تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولكلٍّ درجاتٌ ممّا عملوا وما ربّك بغافلٍ عمّا يعملون}.
يقول تعالى ذكره: ولكلّ عاملٍ في طاعة اللّه أو معصيته منازل ومراتب من عمله، يبلّغه اللّه إيّاها، ويثيبه بها، إن خيرًا فخيرًا وإن شرًّا فشرًّا. {وما ربّك بغافلٍ عمّا يعملون} يقول جلّ ثناؤه: وكلّ ذلك من عملهم يا محمّد بعلمٍ من ربّك يحصيها ويثبتها لهم عنده ليجازيهم عليها عند لقائهم إيّاه ومعادهم إليه). [جامع البيان: 9/ 564]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({ولكلٍّ درجاتٌ ممّا عملوا وما ربّك بغافلٍ عمّا يعملون (132)}
قوله تعالى: {ولكلٍّ درجاتٌ ممّا عملوا}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: قوله: {درجاتٌ}؛ يعني فضائل ورحمةً.
- حدّثنا أبي، ثنا عيسى بن زيادٍ، أنبأ يحيى بن الضّريس، قال: سمعت يعقوب قال: قال ابن أبي ليلى: لهم ثوابٌ، يعني للجنّ فوجدنا تصديق قوله في كتاب اللّه: {ولكلٍّ درجاتٌ ممّا عملوا}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك قال: الجن يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون.
- وأخرج ابن المنذر عن ليث قال: بلغني أن الجن ليس لهم ثواب.
- وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ليث بن أبي سليم قال: مسلمو الجن لا يدخلون الجنة ولا النار وذلك أن الله أخرج أباهم من الجنة فلا يعيده ولا يعيد ولده.
- وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي ليلى قال: للجن ثواب وتصديق ذلك في كتاب الله: {ولكل درجات مما عملوا}
- وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه، مثله.
- وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: الخلق أربعة، فخلق في الجنة كلهم وخلق في النار كلهم وخلقان في الجنة والنار، فأما الذين في الجنة كلهم فالملائكة وأما الذين في النار كلهم فالشياطين وأما الذين في الجنة والنار فالجن والإنس لهم الثواب وعليهم العقاب.
- وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني والحاكم واللالكائي في السنة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ثعلبة الخشني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجن على ثلاثة أصناف، صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون.
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن قال: الجن ولد إبليس والإنس ولد آدم ومن هؤلاء مؤمنون ومن هؤلاء مؤمنون وهم شركاؤهم في الثواب والعقاب ومن كان من هؤلاء وهؤلاء مؤمنا فهو ولي الله ومن كان من هؤلاء وهؤلاء كافرا فهو شيطان
- وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أنعم قال: الجن ثلاثة أصناف، صنف لهم الثواب وعليهم العقاب وصنف طيارون فيما بين السماء والأرض وصنف حيات وكلاب، والإنس ثلاثة أصناف، صنف يظلهم الله بظل عرشه يوم القيامة وصنف هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا وصنف في صور الناس على قلوب الشياطين.
- وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه، أنه سئل عن الجن هل يأكلون ويشربون ويموتون ويتناكحون فقال: هم أجناس فأما خالص الجن فهم ريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يموتون ولا يتوالدون ومنهم أجناس يأكلون ويشربون ويتناكحون ويموتون وهي هذه التي منها السعالي والغول وأشباه ذلك). [الدر المنثور: 6/ 206-208]
تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن أبي الزّناد عن أبيه عن خارجة عن أبيه زيد بن ثابتٍ أنّه كان يقرأ: ذرّيّة {قومٍ آخرين}.
قال ابن أبي الزّناد: وكان أبي يحدّث عن أبانٍ عن زيد بن ثابتٍ: ينشزها، وذرية). [الجامع في علوم القرآن: 3/ 57]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( قوله عزّ وجلّ: {وربّك الغنيّ ذو الرّحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرّيّة قومٍ آخرين}
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيدٍ، عن زيد بن ثابتٍ، أنّه كان يقرأ: {كما أنشأكم من ذرّيّة قومٍ آخرين} ). [سنن سعيد بن منصور: 5/ 92]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وربّك الغنيّ ذو الرّحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرّيّة قومٍ آخرين}.
يقول جلّ ثناؤه: وربّك يا محمّد الّذي أمر عباده بما أمرهم به، ونهاهم عمّا نهاهم عنه، وأثابهم على الطّاعة وعاقبهم على المعصية، الغنيّ عن عباده، الّذين أمرهم بما أمر ونهاهم عمّا نهى، وعن أعمالهم وعبادتهم إيّاه، وهم المحتاجون إليه، لأنّه بيده حياتهم ومماتهم وأرزاقهم وأقواتهم ونفعهم وضرّهم، يقول عزّ ذكره: فلم أخلقهم يا محمّد، ولم آمرهم بما أمرتهم به وأنههم عمّا نهيتهم عنه، لحاجةٍ لي إليهم ولا إلى أعمالهم، ولكن لأتفضّل عليهم برحمتي وأثيبهم على إحسانهم إن أحسنوا، فإنّي ذو الرّأفة والرّحمة.
وأمّا قوله: {إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء} فإنّه يقول: إن يشأ ربّك يا محمّد الّذي خلق خلقه لغير حاجةٍ منه إليهم وإلى طاعتهم إيّاه {يذهبكم} يقول: يهلك خلقه هؤلاء الّذين خلقهم من ولد آدم {ويستخلف من بعدكم ما يشاء} يقول: ويأت بخلقٍ غيركم وأممٍ سواكم يخلفونكم في الأرض، {من بعدكم} يعني: من بعد فنائكم وهلاككم. {كما أنشأكم من ذرّيّة قومٍ آخرين}، كما أحدثكم وابتدعكم من بعد خلقٍ آخرين كانوا قبلكم.
ومعنى {من} في هذا الموضع: التّعقيب، كما يقال في الكلام: أعطيتك من دينارك ثوبًا، بمعنى: مكان الدّينار ثوبًا، لا أنّ الثّوب من الدّينار بعضٌ، كذلك الّذين خوطبوا بقوله: {كما أنشأكم} لم يرد بإخبارهم هذا الخبر أنّهم أنشئوا من أصلاب قومٍ آخرين، ولكن معنى ذلك ما ذكرنا من أنّهم أنشئوا مكان خلقٍ خلف قومٍ آخرين قد هلكوا قبلهم.
والذّرّيّة من قول القائل: ذرأ اللّه الخلق، بمعنى خلقهم فهو يذرؤهم، ثمّ ترك الهمزة فقيل: ذرا اللّه، ثمّ أخرج الفعيلة بغير همزٍ على مثال العلّيّة.
وقد روي عن بعض المتقدّمين أنّه كان يقرأ: (من ذريئة قومٍ آخرين) على مثال فعيلةٍ.
وعن آخر أنّه كان يقرأ: (ومن ذرية) على مثال علية.
والقراءة الّتي عليها القرّاء في الأمصار: {ذرّيّة} بضمّ الذّال وتشديد الياء على مثال علّيّة.
وقد بيّنّا اشتقاق ذلك فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته ههنا.
وأصل الإنشاء: الإحداث، يقال: قد أنشأ فلانٌ يحدّث القوم، بمعنى: ابتدأ وأخذ فيه). [جامع البيان: 9/ 564-566]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وربّك الغنيّ ذو الرّحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرّيّة قومٍ آخرين (133)}
قوله تعالى: {كما أنشأكم من ذرّيّة قومٍ آخرين}
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا عقبة بن مكرمٍ ثنا يونس بن بكيرٍ عن محمّد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة قال: سمعت أبان بن عثمان يقول: كما أنشأكم من ذرّيّة قومٍ آخرين، قال: الذّرّيّة الأصل، والذّرّيّة النّسل). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن جابر قال: ما من أهل بيت من المسلمين إلا وفي سقف بيتهم أهل بيت من الجن من المسلمين إذا وضع غداؤهم نزلوا فتغدوا معهم وإذا وضع عشاؤهم نزلوا فتعشوا معهم، قوله تعالى: {كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين}.
- أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: الذرية الأصل والذرية النسل). [الدر المنثور: 6/ 209]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ ما توعدون لآتٍ وما أنتم بمعجزين}.
يقول تعالى ذكره للمشركين به: أيّها العادلون باللّه الأوثان والأصنام، إنّ الّذي يوعدكم به ربّكم من عقابه على إصراركم على كفركم واقعٌ بكم، {وما أنتم بمعجزين} يقول: لن تعجزوا ربّكم هربًا منه في الأرض فتفوتوه، لأنّكم حيث كنتم في قبضته، وهو عليكم وعلى عقوبتكم بمعصيتكم إيّاه قادرٌ، يقول: فاحذروه، وأنيبوا إلى طاعته قبل نزول البلاء بكم). [جامع البيان: 9/566]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({إنّ ما توعدون لآتٍ وما أنتم بمعجزين (134)}
قوله: {إنّ ما توعدون لآتٍ، وما أنتم بمعجزين}
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن المصفّى ثنا محمّد بن حميرٍ، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن عطاء بن أبي رباحٍ عن أبي سعيدٍ الخدريّ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: يا بني آدم، إن كنتم تعقلون فعدّوا أنفسكم من الموتى، والّذي نفسي بيده إنّ ما توعدون لآتٍ وما أنتم بمعجزين.
قوله: {وما أنتم بمعجزين}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: قوله: {وما أنتم بمعجزين}، يقول: بمسابقين). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الأمل، وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد الخدري قال: اشترى أسامة بن زيد وليدة بمائة دينار إلى شهر فسمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: ألا تعجبون من أسامة المشتري إلى شهر إن أسامة لطويل الأمل، والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي وظننت أن شفري يلتقيان حتى
أقبض ولا رفعت طرفي وظننت أني واضعه حتى أقبض ولا لقمت لقمة فظننت أني أسيغها حتى أغص بالموت، يا بني آدم إن كنتم تعقلون فعدوا أنفسكم في الموتى والذي نفسي بيده {إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين}.
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس: {وما أنتم بمعجزين} قال: بسابقين). [الدر المنثور: 6/ 209-210]
تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنّي عاملٌ فسوف تعلمون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لقومك من قريشٍ، الّذين يجعلون مع اللّه إلهًا آخر: {اعملوا على مكانتكم} يقول: اعملوا على حيالكم وناحيتكم.
- كما حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {يا قوم اعملوا على مكانتكم} يعني على ناحيتكم.
يقال منه: هو يعمل على مكانته ومكينته.
وقرأ ذلك بعض الكوفيّين: (على مكاناتكم) على جمع المكانة.
والّذي عليه قرّاء الأمصار: {على مكانتكم} على التّوحيد.
{إنّي عاملٌ} يقول جلّ ثناؤه لنبيّه: قل لهم: اعملوا ما أنتم عاملون، فإنّي عاملٌ ما أنا عامله ممّا أمرني به ربّي. {فسوف تعلمون} يقول: فسوف تعلمون عند نزول نقمة اللّه بكم، أيّنا كان المحقّ في عمله، والمصيب سبيل الرّشاد، أنا أم أنتم؟
وقوله تعالى ذكره لنبيّه: قل لقومك: {يا قوم اعملوا على مكانتكم} أمرٌ منه له بوعيدهم وتهديدهم، لا إطلاق لهم في عمل ما أرادوا من معاصي اللّه). [جامع البيان: 9/ 567]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من تكون له عاقبة الدّار إنّه لا يفلح الظّالمون}.
يعني بقوله جلّ ثناؤه: {من تكون له عاقبة الدّار}: فسوف تعلمون أيّها الكفرة باللّه عند معاينتكم العذاب، من الّذي تكون له عاقبة الدّار منّا ومنكم، يقول: من الّذي يعقّب دنياه ما هو خيرٌ له منها أو شرٌّ منها بما قدّم فيها من صالح أعماله أو سيّئها.
ثمّ ابتدأ الخبر جلّ ثناؤه فقال: {إنّه لا يفلح الظّالمون} يقول: إنّه لا ينجح ولا يفوز بحاجته عند اللّه من عمل بخلاف ما أمره اللّه به من العمل في الدّنيا، وذلك معنى ظلم الظّالم في هذا الموضع.
وفي {من} الّتي في قوله: {من تكون} له وجهان من الإعراب: الرّفع على الابتداء، والنّصب بقوله: {تعلمون} لإعمال العلم فيه.
والرّفع فيه أجود، لأنّ معناه: فسوف تعلمون أيّنا له عاقبة الدّار، فالابتداء في من أصحّ وأفصح من إعمال العلم فيه). [جامع البيان: 9/ 568]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنّي عاملٌ فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدّار إنّه لا يفلح الظّالمون (135)}
قوله: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم}
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: قوله: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم}، قال: على ناحيتكم.
وروي عن مجاهدٍ والضّحّاك نحو ذلك.
قوله تعالى: {من تكون له عاقبة الدّار، إنّه لا يفلح الظالمون}
- وبه عن ابن عبّاسٍ: قوله: الظّالمون يعني لا أقبل ما كان في الشّرك). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {على مكانتكم} قال: على ناحيتكم.
- وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك {على مكانتكم} يعني على جديلتكم وناحيتكم). [الدر المنثور: 6/ 210]