العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة آل عمران

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ربيع الثاني 1434هـ/28-02-2013م, 08:41 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة آل عمران[من الآية (31) إلى الآية (32) ]

تفسير سورة آل عمران
[من الآية (31) إلى الآية (32) ]

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:01 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف


جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم واللّه غفورٌ رحيمٌ}
اختلف أهل التّأويل في السّبب الّذي أنزلت هذه الآية فيه، فقال بعضهم: أنزلت في قومٍ قالوا على عهد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّا نحبّ ربّنا، فأمر اللّه جلّ وعزّ نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقول لهم: إن كنتم صادقين فيما تقولون فاتّبعوني، فإنّ ذلك علامة صدقكم فيما قلتم من ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن بكر بن الأسود، قال: سمعت الحسن، يقول: قال قومٌ على عهد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا محمّد، إنّا نحبّ ربّنا، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم} فجعل اتّباع نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم علمًا لحبّه، وعذاب من خالفه.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عليّ بن الهيثم، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، عن أبي عبيدة، قال: سمعت الحسن، يقول: قال أقوامٌ على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا محمّد، إنّا لنحبّ ربّنا، فأنزل اللّه جلّ وعزّ بذلك قرآنًا: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم} فجعل اللّه اتّباع نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم علمًا لحبّه وعذاب من خالفه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه} قال: كان قومٌ يزعمون أنّهم يحبّون اللّه، يقولون: إنّا نحبّ ربّنا، فأمرهم اللّه أن يتّبعوا محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، وجعل اتّباع محمّدٍ علمًا لحبّه.
- حدّثني محمّد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، قال: حدّثنا عبّاد بن منصورٍ، عن الحسن في قوله: {إن كنتم تحبّون اللّه} الآية، قال: إنّ أقوامًا كانوا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يزعمون أنّهم يحبّون اللّه، فأراد اللّه أن يجعل لقولهم تصديقًا من عملٍ، فقال: {إن كنتم تحبّون اللّه} الآية. كان اتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم تصديقًا لقولهم
وقال آخرون: بل هذا أمرٌ من اللّه نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقول لوفد نجران الّذين قدموا عليه من النّصارى: إن كان الّذي يقولونه في عيسى من عظيم القول إنّما يقولونه تعظيمًا للّه وحبًّا له، فاتّبعوا محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير {قل إن كنتم تحبّون اللّه} أي إن كان هذا من قولكم - يعني في عيسى - حبًّا للّه وتعظيمًا له {فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم} أي ما مضى من كفركم {واللّه غفورٌ رحيمٌ}
قال أبو جعفرٍ: وأولى القولين بتأويل الآية قول محمّد بن جعفر بن الزّبير؛ لأنّه لم يجز لغير وفد نجران في هذه السّورة، ولا قبل هذه الآية ذكر قومٍ ادّعوا أنّهم يحبّون اللّه، ولا أنّهم يعظّمونه، فيكون قوله {إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني} جوابًا لقولهم على ما قاله الحسن.
وأمّا ما روى الحسن في ذلك ممّا قد ذكرناه، فلا خبر به عندنا يصحّ، فيجوز أن يقال: إنّ ذلك كذلك، وإن لم يكن في السّورة دلالةٌ على أنّه كما قال إلاّ أن يكون الحسن أراد بالقوم الّذين ذكر أنّهم قالوا ذلك على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وفد نجران من النّصارى، فيكون ذلك من قوله نظير إخبارنا فإذا لم يكن بذلك خبرٌ على ما قلنا، ولا في الآية دليلٌ على ما وصفنا، فأولى الأمور بنا أن نلحق تأويله بالّذي عليه الدّلالة من آي السّورة، وذلك هو ما وصفنا؛ لأنّ ما قبل هذه الآية من مبتدأ هذه السّورة وما بعدها خبرٌ عنهم، واحتجاجٌ من اللّه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ودليلٌ على بطول قولهم في المسيح، فالواجب أن تكون هي أيضًا مصروفة المعنى إلى نحو ما قبلها، ومعنى ما بعدها.
فإذ كان الأمر على ما وصفنا، فتأويل الآية: قل يا محمّد للوفد من نصارى نجران: إن كنتم تزعمون أنّكم تحبّون اللّه، وأنّكم تعظّمون المسيح وتقولون فيه ما تقولون، حبًّا منكم ربّكم، فحقّقوا قولكم الّذي تقولونه إن كنتم صادقين باتّباعكم إيّاي، فإنّكم تعلمون أنّي للّه رسولٌ إليكم، كما كان عيسى رسولاً إلى من أرسل إليه، فإنّه إن اتّبعتموني وصدّقتموني على ما أتيتكم به من عند اللّه، يغفر لكم ذنوبكم، فيصفح لكم عن العقوبة عليها ويعفو لكم عمّا مضى منها، فإنّه غفورٌ لذنوب عباده المؤمنين رحيمٌ بهم وبغيرهم من خلقه). [جامع البيان: 5/324-327]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم واللّه غفورٌ رحيمٌ (31)
قوله تعالى: قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني
- حدّثنا أبي، ثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن عبد الأعلى بن أعين، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: وهل الدّين إلا الحبّ والبغض قال اللّه تعالى: قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتبعوني يحببكم الله قال أبو محمّدٍ: قال أبو زرعة: هذا حديثٌ منكرٌ وعبد الأعلى منكر الحديث ضعيفٌ.
- حدّثني أبي، ثنا الحسن بن الرّبيع، أنبأ عمرو بن أبي هرمز، ثنا أبو عبد الرّحمن الدّمشقيّ عن عطاءٍ، عن أبي الدّرداء في قوله إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه على البرّ، والتّقوى، والتّواضع، وذلّة النّفس.
- حدّثنا العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، ثنا عمرو بن طلحة، ثنا عامر بن يسافٍ، عن حوشبٍ عن الحسن قوله: إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه قال: فكان علامة حبّه إيّاهم اتّباع سنة رسوله.
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم واللّه غفورٌ رحيمٌ قال: نعم إنّ أقوامًا كانوا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يزعمون أنّهم يحبّون اللّه، فأراد أن يجعل لقولهم تصديقًا من عملٍ فقال: إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قال: اتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم تصديقاً لقولهم.
- أخبرنا أبو محمّدٍ الشّافعيّ فيما كتب إليّ قال: قرأ عمّي على أبي أو أبي على عمّي، الشّكّ منّي، عن سفيان بن عيينة، وأنا أسمع سئل عن قوله: المرء مع من أحبّ، فقال: ألم تسمع قول اللّه تعالى: إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه يقول: يقرّبكم الحبّ وهو القرب قال: ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين لا يقرّب الظّالمين.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد ابن إسحاق: فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم أي ما مضى من كفركم واللّه غفورٌ رحيمٌ.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا سلمة، قال: قال محمّد ابن إسحاق واللّه غفورٌ يغفر الذّنب.
وبه في قوله: رحيمٌ قال: يرحم العباد على ما فيهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/632-633]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا عبد الأعلى بن أعين، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " الشّرك أخفى من دبيب الذّرّ على الصّفا في اللّيلة الظّلماء، وأدناه أن تحبّ على شيءٍ من الجور، وتبغض على شيءٍ من العدل وهو الدّين، إلّا الحبّ والبغض قال اللّه عزّ وجلّ {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه} [آل عمران: 31] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيتان 31 - 32.
أخرج ابن جرير من طريق بكر بن الأسوف عن الحسن قال: قال قوم على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم: يا محمد إنا نحب ربنا، فأنزل الله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}
فجعل اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه وعذاب من خالفه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر من طريق أبي عبيدة الناجي عن الحسن قال: قال أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله يا محمد إنا لنحب ربنا فأنزل الله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} الآية
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن جرير من طريق عباد بن منصور قال إن أقواما كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون أنهم يحبون الله فأراد الله أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل فقال {إن كنتم تحبون الله} الآية، فكان اتباع محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا لقولهم.
وأخرج الحكيم الترمذي عن يحيى بن أبي كثير قال: قالوا إنا لنحب ربنا فامتحنوا، فأنزل الله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج قال: كان أقوام يزعمون أنهم يحبون الله يقولون: إنا نحب ربنا، فأمرهم الله أن يتبعوا محمدا وجعل اتباع محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رغب عن سنتي فليس مني ثم تلا هذه الآية {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير {قل إن كنتم تحبون الله} أي إن كان هذا من قولكم في عيسى حبا لله وتعظيما له {فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} أي ما مضى من كفركم {والله غفور رحيم}
أخرج الأصبهاني في الترغيب عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يستكمل مؤمن إيمانه حتى يكون هواه تبعا لما جئتكم به.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء في قوله {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} قال: على البر والتقوى والتواضع وذلة النفس.
وأخرج الحكيم الترمذي وأبو نعيم والديلمي، وابن عساكر عن أبي الدرداء عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: على البر والتقوى والتواضع وذلة النفس.
وأخرج ابن عساكر عن عائشة في هذه الآية {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} قالت: على التواضع والتقوى والبر وذلة النفس.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن يحب على شيء من الجور ويبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا البغض والحب في الله قال الله تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حوشب عن الحسن في قوله {فاتبعوني يحببكم الله} قال: فكان علامة حبهم إياه اتباع سنة رسوله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة أنه سئل عن قوله المرء مع من أحب فقال: ألم تسمع قول الله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} يقول: يقربكم، والحب هو القرب والله لا يحب الكافرين لا يقرب الكافرين). [الدر المنثور: 3/508-511]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أطيعوا اللّه والرّسول فإن تولّوا فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: قل يا محمّد لهؤلاء الوفد من نصارى نجران: أطيعوا اللّه والرّسول محمّدًا، فإنّكم قد علمتم يقينًا أنّه رسولي إلى خلقي ابتعثته بالحقّ تجدونه مكتوبًا عندكم في الإنجيل، {فإن تولّوا} فاستدبروا عمّا دعوتهم إليه من ذلك، وأعرضوا عنه، فأعلمهم أنّ اللّه لا يحبّ من كفر بجحد ما عرف من الحقّ، وأنكره بعد علمه، وأنّهم منهم بجحودهم نبوّتك وإنكارهم الحقّ الّذي أنت عليه بعد علمهم بصحّة أمرك وحقيقة نبوّتك.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير: {قل أطيعوا اللّه والرّسول} فأنتم تعرفونه يعني الوفد من نصارى نجران وتجدونه في كتابكم {فإن تولّوا} على كفرهم {فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين}). [جامع البيان: 5/327-328]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل أطيعوا اللّه والرّسول فإن تولّوا فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين (32)
قوله تعالى: قل أطيعوا اللّه والرّسول
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد ابن إسحاق: أطيعوا اللّه والرّسول وأنتم تعرفونه وتجدونه في كتابكم.
قوله تعالى: فإن تولّوا فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ فإن تولّوا يعني: الكفّار تولّوا عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- أخبرنا أبو محمّد بن بنت الشّافعيّ فيما كتب إليّ، عن أبيه أو عن عمّه، عن سفيان بن عيينة قوله: فإن اللّه لا يحبّ قال: لا يقرّب.
- حدّثنا محمّدٌ، أنبأ أبو غسّان قال: قال محمّد بن إسحاق: فإن تولّوا على كفرهم فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين). [تفسير القرآن العظيم: 2/633-634]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير {قل أطيعوا الله والرسول} فإنهم يعرفونه، يعني الوفد من نصارى نجران ويجدونه في كتابهم {فإن تولوا} على كفرهم {فإن الله لا يحب الكافرين}.
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي، وابن ماجة، وابن حبان والحاكم عن أبي رافع عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه). [الدر المنثور: 3/508-511]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 جمادى الآخرة 1434هـ/14-04-2013م, 08:27 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي


التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ:{قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم واللّه غفور رحيم}
القراءة بضم التاء، ويجوز في اللغة: {تحبّون}, ولكن الأكثر {تحبّون}؛ لأن حببت قليلة في اللغة , وزعم الكسائي أنها لغة قد ماتت فيما يحسب.
ومعنى {تحبّون اللّه}أي: تقصدون طاعته, وترضون بشرائعه, والمحبة على ضروب، فالمحبة من جهة الملاذ في المطعم, والمشرب, والنساء.
والمحبة من اللّه؛ لخلقه عفوه عنهم, وإنعامه عليهم برحمته, ومغفرته , وحسن الثناء عليهم، ومحبة الإنسان للّه ولرسوله طاعته لهما , ورضاه بما أمر اللّه به، وأتى به رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله جلّ وعزّ: {يغفر لكم ذنوبكم}
القراءة بإظهار الراء مع اللام، وزعم بعض النحويين: أن الراء تدغم مع اللام فيجوز, ويغفر لكم, وهذا خطأ فاحش, ولا أعلم أحدا قرأ به غير أبي عمرو بن العلاء، وأحسب الذين رووا, عن أبي عمرو إدغام الراء في اللام غالطين.
وهو خطأ في العربية ؛ لأن اللام تدغم في الراء، والنون تدغم في الراء نحو: (قولك) هل رأيت، ومن رأيت, ولا تدغم الراء في اللام إذا قلت: مر لي بشيء؛ لأن الراء حرف مكرر , فلو أدغمت في اللام ذهب التكرير.
وهذا إجماع النحويين الموثوق بعلمهم). [معاني القرآن: 1/397-398]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
والمحبة في كلام العرب على ضروب منها: الحبة في الذات, والمحبة من الله لعباده: المغفرة, والرحمة, والثناء عليها, والمحبة من عباده له: القصد لطاعته, والرضا لشرائعه). [معاني القرآن: 1/384]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فإن تولّوا}، في هذا الموضع: فإن كفروا). [مجاز القرآن: 1/90]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {قل أطيعوا اللّه والرّسول فإن تولّوا فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين}أي: أظهروا محبّتكم للّه إن كنتم تحبّونه بطاعته, واتباع رسوله,
ومعنى {فإن تولّوا فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين}
أي: فإن اللّه لا يحبهم، لأن من تولى عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد تولى عن الله.
ومعنى {لا يحب الكافرين}: لا يغفر لهم, ولا يثني عليهم خيراً). [معاني القرآن: 1/398]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين}المعنى: لا يحبهم, ثم أعاد الذكر, وكذلك فإن الله, ولم يقل: فإنه, والعرب إذا عظمت الشيء, أعادت ذكره, وأنشد سيبويه:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء = نغص الموت ذا الغنى والفقيرا). [معاني القرآن: 1/384-185]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1434هـ/19-04-2013م, 03:18 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وحدثني المازني عمن حدثه قال: رأيت رجلاً يطوف بالبيت، وأمه على عنقه، وهو يقول:




أحمل أمي وهي الحمالهترضعـنـي الــدرة والـعـلالـه

لا يجازى والد فعاله
قوله: "الدرة" فهو اسم ما يدر من ثدييها، ابتداء كان ذلك أو غير ذلك والعلالة لا تكون إلا بعد، يقال: عله يعله ويعله علاً، والاسم العلالة، وكل شيء كان على "فعلت" من المدغم. فمضارعه إذا كان متعديًا إلى مفعول يكون على يفعل، نحو رده يرده، وشجه يشجه، وفر يفره، فإذا قلت: فر يفر، فإنما ذلك لأنه غير متعد إلى مفعول، ولكن تقول: فررت الدابة أفره. وجاء "فعل يفعل" من المتعدي في ثلاثة أحرف يقال: عله يعله ويعله، وهره يهره ويهره: إذا كرهه، ويقال: أحبه يحبه، وجاء حبه يحبه، ولا يكون فيه "يفعل" قال الشاعر:



لعمرك إنني وطلاب مصرلكالمزداد مما حـب بعـدا

وقال آخر:



وأقـسـم لــولا تـمــره مـــا حبـبـتـهوكان عياض منه أدنى ومشرق

وقرأ أبو رجاء العطاردي: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، ففعل في هذا شيئين أحدهما أنه جاء به من "حببت" والآخر أنه أدغم في موضع الجزم وهو مذهب تميم وقيس وأسد وجماعة من العرب يقولون: رد يا فتى، يدغمون، ويحركون الدال الثانية لالتقاء الساكنين فيتبعون الضمة الضمة. ومنهم من يفتح لالتقاء الساكنين فيقول: رد يا فتى، لأن الفتح أخف الحركات، ومنهم من يقول رد يا فتى فيكسر: لأن حق التقاء الساكنين الكسر، فإذا كان الفعل مكسورًا ففيه وجهان: تقول: فر يا فتى للإتباع وللأصل في التقاء الساكنين، وتفتح. لأن الفتح أخف الحركات، وإذا كان مفتوحًا فالفتح للإتباع، ولأنه أخف الحركات، والكسر على أصل التقاء الساكنين، نحو. عض، يا فتى، وعض يا فتى، فإذا لقيته ألف ولام فالأجود الكسر، من أجل ما بعده، وهي لام المعرفة، نحو:



فغض الطرف إنك من نميرفـلا كعبًـا بلغـت ولا كـلابـا

ومنهم من يجري مجرى الأول، فتقع لام المعرفة بعد انقضاء الحركة في الأول فيقول:



ذم المنازل بعد منزلة اللوىوالعيـش بـعـد أولـئـك الأيــام

ومن كان من شأنه أن يتبع أو يكسر فعلى ذلك، ومما جاء في القرآن على لغة من يكسر قوله عز وجل: {وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأما أهل الحجاز فيجرونه على القياس الأصلي، فيقول: اردد واغضض، ويقولون: افرر من زيد واعضض. لما سكن الثاني ظهر التضعيف لأنه لا يلتقي ساكنان، وكل ذلك من قولهم وقول التميميين قياس مطرد بين، وقد شرحناه في الكتاب المقتضب على حقيقة الشرح). [الكامل: 1/437-439]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما قوله: يهركم فإن كل ما كان من المضاعف على ثلاثة أحرف وكان متعديًا، فإن المضارع منه على يفعل، نحو شده يشده، وزره يزره، ورده يرده، وحله يحله وجاء منه حرفان على يفعل، ويفعل، فيهما جيد: هره يهره، إذا كرهه، يهره أجود، وعله بالحناء يعله، ويعله أجود. ومن قال: حبته قال: يحبه لا غيره. وقرأ أبو رجاء العطاردي: (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِْكُمُ اللَّهُ). وذلك أن بني تميم تدغم في موضع الجزم، وتحرك أواخره لالتقاء الساكنين). [الكامل: 3/1279]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) }
[لا يوجد]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 10:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 10:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 10:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 10:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم واللّه غفورٌ رحيمٌ (31) قل أطيعوا اللّه والرّسول فإن تولّوا فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين (32)
اختلف المفسرون فيمن أمر محمدا عليه السلام أن يقول له هذه المقالة، فقال الحسن بن أبي الحسن وابن جريج: إن قوما قالوا للنبي عليه السلام: يا محمد إنا نحب ربنا، فنزلت هذه الآية في قولهم، جعل الله فيها أتباع محمد علما لحبه، وقال محمد بن جعفر بن الزبير: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا القول لنصارى نجران، أي إن كان قولكم في عيسى وغلوكم في أمره حبا لله، فاتّبعوني ويحتمل أن تكون الآية عامة لأهل الكتاب اليهود والنصارى لأنهم كانوا يدعون أنهم يحبون الله ويحبهم، ألا ترى أن جميعهم قالوا نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه [المائدة: 18] ولفظ أحباؤه إنما يعطي أن الله يحبهم لكن يعلم أن مرادهم «ومحبوه» فيحسن أن يقال لهم قل إن كنتم تحبّون اللّه وقرأ الزهري «فاتبعوني» بتشديد النون، وقرأ أبو رجاء «يحببكم» بفتح الياء وضم الباء الأولى من «حب» وهي لغة، قال الزجاج: حببت قليلة في اللغة، وزعم الكسائي أنها لغة قد ماتت وعليها استعمل محبوب والمحبة إرادة يقترن بها إقبال من النفس وميل بالمعتقد، وقد تكون الإرادة المجردة فيما يكره المريد والله تعالى يريد وقوع الكفر ولا يحبه، ومحبة العبد لله تعالى يلزم عنها ولا بد أن يطيعه وتكون أعماله بحسب إقبال النفس، وقد تمثل بعض العلماء حين رأى الكعبة فأنشد: [الخفيف]
هذه داره وأنت محبّ = ما بقاء الدّموع في الآماق
ومحبة الله للعبد أمارتها للمتأمل أن يرى العبد مهديا مسددا ذا قبول في الأرض، فلطف الله بالعبد ورحمته إياه هي ثمرة محبته، وبهذا النظر يتفسر لفظ المحبة حيث وقعت من كتاب الله عز وجل، وذكر الزجاج: أن أبا عمرو قرأ «يغفر لكم» بإدغام الراء في اللام وخطأ القراء وغلط من رواها عن أبي عمرو فيما حسبت). [المحرر الوجيز: 2/196-197]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وذهب الطبري إلى أن قوله: قل أطيعوا اللّه والرّسول خطاب لنصارى نجران وفي قوله: فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين وعيد، ويحتمل أن يكون بعد الصدع بالقتال). [المحرر الوجيز: 2/197]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 10:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 10:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم واللّه غفورٌ رحيمٌ (31) قل أطيعوا اللّه والرّسول فإن تولّوا فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين (32)}
هذه الآية الكريمة حاكمةٌ على كلّ من ادّعى محبّة اللّه، وليس هو على الطّريقة المحمّديّة فإنّه كاذبٌ في دعواه في نفس الأمر، حتّى يتّبع الشّرع المحمّديّ والدّين النّبويّ في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في الصّحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ" ولهذا قال: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه} أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبّتكم إيّاه، وهو محبّته إيّاكم، وهو أعظم من الأوّل، كما قال بعض الحكماء العلماء: ليس الشّأن أن تحبّ، إنّما الشّأن أن تحبّ وقال الحسن البصريّ وغيره من السّلف: زعم قومٌ أنّهم يحبّون اللّه فابتلاهم اللّه بهذه الآية، فقال: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه}.
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسي، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى عن عبد الأعلى بن أعين، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عروة، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "وهل الدّين إلّا الحبّ والبغض؟ قال اللّه تعالى: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه} قال أبو زرعة: عبد الأعلى هذا منكر الحديث.
ثمّ قال: {ويغفر لكم ذنوبكم واللّه غفورٌ رحيمٌ} أي: باتّباعكم للرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم يحصل لكم هذا كلّه ببركة سفارته). [تفسير القرآن العظيم: 2/32]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال آمرًا لكلّ أحدٍ من خاصٍّ وعامٍّ: {قل أطيعوا اللّه والرّسول فإن تولّوا} أي: خالفوا عن أمره {فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين} فدلّ على أنّ مخالفته في الطّريقة كفرٌ، واللّه لا يحبّ من اتّصف بذلك، وإن ادّعى وزعم في نفسه أنّه يحبّ للّه ويتقرّب إليه، حتّى يتابع الرّسول النّبيّ الأمّيّ خاتم الرّسل، ورسول اللّه إلى جميع الثّقلين الجنّ والإنس الّذي لو كان الأنبياء -بل المرسلون، بل أولو العزم منهم-في زمانه لما وسعهم إلّا اتّباعه، والدّخول في طاعته، واتّباع شريعته، كما سيأتي تقريره عند قوله: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين} الآية [آل عمران: 31] [إن شاء الله تعالى] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/32]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة