العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:34 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقوف على الياءات

الوقوف على الياءات المحذوفة لفظاً ورسماً لالتقاء الساكنين
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
( القول في الياء
الياء التي سقطت في اللفظ لملاقاة الساكن على قسمين:
قسم لم ترسم فيه وسقطت في الخط حملا على اللفظ، وقسم رسمت فيه على الأصل.
فالذي حذفت فيه في الخط سبعة عشر موضعا:
{وسوف يؤت الله} في النساء، {واخشون اليوم} في المائدة، و{ننج المؤمنين} في يونس، وفي الأنعام {يقض الحق} و{بالواد المقدس} في طه، {وإن الله لهاد الذين آمنوا} في الحج، و{على واد النمل} و{الواد الأيمن} في القصص، و{بهاد العمي} في الروم و{إن يردن الرحمن} في يس، و{صال الجحيم} في الصافات، و{فبشر عباد * الذين} في الزمر، و{يناد المناد} في ق، و{فما تغن النذر} في القمر، و{الجوار المنشآت} في الرحمن، و{بالواد المقدس} في النازعات، و{الجوار الكنس}.
والوقف على جميع ذلك بالحذف اتباعا لخط المصحف، إلا أن الكسائي وقف على {وادي النمل} بالياء، وكذلك {بهادي العمي} في الروم، ووقف السوسي عن اليزيدي عن أبي عمرو على قوله عز وجل: {فبشر عبادي} بالياء، وفتحها في حال الوصل، ووقف ابن كثير على {ينادي} في "ق" بالياء في أحد وجهيه.
قال العماني: وزعم ابن الأنباري أن الكسائي يقف على هذه الكلمة يعني {بهادي العمي} في السورتين بالياء، لأن الياء لم يقارنها ساكن يوجب لها السقوط. قال العماني: وهذه علة خرجت من غير نظر وتأمل، لأن الساكن قد قارنها في اللفظ وصلا، ولأجله حذفت في الخط فثبتت الكتابة على اللفظ في حال الوصل، ولولا ذلك لم يجز حذفها في الخط. ألا ترى أنك لو قلت في الكلام: وما أنت بهادي زيد، لم يجز حذف الياء منه في الخط كما لم يجز حذفها في اللفظ لعدم الساكن بعدها، فقد علمت أن حذف الياء من أحد الموضعين في القرآن خطا إن صح، إنما هو بناء على اللفظ لأنها تسقط في اللفظ، وسقوطها في اللفظ لمقارنتها الساكن بعدها بدليل أنها لا تسقط إذا عدم الساكن بعدها في الموضع الذي أريتك، والعلة التي ذكرها فاسدة إن عنى بها أنه لم يقارنها ساكن في الوصل، وإن عنى بذلك حال الوقف، وزعم أن الساكن يفارقه في الوقف، فلمفارقته إياها رد الياء كان في ذلك مناقضا لأصله وأصول أهل الكوفة، لأنهم يتبعون خط المصحف ويحذفون الياءات المحذوفة فيه سواء حذفت لاستغنائهم بالكسرة عنها أو لالتقاء الساكنين لفظا في حال الوصل، فما حذف منها لمقارنة الساكن هو نحو قوله: {يقص الحق}، {واخشون اليوم} وما حذف لاستغنائهم عنها بالكسرة نحو {المهتد} في بني إسرائيل والكهف، {ومن اتبعن} في آل عمران، وفي القرآن من الضربين كثير، والكسائي وأصحابه يقفون على سائرها بالحذف اتباعا للمصحف، فما باله خص قوله: {بهاد العمي} بالياء في حال الوقف خلافا لأصولهم، وهلا وقف على {يقض الحق}: {يقضي} وعلى {واخشون اليوم}: {واخشوني}، على أني لا أعرف أن الكسائي يقف على هذا الحرف بالياء، ولا نأخذ به إلا بالحذف في الحالين، فإن صح ذلك عنه كما ذكره، فلا بد من علة يلتجأ إليها سوى هذه العلة، لأني قد أريتك فسادها.
ووجهه عندي – والله أعلم- أنه لما وجدها ثابتة في بعض المصاحف ومحذوفة في بعض احتاط لها بالإثبات خوفا من أن تكون ثابتة في المصحف، فيكون حاذفا لما ثبت خطه ولا يجوز ذلك بإجماع، قال: وهذا كلام في الحرف الذي حذفت الياء منه لأن عندهم ما حذف في الخط حذف في اللفظ، فإن كان قد أثبته فقد خالف أصله وأصول أصحابه، وخلاف الأصل لا بد أن يكون لعلة ما وهي ما قلت، ولا كلام في الحرف الذي ثبتت الياء فيه خطا أن وقفه بالياء، لأن حذف ما ثبت خطه لا يجوز بحال، فلا وجه لتخصيص الكسائي بالذكر أنه أثبته، لأن الجماعة على ذلك.
قال: فأما من قرأ: {تهدي العمي} بالتاء ونصب {العمي}، فإن وقف عليه لانقطاع نفس، أو عطاس، وجب إثبات الياء. قال: ولا يجوز عندي حذف الياء على هذه القراءة. قال: وزعم ابن الأنباري أن حذف الياء منها جائز في حال الوقف على هذه القراءة، واحتج بقوله: {ما كنا نبغ} وأن العرب قد تكتفي بالكسرة عن الياء، وليس الأمر كما ذكر، لأن القراءة سنة متبعة، والياء إن وجدت محذوفة من الخط فهو لاكتفائهم بالكسرة عنها، وحذفها في اللفظ متابعة للخط، فإذا ثبتت خطا لم يجز حذفها في اللفظ قياسا على المحذوفات وعلى ما توجبه العربية لخلافه المصحف، واتباع الأثر والإمام لازم، ومن قرأ {تهدي العمي} فلثباتها عنده في الخط قرأ كذلك، ولا يؤخذ بقياس العربية إذا أدى إلى مخالفة المصحف، والله أعلم.
وقوله: زعم ابن الأنباري أن الكسائي وقف على {بهادي العمي} بالياء في السورتين – فهو زعم صحيح، وقد رويت عن شيخنا أبي القاسم الشاطبي رحمه الله عن أبي الحسن بن هذيل، عن أبي داود، عن أبي عمرو، حدثنا محمد بن أحمد، ثنا ابن مجاهد قال: حدثني محمد بن يحيى الكسائي، ثنا خلف عن الكسائي أنه كان يقف على {بهاد العمي} في النمل والروم بالياء. قال أبو عمرو: وكذلك روى سورة بن المبارك عنه. قال أبو عمرو: وحدثنا عبد العزيز بن جعفر، ثنا عبد الواحد بن عمر، ثنا عياش بن عمر، ثنا أبو عمر الدوري عن الكسائي أنه وقف عليهما بغير ياء، قال أبو عمرو: وكذلك روى الحلواني عن أبي عمر عنه. قال أبو عمرو: وبالرواية الأولى قرأت، وبها آخذ.
قلت: والحرف الذي في النمل ليس كالذي في الروم، لأن الذي في النمل ثابت خطا، والذي في الروم محذوف، وقد روى قتيبة عن الكسائي أنه وقف على الذي في النمل بالياء، قال قتيبة: وقال الكسائي: ما كان بالياء وقفت عليه بالياء، وما لم تكن الياء فيه ثابتة وقفت بغير ياء. قال: والوقف على {فما تغن النذر} {وإن يردن الرحمن} على النون، وعلى {ننج المؤمنين} على الجيم، و{صال الجحيم} في "والصافات" بالياء.
وقال: لم أسمع أحدا من العرب يتكلم بهذا المضاف إلا بالياء.
قال أبو عمرو: وأهل الأداء عنه على حذف الياء في ذلك.
وأما التعليل بأن الياء لم يقارنها ساكن يوجب لها السقوط فهو تعليل صحيح، لأن لقاءها الساكن عارض، فليس سقوطها لأجله كسقوطها لو اجتمع معها في الكلمة ساكن يلازمها ولا يفارقها، فذلك سقوط لا يمكن سواه، وأما سقوطها لساكن في كلمة أخرى فليس بالسقوط اللازم، فإذا فارقته عادت، هذا معنى قوله، وبه يبطل ما قال العماني كله، وهذا تعليل لجواز رد الياء ولا كلام فيه.

وأما قول العماني: وإن عنى بذلك حال الوقف، فهل يتصور غير ذلك.
وأما قوله: إن فيه مناقضة لأصله وأصول أهل الكوفة لأنهم يتبعون خط المصحف، فقد خرج عن الأصل لأمر يوجب الخروج عنه.
وأما قوله: فما باله خص {بهادي العمي} بالياء في حال الوقف خلافا لأصولهم، وهلا وقف على {يقضي الحق} {يقضي} فأقول: إنه لم يخص ذلك، فقد وقف على {وادي النمل} بالياء.
قال أبو عمرو: حدثنا فارس بن أحمد، ثنا عبد الباقي بن الحسن، ثنا إبراهيم، ثنا أحمد بن محمد، ثنا خلف، قال: سمعت الكسائي يكره الوقف على {وادي النمل} لأنه مضاف، يعني لا يبتدأ بما بعده.
قال: فإن وقفت وقفت عليه بالياء، وقال: هو اسم لا يتم إلا بالياء.

قال أبو عمرو: وحدثنا محمد بن أحمد بن علي قال: ثنا أحمد بن موسى ومحمد بن القاسم عن أصحابهما عن خلف عن الكسائي أنه كان يقف على الياء في {وادي النمل}. قال أبو عمرو: وكذلك روى سورة بن المبارك عنه قال: لأنه مضاف، قال: والوقف على {بالواد المقدس} على الدال لأنه ليس بمضاف.
وأما قوله: ووجهه عندي أنه لما وجدها ثابتة في بعض المصاحف ومحذوفة في بعض احتاط لها بالإثبات خوفا من أن تكون ثابتة في المصحف فيكون خلافا لما ثبت خطه – فلا يجوز ذلك بإجماع، فهو وجه لا وجه له، لأن هذه الياء قد ثبت حذفها في خط المصحف بإجماع، فكيف يحتاط للإثبات وقد علم الحذف).
[جمال القراء : 2/622-626]



الوقوف على الياءات المثبتة رسماً والمحذوفة لفظاً لالتقاء الساكنين
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
(
وأما القسم الثاني الذي سقطت الياء منه في اللفظ للقاء الساكن لا لغيره، وثبتت في الخط على الأصل، والوقف عليها اتباعا للرسم، وذلك قوله عز وجل: {ولا تسقي الحرث} و{يحيي الموتى} و{يحيي الله الموتى} و{يؤتي الحكمة} و{فسوف يأتي الله} {وما تغني الآيات} و{أني أوفي الكيل} و{يشوي الوجوه}، {ثم ننجي الذين اتقوا}، {وكذلك ننجي المؤمنين} و{إلا آتي الرحمن عبدا} و{أنا نأتي الأرض} و{بهادي العمي} في النمل، و{لا نبتغي الجاهلين} و{بما كسبت أيدي الناس} و{وهو يهدي السبيل}، {وينجي الله الذين اتقوا} و{هل يستوي الذين يعلمون} و{يلقي الروح من أمره}، {ولا تستوي الحسنة}، {تأتي السماء بدخان}، {وأيدي المؤمنين}
وشبهه في جميع القرآن نحو: {يستوي البحران}، {تستوي الظلمات} {يستوي الأعمى والبصير}، و{إنا نحن نحيي الموتى} وكل ما كان من هذا النحو.
ومما يوقف عليه بالياء: {حاضري المسجد} و{محلي الصيد} و{معجزي الله} و{المقيمي الصلاة} و{مهلكي القرى} و{ادخلي الصرح} الوقف على جميع ذلك بالياء لأنها مرسومة في المصحف.
ومما ثبتت فيه الياء خطا وهي ثابتة في الوقف قوله عز وجل: {يا عبادي الذين آمنوا} في العنكبوت، و{يا عبادي الذين أسرفوا} في الزمر، و{يا عبادي لا خوف عليكم اليوم} في الزخرف، الياء ثابتة في المصحف في المواضع الثلاثة.
وعن أبي عمرو بن العلاء رحمه الله أنه كان يثبت هذه التي في الزخرف في الحالين ويقول: وجدتها ثابتة في مصاحف أهل المدينة، وأهل الكوفة يحذفونها في الحالين، إلا أبا بكر عن عاصم فإنه فتحها في الوصل وأثبتها في الوقف، ولم تثبت الياء في النداء إلا في هذه المواضع المذكورة، وهي فيما سواها محذوفة، والوقف عليها بالحذف.
وكذلك على المنادي المضاف إلى الياء جميعه نحو {يا قوم ادخلوا} و{رب ارجعون} و{رب احكم} وليس حذفها في هذا من أجل لقاء الساكن إنما هو من أجل النداء، لأن ياء الإضافة عاقبت التنوين، ولما كان التنوين محذوفا في النداء كذلك حذفت الياء، والدليل على ذلك حذفها وإن لم تلق ساكنا نحو: {يا قوم ما لي} و{رب لترضى} و{رب إما تريني}، {ولم أكن بدعائك رب شقيا}، {واجعله رب رضيا}، و{يا عباد فاتقون} يوقف على جميع ذلك بغير ياء اتباعا للخط إجماعا، و{عبادي} كلها ثابتة الياء في الخط إذا كانت في غير النداء، نحو {عبادي الصالحون} و{لعبادي الذين آمنوا}، و{من عبادي الشكور}.
فأما قوله عز وجل: {فبشر عباد الذين} فأكثر القراء على أنها محذوفة في الخط، فعلى هذا يوقف بحذفها إلا ما رواه السوسي عن اليزيدي عن أبي عمرو رحمه الله من فتحها في الوصل، فإن ذلك يوجب إثباتها في الوقف، لأنها لا تفتح في الوصل إلا وهي ثابتة في الخط، وليس هذا كإثبات يعقوب لها في الوقف، فإنه أثبتها في الوقف، وإن كانت محذوفة في الخط، قال: لأن إثباتها هو الأصل).

[جمال القراء : 2/626-629]

الياءات المتفق على إثباتها وصلاً ووقفاً
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (ولا خلاف بين القراء في إثبات الياء وصلا ووقفا في ثلاثين موضعا:
في البقرة {واخشوني ولأتم} وفيها: {فإن الله يأتي}، و{فاتبعوني يحببكم الله} في آل عمران، وفي الأنعام: {لئن لم يهدني ربي} و{يوم يأتي بعض}، و{هداني ربي}، وفي الأعراف: {يأتي تأويله} و{فهو المهتدي} وفي هود {فكيدوني جميعا} وفي يوسف: {ما نبغي}، {ومن اتبعني} وفي إبراهيم: {فمن تبعني فإنه مني}، وفي الحجر: {من المثاني}، وفي النحل {تأتي كل نفس تجادل} وفي سبحانه: {لعبادي يقولوا التي هي أحسن} وفي الكهف: {فإن اتبعتني} وفيها: {فلا تسألني}، وفي مريم: {فاتبعني أهدك} وفي طه: {فاتبعوني وأطيعوا أمري}، وفي النور: {والزاني}، و{يعبدونني لا يشركون}، وفي القصص: {يهديني سواء السبيل}، وفي يس: {وأن اعبدوني} وفي "ص": {أولي الأيدي والأبصار} وفي الزمر: {أفمن يتقي} و{لو أن الله هداني} وفي الرحمن: {فيؤخذ بالنواصي} وفي الصف: {لم تؤذونني} و{برسول يأتي} وفي المنافقين: {لولا أخرتني إلى} الياء في جميع هذا ثابتة في الخط والقراءة وصلا ووقفا.
وقد كنت نظمت هذه الياءات في "فتح الوصيد" وذكرتها هاهنا لمن وقف على هذا الكتاب دون ذلك). [جمال القراء : 2/631]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:34 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الياءات المحذوفات علامة للجزم

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):
(
اعلم أن الياءات والواوات [والألفات] يحذفن في الأمر والنهي وجواب الأمر والجزاء وجواب الجزاء، وما ينسق على الجزاء وجوابه، وما جاء بعد «لم وألما وأفلم وأفلما».
فمن ذلك قوله تعالى: {وليتق الله ربه} [البقرة: 283] تقف عليه (وليتق) بلا ياء لأنه في موضع جزم بلام الأمر، وكذلك: {يا أيها النبي اتق الله} [الأحزاب: 1]، تقف عليه (اتق) بلا ياء لأنه في موضع جزم بتأويل لام ساقطة،
كان الأصل فيه «ليتق» فحذفت اللام والياء لكثرة استعمالهم لأمر المواجه ثم أدخلوا ألفًا يقع بها الابتداء، والدليل على أن أصل قوله «اتق» «ليتق» قوله (وليتق الله ربه) فأمر المخاطب بمنزلة أمر الغائب إلا أن اللام تحذف من أمر المخاطب لكثرة الاستعمال وتثبت في أمر الغائب لقلة الاستعمال.
وكذلك قوله: (اهدنا الصراط) موضع (اهدنا الصراط) جزم بتأويل لام ساقطة كأنه قال: «لتهدنا» فحذفت اللام والتاء لكثرة الاستعمال. وكذلك تقف على قوله: {واتق الله} [الأحزاب: 37] بلا ياء لما ذكرنا. وكذلك: {وأن ألق عصاك} [القصص: 31] (ألق). وكذلك: {ولتأت طائفة أخرى} [النساء: 102] (ولتأت). {فليأت مستمعهم بسلطان} [الطور: 38] (فليأت). {وصل عليهم} [التوبة: 103] (وصل). {فول وجهك} [البقرة: 144] (فول). {فأوف لنا الكيل} [يوسف: 88] (فأوف) {تول عنهم حتى حين} [الصافات: 174] (فتول). {فاقض ما أنت قاض} [طه: 72] (فاقض). هذا كله وما يشبهه يوقف عليه بغير ياء لأنه في موضع جزم باللام الساقطة، كان الأصل فيه «لتقض، لتصل» فحذفت اللام والياء لكثرة الاستعمال والدليل على أن أمر المخاطب ينجزم بلام ساقطة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب {فبذلك فلتفرحوا} [يونس: 58] وقول النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته: «لتأخذوا مصافكم».
ومما حذفت منه الواو للجزم قوله تعالى: {قالوا ادع لنا ربك} [البقرة: 68] تقف عليه (ادع) لأنه في موضع جزم باللام الساقطة علامة الجزم فيه سقوط الواو. وكذلك:
{فليدع نادية} [العلق: 17] تقف عليه بلا واو لأنه في موضع جزم باللام. وكذلك: {واتل عليهم نبأ ابني آدم} [المائدة: 27] تقف عليه (واتل عليهم) بلا واو. وكذلك: {فاعف عنهم} [آل عمران: 159ي تقف عليه بلا واو للعلة التي تقدمت.
ومما حذفت منه الياء في النهي قوله: {ولا تبغ الفساد في الأرض} [القصص: 77] تقف عليه (ولا تبغ) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ«لا» وكذلك: {ولا تصل على أحد منهم} [التوبة: 84] تقف عليه (ولا تصل) بلا ياء. وكذلك: {ولا يأب الشهداء} [البقرة: 28] {ولا يأب}. {ولا يأب كاتب} [البقرة: 282] (ولا يأب).
وحذفت الواو من قوله: {فلا تدع مع الله إلها آخر} [الشعراء: 213] تقف عليه (ولا تدع). وكذلك:
{ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك} [يونس: 106] تقف عليه (ولا تدع) لأنه في موضع جزم بـ«لا» علامة الجزم فيه سقوط الواو.
وحذفت الياء من جواب الأمر في قوله: {فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا} [يوسف: 93] تقف عليه (يأت) بلا ياء لأنه في موضع جزم على الجواب للأمر. وكذلك: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} [البقرة: 40] تقف عليه (أوف) بلا ياء. وكذلك: {ويؤت كل ذي فضل فضله} [هود: 3] نقف عليه (ويؤت) بلا ياء لأنه في موضع جزم على النسق على (يمتعكم) و(يبتعكم) هو جواب الأمر.
وحذفت الواو من قوله: {قل تعالوا أتل} [الأنعام: 151]
تقف عليه (أتل) بلا واو لأنه جواب الأمر. وكذلك: {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم} [يوسف: 9] تقف عليه (يخل) بلا واو. وكذلك: {فقل تعالوا ندع أبناءنا} [آل عمران: 61] تقف عليه (ندع) بلا واو.
وحذفت الياء من الجزاء في قوله: {وإن يأت الأحزاب} [الأحزاب: 20] تقف عليه (يأت) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ(إن) وكذلك: {إن نعف عن طائفة منكم} [التوبة: 66] تق فعليه (نعف) بغير واو. وكذلك {إنه من يتق ويصبر} [يوسف: 90] تقف عليه (يتق) بلا ياء. {ومن يبتغ غير الإسلام} [آل عمران: 85] (يبتغ) بلا ياء. {ومن تق السيئات} [غافر: 9] تقف عليه
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/227]
(تق) بلا ياء. وكذلك: {ومن يعص الله ورسوله} [الأحزاب: 36] تقف عليه (يعص). {ومن يؤت الحكمة} [البقرة: 269] تقف عليه (يؤت). {ومن يتول الله ورسوله} [المائدة: 56] [تقف عليه] (يتول). {ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد} [الحديد: 24] تقف عليه (يتول).
وحذفت الواو من قوله: {وإن تدع مثقلة إلى حملها} [فاطر: 18] تقف عليه (تدع) بلا واو لأنه في موضع جزم بـ(إن). وكذلك: {ومن يعش عن ذكر الرحمن} [الزخرف: 26] تقف على (يعش) بلا واو. وكذلك: {ومن يدع مع الله إلها آخر} [المؤمنون: 117] الوقف عليه (يدع) بلا واو. وتقف على قوله {ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه} [النور: 52] تقف عليه (ويخش)
بلا ياء لأنه في موضع جزم على النسق على (يطع) و(يطع) مجزوم بـ(من).
وحذفت الياء من جواب الجزاء في قوله: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته} [النساء: 130] تقف عليه بغير ياء لأنه في موضع جزم على الجواب للجزاء.
فإن قال قائل: لم صار جواب الجزاء مجزومًا؟ فقل: لمجاورته الفعل الأول وذلك أنه قال: (وإن يتفرقا) فموضع (يتفرقا) جزم بـ(إن)، علامة الجزم فيه سقوط النون، وموضع (يغن) جزم على المجاورة لـ (يتفرقا).
وكذلك: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا} [البقرة: 148] تقف عليه (يأت) بلا ياء لأنه جواب الجزاء. وكذلك قوله: {وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم} [الأنفال: 60] تقف عليه (يوف) بلا ياء لأنه جواب الجزاء.
وكذلك: {أينما يوجهه لا يأت بخير} [النحل: 76] تقف عليه (لا يأت) بغير ياء. وكذلك: {في السماوات أو في الأرض يأت بها الله} [لقمان: 16] تقف عليه (يأت) بغير ياء. وكذلك: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} [التغابن: 11] تقف عليه (يهد) بلا ياء لما ذكرنا. وكذلك: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} [الفرقان: 168] تقف عليه (يلق أثاما) [الفرقان: 68] تقف عليه (يلق أثاما) بلا ياء. وكذلك: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت} [البقرة: 106] تقف عليه (نأت) بلا ياء. وكذلك: {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين} [النساء: 133] تقف عليه (ويأت) بلا ياء لأنه في موضع جزم على النسق على (يذهبكم). وكذلك: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد} [إبراهيم: 19] تقف عليه (ويأت) بلا ياء لأنه نسق على جواب الجزاء.
وحذفت الواو من قوله: {أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير} [الشورى: 34] تقف عليه (ويعف) بلا واو لأنه في موضع جزم على النسق على جواب الجزاء.
ومما جزم بـ«لم» قوله عز وجل: {ولم يؤت سعة من المال} [البقرة: 247] تقف عليه (يؤت) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ«لم». ومثله: {ما لم يؤت أحدا من العالمين} [المائدة: 20] تقف عليه (يؤت) بلا ياء. ومثله: {ما لم يأت آباءهم} [المؤمنون: 68] تقف عليه (يأت). {فلم تغن عنكم} [التوبة: 25] تقف عليه (تغن). وكذلك: {كأن لم تغن بالأمس} [يونس: 24] تقف عليه (تغن).
ومثله: {أولم ير الذين كفروا} [الأنبياء: 30] تقف عليه {ير}. وكذلك: {كلا لما يقض ما أمره} [عبس: 23] تقف عليه (يقض) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ(لما)، علامة الجزم فيه سقوط الياء.
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/232]
). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/222-232]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:35 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الياءات اللواتي في أواخر الأسماء

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):
(
اعلم أن الياء إذا سكنت ولقيها تنوين سقطت كقوله عز وجل: {وقال للذي ظن أنه ناج منهما} [يوسف: 42] كان الأصل فيه «ناجي» فاستثقلوا الضمة في الياء فحذفوها فبقيت الياء ساكنة، والتنوين ساكن فحذفوا الياء لاجتماع الساكنين فالوقف عليه (ناج) بغير ياء لهذا المعنى.
فإن قال قائل: لم صارت الضمة تستثقل في الياء؟ فقل: لأن الضمة إعراب، والياء تكون إعرابا فكرهوا أن يدخلوا إعرابًا على إعراب. وكذلك: {والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك} [النور: 3] تقف عليه (زان) بلا ياء للعلة التي تقدمت. وكذلك {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها} [الأعراف: 195] تقف عليه (أيد) بلا ياء. وكذلك: {إن ما توعدون لآت} [الأنعام: 134] تقف عليه (لآت).
وكذلك: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} [النحل: 96] نقف عليه (باق) بلا ياء وكذلك: {فمنهم مهتد} [الحديد: 26] تقف عليه (مهتد). وكذلك: {لهم من جهنم هاد ومن فوقهم غواش} [الأعراف: 41] تقف عليه (غواش).
وكذلك: {فاقض ما أنت قاض} [طه: 72] والأصل في هذا كله «زاني، أم لهم أيدي، لآتي، باقي، قاضي» فاستثقلوا الضمة في الياء فحذفوها فسكنت الياء فسقطت لسكونها وسكون التنوين.
قال أبو بكر: هذا مذهب القراء أجمعين، ومذهب الفراء والكسائي ومن قال بقولهما. وكان بعض البصريين يقف على هذا كله بالياء، فيقل: (لا ينكحها إلا زاني) بياء ويقف على قوله: (ومن فوقهم غواش) غواشي بياء. ويقف على قوله: (إن ما توعدون لآت) (لآتي) بياء. وكذلك ما أشبه هذا. وقد روي هذا عن بعض قراء البصريين واحتجوا بأن الياء حذفت في الوصل لسكونها وسكون التنوين، فإذا وقفنا زال التنوين الذي أسقط الياء فرجعت الياء. وأبطل الكسائي والفراء هذا وقالا: الكلام بني وقفه على وصله، فلا يحدث في الوقف ما لا يكون في الوصل.
وتحذف أيضًا الياء من المخفوض إذا لقيها التنوين كقوله: {فمن اضطر غير باغ} [البقرة: 173] تقف عليه (باغ) بلا ياء. وكذلك: {فما له من هاد} [الرعد: 33]
تقف عليه (هاد) بلا ياء والأصل فيه «غير باغي، من هادي» استثقلوا الكسرة في الياء فحذفوها فبقيت الياء ساكنة والتنوين ساكن فأسقطوها لسكونها وسكون التنوين.
فإن قال قائل: لم استثقلوا الكسرة في الياء؟ فقل: لأن الكسرة إعراب والياء تكون إعرابًا، فكرهوا أن يدخلوا إعرابًا على إعراب، وقبل الياء كسرة فثقلت الياء والضمة معها، وكذلك الكسرة والياء.
واعلم أن العرب تستثقل الضمة والكسرة في الياء المكسور ما قبلها ولا يستثقلون الفتحة فيها فيقولون: هذا قاض وهذا داع على معنى هذا قاضي وداعي، ومررت بداع وقاضي على معنى: مررت بقاضي وداعي، فاستثقلوا الضمة والكسرة في الياء فأسقطوهما. ويقولون في النصب: رأيت داعيا وقاضيا وراميًا، فيثبتون الفتحة، ولا يستقلونها في
الياء. من ذلك قول الله تعالى: {يا قومنا أجيبوا داعي الله} [الأحقاف: 21]، {ومن لا يجب داعي الله} [الأحقاف: 32] أثبت الفتحة في الياء ولم يسقطها. والعلة في هذا أنهم استثقلوا الضمة والكسرة في الياء لثقلهما لأنهما تخرجان بتكلف شديد، ولم يستثقلوا الفتحة فيها لأن الفتحة تخرج مع النفس بلا مؤونة، وأنت تجد ذلك إذا امتحنت نفسك.
ومن العرب من يستثقل الفتحة في الياء فيسقطها فيقول: (أجيبوا داعي الله) فيسكن الياء ويسقطها من اللفظ لسكونها وسكون اللام. ويقولون أيضًا: «رأيت قاض وداع ورام» فيجعلون النصب بمنزلة الرفع والخفض. قال بشر بن أبي خازم:
كفى بالنأي من أسماء كاف = وليس لسقمه إذ طال شاف أراد: كفى بالنأي من أسماء كافيًا، فأسقط الياء في النصب،
وقال جرير:
فكسوت عار جنبه فتركته = جذلان جاد قميصه ورداؤه
الجذلان: الفرح. وقال عمر بن أبي ربيعة
كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم = يا أشبه الناس كل الناس بالقمر
لأجذل أن أمشي مقابله = حبا لرؤية من أشبهت في الصور
أراد: أن أمشي مقابله، فسكن الياء على ما ذكرنا.
قال أبو بكر: فإذا أضفت هذه الأسماء إلى شيء بعدها أثبت الياء في الوقف وحذفتها في الوصل كقوله تعالى: {إلا آتي الرحمن عبدا} [مريم: 93] إذا اضطررت إلى الوقف على (آتي) وقفت عليه (آتي) بياء. وكذلك: {وما كنا مهلكي القرى} [القصص: 59] تقف عليه (مهلكي). وكان الأصل فيه «مهلكين القرى» فسقطت النون للإضافة وسقطت الياء من اللفظ لسكونها وسكون اللام وثبتت في الوقف لأنه لم يجتمع معها في الكلمة ساكن يوجب لها السقوط، إنما أتى الساكن في حرف آخر. وكذلك: {غير محلي الصيد} [المائدة: 1] تقف عليه (غير محلي). {غير معجزي الله} [التوبة: 2] تقف عليه (غير معجزي). {والمقيمي الصلاة} [الحج: 35] تقف عليه (والمقيمي) بياء. وكان الأصل فيه «غير محلين الصيد، غير معجزين الله، والمقيمين الصلاة» فسقطت النون للإضافة وسقطت الياء من اللفظ لسكونها وسكون اللام، وثبتت في الوقف لأنه لم يجتمع معها في الكلمة ساكن يوجب لها السقوط.
وحذفوا الياء من أربعة أحرف مضافة: {وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم} [الحج: 54] {حتى إذا أتوا على واد النمل} [النمل: 18]، {وما أنت بهادي العمي} في سورة الروم [53] {إلا من هو صال الجحيم} [الصافات: 163] والعلة في هذا أنهم بنوا الخط على الوقف.
واختلف القراء في هذا فكان حمزة والكسائي يقفان على (صال الجحيم) (صال) بغير ياء اتباعًا للكتاب. واختلفوا في الوقف على (واد النمل) فكان الكسائي يقف عليه (وادي) الياء ويقول: اسمه وادي، فلا يتم إلا بالياء. وكان حمزة يقف عليه بغير ياء اتباعًا للكتاب. واختلفوا في قوله (وما أنت بهاد العمي) فكان أبو جعفر وشيبة وعاصم ونافع وأبو عمرو والكسائي يقرؤونها: (بهاد العمي) بالإضافة.
وكان يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة يقرؤونها: (تهدي العمي) بالتاء ونصب (العُمي). وكان عبد الله بن عامر الشامي يقرؤها: (وما أنت بهادي العمي) بتنوين «هاد» ونصب (العمي). وكان الكسائي يقف (بهادي) بإثبات الياء في سورة النمل والروم، والحجة له في هذا أن الياء لم يقارنها ساكن يوجب لها السقوط. وقال الكسائي: من قرأها (تهدي العمي) وقف على الياء.
قال أبو بكر: يجوز عندي لمن قرأها (تهدي العمي) أن يقف (تهدِ) بغير ياء، لأن العرب تكتفي بالكسرة من الياء فتحذفها، من ذلك قوله: {ذلك ما كنا نبغ} [الكهف: 64]، {ويوم يأت} [هود: 105].
وسنذكر هذا مستقصى إن شاء الله. ومن قرأها: {وما أنت بهاد العمي} [الروم: 53] بتنوين «هاد» وقف (بهاد) بغير ياء لأن الأصل فيه (بهادي العمي) فاستثقلوا الكسرة في الياء فحذفوها فبقيت الياء ساكنة، والحرف الذي لقيها ساكن فأسقطوا الياء لاجتماع الساكنين. وأسقطوا الياء في الرفع مع الألف واللام في قوله: {يوم يدع الداع} [القمر: 6] وكذلك: {وله الجوار المنشآت} [الرحمن: 24] وكذلك: {يوم يناد المناد} [ق: 41] وحذفوها في الخفض مع الألف واللام في قوله: {أجيب دعوة الداع} [البقرة:
186] وفي قوله: {مهطعين إلى الداع} [القمرك 9] وحذفوها من «المهتدي» في جميع القرآن إلا في الحرف الذي في سورة الأعراف: {من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون} [178].
فالموضع الذي ثبتت فيه الياء خرج على أصله وحقه لأن الأصل فيه «يوم يدع الداعي، وله الجواري، فهو المهتدي» فاستثقلوا الضمة في الياء فحذفوها فبقيت ساكنة ولم يلقها ساكن يوجب لها السقوط، والموضع الذي حذفت منه الياء بنيت فيه المعرفة على النكرة واكتفى بالكسرة من الياء فسقطت الياء. وهذه لغة سائرة فاشية عند العرب، قال محمد بن سعدان: سمعت الكسائي يقول: العرب تقول: هذا الوال والوالي، وهذا القاض والقاضي، وهذا الرام والرامين والداع والداعي.
وقال كعب بن مالك الأنصاري حجة لحذف الياء:
ما بال هم عميد بات يطرقني = بالواد من هند إذ تعدو عواديها
أراد: بالوادي من هند، فاكتفى بالكسرة من الياء وحذفها. وقال كعب بن مالك أيضًا:
ولكن ببدر سائلوا عن بلائنا = على الناد والأنباء بالغيب تنفع
أراد: على النادي، فاكتفى بالكسرة من الياء، وقال الأعشى:
وأخو الغوان متى يشأ يصرمنه = ويكن أعداء بعيد وداد
أراد: أخو الغواني، فاكتفى بالكسرة من الياء. وقوله عز وجل: {يومئذ يتبعون الداعي} [طه: 108] لا يجوز حذف الياء لأنها مفتوحة. والفتحة لا تستثقل في الياء لأنها تخرج مع النفس بلا مؤونة، فلم يجز أن يكتفي بالكسرة من ياء مفتوحة.
فإن قال قائل: هلا بنيت المعرفة على النكرة؟ فقل: إذا بنيت المعرفة على النكرة ثبتت الياء. وذلك أني أقول في الرفع والخفض: هذا داع وقاض، ومررت بداع وقاض، فأجد الياء ساقطة فيهما فإذا بنيت المعرفة على هذا جاز الحذف، وأقول في النصب: رأيت داعيًا وقاضيًا، فأجد الياء ثابتة، فإذا بنيت المعرفة على هذا ثبتت الياء، ويجوز حذف الياء في النصب على لغة الذين يسكنونها في كل حال
). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/233-245]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:35 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

ما يجوز حذفه وإثباته لغة من الياءات

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):
(اعلم أن كل اسم منادى أضافه المتكلم إلى نفسه فالياء منه ساقطة كقوله: {يا قوم اعبدوا الله} [الأعراف: 65]، {يا قوم اذكروا} [المائدة: 20]، {ويا قوم استغفروا} [هود: 52] وكذلك قوله: {رب ارجعون} [المؤمنون: 99]، {رب اغفر لي} [الأعراف: 151]، {رب احكم} [الأنبياء: 112]، {رب انصرني} [المؤمنون: 26]، {رب قد آتيتني من الملك} [يوسف: 101]، و{رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه} [يوسف: 33]، وكذلك: {يا عباد فاتقون} [الزمر: 16]
{يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم} في سورة الزمر [10] إلا حرفين اثبتوا فيهما الياء، أحدهما في سورة العنكبوت {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة} [56] والآخر في الزمر: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} [53].
واختلف المصاحف في حرف في سورة الزخرف: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم} [68] فهو في مصاحف أهل المدينة بياء، وفي مصاحفنا بغير ياء، وكان أبو عمرو يثبت الياء فيها ويحتج بأنه رآها في مصاحف أهل المدينة والحجاز بياء. وكان اليزيدي يخالف أبا عمرو في هذا فيحذف الياء ويحتج بأن النداء مبناه على الحذف «يا رب، يا قوم».
فالمواضع التي حذفت منها الياء الحجة فيها أنهم اكتفوا بكسرة من الياء فحذفوها، وكثر استعمالهم لهذا الجنس فقوي الحذف، أنشد الفراء:
يا عين جودي بدمع منك مجهودا = وابك ابن أم إذا ما مات مسعودا
ويروي: وابك ابن أمي إذا ما مات مسعودا.
وقال حسان بن ثابت:
يا عين بكي سيد الناس واسفحي = بدمع فإن أنزفته فاسكبي الدما
أراد: يا عيني، فاكتفى بالكسرة من الياء. وقال الآخر:
يا نفس صبرا على ما كان من مضض = إذ لم أجد لفضول الناس أقرانا
أراد: يا نفسي، فاكتفى بالكسرة من الياء.
والوقف على الحرفين اللذين في سورة العنكبوت أحدهما والآخر في سورة الزمر بياء اتباعًا للكتاب، ولأنه أخرج على الأصل فثبتت الياء لأنها ياء المتكلم. وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر العباد على غير معنى النداء فالياء فيه ثابتة كقوله: {يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105]، {قل لعبادي الذين آمنوا} [إبراهيم: 31].
{وقليل من عبادي الشكور} [سبأ: 13] فالوقف على هذا وما أشبهه بالياء إلا حرفًا في سورة الزمر: {فبشر عباد} [17] فالوقف عليه بغير ياء لأن الياء ساقطة من الكتاب.
132- وأخبرني أبو علي المقريء الدقاق قال:أقرأني محمد بن غالب عن شجاع بن أبي نصر عن أبي عمرو: {فبشر عبادي الذين} بفتح الياء. فمن أخذ بهذه القراءة وقف الباء.
فالمواضع التي أثبتت فيها الياء أخرجت على الأصل لأنها ياء المتكلم، والموضع الذي حذفت منه الياء اكتفى بالكسرة منها كما قال الشاعر:
فما وجد النهدي وجدا وجدته = ولا وجد العذري قبل جميل
أراد: قبلي جميل، فاكتفى بالكسرة منها.
والياءات المحذوفات من كتاب الله عز وجل اكتفاء بالكسرة منها على غير معنى نداء في سورة البقرة: {وإياي
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/250]
فارهبون} [40]، {وإياي فاتقون} [42]، {واشكروا لي ولا تكفرون} [152] {أجيب دعوة الداع إذا دعان} [186]، {واتقون يا أولي الألباب} [197] وفي سورة آل عمران: {ومن اتبعن} [20]، {وقل فاتقوا الله وأطيعون} [50] {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} [175] وفي سورة النساء: {وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما} [146] وفي سورة المائدة: {واخشون اليوم أكملت لكم دينكم} [3]، {واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا} [44] وفي سورة الأنعام: {يقص الحق} [57] وفيها: {وقد هدان} [80] وفي الأعراف: {ثم كيدون فلا تنتطرون} [195] وفي سورة يونس: {ولا تنظرون. فإن توليتم} [71، 72]، {كذلك حقا علينا ننج المؤمنين} [103] وفي سورة هود: {فلا تسألن ما ليس لك به علم}
[46]، {ثم لا تنظرون إني توكلت} [55، 56]، {ولا تخزون في ضيفي} [78]، {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه} [105] وفي سورة يوسف: {فأرسلون. يوسف} [45، 46]، {ولا تقربون. قالوا سنراود} [60، 61] {حتى تؤتون موثقا من الله} [66]، {لولا أن تفندون. قالوا تالله} [94، 95] وفي سورة الرعد: {الكبير المتعال} [0]، {وإليه متاب} [30]، {وإليه مآب} [36]، {فكيف كان عقاب} [32]. وفي سورة إبراهيم: {لمن خاف مقامي وخاف وعيد} [14]، {إني كفرت بما أشركتمون من قبل} [22]، {ربنا وتقبل دعاء} [40] وفي سورة الحجر: {فلا تفضحون} [68]، {ولا تخزون} [69] وفي سور النحل: {لا إله إلا أنا فاتقون} [2] وفيها: {فإياي فارهبون} [51] وفي سورة بني إسرائيل: {لئن أخرتن إلى يوم القيامة} [62] وفيها: {فهو المهتد} [97] وفي سورة الكهف: {فهو المهتد} [17]، {وقل عسى أن
يهدين ربي} [24]، {إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا. فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك} [39، 40]، {على أن تعلمن مما علمت رشدا} [66]، {ذلك ما كنا نبغ} [64]. وفي سورة طه: {ألا تتبعن أفعصيت أمري} [93] وفي سورة الأنبياءك {لا إله إلا أنا فاعبدون} [25] {سأريكم آياتي فلا تستعجلون} [37]، {وأنا ربكم فاعبدون} [92] وفي سورة الحج: {سواء العاكف فيه والباد} [25]، {وإن الله لهاد الذين آمنوا} [54]، {فكيف كان نكير} [44] وفي سورة المؤمنين: {انصرني بما كذبون} [26]، {انصرني بما كذبون. قال عما قليل} [39، 40]، {وأنا ربكم فاتقون} [52]، {وأعوذ بك رب أن يحضرون} [98]، {قال رب ارجعون} [99]، {ولا تكلمون} [108]. وفي سورة الشعراء: {إني أخاف أن يذكبون} [12]، {فأخاف أن يقتلون} [14]، {فهو يهدين} [78]، {يطعمني ويسقين} [79]، {فهو يشفين} [80]، {ثم مبين} [81] وفيها ثمانية مواضع: {وأطيعون} [108] وفيها: {إن قومي كذبون} [117]، وفي سورة النمل: {حتى إذا أتوا على واد النمل} [18]، {أتمدونن بمال فما آتان له خير مما أتاكم} [36]، {ما كنت قاطعة أمرًا حتى تهدون} [32]، وفي سورة القصص: {فأخاف أن يقتلون} [33] {إني أخاف أن يكذبون} [34] وفي سورة العنكبوت: {فإياي فاعبدون} [56] وفي سورة الروم {وما أنت بهاد العمي} [53] وفي سورة سبأ: {وجفان كالجواب} [13]، {فكيف كان نكير} [45]، وفي الملائكة: {فكيف كان نكير. ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء} [26، 27] وفي يس: {إن يردن الرحمن بضر، ولا ينقذون} [23]، {بربكم فاسمعون} [25] وفي الصافات: {إن دكت لتردين} [56]، {إلى ربي سيهدين} [99]، {إلا من هو صال الجحيم} [163] وفي
سورة ص: {بل لما يذوقوا عذاب} [8]، {فحق عقاب} [14] وفي سورة الزمر {يا عباد فاتقون} [16]، {فبشر عباد} [17] وفي سورة المؤمن: {فكيف كان عقاب} [5]، {يوم التلاق} [15]، {يوم التناد} [32]، {يا قوم اتبعون} [38] وفي عسق: {ومن آياته الجوار} [32]، وفي الزخرف: {فإنه سيهدين} [27]، {واتبعون هذا صراط مستقيم} [61]، {وأطيعون. إن الله هو ربي وربكم} [63، 64]، وفي سورة الدخان: {أن ترجمون} [20]، {فاعتزلون} [21]، وفي سورة ق: {فحق وعيد} [14]، {يناد المناد} [41]، {من يخاف وعيد} [45]، وفي سورة الذاريات: {إلا ليعبدون} [56]، {وما أريد أن يطعمون} [57]، {فلا تستعجلون} [59] وفي القمر: {فما تغن النذر} [5]، {يوم يدع الداع إلى شيء نكر} [6]، {مهطعين إلى الداع} [8]، وفيها ستة مواضع: {عذابي ونذر} [16]، وفي سورة الرحمن: {وله الجوار المنشآت} [24]، وفي سورة الملك: {كيف نذير} [17]، {فكيف كان نكير} [18] وفي نوح {واتقوه وأطيعون} [2]، وفي المرسلات: {كيد فكيدون} [39]. وفي إذا الشمس كورت: {الجوار الكنس} [16]، وفي الفجر: {والليل إذا يسر} [4]، {جابوا الصخر بالواد} [9]، {ربي أكرمن} [15]، {ربي أهانن} [16]، وفي قل يا أيها الكافرون: {لكم دينكم ولي دين} [6].
فهذه الحروف كلها الياء منها ساقطة من المصحف، والوقف سبها بغير ياء. وما سوى هذه الحروف فهو بياء كقوله تعالى في سورة البقرة: {فلا تخشوهم واخشوني} [150] الوقف على هذا بياء. وكذلك: {فاذكروني} [152] وفي سورة آل عمران: {فاتبعوني يحببكم الله} [21] وفي هود {فكيدوني جميعا} [55] وفي يوسف: {أنا ومن اتبعني} [108] وفي الكهف: {فإن ابتعتني فلا تسألني عن شيء} [70] وهو كثير في القرآن، فكل ما أتاك سوى الحروف الأول فالياء فيه ثابتة.
واختلف القراء في الياءات المحذوفات من رؤوس الآي كقوله: {وإياي فارهبون} [البقرة: 40] {وإياي فاتقون} [البقرة: 41] فكان القراء أجمعون يحذفونها في الوصل والوقف إلا عيسى بن عمر فإنه كان يحذفها في الوقف ويثبتها في الوصل.
133- حدثنا بذلك عبيد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا روح بن عبد المؤمن عن أحمد بن موسى عن عيسى بن عمر بذلك.
134- وقال إسماعيل بن مسلم: كان الحسن إذا وصلها جرها وأشمها الياء، حدثنا بذلك إدريس عن خلف عن الخفاف عن إسماعيل.
135- فمن حذفها في الوصل والوقف احتج أن رؤوس الآيات فصل بينها وبين ما بعدها، واحتجوا أيضًا بحديث حدثناه، سليمان بن يحيى الضبي قال: حدثنا محمد بن سعدان قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن أم سلمة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم. ثم يقف ثم يقول: الحمد لله رب العالمين. ثم يقف. ثم يقول: الرحمن الرحيم مالك يوم الدين». قال محمد بن سعدان: فقلنا ليحيى هكذا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: هكذا قال ابن جريج.
واحتج أصحاب هذا المذهب أيضًا بأن رؤوس الآيات بمنزلة رؤوس الأبيات وذلك أن آخر الآية فصل بينها وبين ما بعدها كما أن آخر البيت فصل، فحذفت من رؤوس الآيات كما تحذف من أواخر الأبيات، قال الأعشى:
ومن كاشح ظاهر غمره = إذا ما انتسبت له أنكرن
أراد: أنكرني، فحذف الياء اكتفاء بالكسرة منها، وقال لبيد:
فانتضلنا وابن سلمى قاعد = كعتيق الطير يغضي ويجل
وقال الآخر:
إذا حاولت في أسد فجورا = فإني لست منك ولست من
أراد: ولست مني، فحذف وقال أيضًا:
وهم وردوا الجفار على تميم = وهم أصحاب يوم عكاظ إن
أراد: إني، فحذف.
والذين أثبتوا الياء في الوصل وحذفوها من الوقف قالوا:
أثبتناها في الوصل لأن إثباتها هو الأصل، [لأنها] ياء الإضافة، وحذفناها في الوقف اتباعًا للمصحف.
وكان يعقوب الحضرمي يثبت الياء في الوصل والوقف والحجة له في هذا أنه أخرجه على الأصل.
واختلف القراء في الياءات التي في قوله: {يوم يدع الداع} [القمر: 6] و{أجيب دعوة الداع} [البقرة: 186] {يناد المناد} [ق: 41]. فكان أبو جعفر وشيبة ونافع يثبتون الياء في الوصل ويحذفونها في الوقف. وكذلك كان أبو عمرو بن العلاء يثبت الياء في الوصل في «الداع والمناد وجفان كالحواب» ويحذفها في الوقف.
وكان عاصم والأعمش وحمزة والكسائي يحذفونها في الوصل والوقف. وقد تقدمت العلة في الإثبات والحذف في الباب الأول.
واختلفوا أيضًا في الياءات في قوله: {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه} [هود: 105] و{ذلك ما كنا نبغ} [الكهف: 64]، {والليل إذا يسر} [الفجر: 4] فكان عاصم وحمزة يحذفان في الوصل والوقف.
وكان نافع وأبو عمرو يثبتان الياء في الوصل ويحذفانها في فمن أثبتها في الوصل قال: هي حرف من الفعل. من أن تأتي على وزن «يفعل» فالياء بحذاء السلام. ما في الوصل لأنها حرف من الفعل وحذفناها في اتباعًا للمصحف.
وكان الكسائي يثبت الياء في قوله: (ذلك ما كنا نبغي) وصل ويحذفها في الوقف. قال الفراء: فسألت الكسائي عن ذلك فقال: أستجيز أن أحذف الياء في السكت لأن سكون عليه مجزوم فاستجزت الحذف للجزم فإذا وصلت كانت في موضع رفع فأثبتها.
136- أخبرنا محمد قال: أخبرنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا قالون عن نافع أنه كان يقرأ في الكهف: {فلا تسألني عن شيء} [الكفه: 70] ويقول: الياء مكتوبة. وفي هود: {فلا تسألن} [46ي بنصب اللام وخفض النون بغير ياء.
137- وحدثنا بهذا أيضًا إدريس عن خلف عن المسيبي عن نافع.
والذين حذفوها في الوصل والوقف قالوا: اكتفينا بالكسرة من الياء واجتمع لنا مع هذا موافقة المصحف. قال الفراء:
سمعت العرب تقول: «لا أدر، ولا لعمر» فيحذفون الياء في السكوت، وأنشد:
ليس يخفي يسارتي قدر يوم = ولقد تخف شيمتي إعساري
أراد: تخفي، فاكتفى بالكسرة من الياء. وقال:
كفاك كف ما تليق درهما = جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
وقال أبو خراش:
ولا أدر من ألقى عليه رداءه = خلا أنه قد سل عن ماجد محض
أراد: ولا أدري، فاكتفى بالكسرة من الياء. وكان يعقوب الحضرمي يثبت الياء في جميع هذه الحروف في الوصل والوقف ويحتج بأن إثباتها هو الأصل.
138- وحدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: في مصحف أبي وعبد الله بن مسعود: (يوم يأتي لا تكلم) بالياء. قال أبو عبيد: ورأيت أنا في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان، رحمة الله عليه، (يوم يأت لا تكلم) بغير ياء.
وكان الأصل في هذه الحروف: «ما كنا نبغي، يوم يأتي، ينادي المنادي، والليل إذا يسري» فاستثقلوا الضمة في الياء فحذفوها فبقيت الياء ساكنة فاكتفى بالكسرة منها.
وكان أبو عمرو يفتح الياء في قوله: {فما آتاني الله خير مما آتاكم} [النمل: 36] فيلزمه أن يقف عليه بالياء.
وما سوى هذه الحروف فالوقف عليه بياء، والياء ثابتة فيه في المصحف كقوله: {يوم تأتي السماء بدخان مبين} [الدخان: 10] الوقف عليه (تأتي) بياء. وكذلك: {إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة} [الأنفال: 50] الوقف عليه (يتوفى) بياء وكذلك: {ولو يرى الذين ظلموا} [البقرة: 165] تقف عليه (يرى) {إنما يوفى الصابرون} [الزمر: 10] (يوفى) بياء. {فسيرى الله عملكم} [التوبة: 105] (فسيرى). {الله يتوفى الأنفس} [الزمر: 42] (يتوفى)، {ويخشى الناس} [الأحزاب: 37] (ويخشى).
وكل ما كان خارجًا من الحروف التي عددتها أولاً
فالوقف عليه بياء. وقوله: {أتمدونن بمال} [النمل: 36] اختلف القراء فيه فكان نافع يقرأ: (أتمدونني بمال) بإثبات الياء. وكان عاصم والكسائي يقرآن: (أتمدونن بمال) بخفض النون مع حذف الياء. وكان أبو عمرو يقرأ (أتمدونني بمال) بإثبات الياء في الوصل وحذفها من الوقف. وكان حمزة يقرأ: (أتمدوني) بنون مشددة ويقف بالياء، وكذلك يصل.
قال أبو عبيد: الاختيار عندنا قراءة عاصم والكسائي لأنه ليست فيها قراءة أشد موافقة للكتاب منها، إنما هما نونان في كل المصاحف.
واعلم أن الواو ثابتة في كل فعل لم يدخل عليه ما يجزمه
كقوله في سورة الرعد: {يمحو الله ما يشاء وثبت} [39]، الوقف على هذا (يمحو) لأنه في موضع رفع بالياء التي في أوله، علامة الرفع فيه سكون الواو، وذلك أنك تقول في النصب: «لن يمحو» وتقول في الجزم «لم يمح» فتجد الواو مفتوحة في النصب ومحذوفة في الجزم. فإذا سكنت كان سكونها علامة الرفع.
وقد حذفت الواو من أربعة أفعال مرفوعة أولها: {ويدع الإنسان بالشر} [الإسراء: 11] الوقف عليه (ويدع) بلا واو. وكذلك: {ويمح الله الباطل} [الشورى: 24] تقف عليه (ويمح) بلا واو. وهو في موضع رفع على الاستئناف، ولا يجوز أن يكون مجزومًا على معنى: «فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح» لأن الله تعالى قد شاء أن يمحو الباطل، فقال تعالى: {ليحق الحق ويبطل الباطل} [الأنفال: 8] والحجة في هذا أنهم اكتفوا بالضمة من الواو، وأنشد الفراء:
إذاه سيم الخسف آلي بقسم = بالله لا يأخذ إلا ما احتكم
أراد: إذا هو، فحذف الواو.
وقال أبو جعفر محمد بن سعدان: الوقف على قوله: (ويمح الله الباطل) (ويمح) بلا واو لأنه نسق على الجزاء، وهذا لا يصح للعلة التي تقدمت.
والحرف الثالث: (يوم يدع الداع) [القمر: 6] تقف عليه (يدع) بلا واو، والحرف الرابع {سندع الزبانية} [العلق: 18] الوقف عليه (سندع)، والعلة في هؤلاء الأربعة أنهم اكتفوا بالضمة من الواو فأسقطوها، ووجدوا الواو ساقطة من اللفظ لسكونها وسكون اللام فبني الخط على اللفظ.
وحكى الكسائي عن العرب: أقبل يضربه لا يأل، أراد: لا يألو، فاكتفى بالضمة من الواو.
واعلم أن واو الجمع ثابتة في القرآن كله كقوله {إنهم صالو النار} [ص: 59] الوقف عليه (صالوا)، وكان الأصل فيه «صالون» فأسقطوا النون للإضافة وأسقطوا الواو لسكونها وسكون اللام. وكذلك: {إنا مرسلو الناقة} [القمر: 27] الوقف عليه (مرسلو)، {إنا كاشفو العذاب} [الدخان: 15] الوقف عليه «كاشفو». وكذلك {قالوا الحق} [سبأ: 23] الوقف عليه (قالوا) وكذلك: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله} [الأنعام: 108] الوقف عليه (تسبوا) وموضع (تسبوا) جزم على النهي بـ(لا)، كان الأصل فيه «تسبون» فسقطت النون للجزم. وكذلك: (فيسبوا الله عدوا) الوقف عليه (فيسبوا) وموضع «يسبوا» نصب بالفاء، لأنها جواب النهي، علامة النصب فيه سقوط النون. ومثله: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم} [الأنفال: 27] الوقف على الأول والثاني (تخونوا) بالواو لأنها واو الجمع، ولم تحذف الواو إذا كانت علامة الجمع في كتاب الله إلا في حرف واحد حكاه الفراء: {نس الله فنسيهم} [التوبة: 67] قال الفراء: الواو ساقطة من المصحف، فالوقف عليه (نس) بلا واو، والعلة في هذا أنهم وجدوا الواو ساقطة من اللفظ لسكونها وسكون اللام فبنوا الخط على اللفظ، واكتفوا بالضمة من الواو.
قال أبو بكر: والذي وجدناه في مصاحفنا (نسوا) بالواو، فالوقف عليه بالواو. والذي مضى حكاه بعض أصحابنا عن الفراء متأولاً عليه، وكلام الفراء لا يدل على حذف الواو من (نسوا) في الخط، وحذف واو الجمع موجود كثير في كلام العرب، أنشدني أبي قال: أنشدنا أبو الفتح النحوي
متى تقول خلت من أهلها الدار = كأنهم بجناحي طائر طار
أراد: طاروا فاكتفى بالضمة من واو الجمع. وأنشدني أبي قال: أنشدنا أبو الفتح:
فلو أن الأطبا كان حولي = وكان مع الأطباء الشفاة
إذا ما اذهبوا وجدا بقلبي = وإن قيل الشفاة هم الأساة
أراد: كانوا، فحذف واو الجمع. وأنشد الفراء في البيت الأول:
وكان مع الأطباء الأساة
وأنشد في البيت الثاني:
وإن قيل الأطباء الشفاة
وأنشد الفراء:
إذا ما شاء ضروا من أرادوا = ولا يألوا لهم أحد ضرارا
وأنشدني أبي قال: أنشدنا أبو موسى هارون بن الحارث صاحب هشام بن معاوية الضرير:
شبوا على المجد وشابوا واكتهل = لو أن قومي حين أدعوهم حمل
على الجبال الصم لأرفض الجبل أراد: اكتهلوا وحملوا، فاكتفى بالضمة من واو الجمع ثم سكن اللام للقافية، وقال الآخر:
جزيت ابن أوفى بالمدينة قرضه = وقلت لشفاع المدينة أوجف
وقال الآخر:
لو ساوفتنا بسوف من تحيتها = سوف العيوف لراح الركب قد قنع
أراد: قد قنعوا، فحذف. وقال الآخر:
راحت بأعلاقه حولا يمانيه = تدعوا العرانين من بكر وما جمع
أراد: وما جمعوا، فحذف واو الجمع.
واعلم أن الفعل إذا تقدم كان موحدًا مع الاثنين والجمع من ذلك قوله تعالى: {أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها} [النساء: 75] تقف عليه (الظالم) بلا ياء لأن معناه «التي ظلم أهلها». فالفعل متقدم. وتقف على قوله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} [النساء: 97] (ظالمي) بالياء لأنه متأخر بعد الأسماء، كان الأصل فيه: «ظالمين أنفسهم» فسقطت النون للإضافة، وموضع «ظالمين» نصب على القطع من الهاء والميم في (توفاهم). وتقف على قوله: {قال رجلان من الذين يخافون} [المائدة: 23] [قال]، {وقال نسوة في المدينة} [يوسف: 30] (وقال) فنوحده، لأنه فعل متقدم. وتقف على قوله: {ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله} [النمل: 15] (وقالا) لأنه فعل متأخر. وكذلك:
{فلما أثقلت دعوا الله ربهما} [الأعراف: 189] تقف عليه (دعوا). وكذلك: {واستبقا الباب} [يوسف: 25] تقف عليه (واستبقا). وكذلك: {وألفيا سيدها} [يوسف: 25] تقف عليه (وألفيا). ومعنى ألفيا وجدا.
قال الشاعر:
حفظت الذي ألفيت شيخك قد بنى = فأسست بنيانا له ليس يهدم
أراد: حفظت الذي وجدت. وتقف على قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} [إبراهيم: 31] (يقموا). وكذلك: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} [الإسراء: 53] (يقولوا). {وأثاروا الأرض} [الروم: 9] (أثاروا). {وامتازوا اليوم} [يس: 59] (وامتازوا). تقف على هذا وما أشبهه بالواو لأنه فعل
متأخر بعد الفاعلين.
وتقف على قوله: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} [البقرة: 21] (يا أيها) لأن الأصل فيه «يا هؤلاء الناس» فاكتفى بـ«الناس» من «أولاء» فحذفوا. وكذلك: {يا أيها النبي} [الأنفال: 65] تقف (يا أيها) لأن الأصل فيه «يا أيهذا النبي» فاكتفى بـ«النبي» من «ذا». قال الشاعر:
ألا أيهذا المنزل الدارس الذي = كأنك لم يعهد بك الحي عاهد
فأخرجه على أصله. وقال الآخر:
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغي = وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
وقال الأخر:
ألا أيهذا لباخع الوجد نفسه = لشيء نحته عن يديه المقادر
ومن العرب من يقول: يأيه النبي، ويأيه الرجل. أنشد الفراء:
يا أيه القلب اللجوج النفس = أفق عن البيض الحسان اللعس
ولا يجوز أ، يقرأ أحد بهذه اللغة لأنها تخالف المصحف. فكل ما في كتاب الله من ذكر «يا أيها» فالوقف عليه بألف إلا ثلاثة أحرف في سورة النور: {وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون} [31] وفي سورة الزخرف: {وقالوا يا أيه الساحر} [49] وفي سورة الرحمن: {سنفرغ لكم آيه الثقلان} [31] فالوقف على هؤلاء الثلاثة بغير ألف اتباعًا
للمصحف. وكان عبد الله بن عامر بضم الهاء في هؤلاء المواضع الثلاثة. وقد اختلف القراء في الوقف عليهن. فكان أبو عمرو والكسائي يقفان عليهن بالألف. وكان الكسائي يقول: هذا من عمل الكاتب. وكان نافع يقف عليهن بغير ألف اتباعًا للكتاب.
فمن وقف عليهن بالألف قال: الأصل إثبات الألف. ومن حذفها قال: اكتفيت بالفتحة منها. وقال السجستاني: لا بد من إثبات الواو في الوقف في قوله: {ويدع الإنسان} [الإسراء: 11] {سندع الزبانية} [العلق: 18]، {ويمح الله الباطل} [الشورى: 24]
وهذا غلط منه لأن العرب حذفت واو الجمع، فحذف واو الجمع أغلظ من حذف لام الفعل فإذا جاز حذف ما يدل في الجمع كان حذف ما لا يدل على معنى أسهل. ويدل على بطلان قوله اجتماع المصاحف على حذف اللام. يقاس على منا إن شاء الله). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/246-280]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة