العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنعام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 ربيع الثاني 1434هـ/26-02-2013م, 12:42 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الأنعام [ من الآية (35) إلى الآية (37) ]

{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ربيع الثاني 1434هـ/2-03-2013م, 11:58 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب (إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار)
وقال ابن عبّاسٍ: " أسفل النّار، {نفقًا} [الأنعام: 35]:سربًا "). [صحيح البخاري: 6/49] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله نفقا سربا وصله بن أبي حاتم من طريق بن جريج عن عطاء عن بن عبّاسٍ به وهذه الكلمة ليست من سورة النّساء وإنّما هي من سورة الأنعام ولعلّ مناسبة ذكرها هنا للإشارة إلى اشتقاق النّفاق لأنّ النّفاق إظهار غير ما يبطن كذا وجّهه الكرمانيّ وليس ببعيدٍ ممّا قالوه في اشتقاق النّفاق أنّه من النّافقاء وهو جحر اليربوع وقيل هو من النّفق وهو السّرب حكاه في النّهاية). [فتح الباري: 8/266]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه {إن المنافقين في الدّرك الأسفل} 145 النّساء
قال ابن عبّاس أسفل النّار نفقا سربا
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله إن المنافقين في الدّرك الأسفل أسفل النّار
ثنا أبي ثنا إبراهيم بن موسى ثنا هشام بن يوسف عن أبي جريج عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله 35 الأنعام نفقا قال سربا). [تغليق التعليق: 4/199-200] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (نفقا سربا
أشار به إلى ما في قوله عز وجل: {إن استطعت أن تبتغي نفقا} (الأنعام: 35) وهذا في سورة الأنعام ولا مناسبة لذكره هنا، وقال الكرماني: غرضه بيان اشتقاق المنافقين، وفيه نظر لا يخفى. قوله: (سربا) أي: في الأرض، وهو صفة نفقا، ونفقا منصوب بقوله: أن تبتغي، وفي (المغرب) السرب بالفتح الطّريق، ويقال: السرب البيت في الأرض، ويقال للماء الّذي يسيل من القربة: سرب، والسرب المسلك ولا يقال: نفق إلاّ إذا كان له منفذ). [عمدة القاري: 18/193]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({نفقًا}) يريد قوله تعالى في سورة الأنعام: ({إن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض} [الأنعام: 35] قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم أيضًا أي: (سربًا) ). [إرشاد الساري: 7/98]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض أو سلّمًا في السّماء فتأتيهم بآيةٍ}.
يقول تعالى ذكره: إن كان عظم عليك يا محمّد إعراض هؤلاء المشركين عنك وانصرافهم عن تصديقك فيما جئتهم به من الحقّ الّذي بعثتك به، فشقّ ذلك عليك ولم تصبر لمكروه ما ينالك منهم {فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض} يقول: فإن استطعت أن تتّخذ سربًا في الأرض، مثل نافقاء اليربوع، وهي أحد جحرته، فتذهب فيه {أو سلّمًا في السّماء} يقول: أو مصعدًا تصعد فيه كالدّرج وما أشبهها، كما قال الشّاعر:
لا يحرز المرء أحجاء البلاد ولا ....... يبنى له في السّموات السّلاليم
{فتأتيهم بآيةٍ} يعني: بعلامةٍ وبرهانٍ على صحّة قولك غير الّذي أتيتك، فافعل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض أو سلّمًا في السّماء} والنّفق: السّرب، فتذهب فيه فتأتيهم بآيةٍ، أو تجعل لك سلّمًا في السّماء، فتصعد عليه فتأتيهم بآيةٍ أفضل ممّا أتيناهم به فافعل.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض} قال: سربًا، {أو سلّمًا في السّماء} قال: يعني الدّرج.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض أو سلّمًا في السّماء} أمّا النّفق: فالسّرب، وأمّا السّلّم: فالمصعد.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {نفقًا في الأرض} قال: سربًا.
وترك جواب الجزاء فلم يذكر لدلالة الكلام عليه ومعرفة السّامعين بمعناه، وقد تفعل العرب ذلك فيما كان يفهم معناه عند المخاطبين به، فيقول الرّجل منهم للرّجل: إن استطعت أن تنهض معنا في حاجتنا إن قدرت على معونتنا، ويحذف الجواب، وهو يريد: إن قدرت على معونتنا فافعل، فأمّا إذا لم يعرف المخاطب والسّامع معنى الكلام إلاّ بإظهار الجواب لم يحذفوه، لا يقال: إن تقم، فتسكت وتحذف الجواب لأنّ المقول ذلك له لا يعرف جوابه إلاّ بإظهاره، حتّى يقال: إن تقم تصب خيرًا، أو: إن تقم فحسنٌ، وما أشبه ذلك. ونظير ما في الآية ممّا حذف جوابه وهو مرادٌ لفهم المخاطب لمعنى الكلام قول الشّاعر:
فبحظٍّ ممّا نعيش ولا تذ ....... هب بك التّرّهات في الأهوال
والمعنى: فبحظٍّ ممّا نعيش فعيشي). [جامع البيان: 9/ 225-227]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى فلا تكوننّ من الجاهلين}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين يكذّبونك من هؤلاء الكفّار يا محمّد فيحزنك تكذيبهم إيّاك، لو أشاء أن أجمعهم على استقامةٍ من الدّين وصوابٍ من محجّة الإسلام حتّى تكون كلمة جميعكم واحدةً، وملّتكم وملّتهم واحدةً، لجمعتهم على ذلك، ولم يكن بعيدًا عليّ لأنّي القادر على ذلك بلطفي، ولكنّي لم أفعل ذلك لسابق علمي في خلقي ونافذ قضائي فيهم من قبل أن أخلقهم وأصوّر أجسامهم. {فلا تكوننّ} يا محمّد {من الجاهلين} يقول: فلا تكوننّ ممّن لا يعلم أنّ اللّه لو شاء لجمع على الهدى جميع خلقه بلطفه، وأنّ من يكفر به من خلقه إنّما يكفر به لسابق علم اللّه فيه ونافذ قضائه بأنّه كائنٌ من الكافرين به اختيارًا لا اضطرارًا، فإنّك إذا علمت صحّة ذلك لم يكبر عليك إعراض من أعرض من المشركين عمّا تدعوه إليه من الحقّ، وتكذيب من كذّبك منهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: يقول اللّه سبحانه: لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين.
وفي هذا الخبر من اللّه تعالى الدّلالة الواضحة على خطإ ما قال أهل التّفويض من القدريّة المنكرون أن يكون عند اللّه لطائف لمن شاء توفيقه من خلقه، يلطّف بها له حتّى يهتدي للحقٍّ، فينقاد له وينيب إلى الرّشاد، فيذعن به ويؤثره على الضّلال والكفر باللّه، وذلك أنّه تعالى ذكره أخبر أنّه لو شاء الهداية لجميع من كفر به حتّى يجتمعوا على الهدى فعل، ولا شكّ أنّه لو فعل ذلك بهم كانوا مهتدين لا ضلاّلاً، وهم لو كانوا مهتدين كان لا شكّ أنّ كونهم مهتدين كان خيرًا لهم. وفي تركه تعالى ذكره أن يجمعهم على الهدى تركٌ منه أن يفعل بهم في دينهم بعض ما هو خيرٌ لهم فيه ممّا هو قادرٌ على فعله بهم وقد ترك فعله بهم، وفي تركه فعل ذلك بهم أوضح الدّليل أنّه لم يعطهم كلّ الأسباب الّتي بها يصلون إلى الهداية ويتسبّبون بها إلى الإيمان). [جامع البيان: 9/ 227-229]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض أو سلّمًا في السّماء فتأتيهم بآيةٍ ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى فلا تكوننّ من الجاهلين (35)}
قول اللّه عزّ وجلّ: {وإن كان كبر عليك إعراضهم}
- حدّثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، أنا هشام بن يوسف، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {نفقًا في الأرض} قال: سربًا في الأرض.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمرٌ، عن قتادة فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض قال: سربًا. وروي، عن السّدّيّ مثل ذلك.
قوله تعالى: {أو سلّمًا في السّماء}.
- وبه، عن قتادة
قوله: {أو سلّمًا في السّماء} يعني: الدّرج.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: أو سلّمًا في السّماء تجعل لهم سلّمًا في السّماء فتصعد عليه. وروي، عن السّدّيّ نحو ذلك.
قوله: {فتأتيهم بآيةٍ}.
- وبه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {فتأتيهم بآيةٍ} قال: فترجه فيه، فتأتيهم بآيةٍ أفضل ممّا آتيناهم به فافعل.
قوله تعالى: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى ... الآية}.
- وبه، عن ابن عبّاسٍ قوله: ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى الآية قال: إنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبر اللّه تعالى: أنّه لا يؤمن إلا من قد سبق له من اللّه السّعادة في الذّكر الأوّل). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1284-1285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض} والنفق السرب فتذهب فيه فتأتيهم بآية أو تجعل لهم سلما {في السماء} فتصعد عليه {فتأتيهم بآية} أفضل مما أتيناهم به فافعل {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى} يقول الله: سبحانه: لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين.
- أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {نفقا في الأرض} قال: سربا {أو سلما في السماء} قال: يعني الدرج.
- وأخرج الطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى: {تبتغي نفقا في الأرض} قال: سربا في الأرض فتذهب هربا، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت عدي بن زيد وهو يقول:
فدس لها على الأنفاق عمرو * بشكته وما خشيت كمينا). [الدر المنثور: 6/ 43-44]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون والموتى يبعثهم اللّه ثمّ إليه يرجعون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم: لا يكبرنّ عليك إعراض هؤلاء المعرضين عنك وعن الاستجابة لدعائك إذا دعوتهم إلى توحيد ربّهم والإقرار بنبوّتك، فإنّه لا يستجيب لدعائك إلى ما تدعوه إليه من ذلك إلاّ الّذين فتح اللّه أسماعهم للإصغاء إلى الحقّ، وسهّل لهم اتّباع الرّشد، دون من ختم اللّه على سمعه فلا يفقه من دعائك إيّاه إلى اللّه وإلى اتّباع الحقّ إلاّ ما تفقه الأنعام من أصوات رعاتها، فهم كما وصفهم به اللّه تعالى: {صمٌّ بكمٌ عمي فهم لا يرجعون}.
{والموتى يبعثهم اللّه} يقول: والكفّار يبعثهم اللّه مع الموتى، فجعلهم تعالى ذكره في عداد الموتى الّذين لا يسمعون صوتًا، ولا يعقلون دعاءً، ولا يفقهون قولاً، إذ كانوا لا يتدبّرون حجج اللّه، ولا يعتبرون آياته، ولا يتذكّرون فينزجرون عمّا هم عليه من تكذيب رسل اللّه وخلافهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون} المؤمنون للذّكر. {والموتى} الكفّار حين {يبعثهم اللّه} مع الموتى.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون} قال: هذا مثل المؤمن سمع كتاب اللّه فانتفع به وأخذ به وعقله، والّذين كذّبوا بآياتنا صمٌّ وبكمٌ، وهذا مثل الكافر أصمّ أبكم، لا يبصر هدًى، ولا ينتفع به.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن سفيان الثّوريّ، عن محمّد بن جحادة، عن الحسن: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون} المؤمنون. {والموتى} قال: الكفّار.
- حدّثني ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن محمّد بن جحادة قال: سمعت الحسن يقول في قوله: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون والموتى يبعثهم اللّه} قال: الكفّار.
وأمّا قوله: {ثمّ إليه يرجعون} فإنّه يقول تعالى: ثمّ إلى اللّه يرجعون، المؤمنون الّذين استجابوا للّه والرّسول، والكفّار الّذين يحول اللّه بينهم وبين أن يفقهوا عنك شيئًا، فيثيب هذا المؤمن على ما سلف من صالح عمله في الدّنيا بما وعد أهل الإيمان به من الثّواب، ويعاقب هذا الكافر بما أوعد أهل الكفر به من العقاب، لا يظلم أحدًا منهم مثقال ذرّةٍ).[جامع البيان: 9/ 229-231]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({إنّما يستجيب الّذين يسمعون والموتى يبعثهم اللّه ثمّ إليه يرجعون (36)}
قوله: {إنّما يستجيب}.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، أنا سفيان، عن محمّد بن جحادة، عن الحسن إنّما يستجيب الّذين يسمعون قال: المؤمنون. وروي، عن مجاهدٍ مثل ذلك.
قوله تعالى:{ الّذين يسمعون}.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: إنّما يستجيب الّذين يسمعون قال: المؤمنون للذّكر.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: إنّما يستجيب الّذين يسمعون، قال: وهذا مثل المؤمن سمع كتاب اللّه فأخذ به، وانتفع به وعقله.
قوله: {والموتى}.
- حدّثنا أبو سعيدٍ، ثنا أبو أسامة، أنا سفيان، عن محمّد بن جحادة، عن الحسن والموتى يبعثهم اللّه قال: الكفّار.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: والموتى قال: الكفّار حين يبعثهم اللّه مع الموتى). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1285]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ):
(نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {إنما يستجيب الذين يسمعون}، يقول: المؤمنون يسمعون الذكر والموتى يبعثهم الله يقول والكفار يبعثهم الله مع الموتى أي مع الكفار). [تفسير مجاهد: 214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون}، قال: المؤمنون، {والموتى} قال: الكفار.
- وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون} قال: المؤمنون للذكر، {والموتى} قال: الكفار حين يبعثهم الله مع الموتى.
- وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة في قوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون} قال: هذا مثل المؤمن سمع كتاب الله فانتفع به وأخذ به وعقله فهو حي القلب حي البصر {والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم} وهذا مثل الكافر أصم أبكم لا يبصر هدى ولا ينتفع به).[الدر المنثور: 6/ 44]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا لولا نزّل عليه آيةٌ من ربّه قل إنّ اللّه قادرٌ على أن ينزّل آيةً ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء العادلون بربّهم المعرضون عن آياته: {لولا نزّل عليه آيةٌ من ربّه} يقول: قالوا: هلاّ نزّل على محمّدٍ آيةٌ من ربّه، كما قال الشّاعر:
تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم ....... بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا
بمعنى: هلاّ الكميّ.
والآية: العلامة، وذلك أنّهم قالوا: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها}. قال اللّه تعالى لنبيّه -محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم-: {قل} يا محمّد لقائلي هذه المقالة لك: {إنّ اللّه قادرٌ على أن ينزّل آيةً}، يعني: حجّةً على ما يريدون ويسألون، {ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} يقول: ولكنّ أكثر الّذين يقولون ذلك فيسألونك آيةً، لا يعلمون ما عليهم في الآية إن نزّلها من البلاء، ولا يدرون ما وجه ترك إنزال ذلك عليك، ولو علموا السّبب الّذي من أجله لم أنزلها عليك لم يقولوا ذلك ولم يسألوكه، ولكنّ أكثرهم لا يعلمون ذلك). [جامع البيان: 9/ 231]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 11:02 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلّماً في السّماء فتأتيهم بآيةٍ...}فافعل، مضمرة، بذلك جاء التفسير،
وذلك معناه: وإنما تفعله العرب في كل موضع يعرف فيه معنى الجواب؛ ألا ترى أنك تقول للرجل: إن استطعت أن تتصدق، إن رأيت أن تقوم معنا، بترك الجواب؛ لمعرفتك بمعرفته به. فإذا جاء ما لا يعرف جوابه إلا بظهوره أظهرته؛ كقولك للرجل: إن تقم تصب خيرا، لا بدّ في هذا من جواب؛ لأن معناه لا يعرف إذا طرح). [معاني القرآن: 1/ 331-332]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({تبتغى نفقاً في الأرض} يريد أهوية ومنه نافقاء اليربوع الجحر الذي ينفق منه فيخرج ينفق نفقاً مصدر.
{أو سلّماً في السّماء} أي: مصعداً.
قال ابن مقبل:

لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا ....... تبنى له في السموات السلاليم).
[مجاز القرآن:1/ 190]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلّماً في السّماء فتأتيهم بآيةٍ ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى فلا تكوننّ من الجاهلين}
وقال {نفقاً في الأرض أو سلّماً في السّماء} فـ"النفق" ليس من "النفقة" ولكنه من "النّافقاء"، يريد دخولا في الأرض.
وقال {فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلّماً في السّماء} ولم يقل "فافعل" وذلك أنّه أضمر.
وقال الشاعر:

فبحظٍّ ممّا نعيش ولا تذ ....... هب بك الترّهات في الأهوال
فأضمر "فعيشى"). [معاني القرآن: 1/ 238]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {أن تبتغي نفقا في الأرض} فالنفق من نفق اليربوع ونافقائه: وهو جحر من جحرته، منها: النافقاء والقاصعاء والداماء؛ وقد فسرنا ذلك في سورة آل عمران). [معاني القرآن لقطرب: 540]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نفقا}: مدخلا تحت الأرض ويقال لحجر اليربوع النافقاء.
{سلما في السماء}: مصعدا).[غريب القرآن وتفسيره: 136]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({النّفق} في الأرض المدخل، وهو السّرب.
و{السّلم في السماء}: المصعد). [تفسير غريب القرآن: 153]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم الله عزّ وجلّ رسوله أنه يأتي من الآيات بما أحب، وأنه - صلى الله عليه وسلم - بشر لا يقدر على الإتيان بآية إلا بما شاء الله من الآيات فقال: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلّما في السّماء فتأتيهم بآية ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى فلا تكوننّ من الجاهلين}
أي: إن كان عظم عليك أن أعرضوا إذ طلبوا منك أن تنزّل عليهم ملكا.
لأنهم قالوا {لولا أنزل عليه ملك} ثم أعلم اللّه جلّ وعزّ أنهم لو نزلت عليهم الملائكة وأتاهم عظيم من الآيات ما آمنوا.
وقوله: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض}، والنفق: الطريق النافذ في الأرض، والنافقاء: ممدود أحد جحرة اليربوع يخرقه من باطن الأرض إلى جلدة الأرض فإذا بلغ الجلدة أرقها حتى إن رابه دبيب رفع برأسه هذا المكان وخرج منه، ومن هذا سمّي المنافق منافقا، لأنه أبطن غير ما أظهر، كالنافقاء الذي ظاهره غير بين، وباطنه حفر في الأرض.
وقوله: {أو سلّما في السّماء}، والسّلّم: مشتق من السّلامة، وهو الشيء الذي يسلمك إلى مصعدك.
المعنى: فإن استطعت هذا فافعل، وليس في القرآن فافعل لأنه قد يحذف ما في الكلام دليل عليه، ومثل ذلك قولك: إن رأيت أن تمضي معنا إلى فلان.
ولا تذكر فافعل.
فأعلم اللّه نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنّه لا يستطيع أن يأتي بآية إلا بإذن اللّه. وإعلامه النبي هذا هو إعلام الخلق أنهم إنما اقترحوا هم الآيات وأعلم الله جلّ وعزّ أنّه قادر على أن ينزل آية آية، وأنّه لو أنزلت الملائكة وكلمهم الموتى ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء اللّه.
وقوله {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى} فيه غير قول:
فأحدها: أنه لو شاء الله أن يطبعهم على الهدى لفعل ذلك.
وقول آخر: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى} أي: لو شاء لأنزل عليهم آية تضطرهم إلى الإيمان كقوله جلّ وعزّ: {إن نشأ ننزّل عليهم من السّماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين}
فإنما أنزل الله الآيات التي يفكر الناس معها، فيؤجر ذو البصر، ويثاب على الإيمان بالآيات، ولو كانت نار تنزل على من يكفر أو يرمى بحجر من السّماء لان كل واحد). [معاني القرآن: 2/ 243-245]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء}.
قال قتادة: النفق الشرب في الأرض والسلم الدرج وكذلك هو في اللغة ومنه النافقاء أحد جحر اليربوع.
قال أبو إسحاق: والسلم مشتق من السلامة كأنه يسلمك إلى الموضع الذي تريد.
والمعنى: إن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية فافعل ثم حذف هذا لعلم السامع أي ليس لك من الأمر شيء). [معاني القرآن: 2/ 419-420]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى} أي; لأراهم آية تضطرهم إلى الإيمان ولكنه أراد جل وعز أن يثيب من آمن منهم ومن أحسن ويجوز أن يكون المعنى لطبعهم على الإيمان). [معاني القرآن: 2/ 420]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَفَقًا} أي مدخلاً، وهو السرب.
{أَوْ سُلَّمًا} أي مصعداً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 76]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَفَقًا}: مدخلاً في الأرض
{سُلَّمًا}: مصعداً). [العمدة في غريب القرآن: 126]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّما يستجيب الّذين يسمعون} أي: يجيبك من يسمع، فأما الموتى فاللّه يبعثهم شبههم بالموتى). [تفسير غريب القرآن: 153]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (القراء {ثم إليه يرجعون}.
أبو عبد الرحمن السلمي وابن محيصن {ثم إليه يرجعون} ). [معاني القرآن لقطرب: 512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون والموتى يبعثهم اللّه ثمّ إليه يرجعون} أي: الذين يسمعون سماع قابلين، وجعل من لم يقبل بمنزلة الأصم.
قال الشاعر:
أصمّ عمّا ساءه سميع
{والموتى يبعثهم اللّه} أي: يحييهم {ثم إليه يرجعون}). [معاني القرآن: 2/ 245]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إنما يستجيب الذين يسمعون}
قال الحسن ومجاهد: يراد به المؤمنون والمعنى الذين يسمعون سماع قبول). [معاني القرآن: 2/ 420-421]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {والموتى يبعثهم الله}
قال الحسن ومجاهد: يراد به الكفار وقال غيرهما يراد به كل ميت). [معاني القرآن: 2/ 421]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}:

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لولا نزّل عليه}

مجازها: هلاّ نزل عليه،
قال:
تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم ....... بنى ضوطرى لولا الكمىّ المقنّعا
أي فهلا تعدّون الكميّ). [مجاز القرآن: 1/ 191]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربّه قل إنّ اللّه قادر على أن ينزّل آية ولكنّ أكثرهم لا يعلمون * قل إنّ اللّه قادر على أن ينزّل آية} أي: آية تجمعهم على الهدى). [معاني القرآن: 2/ 245]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 10:56 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومثل أفرحت وفرحت أنزلت ونزلت قال الله عز وجل: {لولا
أنزل عليه آيةٌ من ربه قل إن الله قادرٌ على أن ينزل آيةً} وكثرهم وأكثرهم وقللهم وأقلهم). [الكتاب: 4/ 55-56]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 12:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 12:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 12:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 12:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري


تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإن كان كبر عليك إعراضهم ... الآية}، آية فيها إلزام الحجة للنبي صلى الله عليه وسلم وتقسيم الأحوال عليه حتى يبين أن لا وجه إلا الصبر والمضي لأمر الله تعالى، والمعنى إن كنت تعظم تكذيبهم وكفرهم على نفسك وتلتزم الحزن عليه فإن كنت تقدر على دخول سرب في أعماق الأرض أو على ارتقاء سلم في السماء فدونك وشأنك به، أي إنك لا تقدر على شيء من هذا، ولا بد لك من التزام الصبر واحتمال المشقة ومعارضتهم بالآيات التي نصبها الله تعالى للناظرين المتأملين، إذ هو لا إله إلا هو لم يرد أن يجمعهم على الهدى، وإنما أراد أن ينصب من الآيات ما يهتدي بالنظر فيه قوم ويضل آخرون، إذ خلقهم على الفطرة وهدى السبيل وسبقت رحمته غضبه، وله ذلك كله بحق ملكه فلا تكوننّ من الجاهلين في أن تأسف وتحزن على أمر أراده الله وأمضاه وعلم المصلحة فيه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا أسلوب معنى الآية، واسم كان يصح أن يكون الأمر والشأن وكبر عليك إعراضهم خبرها، ويصح أن يكون إعراضهم هو اسم كان ويقدر في كبر ضمير وتكون كبر في موضع الخبر، والأول من الوجهين أقيس، والنفق السرب في الأرض ومنه نافقاء اليربوع، والسلم الشيء الذي يصعد عليه ويرتقى، ويمكن أن يشتق اسمه من السلامة لأنه سببها وجمعه سلاليم، ومنه قول الشاعر [ابن مقبل]: [البسيط]
لا يحزن المرء أحجاء البلاد ولا ....... تبنى له في السماوات السّلاليم
وفتأتيهم بآيةٍ أي بعلامة، ويريد إما في فعلك ذلك أي تكون الآية نفس دخولك في الأرض أو ارتقائك في السماء، وإما أن «تأتيهم بالآية» من إحدى الجهتين، وحذف جواب الشرط قبل في قوله: {فإن استطعت} إيجاز لفهم السامع به، تقديره فافعل أو فدونك كما تقدم، ولجمعهم يحتمل إما بأن يخلقهم مؤمنين، وإما بأن يكسبهم الإيمان بعد كفرهم بأن يشرح صدورهم، والهدى الإرشاد، وهذه الآية ترد على القدرية المغرضة الذين يقولون إن القدرة لا تقتضي أن يؤمن الكافر وإن ما يأتيه الإنسان من جميع أفعاله لا خلق لله فيه تعالى عن قولهم، ومن الجاهلين يحتمل في أن لا يعلم أن الله لو شاء اللّه لجمعهم ويحتمل في أن تهتم بوجود كفرهم الذي قدره وأراده، وتذهب به لنفسك إلى ما لم يقدر الله به، يظهر تباين ما بين قوله تعالى لمحمد -صلى الله عليه وسلم: {فلا تكوننّ من الجاهلين} وبين قوله لنوح عليه السلام: {إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين} [هود: 46] وقد تقرر أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء، قال مكي والمهدي: والخطاب بقوله فلا تكوننّ من الجاهلين للنبي -عليه السلام- والمراد به أمته، وهذا ضعيف لا يقتضيه اللفظ، وقال قوم: وقر نوح لسنه وشيبته، وقال قوم: جاء الحمل أشد على محمد -صلى الله عليه وسلم- لقربه من الله -تعالى- ومكانته عنده كما يحمل العاقب على قريبه أكثر من حمله على الأجانب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والوجه القوي عندي في الآية هو أن ذلك لم يجئ بحسب النبيين وإنما جاء بحسب الأمرين اللذين وقع النهي عنهما والعتاب فيهما وبين أن الأمر الذي نهى عنه محمد -صلى الله عليه وسلم- أكبر قدرا وأخطر مواقعة من الأمر الذي واقعه نوح صلى الله عليه وسلم). [المحرر الوجيز: 3/ 353-355]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) }

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون والموتى يبعثهم اللّه ثمّ إليه يرجعون (36) وقالوا لولا نزّل عليه آيةٌ من ربّه قل إنّ اللّه قادرٌ على أن ينزّل آيةً ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (37) وما من دابّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلاّ أممٌ أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثمّ إلى ربّهم يحشرون (38)}
هذا من النمط المتقدم في التسلية أي لا تحفل بمن أعرض فإنما يستجيب لداعي الإيمان الذين يقيمون الآيات ويتلقون البراهين بالقبول، فعبر عن ذلك كله ب{ يسمعون} إذ هو طريق العلم بالنبوة والآيات المعجزة، وهذه لفظة تستعملها الصوفية إذا بلغت الموعظة من أحد مبلغا شافيا قالوا سمع، ثم قال تعالى: والموتى يريد الكفار، فعبر، عنهم بضد ما عبر عن المؤمنين وبالصفة التي تشبه حالهم في العمى عن نور الله تعالى والصمم عن وعي كلماته، قاله مجاهد وقتادة والحسن، ويبعثهم اللّه يحتمل معنيين قال الحسن معناه «يبعثهم الله» بأن يؤمنوا حين يوقفهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فتجيء الاستعارة في هذا التأويل، في الوجهين في تسميتهم موتى وفي تسمية إيمانهم وهدايتهم بعثا، والواو على هذا مشركة في العامل عطفت الموتى على الّذين، ويبعثهم اللّه في موضع الحال، وكأن معنى الآية إنما يستجيب الذين يرشدون حين يسمعون فيؤمنون والكفار حين يرشدهم الله بمشيئته، فلا تتأسف أنت ولا تستعجل ما لم يقدر، وقرأ الحسن «ثم إليه يرجعون» فتناسبت الآية، وقال مجاهد وقتادة: والموتى يريد الكفار، أي هم بمثابة الموتى حين لا يرون هدى ولا يسمعون فيعون، ويبعثهم اللّه أي: يحشرهم يوم القيامة ثمّ إليه أي إلى سطوته وعقابه يرجعون، وقرأت هذه الطائفة يرجعون بياء والواو على هذا عاطفة جملة كلام على جملة، والموتى مبتدأ ويبعثهم اللّه خبره، فكأن معنى الآية إنما يستجيب الذين يسمعون فيعون والكفار سيبعثهم الله ويردهم إلى عقابه، فالآية على هذا متضمنة الوعيد للكفار، والعائد على الّذين هو الضمير في يسمعون). [المحرر الوجيز: 3/ 355-356]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) }

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير في قالوا عائد على الكفار، ولولا تحضيض بمعنى هلا، قال الشاعر [جرير]: [الطويل]
تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم ....... بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا
ومعنى الآية هلا أنزل على محمد بيان واضح لا يقع معه توقف من أحد كملك يشهد له أو أكثر أو غير ذلك من تشططهم المحفوظ في هذا، فأمر عليه السلام بالرد عليهم بأن الله عز وجل له القدرة على إنزال تلك الآية، ولكنّ أكثرهم لا يعلمون أنها لو نزلت ولم يؤمنوا لعوجلوا بالعذاب، ويحتمل ولكنّ أكثرهم لا يعلمون أن الله تعالى إنما جعل المصلحة في آيات معرضة للنظر والتأمل ليهتدي قوم ويضل آخرون). [المحرر الوجيز: 3/ 356-357]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 12:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 12:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وإن كان كبر عليك إعراضهم} أي: إن كان شقّ عليك إعراضهم عنك {فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض أو سلّمًا في السّماء} قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: النّفق: السّرب، فتذهب فيه {فتأتيهم بآيةٍ} أو تجعل لك سلّمًا في السّماء فتصعد فيه فتأتيهم بآيةٍ أفضل ممّا آتيتهم به، فافعل.
وكذا قال قتادة، والسّدّي، وغيرهما.
وقوله: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى فلا تكوننّ من الجاهلين} كما قال تعالى: {ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعًا [أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين]} [يونس: 99]، قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى} قال: إنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان يحرص أن يؤمن جميع النّاس ويتابعوه على الهدى، فأخبر اللّه أنّه لا يؤمن إلّا من قد سبق له من اللّه السّعادة في الذّكر الأوّل). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 252-253]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون} أي: إنّما يستجيب لدعائك يا محمّد من يسمع الكلام ويعيه ويفهمه، كقوله: {لينذر من كان حيًّا ويحقّ القول على الكافرين} [يس: 70]، وقوله: {والموتى يبعثهم اللّه} يعني: بذلك الكفّار؛ لأنّهم موتى القلوب، فشبّههم اللّه بأموات الأجساد فقال: {والموتى يبعثهم اللّه ثمّ إليه يرجعون} وهذا من باب التّهكّم بهم، والازدراء عليهم). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 253]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وقالوا لولا نزل عليه آيةٌ من ربّه قل إنّ اللّه قادرٌ على أن ينزل آيةً ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (37) وما من دابّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثمّ إلى ربّهم يحشرون (38) والّذين كذّبوا بآياتنا صمٌّ وبكمٌ في الظّلمات من يشأ اللّه يضلله ومن يشأ يجعله على صراطٍ مستقيمٍ (39)}
يقول تعالى مخبرًا عن المشركين أنّهم كانوا يقولون: {لولا نزل عليه آيةٌ من ربّه} أي: خارقٌ على مقتضى ما كانوا يريدون، وممّا يتعنّتون كما قالوا: {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} الآيات [الإسراء: 90].
{قل إنّ اللّه قادرٌ على أن ينزل آيةً ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} أي: هو تعالى قادرٌ على ذلك، ولكنّ حكمته تعالى تقتضي تأخير ذلك؛ لأنّه لو أنزلها وفق ما طلبوا ثمّ لم يؤمنوا، لعاجلهم بالعقوبة، كما فعل بالأمم السّالفة، كما قال تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا} [الإسراء: 59]، وقال تعالى: {إن نشأ ننزل عليهم من السّماء آيةً فظلّت أعناقهم لها خاضعين} [الشّعراء: 4]). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 253]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة