العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النساء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 ربيع الثاني 1434هـ/21-02-2013م, 11:30 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة النساء [ من الآية (56) إلى الآية (57) ]

تفسير سورة النساء
[ من الآية (56) إلى الآية (57) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 07:25 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا رجل، عن الحسن في قوله: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها} [سورة النساء: 56]، قال: تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة). [الزهد لابن المبارك: 2/598]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارًا كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب إنّ اللّه كان عزيزًا حكيمًا}.
هذا وعيدٌ من اللّه جلّ ثناؤه للّذين أقاموا على تكذيبهم بما أنزل اللّه على محمّدٍ من يهود بني إسرائيل وغيرهم من سائر الكفّار به ورسوله. يقول اللّه لهم: إنّ الّذين جحدوا ما أنزلت على رسولي محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من آياتي، يعني من آيات تنزيله ووحي كتابه، وهي دلاته وحججه على صدق محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم يصدّقوا به من يهود بني إسرائيل وغيرهم من سائر أهل الكفر به {سوف نصليهم نارًا} يقول: سوف ننضجهم في نارٍ يصلون فيها: أي يشوون فيها {كلّما نضجت جلودهم} يقول: كلّما انشوت بها جلودهم فاحترقت {بدّلناهم جلودًا غيرها} يعني: غير الجلود الّتي قد نضجت فانشوت. كما:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن ثويرٍ، عن ابن عمر: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} قال: إذا احترقت جلودهم بدّلناهم جلودًا بيضًا أمثال القراطيس.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ الّذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارًا كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} يقول: كلّما احترقت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، في قوله: {كلّما نضجت جلودهم} قال: سمعنا أنّه مكتوبٌ في الكتاب الأوّل أنّ جلد أحدهم أربعون ذراعًا، وسنّه سبعون ذراعًا، وبطنه لو وضع فيه جبلٌ لوسعه، فإذا أكلت النّار جلودهم بدّلوا جلودًا غيرها.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: بلغني عن الحسن: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} قال: ننضجهم في اليوم سبعين ألف مرّة.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا أبو عبيدة الحدّاد، عن هشام بن حسّان، عن الحسن قوله: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} قال: تنضج النّار كلّ يومٍ سبعين ألف جلدٍ قال، وغلظ جلد الكافر أربعون ذراعًا، واللّه أعلم بأيّ ذراعٍ
وإن سألنا سائلٌ، فقال: وما معنى قوله جلّ ثناؤه: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} وهل يجوز أن يبدّلوا جلودًا غير جلودهم الّتي كانت لهم في الدّنيا، فيعذّبوا فيها؟ فإن جاز ذلك عندك، فأجز أن يبدّلوا أجسامًا وأرواحًا غير أجسامهم وأرواحهم الّتي كانت لهم في الدّنيا فتعذّب. وإن أجزت ذلك لزمك أن يكون المعذّبون في الآخرة بالنّار غير الّذين أوعدهم اللّه العقاب على كفرهم به ومعصيتهم إيّاه، وأن يكون الكفّار قد ارتفع عنهم العذاب.
قيل: إنّ النّاس اختلفوا في معنى ذلك، فقال بعضهم: العذاب إنّما يصل إلى الأنسان الّذي هو غير الجلد واللّحم، وإنّما يحرق الجلد ليصل إلى الإنسان ألم العذاب، وأمّا الجلد واللّحم فلا يألمان. قالوا: فسواءٌ أعيد على الكافر جلده الّذي كان له في الدّنيا، أو جلد غيره، إذ كانت الجلود غير آلمةٍ ولا معذّبةٍ، وإنّما الألمة المعذّبة النّفس الّتي تحسّ الآلم، ويصل إليها الوجع. قالوا: وإذا كان ذلك كذلك، فغير مستحيلٍ أن يخلق لكلٍّ كافرٍ في النّار في كلّ لحظةٍ وساعةٍ من الجلود ما لا يحصى عدده، ويحرق ذلك عليه، ليصل إلى نفسه ألم العذاب، إذ كانت الجلود لا تألم.
وقال آخرون: بل الجلود تألم، واللّحم وسائر أجزاء جرام ابن آدم، وإذا أحرق جلده أو غيره من أجزاء جسده، وصل ألم ذلك إلى جميعه. قالوا: ومعنى قوله: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} بدّلناهم جلودًا غير محترقةٍ، وذلك أنّها تعاد جديدةً، والأولى كانت قد احترقت فأعيدت غير محترقةٍ، فلذلك قيل غيرها، لأنّها غير الجلود الّتي كانت لهم في الدّنيا الّتي عصوا اللّه وهي لهم. قالوا: وذلك نظير قول العرب للصّائغ إذا استصاغته خاتمًا من خاتمٍ مصوغٍ، بتحويله عن صياغته الّتي هو بها إلى صياغةٍ أخرى: صغ لي من هذا الخاتم خاتمًا غيره. فيكسره ويصوغه له منه خاتمًا غيره والخاتم المصوغ بالصّياغة الثّانية هو الأوّل، ولكنّه لمّا أعيد بعد كسره خاتمًا قيل هو غيره. قالوا: فكذلك معنى قوله: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} لمّا احترقت الجلود ثمّ أعيدت جديدةً بعد الاحتراق، قيل هي غيرها على ذلك المعنى.
وقال آخرون: معنى ذلك: {كلّما نضجت جلودهم} سرابيلهم، بدّلناهم سرابيل من قطران غيرها. فجعلت السّرابيل القطران لهم جلودًا، كما يقال للشّيء الخاصّ بالإنسان: هو جلدة ما بين عينيه ووجهه لخصوصه به. قالوا: فكذلك سرابيل القطران الّتي قال اللّه في كتابه: {سرابيلهم من قطرانٍ وتغشى وجوههم النّار} لمّا صارت لهم لباسًا لا تفارق أجسامهم جعلت لهم جلودًا، فقيل: كلّما اشتعل القطران في أجسامهم واحترق بدّلوا سرابيل من قطرانٍ آخر. قالوا: وأمّا جلود أهل الكفر من أهل النّار فإنّها لا تحرق، لأنّ في احتراقها إلى حال إعادتها فناءها، وفي فنائها راحتها. قالوا: وقد أخبرنا اللّه تعالى ذكره عنها أنّهم لا يموتون ولا يخفّف عنهم من عذابها. قالوا: وجلود الكفّار أحد أجزاء أجسامهم، ولو جاز أن يحترق منها شيءٌ فيفنى ثمّ يعاد بعد الفناء في النّار، جاز ذلك في جميع أجزائها، وإذا جاز ذلك وجب أن يكون جائزًا عليهم الفناء ثمّ الإعادة والموت ثمّ الإحياء، وقد أخبر اللّه عنهم أنّهم لا يموتون. قالوا: وفي خبره عنهم أنّهم لا يموتون دليلٌ واضحٌ أنّه لا يموت شيءٌ من أجزاء أجسامهم، والجلود أحد تلك الأجزاء.
وأمّا معنى قوله: {ليذوقوا العذاب} فإنّه يقول: فعلنا ذلك بهم ليجدوا ألم العذاب وكربه وشدّته بما كانوا في الدّنيا يكذّبون آيات اللّه ويجحدونها). [جامع البيان: 7/162-167]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه كان عزيزًا حكيمًا}
يقول: إنّ اللّه لم يزل عزيزًا في انتقامه ممّن انتقم منه من خلقه، لا يقدر على الامتناع منه أحدٌ أراده بضرٍّ، ولا الانتصار منه أحدٌ أحلّ به عقوبةً، حكيمًا في تدبيره وقضائه). [جامع البيان: 7/167]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ الّذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارًا كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب إنّ اللّه كان عزيزًا حكيمًا (56)
قوله تعالى: إنّ الّذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن فضيلٍ، عن أبيه عن إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن قوله: سوف قال: وعيدٌ.
قوله تعالى: كلّما نضجت جلودهم
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن ثويرٍ، عن ابن عمر في قوله: كلّما نضجت جلودهم قال: إذا احترقت جلودهم.
- ذكر عن هشام بن عمّارٍ ثنا سعيد بن يحيى يعني: سعدان ثنا نافعٌ مولى يوسف السّلميّ البصريّ، عن نافعٍ عن ابن عمر قال: قرأ رجلٌ عند عمر هذه الآية كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها
فقال عمر: أعدها عليّ، فأعادها عليه، فقال معاذ بن جبلٍ: عندي تفسيرها: تبدّل في ساعةٍ مائة مرّةٍ، فقال عمر:
هكذا سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن ثويرٍ، عن ابن عمر في قوله: كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها قال: إذا احترقت جلودهم بدّلوا جلوداً بيضاء أمثال القراطيس.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ قوله: كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها قال:
سمعنا أنّه مكتوبٌ في الكتاب الأوّل أنّ جلد أحدهم أربعين ذراعاً وسنّه تسعين ذراعاً، وبطنه لو وضع فيه جبلٌ لوسعه، فإذا أكلت النّار جلودهم بدّلوا جلوداً غيرها.
- حدّثنا أبي ثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، ثنا حسين الجعفيّ عن زائدة، عن هشامٍ، عن الحسن، قوله: كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها قال:
تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرّةٍ، قال حسينٌ: وزاد فيه فضيل بن هشامٍ عن الحسن: كلّما أنضجتهم وأكلت لحومهم، قيل لهم: عودوا، فعادوا.
قوله تعالى: ليذوقوا العذاب
- حدّثنا زكريّا بن داود بن بكرٍ أبو يحيى الخفّاف النّيسابوريّ، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ عبد اللّه بن وهبٍ، عن عمر بن خالدٍ المعافريّ، عن يحيى بن يزيد الحضرميّ أنّه بلغه في قول اللّه تعالى كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب قال: يجعل للكافر مائة جلدٍ بين كلّ جلدين لونٌ من العذاب.
قوله تعالى: إنّ اللّه كان عزيزاً حكيماً
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ: يعني الرّازيّ-، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية عزيزاً حكيماً يقول: عزيزاً في نقمته إذا انتقم. وروي عن قتادة، والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: العزيز في نصرته ممّن كفر إذا شاء). [تفسير القرآن العظيم: 3/982-983]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} [النساء: 56]
- عن ابن عمر - رضي اللّه عنهما - قال: قرئ عند عمر «{كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} [النساء: 56] فقال عمر: أعدها، فأعادها، فقال معاذ بن جبلٍ: عندي تفسيرها: " يبدّل في كلّ ساعةٍ مائة مرّةٍ ". فقال عمر: هكذا سمعت من رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم».
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه نافعٌ مولى يوسف السّلميّ، وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/6]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق ثوبر عن ابن عمر في قوله {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها} قال: إذا احترقت جلودهم بدلناهم جلودا بيضاء أمثال القراطيس.
وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن أبي حاتم، وابن مردويه بسند ضعيف من طريق نافع عن ابن عمر قال: قرئ عند عمر {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب}
فقال معاذ: عندي تفسيرها تبدل في ساعة مائة مرة، فقال عمر: هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمر قال: تلا رجل عند عمر {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها} فقال كعب عندي تفسير هذه الآية قرأتها قبل الإسلام، فقال: هاتها يا كعب فإن جئت بها كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك، قال: إني قرأتها قبل الإسلام {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها} في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة، فقال عمر: هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال: بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة {كلما نضجت} وأكلت لحومهم قيل لهم عودوا فعادوا
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال: تأخذ النار فتأكل جلودهم حتى تكشطها عن اللحم حتى تفضي النار إلى العظام ويبدلون جلودا غيرها يذيقهم الله شديد العذاب فذلك دائم لهم أبدا بتكذيبهم رسول الله وكفرهم بآيات الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يزيد الحضرمي أنه بلغه في قول الله {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها} قال: يجعل للكافر مائة جلد بين كل جلدين لون من العذاب.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في الآية قال: سمعنا أنه مكتوب في الكتاب الأول: أن جلد أحدهم أربعون ذراعا وسنه سبعون ذراعا وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا غيرها.
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن حذيفة بن اليمان قال: أسر إلي النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا حذيفة إن في جهنم لسباعا من نار وكلابا من نار وكلاليب من نار وسيوفا من نار وأنه تبعث ملائكة يعلقون أهل النار بتلك الكلاليب بأحناكهم ويقطعونهم بتلك السيوف عضوا عضوا ويلقونهم إلى تلك السباع والكلاب كلما قطعوا عضوا عاد مكانه غضا جديدا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح قال: قال أبو مسعود لأبي هريرة: أتدري كم غلظ جلد الكافر قال: لا، قال: غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال: غلظ جلد الكافر أربعون ذراعا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير أحدهم مسيرة كذا وكذا، وإن ضرس أحدهم لمثل أحد). [الدر المنثور: 4/491-494]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا ابن جريج، عن مجاهد في قوله: {فيها أزواجٌ مطهرةٌ}، قال: مطهرة من الحيض، والغائط، والبول، والمخاط، والنخام، والبصاق، والمني، والولد). [الزهد لابن المبارك: 2/558]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سندخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا لهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ وندخلهم ظلا ظليلا}
يعني بقوله جلّ ثناؤه: {والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} والّذين آمنوا باللّه ورسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وصدّقوا بما أنزل اللّه على محمّدٍ مصدّقًا لما معهم من يهود بني إسرائيل وسائر الأمم غيرهم {وعملوا الصّالحات} يقول: وأدّوا ما أمرهم اللّه به من فرائضه، واجتنبوا ما حرّم اللّه عليهم من معاصيه، وذلك هو الصّالح من أعمالهم {سندخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} يقول: سوف يدخلهم اللّه يوم القيامة جنّاتٍ، يعني: بساتين {تجري من تحتها الأنهار} يقول: تجري من تحت تلك الجنّات الأنهار. {خالدين فيها أبدًا} يقول: باقين فيها أبدًا بغير نهايةٍ ولا انقطاعٍ، دائمٌ ذلك لهم فيها أبدًا. {لهم فيها أزواجٌ} يقول: لهم في تلك الجنّات الّتي وصف صفتها {أزواجٌ مطهّرةٌ} يعني: بريئاتٌ من الأدناس والرّيب الحيض والغائط والبول والحبل والبصاق، وسائر ما يكون في نساء أهل الدّنيا.
وقد ذكرنا ما في ذلك من الآثار فيما مضى قبل، وأغنى ذلك عن إعادتها.
وأمّا قوله: {وندخلهم ظلًّا ظليلاً} فإنّه يقول: وندخلهم ظلًّا كنينًا، كما قال جلّ ثناؤه: {وظلٍّ ممدودٍ} [الواقعة] وكما:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن، وحدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قالا جميعًا: حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا الضّحّاك، يحدّث عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها، شجرة الخلد). [جامع البيان: 7/167-168]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سندخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا لهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ وندخلهم ظلًّا ظليلًا (57)
قوله تعالى: والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن إسماعيل بن أبي ضرارٍ، أنبأ إسماعيل بن أبي أويسٍ حدّثني عبد اللّه بن نافعٍ الصّائغ، عن عاصم بن عمر عن زيد بن أسلم، والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه.
قوله تعالى: سندخلهم جنّاتٌ
- حدّثنا عمرو بن عبد اللّه الأوديّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: الجنّة سجسجٌ لا حرّ فيها ولا بردٌ.
قوله تعالى: جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ قال: قال عبد اللّه: أنهار الجنّة تفجّر من جبل مسكٍ.
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ قوله تجري من تحتها الأنهار يعني:
المساكن تجري أسفلها أنهارها.
- حدّثنا عمرو بن عبد اللّه الأوديّ، ثنا وكيعٌ، عن مسعرٍ والمسعوديّ وسفيان، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، حدّثني مسروقٌ قال: أنهار الجنّة تجري في غير أخدودٍ، وثمرتها كالقلال، كلّما نزعت ثمرةٌ عادت مثلها أخرى، العنقود اثنا عشر ذراعاً.
قوله تعالى: خالدين فيها
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه تعالى خالدين فيها يعني: لا يموتون.
قوله تعالى: أبدًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ خالدين فيها أبدا قال: لا انقطاع.
قوله تعالى: لهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: لهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ يقول: مطهّرةٌ من القذر والأذى.
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: أزواجٌ مطهّرةٌ قال: مطهرةٌ من الحيض والبول والنّخام والبزاق والمنيّ والولد. وروي عن عطاءٍ والحسن والضّحّاك، والنّخعيّ وأبي صالحٍ، وعطيّة والسّدّيّ نحو قول ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا الحسن بن الصّبّاح، ثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن سعيدٍ وأبان، عن قتادة لهم فيها أزواجٌ مطهرةٌ قيل: مطهرةٌ من الأذى والمآثم.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا ابن نفيلٍ، ثنا خليدٌ، عن قتادة في قوله: لهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ قال: لا حيض ولا كلف.
قوله تعالى: وندخلهم ظلا ظليلا
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه عن الرّبيع قال اللّه تعالى وندخلهم ظلا ظليلا وهو ظلّ العرش الّذي لا يزول). [تفسير القرآن العظيم: 3/983-985]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله {وندخلهم ظلا ظليلا} قال: هو ظل العرش الذي لا يزول). [الدر المنثور: 4/494]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 09:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {نصليهم ناراً} : نشويهم بالنار وننضجهم بها، يقال: أتانا بحمل مصلىّ مشويّ، وذكروا أن يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاةً مصليةً، أي: مشوية). [مجاز القرآن: 1/130]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): (
{إنّ الّذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إنّ اللّه كان عزيزاً حكيماً}
قال:
{بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب} فإن قال قائل: "أليس إنما تعذب الجلود التي عصت، فكيف يقول {غيرها}"؟

قلت: "إنّ العرب قد تقول: "أصوغ خاتماً غير ذا" فيكسره ثم يصوغه صياغة أخرى، فهو الأول إلاّ أن الصياغة تغيرت.
{فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مّمّا قضيت ويسلّموا تسليماً}
وقال: {ويسلّموا تسليماً} أي: {حتّى يحكّموك} وحتى {يسلّموا} كل هذا معطوف على ما بعد حتى.
{ولو أنّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم مّا فعلوه إلاّ قليلٌ مّنهم ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لّهم وأشدّ تثبيتاً}
قال: {مّا فعلوه إلاّ قليلٌ مّنهم} فرفع {قليلٌ} لأنك جعلت الفعل لهم وجعلتهم بدلا من الأسماء المضمرة في الفعل). [معاني القرآن: 1/205]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{إنّ الّذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إنّ اللّه كان عزيزا حكيما}
{سوف نصليهم نارا
} أي: نشويهم في نار.

ويروى أن يهودية أهدت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شاة مصليّة، أي: مشويّة.
وقوله:
{كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودا غيرها} الأحسن إظهار التاء ههنا مع الجيم، لئلا تكثر الجيمات، وإن شئت: أدغم التاء في الجيم؛ لأن الجيم من وسط اللسان والتاء من طرفه، والتاء حرف مهموس فأدغمته في الجيم.
فإن قال قائل بدل الجلد الذي عصى بالجلد الذي غير العاصي، فذلك غلط من القول، لأن العاصي والآلم هو الإنسان لا الجلد.

وجائز أن يكون: بدل الجلد النضج، وأعيد كما كان جلده الأول، كما تقول: قد صغت من خاتمي خاتما آخر فأنت وإن غيرت الصوغ فالفضة أصل واحد، وقد كان الجلد بلي بعد البعت، فإنشاؤه بعد النضج كإنشائه بعد البعث.
وقوله:
{ليذوقوا العذاب} أي: ليبلغ في ألمهم.
وقوله:
{إنّ اللّه كان عزيزا حكيما} العزيز: البالغ إرادته، الذي لا يغلبه شي " وهو مع ذلك حكيم فيما يدبر، لأن ّ الملحدين ربما سألوا عن العذاب كيف وقع؟ فأعلم الله عزّ وجلّ أن جميع ما فعله بحكمة). [معاني القرآن: 2/65-66]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز:
{إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا} المعنى: نلقيهم فيها يقال أصليته إصلاء إذا ألقيته في النار إلقاء كأنك تريد الإحراق، وصليت اللحم إذا شويته أصليه صليا وصليت بالأمر أصلى إذا قاسيت شدته.
وفي الحديث أن يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية، أي: مشوية). [معاني القرآن: 2/116-117]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها} في هذا قولان:

أحدهما: أن الألم إنما يقع على النفوس والجلود وإن بدلت فالألم يقع على الإنسان.
والقول الآخر: أن يكون الجلد الأول أعيد جديدا كما تقول صغت الخاتم). [معاني القرآن: 2/117]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {ليذوقوا العذاب} أي: لينالهم ألم العذاب، ثم قال تعالى: {إن الله كان عزيزا حكيما} أي: هو حكيم فيما عاقب به من العذاب). [معاني القرآن: 2/118]


تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سندخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهّرة وندخلهم ظلّا ظليلا} المعنى: تجري من تحتها مياه الأنهار، لأن الجاري على الحقيقة الماء.
وقوله:
{وندخلهم ظلّا ظليلا} معنى: ظليل يظل من الريح والحر، وليس كل ظل كذلك.
أعلم الله - عزّ وجلّ - أن ظل أهل الجنّة ظليل لا حرّ معه ولا برد.
وكذلك قوله: {وظلّ ممدود} لأن ليس كل ظلّ ممدودا). [معاني القرآن: 2/66]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار} أي: ماء الأنهار). [معاني القرآن: 2/118]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة} أي: من الأدناس والحيض

ثم قال تعالى: {وندخلهم ظلا ظليلا} أي: يظل من الحر والبرد وليس كذا كل ظل).
[معاني القرآن: 2/118-119]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 12:58 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي المجموع

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) )}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57) )}

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 03:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 03:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 03:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 03:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: إنّ الّذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إنّ اللّه كان عزيزاً حكيماً (56) والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سندخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً لهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ وندخلهم ظلاًّ ظليلاً (57)
تقدم في الآيات وصف المردة من بني إسرائيل وذكر أفعالهم وذنوبهم، ثم جاء بالوعيد النص لهم بلفظ جلي عام لهم ولغيرهم ممن فعل فعلهم من الكفر، والقراءة المشهورة نصليهم بضم النون من أصليت ومعناه قربت من النار وألقيت فيها، وهو معنى صليت بتشديد اللام، وقرأ حميد «نصليهم» بفتح النون من صليت، ومعناه شويت، ومنه الحديث، أتي رسول الله بشاة مصلية، أي مشوية، وكذا وقع تصريف الفعل في العين وغيره، وقرأ سلام ويعقوب «نصليهم» بضم الهاء، واختلف المتأولون في معنى تبديل الجلود، فقالت فرقة: تبدل عليهم جلود غيرها، إذ نفوسهم هي المعذبة والجلود لا تألم في ذاتها، فإنها تبدل ليذوقوا تجديد العذاب، وقالت فرقة: «تبديل الجلود» هو إعادة ذلك الجلد بعينه الذي كان في الدنيا، تأكله النار ويعيده الله دأبا لتجدد العذاب، وإنما سماه «تبديلا»، لأن أوصافه تتغير ثم يعاد، كما تقول: بدل من خاتمي هذا خاتما وهي فضته بعينها، فالبدل إنما وقع في تغيير الصفات، وقال ابن عمر، كلما احترقت جلودهم بدلوا جلودا بيضاء كالقراطيس، وقال الحسن بن أبي الحسن، تبدل عليهم في اليوم سبعين ألف مرة، وقالت فرقة: الجلود في هذا الموضع سرابيل القطران، سماها جلودا للزومها فصارت كالجلود، وهي تبدل دأبا عافانا الله من عذابه برحمته، حكاه الطبري، وحسن الاتصاف بعد هذه المقدمات بالعزة والإحكام، لأن الله لا يغالبه مغالب إلا غلبه الله، ولا يفعل شيئا إلا بحكمة وإصابة، لا إله إلا هو تبارك وتعالى). [المحرر الوجيز: 2/584-585]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولما ذكر الله وعيد الكفار، عقب بوعد المؤمنين بالجنة على الإيمان والأعمال الصالحة، وقرأ ابن وثاب والنخعي، «سيدخلهم» بالياء وكذلك «يدخلهم» بعد ذلك وقد تقدم القول في معنى من تحتها في سورة البقرة ومطهّرةٌ معناه: من الريب والأقذار التي هي معهودات في الدنيا وظليلًا معناه: عند بعضهم يقي الحر والبرد، ويصح أن يريد أنه ظل لا يستحيل ولا ينتقل، كما يفعل ظل الدنيا، فأكده بقوله ظليلًا لذلك، ويصح أن يصفه بظليل لامتداده، فقد قال عليه السلام: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها مائة سنة ما يقطعها»). [المحرر الوجيز: 2/585]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 03:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 03:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارًا كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب إنّ اللّه كان عزيزًا حكيمًا (56) والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سندخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا لهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ وندخلهم ظلا ظليلا (57)}.
يخبر تعالى عمّا يعاقب به في نار جهنّم من كفر بآياته وصدّ عن رسله، فقال: {إنّ الّذين كفروا بآياتنا [سوف نصليهم نارًا]} الآية، أي ندخلهم نارًا دخولًا يحيط بجميع أجرامهم، وأجزائهم. ثمّ أخبر عن دوام عقوبتهم ونكالهم، فقال: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب} قال [الأعمش، عن ابن عمر] إذا أحرقت جلودهم بدّلوا جلودًا بيضًا أمثال القراطيس. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال يحيى بن يزيد الحضرميّ إنّه بلغه في قول اللّه: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب} قال: يجعل للكافر مائة جلدٍ، بين كلّ جلدين لونٌ من العذاب. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، حدّثنا حسينٌ الجعفيّ، عن زائدة، عن هشام، عن الحسن قوله: {كلّما نضجت جلودهم [بدّلناهم جلودًا غيرها]} الآية. قال: تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرّةٍ. قال حسينٌ: وزاد فيه فضيلٌ عن هشامٍ عن الحسن: كلّما أنضجتهم فأكلت لحومهم قيل لهم: عودوا فعادوا.
وقال أيضًا: ذكر عن هشام بن عمّارٍ: حدّثنا سعيد بن يحيى -يعني سعدان-حدّثنا نافعٌ، مولى يوسف السّلميّ البصريّ، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: قرأ رجلٌ عند عمر هذه الآية: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} فقال عمر: أعدها عليّ فأعادها، فقال معاذ بن جبلٍ: عندي تفسيرها: تبدّل في ساعةٍ مائة مرّةٍ. فقال عمر: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد رواه ابن مردويه، عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم، عن عبدان بن محمّدٍ المروزيّ، عن هشام بن عمّارٍ، به. ورواه من وجهٍ آخر بلفظٍ آخر فقال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عمران، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن الحارث، حدّثنا شيبان بن فرّوخ، حدّثنا نافعٌ أبو هرمز، حدّثنا نافعٌ، عن ابن عمر قال: تلا رجلٌ عند عمر هذه الآية: {كلّما نضجت جلودهم [بدّلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب]} الآية، قال: فقال عمر: أعدها عليّ -وثمّ كعبٌ-فقال: يا أمير المؤمنين، أنا عندي تفسير هذه الآية، قرأتها قبل الإسلام، قال: فقال: هاتها يا كعب، فإن جئت بها كما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صدّقناك، وإلّا لم ننظر إليها. فقال: إنّي قرأتها قبل الإسلام: "كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها في السّاعة الواحدة عشرين ومائة مرّةٍ". فقال عمر: هكذا سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
وقال الرّبيع بن أنسٍ: مكتوبٌ في الكتاب الأوّل أنّ جلد أحدهم أربعون ذراعًا، وسنّه تسعون ذراعًا، وبطنه لو وضع فيه جبلٌ لوسعه، فإذا أكلت النّار جلودهم بدّلوا جلودًا غيرها.
وقد ورد في الحديث ما هو أبلغ من هذا، قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أبو يحيى الطّويل، عن أبي يحيى القتّات، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يعظم أهل النّار في النّار، حتّى إنّ بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عامٍ، وإنّ غلظ جلده سبعون ذراعًا، وإنّ ضرسه مثل أحدٍ".
تفرّد به أحمد من هذا الوجه.
وقيل: المراد بقوله: {كلّما نضجت جلودهم} أي: سرابيلهم. حكاه ابن جريرٍ، وهو ضعيفٌ؛ لأنّه خلاف الظّاهر). [تفسير القرآن العظيم: 2/336-338]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سندخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا} هذا إخبارٌ عن مآل السّعداء في جنّات عدنٍ، الّتي تجري فيها الأنهار في جميع فجاجها ومحالّها وأرجائها حيث شاؤوا وأين أرادوا، وهم خالدون فيها أبدًا، لا يحوّلون ولا يزولون ولا يبغون عنها حولًا.
وقوله: {لهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ} أي: من الحيض والنّفاس والأذى. والأخلاق الرّذيلة، والصّفات النّاقصة، كما قال ابن عبّاسٍ: مطهّرةٌ من الأقذار والأذى. وكذا قال عطاءٌ، والحسن، والضّحّاك، والنّخعيّ، وأبو صالحٍ، وعطيّة، والسّدّيّ.
وقال مجاهدٌ: مطهّرةٌ من البول والحيض والنّخام والبزاق والمنيّ والولد.
وقال قتادة: مطهّرةٌ من الأذى والمآثم ولا حيض ولا كلف.
وقوله: {وندخلهم ظلا ظليلا} أي: ظلّا عميقًا كثيرًا غزيرًا طيّبًا أنيقًا.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن بشّارٍ، حدّثنا عبد الرّحمن -وحدّثنا ابن المثنّى، حدّثنا ابن جعفرٍ -قالا حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا الضّحّاك يحدّث، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها، شجرة الخلد"). [تفسير القرآن العظيم: 2/338]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة