العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة المائدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ربيع الثاني 1434هـ/28-02-2013م, 10:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة المائدة [ من الآية (54) إلى الآية (56) ]

تفسير سورة المائدة
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 11:42 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني عبد الله بن عياش، عن أبي صخر، عن محمد بن كعب القرظي أن عمر بن عبد العزيز أرسل يوما إليه، وعمر أمير المدينة يومئذٍ، فقال: يا أبا حمزة، آيةٌ أسهرتني البارحة، قال: محمد: وما هي، أيها الأمير، قال: قول الله: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم))، قال محمد: أيها الأمير، إنما عنى الله بـ {أيها الذين آمنوا} الولاة من قريش، {من يرتد منكم} عن الحق {يأتي الله بقومٍ}، وهم أهل اليمن؛ قال عمر: يا ليتني وإياك منهم، قال: آمين). [الجامع في علوم القرآن: 1/62-63]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني ابن سمعان قال: بلغنا عن عبد اللّه بن عبّاسٍ أنّه كان يقول في هذه الآية: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائمٍ}، هم ناسٌ من أهل اليمن سابقتهم الأنصار). [الجامع في علوم القرآن: 1/86]

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [قوله تعالى: { [يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبّهم} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معاوية، عن السّريّ بن يحيى، عن الحسن - في قوله عزّ وجلّ: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبهم ويحبونه} - قال: ولاية الله - والله - أبا بكر وأصحابه). [سنن سعيد بن منصور: 4/1500-1501]

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائمٍ ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه واسعٌ عليمٌ} يقول تعالى ذكره للمؤمنين باللّه وبرسوله: {يا أيّها الّذين آمنوا} أي صدّقوا اللّه ورسوله، وأقرّوا بما جاءهم به نبيّهم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم {من يرتدّ منكم عن دينه} يقول: من يرجع منكم عن دينه الحقّ الّذي هو عليه اليوم، فيبدّله ويغيّره بدخوله في الكفر، إمّا في اليهوديّة أو النّصرانيّة أو غير ذلك من صنوف الكفر، فلن يضرّ اللّه شيئًا، وسيأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه؛ يقول: فسوف يجيء اللّه بدلاً منهم المؤمنين الّذين لم يبدّلوا ولم يغيّروا ولم يرتدّوا، بقومٍ خيرٍ من الّذين ارتدّوا وبدّلوا دينهم، يحبّهم اللّه ويحبّون اللّه.
وكان هذا الوعيد من اللّه لمن سبق في علمه أنّه سيرتدّ بعد وفاة نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وكذلك وعده من وعد من المؤمنين ما وعده في هذه الآية، لمن سبق له في علمه أنّه لا يبدّل ولا يغيّر دينه ولا يرتدّ. فلمّا قبض اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم ارتدّ أقوامٌ من أهل الوبر وبعض أهل المدر، فأبدل اللّه المؤمنين بخيرٍ منهم كما قال تعالى ذكره، ووفى للمؤمنين بوعده، وأنفذ فيمن ارتدّ منهم وعيده.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني عبد اللّه بن عيّاشٍ، عن أبي صخرٍ، عن محمّد بن كعبٍ: أنّ عمر بن عبد العزيز، أرسل إليه يومًا وعمر أمير المدينة يومئذٍ، فقال: يا أبا حمزة، آيةٌ أسهرتني البارحة. قال محمّدٌ: وما هي أيّها الأمير؟ قال: قول اللّه: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه} حتّى بلغ: {ولا يخافون لومة لائمٍ} فقال محمّدٌ: أيّها الأمير، إنّما عنى اللّه بالّذين آمنوا: الولاة من قريشٍ، من يرتدّ عن الحقّ.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في أعيان القوم الّذين أتى اللّه بهم المؤمنين وأبدل المؤمنين مكان من ارتدّ منهم، فقال بعضهم: هو أبو بكرٍ الصّدّيق وأصحابه الّذين قاتلوا أهل الرّدّة حتّى أدخلوهم من الباب الّذي خرجوا منه.
ذكر من قال ذلك:.
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، قال: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن الفضل بن دلهمٍ، عن الحسن، في قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال: هذا واللّه أبو بكرٍ وأصحابه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن الفضل بن دلهمٍ، عن الحسن، مثله.
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا عبدة بن سليمان، عن جويبرٍ، عن سهلٍ، عن الحسن في قوله: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال: أبو بكرٍ وأصحابه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن أبي موسى، قال: قرأ الحسن: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال: هي واللّه لأبي بكرٍ وأصحابه.
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ، قال: حدّثنا أحمد بن بشيرٍ، عن هشامٍ، عن الحسن في قوله: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال: نزلت في أبي بكرٍ وأصحابه.
- حدّثني عليّ بن سعيد بن مسروقٍ الكنديّ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائمٍ} قال: هو أبو بكرٍ وأصحابه، لمّا ارتدّ من ارتدّ من العرب عن الإسلام، جاهدهم أبو بكرٍ وأصحابه حتّى ردّهم إلى الإسلام.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {من يرتدّ منكم عن دينه، فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} إلى قوله: {واللّه واسعٌ عليمٌ} [البقرة] أنزل اللّه هذه الآية، وقد علم أن سيرتدّ مرتدّون من النّاس. فلمّا قبض اللّه نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، ارتدّ عامّة العرب عن الإسلام إلاّ ثلاثة مساجد: أهل المدينة، وأهل مكّة وأهل البحرين من عبد القيس قالوا: نصلّي ولا نزكّي، واللّه لا تغصب أموالنا. فكلّم أبو بكرٍ في ذلك، فقيل له: إنّهم لو قد فقهوا لهذا، أعطوها اوادوها: فقال: لا واللّه، لا أفرّق بين شيءٍ جمع اللّه بينه، ولو منعوا عقالا ممّا فرض اللّه ورسوله، لقاتلناهم عليه. فبعث اللّه عصابةً مع أبي بكرٍ، فقاتل على ما قاتل عليه نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، حتّى سبى وقتل وحرّق بالنّيران أناسًا ارتدّوا عن الإسلام ومنعوا الزّكاة، فقاتلهم حتّى أقرّوا بالماعون وهي الزّكاة صغرةً أقمياء. فأتته وفود العرب، فخيّرهم بين خطّةٍ مخزيةٍ أو حربٍ مجليةٍ، فاختاروا الخطّة المخزية، وكانت أهون عليهم، أن يشهدوا أنّ قتلاهم في النّار وأنّ قتلى المؤمنين في الجنّة، وأنّ ما أصابوا من المسلمين من مالٍ ردّوه عليهم، وما أصاب المسلمون لهم من مالٍ فهو لهم حلالٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال ابن جريجٍ: ارتدّوا حين توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقاتلهم أبو بكرٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن هشامٍ، قال: أخبرنا سيف بن عمر، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن أبي أيّوب، عن عليٍّ في قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه} قال: علم اللّه المؤمنين، وأوقع معنى السّوء على الحشو الّذي فيهم من المنافقين ومن في علمه أن يرتدّوا، قال: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه} المرتدّة في دورهم بقومٍ يحبّهم ويحبّونه بأبي بكرٍ وأصحابه.
وقال آخرون: يعني بذلك قومًا من أهل اليمن. وقال بعض من قال ذلك منهم: هم رهط أبي موسى الأشعريّ: عبد اللّه بن قيسٍ.
ذكر من قال ذلك:.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ، عن عياضٍ الأشعريّ، قال: لمّا نزلت هذه الآية: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال: أومأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى أبي موسى بشيءٍ كان معه، فقال: هم قوم هذا.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا أبو الوليد، قال: حدّثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ، قال: سمعت عياضًا يحدّث عن أبي موسى، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ هذه الآية: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال: يعني قوم أبي موسى.
- حدّثني أبو السّائب سلم بن جنادة قال: حدّثنا ابن إدريس، عن شعبة - قال أبو السّائب: قال أصحابنا: هو - عن سماك بن حربٍ، - وأنا لا أحفظ سماكًا - عن عياضٍ الأشعريّ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هم قوم هذا يعني أبا موسى.
- حدّثنا سفيان بن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن شعبة، عن سماكٍ، عن عياضٍ الأشعريّ قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأبي موسى: هم قوم هذا في قوله: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه}.
- حدّثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا شعبة، عن سماك بن حربٍ، قال: سمعت عياضًا الأشعريّ يقول: لمّا نزلت: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هم قومك يا أبا موسى، أو قال: هم قوم هذا يعني أبا موسى.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو سفيان الحميريّ، عن حصينٍ، عن عياضٍ، أو ابن عياضٍ: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال: هم أهل اليمن.
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا صفوان، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن جبيرٍ، عن شريح بن عبيدٍ، قال: لمّا أنزل اللّه: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه} إلى آخر الآية، قال عمر: أنا وقومي هم يا رسول اللّه؟ قال: لا بل هذا وقومه يعني أبا موسى الأشعريّ.
وقال آخرون منهم: بل هم أهل اليمن جميعًا.
ذكر من قال ذلك:.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {يحبّهم ويحبّونه} قال: أناسٌ من أهل اليمن.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: هم قوم سبأٍ.
- حدّثنا مطر بن محمّدٍ الضّبّيّ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: أخبرنا شعبة، قال: أخبرني من، سمع شهر بن حوشبٍ، قال: هم أهل اليمن.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني عبد اللّه بن عيّاشٍ، عن أبي صخرٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ: أنّ عمر بن عبد العزيز، أرسل إليه يومًا وهو أمير المدينة يسأله عن ذلك، فقال محمّدٌ: يأتي اللّه بقومٍ، وهم أهل اليمن. قال عمر: يا ليتني منهم. قال: آمين.
وقال آخرون: هم أنصار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك:.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} يزعم أنّهم الأنصار.
وتأويل الآية على قول من قال: عنى اللّه بقوله: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} أبا بكرٍ وأصحابه في قتالهم أهل الرّدّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فلن يضرّ اللّه شيئًا، وسيأتي اللّه من ارتدّ منكم عن دينه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه، ينتقم بهم منهم على أيديهم.
وبذلك جاء الخبر والرّواية عن بعض من تأوّل ذلك كذلك.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن هشامٍ، قال: أخبرنا سيف بن عمر، عن أبي روقٍ، عن أبي أيّوب، عن عليٍّ، في قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم} قال: يقول: فسوف يأتي اللّه المرتدّة في دورهم، بقومٍ يحبّهم ويحبّونه بأبي بكرٍ وأصحابه.
وأمّا على قول من قال: عني بذلك: أهل اليمن؛ فإنّ تأويله: يا أيّها الّذين آمنوا، من يرتدّ منكم عن دينه، فسوف يأتي اللّه المؤمنين الّذين لم يرتدّوا بقومٍ يحبّهم ويحبّونه، أعوانًا لهم وأنصارًا.
وبذلك جاءت الرّواية عن بعض من كان يتأوّل ذلك كذلك.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه} الآية؛ وعيدٌ من اللّه أنّه من ارتدّ منكم أنّه سيستبدل خيرًا منهم.
وأمّا على قول من قال: عنى بذلك الأنصار، فإنّ تأويله في ذلك نظير تأويل من تأوّله أنّه عني به أبو بكرٍ وأصحابه.
وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصّواب، ما روي به الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّهم أهل اليمن قوم أبي موسى الأشعريّ. ولولا الخبر الّذي روي في ذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالخبر الّذي روي عنه ما كان القول عندي في ذلك إلاّ قول من قال: هم أبو بكرٍ وأصحابه؛ وذلك أنّه لم يقاتل قومًا كانوا أظهروا الإسلام على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ ارتدّوا على أعقابهم كفّارًا، غير أبي بكرٍ ومن كان معه ممّن قاتل أهل الرّدّة معه بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولكنّا تركنا القول في ذلك للخبر الّذي روي فيه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أن كان صلّى اللّه عليه وسلّم معدن البيان عن تأويل ما أنزل اللّه من وحيه وآي كتابه.
فإن قال لنا قائلٌ: فإن كان القوم الّذين ذكر اللّه أنّه سيأتي بهم عند ارتداد من ارتدّ عن دينه ممّن كان قد أسلم على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، هم أهل اليمن، فهل كان أهل اليمن أيّام قتال أبي بكرٍ أهل الرّدّة أعوان أبي بكرٍ على قتالهم، حتّى تستجيز أن توجّه تأويل الآية إلى ما وجّهت إليه؟ أم لم يكونوا أعوانًا له عليهم، فكيف استجزت أن توجّه تأويل الآية إلى ذلك، وقد علمت أنّه لا خلف لوعد اللّه؟
قيل له: إنّ اللّه تعالى ذكره لم يعد المؤمنين أن يبدلهم بالمرتدّين منهم يومئذٍ خيرًا من المرتدّين لقتال المرتدّين، وإنّما أخبر أنّه سيأتيهم بخيرٍ منهم بدلاً منهم، فقد فعل ذلك بهم قريبًا غير بعيدٍ، فجاء بهم على عهد عمر، فكان موقعهم من الإسلام وأهله أحسن موقعٍ، وكانوا أعوان أهل الإسلام وأنفع لهم ممّن كان ارتدّ بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من طغام الأعراب وجفاة أهل البوادي الّذين كانوا على أهل الإسلام كلا لا نفعًا.
واختلف القرّاء في قراءة قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه} فقرأته قرّاء أهل المدينة: يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه بإظهار التّضعيف بدالين مجزومة الدّال الآخرة، وكذلك ذلك في مصاحفهم.
وأمّا قرّاء أهل العراق فإنّهم قرءوا ذلك: {من يرتدّ منكم عن دينه} بالإدغام بدالٍ واحدةٍ وتحريكها إلى الفتح بناءً على التّثنية، لأنّ المجزوم الّذي يظهر تضعيفه في الواحد إذا ثنّي أدغم، ويقال للواحد: اردد يا فلان إلى فلانٍ حقّه، فإذا ثنّي قيل: ردّا إليه حقّه، ولا يقال: ارددا. وكذلك في الجمع ردّوا، ولا يقال: ارددوا. فتبني العرب أحيانًا الواحد على الاثنين، وتظهر أحيانًا في الواحد التّضعيف لسكون لام الفعل، وكلتا اللّغتين فصيحةٌ مشهورةٌ في العرف.
والقراءة في ذلك عندنا على ما هو به في مصاحفنا ومصاحف أهل المشرق بدالٍ واحدةٍ مشدّدةٍ بترك إظهار التّضعيف وبفتح الدّالّ للعلّة الّتي وصفت). [جامع البيان: 8/517-526]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين}.
يعني تعالى ذكره بقوله: أذلّةٍ على المؤمنين أرقّاء عليهم رحماء بهم، من قول القائل: ذلّ فلانٌ لفلانٍ: إذا خضع له واستكان.
ويعني بقوله: أعزّةٍ على الكافرين أشدّاء عليهم غلظاء بهم، من قول القائل: قد عزّني فلانٌ: إذا أظهر العزّة من نفسه له، وأبدى له الجفوة والغلظة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن هاشمٍ، قال: أخبرنا سيف بن عمر، عن أبي روقٍ، عن أبي أيّوب، عن عليٍّ، في قوله: {أذلّةٍ على المؤمنين} أهل رقّةٍ على أهل دينهم {أعزّةٍ على الكافرين} أهل غلظةً على من خالفهم في دينهم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين} يعني بالذّلّة: الرّحمة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، في قوله: {أذلّةٍ على المؤمنين} قال: رحماء بينهم {أعزّةٍ على الكافرين} قال: أشدّاء عليهم.
- حدّثنا الحرث بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: قال سفيان: سمعت الأعمش، يقول في قوله: {أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين} ضعفاء عن المؤمنين). [جامع البيان: 8/527-528]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يجاهدون في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائمٍ ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه واسعٌ عليمٌ }
يعني تعالى ذكره بقوله: يجاهدون في سبيل اللّه هؤلاء المؤمنين الّذين وعد اللّه المؤمنين أن يأتيهم بهم إن ارتدّ منهم مرتدٌّ بدلاً منهم، يجاهدون في قتال أعداء اللّه، على النّحو الّذي أمر اللّه بقتالهم والوجه الّذي أذن لهم به، ويجاهدون عدوّهم، فذلك مجاهدتهم في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائمٍ يقول: ولا يخافون في ذات اللّه أحدًا، ولا يصدّهم عن العمل بما أمرهم اللّه به من قتال عدوّهم لومة لائمٍ لهم في ذلك.
وأمّا قوله: ذلك فضل اللّه فإنّه يعني: هذا النّعت الّذي نعتهم به تعالى ذكره من أنّهم أذلّةٌ على المؤمنين، أعزّةٌ على الكافرين، يجاهدون في سبيل اللّه، ولا يخافون في اللّه لومة لائمٍ، فضل اللّه الّذي تفضّل به عليهم، واللّه يؤتي فضله من يشاء من خلقه، منّةً عليه وتطوّلاً
واللّه واسعٌ يقول: واللّه جوادٌ بفضله على من جاد به عليه، لا يخاف نفاد خزائنه فتتلفّ من عطائه عليمٌ بموضع جوده وعطائه، فلا يبذله إلاّ لمن استحقّه ولا يبذل لمن استحقّه إلاّ على قدر المصلحة لعلمه بموضع صلاحه له من موضع ضرّه). [جامع البيان: 8/528]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائمٍ ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه واسعٌ عليمٌ (54)
قوله تعالى: يا أيّها الّذين آمنوا
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة اثنا ابن وهبٍ حدّثني عبد اللّه بن عبّاسٍ يعني: ابن عبّاسٍ القبّانيّ عن أبي صخرٍ عن محمّد بن كعبٍ أن عمر بن عبد العزيز أرسل إليه يومًا وعمر يومئذٍ أمير المدينة، فقال: يا أبا حمزة آيةٌ قرأتها البارحة قال محمّدٌ: وما هي أيّها الأمير؟ قال: قول اللّه عزّ وجلّ يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه
قال ابن كعبٍ: أيّها الأمير إنّما عنى الله ب أيها الذين آمنوا الولاة من قريشٍ.
قوله تعالى: من يرتدّ منكم عن دينه
- وبه عن محمّد بن كعبٍ قوله: يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه قال: من يرتدّ عن الحقّ.
- حدّثنا أبي، ثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوفٌ بن الحسن من يرتد منكم عن دينة قال: هم الّذين قاتلوا أهل الرّدّة من العرب بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مع أبي بكرٍ.
قوله تعالى: فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبونه
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن المصفّى، ثنا معاوية بن حفصٍ عن أبي زيادٍ الخلفانيّ عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله: فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه قال: هؤلاء قومٌ من أهل اليمن ثمّ من كندة ثمّ من السّكون، ثمّ من تجيب.
- حدّثنا عمر بن شبّة، ثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث ثنا شعبة عن سماكٍ قال: سمعت عياض يحدّث عن الأشعريّ. قال: لمّا نزلت فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هم قوم هذا.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا عبد اللّه بن الأجلح عن محمّد بن عمرٍو عن سالمٍ عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ قوله: فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه إنّه وعيدٌ من اللّه أنّه من ارتدّ منهم سنستبدل بهم خيرًا منهم.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ وعمرٌو الأوديّ قالا: ثنا وكيعٌ عن الفضل بن دلهمٍ عن الحسين فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه قال: هو والله أبو بكر وأصحابه.
- حدّثنا أبو فضيلٍ محمّد بن جابرٍ، ثنا المحاربيّ عن جويبرٍ عن الضّحّاك في قوله: فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه قال: هو أبو بكرٍ وأصحابه لمّا ارتدّت العرب. جاء بهم أبو بكرٍ وأصحابه حتّى ردّهم إلى الإسلام.
الوجه الثّالث:
- ذكر عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: سمعت أبا بكر بن عيّاشٍ يقول في قوله: فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه قال: أهل القادسيّة.
والوجه الرّابع:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن إدريس عن ليثٍ عن مجاهدٍ فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه قال: قومٌ من سبأ.
قوله تعالى: أذلّةٍ
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ قوله: أذلّةٍ على المؤمنين يعني: بالأذلّة الرّحمة.
قوله تعالى: على المؤمنين
- حدّثنا عليّ بن الحسن المسنجانيّ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي العمرو سألته يعني أبا صخرٍ عن قول اللّه أذلّةٍ على المؤمنين قال: قال عمر بن عبد العزيز...
عن قوله: أذلّةٍ على المؤمنين فقال: أنتم المؤمنون.
قوله تعالى: أعزّةٍ على الكافرين
- ذكر عن حجّاجٍ عن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين أشدّاء عليهم.
قوله تعالى: يجاهدون في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائمٍ
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسحاق بن منصورٍ عن أبي مريم عن ليثٍ عن مجاهدٍ قوله: يجاهدون في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائمٍ قال: يسارعون في الحرب.
قوله تعالى: ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: يؤتيه من يشاء قال: يختصّ به من يشاء). [تفسير القرآن العظيم: 4/1159-1162]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال ناس من أهل اليمن). [تفسير مجاهد: 199]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عمرٍو عثمان بن أحمد بن السّمّاك ببغداد، ثنا عبد الملك بن محمّدٍ الرّقاشيّ، ثنا وهب بن جريرٍ، وسعيد بن عامرٍ، قالا: ثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ، قال: سمعت عياضًا الأشعريّ، يقول: لمّا نزلت {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} [المائدة: 54] قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «هم قومك يا أبا موسى، وأومأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بيده إلى أبي موسى الأشعريّ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/342]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} [المائدة: 54])
- عن عياضٍ الأشعريّ قال: «لمّا نزلت هذه الآية {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} [المائدة: 54] قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: " هم قوم هذا ". يعني أبا موسى».
رواه الطّبرانيّ، ورجاله رجال الصّحيح.
- وعن جابرٍ - رضي اللّه عنه - قال: «سئل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} [المائدة: 54] قال: " هم هؤلاء قومٌ من اليمن، ثمّ من كندة، ثمّ من السّكون، ثمّ من التّجيب».
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وإسناده حسنٌ). [مجمع الزوائد: 7/16]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو بكر: حدثنا عبد اللّه بن إدريس، عن شعبة، عن سماكٍ عن عياضٍ الأشعريّ رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لأبي موسى (رضي الله عنه) هم قوم هذا، يعني قوله: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه}). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي، وابن عساكر عن قتادة قال: أنزل الله هذه الآية وقد علم أنه سيرتد مرتدون من الناس فلما قبض
الله نبيه ارتد عامة العرب عن الإسلام إلا ثلاثة مساجد: أهل المدينة وأهل الجواثي من عبد القيس وقال الذين ارتدوا: نصلي الصلاة ولا نزكي والله يغصب أموالنا فكلم أبو بكر في ذلك ليتجاوز عنهم وقيل لهم أنهم قد فقهوا أداء الزكاة فقال: والله لا أفرق بين شيء جمعه الله والله لو منعوني عقالا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه فبعث الله تعالى عصائب مع أبي بكر فقاتلوا حتى أقروا بالماعون وهو الزكاة قال قتادة: فكنا نحدث أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وأصحابه {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال: هو أبو بكر وأصحابه لما ارتد من ارتد من العرب عن الإسلام جاهدهم أبو بكر وأصحابه حتى ردهم إلى الإسلام.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وخيثمة الاترابلسي في فضائل الصحابة والبيهقي في الدلائل عن الحسن {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال: هم الذين قاتلوا أهل الردة من العرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وأصحابه.
وأخرج ابن جرير عن شريح بن عبيد قال: لما أنزل الله {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال عمر: أنا وقومي هم يا رسول الله قال: بل هذا وقومه يعني أبا موسى الأشعري.
وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة في مسنده، وعبد بن حميد والحكيم الترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن عياض الأشعري قال: لما نزلت {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى الأشعري.
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه والحاكم في جمعه لحديث شعبة والبيهقي {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وأبو الشيخ والطبراني في الأوسط، وابن مردويه بسند حسن، عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله:
{فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال: هؤلاء قوم من أهل اليمن من كندة من السكون ثم من التحبيب.
وأخرج البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال: هم قوم من أهل اليمن ثم كندة من السكون.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس {فسوف يأتي الله بقوم} قال: هم أهل القادسية.
وأخرج البخاري في تاريخه عن القاسم بن مخيمرة قال: أتيت ابن عمر فرحب بي ثم تلا {من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم} ثم ضرب على منكبي وقال: احلف بالله أنهم لمنكم أهل اليمن ثلاثا.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد {فسوف يأتي الله بقوم} قال: هم قوم سبأ.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال: هذا وعيد من عند الله انه من ارتد منكم سيتبدل بهم خيرا، وفي قوله {أذلة} له قال: رحماء.
وأخرج ابن جرير عن قوله {أذلة على المؤمنين} قال: أهل رقة على أهل دينهم {أعزة على الكافرين} قال: أهل غلظة على من خالفهم في دينهم.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله {أذلة على المؤمنين} قال: رحماء بينهم {أعزة على الكافرين} قال: أشداء عليهم، وفي قوله {يجاهدون في سبيل الله} قال: يسارعون في الحرب
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد طوائف من العرب فبعث الله أبا بكر في أنصار من أنصار الله فقاتلهم حتى ردهم إلى الإسلام فهذا تفسير هذه الآية.
قوله تعالى: {ولا يخافون لومة لائم}.
أخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة وأحمد والطبراني والبيهقي في الشعب عن أبي ذر قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بحب المساكين وإن أدنو منهم وإن لا أنظر إلى من هو فوقي وإن أصل رحمي وإن جفاني وإن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز تحت العرش وأن أقول الحق وإن كان مرا ولا أخاف في الله لومة لائم وإن لا أسأل الناس شيئا.
وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول الحق إذا رآه وتابعه فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو أن يذكر بعظيم
وأخرج أحمد، وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقرن أحدكم نفسه أن يرى أمر الله فيه يقال فلا يقول فيه مخافة الناس فيقال: إياي كنت أحق أن تخاف.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن سهل بن سعد الساعدي قال: بايعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنا وأبو ذر وعبادة بن الصامت وأبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة وسادس على أن لا تأخذنا في الله لومة لائم فأما السادس فاستقاله فأقاله.
وأخرج البخاري في تاريخه من طريق الزهري أن عمر بن الخطاب قال: أن وليت شيئا من أمر الناس فلا تبال لومة لائم.
وأخرج ابن سعد عن أبي ذر قال: مازال بي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ما ترك لي الحق صديقا
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي، وابن ماجة عن عبادة بن الصامت قال بايعنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثره علينا وإن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم). [الدر المنثور: 5/352-359]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون }
يعني تعالى ذكره بقوله: إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا ليس لكم أيّها المؤمنون ناصرٌ إلاّ اللّه ورسوله والمؤمنون، الّذين صفتهم ما ذكر تعالى ذكره. فأمّا اليهود والنّصارى الّذين أمركم اللّه أن تبرّءوا من ولايتهم ونهاكم أن تتّخذوا منهم أولياء، فليسوا لكم أولياء ولا نصراء، بل بعضهم أولياء بعضٍ، ولا تتّخذوا منهم وليًّا ولا نصيرًا.
وقيل: إنّ هذه الآية نزلت في عبادة بن الصّامت في تبرّئه من ولاية يهود بني قينقاعٍ وحلفهم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنين.
ذكر من قال ذلك:.
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، قال: حدّثنا يونس بن بكيرٍ، قال: حدّثنا ابن إسحاق، قال: حدّثني والدي إسحاق بن يسارٍ، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصّامت، قال: لمّا حاربت بنو قينقاعٍ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، مشى عبادة بن الصّامت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وكان أحد بني عوف بن الخزرج، فخلعهم إلى رسول اللّه، وتبرأ إلى اللّه وإلى رسوله من حلفهم، وقال: أتولّى اللّه ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف الكفّار وولايتهم. ففيه نزلت: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون} لقول عبادة: أتولّى اللّه ورسوله والّذين آمنوا، وتبرّئه من بني قينقاعٍ وولايتهم. الى قوله: {فإنّ حزب اللّه هم الغالبون}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: سمعت أبي، عن عطيّة بن سعدٍ، قال: جاء عبادة بن الصّامت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ ذكر نحوه.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا} يعني: أنّه من أسلم تولّى اللّه ورسوله.
وأمّا قوله: {والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في المعنيّ به، فقال بعضهم: عني به عليّ بن أبي طالبٍ.
وقال بعضهم: عني به جميع المؤمنين.
ذكر من قال ذلك:.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: ثمّ أخبرهم بمن، يتولاهم، فقال: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون} هؤلاء جميع المؤمنين، ولكنّ عليّ بن أبي طالبٍ مرّ به سائلٌ وهو راكعٌ في المسجد، فأعطاه خاتمه.
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، قال حدّثنا عبدة: عن عبد الملك، عن أبي جعفرٍ، قال: سألته عن هذه الآية: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون} قلنا: من الّذين آمنوا؟ قال: الّذين آمنوا. قلنا: بلغنا أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالبٍ، قال: عليٌّ من الّذين آمنوا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن عبد الملك، قال: سألت أبا جعفرٍ، عن قول اللّه: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله} وذكر نحو حديث هنّادٍ عن عبدة.
- حدّثنا إسماعيل بن إسرائيل الرّمليّ، قال: حدّثنا أيّوب بن سويدٍ، قال: حدّثنا عتبة بن أبي حكيمٍ، في هذه الآية: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا} قال: عليّ بن أبي طالبٍ.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا غالب بن عبيد اللّه، قال: سمعت مجاهدًا، يقول في قوله: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله} الآية، قال: نزلت في عليّ بن أبي طالبٍ، تصدّق وهو راكعٌ). [جامع البيان: 8/529-531]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون (55)
قوله تعالى: إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثنا معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ قوله: إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا يعني:
إنّه من أسلم تولاه اللّه ورسوله والّذين آمنوا.
قوله تعالى: والّذين آمنوا
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا المحاربيّ، عن عبد الملك بن أبي سليمان قال سألت أبا جعفرٍ محمّد بن عليٍّ عن قوله: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قلت: نزلت في عليٍّ قال: عليٌّ من الّذين آمنوا.
- حدّثنا الحسن بن عرفة، ثنا عمر بن عبد الرّحمن أبو حفصٍ عن السّدّيّ قوله: إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا قال: هم المؤمنون وعليٌّ منهم
- حدّثنا الرّبيع بن سليمان المراديّ، ثنا أيّوب بن سويدٍ عن عقبة بن أبي حكيمٍ في قوله: إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا قال: عليّ بن أبي طالبٍ.
قوله تعالى: الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيمٌ، ثنا الوليد ثنا عبد الرّحمن بن نمرٍ قال: قال الزّهريّ: إقامتها: أن تصلّي الأوقات الخمس لوقتها.
قوله تعالى: ويؤتون الزّكاة وهم راكعون
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا الفضل بن دكين أبو نعيمٍ الأحول، ثنا موسى بن قيسٍ الحضرميّ عن سلمة بن كهيلٍ قال: تصدّق عليٌّ بخاتمه وهو راكعٌ فنزلت إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). [تفسير القرآن العظيم: 4/1162]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا} [المائدة: 55])
- عن عمّار بن ياسرٍ قال: «وقف على عليّ بن أبي طالبٍ - رضي اللّه عنه - سائلٌ، وهو راكعٌ في تطوّعٍ، فنزع خاتمه فأعطاه السّائل، فأتى رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فأعلمه بذلك، فنزلت على رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - هذه الآية {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون} [المائدة: 55] فقرأها رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - ثمّ قال: " من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه».
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه من لم أعرفهم). [مجمع الزوائد: 7/16-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عطية بن سعد قال: نزلت في عبادة بن الصامت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}.
وأخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم للسائل من اعطاك هذا الخاتم قال: ذاك الراكع فانزل الله {إنما وليكم الله ورسوله}.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {إنما وليكم الله ورسوله} الآية، قال: نزلت في علي بن أبي طالب
وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه ذلك فنزلت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته {إنما وليكم الله ورسوله والذين} إلى آخر الآية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد جاء والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي فإذا سائل فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئا قال: لا إلا ذاك الراكع - لعلي بن أبي طالب - أعطاني خاتمه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت {إنما وليكم الله} الآية
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {إنما وليكم الله ورسوله} الآية نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع.
وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبة بن حكيم مثله.
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله صلى الله عليه وسلم عند الظهر فقالوا يا رسول الله أن بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا فشق ذلك علينا فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}
ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعطاك أحد شيئا قال: نعم، قال: من قال: ذاك الرجل القائم، قال: على أي حال أعطاكه قال: وهو راكع، قال: وذلك علي بن أبي طالب فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهو يقول {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} المائدة الآية 56.
وأخرج الطبراني، وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم يوحى إليه فإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أبيت عليها فأوقظ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وخفت أن يكون يوحى إليه فاضطجعت بين الحية وبين النّبيّ صلى الله عليه وسلم لئن كان منها سوء كان في دونه فمكثت ساعة فاستيقظ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يقول {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهيأ لعلي بفضل الله اياه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كان علي بن أبي طالب قائما يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله} الآية، قال: نزلت في الذين آمنوا وعلي بن أبي طالب أولهم.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن جرير عن ابن عباس في قوله {إنما وليكم الله} الآية
قال: يعني من أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن أبي جعفر، انه سئل عن هذه الآية من الذين آمنوا قال: الذين آمنوا، قيل له: بلغنا انها نزلت في علي بن أبي طالب، قال: علي من الذين آمنوا.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قال: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قلت يقولون علي قال: علي منهم.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن جرير بن مغيرة قال: كان في قراءة عبد الله (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة) ). [الدر المنثور: 5/359-363]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب اللّه هم الغالبون}.
وهذا إعلامٌ من اللّه تعالى ذكره عباده جميعًا، الّذين تبرّءوا من حلف اليهود وخلعوهم رضًا بولاية اللّه ورسوله والمؤمنين، والّذين تمسّكوا بحلفهم، وخافوا دوائر السّوء تدور عليهم، فسارعوا إلى موالاتهم، بأنّ من وثق باللّه وتولّى اللّه ورسوله والمؤمنين ومن كان على مثل حاله من أولياء اللّه من المؤمنين، لهم الغلبة والدّوائر والدّولة على من عاداهم وحادّهم، لأنّهم حزب اللّه، وحزب اللّه هم الغالبون دون حزب الشّيطان. كما:.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: أخبرهم يعني الرّبّ، تعالى ذكره من الغالب، فقال: لا تخافوا الدّولة ولا الدّائرة، فقال: {ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب اللّه هم الغالبون}
والحزب: هم الأنصار ويعني بقوله: {فإنّ حزب اللّه} فإنّ أنصار اللّه، ومنه قول الرّاجز:.
وكيف أضوى وبلالٌ حزبي
يعني بقوله أضوى: أستضعف وأضام، من الشّيء الضّاوي. ويعني بقوله: وبلالٌ حزبي، يعني ناصري). [جامع البيان: 8/531-532]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب اللّه هم الغالبون (56)
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا عبد اللّه بن إدريس عن أبيه عن عطيّة قال: في عبادة نزلت إنّما وليّكم الله ورسوله. الآية
قوله تعالى: ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا
- حدّثنا أبي ثنا الأصبغ الحرّانيّ ثنا محمّد بن سلمة عن محمّد بن إسحاق، حدّثني أبي إسحاق بن يسارٍ عن عبادة بن الوليد عن عبادة بن الصّامت قال: نزلت ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب اللّه هم الغالبون وذاك لقول عبادة بن الصّامت أتولّى اللّه ورسوله، وتبرّئه من بني قينقاع من حلفهم وولايتهم
قوله تعالى: فإنّ حزب اللّه هم الغالبون
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حيم فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قوله: فإنّ حزب اللّه هم الغالبون قال: ثمّ أخبرهم، يعني الرّبّ عزّ وجلّ من الغالب فقال: لا تخافوا الدّولة ولا الدّائرة فقال: ومن يتولّ الله ورسوله الآية). [تفسير القرآن العظيم: 4/1163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي في قوله {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} قال: أخبرهم من الغالب فقال: لا تخافوا الدولة ولا الدائرة). [الدر المنثور: 5/363]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 11:43 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يحبّهم ويحبّونه أذلّةٍ على المؤمنين...}
خفض، تجعلها نعتا (لقوم) ولو نصبت على القطع من أسمائهم في {يحبّهم ويحبّونه} كان وجها. وفي قراءة عبد الله (أذلّة على المؤمنين غلظاء على الكافرين) أذله: أي رحماء بهم).[معاني القرآن: 1/313]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وفي قراءة أهل المدينة أيضًا {من يرتدد منكم} يضاعفون؛ وقد فسرنا المضاعف في صدر الكتاب.
الأعمش والحسن وأبو عمرو {من يرتد منكم} يدغمون). [معاني القرآن لقطرب: 482]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {لومة لائم} فهو بهاء، فعلة، تأنيث اللوم، كما تقول قمت قومة، وقعدت قعدة). [معاني القرآن لقطرب: 497]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه واسع عليم (54)
فيها من العربية ثلاثة أوجه، من يرتدد، ومن يرتد بفتح الدال ومن يرتد منكم، بكسر الدال. ولا يجوز في القراءة الكسر لأنه لم يرو أنه قرئ به.
وأمّا (من يرتدد) فهو الأصل، لأن التضعيف إذا سكن الثاني من المضعفين ظهر التضعيف، نحو قوله: (إن يمسسكم قرح) ولو قرئت إن يمسكم قرح كان صوابا، ولكن لا تقرأن به لمخالفته المصحف، ولأن القراءة سنّة.
وقد ثبت عن نافع وأهل الشام يرتدد بدالين، وموضع يرتد جزم، والأصل كما قلنا يرتدد، وأدغمت الدال الأولى في الثانية، وحركت الثانية بالفتح لالتقاء السّاكنين، قال أبو عبيد: إنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين وأحسبه غلط، لأن اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد أكثر في الكلام من أن يحصى نحو شرر ومدد، وقدد، وخدد، والكسر في قوله من يرتد يجوز لالتقاء السّاكنين لأنه أصل.
والفاء جواب للجزاء، أي إن ارتد أحد عن دينه، أي الذي هو الإيمان.
(فسوف يأتي اللّه بقوم يحبّهم ويحبّونه).
أي بقوم مؤمنين غير منافقين.
(أذلّة على المؤمنين).
أي جانبهم ليّن على المؤمنين، ليس أنهم أذلاء مهانون.
(أعزّة على الكافرين).
أي جانبهم غليظ على الكافرين.
وقوله: (يجاهدون في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائم).
لأن المنافقين كانوا يراقبون الكفار ويظاهرونهم، ويخافون لومهم.
فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن الصحيح الإيمان لا يخاف في نصرة الدين بيده ولا لسانه لومة لائم.
ثم أعلم الله عزّ وجلّ أن ذلك لا يكون إلا بتسديده وتوفيقه فقال عزّ وجلّ: (ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء).
أي محبتهم للّه ولين جانبهم للمسلمين، وشدتهم على الكافرين فضل من اللّه عزّ وجلّ عليهم، لا توفيق لهم إلا به عزّ وجلّ).[معاني القرآن: 2/182-183]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} في معنى هذا قولان: قال الحسن هو والله أبو بكر رضي الله عنه وأصحابه
حدثنا أبو جعفر قال نا الحسن بن عمر بن أبي الأحوص الكوفي قال نا أحمد بن يونس السري يعني ابن يحيى قال قرأ الحسن هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} حتى قرأ الآية فقال الحسن فولاها الله والله أبا بكر وأصحابه وروى شعبة عن سماك بن حرب عن عياض الأشعري قال لما نزلت: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} أومأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري رحمه الله فقال هم قوم هذا). [معاني القرآن: 2/323-324]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} قال أبو جعفر سمعت أبا إسحاق وسئل عن معنى هذا فقال ليس يريد أذلة من الهوان وإنما يريد أن جانبهم لين للمؤمنين وخشن على الكافرين). [معاني القرآن: 2/324]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء} أي ذلك اللين للمؤمنين والتشديد على الكافرين تفضل
من الله جل وعز منحهم إياه). [معاني القرآن: 2/324-325]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أذلة على المؤمنين) أي: رحماء رفيقين بالمؤمنين. (أعزة على الكافرين) أي: غلاظ شداد على الكافرين). [ياقوتة الصراط: 211]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (يقيمون الصّلاة) (55) أي يديمون الصلاة في أوقاتها). [مجاز القرآن: 1/169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون (55)
بيّن من هم المؤمنون فقال: (الّذين يقيمون الصّلاة).
وإقامتها تمامها بجميع فرضها، وأول فروضها صحة الإيمان بها وهذا كقولك: فلان قائم بعلمه الذي وليه، تأويله إنّه يوفي العمل حقوقه، ومعنى " يقيمون " من قولك هذا قوام الأمر، فأما قوله: (أذلّة على المؤمنين). فمخفوض على نعت قوم، وإن شئت كانت نصبا على وجهين أحدهما الحال، على معنى يحبهم ويحبونه في حال تذللهم على المؤمنين وتعززهم على الكافرين، ويجوز أن يكون نصبا على المدح.
فأما قوله عزّ وجلّ: (وقفّينا على آثارهم بعيسى ابن مريم).
أي قفينا على آثار الرسل بعيسى أي جعلناه يقفوهم.
وقوله: (مصدّقا لما بين يديه من التّوراة).
أي لما تقدم من التوراة، ونصب " مصدّقا " على الحال وهو جائز أن يكون من صفة الإنجيل فهو منصوب بقوله: " آتيناه " المعنى. آتيناه الإنجيل مستقرا فيه هدى ونور ومصدقا.
ويجوز أن يكون حالا من عيسى.
المعنى وآتيناه الإنجيل هاديا ومصدّقا، لأنّه إذا قيل آتيناه الإنجيل فيه هدى، فالذي أتى بالهدى هو هاد والأحسن أن يكون على معنى وقفينا بعيسى آتيا بالإنجيل وهاديا ومصدقا لما بين يديه من التوراة، والدليل على أنه من صفة عيسى قوله: (يا بني إسرائيل إنّي رسول اللّه إليكم مصدّقا لما بين يديّ من التّوراة).
وقوله: (لكلّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجا).
قال بعضهم: الشرعة الدين والمنهاج الطريق، وقيل: الشرعة والمنهاج جميعا الطريق، والطريق ههنا الدين، ولكن اللفظ إذا اختلف أتي منه بألفاظ تؤكد بها القصة والأمر نحو قول الشاعر:
حيّيت من طلل تقادم عهده=أقوى وأقفر بعد أمّ الهيثم
فإن معنى أقوى وأقفر يدل على الخلوة، إلا أن اللفظين أوكد في الخلوّ من لفظ واحد.
وقال أبو العباس محمد بن يزيد: (شرعة) معناها ابتداء الطريق.
والمنهاج الطريق المستمر، قال: وهذه الألفاظ إذا تكررت في مثل هذا فللزيادة في الفائدة، قال وكذلك قول الحطيئة:
ألا حبذا هند وأرض بها هند=وهند أتى من دونها النّأي والبعد
قال: النّأي لكل ما قل بعده منك أو كثر، كأنّه يقول:
النأي المفارقة قلّت أو كثرت، والبعد إنّما يستعمل في الشيء البعيد ومعنى البعيد عنده ما كثرت مسافة مفارقته، وكأنه يقول لما قرب منه هو ناء عني، وكذلك لما بعد عنه، والنأي عنده المفارقة). [معاني القرآن: 2/183-185]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تبارك اسمه: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}
قال أبو عبيد أخبرنا هشيم ويزيد عن عبد الملك بن سليمان عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله جل وعز: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قال: يعني المؤمنين، فقلت له: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: علي من المؤمنين.
قال أبو عبيد: وهذا يبين لك قول النبي صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه فالمولى والولي واحد والدليل على هذا قوله جل وعز: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور}
ثم قال في موضع آخر {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} فمعنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في ولاية الدين وهي أجل الولايات وقال غير أبي عبيد من كنت ناصره فعلي ناصره). [معاني القرآن: 2/325-326]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (فإنّ حزب الله هم الغالبون) (56) أي أنصار الله، قال رؤبة:
وكيف أضوى وبلال حزبي
قوله: أضوى أي أنتقص وأستضعف، من الضّوى). [مجاز القرآن: 1/169]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 04:16 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي المجموع

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: (يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّد منكم عن دينه) الآية قال فيها الحسن بن أبي الحسن ومحمد بن كعب القرظي والضحاك وقتادة نزلت الآية خطابا للمؤمنين عامة إلى يوم القيامة، والإشارة بالقوم الذين يأتي الله بهم إلى أبي بكر الصديق وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة، وقال هذا القول ابن جريج وغيره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ومعنى الآية عندي أن الله وعد هذه الأمة من ارتد منها فإنه يجيء بقوم ينصرون الدين ويغنون عن المرتدين فكان أبو بكر وأصحابه ممن صدق فيهم الخبر في ذلك العصر، وكذلك هو عندي أمر عليّ مع الخوارج، وروى أبو موسى الأشعري أنه لما نزلت هذه الآية قرأها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هم قوم هذا يعني أبا موسى الأشعري وقال هذا القول عياض، وقال شريح بن عبيد: لما نزلت هذه الآية قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنا وقومي هم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ولكنهم قوم هذا، وأشار إلى أبي موسى، وقال مجاهد ومحمد بن كعب أيضا: الإشارة إلى أهل اليمن، وقاله شهر بن حوشب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا كله عندي قول واحد، لأن أهل اليمن هم قوم أبي موسى، ومعنى الآية على هذا القول مخاطبة جميع من حضر عصر النبي صلى الله عليه وسلم على معنى التنبيه لهم والعتاب والتوعد، وقال السدي الإشارة بالقوم إلى الأنصار.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا على أن يكون قوله تعالى: يا أيّها الّذين آمنوا خطابا للمؤمنين الحاضرين يعم مؤمنهم ومنافقهم. لأن المنافقين كانوا يظهرون الإيمان، والإشارة بالارتداد إلى المنافقين، والمعنى أن من نافق وارتد فإن المحققين من الأنصار يحمون الشريعة ويسد الله بهم كل ثلم، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي وعاصم «يرتد» بإدغام الدال في الدال، وقرأ نافع وابن عامر «يرتدد» بترك الإدغام، وهذه لغة الحجاز، مكة وما جاورها، والإدغام لغة تميم، وقوله تعالى أذلّةٍ على المؤمنين معناه متذللين من قبل أنفسهم غير متكبرين، وهذا كقوله تعالى: أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم [الفتح: 29]. وكقوله عليه السلام «المؤمن هين لين»، وفي قراءة ابن مسعود «أذلة على المؤمنين غلظاء على الكافرين»، وقوله تعالى: ولا يخافون لومة لائمٍ إشارة إلى الرد على المنافقين في أنهم كانوا يعتذرون بملامة الأخلاق والمعارف من الكفار ويراعون أمرهم، وقوله تعالى: ذلك فضل اللّه الإشارة بذلك إلى كون القوم يحبون الله ويحبهم، وقد تقدم القول غير مرة في معنى محبة الله للعبد وأنها إظهار النعم المنبئة عن رضاه عنه وإلباسه إياها. وواسعٌ معناه ذو سعة فيما يملك ويعطي وينعم). [المحرر الوجيز: 3/196-197]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون (55) ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب اللّه هم الغالبون (56) يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزواً ولعباً من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتّقوا اللّه إن كنتم مؤمنين (57)
الخطاب بقوله: إنّما وليّكم اللّه الآية للقوم الذين قيل لهم لا تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء [المائدة: 51]، وإنّما في هذه الآية حاصرة يعطي ذلك المعنى، وولي اسم جنس، وقرأ ابن مسعود «إنما موليكم الله» وقوله: والّذين آمنوا أي ومن آمن من الناس حقيقة لا نفاقا وهم الّذين يقيمون الصّلاة المفروضة بجميع شروطها ويؤتون الزّكاة، وهي هنا لفظ عام للزكاة المفروضة وللتطوع بالصدقة ولكل أفعال البر، إذ هي تنمية للحسنات مطهرة للمرء من دنس الذنوب، فالمؤمنون يؤتون من ذلك كل بقدر استطاعته، وقرأ ابن مسعود «آمنوا والذين يقيمون» بواو، وقوله تعالى: وهم راكعون جملة معطوفة على جملة، ومعناه وصفهم بتكثير الصلاة وخص الركوع بالذكر لكونه من أعظم أركان الصلاة، وهو هيئة تواضع فعبر به عن جميع الصلاة، كما قال والرّكّع السّجود [البقرة: 125] وهي عبارة عن المصلين، وهذا قول جمهور المفسرين، ولكن اتفق أن عليا بن أبي طالب أعطى صدقة وهو راكع، قال السدي: هذه الآية في جمع المؤمنين ولكن عليا بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه، وروي في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من بيته وقد نزلت عليه الآية فوجد مسكينا فقال له هل أعطاك أحد شيئا فقال نعم، أعطاني ذلك الرجل الذي يصلي خاتما من فضة، وأعطانيه وهو راكع، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا الرجل الذي أشار إليه علي بن أبي طالب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، الله أكبر وتلا الآية على الناس.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وقال مجاهد: نزلت الآية في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع، وفي هذا القول نظر، والصحيح ما قدمناه من تأويل الجمهور، وقد قيل لأبي جعفر نزلت هذه الآية في علي، فقال علي من المؤمنين، والواو على هذا القول في قوله وهم واوا الحال، وقال قوم نزلت الآية من أولها بسبب عبادة بن الصامت وتبريه من بني قينقاع، وقال ابن الكلبي نزلت بسبب قوم أسلموا من أهل الكتاب فجاؤوا فقالوا يا رسول الله بيوتنا بعيدة ولا متحدث لنا إلا مسجدك وقد أقسم قومنا أن لا يخالطونا ولا يوالونا، فنزلت الآية مؤنسة لهم). [المحرر الوجيز: 3/197-199]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى أن من يتول الله ورسوله والمؤمنين فإنه غالب كل من ناوأه، وجاءت العبارة عامة فإنّ حزب اللّه هم الغالبون اختصارا لأن المتولي هو من حزب الله، وحزب الله غالب، فهذا الذي تولى الله ورسوله والمؤمنين غالب، ومن يراد بها الجنس لا مفرد بعينه، و «الحزب» الصاغية والمنتمون إلى صاحب الحزب والمعاونون فيما يحزب، ومنه قول عائشة في حمنة: وكانت تحارب في أمر الإفك فهلكت فيمن هلك). [المحرر الوجيز: 3/199]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائمٍ ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه واسعٌ عليمٌ (54) إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون (55) ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب اللّه هم الغالبون (56)}
يقول تعالى مخبرًا عن قدرته العظيمة أنّ من تولّى عن نصرة دينه وإقامة شريعته، فإنّ اللّه يستبدل به من هو خيرٌ لها منه وأشدّ منعةً وأقوم سبيلًا كما قال تعالى: {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم} [محمّدٍ: 38] وقال تعالى: {إن يشأ يذهبكم أيّها النّاس ويأت بآخرين} [النّساء:133]، وقال تعالى: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ. وما ذلك على اللّه بعزيزٍ} [إبراهيم:19، 20] أي: بممتنعٍ ولا صعبٍ. وقال تعالى هاهنا: {يا أيّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه} أي: يرجع عن الحقّ إلى الباطل.
قال محمّد بن كعبٍ: نزلت في الولاة من قريشٍ. وقال الحسن البصريّ: نزلت في أهل الرّدّة أيّام أبي بكرٍ.
{فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال الحسن: هو واللّه أبو بكرٍ وأصحابه [رضي اللّه عنهم] رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: سمعت أبا بكر بن عيّاشٍ يقول في قوله {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} هم أهل القادسيّة. وقال ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ: هم قومٌ من سبأٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا عبد اللّه بن الأجلح، عن محمّد بن عمرٍو، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال: ناسٌ من أهل اليمن، ثمّ من كندة، ثمّ من السّكون.
وحدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن المصفّى، حدّثنا معاوية -يعني ابن حفصٍ-عن أبي زيادٍ الحلفانيّ، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال: "هؤلاء قومٍ من أهل اليمن، ثمّ من كندة، ثمّ من السكون، ثم من تجيب". وهذا حديثٌ غريبٌ جدًّا.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عمر بن شبّة، حدثنا عبد الصّمد -يعني ابن عبد الوارث-حدّثنا شعبة، عن سماك، سمعت عياضًا يحدّث عن الأشعريّ قال: لمّا نزلت: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه} قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "هم قوم هذا". ورواه ابن جريرٍ من حديث شعبة بنحوه.
وقوله تعالى: {أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين} هذه صفات المؤمنين الكمّل أن يكون أحدهم متواضعًا لأخيه ووليّه، متعزّزًا على خصمه وعدوّه، كما قال تعالى: {محمّدٌ رسول اللّه والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم} [الفتح: 29]. وفي صفة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه: "الضّحوك القتّال" فهو ضحوكٌ لأوليائه قتّالٌ لأعدائه.
وقوله [تعالى] {يجاهدون في سبيل اللّه ولا يخافون لومة لائمٍ} أي: لا يردّهم عمّا هم فيه من طاعة اللّه، وقتال أعدائه، وإقامة الحدود، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، لا يردّهم عن ذلك رادٌّ، ولا يصدّهم عنه صادٌّ، ولا يحيك فيهم لوم لائمٍ ولا عذل عاذلٍ.
قال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، حدّثنا سلامٌ أبو المنذر، عن محمّد بن واسعٍ، عن عبد اللّه بن الصّامت، عن أبي ذرٍّ قال: أمرني خليلي صلّى اللّه عليه وسلّم بسبعٍ، أمرني بحبّ المساكين والدّنوّ منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرّحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا، وأمرني أن أقول الحقّ وإن كان مرًّا، وأمرني ألّا أخاف في اللّه لومة لائمٍ، وأمرني أنّ أكثر من قول: لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، فإنّهنّ من كنزٍ تحت العرش.
وقال الإمام أحمد أيضًا: حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا صفوان عن أبي المثنّى؛ أنّ أبا ذرٍّ قال: بايعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خمسًا وواثقني سبعًا، وأشهد اللّه عليّ تسعًا، أنّي لا أخاف في اللّه لومة لائمٍ. قال أبو ذرٍّ: فدعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "هل لك إلى بيعةٍ ولك الجنّة؟ " قلت: نعم، قال: وبسطت يديّ، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يشترط: على ألّا تسأل النّاس شيئًا؟ قلت: نعم قال: "ولا سوطك وإن سقط منك يعني تنزل إليه فتأخذه."
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن الحسن، حدّثنا جعفرٌ، عن المعلّى القردوسي، عن الحسن، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ألّا لا يمنعن أحدكم رهبة النّاس أن يقول بحقٍّ إذا رآه أو شهده، فإنّه لا يقرّب من أجلٍ، ولا يباعد من رزقٍ أن يقول بحقٍّ أو يذكّر بعظيمٍ". تفرّد به أحمد.
وقال أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا سفيان، عن زبيد عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا يحقرنّ أحدكم نفسه أن يرى أمرًا للّه فيه مقال، فلا يقول فيه، فيقال له يوم القيامة: ما منعك أن تكون قلت فيّ كذا وكذا؟ فيقول: مخافة النّاس. فيقول: إيّاي أحقّ أن تخاف".
ورواه ابن ماجه من حديث الأعمش، عن عمرو بن مرّة به. وروى أحمد وابن ماجه، من حديث عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي طوالة عن نهار بن عبد اللّه العبديّ المدنيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: "إن اللّه ليسأل العبد يوم القيامة، حتّى إنّه ليسأله يقول له: أي عبدي، رأيت منكرًا فلم تنكره؟ فإذا لقّن اللّه عبدًا حجّته، قال: أي ربّ، وثقت بك وخفت النّاس".
وثبت في الصّحيح: "ما ينبغي لمؤمنٍ أن يذلّ نفسه"، قالوا: وكيف يذلّ نفسه يا رسول اللّه؟ قال: "يتحمّل من البلاء ما لا يطيق".
{ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء} أي: من اتّصف بهذه الصّفات، فإنّما هو من فضل اللّه عليه، وتوفيقه له، {واللّه واسعٌ عليمٌ} أي: واسع الفضل، عليمٌ بمن يستحقّ ذلك ممّن يحرمه إيّاه). [تفسير القرآن العظيم: 3/135-137]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا} أي: ليس اليهود بأوليائكم، بل ولايتكم راجعةٌ إلى الله ورسوله والمؤمنين.
وقوله: {الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة [وهم راكعون]} أي: المؤمنون المتّصفون بهذه الصّفات، من إقام الصّلاة الّتي هي أكبر أركان الإسلام، وهي له وحده لا شريك له، وإيتاء الزّكاة الّتي هي حقّ المخلوقين ومساعدةٌ للمحتاجين من الضّعفاء والمساكين.
وأمّا قوله {وهم راكعون} فقد توهّم بعضهم أنّ هذه الجملة في موضع الحال من قوله: {ويؤتون الزّكاة} أي: في حال ركوعهم، ولو كان هذا كذلك، لكان دفع الزّكاة في حال الرّكوع أفضل من غيره؛ لأنّه ممدوحٌ، وليس الأمر كذلك عند أحدٍ من العلماء ممّن نعلمه من أئمّة الفتوى، وحتّى إنّ بعضهم ذكر في هذا أثرًا عن عليّ بن أبي طالبٍ: أنّ هذه الآية نزلت فيه: [ذلك] أنّه مرّ به سائلٌ في حال ركوعه، فأعطاه خاتمه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الرّبيع بن سليمان المراديّ، حدّثنا أيّوب بن سويد، عن عتبة بن أبي حكيمٍ في قوله: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا} قال: هم المؤمنون وعليّ بن أبي طالبٍ.
وحدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا الفضل بن دكين أبو نعيمٍ الأحول، حدّثنا موسى بن قيسٍ الحضرميّ، عن سلمة بن كهيل قال: تصدّق عليٌّ بخاتمه وهو راكعٌ، فنزلت: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون}.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني الحارث، حدّثنا عبد العزيز، حدّثنا غالب بن عبيد اللّه، سمعت مجاهدًا يقول في قوله: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله} الآية: نزلت في عليّ بن أبي طالبٍ، تصّدق وهو راكعٌ
وقال عبد الرّزّاق: حدّثنا عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله} الآية: نزلت في عليّ بن أبي طالبٍ.
عبد الوهّاب بن مجاهدٍ لا يحتجّ به.
ورواه ابن مردويه، من طريق سفيان الثّوريّ، عن أبي سنان، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال: كان عليّ بن أبي طالبٍ قائمًا يصلّي، فمرّ سائلٌ وهو راكعٌ، فأعطاه خاتمه، فنزلت: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله} الآية.
الضّحّاك لم يلق ابن عبّاسٍ.
وروى ابن مردويه أيضًا عن طريق محمّد بن السّائب الكلبيّ -وهو متروكٌ-عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المسجد، والنّاس يصلّون، بين راكعٍ وساجدٍ وقائمٍ وقاعدٍ، وإذا مسكينٌ يسأل، فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "أعطاك أحدٌ شيئًا؟ " قال: نعم. قال: "من؟ " قال: ذلك الرّجل القائم. قال: "على أيّ حالٍ أعطاكه؟ " قال: وهو راكعٌ، قال: "وذلك عليّ بن أبي طالبٍ". قال: فكبّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عند ذلك، وهو يقول: {ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب اللّه هم الغالبون} وهذا إسنادٌ لا يفرح به.
ثمّ رواه ابن مردويه، من حديث عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، نفسه، وعمّار بن ياسرٍ، وأبي رافعٍ. وليس يصحّ شيءٌ منها بالكلّيّة، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها. ثمّ روى بسنده، عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {إنّما وليّكم اللّه ورسوله} نزلت في المؤمنين، وعليّ بن أبي طالبٍ أوّلهم.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا هنّاد، حدّثنا عبدة، عن عبد الملك، عن أبي جعفرٍ قال: سألته عن هذه [الآية] {إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون} قلنا: من الّذين آمنوا؟ قال: الّذين آمنوا! قلنا: بلغنا أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالبٍ! قال: عليٌّ من الّذين آمنوا.
وقال أسباطٌ، عن السّدّي: نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين، ولكن عليّ بن أبي طالبٍ مرّ به سائلٌ وهو راكعٌ في المسجد فأعطاه خاتمه.
وقال عليّ بن أبي طلحة الوالبيّ، عن ابن عبّاسٍ: من أسلم فقد تولّى اللّه ورسوله والّذين آمنوا. رواه ابن جريرٍ.
وقد تقدّم في الأحاديث الّتي أوردنا أنّ هذه الآيات كلّها نزلت في عبادة بن الصّامت، رضي اللّه عنه، حين تبرّأ من حلف يهود، ورضي بولاية اللّه ورسوله والمؤمنين؛ ولهذا قال تعالى بعد هذا كلّه: {ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب اللّه هم الغالبون} كما قال تعالى: {كتب اللّه لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ اللّه قويٌّ عزيزٌ . لا تجد قومًا يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروحٍ منه ويدخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي اللّه عنهم ورضوا عنه أولئك حزب اللّه ألا إنّ حزب اللّه هم المفلحون} [المجادلة: 21، 22] ). [تفسير القرآن العظيم: 3/137-139]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب اللّه هم الغالبون} كما قال تعالى: {كتب اللّه لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ اللّه قويٌّ عزيزٌ . لا تجد قومًا يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروحٍ منه ويدخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي اللّه عنهم ورضوا عنه أولئك حزب اللّه ألا إنّ حزب اللّه هم المفلحون} [المجادلة: 21، 22].
فكلّ من رضي بولاية اللّه ورسوله والمؤمنين فهو مفلحٌ في الدّنيا والآخرة [ومنصورٌ في الدّنيا والآخرة] ؛ ولهذا قال [اللّه] تعالى في هذه الآية الكريمة: {ومن يتولّ اللّه ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب اللّه هم الغالبون} ). [تفسير القرآن العظيم: 3/139]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة