العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنفال

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ربيع الثاني 1434هـ/27-02-2013م, 11:05 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الأنفال [ من الآية (50) إلى الآية (54) ]

{ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 11:54 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني حرملة بن عمران أنه سمع عمر بن عبد الله مولى غفرة يقول: إذا سمعت الله يقول: {كلا}، فإنما يقول: كذبت؛ وإذا [سمعت الله يقول (؟)]: {يضربون وجوههم وأدبارهم}، قال: يريد أستاههم). [الجامع في علوم القرآن: 2/57] (م)
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي هاشمٍ عن مجاهدٍ {يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: استاههم [الآية: 50]). [تفسير الثوري: 119]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (50) : قوله تعالى: {ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثيرٍ، قال: قال لي مجاهدٌ: تدري ما قول اللّه عزّ وجل: {يضربون وجوههم وأدبارهم} ؟ قلت: ما هو؟ قال: (وأستاهم)، ولكنّ اللّه عزّ وجلّ كريمٌ يكني). [سنن سعيد بن منصور: 5/221]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ولو تعاين يا محمّد حين يتوفّى الملائكة أرواح الكفّار فتنزعها من أجسادهم، تضرب الوجوه منهم والأستاه، ويقولون لهم: ذوقوا عذاب النّار الّتي تحرقكم يوم ورودكم جهنّم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: يوم بدرٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن أسلم، عن إسماعيل بن كثيرٍ، عن مجاهدٍ، {يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: وأستاههم، ولكنّ اللّه كريمٌ يكنّي.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، حدّثنا سفيان، عن أبي هاشمٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: وأستاههم، ولكنّ اللّه كريمٌ يكنّي.
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا وهب بن جريرٍ، قال: أخبرنا شعبة، عن يعلى بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: إنّ اللّه كنّى، ولو شاء لقال: أستاههم، وإنّما عنى بأدبارهم أستاههم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: أستاههم يوم بدرٍ.
قال ابن جريجٍ: قال ابن عبّاسٍ: إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسلمين ضربوا وجوههم بالسّيوف، وإذا ولّوا أدركتهم الملائكة فضربوا أدبارهم.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا عبّاد بن راشدٍ، عن الحسن، قال: قال رجلٌ: يا رسول اللّه إنّي رأيت بظهر أبي جهلٍ مثل الشّراك، فما ذاك؟ قال: ضرب الملائكة.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: أنّ رجلاً قال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّي حملت على رجلٍ من المشركين، فذهبت لأضربه، فندر رأسه. فقال: سبقك إليه الملك.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني حرملة، أنّه سمع عمر مولى غفرة يقول: إذا سمعت اللّه يقول: {يضربون وجوههم وأدبارهم} فإنّما يريد أستاههم.
قال أبو جعفرٍ: وفي الكلام محذوفٌ استغني بدلالة الظّاهر عليه من ذكره، وهو قوله: ويقولون ذوقوا عذاب الحريق، حذفت يقولون، كما حذفت من قوله: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربّهم ربّنا أبصرنا وسمعنا} بمعنى: يقولون ربّنا أبصرنا). [جامع البيان: 11/229-231]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق (50)
قوله تعالى: ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة
- حدّثنا أبي ثنا عبد العزيز بن منيبٍ ثنا أبو معاذٍ النّحويّ عن عبيد بن سليمان عن الضّحّاك ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة الّذين قتلهم اللّه ببدرٍ من المشركين.
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا أبو الأصبغ ثنا عتّابٌ عن خصيفٍ عن مقسمٍ عن ابن عبّاسٍ قال: آيتان يبشّر بهما الكافر عند موته ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم
قوله تعالى: يضربون وجوههم وأدبارهم
- حدّثنا حجّاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم يوم بدرٍ.
- حدّثنا أبي ثنا أبو نعيمٍ ثنا سفيان عن أبي هاشمٍ عن مجاهدٍ يضربون وجوههم وأدبارهم قال: وأستاههم، ولكنّه كنّى، وروي عن سعيد بن جبيرٍ.
وعكرمة وعمر مولى غفرة نحو قول مجاهد حديث أبي هاشمٍ.
قوله تعالى: وذوقوا عذاب الحريق
- حدّثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ في قوله: عذاب يقول: نكال). [تفسير القرآن العظيم: 5/1717-1718]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم قال ذلك يوم بدر). [تفسير مجاهد: 265-266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 50 - 54.
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة} قال: الذين قتلهم الله ببدر من المشركين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: آيتان يبشر بهما الكافر عند موته {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم}.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وأدبارهم} قال: وأشباههم ولكن الله كريم يكني). [الدر المنثور: 7/149]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك بما قدّمت أيديكم وأنّ اللّه ليس بظلاّمٍ للعبيد}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل الملائكة لهؤلاء المشركين الّذين قتلوا ببدرٍ أنّهم يقولون لهم وهم يضربون وجوههم وأدبارهم: ذوقوا عذاب اللّه الّذي يحرقكم، هذا العذاب لكم {بما قدّمت أيديكم} أي بما كسبت أيديكم من الآثام والأوزار واجترحتم من معاصي اللّه أيّام حياتكم، فذوقوا اليوم العذاب وفي معادكم عذاب الحريق، وذلك لكم بأنّ اللّه ليس بظلاّمٍ للعبيد، لا يعاقب أحدًا من خلقه إلاّ بجرمٍ اجترمه، ولا يعذّبه إلاّ بمعصيته إيّاه؛ لأنّ الظّلم لا يجوز أن يكون منه.
وفي فتح أنّ من قوله: {وأنّ اللّه} وجهان من الإعراب: أحدهما النّصب، وهو للعطف على ما الّتي في قوله: {بما قدّمت} بمعنى: ذلك بما قدّمت أيديكم، وبأنّ اللّه ليس بظلاّمٍ للعبيد في قول بعضهم، والخفض في قول بعضٍ.
والآخر: الرّفع على {ذلك بما قدّمت} وذلك أنّ اللّه). [جامع البيان: 11/231-232]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ذلك بما قدّمت أيديكم وأنّ اللّه ليس بظلّامٍ للعبيد (51)
قوله تعالى: ذلك بما قدّمت أيديكم
- حدّثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ ثنا عبد اللّه بن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: ذلك يعني: الّذي نزل بهم). [تفسير القرآن العظيم: 5/1718]

تفسير قوله تعالى: (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كدأب آل فرعون والّذين من قبلهم كفروا بآيات اللّه فأخذهم اللّه بذنوبهم إنّ اللّه شديد العقاب}.
يقول تعالى ذكره: فعل هؤلاء المشركون من قريشٍ الّذين قتلوا ببدرٍ كعادة قوم فرعون وصنيعهم وفعلهم، وفعل من كذّب بحجج اللّه ورسله من الأمم الخالية قبلهم، ففعلنا بهم كفعلنا بأولئك.
وقد بيّنّا فيما مضى أنّ الدّأب: هو الشّأن والعادة، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثني عبد العزيز، قال: حدّثنا شيبان، عن جابرٍ، عن عامرٍ، ومجاهدٍ، وعطاءٍ: {كدأب آل فرعون} كفعل آل فرعون، كسنن آل فرعون وقوله: {فأخذهم الله بذنوبهم} يقول: فعاقبهم اللّه بتكذيبهم حججه ورسله ومعصيتهم ربّهم، كما عاقب أشكالهم والأمم الّذين قبلهم. {إنّ اللّه قويّ} لا يغلبه غالبٌ ولا يردّ قضاءه رادٌّ، ينفذ أمره ويمضي قضاؤه في خلقه، شديدٌ عقابه لمن كفر بآياته وجحد حججه). [جامع البيان: 11/232-233]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (كدأب آل فرعون والّذين من قبلهم كفروا بآيات اللّه فأخذهم اللّه بذنوبهم إنّ اللّه قويٌّ شديد العقاب (52)
قوله تعالى: كدأب آل فرعون الآية إلى آخره.
- حدّثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ في قوله: كدأب آل فرعون قال: كصنيع آل فرعون. وروي عن مجاهدٍ والضّحّاك وأبي مالكٍ وعكرمة نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 5/1718]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل كدأب آل فرعون قال كفعل آل فرعون). [تفسير مجاهد: 266]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّرًا نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وأنّ الله سميعٌ عليمٌ}.
يقول تعالى ذكره: وأخذنا هؤلاء الّذين كفروا بآياتنا من مشركي قريشٍ ببدرٍ بذنوبهم وفعلنا ذلك بهم، بأنّهم غيّروا ما أنعم اللّه عليهم به من ابتعاثه رسوله منهم وبين أظهرهم، بإخراجهم إيّاه من بينهم وتكذيبهم له وحربهم إيّاه، فغيّرنا نعمتنا عليهم بإهلاكنا إيّاهم، كفعلنا ذلك في الماضين قبلهم ممّن طغى علينا وعصى أمرنا.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّرًا نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم} يقول: نعمة اللّه محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنعم به على قريشٍ وكفروا، فنقله إلى الأنصار.
وقوله: {وأنّ الله سميعٌ عليمٌ} يقول: لا يخفى عليه شيءٌ من كلام خلقه، يسمع كلام كلّ ناطقٍ منهم بخيرٍ نطق أو بشرٍّ، عليمٌ بما تضمره صدورهم، وهو مجازيهم ومثيبهم على ما يقولون ويعملون، إن خيرًا فخيرًا وإن شرًّا فشرًّا). [جامع البيان: 11/233-234]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّرًا نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وأنّ اللّه سميعٌ عليمٌ (53)
قوله تعالى: ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيرًا نعمة أنعمها على قوم
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ- فيما كتب إليّ- ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباط عن السّدّيّ ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيرًا نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم يقول: نعمة اللّه: محمّدٌ- صلّى اللّه عليه وسلّم- أنعم اللّه بها على قريشٍ، فكفروا ونقله إلى الأنصار). [تفسير القرآن العظيم: 5/1718]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} قال: نعمة الله: محمد صلى الله عليه وسلم أنعم الله بها على قريش فكفروا فنقله إلى الأنصار). [الدر المنثور: 7/149]

تفسير قوله تعالى: (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كدأب آل فرعون والّذين من قبلهم كذّبوا بآيات ربّهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكلٌّ كانوا ظالمين}.
يقول تعالى ذكره: غيّر هؤلاء المشركون باللّه المقتولون ببدرٍ نعمة ربّهم الّتي أنعم بها عليهم، بابتعاثه محمّدًا منهم وبين أظهرهم، داعيًا لهم إلى الهدى، بتكذيبهم إيّاه وحربهم له. {كدأب آل فرعون} كسنّة آل فرعون وعادتهم، وفعلهم بموسى نبيّ اللّه في تكذيبهم إيّاه، وتصدّيهم لحربه وعادة من قبلهم من الأمم المكذّبة رسلها وصنيعهم. {فأهلكناهم بذنوبهم} بعضًا بالرّجفة، وبعضًا بالخسف، وبعضًا بالرّيح. {وأغرقنا آل فرعون} في اليمّ. {وكلٌّ كانوا ظالمين} يقول: كلّ هؤلاء الأمم الّتي أهلكناها كانوا فاعلين ما لم يكن لهم فعله من تكذيبهم رسل اللّه والجحود لآياته، فكذلك أهلكنا هؤلاء الّذين أهلكناهم ببدرٍ؛ إذ غيّروا نعمة اللّه عندهم بالقتل بالسّيف، وأذللنا بعضهم بالإسار والسّباء). [جامع البيان: 11/234]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (كدأب آل فرعون والّذين من قبلهم كذّبوا بآيات ربّهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكلٌّ كانوا ظالمين (54)
قوله تعالى: وأغرقنا آل فرعون
- أخبرنا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي- فيما كتب إليّ- ثنا يونس بن محمّدٍ المؤدّب ثنا شيبان النّحويّ عن قتادة قوله: وأغرقنا آل فرعون قال: أغرق اللّه آل فرعون عدوّهم نعمًا من اللّه يعرّفهم بها لكي ما يشكروا ويعرفوا حقّه). [تفسير القرآن العظيم: 5/1719]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 11:19 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)}


تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا...}
يريد: ويقولون، مضمرة؛ كما قال: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربّهم ربّنا} يريد يقولون: {ربّنا}. وفي قراءة عبد الله {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} يقولان {ربّنا}). [معاني القرآن: 1/413]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولو ترى إذ يتوفّى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق}
مجازه مجاز المختصر المضمر فيه وهو بمعنى ويقولون ذوقوا عذاب الحريق، والعرب تفعل ذلك، قال النّابغة:
كأنّك من جمال بني أقيش = يقعقع خلف رجليه بشنّ
معناه: كأنك جملٌ والعرب تقدّم المفعول قبل الفاعل). [مجاز القرآن: 1/247]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق}
وقال: {ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق} فأضمر الخبر والله أعلم. وقال الشاعر:

إن يكن طبّك الدّلال فلوفي = سالف الدّهر والسنين الخوالي
يريد بقوله "فلوفي سالف الدهر" {أن} يقول: "فلو كان في سالف الدهر لكان كذا وكذا" فحذف هذا الكلام كلّه). [معاني القرآن: 2/28-29]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {ولو ترى إذ يتوفى}.
الأعرج {تتوفى} بالتاء). [معاني القرآن لقطرب: 615]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنّ اللّه ليس بظلاّمٍ لّلعبيد...}
{أنّ} في موضع نصب إذا جعلت {ذلك} نصبا وأردت: فعلنا {ذلك بما قدّمت أيديكم} وبـ {أنّ اللّه}. وإن شئت جعلت {ذلك} في موضع رفع، فتجعل {أن} في موضع رفع؛ كما تقول: هذا ذاك). [معاني القرآن: 1/413]

تفسير قوله تعالى: (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كدأب آل فرعون...}
يريد: كذّب هؤلاء كما كذّب آل فرعون، فنزل بهم كما نزل بآل فرعون). [معاني القرآن: 1/413]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كدأب آل فرعون} مجازه: كعادة آل فرعون وحالهم وسنتهم والدّأب والدّيدن والدّين واحد، قال المثقّب العبديّ:

تقول إذا درأت لها وضيني = أهذا دينه وديني
أكلّ الدهر حلٌّ وارتحالٌ = أما يبقى علىّ ولا يتيني
وقوله: درأت أي بسطت ويقال يا فلانة ادرئ لفلان الوسادة، وقال خداش بن زهير العامريّ في يوم الفجار، كانت النصرة فيه لكنانة وقريش على قيس:
وما زال ذاك الدّأب حتى تخاذلت = هوازن وارفضّت سليم وعامر). [مجاز القرآن: 1/247-248]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم}
قال مجاهد أي كفعل والدأب عند أهل اللغة العادة وحقيقته عندهم أنه من قولك فلان يدأب أي يداوم على الشيء
ويلزمه وهذا معنى العادة). [معاني القرآن: 3 /163 -164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَدَأْبِ}: كعادة). [العمدة في غريب القرآن: 144]
تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) )
تفسير قوله تعالى: (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كدأب آل فرعون}: كشأن آل فرعون وفعلهم جحدوا كما جحدتم وكفروا كما كفرتم). [غريب القرآن وتفسيره: 159]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 07:39 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) }


تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) }

تفسير قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) }

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) }

تفسير قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 شعبان 1435هـ/16-06-2014م, 03:03 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 شعبان 1435هـ/16-06-2014م, 03:04 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 شعبان 1435هـ/16-06-2014م, 03:04 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 شعبان 1435هـ/16-06-2014م, 03:04 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق (50) ذلك بما قدّمت أيديكم وأنّ اللّه ليس بظلاّمٍ للعبيد (51) كدأب آل فرعون والّذين من قبلهم كفروا بآيات اللّه فأخذهم اللّه بذنوبهم إنّ اللّه قويٌّ شديد العقاب (52)
هذه الآية تتضمن التعجيب مما حل بالكفار يوم بدر، قاله مجاهد وغيره، وفي ذلك وعيد لمن بقي منهم، وحذف جواب، لو إبهام بليغ، وقرأ جمهور السبعة والناس «يتوفى» بالياء فعل فيه علامة التذكير إلى مؤنث في اللفظ، وساغ ذلك أن التأنيث غير حقيقي، وارتفعت الملائكة ب يتوفّى، وقال بعض من قرأ هذه القراءة إن المعنى إذ يتوفى الله الذين كفروا والملائكة رفع بالابتداء، ويضربون خبره والجملة في موضع الحال.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويضعف هذا التأويل سقوط واو الحال فإنها في الأغلب تلزم مثل هذا، وقرأ ابن عامر من السبعة والأعرج «تتوفى» بالتاء على الإسناد إلى لفظ «الملائكة»، ويضربون في موضع الحال، وقوله وأدبارهم قال جمهور المفسرين يريد أستاههم، ولكن الله كريم كنى، وقال ابن عباس أراد ظهورهم وما أدبر منهم، ومعنى هذا أن الملائكة كانت تلحقهم في حال الإدبار فتضرب أدبارهم، فأما في حال الإقبال فبين تمكن ضرب الوجوه، وروى الحسن أن رجلا قال: يا رسول الله رأيت في ظهر أبي جهل مثل الشراك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذلك ضرب الملائكة»، وعبر بجمع الملائكة، وملك الموت واحد إذ له على ذلك أعوان من الملائكة،
وقوله وذوقوا عذاب الحريق قيل كانوا يقولون للكفار حينئذ هذا اللفظ فحذف يقولون اختصار، وقيل معناه وحالهم يوم القيامة أن يقال لهم هذا، والحريق فعيل من الحرق). [المحرر الوجيز: 4/ 215-216]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: ذلك بما قدّمت أيديكم يحتمل أن يكون من قول الملائكة في وقت توفيتهم لهم على الصورة المذكورة، ويحتمل أن يكون كلاما مستأنفا تقريعا من الله عز وجل للكافرين حيهم وميتهم، وأنّ يصح أن تكون في موضع رفع على تقدير والحكم أن، ويصح أن تكون في موضع خفض عطفا على ما في قوله بما قدّمت، وقال مكي والزهراوي: ويصح أن تكون في موضع نصب بإسقاط الباء تقديره «وبأن»، فلما حذفت الباء حصلت في موضع نصب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا غير متجه ولا بيّن إلا أن تنصب بإضمار فعل). [المحرر الوجيز: 4/ 216]

تفسير قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله كدأب آل فرعون الآية، الدأب: العادة في كلام العرب، ومنه قول امرئ القيس: [الطويل]
كدأبك من أم الحويرث قبلها = وجارتها أم الرباب بمأسل
ويروى كدينك، ومنه قول خراش بن زهير العامري:
فما زال ذاك الدأب حتى تخاذلت = هوازن وارفضّت سليم وعامر
وهو مأخوذ من دأب على العمل إذا لزمه، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم، لصاحب الجمل الذي هش إليه وأقبل نحوه وقد ذل ودمعت عيناه: إنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه فكأن العادة دؤوب ما،
وقال جابر بن زيد وعامر الشعبي ومجاهد وعطاء: المعنى كسنن آل فرعون، ويحتمل أن يراد كعادة آل فرعون وغيرهم، فتكون عادة الأمم بجملتها لا على انفراد أمة، إذ آل فرعون لم يكفروا وأهلكوا مرارا بل لكل أمة مرة واحدة، ويحتمل أن يكون المراد كعادة الله فيهم، فأضاف العادة إليهم إذ لهم نسبة إليها يضاف المصدر إلى الفاعل وإلى المفعول، والكاف من قوله كدأب يجوز أن يتعلق بقوله وذوقوا وفيه بعد، والكاف على هذا في موضع نصب نعت لمصدر محذوف، ويجوز أن تتعلق بقوله قدّمت أيديكم وموضعها أيضا على هذا نصب كما تقدم، ويجوز أن يكون معنى الكلام الأمر مثل دأب آل فرعون فتكون الكاف في موضع خبر الابتداء، وقوله فأخذهم معناه أهلكهم وأتى عليهم بقرينة قوله بذنوبهم ثم ابتدأ الإخبار بقوة الله تعالى وشدة عقابه). [المحرر الوجيز: 4/ 216-217]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وأنّ اللّه سميعٌ عليمٌ (53) كدأب آل فرعون والّذين من قبلهم كذّبوا بآيات ربّهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكلٌّ كانوا ظالمين (54) إنّ شرّ الدّوابّ عند اللّه الّذين كفروا فهم لا يؤمنون (55) الّذين عاهدت منهم ثمّ ينقضون عهدهم في كلّ مرّةٍ وهم لا يتّقون (56)
ذلك في موضع رفع على خبر الابتداء تقديره عند سيبويه الأمر ذلك، ويحتمل أن يكون التقدير وجب ذلك، والباء باء السبب، وقوله لم يك مغيّراً جزم ب لم وجزمه بحذف النون، والأصل يكون فإذا دخلت لم جاء لم يكن، ثم قالوا «لم يك مغيرا» كأنهم قصدوا التخفيف فتوهموا دخول «لم» على يكن فحذفت النون للجزم، وحسن ذلك فيها لمشابهتها حروف اللين التي تحذف للجزم كما قالوا لم أبال، ثم قالوا لم أبل فتوهموا دخول لم على أبال؟ ومعنى هذه الآية الإخبار بأن الله عز وجل إذا أنعم على قوم نعمة فإنه بلطفه ورحمته لا يبدأ بتغيرها وتكديرها حتى يجيء ذلك منهم بأن يغيروا حالهم التي تراد وتحسن منهم، فإذا فعلوا ذلك وتلبسوا بالتكسب للمعاصي أو الكفر الذي يوجب عقابهم غير الله نعمته عليهم بنقمته منهم، ومثال هذا نعمة الله على قريش بمحمد صلى الله عليه وسلم فكفروا ما كان يجب أن يكونوا عليه، فغير الله تلك النعمة بأن نقلها إلى غيرهم من الأنصار وأحل بهم عقوبته.
وقوله وأنّ عطف على الأولى، وسميعٌ عليمٌ أي لكل وبكل ما يقع من الناس في تغيير ما بأنفسهم لا يخفى عليه من ذلك سر ولا جهر). [المحرر الوجيز: 4/ 217-218]

تفسير قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله كدأب آل فرعون الآية، الكاف من كدأب في هذه الآية متعلقة بقوله حتّى يغيّروا، وهذا التكرير هو لمعنى ليس للأول، إذ الأول دأب في أن هلكوا لما كفروا، وهذا الثاني دأب في أن لم تغير نعمتهم حتى غيروا ما بأنفسهم، وقد ذكرنا متعلقات الكاف في الآية الأولى، والإشارة بقوله الّذين من قبلهم إلى قوم هود وصالح ونوح وشعيب وغيرهم). [المحرر الوجيز: 4/ 218]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 شعبان 1435هـ/16-06-2014م, 03:05 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 شعبان 1435هـ/16-06-2014م, 03:05 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق (50) ذلك بما قدّمت أيديكم وأنّ اللّه ليس بظلامٍ للعبيد (51)}
يقول تعالى: ولو عاينت يا محمّد حال توفّي الملائكة أرواح الكفّار، لرأيت أمرًا عظيمًا هائلًا فظيعًا منكرًا؛ إذ يضربون وجوههم وأدبارهم، ويقولون لهم: {ذوقوا عذاب الحريق}
قال ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وأدبارهم} أستاههم، قال: يوم بدرٍ.
قال ابن جريج، قال ابن عبّاسٍ: إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسلمين، ضربوا وجوههم بالسّيوف، وإذا ولّوا أدركتهم الملائكة فضربوا أدبارهم.
قال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ قوله: {إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} يوم بدرٍ.
وقال وكيع، عن سفيان الثّوريّ، عن أبي هاشمٍ إسماعيل بن كثيرٍ، عن مجاهدٍ، عن شعبة، عن يعلى بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبير: {يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: وأستاههم ولكنّ اللّه يكني.
وكذا قال عمر مولى غفرة
وعن الحسن البصريّ قال: قال رجلٌ: يا رسول اللّه، إنّي رأيت بظهر أبي جهلٍ مثل الشّراك قال ما ذاك؟ قال: "ضرب الملائكة ".
رواه ابن جريرٍ وهو مرسلٌ.
وهذا السّياق -وإن كان سببه وقعة بدرٍ -ولكنّه عامٌّ في حقّ كلّ كافرٍ؛ ولهذا لم يخصّصه تعالى بأهل بدرٍ، بل قال تعالى: {ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} وفي سورة القتال مثلها وتقدّم في سورة الأنعام [عند] قوله: {ولو ترى إذ الظّالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم} [الأنعام: 93] أي: باسطو أيديهم بالضّرب فيهم، يأمرونهم إذ استصعبت أنفسهم، وامتنعت من الخروج من الأجساد أن تخرج قهرًا. وذلك إذ بشّروهم بالعذاب والغضب من اللّه، كما [جاء] في حديث البراء: إنّ ملك الموت -إذا جاء الكافر عند احتضاره في تلك الصّورة المنكرة -يقول: اخرجي أيّتها النّفس الخبيثة إلى سموم وحميمٍ، وظلٍّ من يحمومٍ، فتتفرّق في بدنه، فيستخرجونها من جسده، كما يخرج السّفّود من الصّوف المبلول فتخرج معها العروق والعصب؛ ولهذا أخبر تعالى أنّ الملائكة تقول لهم: {وذوقوا عذاب الحريق}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 76-77]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {ذلك بما قدّمت أيديكم} أي: هذا الجزاء بسبب ما عملتم من الأعمال السّيّئة في حياتكم الدّنيا، جازاكم اللّه بها هذا الجزاء، {وأنّ اللّه ليس بظلامٍ للعبيد} أي: لا يظلم أحدًا من خلقه، بل هو الحكم العدل، الّذي لا يجور، تبارك وتعالى وتقدّس وتنزّه الغنيّ الحميد؛ ولهذا جاء في الحديث الصّحيح عند مسلمٍ، رحمه اللّه، من رواية أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه تعالى يقول: يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّمًا فلا تظالموا. يا عبادي، إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم، فمن وجد خيرًا فليحمد اللّه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه" ولهذا قال تعالى: {كدأب آل فرعون والّذين من قبلهم كفروا بآيات اللّه فأخذهم اللّه بذنوبهم إنّ اللّه قويٌّ شديد العقاب (52)} ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 78]

تفسير قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كدأب آل فرعون والّذين من قبلهم كفروا بآيات اللّه فأخذهم اللّه بذنوبهم إنّ اللّه قويٌّ شديد العقاب (52)}
يقول تعالى: فعل هؤلاء المشركون المكذّبون بما أرسلت به يا محمّد، كما فعل الأمم المكذّبة قبلهم، ففعلنا بهم ما هو دأبنا، أي: عادتنا وسنّتنا في أمثالهم من المكذّبين من آل فرعون ومن قبلهم من الأمم المكذّبة بالرّسل، الكافرين بآيات اللّه. {فأخذهم اللّه بذنوبهم} [أي: بسبب ذنوبهم أهلكهم، فأخذهم أخذ عزيزٍ مقتدرٍ] {إنّ اللّه قويٌّ شديد العقاب} أي: لا يغلبه غالبٌ، ولا يفوته هارب). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 78]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّرًا نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وأنّ اللّه سميعٌ عليمٌ (53) كدأب آل فرعون والّذين من قبلهم كذّبوا بآيات ربّهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكلٌّ كانوا ظالمين (54)}
يخبر تعالى عن تمام عدله، وقسطه في حكمه، بأنّه تعالى لا يغيّر نعمةً أنعمها على أحدٍ إلّا بسبب ذنبٍ ارتكبه، كما قال تعالى: {إنّ اللّه لا يغيّر ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد اللّه بقومٍ سوءًا فلا مردّ له وما لهم من دونه منوالٍ} [الرّعد:11]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 78]

تفسير قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله {كدأب آل فرعون} أي: كصنعه بآل فرعون وأمثالهم حين كذّبوا بآياته، أهلكهم بسبب ذنوبهم، وسلبهم تلك النّعم الّتي أسداها إليهم من جنّاتٍ وعيونٍ، وزروعٍ وكنوزٍ ومقامٍ كريمٍ، ونعمةٍ كانوا فيها فاكهين، وما ظلمهم اللّه في ذلك، بل كانوا هم الظّالمين). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 78]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة