الرؤى التي رؤي فيها النبي صلى الله عليه وسلم يحذّر من القول بخلق القرآن
...
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهلٍ قال: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم قال: أخبرنا محمّد بن عبيد بن أبي الأسد قال: سمعت محمّد بن منصورٍ قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في النّوم ومعه رجلان أعرفهما بوجهيهما، قلت: يا رسول اللّه ما نقول في القرآن؟
فقال: «كلام اللّه غير مخلوقٍ».
فقلت للرّجلين: اشهدا، كأنّهما في اليقظة.
وهذا هو محمّد بن منصورٍ الطّوسيّ الزّاهد الّذي حدّث عنه أبو داود السّجستانيّ، وابن صاعدٍ، والمحامليّ.
- ذكره ابن أبي حاتمٍ قال: ذكر محمّد بن عبادة الواسطيّ قال: سمعت أخي يحيى بن عبادة يقول: سمعت رجلًا من أهل دمشق ممّن يكتب عنه العلم يقول: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في منامي وقد علمت أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: «من كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النّار».
فقال لي: قل ليحيى بن أكثم: من قال القرآن مخلوقٌ فقد كفر، وقد بانت منه امرأته.
ثمّ قال الرّجل: واللّه ما رأيت يحيى وما أعرفه، أفترونني أكذب على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟
- وذكره عبد الرّحمن قال: ثنا يوسف بن إسحاق بن الحاجّ قال: ثنا أحمد بن الوليد قال: حدّثني عليٌّ العابد قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في المنام بعبّادان، فقلت: يا رسول اللّه، أما ترى ما نحن فيه من الاختلاف في القرآن؟ هذا يكفّر هذا وهذا يكفّر هذا.
فقال: «وما ذنبي وقد رفعت لكم علمًا فضمّ إليه قومٌ وانقطع عنه آخرون».
فقلت: يا رسول اللّه فكيف السّنّة وكيف أقول؟
قال: «هكذا» وعقد ثلاثين وأومأ إلى فيه وقال: «كلام اللّه وليس بمخلوقٍ».
فقلت: يا رسول اللّه هؤلاء الّذين وقفوا فقالوا: لا نقول كذا ولا كذا.
فقال: فكلح وجهه وقال بيده كهيئة المستخفّ.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/ 402-403]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (- أخبرنا عليّ بن عبد الدّائم، أخبرنا محمّد بن يوسف بن مسافرٍ، أخبرنا عبد المغيث بن زهيرٍ، وأبو منصورٍ بن حمديّة، وأخوه محمّدٌ، قالوا:
أخبرنا أبو غالبٍ بن البنّاء، أخبرنا أبي أبو عليٍّ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد الأزهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أنّ ابن مخلدٍ أخبرهم، أخبرنا يزيد بن خالد بن طهمان، أخبرنا القواريريّ عبيد الله بن عمر، قال:
جاءني شيخٌ، فخلا بي، فقال: رأيت النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قاعداً، ومعه أحمد بن نصرٍ، فقال: على فلانٍ لعنة الله ثلاث مرّاتٍ، وعلى فلانٍ وفلانٍ، فإنّهما يكيدان الدّين وأهله، ويكيدان أحمد بن حنبلٍ، والقواريريّ، وليس يصلان إلى شيءٍ منهما - إن شاء الله -.
ثمّ قال: أقرأ أحمد والقواريريّ السّلام، وقل لهما: جزاكما الله عنّي خيراً وعن أمّتي.). [سير أعلام النبلاء: 11/ 345-346]