- فقال: قصرٌ من لؤلؤةٍ في الجنّة، في ذلك القصر سبعون دارًا من ياقوتةٍ حمراء، في كلّ دارٍ سبعون بيتًا من زمرّدةٍ خضراء، في كلّ بيتٍ سبعون سريرًا، على كلّ سريرٍ سبعون فراشًا من كلّ لونٍ، على كلّ فراشٍ امرأةٌ من الحور العين، في كلّ بيتٍ سبعون مائدةً في كلّ مائدةٍ سبعون لونًا من كلّ طعامٍ، في كلّ بيتٍ سبعون وصيفًا ووصيفةً فيعطى المؤمن من القوّة في كلّ غداةٍ ما يأتي على ذلك كلّه.
- حدّثنا أبي ثنا أبو اليمان ثنا صفوان بن عمرٍو عن سليم بن عامرٍ عن رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: الجنّة مائة درجةٍ، درجةٌ من فضّةٍ أرضها فضّةٌ ومساكنها فضّةٌ وآنيتها فضّةٌ، وترابها مسكٌ والثّانية: من ذهبٍ، أرضها ذهبٌ ومساكنها ذهبٌ، وآنيتها ذهبٌ، وترابها مسكٌ وسبعةٍ وتسعين بعد ذلك ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشرٍ.
قوله تعالى: في جنّات عدنٍ.
- حدّثنا عمرٌو الأوديّ ثنا وكيعٌ عن سفيان عن منصورٍ عن أبي الضّحى عن مسروقٍ عن عبد اللّه قال: جنّات عدنٍ قال: بطنان الجنّة يعني: وسطها.
- حدّثنا أبي ثنا النّفيليّ ثنا محمّد بن سلمة عن خصيفٍ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ في قوله: جنّات عدنٍ قال: معدنهم فيها أبدًا.
قوله تعالى: ورضوانٌ من اللّه أكبر.
- حدّثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ ثنا عبد اللّه بن لهيعة ثنا عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: ورضوانٌ من اللّه أكبر يعني: إذا أخبروا أنّ اللّه عنهم راضٍ فهو أكبر عندهم من التحف والتّسليم.
قوله تعالى: ذلك
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى ثنا هارون بن حاتمٍ ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ قوله: ذلك يعني: هذا.
قوله تعالى هو الفوز
- قرأت على محمّد بن الفضل بن موسى ثنا محمّد بن عليٍّ ثنا محمّد بن مزاحمٍ عن بكير بن معروفٍ عن مقاتل بن حيّان قوله: فوزا يقول: نصيبًا.
قوله تعالى: العظيم
- حدّثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ ثنا عبد اللّه بن لهيعة ثنا عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ عظيما: وافرًا). [تفسير القرآن العظيم: 6/1839-1841]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ومساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ} [التوبة: 72].
- عن الحسن قال: «لقيت عمران بن حصينٍ وأبا هريرة فسألتهما عن تفسير هذه الآية {ومساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ} [التوبة: 72] قالا: على الخبير سقطت، سألنا عنها رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقال: " قصرٌ من درّةٍ، في ذلك القصر سبعون ألف دارٍ من زمرّدةٍ خضراء، في كلّ بيتٍ منها سبعون سريرًا، على كلّ سريرٍ سبعون فراشًا من كلّ لونٍ، على كلّ فراشٍ امرأةٌ من الحور العين، في كلّ بيتٍ مائدةٌ على كلّ مائدةٍ سبعون لونًا، في كلّ بيتٍ سبعون وصيفًا أو وصيفةً، يعطى من القوّة ما يأتي على ذلك كلّه في غداةٍ واحدةٍ».
رواه البزّار والطّبرانيّ في الأوسط، وفيه جسر بن فرقدٍ وهو ضعيفٌ، وقد وثّقه سعيد بن عامرٍ، وبقيّة رجال الطّبرانيّ ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/30-31]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا إبراهيم بن المستمرّ العروقيّ، ثنا أبو همّامٍ محمّد بن محبّبٍ، ثنا جسر بن فرقدٍ، عن يحيى بن سعيدٍ ابن أخي الحسن، عن الحسن، قال: لقيت عمران بن حصينٍ وأبا هريرة فسألتهما عن تفسير هذه الآية: {ومساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ} [التوبة: 72] قالا: على الخبير سقطت، سألنا عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «قصرٌ من درّةٍ، في ذلك القصر سبعون ألف دارٍ من زمرّدةٍ خضراء، في كلّ بيتٍ منها سبعون سريرًا، على كلّ سريرٍ سبعون فراشًا من كلّ لونٍ، على كلّ فراشٍ امرأةٌ من الحور العين، في كلّ بيتٍ مائدةٌ، على كلّ مائدةٍ سبعون لونًا، في كلّ بيتٍ سبعون وصيفًا أو وصيفةً يعطى من القوّة ما يأتي على ذلك كلّه في غداةٍ واحدةٍ».
قال البزّار: لا نعلم أحدًا رواه مرفوعًا إلا عمران، وأبو هريرة، ولا نعلم لهما طريقًا إلا هذا، وجسرٌ ليّن الحديث، وقد حدّث عنه أهل العلم، والحسن فلا يصحّ سماعه، عن أبي هريرة من رواية الثّقات). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/51-52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن الحسن قال: سألت عمران بن حصين وأبا هريرة عن تفسير {ومساكن طيبة في جنات عدن} قالا: على الخبير سقطت، سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قصر من لؤلؤة في الجنة في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش امرأة من الحور العين في كل بيت سبعون مائدة في كل مائدة سبعون لونا من كل طعام في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة فيعطى المؤمن من القوة في كل غداة ما يأتي على ذلك كله
وأخرج ابن أبي حاتم عن سليم بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجنة مائة درجة: فأولها من فضة أرضها فضة ومساكنها فضة وآنيتها فضة وترابها مسك، والثانية من ذهب أرضها ذهب ومساكنها ذهب وآنيتها ذهب وترابها مسك، والثالثة لؤلؤ أرضها لؤلؤ وآنيتها لؤلؤ وترابها مسك، وسبع وتسعون بعد ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حازم قال: إن الله ليعد للعبد من عبيده في الجنة لؤلؤة مسيرة أربعة برد أبوابها وغرفها ومغاليقها ليس فيها قضم ولا قصم والجنة مائة درجة: فثلاث منها ورق وذهب ولؤلؤ وزبرجد وياقوت وسبع وتسعون لا يعلمهما إلا الذي خلقها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل له ألف قصر ما بين كل قصرين مسيرة سنة يرى أقصاها كما يرى أدناها في كل قصر من الحور العين والرياحين والولدان ما يدعو شيئا إلا أتي به.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مغيث بن سمي قال: إن في الجنة قصورا من ذهب وقصورا من فضة وقصورا من ياقوت وقصورا من زبرجد جبالها المسك وترابها الورس والزعفران.
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: إن في الجنة ياقوتة ليس فيها صدع ولا وصل وفيها سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألفا من الحور العين لا يدخلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل أو محكم في نفسه، قيل لكعب: وما المحكم في نفسه قال: الرجل يأخذه العدو فيحكمونه بين أن يكفر أو يلزم الإسلام فيقتل فيختار أن يلزم الإسلام.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {جنات عدن} قال: معدن الرجل الذي يكون فيه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {جنات عدن} قال: معدنهم فيها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن معدان قال: إن الله خلق في الجنة جنة عدن دملج لؤلؤة وغرس فيها قضيبا ثم قال لها: امتدي حتى أرضى، ثم قال لها: أخرجي ما فيك من الأنهار والثمار ففعلت، فقالت (قد أفلح المؤمنون) (المؤمنون الآية 1)
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله {ورضوان من الله أكبر} يعني إذا أخبروا أن الله عنهم راض فهو أكبر عندهم من التحف والتسليم.
وأخرج ابن مردويه، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله: هل تشتهون شيئا فأزيدكم قالوا: يا ربنا وهل بقي شيء إلا قد أنلتناه فيقول: نعم، رضائي فلا أسخط عليكم أبدا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبد الملك الجهني قال: قال رسول الله لنعيم أهل الجنة برضوان الله عنهم أفضل من نعيمهم بما في الجنان.
وأخرج أبو الشيخ عن شمر بن عطية قال: يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرجل الشاحب حين ينشق عنه قبره فيقول: أبشر بكرامة الله تعالى، قال: فله حلة الكرامة، فيقول: يا رب زدني، فيقول: رضواني ورضوان من الله أكبر.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك يا ربنا وسعديك والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم فيقولون: ربنا وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطه أحدا من خلقك فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك قال: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا.
وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال: بلغني أنا أبا بكر الصديق كان يقول في دعائه: اللهم أسألك الذي هو خير في عاقبة الخير اللهم اجعل آخر ما تعطيني الخير رضوانك والدرجات العلى في جنات النعيم). [الدر المنثور: 7/438-442]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 03:07 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) )

تفسير قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ورضوانٌ مّن اللّه أكبر...}
رفع بالأكبر، وعدل عن أن ينسق على ما قبله وهو مما قد وعدهم الله تبارك وتعالى، ولكنه أوثر بالرفع لتفضيله؛ كما تقول في الكلام: قد وصلتك بالدراهم والثياب، وحسن رأيي خير لك من ذلك). [معاني القرآن: 1/446]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في جنّات عدنٍ} أي خلد، يقال عدن فلان بأرض كذا وكذا
أي أقام بها وخلد بها، ومنه المعدن، ويقلل هو في معدن صدق، أي في أصل ثابت، وقال الأعشى:
وإن يستضيفوا إلى حلمه..=. يضافوا إلى راجحٍ قد عدن
أي رزين لا يستخفّ). [مجاز القرآن: 1/263-264]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وعد اللّه المؤمنين والمؤمنات جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيّبة في جنّات عدن ورضوان من اللّه أكبر ذلك هو الفوز العظيم}
{ورضوان}.
وتقرأ ورضوان ورضوان، وهما جميعا عن عاصم.
ومعنى {ورضوان من اللّه أكبر}، أي أكبر مما هم فيه من النعيم). [معاني القرآن: 2/461]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 03:13 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) }

تفسير قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والعَدْن الإقامة يقال عدن بالمكان يعدن به عدنا إذا أقام به ومنه: {جنات عَدْن} أي: جنات إقامة ومنه سمي المعدن معدنا لأن أهله يقيمون به وعَدَن اسم بلد باليمن). [إصلاح المنطق: 56]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال أركت الإبل بمكان كذا وكذا أي لزمت المكان فلم تبرح وعدنت بمكان كذا وكذا أي أقامت ومنه: {جنات عدن} أي جنات إقامة ومنه سمي المعدن معدنا لأن الناس يقيمون به في الصيف والشتاء وقال غير الأصمعي: أركت أقامت في الأراك هكذا قرأه وكان في كتابه قال: وأظنه الأراك وهو الحمض). [إصلاح المنطق: 425]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (وعدن يعدن عدنًا، وزاد اللحياني: وعدونًا، ومنه قيل: جنة عدن أي جنة إقامة، وإبل عوادن إذا أقامت في موضع، قال يعقوب: ومنه المعدن، لأن الناس يقيمون فيه في الشتاء والصيف، إنما قيل له معدن لثبات ذلك الجوهر فيه، قال العجاج:
من معدن الصّيران عدمليّ
يعني كناسًا فيه وثبات البقر). [الأمالي: 2/200]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 جمادى الأولى 1434هـ/13-03-2013م, 06:26 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 جمادى الأولى 1434هـ/13-03-2013م, 06:28 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 شعبان 1435هـ/20-06-2014م, 09:36 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 شعبان 1435هـ/20-06-2014م, 09:36 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولما فرغ من ذكر المنافقين بالأشياء التي ينبغي أن تصرف عن النفاق وتنهى عنه عقب ذلك بذكر المؤمنين بالأشياء التي ترغب في الإيمان وتنشط إليه تلطفا منه تعالى بعباده لا رب غيره، وذكرت هنا «الولاية» إذ لا ولاية بين المنافقين لا شفاعة لهم ولا يدعو بعضهم لبعض وكان المراد هنا الولاية في الله خاصة، وقوله بالمعروف يريد بعبادة الله وتوحيده وكل ما اتبع ذلك، وقوله عن المنكر يريد عن عبادة الأوثان وكل ما اتبع ذلك، وذكر الطبري عن أبي العالية أنه قال كل ما ذكر الله في القرآن من الأمر بالمعروف فهو دعاء من الشرك إلى الإسلام وكل ما ذكر من النهي عن المنكر فهو النهي عن عبادة الأوثان والشياطين، وقال ابن عباس في قوله ويقيمون الصّلاة هي الصلوات الخمس.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وبحسب هذا تكون الزّكاة المفروضة، والمدح عندي بالنوافل أبلغ، إذ من يقيم النوافل أحرى بإقامة الفرض، وقوله ويطيعون اللّه ورسوله جامع للمندوبات، والسين في قوله سيرحمهم مدخلة في الوعد مهلة لتكون النفوس تنعم برجائه، وفضله تعالى زعيم بالإنجاز). [المحرر الوجيز: 4/ 360-361]

تفسير قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى وعد اللّه المؤمنين الآية، وعد في هذه الآية صريحة في الخير، وقوله من تحتها إما من تحت أشجارها وإما من تحت علياتها وإما من تحتها بالإضافة إلى مبدأ كما تقول في دارين متجاورتين متساويتي المكان هذه تحت هذه، وذكر الطبري في قوله ومساكن طيّبةً عن الحسن أنه قال سألت عنها عمران بن الحصين وأبا هريرة فقالا على الخبير سقطت، سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قصر في الجنة من اللؤلؤ فيه سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريرا، ونحو هذا مما يشبه هذه الألفاظ أو يقرب منها فاختصرتها طلب الإيجاز، وأما قوله في جنّات عدنٍ فمعناه في جنات إقامة وثبوت يقال عدن الشيء في المكان إذا أقام به وثبت، ومنه المعدن أي موضع ثبوت الشيء، ومنه قول الأعشى:
وإن يستضيفوا إلى حلمه = يضافوا إلى راجح قد عدن
هذا الكلام اللغوي، وقال كعب الأحبار جنّات عدنٍ هي بالفارسية جنات الكروم والأعناب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وأظن هذا وهما اختلط بالفردوس، وقال الضحاك جنّات عدنٍ هي مدينة الجنة وعظمها فيها الأنبياء والعلماء والشهداء وأئمة العدل والناس حولهم بعد، والجنات حولها، وقال ابن مسعود: «عدن» هي بطنان الجنة وسرتها، وقال عطاء: «عدن» نهر في الجنة جناته على حافته، وقال الحسن: «عدن» قصر في الجنة لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل ومد بها صوته.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والآية تأبى هذا التخصيص إذ قد وعد الله بها جمع المؤمنين، وأما قوله ورضوانٌ من اللّه أكبر فروي فيه أن الله عز وجل يقول لعباده إذا استقروا في الجنة هل رضيتم؟ فيقولون وكيف لا نرضى يا ربنا؟ فيقول إني سأعطيكم أفضل من هذا كله، رضواني أرضى عليكم فلا أسخط عليكم أبدا، الحديث، وقوله أكبر يريد أكبر من جميع ما تقدم، ومعنى الآية والحديث متفق، وقال الحسن بن أبي الحسن وصل إلى قلوبهم برضوان الله من اللذة والسرور ما هو ألذ عندهم وأقر لأعينهم من كل شيء أصابوه من لذة الجنة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويظهر أن يكون قوله تعالى: ورضوانٌ من اللّه أكبر إشارة إلى منازل المقربين الشاربين من تسنيم والذين يرون كما يرى النجم الفائر في الأفق، وجميع من في الجنة راض والمنازل مختلفة، وفضل الله تعالى متسع، والفوز النجاة والخلاص ومن أدخل الجنّة فقد فاز [آل عمران: 185] والمقربون هم في الفوز العظيم، والعبارة عندي عن حالهم بسرور وكمال أجود من العبارة عنها بلذة، واللذة أيضا مستعملة في هذا). [المحرر الوجيز: 4/ 361-363]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 شعبان 1435هـ/20-06-2014م, 09:36 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 شعبان 1435هـ/20-06-2014م, 09:36 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة ويطيعون اللّه ورسوله أولئك سيرحمهم اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ (71)}
لمّا ذكر [اللّه] تعالى صفات المنافقين الذّميمة، عطف بذكر صفات المؤمنين المحمودة، فقال: {بعضهم أولياء بعضٍ} أي: يتناصرون ويتعاضدون، كما جاء في الصحيح: "المؤمن للمؤمن كالبنان يشدّ بعضه بعضًا" وشبّك بين أصابعه وفي الصّحيح أيضًا: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"
وقوله: {يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} كما قال تعالى: {ولتكن منكم أمّةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} [آل عمران:104]
وقوله تعالى: {ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة} أي: يطيعون اللّه ويحسنون إلى خلقه، {ويطيعون اللّه ورسوله} أي: فيما أمر، وترك ما عنه زجر، {أولئك سيرحمهم اللّه} أي: سيرحم اللّه من اتّصف بهذه الصّفات، {إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ} أي: عزيزٌ، من أطاعه أعزّه، فإنّ العزّة للّه ولرسوله وللمؤمنين، {حكيمٌ} في قسمته هذه الصّفات لهؤلاء، وتخصيصه المنافقين بصفاتهم المتقدّمة، فإنّ له الحكمة في جميع ما يفعله، تبارك وتعالى). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 174-175]

تفسير قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وعد اللّه المؤمنين والمؤمنات جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ ورضوانٌ من اللّه أكبر ذلك هو الفوز العظيم (72)}
يخبر تعالى بما أعدّه للمؤمنين به والمؤمنات من الخيرات والنّعيم المقيم في {جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها} أي: ماكثين فيها أبدًا، {ومساكن طيّبةً} أي: حسنة البناء، طيّبة القرار، كما جاء في الصّحيحين من حديث أبي عمران الجونيّ، عن أبي بكر بن أبي موسى عبد اللّه بن قيسٍ الأشعريّ، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "جنّتان من ذهبٍ آنيتهما وما فيهما، وجنّتان من فضّةٍ آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربّهم إلّا رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدنٍ"
وبه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للمؤمن في الجنّة لخيمة من لؤلؤةٍ واحدةٍ مجوّفة، طولها ستّون ميلًا في السّماء، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم، لا يرى بعضهم بعضًا" أخرجاه
وفي الصّحيحين أيضًا، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من آمن باللّه ورسوله، وأقام الصّلاة وصام رمضان، فإنّ حقًّا على اللّه أن يدخله الجنّة، هاجر في سبيل اللّه، أو جلس في أرضه الّتي ولد فيها". قالوا: يا رسول اللّه، أفلا نخبر النّاس؟ قال: "إنّ في الجنّة مائة درجةٍ، أعدّها اللّه للمجاهدين في سبيله، بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض، فإذا سألتم اللّه فاسألوه الفردوس، فإنّه أعلى الجنّة وأوسط الجنّة، ومنه تفجّر أنهار الجنّة، وفوقه عرش الرّحمن"
وعند الطّبرانيّ والتّرمذيّ وابن ماجه، من رواية زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن معاذ بن جبلٍ، رضي اللّه عنه: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول = فذكر مثله
وللتّرمذيّ عن عبادة بن الصامت، مثله
وعن أبي حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أهل الجنّة ليتراءون الغرفة في الجنّة، كما تراؤون الكوكب في السّماء". أخرجاه في الصّحيحين
ثمّ ليعلم أنّ أعلى منزلةٍ في الجنّة مكانٌ يقال له: "الوسيلة" لقربه من العرش، وهو مسكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الجنّة، كما قال الإمام أحمد [بن حنبلٍ]
حدّثنا عبد الرازق، أخبرنا سفيان، عن ليثٍ، عن كعبٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا صلّيتم عليّ فسلوا اللّه لي الوسيلة" قيل: يا رسول اللّه، وما الوسيلة؟ قال: "أعلى درجةٍ في الجنّة، لا ينالها إلّا رجلٌ واحدٌ، وأرجو أن أكون أنا هو"
وفي صحيح مسلمٍ، من حديث كعب بن علقمة، عن عبد الرّحمن بن جبير، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص؛ أنّه سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إذا سمعتم المؤذّن فقولوا مثل ما يقول، ثمّ صلّوا عليّ، فإنّه من صلّى عليّ صلاةً صلّى اللّه عليه بها عشرًا، ثمّ سلوا لي الوسيلة، فإنّها منزلةٌ في الجنّة لا تنبغي إلّا لعبدٍ من عباد اللّه، وأرجو أنّي أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشّفاعة يوم القيامة"
[وفي صحيح البخاريّ، من حديث محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من قال حين يسمع النّداء: اللّهمّ ربّ هذه الدّعوة التّامّة والصّلاة القائمة، آت محمّدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الّذي وعدته، إلّا حلت له الشّفاعة يوم القيامة"]
وقال الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا أحمد بن عليٍّ الأبّار، حدّثنا الوليد بن عبد الملك الحرّانيّ، حدّثنا موسى بن أعين، عن ابن أبي ذئبٍ، عن محمّد بن عمرو بن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "سلوا اللّه لي الوسيلة، فإنه لم يسألها لي عبد في الدّنيا إلّا كنت له شهيدًا -أو شفيعًا -يوم القيامة"
وفي مسند الإمام أحمد، من حديث سعدٍ أبي مجاهدٍ الطّائيّ، عن أبي المدله، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قلنا: يا رسول اللّه، حدّثنا عن الجنّة، ما بناؤها؟ قال: "لبنة ذهبٍ، ولبنة فضّةٍ، وملاطها المسك، وحصباؤها اللّؤلؤ والياقوت، وترابها الزّعفران، من يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه"
وروي عن ابن عمر مرفوعا، نحوه
وعند التّرمذيّ من حديث عبد الرّحمن بن إسحاق، عن النّعمان بن سعدٍ، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ في الجنّة لغرفا يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها". فقام أعرابيٌّ فقال: يا رسول اللّه، لمن هي؟ فقال: "لمن طيّب الكلام، وأطعم الطّعام، وأدام الصّيام، وصلّى باللّيل والنّاس نيامٌ"
ثمّ قال: حديثٌ غريبٌ.
ورواه الطّبرانيّ، من حديث عبد اللّه بن عمرٍو وأبي مالكٍ الأشعريّ، كلٌّ منهما عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، بنحوه وكلٌّ من الإسنادين جيّدٌ حسنٌ، وعنده أنّ السّائل هو "أبو مالكٍ"، فاللّه أعلم.
وعن أسامة بن زيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ألا هل مشمّر إلى الجنّة؟ فإنّ الجنّة لا خطر لها، هي -وربّ الكعبة -نورٌ يتلألأ وريحانةٌ تهتزّ، وقصرٌ مشيدٌ، ونهرٌ مطّرد، وثمرةٌ نضيجة، وزوجةٌ حسناء جميلة، وحلل كثيرةٌ، ومقامٌ في أبدٍ، في دارٍ سليمةٍ، وفاكهةٍ وخضرةٍ وحبرةٍ ونعمةٍ في محلّةٍ عاليةٍ بهيّةٍ". قالوا: نعم يا رسول اللّه، نحن المشمّرون لها، قال: "قولوا: إن شاء اللّه". فقال القوم: إن شاء اللّه. رواه ابن ماجه
وقوله تعالى: {ورضوانٌ من اللّه أكبر} أي: رضا اللّه عنهم أكبر وأجلّ وأعظم ممّا هم فيه من النّعيم، كما قال الإمام مالكٌ، رحمه اللّه، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدري، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ اللّه، عزّ وجلّ، يقول لأهل الجنّة: يا أهل الجنّة، فيقولون: لبّيك يا ربّنا وسعديك، والخير في يدك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربّ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك. فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا ربّ، وأيّ شيءٍ أفضل من ذلك؟ فيقول: أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا" أخرجاه من حديث مالكٍ
وقال أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحامليّ: حدّثنا الفضل الرّخاميّ، حدّثنا الفرياني، عن سفيان، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا دخل أهل الجنّة الجنّة قال اللّه، عزّ وجلّ: هل تشتهون شيئًا فأزيدكم؟ قالوا: يا ربّنا، ما خيرٌ ممّا أعطيتنا؟ قال: رضواني أكبر".
ورواه البزّار في مسنده، من حديث الثّوريّ وقال الحافظ الضّياء المقدسيّ في كتابه "صفة الجنّة": هذا عندي على شرط الصّحيح، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 175-178]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة