العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة آل عمران

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ربيع الثاني 1434هـ/28-02-2013م, 09:30 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة آل عمران[من الآية (139) إلى الآية (141) ]

تفسير سورة آل عمران
[من الآية (139) إلى الآية (141) ]

{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:15 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف


جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}
وهذا من اللّه تعالى ذكره تعزيةٌ لأصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على ما أصابهم من الجراح والقتل بأحدٍ، قال: ولا تهنوا ولا تحزنوا يا أصحاب محمّدٍ، يعني ولا تضعفوا بالّذي نالكم من عدوّكم بأحدٍ من القتل والقروح، عن جهاد عدوّكم وحربهم، من قول القائل: وهن فلانٌ في هذا الأمر فهو يهن وهنًا: {ولا تحزنوا} ولا تأسوا فتجزعوا على ما أصابكم من المصيبة يومئذٍ، فإنّكم أنتم الأعلون، يعني الظّاهرون عليهم، ولكم العقبى في الظّفر والنّصرة عليهم، يقول: إن كنتم مؤمنين، يقول: إن كنتم مصدّقي نبيّي محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فيما يعدكم، وفيما ينبئكم من الخبر عمّا يئول إليه أمركم وأمرهم.
- كما: حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزّهريّ، قال: كثر في أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم القتل والجراح، حتّى خلص إلى كلّ امرئٍ منهم اليأس، فأنزل اللّه عزّ وجلّ القرآن، فآسى فيه المؤمنين بأحسن ما آسى به قومًا من المسلمين كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} إلى قوله: {لبرز الّذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} يعزّي أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم كما تسمعون ويحثّهم على قتال عدوّهم، وينهاهم عن العجز والوهن في طلب عدوّهم في سبيل اللّه.
- حدّثني محمّد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، قال: حدّثنا عبّادٌ، عن الحسن، في قوله: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} قال: يأمر محمّدًا يقول: ولا تهنوا أن تمضوا في سبيل اللّه.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {ولا تهنوا} ولا تضعفوا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، في قوله: {ولا تهنوا ولا تحزنوا} يقول: ولا تضعفوا.
- حدّثني القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ولا تهنوا} قال ابن جريجٍ: ولا تضعفوا في أمر عدوّكم {ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} قال: انهزم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الشّعب، فقالوا: ما فعل فلانٌ؟ ما فعل فلانٍ؟ فنعى بعضهم بعضًا، وتحدّثوا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد قتل، فكانوا في همٍّ وحزنٍ، فبينما هم كذلك، إذ علا خالد بن الوليد الجبل بخيل المشركين فوقهم وهم أسفل في الشّعب؛ فلمّا رأوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فرحوا، وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: اللّهمّ لا قوّة لنا إلاّ بك، وليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النّفر
قال: وثاب نفرٌ من المسلمين رماةٌ فصعدوا فرموا خيل المشركين حتّى هزمهم اللّه، وعلا المسلمون الجبل؛ فذلك قوله: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {ولا تهنوا} أي لا تضعفوا {ولا تحزنوا} ولا تأسوا على ما أصابكم {وأنتم الأعلون} أي لكم تكون العاقبة والظّهور {إن كنتم مؤمنين} إن كنتم صدّقتم نبيّي، بما جاءكم به عني.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ، قال: أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو عليهم الجبل، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: اللّهمّ لا يعلون علينا فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}). [جامع البيان: 6/76-79]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين (139)
قوله: ولا تهنوا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ولا تهنوا قال: لا تضعفوا. وروي عن مقاتل بن حيّان. والرّبيع ابن أنس مثل ذلك.
قوله تعالى: ولا تحزنوا
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ عن قتادة قوله: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون قال: يعني أصحاب محمّدٍ كما تسمعون ويحثّهم على قتال عدوّهم وينهاهم عن العجز والوهن في طلب عدوّهم في سبيل اللّه.
قوله تعالى: وأنتم الأعلون
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا المحاربيّ، عن جويبرٍ عن الضّحّاك: وأنتم الأعلون قال: وأنتم الغالبون.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: وأنتم الأعلون أي تكون لكم العاقبة والظّهور.
- أخبرنا عليّ بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا ابن ثورٍ عن ابن جريجٍ وأنتم الأعلون قال: انهزم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الشّعب يوم أحدٍ، وعلا خيل المشركين فوقهم على الجبل، وكان المسلمون من أسفل الشّعب، فندب نفرٌ من المسلمين رماةٌ فرموا خيل المشركين حتّى هزم اللّه خيل المشركين وعلا المسلمون الجبل، فذلك قوله: وأنتم الأعلون.
قوله تعالى: إن كنتم مؤمنين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: إن كنتم مؤمنين أي كنتم صدّقتم نبيّ بما جاءكم به عنّي). [تفسير القرآن العظيم: 2/770-771]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 139.
أخرج ابن جرير عن الزهري قال: كثر في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرى ء منهم الباس، فأنزل الله القرآن فآسى فيه بين المؤمنين بأحسن ما آسى به قوما كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال {ولا تهنوا ولا تحزنوا} إلى قوله {لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم}.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو عليهم الجبل، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: اللهم لا يعلون علينا، فأنزل الله {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن ابي حاتم عن ابن جريج قال: انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب يوم أحد فسألوا ما فعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم وما فعل فلان فنعى بعضهم لبعض وتحدثوا أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قتل فكانوا في هم وحزن، فبينما هم كذلك علا خالد بن الوليد بخيل المشركين فوقهم على الجبل وكان على أحد مجنبتي المشركين وهم أسفل من الشعب فلما رأوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فرحوا فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: اللهم لا قوة لنا إلا بك وليس أحد يعبدك بهذا البلد غير هؤلاء النفر فلا تهلكهم، وثاب نفر من المسلمين رماة فصعدوا فرموا خيل المشركين حتى هزمهم الله وعلا المسلمون الجبل، فذلك قوله {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {ولا تهنوا} قال: لا تضعفوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك {وأنتم الأعلون} قال: وأنتم الغالبون). [الدر المنثور: 4/38-39]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: كان أصحاب عبد اللّه يقرءونها (إن يمسسكم قُرح وهو) [الآية: 140]). [تفسير الثوري: 80]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين}.
اختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء أهل الحجاز والمدينة والبصرة: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} كلاهما بفتح القاف، بمعنى: إن يمسسكم القتل والجراح يا معشر أصحاب محمّدٍ، فقد مسّ القوم من أعدائكم من المشركين قرح قتلٍ وجراحٍ مثله.
وقرأ عامّة قرّاء الكوفة: (إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله) بضم القاف فهيما جميعا بمعنى ان يمسسكم الم الجرح فقد مس القوم منكم مثله
وأولى القراءتين بالصّواب، قراءة من قرأ: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} بفتح القاف في الحرفين لإجماع أهل التّأويل على أنّ معناه القتل والجراح، فذلك يدلّ على أنّ القراءة هي الفتح. وكان بعض أهل العربيّة يزعم أنّ القرح والقرح لغتان بمعنًى واحدٍ، والمعروف عند أهل العلم بكلام العرب ما قلنا.
ذكر من قال: إنّ القرح الجراح والقتل.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} قال: جراحٌ وقتلٌ
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، عن عبّادٍ، عن الحسن، في قوله: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} قال: إن يقتلوا منكم يوم أحدٍ، فقد قتلتم منهم يوم بدرٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال، حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} والقرح: الجراحة، وذاكم يوم أحدٍ، فشا في أصحاب نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يومئذٍ القتل والجراحة، فأخبرهم اللّه عزّ وجلّ أنّ القوم قد أصابهم من ذلك مثل الّذي أصابكم، من اعدائكم عقوبةٌ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، في قوله: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} قال: ذلك يوم أحدٍ، فشا في المسلمين القرح القرح الجراح، وفشا فيهم القتل، فذلك قوله: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} يقول: إن كان أصابكم قرحٌ فقد أصاب عدوّكم مثله، يعزّي أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ويحثّهم على القتال.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} والقرح: هي الجراحات.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {إن يمسسكم قرحٌ} أي جراحٌ {فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} أي جراحٌ مثلها.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: نام المسلمون وبهم الكلوم - يعني يوم أحدٍ - قال عكرمة: وفيهم أنزلت: {إن يمسسكم قرحٌ} فقد مسّ القوم قرحٌ مثله وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وفيهم أنزلت: {إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون وترجون من اللّه ما لا يرجون}.
وأمّا تأويل قوله: {إن يمسسكم قرحٌ} فإنّه: إن يصبكم.
- كما: حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {إن يمسسكم} إن يصبكم). [جامع البيان: 6/79-82]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس}
يعني تعالى ذكره بقوله: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} أيّام بدرٍ وأحدٍ، ويعني بقوله: {نداولها بين النّاس} نجعلها دولاً بين النّاس مصرّفةً، ويعني بالنّاس: المسلمين والمشركين، وذلك أنّ اللّه عزّ وجلّ أدال المسلمين من المشركين ببدرٍ، فقتلوا منهم سبعين، وأسروا سبعين وأدال المشركين من المسلمين بأحدٍ، فقتلوا منهم سبعين سوى من جرحوا منهم، يقال منه: أدال اللّه فلانًا من فلانٍ فهو يديله منه إدالةً إذا ظفر به فانتصر منه ممّا كان نال منه المدال منه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، عن عبّادٍ، عن الحسن: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} قال: جعل اللّه الأيّام دولا، أدال الكفّار يوم أحدٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} إنّه واللّه لولا الدّول ما أوذي المؤمنون، ولكن قد يدال للكافر من المؤمن، ويبتلى المؤمن بالكافر ليعلم اللّه من يطيعه ممّن يعصيه ويعلم الصّادق من الكاذب.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قوله: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} فأظهر اللّه عزّ وجلّ نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه على المشركين يوم بدرٍ، وأظهر عليهم عدوّهم يوم أحدٍ. وقد يدال الكافر من المؤمن، ويبتلى المؤمن بالكافر، ليعلم اللّه من يطيعه ممّن يعصيه ويعلم الصّادق من الكاذب، وأمّا من ابتلي منهم من المسلمين يوم أحدٍ، فكان عقوبةً بمعصيتهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} يومًا لكم، ويومًا عليكم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ: قال ابن عبّاسٍ: {نداولها بين النّاس} قال: أدال المشركين على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم أحدٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} فإنّه كان يوم أحدٍ بيوم بدرٍ، قتل المؤمنون يوم أحدٍ، اتّخذ اللّه منهم شهداء، وغلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم بدرٍ المشركين، فجعل له الدّولة عليهم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا كان قتال أحدٍ، وأصاب المسلمين ما أصاب، صعد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الجبل، فجاء أبو سفيان، فقال: يا محمّد، يا محمّد، ألا تخرج، ألا تخرج؟ الحرب سجالٌ، يومٌ لنا، ويومٌ لكم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لأصحابه: أجيبوه فقالوا: لا سواءٌ لا سواءٌ، قتلانا في الجنّة، وقتلاكم في النّار، فقال أبو سفيان: لنا عزّى، ولا عزّى لكم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قولوا: اللّه مولانا ولا مولًى لكم. فقال أبو سفيان: اعل هبل فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقولوا: اللّه أعلى وأجلّ. فقال أبو سفيان: موعدكم وموعدنا بدرٌ الصّغرى، قال عكرمة: وفيهم أنزلت: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس}.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن ابن جريجٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} فإنّه أدال على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم أحدٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} أي نصرّفها للنّاس للبلاء والتّمحيص.
- حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه، قال: أخبرنا عبد اللّه بن عبد الوهّاب الحجبيّ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن ابن عونٍ، عن محمّدٍ، في قول اللّه: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} قال: يعني الأمراء). [جامع البيان: 6/82-85]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين}
يعني بذلك تعالى ذكره: وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء نداولها بين النّاس
ولو لم يكن في الكلام واوٌ لكان قوله: ليعلم متّصلاً بما قبله، وكان: وتلك الأيّام نداولها بين النّاس ليعلم اللّه الّذين آمنوا، ولكن لمّا دخلت الواو فيه آذنت بأنّ الكلام متّصلٌ بما قبلها، وأنّ بعدها خبرًا مطلوبًا للاّم الّتي في قوله: وليعلم، متعلّقةً به.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا} و{الّذين آمنوا} معرفةً، وأنت لا تستجيز في الكلام: قد سألت فعلمت عبد اللّه، وأنت تريد: علمت شخصه، إلاّ أن تريد: علمت صفته وما هو؟
قيل: إنّ ذلك إنّما جاز مع الّذين؛ لأنّ في الّذين تأويل من وأيٍّ، وكذلك جائزٌ مثله في الألف واللاّم، كما قال تعالى ذكره: {فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} [العنكبوت]؛ لأنّ في الألف واللاّم من تأويل أيٍّ، ومن مثل الّذي في الّذي، ولو جعل مع الاسم المعرفة اسمٌ فيه دلالةٌ على أيّ جاز، كما يقال: سألت لأعلم عبد اللّه من عمرٍو، ويراد بذلك: لأعرف هذا من هذا.
فتأويل الكلام: وليعلم اللّه الّذين آمنوا منكم أيّها القوم من الّذين نافقوا منكم، نداول بين النّاس، فاستغنى بقوله: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا} من، ذكر قوله: {الّذين نافقوا} لدلالة الكلام عليه، إذ كان في قوله: {الّذين آمنوا} تأويل أيٍّ على ما وصفنا فكأنّه قيل: وليعلم اللّه أيّكم المؤمن، كما قال جلّ ثناؤه: {لنعلم أيّ الحزبين أحصى} غير أنّ الألف واللاّم والّذي ومن، إذا وضعت مع العلم موضع أيٍّ نصبت بوقوع العلم عليه، كما قيل: {وليعلمنّ الكاذبين}، فأمّا أيّ فإنّها ترفع.
وأمّا قوله: {ويتّخذ منكم شهداء} فإنّه يعني: وليعلم اللّه الّذين آمنوا، وليتّخذ منكم شهداء: أي ليكرم منكم بالشّهادة من أراد أن يكرمه بها، والشّهداء جمع شهيدٍ.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء} أي ليميّز بين المؤمنين والمنافقين، وليكرم من أكرم من أهل الإيمان بالشّهادة.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، قراءةً على ابن جريجٍ في قوله: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء} قال: فإنّ المسلمين كانوا يسألون ربّهم: ربّنا أرنا يومًا كيوم بدرٍ، نقاتل فيه المشركين، ونبليك فيه خيرًا، ونلتمس فيه الشّهادة فلقوا المشركين يوم أحدٍ، فاتّخذ منهم شهداء.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء} فكرّم اللّه أولياءه بالشّهادة بأيدي عدوّهم، ثمّ تصير حواصل الأمور وعواقبها لأهل طاعة اللّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء} قال: قال ابن عبّاسٍ: كانوا يسألون الشّهادة، فلقوا المشركين يوم أحدٍ، فاتّخذ منهم شهداء.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء} كان المسلمون يسألون ربّهم أن يريهم يومًا كيوم بدرٍ، يبلون فيه خيرًا، ويرزقون فيه الشّهادة، ويرزقون الجنّة والحياة والرّزق، فلقو المشركين يوم أحدٍ فاتّخذ اللّه منهم شهداء، وهم الّذين ذكرهم اللّه عزّ وجلّ، فقال {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه أمواتٌ} الآية
وأمّا قوله: {واللّه لا يحبّ الظّالمين} فإنّه يعني به: الّذين ظلموا أنفسهم بمعصيتهم ربّهم.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {واللّه لا يحبّ الظّالمين} أي المنافقين الّذي يظهرون بألسنتهم الطّاعة وقلوبهم مصرّةٌ على المعصية). [جامع البيان: 6/85-88]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين (140)
قوله تعالى: إن يمسسكم قرحٌ
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ، ثنا حفص بن عمر العدنيّ ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة قال: وندم المسلمون كيف خلّوا بينه وبين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وصعد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الجبل، وجمع أبو سفيان جمعه، وكان من أمرهم ما كان، فلمّا صعد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الجبل جاء أبو سفيان فقال: يا محمّد ألا تخرج؟ الحرب سجالٌ يومٌ لنا ويومٌ لكم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أجيبوا، لأصحابه، وقولوا: لا سواءٌ قتلانا في الجنّة وقتلاكم في النّار. قال أبو سفيان: عزّى لنا ولا عزّى لكم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قولوا: اللّه مولانا ولا مولى لكم قال: أبو سفيان: أعل هبل.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: اللّه أعلى وأجلّ. فقال أبو سفيان: موعدنا وموعدكم بدرٌ الصّغرى، ونام المسلمون وبهم الكلوم. قال عكرمة: ففيهم نزلت: إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله وتلك الأيّام نداولها بين النّاس.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
أن يمسسكم قرحٌ جراحٌ وقتلٌ.
وروي عن السّدّيّ وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ أنّها الجراحات.
قوله تعالى: فقد مسّ القوم قرحٌ مثله
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله فقال: أن يقتل منكم يوم أحدٍ فقد قتلتم يوم بدرٍ مثله.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه عن الرّبيع في قوله: إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله يقول: إن كان أصابكم قرحٌ فقد أصاب عدوّكم قرحٌ مثله، ويعزّي أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ويحثّهم على القتال.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأ المفضّل، حدّثني أبو صخرٍ في قول اللّه تعالى: إن يمسسكم قرحٌ قال: القرح: الجراح. يقول: فقد مسّ القوم جراحٌ مثله وهو يوم أحدٍ.
قوله تعالى: وتلك الأيّام نداولها بين الناس
[الوجه الأول]
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي، ثنا عمّي الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قوله: وتلك الأيّام نداولها بين النّاس فإنّه كان يوم أحدٍ بيوم بدرٍ، قتل المؤمنون يوم أحدٍ، اتّخذ اللّه منهم شهداء، وغلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم بدرٍ المشركين، فجعل له الدّولة عليهم
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: وتلك الأيّام نداولها بين النّاس فقال: جعل الله الأيام دو لا مرّةً لهؤلاء ومرّةً لهؤلاء، أدال الكفّار يوم أحدٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو كاملٍ الفضيل بن الحسين، ثنا حمّاد بن زيدٍ، ثنا ابن عونٍ، عن محمّدٍ: وتلك الأيّام نداولها بين النّاس قال: هؤلاء النّاس، يريد: الأمراء.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: قال محمّد بن إسحاق: وتلك الأيّام نداولها بين النّاس قال: نصرّفها للنّاس والبلاء للتّمحيص
قوله تعالى: وليعلم اللّه الّذين آمنوا
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ قوله: وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وليعلم (اللّه) الّذين آمنوا قال: فأظهر اللّه نبيّه وأصحابه على المشركين يوم بدرٍ، وأظفر عليهم عدوّهم يوم أحدٍ، وقد يدال للكافر من المؤمن ويبتلى المؤمن بالكافر، ليعلم من يطيعه ممّن يعصيه، ويعلم الصّادق من الكاذب.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، قال: قال محمّد بن إسحاق: وليعلم اللّه الّذين آمنوا أي ليميز بين المؤمنين والمنافقين، وليكرم من أكرم من أهل الإيمان بالشّهادة.
قوله تعالى: ويتّخذ منكم شهداء
- حدّثنا أبي ثنا المسيّب بن واضحٍ، ثنا أبو إسحاق عن هشامٍ عن ابن سيرين، ثنا عبيدة وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء يقول: إن لا يقتّلوا إلا يكونوا شهداء.
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا زكريّا بن عديٍّ، أنبأ سلامٌ أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروقٍ، عن أبي الضّحى قال: نزلت ويتّخذ منكم شهداء فقتل منهم يومئذٍ سبعون، منهم أربعةٌ من المهاجرين: حمزة بن عبد المطّلب، ومصعب بن عميرٍ، أخو بني عبد الدّار، والشّمّاس بن عثمان المخزوميّ، وعبد اللّه بن جحشٍ الأسديّ، وسائرهم من الأنصار.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس النّرسيّ، أنبأ يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ عن قتادة قوله: وليعلم (اللّه) الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء يكرم أولياءه بالشّهادة بأيدي عدوّهم، ثمّ تصير حواصل الأمور وعواقبها لأهل طاعة اللّه.
- حدّثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهبٌ، ثنا أيّوب عن عكرمة قال: لمّا أبطأ على النّساء الخبر خرجن يستخبرن، فإذا رجلان مقتولان على دابّةٍ، أو على بعيرٍ، فقالت امرأةٌ من الأنصار: من هذان؟ قالوا: فلانٌ وفلانٌ أخوها وزوجها، أو زوجها وابنها. فقالت: ما فعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قالوا: حيٌّ. قالت: فلا أبالي، يتّخذ اللّه من عباده الشّهداء، ونزل القرآن على ما قالت: ويتّخذ منكم شهداء
قوله تعالى: واللّه لا يحبّ الظّالمين
- أخبرنا أبو محمّد بن بنت الشّافعيّ فيما كتب إليّ، عن أبيه، أو عمّه، عن سفيان بن عيينة: قوله: واللّه لا يحبّ الظّالمين لا يقرّب الظّالمين.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: واللّه لا يحبّ الظّالمين أي المنافقين الّذين يظهرون بألسنتهم الطّاعة وقلوبهم مصرّةٌ على المعصية.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ الظّالمين يقول: الكافرين). [تفسير القرآن العظيم: 2/771-774]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا تهنوا يقول ولا تضعفوا وقال إن يمسسكم قرح يعني جراح أو قتل). [تفسير مجاهد: 136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 140 - 142.
أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس {إن يمسسكم} قال: إن يصبكم
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} برفع القاف فيهما.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {إن يمسسكم قرح} قال: جراح وقتل.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} قال: إن يقتل منكم يوم أحد فقد قتلتم منهم يوم بدر.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: نام المسلمون وبهم الكلوم - يعني يوم أحد - قال عكرمة: وفيهم أنزلت {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس} وفيهم أنزلت (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون) (النساء الآية 104).
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس {وتلك الأيام نداولها بين الناس} فإنه كان يوم أحد بيوم بدر، قتل المؤمنون يوم أحد اتخذ الله منهم شهداء وغلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين يوم بدر فجعل له الدولة عليهم.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس {وتلك الأيام نداولها بين الناس} قال: فإنه أدال المشركين على النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد وبلغني أن المشركين قتلوا من المسلمين يوم أحد بضعة وسبعين رجلا عدد الأسارى الذين أسروا يوم بدر من المشركين وكان عدد الأسارى ثلاثة وسبعين رجلا.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن {وتلك الأيام نداولها بين الناس} قال: جعل الله الأيام دولا، مرة لهؤلاء ومرة لهؤلاء، أدال الكفار يوم أحد من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال: والله لولا الدول ما أودى المؤمنون ولكن قد يدال للكافر من المؤمن ويبتلى المؤمن بالكافر ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ويعلم الصادق من الكاذب.
وأخرج عن السدي {وتلك الأيام نداولها بين الناس} يوما لكم ويوما عليكم.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن أبي حاتم عن ابن سيرين {وتلك الأيام نداولها بين الناس} يعني الأمراء.
وأخرج ابن المنذر عن أبي جعفر قال: إن للحق دولة وإن للباطل دولة من دولة الحق، إن إبليس أمر بالسجود لآدم فأديل آدم على إبليس وابتلي آدم بالشجرة فأكل منها فأديل إبليس على آدم.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} قال: إن المسلمين كانوا يسألون ربهم: اللهم ربنا أرنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبليك فيه خيرا ونلتمس فيه الشهادة، فلقوا المشركين يوم أحد فاتخذ منهم شهداء.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال: كان المسلمون يسألون ربهم أن يريهم يوما كيوم بدر يبلون فيه خيرا ويرزقون فيه الشهادة ويرزقون الجنة والحياة والرزق، فلقوا يوم أحد فاتخذ الله منهم شهداء وهم الذين ذكرهم الله تعالى فقال (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا) (البقرة الآية 154) الآية.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} قال: يكرم الله أولياءه بالشهادة بأيدي عدوهم ثم تصير حواصل الأمور وعواقبها لأهل طاعة الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيدة {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} يقول: أن لا تقتلوا لا تكونوا شهداء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الضحى قال: نزلت {ويتخذ منكم شهداء}
فقتل منهم يومئذ سبعون منهم أربعة من المهاجرين: منهم حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير أخو بني عبد الدار والشماس بن عثمان المخزومي وعبد الله بن جحش الأسدي وسائرهم من الأنصار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر خرجن يستخبرن فإذا رجلان مقتولان على دابة أوعلى بعير فقالت امرأة من الأنصار: من هذان قالوا: فلان وفلان، أخوها وزوجها، أو زوجها وابنها فقالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: حي، قالت: فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء، ونزل القرآن على ما قالت {ويتخذ منكم شهداء} ). [الدر المنثور: 4/39-44]

تفسير قوله تعالى: (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين}
يعني تعالى ذكره بقوله: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} وليختبر اللّه الّذين صدقوا اللّه ورسوله فيبتليهم بإدالة المشركين منهم حتّى يتبيّن المؤمن منهم المخلص الصّحيح الإيمان من المنافق.
- كما: حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ، في قوله: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} قال: ليبتلي
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثني محمّد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، عن عيّادٍ، عن الحسن، في قوله: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} قال: ليمحّص اللّه المؤمن حتّى يصدّق.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} يقول: يبتلي المؤمنين.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} قال: يبتليهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين} فكان تمحيصًا للمؤمنين، ومحقًا للكافرين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} أي يختبر الّذين آمنوا حتّى يخلّصهم بالبلاء الّذي نزل بهم، وكيف صبرهم ويقينهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين} قال: يمحق من محق في الدّنيا، وكان بقيّة من يمحق في الآخرة في النّار
وأمّا قوله: {ويمحق الكافرين} فإنّه يعني به: أنّه ينقصهم ويفنيهم، يقال منه: محق فلانٌ هذا الطّعام: إذا نقصه أو أفناه، يمحقه محقًا، ومنه قيل لمحاق القمر: محاقٌ، وذلك نقصانه وفناؤه.
- كما: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {ويمحق الكافرين} قال: ينقصهم.
- حدّثني محمّد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، عن عبّادٍ، عن الحسن، في قوله: {ويمحق الكافرين} قال: يمحق الكافر حتّى يكذّبه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {ويمحق الكافرين} أي يبطل من المنافقين قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، حتّى يظهر منهم كفرهم الّذي يستترون به منكم). [جامع البيان: 6/89-91]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين (141)
قوله تعالى: وليمحّص اللّه الّذين آمنوا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ وليمحّص اللّه الّذين آمنوا قال: يبتلي.
- حدّثنا أبو الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله، وليمحّص اللّه الّذين آمنوا قال: يمحّص المؤمن حتّى يصدّق ويمحق الكافر حتّى يكذّبه.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، قال: قال محمّد بن إسحاق: وليمحّص اللّه الّذين آمنوا أي يختبر الّذين آمنوا حتّى يخلّصهم بالبلاء الّذي نزل بهم، وكيف صبرهم ويقينهم.
- أخبرنا عليّ بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا ابن ثورٍ عن ابن جريحٍ، عن ابن عبّاسٍ وليمحّص اللّه الّذين آمنوا قال: يبتليهم.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين فكان تمحيصاً للمؤمنين ومحقاً للكافرين.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق:
ويمحق الكافرين أي: يبطل من المنافقين قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، حتّى يظهر منهم كفرهم الّذي يستترون به منكم.
- أخبرنا عليّ بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيد بن المبارك ثنا ابن ثورٍ عن ابن جريجٍ، عن ابن عبّاسٍ ويمحق الكافرين قال: ينقصهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/774-775]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وليمحص الله الذين آمنوا يعني يبتلي). [تفسير مجاهد: 137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس {وليمحص الله الذين آمنوا} قال: يبتليهم {ويمحق الكافرين} قال: ينقصهم
وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين، أنه كان إذا تلا هذه الآية قال: اللهم محصنا ولا تجعلنا كافرين). [الدر المنثور: 4/39-44]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 10:08 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا تهنوا} أي: لا تضعفوا، هو من الوهن). [مجاز القرآن: 1/104]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({لا تهنوا}: لا تضعفوا من الوهن). [غريب القرآن وتفسيره: 109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ولا تهنوا} أي: لا تضعفوا. وهو من الوهن.
و{القرح}: الجراح، والقرح أيضا، وقد قرئ بهما جميعا.
ويقال: القرح - بالضم -: ألم الجراح). [تفسير غريب القرآن: 112]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (إن الخفيفة: تكون بمعنى (ما)...، وقالوا أيضا: وتكون بمعنى إذ، كقوله: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}أي: إذ كنتم. وقوله: {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 13].
وقوله: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
وهي عند أهل اللغة (إن) بعينها، لا يجعلونها في هذه المواضع بمعنى (إذ) ويذهبون إلى أنه أراد: من كان مؤمنا لم يهن ولم يدع إلى السّلم، ومن كان مؤمنا لم يخش إلا الله، ومن كان مؤمنا ترك الرّبا). [تأويل مشكل القرآن:552-553] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} أي: لا تضعفوا، يقال وهن يهن إذا ضعف فضمن اللّه عزّ وجلّ – النصر بقوله: {وأنتم الأعلون}). [معاني القرآن: 1/470]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}
قال أبو عبيدة: معناه لا تضعفوا.
قال أبو جعفر: من الوهن). [معاني القرآن: 1/481]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({وَلاَ تَهِنُوا} أي: لا تضعفوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({تَهِنُوا}: تضعفوا). [العمدة في غريب القرآن: 102]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {إن يمسسكم قرحٌ...}
و{قرح} وأكثر القرّاء على فتح القاف.
وقد قرأ أصحاب عبد الله: قرح، وكأنّ القرح ألم الجراحات، وكأنّ القرح الجراح بأعيانها. وهو في ذاته مثل قوله: {أسكنوهنّ من حيث سكنتم من وجدكم} ووجدكم {والّذين لا يجدون إلاّ جهدهم} وجهدهم، و{لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها} [ووسعها].

وقوله: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا} يعلم المؤمن من غيره، والصابر من غيره. وهذا في مذهب أي ومن؛ كما قال: {لنعلم أي الحزبين أحصى} فإذا جعلت مكان أي أو من الذي أو ألفا ولاما نصبت بما يقع عليه؛ كما قال الله تبارك: {فليعلمنّ الله الّذين صدقوا وليعلمنّ الكّاذبين} وجاز ذلك لأن في "الذي" وفي الألف واللام تأويل من وأيّ؛ إذ كانا في معنى انفصال من الفعل، فإذا وضعت مكانهما اسما لا فعل فيه لم يحتمل هذا المعنى. فلا يجوز أن تقول: قد سألت فعلمت عبد الله، إلا أن تريد علمت ما هو. ولو جعلت مع عبد الله اسما فيه دلالة على أي جاز ذلك؛ كقولك: إنما سألت لأعلم عبد الله من زيد، أي لأعرف ذا من ذا.
وقول الله تبارك وتعالى: {لم تعلموهم أن تطئوهم} يكون: لم تعلموا مكانهم، ويكون لم تعلموا ما هم أكفار أم مسلمون. والله أعلم بتأويله).
[معاني القرآن: 1/234-235]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إن يمسسكم قرحٌ} القرح: الجراح، والقتل). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مّثله وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين}
قال تعالى: {إن يمسسكم قرحٌ} قال بعضهم {قرحٌ} مثل "الضعف" و"الضعف" وتقول منه "قرح" "يقرح" "قرحا" و"هو قرح".
وبعض العرب يقول "قريح" مثل "مذل" و"مذيل").
[معاني القرآن: 1/182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عن يمسسكم قرح}: وقرئت قرح فالقرح الجراح والقرح ألم الجراح). [غريب القرآن وتفسيره:109-110]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين}
{إن يمسسكم قرح} و {قرح} جميعا يقرأان، وهما عند أهل اللغة بمعنى واحد، ومعناه: الجراح وألمها يقال قد قرح يقرح قرحا، وأصابه قرح، قال بعضهم كأن القرح الجرح، وكأن القرح الألم.
{وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} أي: نجعل الدولة في وقت من الأوقات للكافرين على المؤمنين إذا عصوا فيما يؤمرون به، من محاربة الكفار، فأما إذا أطاعوا فهم منصورون أبدا، كما قال اللّه - عزّ وجلّ - {ألا إنّ حزب اللّه هم المفلحون}
ومعنى {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء}أي: ليعلم اللّه من يقيم على الإيمان بعد أن تناله الغلبة، أي: يجعل لهم الدولة في وقت من الأوقات ليعلم المؤمنين.
وتأويل {وليعلم اللّه الّذين آمنوا}- واللّه عزّ وجلّ - قد علمهم قبل ذلك، معناه: يعلم ذلك واقعا منهم - كما قال عز وجل - {ولنبلونّكم حتّى نعلم المجاهدين منكم والصّابرين} أي: ليقع ما علمناه غيبا مشاهدة للناس، ويقع - منكم. وإنما تقع المجازاة على ما علمه اللّه من الخلق وقوعا على ما لم يقع وما لم يعلموه - قال الله عزّ وجلّ: {وإنّما توفّون أجوركم يوم القيامة}
وقال: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون}). [معاني القرآن: 1/470-471]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله}
يقرأ (قرح) ويقرأ (قرح) وبفتح القاف والراء
فالقرح: مصدر قرح يقرح
قال الكسائي: القرح والقرح واحد.
وقال الفراء: كان القرح الجراحات وكأن القرح الألم). [معاني القرآن: 1/481]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال عز وجل: {وتلك الأيام نداولها بين الناس}أي: تكون مرة للمؤمنين ليعزم الله عز وجل وتكون مرة للكافرين إذا عصى المؤمنون فأما إذا لم يعصوا فإن حزب الله هم الغالبون). [معاني القرآن: 1/481]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال عز وجل: {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} أي: ليعلم الله صبر المؤمنين إذا كانت الغلبة عليهم وكيف صبرهم، وقد كان سبحانه علم هذا غيبا إلا أن علم الغيب لا تقع عليه مجازاة،فالمعنى: ليعلمه واقعا علم الشهادة.
وقال الضحاك: قال المسلمون الذين لم يحضروا بدرا: ليتنا لقينا العدو حتى نبلي فيهم ونقاتلهم، فلقي المسلمون يوم أحد فاتخذ الله منهم الشهداء وهم الذين ذكرهم الله عز وجل فقال: {ويتخذ منكم الشهداء}
والظالمون هنا: الكافرون، أي: لم يتخذوا وهذه المحبة لهم). [معاني القرآن: 1/482-483]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ( و{القَرْح} الجراح، ويقال: هو بالضم ألم الجراح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({القَرْحُ}: الجراح. {القُرْحٌ}: ألم الجراح). [العمدة في غريب القرآن: 102]

تفسير قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا...}
يريد: يمحّص الله الذنوب عن الذين آمنوا، {ويمحق الكافرين}: ينقصهم ويفنيهم). [معاني القرآن: 1/235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} أي: يختبرهم.
والتمحيص: الابتلاء والاختبار.

قال عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر: رأيت فضلا كان شيئا ملففا فكشفه التمحيص حتى بدا ليا يريد الاختبار). [تفسير غريب القرآن:112-113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين} المعنى: جعل اللّه الأيام مداولة بين الناس ليمحص المؤمنين بما يقع عليهم من قتل في حربهم، أو ألم أو ذهاب مال.
{ويمحق الكافرين}:
ليستأصلهم.
وجائز أن يكون: يمحقهم يحبط أعمالهم.
وتأويل المحص في اللغة: التنقية والتخليص.

قال محمد بن يزيد - رحمه اللّه -: يقال محص الحبل محصا، إذا ذهب منه الوبر حتى يملص وحبل محص أو ملص بمعنى واحد.
قال وتأويل قول الناس: محّص عنا ذنوبنا، أي: أذهب عنا ما تعلق بنا من الذنوب.
وأخبرنا محمد بن يزيد أن حنيف الحناتم ورد ماء يقال له (طويلع) فقال: " واللّه إنك لمحص الرشا بعيد المستقي مظل على الأعداء ولو سألتني أعناق الإبل لأعطيتك " أي: لو تقطعت أعناق الإبل إليك لقصدتك.
ومعنى محص الرشاء، أي: هو طين خر، فالرشا تتملص من اليد.
فمعنى يمحّص الذين آمنوا: يخلّصهم من الذنوب.
وقال محمد بن يزيد - رحمه اللّه – أيضا وغيره من أهل اللغة محص الظبي يمحص إذا عدا عدوا شديدا، وقال هو وحده: تأويله أنه لا يخلط حدته في العدو ونيا ولا فتورا.
وقال غيره: محص الظبي يمحص ومحص بمعنى واحد: إذا عدا عدوا يكاد أن ينفد فيه من شدته.
ويقال: ويستحب من الفرس أن تمحّص قوائمه أي تخلص من الرّهل.
قال أبو إسحاق: وقرأت عليه أيضا عن الخليل: المحص التخليص يقال محصت الشيء أمحصه محصا إذا خلصته وقال بعض أهل اللغة: {وليمحص الله الذين آمنوا} أي: وليمحص اللّه ذنوب الذين آمنوا - ولم يخبروا بحقيقة المحص ما هو). [معاني القرآن: 1/471-472]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين}
قال مجاهد: يمحص يبتلي.
قال أبو جعفر قال أبو إسحاق: قرأت على أبي العباس محمد بن يزيد عن الخليل أن التمحيص التخليص يقال محصه يمحصه محصا إذا خلصه.
فالمعنى: على هذا ليبتلي المؤمنون ليثيبهم ويخلصهم من ذنوبهم ويستأصل الكافرين). [معاني القرآن: 1/483-484]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({ولِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ} أي: ليختبر وليبتلي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 52]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1434هـ/19-04-2013م, 09:12 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}
[لا يوجد]


تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)}

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (والقَرِيحُ: المجروح، وقد قَرَحْتُه: جرحته.
قال المُتَنخِّلُ:



لا يُسلِمون قَريحـاً حـلَّ وسْطَهـميومَ اللِّقاءِ ولا يُشوون من قَرَحُوا

أي: جرحوا. وقال الله تبارك وتعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ}). [الغريب المصنف: 1/236-237]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ): (والقرح جمع قرحة والقرح أيضا مصدر قرحته إذا جرحته قال الله جل وعز: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} أي جراحة وهو رجل قريح وقوم قرحى قال الهذلي:



(لا يسـلـمـون قـريـحـا حـــل وسـطـهـميوم اللقاء ولا يشوون من قرحوا) ).

[إصلاح المنطق: 81]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ): (وقال الفراء كان الكسائي يقول من الكَره والكُره هما لغتان وقال الفراء الكره المشقة قمت على كره على مشقة ويقال أقامني على كره إذا أكرهك غيرك عليه قال وقرئ (إن يمسسكم قَرْح) و(قُرْح) أكثر القراء على فتح القاف قال وقرأ أصحاب عبد الله قُرْح قال وكأن القُرح ألم الجراحات أي وجعها وكأن القَرْح الجراحات بأعيانها). [إصلاح المنطق: 90]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (يقرح: يجرح، قال المتنخل الهذلي:


لا يسلمون قريحًا حل وسطهم يومالـلــقــاء ولا يــشـــوون مــــــن قـــرحـــوا

أي جرحوا، وقرأ أبو عمرو: {إن يمسسكم قرحٌ} [آل عمران: 140] .
وقال: القرح: الجراح، والقرح كأنه ألم الجراح). [الأمالي: 1/28-29]

تفسير قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (التمحيص الاختبار والابتلاء). [الغريب المصنف: 1/350]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والتمحيص: الاختبار، يقال أدخلت الذهب في النار فمحصته أي خرج عنه ما لم يكن منه، وخلص الذهب، قال الله عز وجل: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} ويقال: محص فلان من ذنوبه). [الكامل: 1/277]

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ( {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}. قال: فقيل ليبعد الله ويذهب ذنوب المؤمنين). [مجالس ثعلب: 226]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (تفسير قوله تعالى: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} [آل عمران: 141]
قرأت على أبي بكر بن الأنباري في قوله جل وعز: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين} [آل عمران: 141] أقوال، قال قوم: يمحّصهم: يجردهم من ذنوبهم، واحتجّوا بقول أبي دواد الإيادي يصف قوائم الفرس:


صــمّ النـسـور صـحــاحٌ غـيــر عـاثــرةركبن في محصات ملتقى العصب

النسور: شبه النوى التي تكون في باطن الحافر، ومحصاتٌ: أراد قوائم منجرداتٍ ليس فيها إلا العصب والجلد والعظم، ومنه قولهم: اللهم محّص عنّا ذنوبنا، قال: وقال الخليل معنى قوله جل وعز: وليمحّص: وليخلّص، وقال أبو عمرو إسحاق بن نزار الشيباني: وليمحّص: وليكشف واحتجّ بقول الشاعر:


حتى بدت قمراؤه وتمحّصتظلماؤه ورأى الطريـق المبصـر

قال ومعنى قولهم: اللهم محّص عنا ذنوبنا، أي اكشفها، وقال آخرون: اطرحها عنا، هذه الأقوال كلها في المعنى واحد، ألا ترى أن التخليص تجريد، والتجريد كشفٌ، والكشف طرح لما عليه). [الأمالي: 2/274-275]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:01 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:01 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:01 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:01 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم نهى عز وجل المؤمنين عن الوهن لما أصابهم بأحد، والحزن على من فقد، وعلى مذمة الهزيمة، وآنسهم بأنهم الأعلون أصحاب العاقبة، والوهن: الضعف، واللين والبلى، ومنه: وهن العظم منّي [مريم: 4] ومنه قول زهير: [البسيط] فأصبح الحبل منها وأهنأ خلقا ومن كرم الخلق ألا يهن الإنسان في حربه وخصامه، ولا يلين إذا كان محقا، وأن يتقصى جميع قدرته ولا يضرع ولو مات، وإنما يحسن اللين في السلم والرضى، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«المؤمن هين لين، والمؤمنون هينون لينون» ومنه قول الشاعر: [المنخل الهذلي]: [المتقارب].
لعمرك ما إن أبو مالك = بواه ولا بضعيف قواه
إذا سدته سدت مطواعة = ومهما وكلت إليه كفاه
وفي هذا الأسلوب الذي ذكرته يجري قول النابغة:
ومن عصاك فعاقبه معاقبة = تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد
إلّا لمثلك أو من أنت سابقه = سبق الجواد إذا استولى على الأمد
وفيه يجري قول العرب: إذا لم تغلب اخلب، على من تأوله من المخلب، أي حارب ولو بالأظافر، وهذا هو فعل عبد الله بن طارق وهو من أصحاب عاصم بن عدي حين نزع يده من القرآن وقاتل حتى قتل، وفعل المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح في يوم بئر معونة، ومن رآه من معنى الخلب والخلابة الذي هو الخديعة والمكر، فهو رأي دهاة العرب، وليس برأي جمهورها، ومنه فعل عمرو بن سعيد الأشدق مع عبد الملك بن مروان عند قتله إياه، والأمثلة في ذلك كثيرة، وأيضا فليس المكر والخديعة بذل محض، ولذلك رآه بعضهم، وأما قولهم إذا عز أخوك فهن، فالرواية الصحيحة المعنى فيه بكسر الهاء بمعنى: لن وأضعف ضعف المطواع، وأما الرواية بضم الهاء فهي أمر بالهوان، وما أعرف ذلك في شيء من مقاطع العرب، وأما الشرع فقد قال النبي عليه السلام: لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه، ورأيت لعاصم أن المثل على ضم الهاء إنما هو من الهون الذي هو الرفق، وليس من الهوان، قال منذر بن سعيد: يجب بهذه الآية أن لا يوادع العدو ما كانت للمسلمين قوة، فإن كانوا في قطر ما على غير ذلك فينظر الإمام لهم بالأصلح، وقوله تعالى: وأنتم الأعلون إخبار بعلو كلمة الإسلام.
هذا قول الجمهور وظاهر اللفظ، وقاله ابن إسحاق: وروي عن ابن عباس وابن جريج: إنما قال الله لهم ذلك بسبب علوهم في الجبل، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انحاز في نفر يسير من أصحابه إلى الجبل، فبينما هو كذلك إذ علا خالد بن الوليد عليهم الجبل فقال رسول الله عليه السلام: اللهم لا يعلوننا، ثم قام وقام من معه فقاتل أصحابه وقاتل حينئذ عمر بن الخطاب حتى أزالوا المشركين عن رأس الجبل، وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيه، فأنزل الله تعالى عليه، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
وقوله تعالى: إن كنتم مؤمنين يحتمل أن يتعلق الشرط بقوله ولا تهنوا ولا تحزنوا فيكون المقصد هز النفوس وإقامتها، ويحتمل أن يتعلق بقوله وأنتم الأعلون فيكون الشرط على بابه دون تجوز، ويترتب من ذلك الطعن على من نجم نفاقه في ذلك اليوم، وعلى من تأود إيمانه واضطرب يقينه، ألا لا يتحصل الوعد إلا بالإيمان، فالزموه). [المحرر الوجيز: 2/363-366]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى، تسلية للمؤمنين: إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله والأسوة مسلاة للبشر، ومنه قول الخنساء: [الوافر]
ولولا كثرة الباكين حولي = على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن = أعزّي النّفس عنه بالتأسّي
والسلو بالتأسي هو النفع الذي يجره إلى نفسه الشاهد المحدود، فلذلك ردت شهادته فيما حد فيه وإن تاب وحسنت حاله، و «القرح»: القتل والجراح، قاله مجاهد والحسن والربيع وقتادة وغيرهم، والمعنى: إن مسكم في أحد فقد مس كفار قريش ببدر بأيديكم، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية حفص: «قرح» بفتح القاف، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر: «قرح» بضم القاف، وكلهم سكن الراء، قال أبو علي: هما لغتان كالضّعف والضّعف والكره والكره، والفتح أولى، لأنها لغة أهل الحجاز والأخذ بها أوجب لأن القرآن عليها نزل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: هذه القراءات لا يظن إلا أنها مروية عن النبي عليه السلام: وبجميعها عارض جبريل عليه السلام مع طول السنين توسعة على هذه الأمة، وتكملة للسبعة الأحرف حسب ما بيناه في صدر هذا التعليق، وعلى هذا لا يقال: هذه أولى من جهة نزول القرآن بها، وإن رجحت قراءة فبوجه غير وجه النزول، قال أبو الحسن الأخفش: «القَرْح» و «القُرْح» مصدران بمعنى واحد، ومن قال القرح بالفتح الجراحات بأعيانها، والقرح بضم القاف ألم الجراحات قبل منه إذا أتى برواية، لأن هذا مما لا يعلم بقياس، وقال بهذا التفسير الطبري، وقرأ الأعمش «إن تمسسكم» بالتاء من فوق، «قروح» بالجمع، «فقد مس القوم قرح مثله»، وقرأ محمد بن السميفع اليماني «قرح» بفتح القاف والراء، قال أبو الفتح: هي لغة في القرح كالشل والشلل والطرد والطرد. هذا مذهب البصريين، وليس هذا عندهم من تأثير حرف الحلق، وأنا أميل في هذا إلى قول أصحابنا البغداديين، في أن لحرف الحلق في مثل هذا أثرا معتمدا، وقد سمعت بعض بني عقيل يقول: نحوه بفتح الحاء، يريد نحوه، ولو كانت الكلمة مبنية على فتح الحاء لأعلت الواو وكعصاة وفتاة، وسمعت غيره يقول: أنا محموم بفتح الحاء قال ابن جني: ولا قرابة بيني وبين البصريين ولكنها بيني وبين الحق، والحمد لله).
قوله تعالى: ... وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين (140)
أخبر تعالى على جهة التسلية أن الأيّام على قديم الدهر وغابره أيضا إنما جعلها دولا بين البشر، أي: فلا تنكروا أن يدال عليكم الكفار، وقال تعالى: نداولها فهي مفاعلة من جهة واحدة، وإنما ساغ ذلك لأن المداولة منه تعالى هي بين شيئين، فلما كان ذلك الفريقان يتداولان حسن ذلك، و «الدّولة» بضم الدال المصدر، و«الدّولة» بفتح الدال الفعلة الواحدة من ذلك، فلذلك يقال في دولة فلان لأنها مرة في الدهر، وسمع بعض العرب الأقحاح قارئا يقرأ هذه الآية، فقال: إنما هو، «وتلك الأيام نداولها بين العرب»، فقيل له: إنما هو «بين الناس» فقال: إنا لله، ذهب ملك العرب ورب الكعبة، وقوله تعالى: وليعلم اللّه الّذين آمنوا دخلت الواو لتؤذن أن اللام متعلقة بمقدر في آخر الكلام، تقديره: وليعلم الله الذين آمنوا، فعل ذلك، وقوله تعالى: وليعلم معناه: ليظهر في الوجود إيمان الذين قد علم أزلا أنهم يؤمنون، وليساوق علمه إيمانهم ووجودهم، وإلا فقد علمهم في الأول، وعلمه تعالى لا يطرأ عليه التغيير ونحو هذا: أن يضرب حاكم أحدا ثم يبين سبب الضرب ويقول: فعلت هذا التبيين لأضرب مستحقا، معناه: ليظهر أن فعلي وافق استحقاقه، وقوله تعالى: ويتّخذ منكم شهداء، معناه: أهل فوز في سبيله حسبما ورد في فضائل الشهيد). [المحرر الوجيز: 2/366-368]

تفسير قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين (141)
ثم أخبر تعالى: أن إدالته الكفار على المؤمنين إنما هي ليمحّص المؤمنين، وأن إدالة المؤمنين على الكفار إنما هي لمحق الكفار، هذا مقتضى ألفاظ الآية، وقد قال ابن عباس وغيره: جعل الله الدولة لرسوله يوم بدر، وعليه يوم أحد وذهب كثير من أهل العلم إلى العبارة عن إدالة المؤمنين بالنصر، وعن إدالة الكفار بالإدالة، وروي في ذلك عن النبي عليه السلام حديث: إنهم يدالون كما تنصرون، و «التمحيص»:
التنقية. قال الخليل: التمحيص من العيب يقال: محص الحبل إذا زال عنه بكثرة مره على اليد زئبره وامّلس هكذا ساق الزجّاج اللفظة «الحبل» ورواها النقاش محص الجمل: إذا زال عنه وبره وامّلس، وقال حنيف الحناتم، وقد ورد ماء يقال له طويلع: إنك لمحص الرشاء، بعيد المستقى، مطل على الأعداء، فالمعنى: إنه لبعده يلمس حبله بالطين الحر ومد الأيدي، فمعنى الآية: أن الله يمحص المؤمنين إذا أدال عليهم، بأنه ينقي المتشهدين من ذنوبهم، وينقي الأحياء من منافقهم إذ يميزهم، وأنه يمحق الكافرين إذا نصر عليهم أي ينقصهم والمحق: الذهاب شيئا شيئا، ومنه محاق القمر). [المحرر الوجيز: 2/368]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:01 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:04 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مسلّيًا للمؤمنين: {ولا تهنوا} أي: لا تضعفوا بسبب ما جرى {ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} أي: العاقبة والنّصرة لكم أيّها المؤمنون). [تفسير القرآن العظيم: 2/126-127]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} أي: إن كنتم قد أصابتكم جراحٌ وقتل منكم طائفةٌ، فقد أصاب أعداءكم قريبٌ من ذلك من قتلٍ وجراحٍ {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} أي: نديل عليكم الأعداء تارةً، وإن كانت العاقبة لكم لما لنا في ذلك من الحكم ؛ ولهذا قال تعالى: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا} قال ابن عبّاسٍ: في مثل هذا لنرى، أي: من يصبر على مناجزة الأعداء {ويتّخذ منكم شهداء} يعني: يقتلون في سبيله، ويبذلون مهجهم في مرضاته. {واللّه لا يحبّ الظّالمين}). [تفسير القرآن العظيم: 2/127]

تفسير قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} أي: يكفّر عنهم من ذنوبهم، إن كان لهم ذنوبٌ وإلّا رفع لهم في درجاتهم بحسب ما أصيبوا به، وقوله: {ويمحق الكافرين} أي: فإنّهم إذا ظفروا بغوا وبطروا فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ومحقهم وفنائهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/127]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة