العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الناسخ والمنسوخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 رمضان 1432هـ/20-08-2011م, 10:35 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي نقول غير مصنفة

........................


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ربيع الأول 1435هـ/29-01-2014م, 02:26 AM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

فوائد متفرّقة في الناسخ والمنسوخ

أوّل ما نسخ من القرآن

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت:410 هـ): (باب ذكر ما جاء من النّسخ في الشّريعة على التوالي
اعلم أن أول النّسخ في الشّريعة أمر الصّلاة ثمّ القبلة ثمّ الصّيام الأول ثمّ الزّكاة ثمّ الإعراض عن المشركين ثمّ الأمر بجهادهم ثمّ
أعلام الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وسلم) ما يفعله به ثمّ أمره بقتال المشركين ثمّ أمره بقتال أهل الكتاب {حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} ثمّ ما كان أهل العقود عليه من المواريث فنسخه بقوله {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض} ثمّ هدم منار الجاهليّة وان لا يخالطوا المسلمين في حجهم ثمّ نسخ الله المعاهدة الّتي كانت بينه وبينهم بالأربعة الأشهر بعد يوم النّحر الّذي أرسل فيه النّبي صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه بها إلى الموسم وأردفه بأبي هريرة رضي الله عنه فأذن بها في الحج فهذا جملة التّرتيب).
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة:30]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
(
وقال العلماء: أول ما نسخ الصلاة إلى بيت المقدس، وهذا يدل على أن المكي ليس فيه منسوخ؛ لأن البقرة مدنية ). [جمال القراء : 247]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد وغيره عن ابن عباس، قال: (أول ما نسخ من القرآن نسخ القبلة).
وأخرج أبو داود في ناسخه من وجه آخر عنه، قال: (أول آية نسخت من القرآن القبلة ثم الصيام الأول)). [الإتقان في علوم القرآن : 1452]

ترتيب الناسخ والمنسوخ

قالَ جلالُ الدينِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (الثانية: ليس في القرآن ناسخ إلا والمنسوخ قبله في الترتيب إلا آية العدة السابقة – وقوله تعالى: {لا يحل لك النساء من بعد..} الآية [الأحزاب: 52]، نسخها قوله تعالى:
{يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك..} الآية [الأحزاب: 50]، وهي قبلها في الترتيب، قيل: وقوله تعالى: {خذ العفو} الآية [الأعراف: 199] يعني: الفضل من أموالهم، فإنه منسوخ بآية الزكاة، قالوا: وهي من عجيب المنسوخ فإن أولها وآخرها وهو: {وأعرض عن الجاهلين} الآية [الأعراف: 199] منسوخ ووسطها وهو: {وأمر بالعرف} الآية [الأعراف: 199] محكم ). [التحبير في علم التفسير: 252-253]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(فوائد منثورة
قال بعضهم: ليس في القرآن ناسخ إلا والمنسوخ قبله في الترتيب إلا في آيتين آية العدة في البقرة، وقوله: {لا يحل لك النساء} الآية [الأحزاب: 52] تقدم.
وزاد بعضهم ثالثة، وهي آية الحشر في الفيء على رأي من قال: إنها منسوخة بآية الأنفال: {واعلموا أنما غنمتم من شيء} الآية [الأنفال: 41].

وزاد قوم رابعة، وهي قوله: {خذ العفو} الآية [الأعراف: 199] يعني الفضل من أموالهم على رأي من قال إنها منسوخة بآية الزكاة). [الإتقان في علوم القرآن:1450]

هل في المكي ناسخ؟
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (ونزول المنسوخ بمكّة كثير ونزول النّاسخ بالمدينة كثير).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة:30]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(
قال مكي: وعلى هذا فلم يقع في المكي ناسخ.

قال: وقد ذكر أنه وقع في آيات منها: قوله تعالى في سورة غافر: {والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا} الآية [غافر: 7]، فإنه ناسخ لقوله: {ويستغفرون لمن في الأرض} الآية [الشورى: 5].
قلت: أحسن من هذه نسخ قيام الليل في أول سورة المزمل بآخرها أو بإيجاب الصلوات الخمس وذلك بمكة اتفاقا ). [الإتقان في علوم القرآن: 1453]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وأما نسخ المكي المكي فلم يتفق عليه). [جمال القراء : 247]
أطول المنسوخ مكثاً
قالَ جلالُ الدينِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (الرابعة: قال السدي: لم يمكث منسوخ مدة أكثر من قوله تعالى: {قل ما كنت بدعاً من الرسل...} الآية [الأحقاف: 9]، مكثت ست عشرة سنة حتى نسخها أول الفتح عام الحديبية). [التحبير في علم التفسير: 254]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(وقال السدي: لم يمكث منسوخ مدة أكثر من قوله تعالى: {قل ما كنت بدعا من الرسل} الآية [الأحقاف: 9] مكثت ست عشرة سنة حتى نسخها أول الفتح عام الحديبية). [الإتقان في علوم القرآن : 1450]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 ربيع الثاني 1435هـ/4-02-2014م, 03:56 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

مقدمات كتب الناسخ والمنسوخ

مقدمة كتاب الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (قرأت على الشّيخ الصّالح بقيّة المشايخ أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن حامد بن مفرح بن غياثٍ الأرياحيّ، عن أبي الحسن عليّ بن الحسين بن عمر الفرّا الموصلي قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الباقي بن أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى المقرئ الحمصيّ بخطّه بمصر قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبيد بن موسى الرّشا قراءةً عليه وأنا أسمع سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائةٍ قال: أخبرنا أبو بكرٍ أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي الموت قال: أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البغداديّ بمكّة سنة أربعٍ وثمانين ومائتين قال: حدّثنا أبو عبيدٍ القاسم بن سلامٍ قال:...). [الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام: 3]

مقدّمة كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس
قال أبو جعفر أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ إِسماعيلَ النَّحَّاسُ(ت:338 هـ): (نبتدئ في هذا الكتاب وهو كتاب الناسخ والمنسوخ بحمد الله الواحد الجبار العزيز القهار المتعبد خلقه بما يكون لهم فيه الصلاح وما يؤديهم إن عملوا به إلى الفلاح وصلى الله على محمد رسوله الأمين وعلى أله الطيبين وعلى جميع أنبيائه المرسلين بالحكم والنصح للأمم فمن مرسل بنسخ شريعة قد كانت وإثبات أخرى قد كتبت ومن مرسل بتثبيت شريعة من كان قبله، ومن مرسل بأمر قد علم الله عز و جل أنه إلى وقت بعينه، ثم ينسخه بما هو خير للعباد في العاجل وأنفع لهم في الآجل، أو بما هو مثله ليمتحنوا ويثابوا، كما قال الله عز وجل: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال عز وجل: {وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون}.
فتكلم العلماء من الصحابة والتابعين في الناسخ والمنسوخ ثم اختلف المتأخرون فيه فمنهم من جرى على سنن المتقدمين فوفق، ومنهم من خالف ذلك فاجتنب؛ فمن المتأخرين من قال: (ليس في كتاب الله عز و جل ناسخ ولا منسوخ) وكابر العيان واتبع غير سبيل المؤمنين
ومنهم من قال: النسخ يكون في الأخبار والأمر والنهي.
وهذا القول عظيم جدا يؤول في الكفر لأن قائلا لو قال: قام فلان، ثم قال لم يقم فقال نسخته لكان كاذبا وقد غلط بعض المتأخرين فقال: إنما الكذب فيما مضى فأما في المستقبل فهو خلف.
وفي كتاب الله عز و جل غير ما قال: قال الله عز وجل: {فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} فقال جل ثناؤه: {بل بدا لهم ما كانوا يحفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}.
وقال آخرون بل الناسخ والمنسوخ إلى الإمام ينسخ ما شاء.
وهذا القول أعظم من ذلك لأن النسخ لم يكن إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالوحي من الله عز وجل إما بقرآن مثله على قول قوم وإما بوحي من غير القرآن فلما ارتفع هذان بموت النبي ارتفع النسخ.
وقال قوم: لا يكون النسخ في الأخبار إلا فيما كان فيه حكم فإذا كان فيه حكم جاز فيه النسخ وفي الأمر والنهي.
وقال قوم: النسخ في الأمر والنهي خاصة .
وقول سادس عليه أئمة العلماء وهو أن النسخ إنما يكون في المتعبدات لأن الله جل وعز له أن يتعبد خلقه بما شاء وإلى أي وقت شاء ثم يتعبدهم بغير ذلك فيكون النسخ في الأمر والنهي وما كان في معناهما وهذا يمر بك مشروحا في مواضعه إذا ذكرناه.
ونذكر اختلاف الناس في نسخ القرآن بالقرآن وفي نسخ القرآن بالقرآن والسنة وفي نسخ السنة بالقرآن.
ونذكر أصل النسخ في كلام العرب لنبني الفروع على الأصل.
ونذكر اشتقاقه ونذكر على كم يأتي من ضرب.
ونذكر الفرق بين النسخ والبداء فإنا لا نعلم أحدا ذكره في كتاب ناسخ ولا منسوخ وإنما يقع الغلط علم من لم يفرق بين النسخ والبداء والتفريق بينهما مما يحتاج المسلمون إلى الوقوف عليه لمعارضة اليهود والجهال فيه.
ونذكر الناسخ والمنسوخ على ما في السور ليقرب حفظه على من أراد تعلمه فإذا كانت السورة فيها ناسخ أو منسوخ ذكرناها وإلا أضربنا عن ذكرها إلا أنا نذكر إنزالها أكان بمكة أم بالمدينة وإن كانت فيها إطالة نضطر إلى ذكرها أخرناها وبدأنا بما يقرب ليسهل حفظه ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 1/399-409]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): ( ونبدأ بباب الترغيب في تعلم الناسخ والمنسوخ عن العلماء الراسخين والأئمة المتقدمين).

مقدمة كتاب الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكّي بن أبي طالب القيسي
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (الحمد لله الذي لم يسبقه شيء؛ فيكون محدثًا مخلوقًا، ولا يبقى إلى أجلٍ، فيكون فانيًا مورثًا. لا تدركه الأبصار فيكون مكيفًا محدودًا. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، له المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم. وصلى الله على خير خلقه محمدٍ النبي وعلى آله وصحبه وسلم.
قال أبو محمد مكّي: إن أحسن ما انصرفت إليه الهمم، ومالت إليه الأنفس، وتعبت فيه الخواطر أيام الحياة، علوم كتاب الله – جلّ ذكره -، فهو البطريق المستقيم، والسراج المنير، والحق المبين، أنزله رب العالمين، على محمد خاتم النبيين، بلسانٍ عربيٍ مبين.
وإنّ من آكد ما عني أهل العلم والقرآن بفهمه وحفظه والنظر فيه من علوم القرآن، وسارعوا إلى البحث عن فهمه وعلمه وأصوله علم ناسخ القرآن ومنسوخه، فهو علم لا يسع كل من تعلق بأدنى علم من علوم الديانة جهله.
ولما ظهر لي ما في هذا العلم من الفائدة والمنفعة، وما بطالب العلم والقرآن والحديث إليه من الحاجة تتبعت أكثر كتب المتقدمين في علم الناسخ والمنسوخ مما لي فيه رواية أو إجازة، فجمعت في هذا الكتاب ما تفرقّ في كتبهم، ولم يحتو عليه كتاب واحد منهم، وما تباين فيه قولهم، واختلفت فيه روايتهم. ثم تتبعت كتب أهل الأصول في الفقه، فجمعت فيه منها (مقدمات في الناسخ والمنسوخ)، قد أغفلها أو أكثرها كل من ألف في الناسخ والمنسوخ، فهي أصول لا يستغنى عنها.
ووجدت في كتب الناسخ والمنسوخ أشياء (دخل فيها) وهمٌ ونقلت على حالها (وأشياء لا يلزم ذكرها في الناسخ والمنسوخ)، وأشياء لا يجوز فيها النسخ، فذكرت جميع ذلك من قولهم، وبيّنت الصّواب من ذلك (حسب) مقدرتي وما بلغني من العلم وأوضحت ذلك ليسهل فهمه وحفظه، والله المرجو في الأجر على ذلك كله، وإياه (أسأل) العصمة في القول والعمل بمنه وفضله، وهو المستعان على ذلك كله (وهو حسبي ونعم الوكيل).). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 45- 46]


مقدمة كتاب نواسخ القرآن لابن الجوزي
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (الحمد لله على التوفيق، والشكر لله على التحقيق، وأشهد أن لا إله إلا هو شهادة سالك من الدليل أوضح طريق، ومنزه له عما لا يجوز ولا يليق. وصلى الله على أشرف فصيح، وأطرف منطيق، محمّد أرفق نبي بأمته وألطف شفيق، وعلى أصحابه، وأزواجه وأتباعه إلى يوم الجمع والتفريق، وسلم تسليمًا كثيراً.
أما بعد:
فإن نفع العلم بدرايته لا بوراثته وبمعرفة أغواره لا بروايته وأصل الفساد الداخل على عموم العلماء تقليد سابقيهم، وتسليم الأمر إلى معظميهم، من غير بحث عما صنفوه ولا طلب للدليل عما ألفوه. وإني رأيت كثيراً من المتقدمين على كتاب الله عز وجل بآرائهم الفاسدة، وقد دسوا في تصانيفهم للتفسير أحاديث باطلة وتبعهم على ذلك مقلدوهم، فشاع ذلك وانتشر، فرأيت العناية بتهذيب علم التفسير عن الأغاليط من اللازم.
وقد ألفت كتاباً كبيراً سميته بـ: (المغني في التفسير) يكفي عن جنسه، وألفت كتاباً متوسط الحجم مقنعاً في ذلك العلم سميته (زاد المسير) وجمعت كتاباً دونه سميته بـ: (تيسير التبيان في علم القرآن) واخترت فيه الأصوب من الأقوال ليصلح
للحفظ، واختصرته بتذكرة الأريب في تفسير الغريب، وأرجو أن تغني هذه المجموعات عن كتب التفسير مع كونها مهذبة عن خللها سليمة من زللها.
فصل: ثم إني رأيت الذين وقع منهم التفسير صحيحاً قد صدر عنهم ما هو أفظع فآلمني، وهو الكلام في الناسخ والمنسوخ، فإنهم أقدموا على هذا العلم فتكلموا فيه، وصنفوه، وقالوا بنسخ ما ليس بمنسوخ، ومعلوم أن نسخ الشيء، رفع حكمه وإطلاق القول برفع حكم آية لم يرفع: جرأةٌ عظيمة.
ومن نظر في كتاب الناسخ والمنسوخ للسدي رأى من التخليط العجائب، ومن قرأ في كتاب هبة الله المفسّر رأى العظائم.
وقد تداوله الناس لاختصاره، ولم يفهموا دقائق أسراره فرأيت كشف هذه الغمة عن الأمة ببيان إيضاح الصحيح، وهتك ستر القبيح، متعيناً على من أنعم الله عليه بالرسوخ في العلم وأطلعه على أسرار النقل، واستلب زمامه من أيدي التقليد فسلمه إلى يد الدليل فلا يهوله قول معظم، فكيف بكلام جاهل مبرسم.
فصل: و قد قدمت أبواباً قبل الشروع في بيان الآيات هي كالقواعد والأصول للكتاب ثم أتيت بالآيات المدعى عليها النسخ على ترتيب القرآن إلا أني أعرضت عن ذكر آيات أدعي عليها النسخ من حكاية لا تحصل إلا تضييع الزمان أفحش تضييع كقول السدي: {وآتوا اليتامى أموالهم} نسخها {ولا تؤتوا السّفهاء أموالكم}
وقوله: {والّذين ينفقون أموالهم رئاء النّاس} نسخها {قل أنفقوا طوعاً أو كرهاً}.
وقوله: {إذا حضر أحدكم الموت حين الوصيّة اثنان}
نسخها {أو آخران من غيركم}.
وقوله: {ثمّ ردّوا إلى اللّه مولاهم الحقّ} نسخها {ذلك بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا}.
وقوله: {ولذكر اللّه أكبر} نسخها {فاذكروني أذكركم}
في نظائر كثيرة لهذه الآيات.

لا أدري أي الأخلاط الغالبة حملته على هذا التخليط؛ فلما كان مثل هذا ظاهر الفساد ورّيت عنه غيرةً على الزمان أن يضيع، وإن كنت قد ذكرت مما يقاربه طرفاً، لأنبه. بمذكوره على مغفله.
فصل: ولما رأيت المصنفين في هذا العلم، قد تباينوا، فمنهم من أطال بما لا حاجة بمثل هذا التصنيف إليه، ومنهم من قلد القائلين، ولم يحكم على الاختلاف ببيان الصواب، منهم من نقص بحذف ما يحتاج إليه أتيتك بهذا الكتاب متوسطاً، وحذفت كثيراً من الأسانيد الطرق خوف الملل والله ولي التوفيق.). [نواسخ القرآن:73- 78]


مقدّمة كتاب المصفّى بأكفّ أهل الرسوخ لابن الجوزي
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): ( بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد حمد الله ذي العز الرفيع الشامخ والصلاة على رسوله محمد ذي القدر المنيع الباذخ فهذا حاصل التحقيق في علم الناسخ والمنسوخ وقد بالغت في اختصار لفظه لأحث الراغب على حفظه فالتفت أيها الطالب لهذا العلم إليه وأعرض عن جنسه تعويلا عليه ففيه كفاية فإن آثرت زيادة بسط أو اخترت الاستظهار لقوة احتجاج أو ملت إلى إسناد فعليك بالكتاب الذي اختصر هذا منه وهو كتاب عمدة الراسخ والله الموفق). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 11]


خاتمة كتاب الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكّي بن أبي طالب القيسي
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قد أتينا على ما شرطنا وبينا حسب ما وصل إلينا من ذلك، وفهمنا واختصرنا بقدر ما أطلقنا من غير أن نخل بمعنى، أو نسقط فائدة حضرنا ذكرها وتركنا كثيرا مما لا يتعلق بهذا العلم إيجازا واختصارا. نسأل الله
العصمة من الزلل، والتوفيق في إصابة الحق في القول والعمل.). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:446- 447]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة