العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة آل عمران

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ربيع الثاني 1434هـ/28-02-2013م, 09:32 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة آل عمران[من الآية (146) إلى الآية (148) ]

تفسير سورة آل عمران
[من الآية (146) إلى الآية (148) ]

{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:16 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف


جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى معه ربيون كثير قال علماء كثير
قال معمر وقال قتادة جموع كثير قال ابن عيينة وأخبرني الثوري عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبدالله قال هم الألوف). [تفسير عبد الرزاق: 1/134]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عاصم بن بهدلة عن زرٍّ عن عبد اللّه في قوله: {وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربيون كثير} قال: ألوف [الآية: 146]). [تفسير الثوري: 81]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [قوله تعالى: {وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحبّ الصّابرين} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا عتّاب بن بشيرٍ، قال: نا خصيف، عن زياد بن أبي مريم، وأبي عبيدة، عن ابن مسعودٍ - في قوله عزّ وجلّ: {وكأيّن من نبي قتل معه ربيون كثير} -، يقول: (قاتل)، ألا ترى أنّه يقول: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله... } الآية.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا عتّاب، عن خصيف، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه كان يقول: ما سمعنا قطّ أنّ نبيًّا قتل في القتال.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، قال: نا عوفٌ، عن الحسن، وأنا عوفٌ، عن إبراهيم، أنّهما كانا يقرآن: {قاتل معه} .
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، قال: نا عوفٌ، عن الحسن - في قوله عزّ وجلّ: {قاتل معه ربّيّون كثيرٌ} -، قال: فقهاء، علماء. قال : وقال ابن عبّاسٍ: هي الجموع الكثيرة.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن عمرٍو، عن عكرمة، قال: الجموع الكثيرة.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، قال: نا أبو إسحاق، عن الضّحّاك بن مزاحم - في قوله عزّ وجلّ: {قاتل معه ربّيّون كثيرٌ} -، قال: الرّبة الواحدة ألف). [سنن سعيد بن منصور: 3/1094-1097]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {ربّيّون} [آل عمران: 146] : الجميع، والواحد ربّيٌّ). [صحيح البخاري: 6/33]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ربّيّون الجموع واحدها ربّيٌّ هو تفسير أبي عبيدة قال في قوله وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ قال الرّبّيّون الجماعة الكثيرة واحدها ربّيٌّ وهو بكسر الرّاء في الواحد والجمع قراءة الجمهور وعن عليٍّ وجماعةٍ بضمّ الرّاء وهو من تغيير النّسب في القراءتين إن كانت النّسبة إلى الرب وعليها قراءة بن عبّاسٍ ربّيّون بفتح الرّاء وقيل بل هو منسوبٌ إلى الرّبّة أي الجماعة وهو بضمّ الرّاء وبكسرها فإن كان كذلك فلا تغيير واللّه أعلم). [فتح الباري: 8/208]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ريّبّون الجميع والواحد ربيٌّ أشار به إلى قوله تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون} (آل عمران: 146) قال المفسّرون الربيون الربانيون، وقرئ بالحركات الثّلاث الفتح، على القياس، والضّم والكسر من تغييرات النّسب. قوله: (الجميع) ويروى الجمع أي جمع الربيون ربى، وقال سفيان الثّوريّ عن عاصم عن زر عن ابن مسعود، ربيون كثير أي: ألوف وقال ابن عبّاس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والسّديّ والربيع وعطاء الخراساني: الربيون الجموع الكثيرة، وقال عبد الرّزّاق عن معمر عن الحسن ربيون كثير أي: علماء كثيرون، وعنه أيضا: علماء صبراء أبرار أتقياء، وحكى ابن جرير عن بعض نحاة البصرة أن الربيين هم الّذين يعبدون الرب، عز وجل قال: وقد رد بعضهم عليه فقال: لو كان كذلك لقيل، ربيون، بالفتح انتهى. قلت: لا وجه للرّدّ لأنا قلنا: إن الكسرة من تغييرات النّسب). [عمدة القاري: 18/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (قوله تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه} ({ربيّون}) [آل عمران: 146] قال أبو عبيدة (الجميع والواحد) ولأبي ذر المجموع بالواو بدل الياء واحدها (ربي) وهو العالم منسوب إلى الرب وكسرت راؤه تغييرًا في النسب وقيل لا تغيير وهو نسبة إلى الربة وهي الجماعة وفيها لغتان الكسر والضم). [إرشاد الساري: 7/49]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربيون كثيرٌ} قال: جموعٌ كثيرةٌ). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 79]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {ربّيّون كثيرٌ} قال: جموعٌ كثيرةٌ، والرّبوة: عشرة آلافٍ في العدد). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 103]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعضهم: {وكأيّن} بهمز الألف وتشديد الياء وقرأه آخرون: بمدّ الألف وتخفيف الياء.
وهما قراءتان مشهورتان في قراءة المسلمين، ولغتان معروفتان لا اختلاف في معناهما، فبأيّ القراءتين قرأ ذلك قارئٌ فمصيبٌ، لاتّفاق معنى ذلك وشهرتهما في كلام العرب، ومعناه: وكم من نبيٍّ). [جامع البيان: 6/109]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قاتل معه ربّيّون كثيرٌ}
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {قاتل معه ربّيّون كثيرٌ}؛ فقرأ ذلك جماعةٌ من قرّاء الحجاز والبصرة: (قتل) بضمّ القاف، وقرأه جماعةٌ أخرى بفتح القاف وبالألف، وهي قراءة جماعةٍ من قرّاء الحجاز والكوفة.
فأمّا من قرأ {قاتل} فإنّه اختار ذلك لأنّه قال: لو قتلوا لم يكن لقوله: {فما وهنوا} وجهٌ معروفٌ؛ لأنّه يستحيل أن يوصفوا بأنّهم لم يهنوا ولم يضعفوا بعد ما قتلوا.
وأمّا الّذين قرءوا ذلك: (قتل) فإنّهم قالوا: إنّما عنى بالقتل النّبيّ وبعض من معه من الرّبّيّين دون جميعهم، وإنّما نفى الوهن والضّعف عمّن بقي من الرّبّيّين ممّن لم يقتل.
وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصّواب، قراءة من قرأ بضمّ القاف: (قتل معه ربّيّون كثيرٌ) لأنّ اللّه عزّ وجلّ إنّما عاتب بهذه الآية، والآيات الّتي قبلها من قوله: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم} الّذين انهزموا يوم أحدٍ، وتركوا القتال، أو سمعوا الصّائح يصيح: إنّ محمّدًا قد قتل، فعذّلهم اللّه عزّ وجلّ على فرارهم وتركهم القتال، فقال: أفإن مات محمّدٌ أو قتل أيّها المؤمنون ارتددتم عن دينكم، وانقلبتم على أعقابكم؟ ثمّ أخبرهم عمّا كان من فعل كثيرٍ من أتباع الأنبياء قبلهم وقال لهم: هلاّ فعلتم كما كان أهل الفضل والعلم من أتباع الأنبياء قبلكم يفعلونه إذا قتل نبيّهم، من المضيّ على منهاج نبيّهم والقتال على دينه أعداء دين اللّه على نحو ما كانوا يقاتلون مع نبيّهم، ولم تهنوا ولم تضعفوا كما لم يضعف الّذين كانوا قبلكم من أهل العلم والبصائر من أتباع الأنبياء إذا قتل نبيّهم، ولكنّهم صبروا لأعدائهم حتّى حكم اللّه بينهم وبينهم وبذلك من التّأويل جاء تأويل المتأوّل.
وأمّا الرّبّيّون، فإنّهم مرفوعون بقوله: معه، لا بقوله: قتل.
وإنّما تأويل الكلام: وكائنٌ من نبيٍّ قتل ومعه ربّيّون كثيرٌ، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه، وفي الكلام إضمار واو؛ لأنّها واوٌ تدلّ على معنى حال قتل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، غير أنّه اجتزأ بدلالة ما ذكر من الكلام عليها من ذكرها، وذلك كقول القائل في الكلام: قتل الأمير معه جيشٌ عظيمٌ، بمعنى: قتل ومعه جيشٌ عظيمٌ.
وأمّا الرّبّيّون، فإنّ أهل العربيّة اختلفوا في معناه، فقال بعض نحويّي البصرة: هم الّذين يعبدون الرّبّ، واحدهم ربّيّ.
وقال بعض نحويّي الكوفة: لو كانوا منسوبين إلى عبادة الرّبّ لكانوا ربّيّون بفتح الرّاء، ولكنّهم العلماء والألوف.
والرّبّيّون عندنا: الجماعات الكثيرة، واحدهم ربّيّ، وهم جماعةٌ.
واختلف أهل التّأويل في معناه، فقال بعضهم مثل ما قلنا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه: الرّبّيّون: الألوف
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ عن عبد اللّه، مثله.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، وابن عيينة، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ بن حبيشٍ، عن عبد اللّه، مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عمرو، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، مثله.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا عوفٌ، عمّن حدّثه عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ربّيّون كثيرٌ} قال: جموعٌ كثيرةٌ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: (قتل معه ربّيّون كثيرٌ) قال: جموعٌ.
- حدّثني حميد بن مسعدة، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل، قال: حدّثنا شعبة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه: (وكأيّن من نبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ) قال: الألوف
وقال آخرون بما.
- حدّثني به سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: (وكأيّن من نبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ) قال: علماء كثيرٌ.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا عوفٌ، عن الحسن، في قوله: (وكأيّن من نبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ) قال: فقهاء علماء.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة،. عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: وكأيّن من نبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ قال: الجموع الكثيرة.
- قال يعقوب: وكذلك قرأها إسماعيل: (قتل معه ربّيّون كثيرٌ).
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: (وكأيّن من نبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ) يقول: جموعٌ كثيرةٌ.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الحسن في قوله: (قتل معه ربّيّون كثيرٌ) قال: علماء كثيرةٌ.وقال قتادة: جموعٌ كثيرةٌ.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن عكرمة، في قوله: {ربّيّون كثيرٌ} قال: جموعٌ كثيرةٌ.
- حدّثني عمرو بن عبد الحميد الآمليّ، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، عن عكرمة، مثله.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: (قتل معه ربّيّون كثيرٌ) قال: جموعٌ كثيرةٌ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثت عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع: (قتل معه ربّيّون كثيرٌ) يقول: جموعٌ كثيرةٌ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا أبو زهيرٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: (وكأيّن من نبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ) يقول: جموعٌ كثيرةٌ قتل نبيّهم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن جعفر بن حبّانٍ، والمبارك، عن الحسن، في قوله: {وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ} قال جعفرٌ: علماء صبروا، وقال ابن المبارك: أتقياء صبر.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: (قتل معه ربّيّون كثيرٌ) يعني الجموع الكثيرة قتل نبيّهم.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {قاتل معه ربّيّون كثيرٌ} يقول: جموعٌ كثيرةٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قوله: (وكأيّن من نبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ) قال: وكأيّن من نبيٍّ أصابه القتل، ومعه جماعاتٌ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ: (وكأيّن من نبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ) الرّبّيّون: الجموع الكثيرة.
وقال آخرون: الرّبّيّون: الأتباع.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: (وكأيّن من نبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ) قال: الرّبّيّون: الأتباع، والرّبّانيّون: الولاة، والرّبّيّون: الرّعيّة، وبهذا عاتبهم اللّه حين انهزموا عنه، حين صاح الشّيطان إنّ محمّدًا قد قتل، قال: كانت الهزيمة عند صياحه في سببةٍ صاح: أيّها النّاس إنّ محمّدًا رسول اللّه قد قتل، فارجعوا إلى عشائركم يؤمّنوكم). [جامع البيان: 6/109-116]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
يعني بقوله تعالى ذكره: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه} فما عجزوا لما نالهم من ألم الجراح الّذي نالهم في سبيل اللّه، ولا لقتل من قتل منهم عن حرب أعداء اللّه، ولا نكلوا عن جهادهم. {وما ضعفوا} يقول: وما ضعفت قواهم لقتل نبيّهم. {وما استكانوا} يعني: وما ذلّوا فيتخشّعوا لعدوّهم بالدّخول في دينهم، ومداهنتهم فيه، خيفةً منهم، ولكن مضوا قدمًا على بصائرهم ومنهاج نبيّهم، صبرًا على أمر اللّه وأمر نبيّهم، وطاعة اللّه، واتّباعًا لتنزيله ووحيه. {واللّه يحبّ الصّابرين} يقول: واللّه يحبّ هؤلاء وأمثالهم من الصّابرين لأمره وطاعته، وطاعة رسوله، في جهاد عدوّه، لا من فشل ففرّ عن عدوّه، ولا من انقلب على عقبيه فذلّ لعدوّه لأن قتل نبيّه أو مات، ولا من دخله وهنٌ عن عدوّه وضعفٍ لفقد نبيّه.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا} يقول: ما عجزوا، وما تضعضعوا لقتل نبيّهم {وما استكانوا} يقول: ما ارتدّوا عن بصرتهم ولا عن دينهم، بل قاتلوا على ما قاتل عليه نبيّ اللّه حتّى لحقوا باللّه.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، في قوله: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا} يقول: ما عجزوا، وما ضعفوا لقتل نبيّهم {وما استكانوا} يقول: وما ارتدّوا عن بصرتهم، قاتلوا على ما قاتل عليه نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى لحقوا باللّه.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فما وهنوا} فما وهن الرّبّيّون لما أصابهم في سبيل اللّه، من قتل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ما ضعفوا في سبيل اللّه لقتل النّبيّ {وما ضعفواوما استكانوا} يقول: ما ذلّوا حين قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: اللّهمّ ليس لهم أن يعلونا {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {فما وهنوا} لفقد نبيّهم {وما ضعفوا} عن عدوّهم {وما استكانوا} لما أصابهم في الجهاد عن اللّه، وعن دينهم، وذلك الصّبر {واللّه يحبّ الصّابرين}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {وما استكانوا} قال: تخشّعوا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: {وما استكانوا} قال: ما استكانوا لعدوّهم {واللّه يحبّ الصّابرين}). [جامع البيان: 6/117-119]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين (146)
قوله تعالى: وكأيّن من نبيٍّ
- وبه ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه قال: قد كانت أنبياء اللّه قبل محمّدٍ قاتل معها علماء.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة، قال: قال محمّد ابن إسحاق: وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثير قال: وكأيّن من نبيٍّ أصابه القتل ومعه جماعات.
قوله تعالى: قاتل معه ربيون
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو نعيمٍ، عن سفيان ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ قال: ألوفٌ.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، ثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن عبّاسٍ قوله: قاتل معه ربّيّون كثيرٌ يقول: جموع.
- أخبرنا العبّاس بن الوليد قراءةً، أخبرني محمّد بن شعيب بن شابور أخبرني عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه: وأمّا ربّيّون كثيرٌ، فالرّبوّة عشرة آلافٍ في العدد، والرّبّيّون الجموع الكثيرة- وروي عن مجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وأحد قولي الحسن وعكرمة والسّدّيّ، وعطاءٍ الخراسانيّ، وقتادة نحو ذلك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ عن الحسن في قوله: قاتل معه ربيون كثير قال: علماء كثير.
- حدّثنا جعفر بن نضرٍ الواسطيّ، ثنا أبو قطنٍ، عن أبي الأشهب، عن الحسن في هذه الآية: وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ قال: علماء صبرٌ
والوجه الثّالث:
- حدّثني أبي، ثنا أبو عمر الحوضيّ، ثنا مباركٌ، عن الحسن وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ قال: أبرارٌ أتقياء صبرٌ.
قوله تعالى: فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا المقدسيّ، ثنا أيّوب بن واقدٍ، عن هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عبّاسٍ وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ قال: هم يوم قتل نبيّهم، فلم يهنوا ولم يضعفوا، ولم يستكينوا لقتل نبيّهم. وروي عن قتادة نحوه.
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن ابن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ قوله: فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه يعني فما عجزوا عن عدوّهم.
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: فما وهنوا قال: فما وهن الرّبّيّون لما أصابهم في سبيل اللّه من قتل النّبيّ.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة قال: قال محمد ابن إسحاق: فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه يقول: فما وهنوا لفقد نبيّهم.
- حدّثنا الحسن بن أحمد ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه قال:
لكي لا يهن أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: وما ضعفوا
- حدّثنا أحمد بن عثمان، ثنا أحمد بن المفضّل، عن أسباط، عن السّدّيّ قوله: وما ضعفوا يقول: ما ضعفوا في سبيل اللّه لقتل النّبيّ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وما ضعفوا يقول: وما تضعضعوا لقتل نبيّهم.
- حدّثنا محمّدٌ، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق:
وما ضعفوا عن عدوّهم.
قوله تعالى: وما استكانوا
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ وما استكانوا يقول: ما ذلّوا حين قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ليس لهم أن يعلونا لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ عن قتادة قوله:
وما استكانوا يقول: ما ارتدّوا عن بصيرتهم ولا عن دينهم أن قاتلوا على ما قاتل عليه نبيّ اللّه حتّى لحقوا باللّه.
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً، أنبأ ابن وهبٍ قال: وحدّثني ابن زيد ابن أسلم وما استكانوا لعدوّهم.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة قال: قال محمّد ابن إسحاق: وما استكانوا لما أصابهم في الجهاد عن اللّه وعن دينهم.
- أخبرنا عليّ بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا ابن ثورٍ عن ابن جريحٍ قال: بلغني عن ابن عبّاسٍ أنّه قال في قوله: وما استكانوا قال:
تخشعوا.
قوله تعالى: واللّه يحبّ الصّابرين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة قال: قال محمّد ابن إسحاق: واللّه يحبّ الصّابرين لما أصابهم في الجهاد عن اللّه، وعن دينهم وذلك الصّبر). [تفسير القرآن العظيم: 2/780-782]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وكأيّن من نبيٍّ} [آل عمران: 146].
- عن عبد اللّه بن مسعودٍ {وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ} [آل عمران: 146]، قال: ألوفٌ.
رواه الطّبرانيّ، وفيه عاصم ابن بهدلة وثّقه النّسائيّ وغيره، وضعّفه جماعةٌ). [مجمع الزوائد: 6/327]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 146 - 148.
أخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد من طريق أبي عبيدة عن ابن مسعود أنه قرأ {وكأين من نبي قاتل معه ربيون} ويقول ألا ترى أنه يقول {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله}.
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير أنه كان يقول: ما سمعنا قط أن نبيا قتل في القتال.
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن الحسن وإبراهيم أنهما كانا يقرآن {قاتل معه}.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك أنه قرأ {وكأين من نبي قاتل معه ربيون} بغير ألف.
وأخرج عن عطية، مثله.
وأخرج من طريق زر عن ابن مسعود مثله، أنه كان يقرأها بغير ألف
وأخرج عبد بن حميد عن عطية أنه قرأ وكأين من نبي قتل معه ربيون بغير ألف.
وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود في قوله {ربيون} قال: ألوف.
وأخرج سعيد بن منصور عن الضحاك في قوله {ربيون} قال: الربة الواحدة ألف.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن المنذر من طريق علي عن ابن عباس {ربيون} يقول: جموع.
وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن في قوله {ربيون} قال: فقهاء علماء قال: وقال ابن عباس: هي الجموع الكثيرة.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والإبتداء والطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {ربيون} قال: جموع قال: وهل يعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول حسان:
وإذا معشر تجافوا القصد أملنا عليهم ريبا.
وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله {ربيون كثير} قال: علماء كثير.
وأخرج من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {ربيون كثير} قال الربيون هم الجموع الكثيرة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن {ربيون} قال: علماء كثير.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال الربيون الأتباع والربانيون الولاة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وكأين من نبي قاتل} الآية، قال: هم قوم قتل نبيهم فلم يضعفوا ولم يستكينوا لقتل نبيهم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله} لقتل أنبيائهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله} يعني فما عجزوا عن عدوهم.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن المنذر عن قتادة في قوله {فما وهنوا} الآية، يقول: فما عجزوا وما تضعضعوا لقتل نبيهم {وما استكانوا} يقول: ما ارتدوا عن بصيرتهم ولا عن دينهم أن قاتلوا على ما قاتل عليه نبي الله حتى لحقوا بالله.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وما استكانوا} قال {وما استكانوا} قال: تخشعوا.
وأخرج ابن جرير عن السدي {وما استكانوا} يقول: ما ذلوا.
وأخرج عن ابن زيد {وما استكانوا} قال: ما استكانوا لعدوهم). [الدر المنثور: 4/54-58]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}
يعني تعالى ذكره بقوله: {وما كان قولهم} وما كان قول الرّبّيّين، والهاء والميم من ذكر أسماء الرّبّيّين {إلاّ أن قالوا} يعني ما كان لهم قولٌ سوى هذا القول إذ قتل نبيّهم.
وقوله: {ربّنا اغفر لنا ذنوبنا} يقول: لم يعتصموا إذ قتل نبيّهم إلاّ بالصّبر على ما أصابهم ومجاهدة عدوّهم، وبمسألة ربّهم المغفرة والنّصر على عدوّهم.
ومعنى الكلام: {وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا}
وأمّا الإسراف: فإنّه الإفراط في الشّيء، يقال منه: أسرف فلانٌ في هذا الأمر إذا تجاوز مقداره فأفرط.
ومعناه هاهنا: اغفر لنا ذنوبنا الصّغار منها وما أسرفنا فيه منها فتخطّينا إلى العظام، وكان معنى الكلام: اغفر لنا ذنوبنا الصّغائر منها والكبائر.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قول اللّه: {وإسرافنا في أمرنا} قال: خطايانا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وإسرافنا في أمرنا} خطايانا وظلمنا أنفسنا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: أخبرنا عبيد اللّه بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، في قوله: {وإسرافنا في أمرنا} يعني الخطايا الكبار.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، قال: الكبائر.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {وإسرافنا في أمرنا} قال: خطايانا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإسرافنا في أمرنا} يقول: خطايانا
وأمّا قوله: {وثبّت أقدامنا} فإنّه يقول: اجعلنا ممّن يثبت لحرب عدوّك وقتالهم، ولا تجعلنا ممّن ينهزم فيفرّ منهم، ولا يثبت قدمه في مكانٍ واحدٍ لحربهم. {وانصرنا على القوم الكافرين} يقول: وانصرنا على الّذين جحدوا وحدانيّتك ونبوّة نبيّك.
وإنّما هذا تأنيبٌ من اللّه عزّ وجلّ عباده الّذين فرّوا عن العدوّ يوم أحدٍ وتركوا قتالهم، وتأديبٌ لهم، يقول اللّه عزّ وجلّ: هلاّ فعلتم إذ قيل لكم: قتل نبيّكم، كما فعل هؤلاء الرّبّيّون، الّذين كانوا قبلكم من أتباع الأنبياء، إذ قتلت أنبياؤهم، فصبرتم لعدوّكم صبرهم، ولم تضعفوا وتستكينوا لعدوّكم، فتحاولوا الارتداد على أعقابكم، كما لم يضعف هؤلاء الرّبّيّون ولم يستكينوا لعدوّهم، وسألتم ربّكم النّصر والظّفر كما سألوا، فينصركم اللّه عليهم كما نصروا، فإنّ اللّه يحبّ من صبر لأمره وعلى جهاد عدوّه، فيعطيه النّصر والظّفر على عدوّه.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} أي فقولوا كما قالوا، واعلموا أنّما ذلك بذنوبٍ منكم، واستغفروا كما استغفروا، وامضوا على دينكم كما مضوا على دينهم، ولا ترتدّوا على أعقابكم راجعين، واسألوه كما سألوه أن يثبّت أقدامكم، واستنصروه كما استنصروه على القوم الكافرين، فكلّ هذا من قولهم قد كان وقد قتل نبيّهم، فلم يفعلوا كما فعلتم.
والقراءة الّتي هي القراءة في قوله: {وما كان قولهم} النّصب لإجماع قرّاء الأمصار على ذلك نقلاً مستفيضًا وراثةً عن الحجّة.
وإنّما اختير النّصب في القول؛ لأنّ إلا أن لا تكون إلاّ معرفةً، فكانت أولى بأن تكون هي الاسم دون الأسماء الّتي قد تكون معرفةً أحيانًا ونكرةً أحيانًا، ولذلك اختير النّصب في كلّ اسمٍ ولي كان إذا كان بعده أن الخفيفة، كقوله: {فما كان جوّاب قومه إلاّ أن قالوا اقتلوه أو حرّقوه} وقوله: {ثمّ لم تكن فتنتهم إلاّ أن قالوا}.
فأمّا إذا كان الّذي يلي كان اسمًا معرفةً، والّذي بعده مثله، فسواءٌ الرّفع والنّصب في الّذي ولي كان، فإن جعلت الّذي ولي كان هو الاسم رفعته ونصبت الّذي بعده، وإن جعلت الّذي ولي كان هو الخبر نصبته ورفعت الّذي بعده، وذلك كقوله جلّ ثناؤه: {ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السّوأى}، إن جعلت العاقبة الاسم رفعتها، وجعلت السّوأى هي الخبر منصوبةً، وإن جعلت العاقبة الخبر نصبت، فقلت:ثم وكان عاقبه الّذين أساءوا السّوأى، وجعلت السّوأى هي الاسم، فكانت مرفوعةً، وكما قال الشّاعر:.
لقد علم الأقوام ما كان داءها = بثهلان إلاّ الخزي ممّن يقودها.
روي أيضًا: ما كان داؤها بثهلان إلاّ الخزي نصبًا ورفعًا، على ما قد بيّنت، ولو فعل مثل ذلك مع أن كان جائزًا، غير أنّ أفصح الكلام ما وصفت عند العرب). [جامع البيان: 6/119-123]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وما كان قولهم إلّا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (147)
قوله تعالى: وما كان قولهم إلا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا
- وبه عن محمّد بن إسحاق: وما كان قولهم إلا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا أي فقولوا مثل ما قالوا، واعلموا إنّما ذلك بذنوبٍ منكم، واستغفروا كما استغفروا، وامضوا على دينكم كما مضوا على دينهم، ولا ترتدّوا على أعقابكم راجعين.
قوله تعالى: وإسرافنا في أمرنا
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ، حدّثنا أبي، ثنا عمّي الحسين، عن أبيه، عن جدّه عن ابن عبّاسٍ قوله: وإسرافنا في أمرنا يقول:
خطايانا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
إسرافنا في أمرنا خطايانا وظلمنا أنفسنا.
- أخبرنا أحمد بن الأزهر فيما كتب إليّ، ثنا وهب بن جريرٍ، عن أبيه عن عليّ بن الحكم، عن الضّحّاك قوله: وإسرافنا في أمرنا فهي الخطايا الكبائر.
قوله تعالى: وثبّت أقدامنا
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة قال: قال محمّد ابن إسحاق: وثبّت أقدامنا قال: واسألوه كما سألوه أن يثبّت أقدامكم.
قوله تعالى: وانصرنا على القوم الكافرين
- وبه قال: قال محمّد بن إسحاق: وانصرنا على القوم الكافرين قال:
واستنصروه على القوم الكافرين، فكلّ هذا من قولهم قد كان، وقد قتل نبيّهم فلم يفعلوا كما فعلتم). [تفسير القرآن العظيم: 2/782-783]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال: قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وإسرافنا قال خطايانا). [تفسير مجاهد: 138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق عن ابن عباس في قوله {وإسرافنا في أمرنا} قال: خطايانا.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وإسرافنا في أمرنا} قال: خطايانا وظلمنا أنفسنا.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {وإسرافنا في أمرنا} يعني الخطايا الكبار). [الدر المنثور: 4/54-58]

تفسير قوله تعالى: (فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين}
يعني بذلك تعالى ذكره: فأعطى اللّه الّذين وصفهم بما وصفهم من الصّبر على طاعة اللّه بعد مقتل أنبيائهم، وعلى جهاد عدوّهم، والاستعانة باللّه في أمورهم، واقتفائهم مناهج إمامهم، على ما أبلوا في اللّه {ثواب الدّنيا} يعني: جزاء في الدّنيا، وذلك النّصر على عدوّهم وعدوّ اللّه والظّفر والفتح عليهم، والتّمكين لهم في البلاد؛ {وحسن ثواب الآخرة} يعني: وخير جزاء الآخرة، على ما أسلفوا في الدّنيا من أعمالهم الصّالحة، وذلك الجنّة ونعيمها.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا} فقرأ حتّى بلغ: {واللّه يحبّ المحسنين} أي واللّه لآتاهم اللّه الفتح والظّهور والتّمكين والنّصر على عدوّهم في الدّنيا {وحسن ثواب الآخرة} يقول: حسن الثّواب في الآخرة هي الجنّة.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قوله: {وما كان قولهم} ثمّ ذكر نحوه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا} قال: النّصر والغنيمة {وحسن ثواب الآخرة} قال: رضوان اللّه ورحمته.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا} حسن الظّهور على عدوّهم {وحسن ثواب الآخرة} الجنّة، وما أعدّ فيها
وقوله: {واللّه يحبّ المحسنين} يقول تعالى ذكره: فعل اللّه ذلك بهم بإحسانهم، فإنّه يحبّ المحسنين، وهم الّذين يفعلون مثل الّذي وصف عنهم تعالى ذكره أنّهم فعلوه حين قتل نبيّهم). [جامع البيان: 6/123-124]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين (148)
قوله تعالى: فأتاهم اللّه
- حدّثنا عبيد اللّه بن إسماعيل البغداديّ، ثنا خلف بن هشام، عن سليم ابن عيسى، عن حمزة، عن الأعمش فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا يعني: فأعطاهم اللّه.
قوله تعالى: ثواب الدّنيا
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن عمّارٍ، ثنا الوليد بن مسلمٍ، ثنا من سمع الحسن يعني في قوله: فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا الفتح والنصر.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا أي واللّه، لآتاهم اللّه الفتح، والظّهور، والتّمكين والنّصر على عدوّهم في الدّنيا. وروي عن الرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
قوله تعالى: وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ ثنا عبّاد بن منصورٍ عن الحسن قوله: وحسن ثواب الآخرة قال: فكان ثواب الآخرة في الآخرة.
- حدّثنا محمّد بن عليٍّ، ثنا العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين قال: حسن الثّواب في الآخرة هي الجنّة. وروي عن الحسن مثل قول قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/783-784]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله {فآتاهم الله ثواب الدنيا} قال: النصر والغنيمة {وحسن ثواب الآخرة} قال: رضوان الله ورحمته.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {فآتاهم الله ثواب الدنيا} الفلاح والظهور والتمكن والنصر على عدوهم في الدنيا {وحسن ثواب الآخرة} هي الجنة). [الدر المنثور: 4/54-58]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 10:14 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وكأيّن مّن نّبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ...} والربّيون الألوف.
تقرأ: قتل وقاتل. فمن أراد قتل جعل قوله: {فما وهنوا لما أصابهم} للباقين، ومن قال: قاتل جعل الوهن للمقاتلين. وإنما ذكر هذا لأنهم قالوا يوم أحد: قتل محمد صلى الله عليه وسلم، ففشلوا، ونافق بعضهم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {وما محمد إلاّ رسولٌ قد خلت من قبله الرّسل}، وأنزل: {وكأيّن مّن نّبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ}.
ومعنى {وكأين}: وكم.
وقد قال بعض المفسرين: "وكأين من نبي قتل" يريد: و"معه ربيون" والفعل واقع على النبي صلّى الله عليه وسلم، يقول: فلم يرجعوا عن دينهم ولم ينهوا بعد قتله. وهو وجه حسن). [معاني القرآن: 1/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ربّيّون} الرّبّيّون: الجماعة الكثيرة، والواحد منها ربّي). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وكأيّن مّن نّبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
قال تعالى: {وكأيّن مّن نّبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ فما وهنوا} يجعل النبيّ هو الذي قتل وهو أحسن الوجهين لأنه قد قال: {أفإن مات أو قتل}.
وقال بعضهم {قاتل معه} وهي أكثر وبها نقرأ. لأنهم كانوا يجعلون {قتل} على {ربّيّون}. ونقول: "فكيف نقول "فكيف نقول {فما وهنوا} وقد قلنا إنهم قد قتلوا فإنه كما ذكرت لك أن القتل على النبي صلى الله عليه. وقوله: {ربّيّون} يعني: الذين يعبدون الرب تعالى وواحدها "ربّيّ").
[معاني القرآن: 1/183-184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ((الربيون): العلماء. الواحد ربي). [غريب القرآن وتفسيره: 110]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وكأيّن من نبيٍّ}أي: كثير من نبي.
{قاتل معه ربّيّون} أي: جماعات كثيرة. ويقال: الألوف.
وأصله: من الربّة وهي الجماعة، يقال للجمع: ربّي كأنه نسب إلى الربّة، ثم يجمع ربّي بالواو والنون. فيقال: ربّيون.

[(فما وهنوا) أي: ضعفوا].
{و ما استكانوا} ما خشعوا وذلّوا. ومنه أخذ المستكين). [تفسير غريب القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
تفسيرها " كم من نبي "، وفيها لغتان جيدتان بالغتان يقرأ بهما جميعا.
يقرأ. {وكأيّن} بتشديد (وكائن) على وزن فاعل.
وأكثر ما جاء الشعر على هذه اللغة قال جرير:
وكائن بالأباطح من صديق... يراني لو أصبت هو المصابا
وقال الشاعر أيضا:
وكائن رددنا عنكمو من مدجج... يجيء أمام الألف يردى مقنعا
ومثل التشديد قوله:
كائن في المعاشر من أناس... أخوهم فوقهم وهم كرام
أعلم اللّه جلّ وعزّ أن كثيرا من الأنبياء قاتل معه جماعة فلم يهنوا – فقال الله عزّ وجلّ: {ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا}.
{وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
معنى {فما وهنوا} فما فتروا، {وما ضعفوا}: وما جبنوا عن قتال عدوهم.
ومعنى{ما استكانوا}: ما خضعوا لعدوهم وتقرأ - وهو الأكثر {ربّيّون} بكسر الراء، وبعضهم يقرأ {ربّيّون} - بضم الراء.
وقيل في تفسير {ربّيّون كثير} أنهم الجماعات الكثيرة.
وقال بعضهم: الربوة عشرة آلاف وقيل الربيون العلماء الأتقياء: الصّبر على ما يصيبهم في الله - عزّ وجلّ - وكلا القولين حسن جميل، وتقرأ: (قتل معه)، (وقاتل معه).
فمن قرى قاتل، المعنى: إنهم قاتلوا وما وهنوا في قتالهم، ومن قرأ قتل، فالأجود أن يكون (قتل) للنبي عليه السلام المعنى.. وكأين من نبي قتل ومعه ربيون فما وهنوا بعد قتله، لأن هؤلاء الذين وهنوا كانوا توهموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل، فأعلم الله - عزّ وجلّ - أن الربانيين بعد قتل نبيهم ما وهنوا.
وجائز أن يكون (قتل) للربانيين، ويكون (فما وهنوا) أي ما وهن من بقي منهم). [معاني القرآن: 1/475-476]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير}
ويقرأ {قاتل} فمن قرأ (قتل) معه ففيه عنده قولان:
أحدهما: روي عن عكرمة وهو أن المعنى وكأين من نبي قتل على أنه قد تم الكلام ثم قال: معه ربيون كثير، بمعنى معه ربيون كثير.
وهذا قول حسن على مذهب النحويين لأنهم أجازوا رأيت زيدا السماء تمطر عليه بمعنى والسماء تمطر عليه.
والقول الآخر: أن يكون المعنى قتل معه بعض الربيين وهذا معروف في اللغة أن يقال جاءني بني فلان وإنما جاءك بعضهم فيكون المعنى على هذا قتل معه بعض الربين). [معاني القرآن: 1/488-489]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا}أي: فما ضعف من بقي منهم كما قرئ {ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلونكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم} بمعنى: فإن قتلوا بعضكم
والقول الأول: على أن يكون التمام عند قوله: {قتل} وهو أحسن والحديث يدل عليه.
قال الزهري: صاح الشيطان يوم أحد قتل محمد فانهزم جماعة من المسلمين.
قال كعب بن مالك: كنت أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عينيه من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي هذا رسول الله فأومأ إلي أن اسكت فأنزل الله عز وجل:{وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير}
وقال عبد الله ابن مسعود: الربيون الألوف الكثيرة.
وقال مجاهد وعكرمة والضحاك: الربيون الجماعات.
وقال ابن زيد: الربيون الأتباع.
ومعروف أن: الربة الجماعة فهم منسبون إلى الربة ويقال للخرقة التي يجمع فيها القدح ربة وربة والرباب قبائل تجمعت.
وقال أبان بن تغلب: الربي عشرة آلاف.
وقال الحسن رحمة الله عليه: هم العلماء الصبر كأنه أخذ من النسبة إلى الرب تبارك وتعالى.
ثم قال تعالى: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله}أي: فما ضعفوا
والوهن في اللغة: أشد الضعف.
{وما استكانوا} أي: وما ذلوا فعاتب الله عز وجل بهذا المسلمين بهذا لأنهم كانوا يتمنون القتال.
وقرأ مجاهد فيما روي عنه {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه} وهي قراءة حسنة، والمعنى: ولقد كنتم تمنون الموت أن تلقوه من قبل، أي: من قبل أن تلقوه). [معاني القرآن: 1/489-492]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ( {وكأين من نبي} أي: وكم من نبي). [ياقوتة الصراط: 191]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({رِبِّيُّونَ} أي: جماعات كثيرة، وأصله من الرِبَة وهي الجماعة. ويقال للواحد رِبَي، كأنه نُسب إلى الرِبَة ثم جمع.
{وَمَا اسْتَكَانُواْ} أي: وما خسئوا، وما ذلوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 53]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وما كان قولهم إلاّ أن قالوا...}
نصبت القول بكان، وجعلت أن في موضع رفع، ومثله في القرآن كثير والوجه أن تجعل (أن) في موضع الرفع؛ ولو رفع القول وأشباهه وجعل النصب في "أن" كان صوبا). [معاني القرآن: 1/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإسرافنا في أمرنا}: تفريطنا). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}
قال تعالى: {وما كان قولهم إلاّ أن قالوا} وقال: {وما كان جواب قومه إلاّ أن قالوا} و[قال] {مّا كان حجّتهم إلاّ أن قالوا} فـ{أن قالوا} هو الاسم الذي يرفع بـ{وكان} لأن {أن} الخفيفة وما عملت فيه بمنزلة اسم تقول: "أعجبني أن قالوا" وإن شئت رفعت أول هذا كله وجعلت الآخر في موضع نصب على خبر كان. قال الشاعر:
لقد علم الأقوام ما كان داءها = بثهلان إلاّ الخزي ممّن يقودها
وإن شئت "ما كان داؤها إلا الخزي"). [معاني القرآن: 1/184]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {وما كان قولهم إلّا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}
تقرأ {قولهم} بالنصب ويكون الاسم: {إلا أن قالوا} فيكون المعنى: ما كان قولهم إلا استغفارهم، أي: قولهم اغفر لنا - ومن قرأها بالرفع جعل خبر كان ما بعد إلا، والأكثر في الكلام أن يكون الاسم هو ما بعد إلا - قال اللّه عزّ وجل {فما كان جواب قومه إلّا أن قالوا} {ما كان حجّتهم إلّا أن قالوا}.
ومعنى: {وثبّت أقدامنا} أي ثبتنا على دينك. وإذا ثبتهم على دينهم ثبتوا في حربهم - قال اللّه عزّ وجلّ - (فتزلّ قدم بعد ثبوتها) المعنى: تزلّ عن الدين). [معاني القرآن: 1/477]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا}
قال مجاهد: يعني الخطايا الكبار.
ثم قال تعالى: {وثبت أقدامنا} أي: ثبتنا على دينك وإذا ثبتهم على دينه ثبتوا في الحرب كما قال {فتزل قدم بعد ثبوتها}). [معاني القرآن: 1/492]

تفسير قوله تعالى: {فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عز وجل: {فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين} أي: ظفّرهم وغنمهم. {وحسن ثواب الآخرة}
المغفرة وما أعد لهم من النعيم الدائم). [معاني القرآن: 1/477]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقال تعالى: {فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة}
قال قتادة: أعطوا النصر في الدنيا والنعيم في الآخرة). [معاني القرآن: 1/492]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (وقوله - عز وجل: {ثواب الدنيا} الثواب يكون خيراً ويكون شرا، وكذلك: البشارة: تكون بخير، وتكون بشر، ومن الثواب الشر). [ياقوتة الصراط:191-192]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1434هـ/19-04-2013م, 09:16 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (



ألا انــعــم صـبـاحًــا أيــهــا الـطـلــل الـبـالــيوهل ينعمن من كان في العصر الخالي

...
«عِمْ صباحًا»: كلمة كانوا يحيون بها الناس بالغدوات، ويقولون بالعشيات عِمْ مساء، وبالليل: عِمْ ظلاما، قال:
أتوا ناري فقلت:

مــــــــــــــــنــــــــــــــــون قــــــــــــــــالـــــــــــــــــواسراة الجن، قلت: عِمُوا ظلاما

وعِمْ أكثر في كلام العرب من «انْعَمْ».
ويقال: وعِمَ يَعِم، مثل ورم يرم، وقد قيل: وهن يهن، وهو الكثير، وسمع
أبو زيد يقول: وهن يهن وهنا. وقرأ بعض الأعراب: (فما وَهِنوا) ). [شرح ديوان امرئ القيس: 302-303]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: وكائن معناه كم وأصله كاف التشبيه دخلت على أي فصارتا بمنزلة كم، ونظير ذلك له كذا وكذا درهمًا، إنما هي ذا دخلت عليها الكاف. والمعنى له كهذا العدد من الدراهم. فإذا قال له كذا كذا درهمًا، فهو كناية عن أحد عشر درهمًا إلى تسعة عشر، لأنه ضم العددين. فإذا قال: كذا وكذا، فهو كناية عن أحد وعشرين إلى ما جاز فيه العطف بعده. لكن كثرت كأي فخففت، والتثقيل الأصل، قال الله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مَنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ} {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}, وقد قرئ بالتخفيف. كما قال الشاعر:


وكائـن رددنـا عنـكـم مــن مـدجـجيجيء أمامك الألف يردي مقنعًا

وقال آخر:


وكائـن تـرى يـوم الغميصـاء مـن فتـىأصيب ولم يجرح وقد كان جارحا

قال أبو العباس: وهذا أكثر على ألسنتهم، لطلب التخفيف، وذلك الأصل، وبعض العرب يقلب فيقول: كيئ يا فتى. فيؤخر الهمزة لكثرة الاستعمال. قال الشاعر:


وكيئ في بني دودان منهمغداة الروع معروفًا كمي).

[الكامل: 3/1251-1252] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) }
[لا يوجد]

تفسير قوله تعالى: {فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) }
[لا يوجد]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 10:55 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 10:56 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 10:56 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 10:56 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين (146)
ثم ضرب تعالى المثل للمؤمنين بمن سلف من صالحي الأمم الذين لم يثنهم عن دينهم قتل الكفار لأنبيائهم فقال: وكأيّن من نبيٍّ الآية، وفي كأيّن أربع لغات: «كأين» على وزن كعين بفتح العين، و «كأين»، على وزن كاعن و «كأين» على وزن كعين بسكون العين وكان على وزن كعن بكسر العين، وأكثر ما استعملت العرب في أشعارها التي على وزن كاعن، فمن ذلك قول الشاعر: [الطويل]
وكائن رددنا عنكم من مدجّج = يجيء أمام القوم يردي مقنّعا
وقال جرير: [الطويل]
وكائن بالأباطح من صديق = يراني لو أصبت هو المصابا
وقال آخر [الطويل]:
وكائن ترى من صامت لك معجب = زيادته أو نقصه في التّكلّم
وقد جاء في اللغة التي ذكرتها أولا قول الشاعر: [الوافر]
كأيّن في المعاشر من أناس = أخوهم فوقهم وهم كرام
وهذه اللغة هي أصل هذه اللفظة، لأنها كاف التشبيه دخلت على «أي» كما دخلت على «ذا» في قولك لفلان كذا وكذا، وكما دخلت على «أن» في قولك كأن زيدا أسد، لكن بقي لها معنى التشبيه في كأن وزال عنها ذلك في كذا وكذا، وفي كأيّن، وصرفت العرب كأيّن في معنى «كم» التي هي للتكثير، وكثر استعمالهم للفظة حتى لعب فيها لسان العرب على اللغات الأربع التي ذكرت، وهذا كما لعب في قولهم:
لعمري حتى قالوا: وعملي، وكما قالوا: أطيب وأيطب، وكما قالوا: طبيخ في بطيخ، فعوملت الكاف «وأي» معاملة ما هو شيء واحد، فأما اعتلال لغة من قال: «كأين» على وزن فاعل، فإنهم أخذوا الأصل الذي هو «كاين» فقلبوا الياء قبل الهمزة ونقلت حركة كل واحد منهما إلى أختها، فجاء «كيا» على وزن كيع، فحذفوا الياء الثانية المفتوحة تخفيفا، كما حذفوا الياء من ميت وهين ولين فقالوا: ميت وهين ولين، وكما حذفوا الياء الثانية من «أي» تخفيفا ومنه قول الفرزدق بن غالب التميمي:
تنظرت نصرا والسماكين أيهما = عليّ من الغيث استهلت مواطره؟
فجاء «كيا» على وزن كيع، فأبدلت هذه الياء الساكنة ألفا مراعاة للفتحة التي قبلها، كما قالوا: في يوجل يأجل، وكما أبدلوا الياء ألفا في «طاى» وكما أبدلت في آية عند سيبويه، إذ أصلها عنده أية على وزن فعلة بسكون العين، فجاء «كاء» ثم كتب هذا التنوين نونا في المصحف، فأما قياس اللغة فحذفه في الوقف، فكما يقولون: مررت بزيد فكذلك يقولون كأي، ووقف عليه أبو عمرو بياء دون نون، وكذلك روى سورة بن المبارك عن الكسائي، ووقف سائر القراء بإثبات النون مراعاة لخط المصحف، قال أبو علي: ولو قيل إنه لما تصرف في الكلمة بالقلب صارت بمنزلة النون التي من نفس الكلمة وصارت بمنزلة لام فاعل فأقرت في الوقف، لكان قولا، ويقوي ذلك أنهم لما حذفوا الكلام من قولهم أما لا، جعلوها بالحذف ككلمة واحدة، فأجازوا الإمالة في ألف «لا» كما تجوز في التي من نفس الكلمة في الأسماء والأفعال، فيوقف على «كأين» بالنون ولا يتوقف على النون إذا لم تقلب، كما لا تميل الألف من «لا» إذا لم يحذف فعلها.
قال الفقيه أبو محمد: وبهذه اللغة التي فيها هذا القلب قرأ ابن كثير وحده، وقرأ سائر السبعة باللغة التي هي الأصل «كأين»، وذهب يونس بن حبيب في «كأين» إلى أنه فاعل من الكون، وقوله مردود، إذ يلزم عنه إعراب الكلمة ولم يعربها أحد من العرب، وأما اللغة التي هي «كأين» على وزن كعين فهي قراءة ابن محيصن والأشهب العقيلي، وتعليل هذه اللغة أنه علل الأصل الذي هو «كأين» بالتعليل المتقدم، فلما جاء «كيا» على وزن كيعن، ترك هؤلاء إبدال الياء الساكنة ألفا كما تقدم في التعليل الأول، وقلبوا الكلمة فجعلوها «كأين» على وزن كعين، وحسن هذا من وجهين: أحدهما أن التلعب والتصرف في هذه الكلمة مهيع، والثاني أنهم راجعوا الأصل الذي هو تقديم الهمزة على الياء، وأما اللغة التي هي كان على وزن كع فهي قراءة ابن محيصن أيضا، حكاها عنه أبو عمرو الداني، وقرأها الحسن بن أبي الحسن، إلا أنه سهل الهمزة ياء، فقرأ كي في جميع القرآن، وتعليل هذه اللغة أنهم حذفوا الألف من «كاء» الممدودة على وزن كاعن بعد ذلك التصرف كله تخفيفا، وهذا كما قالوا: أم والله، يريدون: أما، وكما قالوا على لسان الضب [المجتث]:
لا أشتهي أن أردّا = إلّا عرادا عردّا
وصليانا بردا = وعنكثا ملتبّدا
أرادوا: عاردا وبادرا، فحذفوا تخفيفا، وهذا كثير في كلامهم، وكأيّن في هذه الآية في موضع رفع بالابتداء، وهي بمنزلة «كم» وبمعناها تعطي في الأغلب التكثير، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع: «قتل»، بضم القاف وكسر التاء مخففة، وقرأ الباقون «قاتل معه» بألف بين القاف والتاء، وقرأ قتادة «قتل» بضم القاف وكسر التاء مشددة على التكثير، وقوله تعالى: «قتل» قال فيه جماعة من المفسرين منهم الطبري:
إنه مستند إلى ضمير نبيٍّ، والمعنى عندهم أن النبي قتل، قال ابن عباس في قوله: وما كان لنبيٍّ أن يغلّ [آل عمران: 161] النبي يقتل، فكيف لا يخان، وإذا كان هذا ف ربّيّون مرتفع بالظرف بلا خلاف، وقوله: معه ربّيّون على هذا التأويل يجوز أن يكون صفة ل نبيٍّ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير الذي أسند إليه «قتل» فإن جعلته صفة أضمرت للمبتدأ الذي هو كأيّن خبرا تقديره في آخر الكلام: مضى أو ذهب أو فقد: فما وهنوا وإن جعلت معه ربّيّون حالا من الضمير فخبر المبتدأ في قوله: «قتل» وإذا جعلته صفة فالضمير في معه عائد على «النبي»، وإذا جعلته حالا فالضمير في معه عائد على الضمير ذي الحال، وعلى كلا الوجهين من الصفة أو الحال ف «معه ربيون» متعلق في الأصل بمحذوف، وليس متعلقا «بقتل»، وقال الحسن بن أبي الحسن وجماعة معه: إن «قتل» إنما هو مستند إلى قوله: ربّيّون وهم المقتولون قال الحسن وسعيد بن جبير: لم يقتل نبي في حرب قط.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فعلى هذا القول يتعلق قوله: معه ب قتل- وهذه الجملة- قتل معه ربيون، هي الابتداء ويتصور في قراءة من قرأ «قاتل» جميع ما ذكرته من التقديرات في قراءة «قتل»، وأما قراءة قتادة «قتل» فقال أبو الفتح: لا يحسن أن يسند الفعل إلا إلى الربيين، لما فيه من معنى التكثير الذي لا يجوز أن يستعمل في قتل شخص واحد، فإن قيل: يستند إلى نبي مراعاة لمعنى «كم» فالجواب أن اللفظ قد مشى على جهة الإفراد في قوله من نبيٍّ ودل الضمير المفرد في معه على أن المراد إنما هو التمثيل بواحد واحد، فخرج الكلام على معنى «كم» قال أبو الفتح: وهذه القراءة تقوي قول من قال من السبعة: إن «قتل» - بتخفيف التاء أو «قاتل» إنما يستند إلى الربيين، ورجح الطبري استناد «قتل» إلى «النبي» بدلالة نازلة محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن المؤمنين إنما تخاذلوا لما قيل قتل محمد- فضرب المثل بنبي قتل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وإذا لم يسند الفعل إلى «نبي» فإنما يجيء معنى الآية: تثبيت المؤمنين بعد من قتل منهم فقط، وترجيح الطبري حسن، ويؤيد ذلك ما تقدم من قوله تعالى: أفإن مات أو قتل [آل عمران: 144] وحجة من قرأ «قاتل» أنها أعم في المدح لأنه يدخلها فيها من قتل ومن بقي.
قال الفقيه أبو محمد: ويحسن عندي على هذه القراءة إسناد الفعل إلى الربيين، وعلى قراءة «قتل» إسناده إلى نبي، وأجمع السبعة وجماعة من الناس على كسر الراء من «ربيون» وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن مسعود وابن عباس وعكرمة والحسن وأبو رجاء وعمرو بن عبيد وعطاء بن السائب:
«ربيون» بضم الراء، وروى قتادة عن ابن عباس «ربيون» بفتح الراء، قال ابن جني: الفتح في الراء لغة تميم وكلها لغات، واختلف الناس في معنى ربّيّون فقال ابن مسعود: الربيون الألوف من الناس والجمع الكثير، وقال ابن عباس: ربّيّون جموع كثير، وقاله الحسن وقتادة وعكرمة ولقول عبد الله بن مسعود وابن عباس: إنهم الألوف، قال بعض المفسرين: هم عشرة آلاف فصاعدا، أخذ ذلك من بناء الجمع الكثير في قولهما: هم الألوف وهذا في الربيين أنهم الجماعات الكثيرة هو من الربة بكسر الراء وهي الجماعة الكثيرة، قاله يونس بن حبيب، وقال: إن قوله تعالى: قتل معه ربيون منسوبون إليها، قال قطرب:
جماعة العلماء على قول يونس، وقال الزجّاج: يقال: إن الربة عشرة آلاف، وروي عن ابن عباس وعن الحسن بن أبي الحسن وغيرهما أنهم قالوا: ربّيّون معناه علماء، وقال الحسن: فقهاء علماء، قال أيضا: علماء صبر، وهذا القول هو على النسبة إلى الرب، إما لأنهم مطيعون له، أو من حيث هم علماء بما شرع، ويقوي هذا القول في قراءة من قرأ «ربيون» بفتح الراء وأما في ضم الراء وكسرها فيجيء على تغيير النسب، كما قالوا في النسبة إلى الحرم: حرمي بكسر الحاء، وإلى البصرة، بصري بكسر الباء، وفي هذا نظر، وقال ابن زيد: «الربانيون»: الولاة، والربيون الرعية الأتباع للولاة.
قال الفقيه أبو محمد: كأن هذا من حيث هم مربوبون، وقال النقاش: اشتقاق ربي من ربا الشيء يربو إذا كثر، فسمي بذلك الكثير العلم.
قال الفقيه أبو محمد: وهذا ضعيف، وقال مكي: ربي بكسر الراء منسوب إلى الرب لكن كسرت راؤه اتباعا للكسرة والياء اللتين بعد الراء، وروي بضم الراء كذلك لكنهم ضموها كما قيل: دهري بضم الدال في النسب إلى الدهر، وقرأ جمهور الناس «فما وهنوا» بفتح الهاء، وقرأ الأعمش والحسن وأبو السمال «وهنوا» بكسر الهاء، وهما لغتان بمعنى، يقال: وهن بكسر الهاء يوهن ووهن بفتح الهاء يهن، وقرأ عكرمة وأبو السمال أيضا «وهنوا» بإسكان الهاء، وهذا الوهن في قوله آنفا ولا تهنوا [آل عمران: 139] والضمير في قوله: فما وهنوا عائد على جميع الربيين في قول من أسند قتل إلى نبي، ومن أسنده إلى الربيين قال في هذا الضمير إنه يعود على من بقي منهم، إذ المعنى يفهم نفسه، وقوله تعالى: وما ضعفوا معناه لم يتكسبوا من العجز والإلقاء باليد ما ينبي عن ضعفهم، وقوله تعالى: وما استكانوا ذهبت طائفة من النحاة إلى أنه من السكون فوزنه افتعلوا استكنوا، فمطلت فتحة الكاف فحدث من مطلها ألف، وذهبت طائفة إلى أنه مأخوذ من كان يكون فوزنه على هذا الاشتقاق استفعلوا أصله استكونوا، نقلت حركة الواو إلى الكاف، وقلبت ألفا، كما فعلوا في قولك: استعانوا واستقاموا، والمعنى: أنهم لم يضعفوا ولا كانوا قريبا من ذلك، كما تقول: ما فعلت كذا ولا كدت، فتحذف لأن الكلام يدل على أن المراد، وما كدت أن أفعل، ومحبة الله تعالى للصابرين ما يظهر عليهم من نصره وتنعيمه). [المحرر الوجيز: 2/375-382]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (147) فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين (148)
هذه الآية في ذكر الربيين، أي هذا كان قولهم، لا ما قاله بعضكم يا أصحاب محمد، من قول من قال: نأخذ أمانا من أبي سفيان ومن قول من قال: نرجع إلى ديننا الأول، ومن قول من فر، فلا شك أن قوله مناسب لفعله ولو بعض المناسبة، إلى غير ذلك مما اقتضته تلك الحال من الأقوال، وقرأ السبعة وجمهور الناس «قولهم» بالنصب، ويكون الاسم فيما بعد إلّا وقرأ جماعة من القراء «قولهم» بالرفع وجعلوا الخبر فيما بعد إلّا وروى ذلك حماد بن سلمة عن ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم، ذكره المهدوي، واستغفار هؤلاء القوم الممدوحين في هذا الموطن ينحو إلى أنهم رأوا ما نزل من مصائب الدنيا إنما هو بذنوب من البشر وقوله تعالى: ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا عبارتان عن معنى قريب بعضه من بعض، جاء ذلك للتأكيد ولتعم مناحي الذنوب، وكذلك فسر ابن عباس وغيره، وقال الضحاك: الذنوب عام، والإسراف في الأمر أريد به الكبائر خاصة، وقولهم: وثبّت أقدامنا يحتمل أن يجري مع ما قبله من معنى الاستغفار، فيكون المعنى: اجعلنا دائبين على طاعتك والإيمان بك، وتثبيت القدم على هذا: استعارة، ويحتمل أن يكون في معنى ما بعده من قوله: وانصرنا على القوم الكافرين فيراد ثبوت القدم حقيقة في مواقف الحرب، قال ابن فورك: في هذا الدعاء رد على القدرية، لقولهم: إن الله لا يخلق أفعال العبد، ولو كان ذلك لم يسغ أن يدعي فيما لا يفعله). [المحرر الوجيز: 2/382]

تفسير قوله تعالى: {فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وثواب الدّنيا في هذه الآية: الظهور على عدوهم، قاله ابن إسحاق وقتادة وغيرهما، وقال ابن جريج: الظفر والغنيمة، وفسر بهذا جماعة من المؤلفين في التفسير، قال النقاش: ليس إلا الظفر والغلبة فقط، لأن الغنيمة لم تحلل إلا لهذه الأمة.
قال الفقيه الإمام: وهذا اعتراض صحيح، وحسن ثواب الآخرة الجنة بلا خلاف، وعبر بلفظة «حسن» زيادة في الترغيب وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 2/383]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 10:56 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 10:56 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى -مسلّيًا للمسلمين عمّا كان وقع في نفوسهم يوم أحد-: {وكأيّن من نبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ} قيل: معناه: كم من نبيٍّ قتل وقتل معه ربّيّون من أصحابه كثيرٌ. وهذا القول هو اختيار ابن جريرٍ، فإنّه قال: وأمّا الّذين قرؤوا: {قتل معه ربّيّون كثيرٌ} فإنّهم قالوا: إنّما عنى بالقتل النّبيّ وبعض من معه من الرّبّيّين دون جميعهم، وإنّما نفى الوهن والضّعف عمّن بقي من الرّبّيّين ممّن لم يقتل.
قال: ومن قرأ {قاتل} فإنّه اختار ذلك لأنّه قال: لو قتلوا لم يكن لقوله: {فما وهنوا} وجهٌ معروفٌ؛ لأنّهم يستحيل أن يوصفوا بأنّهم لم يهنوا ولم يضعفوا بعد ما قتلوا.
ثمّ اختار قراءة من قرأ {قتل معه ربّيّون كثيرٌ}؛ لأنّ اللّه [تعالى] عاتب بهذه الآيات والّتي قبلها من انهزم يوم أحدٍ، وتركوا القتال أو سمعوا الصّائح يصيح: "إنّ محمّدًا قد قتل". فعذلهم اللّه على فرارهم وتركهم القتال فقال لهم: {أفإن مات أو قتل} أيّها المؤمنون ارتددتم عن دينكم وانقلبتم على أعقابكم؟.
وقيل: وكم من نبيٍّ قتل بين يديه من أصحابه ربّيّون كثيرٌ.
وكلام ابن إسحاق في السّيرة يقتضي قولًا آخر، [فإنّه] قال: أي وكأينٍ من نبيٍّ أصابه القتل، ومعه ربّيّون، أي: جماعاتٌ فما وهنوا بعد نبيّهم، وما ضعفوا عن عدوّهم، وما استكانوا لما أصابهم في الجهاد عن اللّه وعن دينهم، وذلك الصّبر، {واللّه يحبّ الصّابرين}.
فجعل قوله: {معه ربّيّون كثيرٌ} حالًا وقد نصر هذا القول السّهيليّ وبالغ فيه، وله اتّجاهٌ لقوله: {فما وهنوا لما أصابهم} الآية، وكذلك حكاه الأمويّ في مغازيه، عن كتاب محمّد بن إبراهيم، ولم يقل غيره.
وقرأ بعضهم: {قاتل معه ربّيّون كثيرٌ} قال سفيان الثّوريّ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن ابن مسعودٍ {ربّيّون كثيرٌ} أي: ألوفٌ.
وقال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والسّدّي، والرّبيع، وعطاءٌ الخراسانيّ: الرّبّيّون: الجموع الكثيرة.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر عن الحسن: {ربّيّون كثيرٌ} أي: علماء كثيرٌ، وعنه أيضًا: علماء صبرٌ أبرار أتقياء.
وحكى ابن جريرٍ، عن بعض نحاة البصرة: أنّ الرّبّيّين هم الّذين يعبدون الرّبّ، عزّ وجلّ، قال: وردّ بعضهم عليه قال: لو كان كذلك لقيل ربيون، بفتح الرّاء.
وقال ابن زيدٍ: "الرّبّيّون: الأتباع، والرّعيّة، والرّبّابيّون: الولاة.
{فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا} قال قتادة والرّبيع بن أنسٍ: {وما ضعفوا} بقتل نبيّهم {وما استكانوا} يقول: فما ارتدّوا عن نصرتهم ولا عن دينهم، أن قاتلوا على ما قاتل عليه نبيّ اللّه حتّى لحقوا باللّه.
وقال ابن عبّاسٍ {وما استكانوا} تخشّعوا. وقال السّدّي وابن زيدٍ: وما ذلّوا لعدوّهم.
وقال محمّد بن إسحاق، وقتادة والسّدّيّ: أي ما أصابهم ذلك حين قتل نبيّهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/130-131]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واللّه يحبّ الصّابرين. وما كان قولهم إلا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} أي: لم يكن لهم هجيرى إلّا ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/131]


تفسير قوله تعالى: {فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا} أي: النّصر والظّفر والعاقبة {وحسن ثواب الآخرة} أي: جمع لهم ذلك مع هذا، {واللّه يحبّ المحسنين} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/131]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة