العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النساء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 ربيع الثاني 1434هـ/21-02-2013م, 11:07 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة النساء [ الآية (1) ]

تفسير سورة النساء
[ الآية (1) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 02:56 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا معمر عن الحسن في قوله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام قال هو قول الرجل أنشدك الله الرحم). [تفسير عبد الرزاق: 1/145]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة قال بلغني أن النبي قال اتقوا الله وصلوا الأرحام). [تفسير عبد الرزاق: 1/145]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (حدّثنا أبو حذيفة ثنا سفيان [الثوري] عن رجلٍ عن مجاهد في قوله: {يا أيها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفس واحدة} قال: آدم {وخلق منها زوجها} قال: حوّاء خلقت من ضلعه [الآية: 1]). [تفسير الثوري: 85]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قول اللّه تعالى: {الّذي تساءلون به والأرحام} أسألك بالله وبالرحم [الآية: 1].
سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن إبراهيم مثله). [تفسير الثوري: 85]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن خصيفٍ عن عكرمة {الذي تساءلون به والأرحام} يقول: اتّقوا اللّه واتّقوا الأرحام أن تقطعوها [الآية: 1]). [تفسير الثوري: 85]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيرًا ونساءً واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام إنّ اللّه كان عليكم رقيبًا}
قال أبو جعفرٍ: يعني بقوله تعالى ذكره: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ} احذروا أيّها النّاس ربّكم في أن تخالفوه فيما أمركم، وفيما نهاكم، فيحلّ بكم من عقوبته ما لا قبل لكم به. ثمّ وصف تعالى ذكره نفسه بأنّه المتوحّد بخلق جميع الأنام من شخصٍ واحدٍ، وعرّف عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النّفس الواحدة، ومنبّههم بذلك على أنّ جميعهم بنو رجلٍ واحدٍ وأمٍّ واحدةٍ، وأنّ بعضهم من بعضٍ، وأنّ حقّ بعضهم على بعضٍ واجبٌ وجوب حقّ الأخ على أخيه؛ لاجتماعهم في النّسب إلى أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدةٍ، وأنّ الّذي يلزمهم من رعاية بعضهم حقّ بعضٍ، وأنّ بعد التّلاقي في النّسب إلى الأب الجامع بينهم، مثل الّذي يلزمهم من ذلك في النّسب الأدنى، وعاطفًا بذلك بعضهم على بعضٍ، ليتناصفوا، ولا يتظالموا، وليبذل القويّ من نفسه للضّعيف حقّه بالمعروف، على ما ألزمه اللّه له، فقال: {الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ} يعني من آدم.
- كما: حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: أمّا {خلقكم من نفسٍ واحدةٍ} فمن آدم.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ} يعني: آدم صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا سفيان بن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن رجلٍ واحد، عن مجاهدٍ: {خلقكم من نفسٍ واحدةٍ} قال: آدم
ونظير قوله: {من نفسٍ واحدةٍ} والمعنيّ به رجلٌ، قول الشّاعر:
أبوك خليفةٌ ولدته أخرى = وأنت خليفة ذاك الكمال
فقال: ولدته أخرى، وهو يريد الرّجل، فأنّث للفظ الخليفة، وقال تعالى ذكره: {من نفسٍ واحدةٍ} لتأنيث النّفس والمعنى، من رجلٍ واحدٍ ولو قيل: من نفسٍ واحدٍ، فأخرج اللّفظ على التّذكير للمعنى كان صوابًا). [جامع البيان: 6/339-340]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيرًا ونساءً}
يعني بقوله جلّ ثناؤه: {وخلق منها زوجها} وخلق من النّفس الواحدة زوجها؛ يعني بـ الزّوج الثّاني لها وهو فيما قال أهل التّأويل: امرأتها حوّاء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ، في قوله: {وخلق منها زوجها} قال: حوّاء من قصيرى آدم وهو نائمٌ، فاستيقظ فقال: أثا بالنّبطيّة امرأةٌ
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وخلق منها زوجها} يعني حوّاء خلقت من آدم من ضلعٍ من أضلاعه.
- حدّثني موسى بن هارون، قال: أخبرنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: أسكن آدم الجنّة، فكان يمشي فيها وحشًا ليس له زوجٌ يسكن إليها؛ فنام نومةً، فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأةٌ قاعدةٌ خلقها اللّه من ضلعه، فسألها ما أنت؟ قالت امرأة، قال: ولم خلقت؟ قالت: لتسكن إليّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ألقي على آدم صلّى اللّه عليه وسلّم السّنة فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التّوراة وغيرهم من أهل العلم، عن عبد اللّه بن العبّاس وغيره، ثمّ أخذ ضلعًا من أضلاعه من شقّه الأيسر، ولأم مكانه لحما، وآدم نائمٌ لم يهبّ من نومته، حتّى خلق اللّه تبارك وتعالى من ضلعه تلك زوجته حوّاء، فسوّاها امرأةً ليسكن إليها، فلمّا كشفت عنه السّنة وهبّ من نومته رآها إلى جنبه، فقال فيما يزعمون واللّه أعلم: لحمي ودمي وزوجتي فسكن إليها.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وخلق منها زوجها} جعل من آدم حوّاء.
وأمّا قوله: {وبثّ منهما رجالاً كثيرًا ونساءً} فإنّه يعني ونشر منهما يعني من آدم وحوّاء {رجالاً كثيرًا ونساءً} قد رآهم، كما قال جلّ ثناؤه: {كالفراش المبثوث} [القارعة] يقال منه: بثّ اللّه الخلق وأبثّهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وبثّ منهما رجالاً كثيرًا ونساءً} وبثّ: خلق). [جامع البيان: 6/340-342]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام}
اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه عامّة قرّاء أهل المدينة والبصرة: (تسّاءلون) بالتّشديد، بمعنى: تتساءلون، ثمّ أدغم إحدى التّاءين في السّين، فجعلهما سينًا مشدّدةً، وقرأه بعض قرّاء الكوفة: {تساءلون} بالتّخفيف على مثال تفاعلون.
وهما قراءتان معروفتان، ولغتان فصيحتان، أعني التّخفيف والتّشديد في قوله: {تساءلون به}، وبأيّ ذلك قرأ القارئ أصاب الصّواب فيه؛ لأنّ معنى ذلك بأيّ وجهيه قرئ غير مختلفٍ.
وأمّا تأويله: {واتّقوا اللّه} أيّها النّاس، الّذي إذا سأل بعضكم بعضًا سأل به، فقال السّائل للمسئول: أسألك باللّه، وأنشدك باللّه، وأعزّم عليك باللّه، وما أشبه ذلك، يقول تعالى ذكره: فكما تعظّمون أيّها النّاس ربّكم بألسنتكم، حتّى تروا أنّ من أعطاكم عهده فأخفركموه، فقد أتى عظيمًا، فكذلك فعظّموه بطاعتكم إيّاه فيما أمركم به، واجتنابكم ما نهاكم عنه، واحذروا عقابه في مخالفتكم إيّاه فيما أمركم به أو نهاكم عنه.
- كما: حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا أبو زهيرٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به} قال: يقول: اتّقوا اللّه الّذي تعاقدون وتعاهدون.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به} يقول: اتّقوا اللّه الّذي به تعاقدون وتعاهدون.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: أخبرنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {تساءلون به} قال: تعاطفون به.
وأمّا قوله: {والأرحام} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: معناه: واتّقوا اللّه الّذي إذا سألتم بينكم، قال السّائل للمسئول: أسألك به وبالرّحم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن منصورٍ، عن إبراهيم: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} يقول: اتّقوا اللّه الّذي تعاطفون به والأرحام، يقول: الرّجل يسأل باللّه وبالرّحم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: هو كقول الرّجل: أسألك باللّه، أسألك بالرّحم يعني قوله: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام}.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} قال: يقول: أسألك باللّه وبالرّحم.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم: هو كقول الرّجل: أسألك بالرّحم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} قال: يقول: أسألك باللّه وبالرّحم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن منصورٍ أو مغيرة، عن إبراهيم في قوله: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} قال: هو قول الرّجل: أسألك باللّه والرّحم.
حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن معمرٍ، عن الحسن، قال: هو قول الرّجل: أنشدك باللّه والرّحم قال محمّدٌ: زيد
وعلى هذا التّأويل قول بعض من قرأ قوله: (والأرحام) بالخفض عطفًا بالأرحام على الهاء الّتي في قوله {به}، كأنّه أراد: واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به وبالأرحام، فعطف بظاهرٍ على مكنيٍّ مخفوضٍ، وذلك غير فصيحٍ من الكلام عند العرب؛ لأنّها لا تنسق بظاهرٍ على مكنيٍّ في الخفض إلاّ في ضرورة شعرٍ، وذلك لضيق الشّعر؛ وأمّا الكلام فلا شيء يضطرّ المتكلّم إلى اختيار المكروه من المنطق والرّدئ في الإعراب منه، وممّا جاء في الشّعر من ردّ ظاهرٍ على مكنيٍّ في حال الخفض قول الشّاعر:.
نعلّق في مثل السّواري سيوفنا = وما بينها والكعب غوطٌ نفانف
فعطف الكعب وهو ظاهرٌ على الهاء والألف في قوله بينها وهي مكنيّةٌ.
وقال آخرون بل: تأويل ذلك: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به} واتّقوا الأرحام أن تقطعوها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ في قوله: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} يقول: اتّقوا اللّه، واتّقوا الأرحام لا تقطعوها.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام إنّ اللّه كان عليكم رقيبًا} ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: اتّقوا اللّه وصلوا الأرحام، فإنّه أبقى لكم في الدّنيا، وخيرٌ لكم في الآخرة.
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، في قول اللّه: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} يقول: اتّقوا اللّه الّذي تساءلون به، واتّقوا اللّه في الأرحام فصلوها.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن منصورٍ، عن الحسن، في قوله: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} قال: اتّقوا اللّه الّذي تساءلون به، واتّقوه في الأرحام.
- حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن عكرمة، في قول اللّه: {الّذي تساءلون به والأرحام} قال: اتّقوا الأرحام أن تقطعوها.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الحسن، في قوله: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} قال: هو قول الرّجل: أنشدك باللّه والرّحم.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: اتّقوا اللّه وصلوا الأرحام.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {الّذي تساءلون به والأرحام} قال: اتّقوا الأرحام أن تقطعوها.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثني أبو زهيرٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: {الّذي تساءلون به والأرحام} قال: يقول: اتّقوا اللّه في الأرحام فصلوها.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} قال: يقول: واتّقوا اللّه في الأرحام فصلوها.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، عن عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، وأخبرنا أبو جعفرٍ الخزّاز، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، أنّ ابن عبّاسٍ، كان يقرأ: {والأرحام} يقول: اتّقوا اللّه لا تقطعوها.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: اتّقوا الأرحام.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قال: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} أن تقطعوها.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} قال يقول اتقوا الله الذى تساءلون به واتّقوا الأرحام أن تقطعوها وقرأ: {والّذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل}
قال أبو جعفرٍ: وعلى هذا التّأويل قرأ ذلك من قرأه نصبًا، بمعنى: واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به، واتّقوا الأرحام أن تقطعوها، عطفًا بالأرحام في إعرابها بالنّصب على اسم اللّه تعالى ذكره.
قال: والقراءة الّتي لا نستجيز للقارئ أن يقرأ غيرها في ذلك النّصب: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام}
بمعنى: واتّقوا الأرحام أن تقطعوها، لما قد بيّنّا أنّ العرب لا تعطف بظاهرٍ من الأسماء على مكنيٍّ في حال الخفض، إلاّ في ضرورة شعرٍ، على ما قد وصفت قبل). [جامع البيان: 6/342-350]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه كان عليكم رقيبًا}
قال أبو جعفرٍ: يعني بذلك تعالى ذكره أنّ اللّه لم يزل عليكم رقيبًا، ويعني بقوله: {عليكم} على النّاس الّذين قال لهم جلّ ثناؤه: يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم وانما قال{عليكم} من بنى ادام لان والمخاطب والغائب إذا اجتمعا في الخبر، فإنّ العرب تخرج الكلام على الخطاب فتقول إذا خاطبت رجلاً واحدًا أو جماعةً فعلت هي وآخرون غيّب معهم فعلا: فعلتم كذا، وصنعتم كذا
ويعني بقوله: {رقيبًا} حفيظًا، محصيًا عليكم أعمالكم، متفقّدًا رعايتكم حرمة أرحامكم وصلتكم إيّاها، وقطعكموها وتضييعكم حرمتها.
- كما: حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إنّ اللّه كان عليكم رقيبًا} حفيظًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: سمعت ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ اللّه كان عليكم رقيبًا} على أعمالكم، يعلمها ويعرفها.
ومنه قول أبي دواد الإياديّ:.
كمقاعد الرّقباء للضّـ = ـرباء أيديهم نواهد). [جامع البيان: 6/350]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام إنّ اللّه كان عليكم رقيبًا (1)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى: يا أيّها النّاس
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة، أو سعيد ابن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: يا أيّها النّاس أي: للفريقين جميعاً من الكفّار والمنافقين.
قوله تعالى: اتّقوا ربّكم
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، أنبأ محمّد بن مزاحمٍ، عن بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان قوله: اتّقوا ربّكم: واعبدوه.
قوله تعالى: الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ، ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ: أمّا خلقكم من نفسٍ واحدةٍ، فمن آدم صلّى اللّه عليه وسلّم وروي عن مجاهدٍ وأبي مالكٍ، وقتادة ومقاتلٍ نحو ذلك.
قوله تعالى: وخلق
- به عن السّدّيّ قوله: وخلق منها زوجها قال: وجعل.
قوله تعالى: منها
- وبه عن السّدّيّ قوله: وخلق منها زوجها قال حوّاء.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو عبد الرّحمن الحارثيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: وخلق منها زوجها قال: خلق حوّاء من آدم، من ضلع الخلف، وهو من أسفل الأضلاع.
قوله تعالى: وخلق منها زوجها
- حدّثنا أبي، ثنا مقاتل بن محمّدٍ، ثنا وكيعٌ، عن أبي هلالٍ، عن قتادة عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما يعني قوله: وخلق منها زوجها قال: خلقت المرأة من الرّجل، فجعل نهمتها في الرّجال، وخلق الرّجل من الأرض، فجعل نهمته في الأرض، فاحبسوا نساءكم.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
قوله: وخلق منها زوجها قال: حوّاء من قصير آدم وهو نائمٌ، فاستيقظ، فقال: أثّا، بالنّبطيّة، أي امرأةٌ
- وروي عن السّدّيّ وقتادة ومقاتل بن حيّان أنّها:
حوّاء.
قوله تعالى: وبثّ
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ، ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: وبثّ منهما قال: بثّ: خلق- وروي عن مقاتل بن حيّان نحو ذلك.
قوله تعالى: منهما رجالا كثيراً ونساءً
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، ثنا محمّد بن مزاحمٍ، عن بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان قوله: وبثّ منهما: من آدم وحوّاء:
يقول: خلق منهما رجالا كثيراً ونساءً.
قوله تعالى: واتّقوا اللّه
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة، حدّثنا عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: اتّقوا اللّه يعني: المؤمنين يحذرهم.
قوله تعالى: الذي تسائلون
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن سفيان، وثنا الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: واتقوا الله الذي تسائلون به قال: يقول أسألك بالله وبالرحم.
- حدّثنا أبي، ثنا حسّان بن عبد اللّه الواسطيّ، ثنا السّريّ بن يحيى قال: تلا الحسن هذه الآية: واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام: فإذا سئلت باللّه فأعط، وإذا سئلت بالرّحم فأعط يعني: الرّحم الّتي بينك وبينه.
- حدّثنا أبي، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ أبو جعفرٍ، عن الرّبيع في قوله: اتّقوا الله الذي تسائلون به والأرحام قال: الّذي تعهدون وتعتقدون به، وروي عن إبراهيم النّخعيّ، وعكرمة نحو قول مجاهدٍ.
قوله تعالى: والأرحام
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: واتّقوا اللّه الّذي تسائلون به والأرحام قال: اتّقوا اللّه الّذي تساءلون به، واتّقوا الأرحام وصلوها- وروي عن الضّحّاك مثله
- وروي عن مقاتل بن حيّان وعكرمة قالا: لا تقطعوها.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ:
قوله: إن اللّه كان عليكم رقيباً قال: حفيظاً- وروي عن قتادة، ومقاتل ابن حيّان والثّوريّ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 3/852-854]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الذي خلقكم من نفس واحدة يعني من آدم وخلق منها زوجها يقول خلق حواء من قصيري آدم وهو نائم فاستيقظ فقال أثا يعني امرأة وهي بالنبطية). [تفسير مجاهد: 143]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن عبد الحميد الصّنعانيّ بمكّة، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبّادٍ، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {اتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1] قال: إنّ الرّحم لتقطع، وإنّ النّعمة لتكفر، وإنّ اللّه إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيءٌ أبدًا ثمّ قرأ {لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألّفت بين قلوبهم} [الأنفال: 63] قال: وقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «الرّحم شجنةٌ من الرّحمن، وإنّها تجيء يوم القيامة تتكلّم بلسانٍ طلقٍ ذلقٍ فمن أشارت إليه بوصلٍ، وصله اللّه، ومن أشارت إليه بقطعٍ قطعه اللّه» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه بهذه السّياقة "). [المستدرك: 2/330]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {خلقكم من نفس واحدة} قال: من أدم {وخلق منها زوجها} قال: خلق حواء من قصيراء أضلاعه.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {خلقكم من نفس واحدة} قال: آدم {وخلق منها زوجها} قال: حواء من قصيراء آدم وهو نائم فاستيقظ فقال: أأنا، بالنبطية امرأة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عمرو قال خلقت حواء من خلف آدم الأيسر وخلقت امرأة إبليس من خلفه الأيسر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك {وخلق منها زوجها} قال: خلق حواء من آدم من ضلع الخلف وهو أسفل الأضلاع.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال: خلقت المرأة من الرجل فجعلت نهمتها في الرجال فاحبسوا نساءكم، وخلق الرجل من الأرض فجعل نهمته في الأرض، قوله تعالى: {وبث منهما رجالا} الآية.
وأخرج إسحاق بن بشر، وابن عساكر عن ابن عباس قال: ولد لآدم أربعون ولدا: عشرون غلاما وعشرون جارية.
وأخرج ابن عساكر عن أرطاة بن المنذر قال: بلغني أن حواء حملت بشيث حتى نبتت أسنانه وكانت تنظر إلى وجهه من صفاء في بطنها وهو الثالث من ولد آدم وإنه لما حضرها الطلق أخذها عليه شدة شديدة فلما وضعته أخذته الملائكة فمكث معها أربعين يوما فعلموه الرمز ثم رد إليها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {واتقوا الله الذي تساءلون به} قال: تعاطون به.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الربيع في الآية يقول: اتقوا الله الذي به تعاقدون وتعاهدون.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {تساءلون به والأرحام} قال: يقول: أسألك بالله وبالرحم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن في الأية قال: هو قول الرجل: أنشدك بالله والرحم.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن إبراهيم {تساءلون به والأرحام} خفض، قال: هو قول الرجل: أسألك بالله وبالرحم
وأخرج جعفر قال: هو قول الرجل:أسألك بالله والرحم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن في الآية قال: هو قول الرجل: أنشدك بالله وبالرحم ..
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه تلا هذه الآية قال: إذا سئلت بالله فأعطه وإذا سئلت بالرحم فأعطه.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} يقول: اتقوا الله الذي تساءلون به واتقوا الأرحام وصلوها.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله {الذي تساءلون به والأرحام} قال: قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: صلوا أرحامكم فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا وخير لكم في آخرتكم.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: اتقوا الله وصلوا الأرحام، فإنه أبقى لكم في الدنيا وخير لكم في الآخرة.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الله وصلوا الأرحام.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك إن ابن عباس كان يقرأ {والأرحام} يقول: اتقوا الله لا تقطعوها.
وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج قال: قال ابن عباس: اتقوا الأرحام.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الله واتقوا الأرحام أن تقطعوها نصب الأرحام.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن عكرمة في قوله {والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد {إن الله كان عليكم رقيبا} قال: حفيظا.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: رقيبا على أعمالكم يعلمها ويعرفها.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي، وابن ماجة عن ابن مسعود قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الصلاة وخطبة الحاجة، فأما خطبة الصلاة فالتشهد.
وأمّا خطبة الحاجة فإن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يقرأ ثلاث آيات من كتاب الله (اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (آل عمران الآية 102) {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} {اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم} الأحزاب الآية 70 ثم تعمد حاجتك). [الدر المنثور: 4/209-214]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 07:56 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {الّذي خلقكم مّن نّفسٍ واحدةٍ...}
قال {واحدة} لأن النفس مؤنثة، فقال: واحدة لتأنيث النفس، وهو [يعني] آدم، ولو كانت {من نفس واحد} لكان صوابا، يذهب إلى تذكير الرجل.

وقوله: {وبثّ منهما} العرب تقول: بثّ الله الخلق
، أي: نشرهم.
وقال في موضع آخر: {كالفراش المبثوث} ومن العرب من يقول: أبثّ الله الخلق، ويقولون: بثثتك ما في نفسي، وأبثثتك.
وقوله: {الّذي تساءلون به والأرحام} فنصب الأرحام؛ يريد واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
قال: حدّثنا الفرّاء قال: حدثني شريك بن عبد الله عن الأعمش عن إبراهيم أنه خفض الأرحام، قال: هو كقولهم: بالله والرحم؛ وفيه قبح؛ لأن العرب لا تردّ مخفوضا على مخفوض وقد كني عنه، وقد قال الشاعر في جوازه:
نعلّق في مثل السّواري سيوفنا * وما بينها والكعب غوط نفانف
وإنما يجوز هذا في الشعر لضيقه.
وقرأ بعضهم "تسّاءلون به" يريد: تتساءلون به، فأدغم التاء عند السين). [معاني القرآن: 1/252-253]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {واتّقوا الله الّذي تساءلون به والأرحام}: اتّقوا الله والأرحام نصب، ومن جرها فإنما يجرها بالباء.
{كان عليكم رقيبا}: حافظاً، وقال أبو دؤاد الإياديّ:
كمقاعد الرّقباء للضّرباء أيديهم نواهد
الضريب الذي يضرب بالقداح؛ نهدت أيديهم أي مدّوها). [مجاز القرآن: 1/113]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم مّن نّفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام إنّ اللّه كان عليكم رقيباً}
قال تعالى: {تساءلون به} خفيفة لأنها من تساؤلهم فإنهم "يتساءلون" فحذف التاء الأخيرة، وذلك كثير في كلام العرب نحو {تكلّمون} وإن شئت ثقلّت فأدغمت.
قال الله تعالى: {والأرحام} منصوبة،
أي: اتقوا الأرحام.
وقال بعضهم {والأرحام} جرّ. والأوّل أحسن لأنك لا تجري الظاهر المجرور على المضمر المجرور.
و[قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليكم رقيباً}] تقول من "الرقيب": "رقب" "يرقب" "رقباً" و"رقوبا"). [معاني القرآن: 1/190-191]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({رقيبا}: حافظا). [غريب القرآن وتفسيره: 113]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وبثّ منهما رجالًا كثيراً ونساءً} أي: نشر في الأرض.

{تسائلون به والأرحام} من نصب أراد: اتقوا اللّه الذي تساءلون به، واتقوا الأرحام أن تقطعوها.

ومن خفض أراد: الذي تساءلون به وبالأرحام، وهو مثل قول الرجل: نشدتك باللّه والرحم). [تفسير غريب القرآن: 118]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (والزّوج: القرين، قال الله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}، وقال: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}أي: قرناءهم). [تأويل مشكل القرآن: 498]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (قوله - عزّ وجلّ -
{يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام إنّ اللّه كان عليكم رقيبا}
ابتدأ اللّه السورة بالموعظة، أخبر بما يوجب أنه واحد وأن حقه عز وجلّ - أن يتقى فقال: {الّذي خلقكم من نفس واحدة} يعني من آدم عليه السلام، وإنما قيل في اللغة واحدة لأن لفظ النفس مؤنث، ومعناها مذكر في هذا الموضع، ولو قيل من نفس واحد لجاز.
{وخلق منها زوجها} حواء خلقت من ضلع من أضلاع آدم، وبث اللّه جميع خلق الناس منها.
ومعنى {بث} نشر، يقال: بث الله الخلق، وقال - عزّ وجلّ - {كالفراش المبثوث
}، فهذا يدل على بث.
وبعض العرب يقول: أبث اللّه الخلق، ويقال بثثتك سري وأبثثتك سري.
وقوله - عزّ وجلّ: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به
} بالتشديد، فالأصل تتساءلون. وأدغمت التاء في السين لقرب مكان هذه من هذه.
ومن قرأ بالتخفيف فالأصل تتساءلون، إلا أن التاء الثانية حذفت لاجتماع التاءين، وذلك يستثقل في اللفظ فوقع الحذف استخفافا، لأن الكلام غير ملبس.
ومعنى {تساءلون به}: تطلبون حقوقكم به.
{والأرحام
} القراءة الجيّدة نصب الأرحام.
المعنى: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، فأما الجر في الأرحام فخطأ في العربية لا يجوز إلا في اضطرار شعر، وخطأ أيضا في أمر الدين عظيم، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تحلفوا بآبائكم)).
فكيف يكون تساءلون به وبالرحم على ذا؟.
رأيت أبا إسحاق إسماعيل بن إسحاق يذهب إلى: أن الحلف بغير اللّه أمر عظيم، وأن ذلك خاص للّه - عزّ وجلّ - على ما أتت به الرواية.
فأما العربية فإجماع النحويين أنه: يقبح أن ينسق باسم ظاهر على اسم مضمر في حال الجر إلا بإظهار الجار، يستقبح النحويون: مررت به وزيد.
وبك وزيد، إلا مع إظهار الخافض حتى يقولوا بك وبزيد، فقال بعضهم: لأن المخفوض حرف متصل غير منفصل، فكأنّه كالتنوين في الاسم، فقبح أن يعطف باسم يقوم بنفسه على اسم لا يقوم بنفسه. وقد فسر المازي هذا تفسيرا مقنعا فقال: الثاني في العطف شريك للأول، فإن كان الأول يصلح شريكا للثاني وإلا لم يصلح أن يكون الثاني شريكا له.
قال: فكما لا تقول مررت بزيد و " ك " فكذلك لا يجوز مررت بك وزيد.
وقد جاز ذلك في الشعر.
أنشد سيبويه:
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا... فاذهب فما بك والأيّام من عجب). [معاني القرآن: 2/5-7]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (من ذلك قوله عز وجل: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها} قال مجاهد:
خلقت حواء من قصيرى آدم وفي الحديث خلقت المرأة من ضلع عوجاء .
وقيل {منها} من جنسها). [معاني القرآن: 2/7-8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {وبث منهما رجالا كثيرا ونساء} يقال بثثت الشيء وأبثثته إذا نشرته ومنه {كالفراش المبثوث}). [معاني القرآن: 2/8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} قال عكرمة:
المعنى واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وقال إبراهيم: هو من قولهم أسألك بالله والرحم.
قال أبو جعفر: وهذا على قراءة من قرأ بالخفض). [معاني القرآن: 2/8]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({وَبَثَّ مِنْهُمَا}: خلق منهما. {الرَّقِيب}: الحافظ). [العمدة في غريب القرآن: 105]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 09:47 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي المجموع

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومن التشبيه المحمود قول الشاعر:

طليق الله لم يمنن عليه = أبو داود وابن أبي كثير
ولا الحجاج عيني بنت ماء = تقلب طرفها حذر الصقور
وهذا غاية في صفة الجبان.
ونصب عيني بنت ماء على الذم، وتأويله: إنه إذا قال: جاءني عبد الله الفاسق الخبيث فليس يقوله إلا وقد عرفه بالفسق والخبث فنصبه أعني وما أشبهه من الأفعال، نحو أذكر، وهذا أبلغ في الذم، أن يقيم الصفة مقام الاسم، وكذلك المدح. وقول الله تبارك وتعالى: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ} بعد قوله: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ}. إنما هو على هذا. ومن زعم أنه أراد: "ومن المقيمين الصلاة" فمخطئ في قول البصريين، لأنهم لا يعطفون الظاهر على المضمر المخفوض، ومن أجازه من غيرهم فعلى قبح، كالضرورة. والقرآن إنما يحمل على أشرف المذاهب. وقرأ حمزة: {الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامِ}، وهذا مما لا يجوز عندنا إلا أن يضطر إليه شاعر، كما قال:

فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا = فاذهب فما بك والأيام من عجب
وقرأ عيسى بن عمر: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}. أراد: وامرأته في جيدها حبل من مسد، فنصب حمالة على الذم. ومن قال إن امرأته مرتفعة بقوله: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}: فهو يجوز. وليس بالوجه أن يعطف المظهر المرفوع على المضمر حتى يؤكد، نحو: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا} [المائدة: 24] و: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}، فأما قوله: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا}. فإنه لما طال الكلام وزيدت فيه لا احتمل الحذف وهذا على قبحه جائز في الكلام، أعني: ذهبت وزيد، وأذهب وعمرو، قال جرير:

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه = ما لم يكن وأب له لينالا
وقال ابن أبي ربيعة:

قلت إذ أقبلت وزهر تهادى = كنعاج الملا تعسفن رملا
ومما ينصب على الذم قول النابغة الذبياني:

لعمري وما عمري علي بهين = لقد نطقت بطلا علي الأقارع
أقارع عوف لا أحاول غيرها = وجوه قرود تبتغي من تجادع
وقال عروة بن الورد العبسي:

سقوني الخمر ثم تكنفوني = عداة الله من كذب وزور
والعرب تنشد قول حاتم الطائي رفعًا ونصبًا:

إن كنت كارهة معيشتنا = هاتا فحلي في بني بدر
الضربين، لدى أعنتهم = والطاعنين وخيلهم تجري
وإنما خفضوهما على النعت، وربما رفعوهما على القطع والابتداء.
وكذلك قول الخرنق بنت هفان القيسي، من بني قيس بن ثعلب:

لا يبعدن قومي الذين هم = سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك = والطيبين معاقد الأزر
وكل ما كان من هذا فعلى هذا الوجه.
وإن لم يرد مدحًا ولا ذمًا قد استقر له فوجهه النعت. وقرأ بعض القراء: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}.
وأكثر ما تنشد العرب بيت ذي الرمة نصبًا، لأنه لما ذكر ما يحن إليه ويصبو إلى قربه أشاد بذكر ما قد كان يبغي، فقال:
ديار مية إذ مي تساعفنا = ولا يرى مثلها
عجم ولا عرب
وفي هذه القصيدة من التشبيه المصيب قوله:

بيضاء في دعج، صفراء في نعج = كأنها فضة قد مسها ذهب
وفيها من التشبيه المصيب قوله:
تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما = أن المريض إلى عاده الوصب).
[الكامل: 2/930-934] (م)


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 09:48 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفاسير القرن الرابع الهجري

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 09:48 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفاسير القرن الخامس الهجري

تفاسير القرن الخامس الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 05:17 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 05:17 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 05:17 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 05:18 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتّقوا اللّه الّذي تسائلون به والأرحام إنّ اللّه كان عليكم رقيباً (1)
«يا» حرف نداء، و «أي» منادى مفرد- و «ها» تنبيه، والنّاس- نعت لأي أو صلة على مذهب أبي الحسن الأخفش، «والرب»: المالك، وفي الآية تنبيه على الصانع وعلى افتتاح الوجود، وفيها حض على التواصل لحرمة هذا النسب وإن بعد، وقال: واحدةٍ على تأنيث لفظ النفس، وهذا كقول الشاعر:
[الوافر]
أبوك خليفة ولدته أخرى = وأنت خليفة ذاك الكمال
وقرأ ابن أبي عبلة- «من نفس واحد» - بغير هاء، وهذا على مراعاة المعنى، إذ المراد بالنفس آدم صلى الله عليه وسلم، قاله مجاهد وقتادة وغيرهما، والخلق في الآية: بمعنى الاختراع، ويعني بقوله:
زوجها حواء، والزوج في كلام العرب: امرأة الرجل، ويقال زوجة، ومنه بيت أبي فراس: [الطويل]
وإنّ الذي يسعى ليفسد زوجتي = كساع إلى أسد الشّرى يستبيلها
وقوله منها، قال ابن عباس ومجاهد والسدي وقتادة: إن الله تعالى خلق آدم وحشا في الجنة وحده، ثم نام فانتزع الله أحد أضلاعه القصيرى من شماله، وقيل: من يمينه فخلق منه حواء، ويعضد هذا القول الحديث الصحيح في قوله عليه السلام: «إن المرأة خلقت من ضلع، فإن ذهبت تقيمها كسرتها» وكسرها طلاقها. وقال بعضهم: معنى منها من جنسها، واللفظ يتناول المعنيين، أو يكون لحمها وجواهرها من ضلعه، ونفسها من جنس نفسه، وبثّ معناه: نشر، كقوله تعالى: كالفراش المبثوث [القارعة: 4] أي المنتشر، وحصره ذريتها إلى نوعين الرجال والنساء مقتض أن الخنثى ليس بنوع، وأنه وإن فرضناه مشكل الظاهر عندنا، فله حقيقة ترده إلى أحد هذين النوعين، وفي تكرار الأمر بالاتقاء تأكيد وتنبيه لنفوس المأمورين. والّذي في موضع نصب على النعت- وتسائلون معناه: تتعاطفون به، فيقول أحدكم:
أسألك بالله أن تفعل كذا وما أشبهه وقالت طائفة معناه: تسائلون به حقوقكم وتجعلونه مقطعا لها وأصله:
«تتساءلون»، فأبدلت التاء الثانية سينا وأدغمت في السين، وهذه قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر وابن عمرو، بخلاف عنه، وقرأ الباقون- «تساءلون» - بسين مخففة وذلك لأنهم حذفوا التاء الثانية تخفيفا فهذه تاء تتفاعلون تدغم في لغة وتحذف في أخرى لاجتماع حروف متقاربة، قال أبو علي: وإذا اجتمعت المتقاربة خففت بالحذف والإدغام والإبدال كما قالوا: طست فأبدلوا من السين الواحدة تاء، إذ الأصل طس: قال العجاج: [الرجز]
لو عرضت لأيبليّ قسّ = أشعث في هيكله مندسّ
حنّ إليها كحنين الطّسّ وقال ابن مسعود- «تسألون» - خفيفة بغير ألف، والأرحام نصب على العطف على موضع به لأن موضعه نصب، والأظهر أنه نصب بإضمار فعل تقديره: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، وهذه قراءة السبعة إلا حمزة، وعليها فسر ابن عباس وغيره، وقرأ عبد الله بن يزيد- والأرحام- بالرفع وذلك على الابتداء والخبر مقدر، تقديره: والأرحام أهل أن توصل، وقرأ حمزة وجماعة من العلماء- «والأرحام» - بالخفض عطفا على الضمير، والمعنى عندهم: أنها يتساءل بها كما يقول الرجل: أسألك بالله وبالرحم، هكذا فسرها الحسن وإبراهيم النخعي ومجاهد، وهذه القراءة عند رؤساء نحويي البصرة لا تجوز، لأنه لا يجوز عندهم أن يعطف ظاهر على مضمر مخفوض، قال الزجاج عن المازني: لأن المعطوف والمعطوف عليه شريكان يحل كل واحد منهما محل صاحبه، فكما لا يجوز: مررت بزيدوك، فكذلك لا يجوز مررت بك وزيد، وأما سيبويه فهي عنده قبيحة لا تجوز إلا في الشعر، كما قال: [البسيط]
فاليوم قد بتّ تهجونا وتشتمنا = فاذهب فما بك والأيّام من عجب
وكما قال: [الطويل]
نعلّق في مثل السّواري سيوفنا = وما بينها والكعب غوط نفانف
واستهلها بعض النحويين، قال أبو علي: ذلك ضعيف في القياس.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: المضمر المخفوض لا ينفصل فهو كحرف من الكلمة، ولا يعطف على حرف، ويرد عندي هذه القراءة من المعنى وجهان: أحدهما أن ذكر الأرحام فيما يتساءل به لا معنى له في الحض على تقوى الله، ولا فائدة فيه أكثر من الإخبار بأن الأرحام يتساءل بها، وهذا تفرق في معنى الكلام وغض من فصاحته، وإنما الفصاحة في أن يكون لذكر الأرحام فائدة مستقلة، والوجه الثاني أن في ذكرها على ذلك تقريرا للتساؤل بها والقسم بحرمتها، والحديث الصحيح يرد ذلك في قوله عليه السلام: «من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت» وقالت طائفة: إنما خفض- «والأرحام» - على جهة القسم من الله على ما اختص به لا إله إلا هو من القسم بمخلوقاته، ويكون المقسم عليه فيما بعد من قوله: إنّ اللّه كان عليكم رقيباً وهذا كلام يأباه نظم الكلام وسرده، وإن كان المعنى يخرجه- وكان في هذه الآية ليست لتحديد الماضي فقط، بل المعنى: كان وهو يكون، والرقيب: بناء الاسم الفاعل من رقب يرقب إذا أحد النظر بالبصر أو بالبصيرة إلى أمر ما ليتحققه على ما هو عليه، ويقترن بذلك حفظ ومشاهدة وعلم بالحاصل عن الرقبة، وفي قوله عليكم ضرب من الوعيد، ولم يقل «لكم» للاشتراك الذي كان يدخل من أنه يرقب لهم ما يصنع غيرهم، ومما ذكرناه قيل للذي يرقب خروج السهم من ربابة الضريب في القداح رقيب، لأنه يرتقب ذلك. ومنه قول أبي دؤاد: [مجزوء الكامل]
كمقاعد الرّقباء للضّـ = ـرباء أيديهم نواهد). [المحرر الوجيز: 2/459-463]

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 05:18 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 05:18 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام إنّ اللّه كان عليكم رقيبًا (1) }
يقول تعالى آمرًا خلقه بتقواه، وهي عبادته وحده لا شريك له، ومنبّهًا لهم على قدرته الّتي خلقهم بها من نفسٍ واحدةٍ، وهي آدم، عليه السّلام {وخلق منها زوجها} وهي حوّاء، عليها السّلام، خلقت من ضلعه الأيسر من خلفه وهو نائمٌ، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مقاتلٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن أبي هلالٍ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ قال: خلقت المرأة من الرّجل، فجعل نهمتها في الرّجل، وخلق الرّجل من الأرض، فجعل نهمته في الأرض، فاحبسوا نساءكم.
وفي الحديث الصّحيح: "إنّ المرأة خلقت من ضلعٍ، وإنّ أعوج شيءٍ في الضّلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج".
وقوله: {وبثّ منهما رجالا كثيرًا ونساءً} أي: وذرأ منهما، أي: من آدم وحوّاء رجالًا كثيرًا ونساءً، ونشرهم في أقطار العالم على اختلاف أصنافهم وصفاتهم وألوانهم ولغاتهم، ثمّ إليه بعد ذلك المعاد والمحشر.
ثمّ قال تعالى: {واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام} أي: واتّقوا اللّه بطاعتكم إيّاه، قال إبراهيم ومجاهدٌ والحسن: {الّذي تساءلون به} أي: كما يقال: أسألك باللّه وبالرّحم. وقال الضّحّاك: واتّقوا اللّه الّذي به تعاقدون وتعاهدون، واتّقوا الأرحام أن تقطعوها، ولكن برّوها وصلوها، قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، والحسن، والضّحّاك، والرّبيع وغير واحدٍ.
وقرأ بعضهم: {والأرحام} بالخفض على العطف على الضّمير في به، أي: تساءلون باللّه وبالأرحام، كما قال مجاهدٌ وغيره.
وقوله: {إنّ اللّه كان عليكم رقيبًا} أي: هو مراقبٌ لجميع أعمالكم وأحوالكم كما قال: {واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} [البروج: 9].
وفي الحديث الصّحيح: "اعبد اللّه كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك" وهذا إرشادٌ وأمرٌ بمراقبة الرّقيب؛ ولهذا ذكر تعالى أنّ أصل الخلق من أبٍ [واحدٍ] وأمٍّ واحدة؛ ليعطف بعضهم على بعضٍ، ويحنّنهم على ضعفائهم، وقد ثبت في صحيح مسلمٍ، من حديث جرير بن عبد اللّه البجلي؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين قدم عليه أولئك النّفر من مضر -وهم مجتابو النّمار -أي من عريّهم وفقرهم -قام فخطب النّاس بعد صلاة الظّهر فقال في خطبته: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ} حتّى ختم الآية وقال: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ [واتّقوا اللّه]} [الحشر:18] ثمّ حضّهم على الصّدقة فقال: "تصدّق رجلٌ من ديناره، من درهمه، من صاع برّه، صاع تمره = " وذكر تمام الحديث.
وهكذا رواه الإمام أحمد وأهل السّنن عن ابن مسعودٍ في خطبة الحاجة وفيها ثمّ يقرأ ثلاث آياتٍ هذه منها: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم [الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ]} الآية). [تفسير القرآن العظيم: 2/206-207]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة