تفسير السلف
تفسير قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى وليجة قال هو الكفر والنفاق أو أحدهما). [تفسير عبد الرزاق: 1/268]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وليجةً} [التوبة: 16] : «كلّ شيءٍ أدخلته في شيءٍ»). [صحيح البخاري: 6/63]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وليجةً كلّ شيءٍ أدخلته في شيءٍ تقدّم في بدء الخلق وسقط هو والّذي قبله لأبي ذرٍّ). [فتح الباري: 8/314]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ وليجة كلّ شيءٍ أدخلته في شيءٍ)
لم يثبت لفظ باب: في كثير من النّسخ ولا ثبت لفظ وليجة في رواية أبي ذر، ولا الّذي قبله، وأشار به إلى قوله تعالى: {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعلمون} (التّوبة: 16) وفسّر: وليجة بقوله: كل شيء أدخلته في شيء وروى كذلك عن الرّبيع قال ابن أبي حاتم، حدثنا كثير بن شهاب القزويني حدثنا محمّد يعني ابن سعيد حدثنا أبو جعفر عنه، وفي التّفسير، وليجة أي: بطانة ودخيلة، يعني الّذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله. ولا المؤمنين وليجة أي: بطالة بل هم في الظّاهر والباطن على النصح لله ولرسوله). [عمدة القاري: 18/254]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وليجة}) يريد قوله تعالى: {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} [التوبة: 16] (كل شيء أدخلته في شيء) وهي فعيلة من الولوج كالدخيلة وهي نظير البطانة والداخلة والمعنى لا ينبغي أن يوالوهم ويفشوا إليهم أسرارهم وسقط قوله وليجة الخ لأبي ذر وثبت لغيره). [إرشاد الساري: 7/138-139]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً واللّه خبيرٌ بما تعملون}.
يقول تعالى ذكره للمؤمنين الّذين أمرهم بقتال هؤلاء المشركين، الّذين نقضوا عهدهم الّذي بينهم وبينه بقوله: {قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم} الآية، حاضًّا على جهادهم: أم حسبتم أيّها المؤمنون أن يترككم اللّه بغير محنةٍ يمتحنكم بها وبغير اختبارٍ يختبركم به، فيعرف الصّادق منكم في دينه من الكاذب فيه. {ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا} يقول: أحسبتم أن تتركوا بغير اختبارٍ يعرف به أهل ولايته المجاهدين منكم في سبيله، من المضيّعين أمر اللّه في ذلك المفرّطين. {ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله} يقول: ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم، والّذين لم يتّخذوا من دون اللّه ولا من دون رسوله، ولا من دون المؤمنين {وليجةً} هو الشّيء يدخل في آخر غيره، يقال منه: ولج فلانٌ في كذا يلجه فهو وليجةٌ.
ٍوإنّما عنى بها في هذا الموضع: البطانة من المشركين، نهى اللّه المؤمنين أن يتّخذوا من عدوّهم من المشركين أولياء يفشون إليهم أسرارهم. {واللّه خبيرٌ بما تعملون} يقول: واللّه ذو خبرةٍ بما تعملون من اتّخاذكم من دون اللّه ودون رسوله والمؤمنين به أولياء وبطانةً بعد ما قد نهاكم عنه، لا يخفى ذلك عليه ولا غيره من أعمالكم، واللّه مجازيكم على ذلك إن خيرًا فخيرٌ وإن شرًّا فشرٌّ.
وبنحو الّذي قلت في معنى الوليجة قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {ولا المؤمنين وليجةً} يتولّجها من الولاية للمشركين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع: {وليجةً} قال: دخلاً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أم حسبتم أن تتركوا} إلى قوله: {وليجةً} قال: أبي أن يدعهم دون التّمحيص، وقرأ: {أم حسبتم أن تتركوا} الجنّة {ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم} وقرأ: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم} {ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم} الآيات كلّها، أخبرهم أن لا يتركهم حتّى يمحّصهم ويختبرهم، وقرأ {الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون} لا يختبرون {ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} أبى اللّه إلاّ أن يمحّص.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن: {وليجةً} قال: هو الكفر والنّفاق، أو قال أحدهما.
وقيل: {أم حسبتم} ولم يقل: أحسبتم؛ لأنّه من الاستفهام المعترض في وسط الكلام، فأدخلت فيه أم ليفرّق بينه وبين الاستفهام المبتدأ، وقد بيّنت نظائر ذلك في غير موضعٍ من الكتاب). [جامع البيان: 11/372-374]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً واللّه خبيرٌ بما تعملون (16)
قوله تعالى: أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا
- حدّثنا محمّد بن العبّاس ثنا محمّد بن عمرٍو ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق قوله: ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم يقول: ولم أختبركم بالشدة، وأبتليكم بالمكاره.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ- فيما كتب إليّ- أنبأ أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قول اللّه أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم قال: أبى أن يدعهم دون التّمحيص وقرأ أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم
قوله تعالى: ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة
- حدّثنا أبو زرعة ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ بن عمارة عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عباس قوله: وليجة قال: الوليجة: البطانة من غير دينهم.
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن عبد الأعلى الصّنعانيّ ثنا محمّد بن ثورٍ عن معمرٍ عن الحسن وليجةً قال: هو الكفر والنّفاق، أو قال: أحدهما.
- حدّثنا كثير بن شهابٍ القزوينيّ ثنا محمّد بن سعيدٍ ثنا أبو جعفرٍ عن الرّبيع في قوله: وليجةً قال: دخلاءٌ.
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ- فيما كتب إليّ- ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قوله: ولا المؤمنين وليجةً قال: يتولّجها من الولاية للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 6/1764-1765]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 16
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} قال: أبى أن يدعهم دون التمحيص.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الوليجة: البطانة من غير دينهم.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وليجة} أي حنانة). [الدر المنثور: 7/257-258]
تفسير قوله تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون}.
يقول تعالى ذكره: ما ينبغي للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه وهم شاهدون على أنفسهم بالكفر. يقول: إنّ المساجد إنّما تعمر لعبادة اللّه فيها لا للكفر به، فمن كان باللّه كافرًا فليس من شأنه أن يعمر مساجد اللّه.
وأمّا شهادتهم على أنفسهم بالكفر، فإنّها كما:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر} يقول: ما ينبغي لهم أن يعمروها وأمّا {شاهدين على أنفسهم بالكفر} فإنّ النّصرانيّ يسأل: ما أنت؟ فيقول: نصرانيّ، واليهوديّ، فيقول: يهوديّ، والصّابئ، فيقول: صابئٌ، والمشرك يقول إذا سألته: ما دينك؟ فيقول: مشركٌ، لم يكن ليقوله أحدٌ إلاّ العرب.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو العنقزيّ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه} قال: يقول: ما كان ينبغي لهم أن يعمروها.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {شاهدين على أنفسهم بالكفر} قال: النّصرانيّ يقال له: ما أنت؟ فيقول: نصرانيّ، واليهوديّ يقال له: ما أنت؟ فيقول: يهوديّ، والصّابئ يقال له: ما أنت؟ فيقول: صابئٌ.
وقوله: {أولئك حبطت أعمالهم} يقول: بطلت وذهبت أجورها؛ لأنّها لم تكن للّه، بل كانت للشّيطان. {وفي النّار هم خالدون} يقول: ماكثون فيها أبدًا، لا أحياءً ولا أمواتًا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه} فقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة والكوفة: {مساجد اللّه} على الجمع.
وقرأ ذلك بعض المكّيّين والبصريّين: (مسجد اللّه). على التّوحيد، بمعنى المسجد الحرام.
وهم جميعًا مجمعون على قراءة قوله: {مساجد اللّه} على الجمع؛ لأنّه إذا قرئ كذلك احتمل معنى الواحد والجمع؛ لأنّ العرب قد تذهب بالواحد إلى الجمع وبالجمع إلى الواحد، كقولهم: عليه ثوبٌ أخلاقٍ). [جامع البيان: 11/374-375]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون (17)
قوله تعالى: ما كان للمشركين
- وبه عن السّدّيّ قوله: ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه يقول: ما ينبغي لهم أن يعمروه.
قوله تعالى: أن يعمروا مساجد اللّه
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا مسدّدٌ حدّثنا معتمرٌ عن عمران بن جديرٍ عن عكرمة في قوله: ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه قال: إنّما هو مسجدٌ واحدٌ قال: وقال: إنّ الصّفا والمروة من مساجد اللّه.
قوله تعالى: شاهدين على أنفسهم بالكفر
- أخبرنا أحمد بن عثمان- فيما كتب إليّ- ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قوله: شاهدين على أنفسهم بالكفر فإنّ النّصرانيّ يسأل: ما أنت؟ فيقول: نصرانيّ، واليهوديّ يقول: يهوديٌّ، والصّابئ يقول: صابئٌ، والمشرك يقول إذا سألته ما دينك؟ فيقول: مشركٌ، لم يكن ليقوله أحدٌ إلا العرب.
قوله تعالى: أولئك حبطت أعمالهم
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى ثنا هارون بن حاتمٍ ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ عن أسباطٍ عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ قوله: حبطت أعمالهم يعني، بطلت أعمالهم.
قوله تعالى: وفي النّار هم خالدون
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: ثنا محمّد بن أبي محمّدٍ عن سعيد بن جبيرٍ، أو عكرمة عن ابن عبّاسٍ قوله: هم خالدون أي خالدًا أبدًا. وروي عن السّدّيّ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 6/1765-1766]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 17 – 18
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن ابي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله} وقال {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله} فنفي المشركين من المسجد يقول: من وحد الله وآمن بما أنزل الله {وأقام الصلاة} يعني الصلوات الخمس {ولم يخش إلا الله} يقول: لم يعبد إلا الله {فعسى أولئك} يقول: أولئك هم المهتدون كقوله لنبيه (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) (الإسراء الآية 79) يقول: إن ربك سيبعثك مقاما محمودا وهي الشفاعة وكل عسى في القرآن فهي واجبة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه أنه قرأ ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله قال: إنما هو مسجد واحد.
وأخرج ابن المنذر عن حماد قال: سمعت عبد الله بن كثير يقرأ هذا الحروف ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله، إنما يعمر مسجد الله). [الدر المنثور: 7/258-259]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) )
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (18) : قوله تعالى: {إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا عبد اللّه بن وهبٍ، قال: نا عمرو بن الحارث، عن درّاج أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن، رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ((إذا رأيتم الرّجل يعتاد المسجد فاشهدوا عليه بالإيمان؛ قال اللّه عزّ من قائلٍ: {إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} )) ). [سنن سعيد بن منصور: 5/242]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا رأيتم الرّجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان، قال اللّه تعالى: {إنّما يعمر مساجد الله من آمن باللّه واليوم الآخر}.
حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه إلاّ أنّه قال: يتعاهد المسجد.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وأبو الهيثم اسمه: سليمان بن عمرو بن عبدٍ العتواريّ، وكان يتيمًا في حجر أبي سعيدٍ الخدريّ). [سنن الترمذي: 5/128]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلاّ اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}.
يقول تعالى ذكره: إنّما يعمر مساجد اللّه المصدّق بوحدانيّة اللّه المخلص له العبادة واليوم الآخر، يقول: الّذي يصدّق ببعث اللّه الموتى أحياءً من قبورهم يوم القيامة، وأقام الصّلاة المكتوبة بحدودها، وأدّى الزّكاة الواجبة عليه في ماله إلى من أوجبها اللّه له. {ولم يخش إلاّ اللّه} يقول: ولم يرهب عقوبة شيءٍ على معصيته إيّاه سوى اللّه. {فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} يقول: فخليقٌ بأولئك الّذين هذه صفتهم أن يكونوا عند اللّه ممّن قد هداه اللّه للحقّ وإصابة الصّواب.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر} يقول من وحّد اللّه. وآمن باليوم الآخر، يقول: أقرّ بما أنزل اللّه. {وأقام الصّلاة} يعني الصّلوات الخمس. {ولم يخش إلاّ اللّه} يقول: ثمّ لم يعبد إلاّ اللّه، قال: {فعسى أولئك} يقول: إنّ أولئك هم المفلحون، كقوله لنبيّه: {عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} يقول: إنّ ربّك سيبعثك مقامًا محمودًا. وهي الشّفاعة، وكلّ عسى في القرآن فهي واجبةٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثمّ ذكر قول قريشٍ: إنّا أهل الحرم، وسقاة الحاجّ، وعمّار هذا البيت، ولا أحد أفضل منّا، فقال: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر}. أي إنّ عمارتكم ليست على ذلك، إنّما يعمر مساجد اللّه: أي من عمرها بحقّها. {من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلاّ اللّه} فأولئك عمّارها. {فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} وعسى من اللّه حقٌّ). [جامع البيان: 11/376-377]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلّا اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين (18)
قوله تعالى: إنّما يعمر مساجد اللّه
- حدّثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا عبد اللّه بن وهبٍ أنبأ عمرو بن الحارث عن درّاجٍ حدّثنا عن أبي الهيثم عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الرّجل يعتاد المساجد فاشهدوا عليه بالإيمان» ، قال اللّه: إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه
قوله تعالى: من آمن باللّه
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ ثنا معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ قوله: من آمن باللّه يعني: من وحّد اللّه عزّ وجلّ.
قوله تعالى: واليوم الآخر
- وبه عن ابن عبّاسٍ قوله: واليوم الآخر يعني: آمن باللّه وآمن بما أنزل اللّه تبارك وتعالى.
قوله تعالى: وأقام الصّلاة
- وبه عن ابن عبّاسٍ وأقام الصّلاة يعني الصّلوات الخمس.
قوله تعالى: ولم يخش إلا اللّه
- وبه عن ابن عبّاسٍ يقول: ولم يعبد إلا اللّه.
قوله تعالى: فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين
- وبه عن ابن عبّاسٍ يقول: إنّ أولئك هم المفلحون كقوله لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا يقول: أنّ ربّك سيبعثك مقامًا محمودًا وهي الشّفاعة، وكلّ عسى في القرآن واجبةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 6/1766]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا دعلج بن أحمد السّجزيّ، ثنا أحمد بن بشر بن سعدٍ المرثديّ، ثنا خالد بن خداشٍ، ثنا عبد اللّه بن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " إذا رأيتم الرّجل يلزم المسجد، فلا تحرّجوا أن تشهدوا أنّه مؤمنٌ، فإنّ اللّه يقول {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه} [التوبة: 18] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/363]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن حماد قال: سمعت عبد الله بن كثير يقرأ هذا الحروف ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله، إنما يعمر مسجد الله.
وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والدارمي والترمذي وحسنه، وابن ماجة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن خزيمة، وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان قال الله {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من سمع النداء بالصلاة ثم لم يجب ويأتي المسجد ويصلي فلا صلاة له وقد عصى الله ورسوله، قال الله {إنما يعمر مساجد الله} الآية
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه يقول: إني لأهم بأهل الأرض عذابا فإذا نظرت إلى عمار بيوتي والمتحابين في والمستغفرين بالأسحار صرفت عنهم.
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن معمر عن رجل من قريش يرفع الحديث قال: يقول الله تبارك وتعالى إن أحب عبادي إلي الذين يتحابون في والذين يعمرون مساجدي والذين يستغفرون بالأسحار أولئك الذين إذا أردت بخلقي عذابا ذكرتهم فصرفت عذابي عن خلقي.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة والبزار وحسنه والطبراني والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كتب إلى سلمان: يا أخي ليكن المسجد بيتك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسجد بيت كل تقي وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح والراحة والجواز إلى الصراط إلى رضوان الرب
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه قال: كان يقال: ما زي المسلم إلا في ثلاث: في مسجد يعمره أو بيت يكنه أو ابتغاء رزق من فضل ربه.
وأخرج أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج الهاشمي في جزئه المشهور بنسخة أبي مسهر عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه قال: المساجد مجالس الكرام.
وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن للمساجد أوتاد الملائكة جلساؤهم إن غابوا يفتقدونهم وإن مرضوا عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم ثم قال: جليس المسجد على ثلاث خصال أخ مستفاد أو كلمة محكمة أو رحمة منتظرة.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بيوت الله في الأرض المساجد وإن حقا على الله أن يكرم الزائر.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن عمرو بن ميمون الأودي رضي الله عنه قال: أخبرنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن المساجد بيوت الله في الأرض وأنه لحق على الله أن يكرم من زاره فيها.
وأخرج البزار وأبو يعلى والطبراني في الأوسط والبيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاهة من السماء أنزلت صرفت عن عمار المساجد.
وأخرج البيهقي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: إن للمساجد أوتادا هم عمارها وإن لهم جلساء من الملائكة تفتقدهم الملائكة إذا غابوا فإن كانوا مرضى عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم.
وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن عدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألف المسجد ألفه الله.
وأخرج الطبراني عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أدمن الاختلاف إلى المسجد أصاب أخا مستفادا في الله وعلما مستظرفا وكلمة تدعوه إلى الهدى وكلمة تصرفه عن الردي ويترك الذنوب حياء وخشية أو نعمة أو رحمة منتظرة.
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن سلمان رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من توضأ في بيته ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر، وأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان موقوفا.
وأخرج البيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النّبيّ قال بشر المشائين في ظلم الليالي بالنور التام يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغدو والرواح إلى المسجد من الجهاد في سبيل الله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن مغفل رضي الله عنه قال: كنا نتحدث أن المسجد حصن حصين من الشيطان.
وأخرج الطبراني والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض.
وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا أوسع منه في الجنة
وأخرج أحمد والطبراني عن بشر بن حيان قال: جاء واثلة بن الأسقع رضي الله عنه ونحن نبني مسجدنا فوقف علينا فسلم ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا يصلي فيه بنى الله له بيتا في الجنة أفضل منه.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبزار عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتا في الجنة.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من بنى مسجدا لا يريد به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتا في الجنة.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى بيتا يعبد الله فيه من مال حلال بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي ذر رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى مسجدا يذكر اسم الله فيه بنى الله له بيتا في الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنوا المساجد واتخذوها حمى.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمرنا أن نبني المساجد جما والمدائن شرفا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهينا أن نصلي في مسجد مشرف.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن شقيق رضي الله عنه قال: إنما كانت المساجد جما وإنما شرف الناس حديثا من الدهر
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان يقال: ليلأتين على الناس زمان يبنون المساجد يتباهون بها ولا يعرفونها إلا قليلا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن يزيد بن الأصم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرت بتشييد المساجد.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لتزخرفن مساجدكم كما زخرفت اليهود والنصارى مساجدهم.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي رضي الله عنه قال: إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم.
وأخرج الطبراني في مسند الشاميين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من علق قنديلا في مسجد صلى عليه سبعون ألف ملك واستغفر له ما دام ذلك القنديل يقد.
وأخرج سليم الرازي في الترغيب عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوؤه.
وأخرج أبو بكر الشافعي رضي الله عنه في رباعياته والطبراني عن أبي قرصاصة رضي الله عنه قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها، وسمعته يقول: اخراج القمامة من المسجد مهور الحور العين وسمعته يقول: من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة، فقالوا: يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطرق فقال: وهذه المساجد التي تبى في الطرق.
وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال مررت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة فرأى فيه قبة من لبن فقال: لمن هذه قلت: لفلان، فقال: إن كل بناء كل على صاحبه يوم القيامة إلا ما كان من مسجد ثم مر فلم يرها قال: ما فعلت القبة قلت: بلغ صاحبها ما قلت فهدمها فقال: رحمه الله.
وأخرج أحمد في الزهد والحكيم الترمذي عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال: يقول الله إني لأهم بعذاب أهل الأرض فإذا نظرت إلى جلساء القرآن وعمار المساجد وولدان الإسلام سكن غضبي). [الدر المنثور: 7/259-269]