العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م, 11:40 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي الوقف على الهاء والتاء

الوقف على الهاء والتاء


عناصر الموضوع:
اختلاف القراء فيما يوقف عليه بالتاء وما يوقف عليه بالهاء من المؤنث
ما اختلف في قراءته جمعاً وإفرادا من التاءات
الوقف على {رحمت}
الوقف على {امرأت}
الوقف على {سنت}
الوقف على {نعمت}
الوقف على {لومة} و{بقيّت} و{قرّت}
الوقف على {كلمت}، و {معصيت}
الوقف على {لعنت}
الوقف على {ثمرت}
الوقف على {شجرت}
الوقف على {جنت}و{فطرت}و{ابنت}
الأحرف التي يقف عليها حمزة بالتاء
الخلاف في الوقف على {ولات}
الوقف في قوله تعالى: {حدائق ذات بهجة}
الوقف على {يا أبت}
الوقف على {هيهات}
الوقف على {ملكوت} و{الطاغوت} و {التابوت}
أحكام الهاء الداخلة للسكت في الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:11 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

اختلاف القراء فيما يوقف عليه بالتاء وما يوقف عليه بالهاء من المؤنث

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (اعلم أن كل هاء دخلت للتأنيث فالوقف عليها بالهاء والتاء جائز. ألا ترى أنهم كتبوا في المصحف بعضها بالتاء وبعضها بالهاء، واختلف القراء في ذلك، فكان أكثرهم يقولون: الوقف على ما في المصحف لا يتعدى. فما كان في المصحف بالتاء وقفنا عليه بالتاء. وما كان بالهاء وقفنا عليه بالهاء. وقال آخرون: أنت مُخير في ذلك. إن شئت وقفت على كل هاء للتأنيث في كتاب الله عز وجل بالهاء، وإن شئت وقفت بالتاء. فإذا وقفت بالهاء احتججت بأنك مريد للسكت، وإذا وقفت بالتاء احتججت بأنك مريد للوصل.
قال أبو بكر: وهذا المذهب لا يعجبنا لأنه لو جاز في المصحف في الوقف جاز خلافه في الوصل. فلما اجتمع القراء على ترك كل قراءة تخالف المصحف كان كل من تعمد في المصحف في وصل أو وقف مخطئًا.
وقال الفراء: التاء هي الأصل، والهاء داخلة عليها.
أنك تقول: قامت وقعدت ، فتجد هذا هو الأصل حتى يبنى عليه ما فيه الهاء. قال: والدليل على أن التاء عند العرب هي الأصل أن طيئًا تقول في الوقف: هذه مرأت، وهذه جاريت. فيصلون بالتاء ويقفون بالتاء.
وقال أبو محمد سلمة بن عاصم: قال بعض النحويين:
فاء في المؤنث هي الأصل في الأسماء، ليفرقوا بينها وبين الأفعال، فتكون الأسماء بالهاء والأفعال بالتاء. وقال سلمة: ربما قال الفراء بهذا أيضًا).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/281-282]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (وأبو عمرٍو، وابنُ كثيرٍ، والكِسائيُّ يَقِفُون بالهَاءِ كسَائِرِ الهاءاتِ الدَّاخِلَةِ على الأسماءِ. كـ: فاطمةَ، وقائمةَ، وهيَ لُغةُ قريشٍ.
والبَاقونَ يقفونَ بالتَّاءِ تغليبًا لجانِبِ الرَّسْمِ. وهي لُغةُ طيِّءٍ وحِمْيَرٍ.
واخْتَلَفُوا في التَّاءِ المَوْجُودةِ في الوَصْلِ والهاءِ المَوْجودةِ في الوقْفِ؛ أيَّتُهمَا الأصلُ للأُخْرى؟ فذهبَ سيبويه، وجماعةٌ بجريَانِ الإعرابِ عليهَا دونَ الهاءِ، وبأنَّ الوصْلَ هو الأصلُ، والوقفُ عارِضٌ.
قالوا: إنَّما أُبدِلَتْ هاءً في الوقفِ فَرْقًا بينَها وبينَ تاءِ التَّأنيثِ في عِفْرِيتٍ، ومَلَكُوتٍ.
وقال ابنُ كَيْسَانَ: بل فرقًا بينها وبيْنَ تاءِ التَّأنيثِ اللاَّحقَةِ للفعلِ. نحو: خرجْتُ، وضربْتُ.
وذهبَ آخرونَ إلى أنَّ الهاءَ هي الأصْلُ، ولهذا سُمِّيَتْ هاءَ التَّأنيثِ لا تاءَ التَّأنيثِ. وإنَّما جَعَلوها تاءً في الوَصْلِ؛ لأنَّها حينئذٍ تَتَعاقبُهَا الحركاتُ.. والهاءُ ضعيفةٌ تشبِهُ حروفَ العلَّةِ بخَفَائِهَا. فَقَلبُوها إلى حَرْفٍ يُناسِبُهَا، مع كَوْنِهِ أقْوَى منهَا، وهُوَ التَّاءُ.
تاءُ "نعمةَ" و "لعنةَ" المَبسُوطَةُ).[الدقائق المحكمة :1/41]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (ثمَّ اعلمْ أنَّ هاءَ التأنيثِ في المصحفِ الكريمِ ينقسمُ إلى مارُسِمَ بالهاءِ، وهو المُسَمَّى بالتاءِ المربوطةِِ، وإلى ما رُسِمَ بالتاءِ، وهو المُسَمَّى بالتاءِ المجرورةِ، فأمَّا مارُسِمَ بالهاءِ، فإنَّ الوقفَ عليها بالهاءِ، ممَّا اتَّفَقَ عليه القُرَّاءُ، وهو المُوَافِقُ لقاعدةِ الكتابةِ العربيَّةِ، وأمَّا ما رُسِمَ بالتاءِ فإنَّه ممَّا اخْتُلِفَ في الوقفِ عليهَ، فابنُ كثيرٍ، وأبو عمرٍو والكِسَائِيُّ يَقِفُونَ بالهاءِ، كسائرِ الهاءاتِ الداخلةِ على الأسماءِ، من نحوِ فاطمةَ، وقائمةٍ؛ إجراءً لهاء التأنيثِ على سَنَنٍ واحدٍ، وهي لغةُ قريشٍ، ويترتَّبُ عليه أيضًا إمَالةُ الكِسَائِيِّ، وكذا جوازِ الرَّوْمِ والإشمامِ، وعَدَمِهما للكُلِّ، والباقونَ يقفونُ بالتاءِ تغليبًا لجانبِ الرسمِ، وهي لغةُ طيِّئٍ، فلابدَّ للقارئِ مِن مَعْرفةِ ما رُسِمَ بالتاءِ والهاءِ؛ لتَحَرِّي في جميعِهما بالصوابِ في الأداءِ).[المنح الفكرية:1/74]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (فهذه قاعدةٌ كُلِّيَّةٌ تحتَها أفرادٌ جزئيَّةٌ، وهي كُلُّ ما اخْتَلَفَ القُرَّاءُ في إفرادِه وجمعِه قراءةً فإنَّهُ يكونُ في رسمِ القرآنِ بالتاءِ كتابةً، والمرادُ أنَّ مفردَه أيضًا بالتاءِ، إذ لاخلافَ في أنَّ الجمعَ المؤنثَ السالمَ يكونُ بالتاءِ، سواءٌ فيه الرسومُ القرآنيَّةُ وقواعدُ كتابةِ العربيَّةِ؛ ولذا أجمعَ القُرَّاءُ في الوقفِ عليها بالتاءِ، واختلفُوا في مفردِها ومجموعِها اثنا عشرَ موضعًا، وذلكَ قولُه تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتْ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} في الأنعامِ، قَرَأَهَا بالتوحيدِ عاصمٌ وحمزةُ والكِسَائِيُّ، { وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ على الذينَ فَسَقُوا} أَوَّلَ يونسَ، قَرَأَهُما بالإفرادِ غيرُ نافعٍ وابنِ عامرٍ، واخْتَلَفَت المصاحفُ في ثاني يونُسَ: {إِنَّ الَّذينَ حَقَّتْ عَلَيْهِم كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَيُؤْمِنُونَ} و {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ على الَّذينَ كَفَرُوا} في الطولِ، والقياسُ فيهما التاءُ، إذْ قرأَهما غيرُ نافعٍ وابنِ عامرٍ بالتوحيدِ، و {آياتٌ للسائِلِينَ} في سورةِ يوسفَ، قرأَها ابنُ كثيرٍ بالإفرادِ، و {أَلْقُوه في غَيَابَتِ الجُبِّ} {وأنْ يَجْعَلُوه في غَيَابَتِ} كِلاَهما في يوسفَ أيضًا، قرأَهما غيرُ نافعٍ بالتوحيدِ، و {لَوْلاَ أُنْزِلَ عليه آياتٌ مِن رَبِّهِ} في العَنْكَبوتِ، قرأَها بالإفرادِ ابنُ كثيرٍ وأبو بكرٍ وحمزةُ والكِسَائِيُّ، و {هُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ} في سبأٍ، قرأَها بالتوحيدِ حمزةُ، {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مَنْهُ} في فاطرٍ، قرأَها بالإفرادِ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو وحفصٌ وحمزةُ، {ومَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِن أَكْمَامِهَا} في فُصِّلَتْ، قرأَها بالتوحيدِ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو وأبو بكرٍ وحمزةُ والكِسَائِيُّ، و {جَمَالَتٌ صُفْرٌ} قرأَها بالإفرادِ أي: صورةً وإلا فهي جمعٌ حقيقةً حفصٌ وحمزةُ والكِسَائِيُّ.
ثمَّ اعلمْ أنَّهُم اختلفُوا في التاءِ الموجودةِ في الوصلِ، والهاءِ الموجودةِ في الوقفِ، أيَّتُهُمَا الأصلُ للأخرى فذهبَ سيبويه وجماعةٌ إلى أنَّ التاءَ هي الأصلُ، مُسْتَدِلِّينَ بجَرَيانِ الإعرابِ عليها دونَ الهاءِ، وبأنَّ الوصلَ هو الأصلُ، والوقفَ عارضٌ، قالُوا وإنَّما أُبْدِلَتْ هاءً في الوقفِ فرقًا بينها وبينَ التاءِ التي في (عِفْرِيتٍ) و (مَلَكُوتٍ)، قالَ ابنُ الكيسانِ: بل فرقًا بينَها وبينَ تاءِ التأنيثِ اللاحقةِ للفعلِ: نحو: خرجتْ، وضربتْ. وذهبَ آخرونَ إلى أنَّ الهاءَ هي الأصلُ، ولهذا سُمِّيَتْ هاءَ التأنيثِ لاتاءَ التأنيتِ، وإنَّما جعلُوها تاءً في الأصلِ؛ لأنَّها حينئذٍ يَتَعاقبُها الحركاتُ، والهاءُ ضعيفةٌ تُشْبِهُ حروفَ العلَّةِ؛ لخفائِها، فقلَبُوها إلى حرفٍ يُنَاسِبُها، معَ كونِه أقوى منها، وهو التاءُ).
[المنح الفكرية:1/76]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (بابٌ في تــاءِ التأنـيـثِ ومـا يَتعلَّقُ بهــا
قد علِمْتَ أن الرسمَ سنَّةٌ متَّبعةٌ لا تَجوزُ مخالفتُه، والغرَضُ الآنَ بيانُ ما رُسمَ بالتاءِ المجرورِ ليُوقَفَ عليه بالتاءِ على خلافٍ بينَ القرَّاءِ، وما رُسمَ بالمربوطةِ ليُوقَفَ عليه بالهاءِ اتِّفاقاً وخَصَّ الحافظُ ابنُ الجَزْرِيِّ في المقدِّمةِ ما رُسمَ بالتاءِ ليُعلمَ أنَّ ما عداه بالهاءِ وهاك بيانُه قالَ المؤلِّفُ:

94 - ورحْمتُ الزخرفِ بالتَّـا زَبَـرَهْ = الأعرافِ رَوْمُ هودٍ كافِ البقرهْ

إن هاءَ التأنيثِ في المصحفِ الكريمِ تَنقسمُ إلى قسمين: ما رُسمَ بالهاءِ وما رُسمَ بالتاءِ فأما ما رُسمَ بالهاءِ فإنه متَّفقٌ بالوقْفِ عليه بالهاءِ، وأما ما رُسمَ بالتاءِ فاختلَفَ القرَّاءُ في الوقفِ عليه فابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو والكِسائيُّ يَقفون بالهاءِ إجراءً لهاءِ التأنيثِ على سَننٍ واحدٍ، وهي لغةُ قريشٍ، والباقون يَقفون بالتاءِ اتِّباعاً للرسْمِ وهي لغةُ طيئٍ، وحِمْيَرٍ، ولا بدَّ للقارئِ من معرفةِ ما رُسمَ بالتاءِ والهاءِ ليَعلمَ محَلَّ الوقفِ والخلافِ، وقد حصَرَ الناظمُ ما رُسمَ بالتاءِ ليُعلمَ أن ما عداه مرسومٌ بالهاءِ وخَصَّ ما رُسمَ بالتاءِ اختصاراً، والألفاظُ المرسومةُ بالتاءِ ثلاثةَ عشرَ لفظاً).[الفوائد التجويدية: ]

قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (
فصلٌ في بيانِ هاءِ التأنيثِ المختلَفِ فيها بين القرَّاءِ بالإفرادِ والجمْعِ:

وهذا القسمُ هو الذي أشارَ إليه الحافظُ ابنُ الجَزْرِيِّ في المقدِّمةِ الجزْرِيَّةِ في بعضِ البيتِ الأخيرِ من البابِ بقولِه:

100- ........... وكلُّ ما اختُلِفْ = جمْعاً وفرْداً فيه بالتاءِ عُرفْ

ويُؤخذُ من قولِه هذا قاعدةٌ عامَّةٌ وهي أن كلَّ ما اختلَفَ القرَّاءُ في قراءتِه بالإفرادِ والجمْعِ فمرسومٌ بالتاءِ المفتوحةِ وقد وَقعَ ذلك في سبعِ كلماتٍ في اثْنَيْ عشرَ موضعاً في القرآنِ الكريمِ، ومن بين الكلماتِ السبعِ كلمتان مضافتان إلى الاسمِ الظاهرِ والخمسُ الباقيةُ غيرُ مضافةٍ.
أما المضافتان:
فالأُولى منهما: "كَلِمَت" وقد وَقعتْ في أربعةِ مواضعَ الأُولى قولُه تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} (الأنعام: آية 115).
الثاني والثالثُ: قولُه تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (آية:33)، وقولُه سبحانَه: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (آية: 96) الموضعان بيونسَ.
الرابعُ: قولُه تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} (غافر: آية 6)، وقد اختلَفَت المصاحفُ في الموضعِ الثاني من يونسَ وكذلك موضعِ غافرٍ والقياسُ فيهما التاءُ.
والكلمةُ الثانيةُ: {غَيَابَتِ الْجُبِّ} (في الموضعين بيوسفَ آية: 15،10).
أما الكلماتُ الخمْسُ التي لم تُضفْ فهي كالآتي:
الأُولى: قولُه تعالى: {آيَات} في موضعين: -
أوَّلُهما: قولُه تعالى: {آيَاتٌ للسَّائِلِينَ} (يوسف: آية 7).
وثانيهما: قولُه تعالى: {وَقَالُوا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} (العنكبوت: آية 50).
الثانيةُ: "الغُرُفُات" في قولِه تعالى: {وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ} (سبأ: آية 37).
الثالثةُ: "بَيِّنَت" في قولِه تعالى: {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ} (فاطر: آية 47).
الرابعةُ: "ثَمَرَات" في قولِه تعالى: {وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا} (فصِّلت: آية 40).
الخامسةُ: "جِمَالَتٌ" في قولِه تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} (المرسلات: آية 33).
وقد نَظمَ كلماتِ هذا القسمِ شيخُ مشايخنا العلاَّمةُ المتولي في كتابِه "اللؤلؤُ المنظومُ" فقالَ:

وكلُّ ما فيه الخلافُ يَجـري = جمْعـاً وفرْداً فبِتاءٍ فــادْرِ
وذا جمَلَتٌ وءايَتٌ أَتَـــى = في يوسفَ والعنكبوتِ يا فَتَى
وكلِمَتٌ وهو في الطُّولِ معَا = أنعامه ثم بيـونسَ معــا
والغرُفُاتِ في سبأٍ وبَيَّنَـتْ = في فاطرٍ وثمراتِ فُصِّلَـتْ
غياَبَتُ الجبِّ وخُلفٌ ثـاني = بيونسَ والطُّولُ فَعِ المعاني

وأما معرفةُ من يقرأُ فيها من القرَّاءِ بالجمْعِ ومن قرأَ بالإفرادِ.
فقد تَركْنا ذِكرَه مراعاةً للاختصارِ وهو في كُتبِ الخلافِ، وأما معرفةُ الوقْفِ عليها فمن قرأَ بالجمْعِ، وَقفَ عليها بالتاءِ كسائرِ الجموعِ، ولو كان مذهبُه الوقفَ بالهاءِ في الإفرادِ. ومن قرأَ بالإفرادِ وكان مذهبُه الوقفَ بالتاءِ وَقفَ بها، ومن كان مذهبُه الوقفَ بالهاءِ وَقفَ بها أيضاً، وبالنسبةِ لحفصٍ عن عاصمٍ فقد قرأَ بالجمْعِ في ثلاثِ كلماتٍ في السبعِ، ووَقفَ عليها بالتاءِ كما هو مقرَّرٌ، وهي كلمةُ "ءايت" في موضعَيْها بيوسفَ والعنكبوتِ، و "الغُرُفُات" في سبأٍ، و "ثَمَرَات" في فصِّلَتْ.
وأما الكلماتُ الأربعُ المتبقِّيَةُ فهي كلمةُ "غَيَابَت" في الموضعين بيوسفَ وكلمةُ "بَيِّنَت" بفاطرٍ، وكلِمةُ "جَمَلت" بالمرسلاتِ، ولفظُ "كَلِمَت" في كلٍّ من الأنعامِ وغافرٍ، وموضِعَي يونسَ فقرَأَهُنَّ حفصٌ عن عاصمٍ بالإفرادِ ووَقفَ عليهن بالتاءِ المفتوحةِ، كما هو مذهبُه غيرَ أنَّ لفظَ "كلمة" في موضعِ غافرٍ اختلَفَ كُتَّابُ المصاحفِ فيه فرَسَمَها بعضُهم بالتاءِ المفتوحةِ، وبعضُهم بالهاءِ المربوطةِ، وكذلك اختُلِفَ في "كَلِمَت" في الموضعِ الثاني من يونسَ فرُسِمَتْ في المصاحفِ العراقيَّةِ بالهاءِ وفي الشاميَّةِ والمدنيَّة بالتاءِ، والأَوْلى والقياسُ رسْمُ موضعِ غافرٍ والثاني من يونسَ بالتاءِ كما قال به الجمهورُ وإليه أشارَ الإمامُ الشاطبيُّ رحِمَهُ اللهُ تعالى في العَقيلةِ بعدَ ما أَوردَ الخلافَ في الموضعين بقولِه "وفيهما التاءُ أَوْلى قالَ في نهاية القولِ المفيدِ وقَطَعَ ابنُ الجَزْرِيِّ وغيرُه بأنهما بالتاءِ وعلى ذلك شرَّاحُ الجزْرِيَّةِ، وعلى هذا يتحصَّلُ لحفْصٍ عن عاصمٍ حالةُ الوقفِ عليهما وجهان صحيحان: الأوَّلُ: الوقْفُ عليهما بالتاء المفتوحةِ، وهذا هو المشهورُ عندَ الجمهورِ لما تقدَّمَ.
الثاني: الوقْفُ عليهما بالهاءِ المربوطةِ ولا بأسَ به). [الفوائد التجويدية: ؟؟ ]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:11 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

ما اختلف في قراءته جمعاً وإفرادا من التاءات

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (
(100)"وكلُّ ما اخْتُلِفَ جمعًا وفردًا في بالتَّاءِ عُرِفَ" أي رُسِمَ بِهَا. وذلك في قولِهِ تعالى: {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: 7]. قرأهَا ابنُ كثيرٍ بالتَّوحيدِ، والباقون بالجمعِ.
وفي قولهِ تعالَى فيها أيضًا: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} [يوسف: 10]، {أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ}[يوسف: 15] قرأَهُما نافِعٌ بالجمعِ، والباقونَ بالتَّوحيدِ.
وفي قولِهِ تعالَى: { لَوْلاَ أُْنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ } [العنكبوت: 50]. قرأهَا ابنُ كثيرٍ، وشُعبةُ، وحمزةُ، والكسائيُّ، بالتَّوحيدِ والباقون بالجمعِ.
وفي قولِهِ تعالى: { وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ }[سبأ: 37]. قرأَها حمزةُ بالتَّوحيدِ، والباقون بالجمعِ.
وفي قولِهِ تعالَى: {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ}[فاطر: 40]. قرأها نافعٌ، وابنُ عامرٍ، وشُعبةُ، والكِسائيُّ بالجمعِ، والباقون بالتَّوْحيدِ.
وفي قولِهِ: {جِمَالَةٌ صُفْرٌ}[المرسلات: 33]. قرأَهَا حفصٌ، وحمزةُ والكسائيُّ بالتَّوحيدِ، والباقون بالجمعِ.
وفي قولِهِ: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً} [الأنعام: 115]. قرأَها عاصمٌ وحمزةُ، والكسائيُّ بالتَّوحيدِ، والباقونَ بالجمعِ.
وفي قولِهِ: {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} [يونس: 33]. قرأها نافعٌ، وابنُ عامرٍ بالجمع. والباقون بالتَّوحيد. واخْتَلَفَت المصاحِفُ في ثاني "يونُسَ": {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُون}[يونس: 96].
وفي قولِهِ في "الطَّوْل": { وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} [غافر: 6]. والقياسُ فيهما بالتَّاءِ. قرأَهما نافعٌ، وابنُ عامرٍ بالجمعِ، والباقون بالتَّوحيدِ).[الدقائق المحكمة : 1/43]

قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (فهذه قاعدةٌ كُلِّيَّةٌ تحتَها أفرادٌ جزئيَّةٌ، وهي كُلُّ ما اخْتَلَفَ القُرَّاءُ في إفرادِه وجمعِه قراءةً فإنَّهُ يكونُ في رسمِ القرآنِ بالتاءِ كتابةً، والمرادُ أنَّ مفردَه أيضًا بالتاءِ، إذ لاخلافَ في أنَّ الجمعَ المؤنثَ السالمَ يكونُ بالتاءِ، سواءٌ فيه الرسومُ القرآنيَّةُ وقواعدُ كتابةِ العربيَّةِ؛ ولذا أجمعَ القُرَّاءُ في الوقفِ عليها بالتاءِ، واختلفُوا في مفردِها ومجموعِها اثنا عشرَ موضعًا، وذلكَ قولُه تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتْ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} في الأنعامِ، قَرَأَهَا بالتوحيدِ عاصمٌ وحمزةُ والكِسَائِيُّ، { وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ على الذينَ فَسَقُوا} أَوَّلَ يونسَ، قَرَأَهُما بالإفرادِ غيرُ نافعٍ وابنِ عامرٍ، واخْتَلَفَت المصاحفُ في ثاني يونُسَ: {إِنَّ الَّذينَ حَقَّتْ عَلَيْهِم كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَيُؤْمِنُونَ} و {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ على الَّذينَ كَفَرُوا} في الطولِ، والقياسُ فيهما التاءُ، إذْ قرأَهما غيرُ نافعٍ وابنِ عامرٍ بالتوحيدِ، و {آياتٌ للسائِلِينَ} في سورةِ يوسفَ، قرأَها ابنُ كثيرٍ بالإفرادِ، و {أَلْقُوه في غَيَابَتِ الجُبِّ} {وأنْ يَجْعَلُوه في غَيَابَتِ} كِلاَهما في يوسفَ أيضًا، قرأَهما غيرُ نافعٍ بالتوحيدِ، و {لَوْلاَ أُنْزِلَ عليه آياتٌ مِن رَبِّهِ} في العَنْكَبوتِ، قرأَها بالإفرادِ ابنُ كثيرٍ وأبو بكرٍ وحمزةُ والكِسَائِيُّ، و {هُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ} في سبأٍ، قرأَها بالتوحيدِ حمزةُ، {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مَنْهُ} في فاطرٍ، قرأَها بالإفرادِ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو وحفصٌ وحمزةُ، {ومَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِن أَكْمَامِهَا} في فُصِّلَتْ، قرأَها بالتوحيدِ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو وأبو بكرٍ وحمزةُ والكِسَائِيُّ، و {جَمَالَتٌ صُفْرٌ} قرأَها بالإفرادِ أي: صورةً وإلا فهي جمعٌ حقيقةً حفصٌ وحمزةُ والكِسَائِيُّ). [المنح الفكرية:1/76]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (وأما معرفةُ من يقرأُ فيها من القرَّاءِ بالجمْعِ ومن قرأَ بالإفرادِ.
فقد تَركْنا ذِكرَه مراعاةً للاختصارِ وهو في كُتبِ الخلافِ، وأما معرفةُ الوقْفِ عليها فمن قرأَ بالجمْعِ، وَقفَ عليها بالتاءِ كسائرِ الجموعِ، ولو كان مذهبُه الوقفَ بالهاءِ في الإفرادِ. ومن قرأَ بالإفرادِ وكان مذهبُه الوقفَ بالتاءِ وَقفَ بها، ومن كان مذهبُه الوقفَ بالهاءِ وَقفَ بها أيضاً، وبالنسبةِ لحفصٍ عن عاصمٍ فقد قرأَ بالجمْعِ في ثلاثِ كلماتٍ في السبعِ، ووَقفَ عليها بالتاءِ كما هو مقرَّرٌ، وهي كلمةُ "ءايت" في موضعَيْها بيوسفَ والعنكبوتِ، و "الغُرُفُات" في سبأٍ، و "ثَمَرَات" في فصِّلَتْ.
وأما الكلماتُ الأربعُ المتبقِّيَةُ فهي كلمةُ "غَيَابَت" في الموضعين بيوسفَ وكلمةُ "بَيِّنَت" بفاطرٍ، وكلِمةُ "جَمَلت" بالمرسلاتِ، ولفظُ "كَلِمَت" في كلٍّ من الأنعامِ وغافرٍ، وموضِعَي يونسَ فقرَأَهُنَّ حفصٌ عن عاصمٍ بالإفرادِ ووَقفَ عليهن بالتاءِ المفتوحةِ، كما هو مذهبُه غيرَ أنَّ لفظَ "كلمة" في موضعِ غافرٍ اختلَفَ كُتَّابُ المصاحفِ فيه فرَسَمَها بعضُهم بالتاءِ المفتوحةِ، وبعضُهم بالهاءِ المربوطةِ، وكذلك اختُلِفَ في "كَلِمَت" في الموضعِ الثاني من يونسَ فرُسِمَتْ في المصاحفِ العراقيَّةِ بالهاءِ وفي الشاميَّةِ والمدنيَّة بالتاءِ، والأَوْلى والقياسُ رسْمُ موضعِ غافرٍ والثاني من يونسَ بالتاءِ كما قال به الجمهورُ وإليه أشارَ الإمامُ الشاطبيُّ رحِمَهُ اللهُ تعالى في العَقيلةِ بعدَ ما أَوردَ الخلافَ في الموضعين بقولِه "وفيهما التاءُ أَوْلى قالَ في نهاية القولِ المفيدِ وقَطَعَ ابنُ الجَزْرِيِّ وغيرُه بأنهما بالتاءِ وعلى ذلك شرَّاحُ الجزْرِيَّةِ، وعلى هذا يتحصَّلُ لحفْصٍ عن عاصمٍ حالةُ الوقفِ عليهما وجهان صحيحان: الأوَّلُ: الوقْفُ عليهما بالتاء المفتوحةِ، وهذا هو المشهورُ عندَ الجمهورِ لما تقدَّمَ.
الثاني:
الوقْفُ عليهما بالهاءِ المربوطةِ ولا بأسَ به). [الفوائد التجويدية: ؟؟ ]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(ومعنى قوله (وكل ما اختلف جمعاً وفرداً) يعني كلمات سبعة اختلف فيها القراء جمعاً وإفراداً ويقف عليها حفص بالتاء المفتوحة وإليك بيانها:
أولاً: (كلمات) بسورة الانعام ويونس والطول أي غافر ففي سورة الأنعام {وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلا} تقول:{وتمت كلمت}
الوجه الثاني
وحكمها عارض للسكون غير ممدود مرفوع فيه السكون والروم والإشمام وفي يونس: {كذلك حقت كلمت ربك} تقرأ هكذا: {كذلك حقت كلمت}، وحكمها كالتي قبلها، وربما جهرت بالهمس ليظهر التسجيل جيداً، وفي غافر: {وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا} وهي كالسابقتين نطقاً وحكماً. قرأ الثلاثة الكوفيون بالإفراد، وباقي القراء بالجمع، وما سوى ذلك يوقف عليه بالهاء فيكون من قبيل هاء التأنيث غير المدودة العارضة كما تقدم.
ثانياً: {غيابت الجبب} بسورة يوسف، في الموضعين، يوقف عليها هكذا: {يجعلوه في غيابت} {وألقوه في غيابت}، وحكمهما عارض للسكون غير ممدود مجرور، فيه السكون والروم. وقرأهما نافع بالجمع والباقي بالإفراد.
ثالثاً: {كأنه جمالت صفر} بالمرسلات، تقرأ هكذا {كأنه جمالت}، وحكمها عارض للسكون غير ممدود مرفوع, فيه الثلاثة: السكون والروم والإشمام. وقرأ بتوحيدها حمزة والكسائي وخلف وحفص والباقي بجمعها {جمالات}.
رابعاً: في سورة العنكبوت {وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه} يوقف عليها هكذا {آيات} وهي مد عارض للسكون مرفوع، فيه القصر والتوسط والمد بالسكون، والقصر والتوسط والمد بالإشمام، والقصر بالروم. سبعة أوجه. وقرأ بتوحيده حمزة والكسائي وخلف وشعبة، والباقي بالجمع.
خامساً: {وهم في الغرفات آمنون} بسورة سبأ، يوقف عليها هكذا: {وهم في الغرفات}، وحكمه مد عارض للسكون مجرور، فيه الثلاثة: القصر والتوسط المد والقصر بالروم، أربعة أوجه، وقرأ بتوحيده حمزة وخلف هكذا: {وهم في الغرفه}.
سادساً: قوله: {وما تخرج من ثمرات} بسورة فصلت، وَقف عليها حفص هكذا: {وما تخرج من ثمرات}، وهي في الحكم كالتي قبلها، وجمعها نافع وابن عامر و أبو جعفر وحفص، وقرأ الباقون بالإفراد: {وهم في الغرفة}.
سابعاً: قوله: {فهم على بينت منه} بسورة فاطر، وتقرأ هكذا: {فهم على بينت}، وحكمها عارض للسكون غير ممدود مجرور، فيه السكون والروم، قرأها نافع والكسائي وشعبة وأبو جعفر بالجمع، والباقون بالتوحيد.
فهذه هي الكلمات السبع التي اختلف فيها القراء جمعاً وفرداً، وهي معنى قوله رضي الله عنه:

وكل ما اختلف = جمعاً وفرداً فيه بالتاء عرف

أي عرف عن حفص وقفه على هذه المواضع بالتاء المفتوحة. وقد تم هذا المبحث بحمد الله وتوفيقه).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:11 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {رحمت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (فكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر الرحمة فالوقف عليه بالهاء إلا سبعة أحرف، في البقرة: {أولئك يرجون رحمت الله} [218]، وفي الأعراف: {إن رحمت الله قريب من المحسنين} [56]، وفي هود: {رحمت الله وبركاته} [73]، وفي مريم: {ذكر رحمت ربك عبده} [2]، وفي الروم: {فانظر إلى آثار رحمت الله} [50]، وفي الزخرف: {أهم يقسمون رحمت ربك} [32] وفيها: {ورحمت ربك خير مما يجمعون} [32]). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/283]
قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ) : (فصل الوقف على: هاء التأنيث؛ والرحمة
قال أبو بكر: وكل هاء دخلت للتأنيث؛ فالوقف عليها بالهاء والتاء جائز. وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر الرحمة فالوقف عليه بالهاء إلا سبعة أحرف:
في البقرة: {يرجون رحمت الله} الآية [البقرة: 218].
وفي الأعراف: {إن رحمت الله}الآية [الأعراف: 56].
وفي هود: {رحمت الله وبركاته عليكم} الآية [هود: 73].
وفي مريم: {رحمت ربك} الآية [مريم: 2].
وفي الروم: {فانظر إلى آثار رحمت الله} الآية [الروم: 50].
وفي الزخرف: {أهم يقسمون رحمت ربك} الآية [الزخرف: 32].
وفيها: {ورحمت ربك خير مما يجمعون} الآية [الزخرف: 32]). [فنون الأفنان: 370]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): ((94) و {وَرَحْمَةُ رَبِّكَ} في مَوْضِعَي "الزُّخرفِ بالتّاءِ" لا بالهاءِ "زَبْرَهْ" أي كَتْبَهُ عثمانُ – رضيَ اللهُ عنه-.
وزَبْرُ أيضًا بالتَّاءِ: {رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] في "الأعرافِ" – بالنَّقلِ والاكْتفاءِ بحركةِ اللاَّمِ عن همزةِ الوصْلِ -.
وفي "روم" أي: في "الرومِ" و "هودٍ" قولُهُ تعالى: { فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الروم: 50]، وقولُهُ في "هود": { رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} [هود: 73]، و {رَحْمَتُ رَبِّكَ} [مريم: 2] في "كاف" أي "كهيعص". و {رَحْمَتُ اللهِ} [البقرة: 218]. وما عدا هذهِ السبعةَ، تُرسَمُ بالهاءِ). [الدقائق المحكمة:1/41]

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): ((96) وزَبَرَ بالتَّاءِ نَعْمَتَ في "لقمانَ ثُمَّ في فاطرٍ كالطُّورِ عمرانَ" أي: كَمَا في "الطورِ"، و "آلِ عِمْرَانَ" من قولِهِ تعالى في الأولى: { الْفُلْكَ تَجْري في الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللهِ}[لقمانُ: 31]، وفي الثانيةِ والرابعةِ {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ}[فاطر: 3، وآل عمران: 103]، وفي الثالثةِ { فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِرَبِّكَ} [الطور: 29]. وما عدا هذه الإحدى عشْرَةَ مرسومٌ بالهاءِ). [الدقائق المحكمة:1/42]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ((وَرَحْمَتُ الزخرفِ بالتا زبره) برفعِ رحمت، ونصبِها، أي: رسمُ عثمَانَ رَضِيَ اللهُ عنه أو كَتَبَ أهلُ الرسمِ بالتاءِ المجرورةِ لفظَ {رَحْمَتُ} في سورةِ الزخرفِ، وكذا (في الأعرافِ رُومَ هُودَ كافَ البقرةَ) بحذفِ العاطفِ في الكُلِّ، للوزنِ، وبالنقلِ والاكتفاءِ بحركةِ اللامِ عن همزةِ الوصلِ في الأعرافِ، وضبطَ هودَ وكافَ بالفتحِ، لأنَّهما اسما سورتينِ، وأمَّا قولُ الروميِّ: وإضافةُ الأعرافِ إلى الرومِ والكافِ إلى البقرةِ لفظًا لأدنى مُلابسةٍ فمحمولٌ على عدمِ الملاحظةِ لما قدَّمْنَاه مِن حُسْنِ المقابلةِ). [المنح الفكرية:1/76]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وقد خَصَّ الناظمُ ما رُسِمَ من ذلكَ بالتاءِ لِقَلَّتِه يُعْرَفُ ما عدَاها بكثرتِه، ومجموعُ ما ذكرَه مِن {رَحْمَتَ} سبعةٌ؛ لأنَّهَا في الزخرفِ موضعانِ {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} و {رَحْمَتُ رَبِّكَ خيرٌ ممَّا يجمعُونَ}، والعمومُ يُفْهَمُ مِنْ إطلاقِ الناظمِ ومِن الإضافةِ الجنسيَّةِ، وفي الأعرافِ: {إنَّ رَحْمَتَ اللهِ قريبٌ مِن المُحْسِنِينَ}وفي الرومِ {فانظرْ إلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ}، وفي هودٍ {رَحْمَتُ اللهِ وبركاتُه} وفي مريمَ {ذِكْرُ رحمتِ رَبِّكَ} وفي البقرةِ {أولئكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ } وما عدا هذه السبعةَ بالهاءِ، نحوُ قولِه تعالى: {لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللهِ}).[المنح الفكرية:1/76]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الأُولى: رَحْمَتُ، رُسمتْ بالتاءِ في سبعةِ مواضعَ في القرآنِ الكريمِ وهي:
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ} (البقرة: آية 218).
الثاني: قولُه تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف: آية 56).
الثالثُ: قولُه تعالى: {رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} (هود:آية 73).
الرابعُ: قولُه تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} (مريم: آية 2).
الخامسُ: قولُه تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللهِ} (الروم: آية 50).
السادسُ: قولُه تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} (الزخرف: آية 32).
السابعُ: قولُه تعالى: {وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (الزخرف: آية 32).
وما سِوى هذه المواضعِ فإنها بالهاءِ المربوطةِ رسْماً ووقْفاً بالإجماعِ نحوُ قولِه تعالى: {لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ} (الزمر: آية 32)).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(أولاً: (رحمت) وهو في سبع كلمات الأول: {أولئك يرجون رحمت الله} تفف {أولئك يرجون رحمت}
الثاني: {إن رحمت الله قريب}بسورة الأعراف تقول: {إن رحمت} وحكمهما، عارض للسكون، غير ممدود، منصوب، فيهما السكون فقط.
الثالث: {رحمت الله وبركاته} بسورة هود، تقول: {رحمت}، وهو عارض للسكون غير ممدود مرفوع فيه السكون والروم والإشمام،
الرابع: {ذكر رحمت ربك} بأول مريم وهو عارض للسكون، غير ممدود مجرور، فيه السكون والروم.
خامساً: {فانظر إلى آثار رحمت الله} بسورة الروم، تقول: {فانظر إلى آثار رحمت} وهو عارض للسكون، غير ممدود مجرور، فيه السكون والروم.
سادساً: {أهم يقسمون رحمت ربك} بسورة الزخرف، تقول: {أهم يقسمون رحمت} وهو عارض للسكون غير ممدود منصوب، فيه السكون فقط.
سابعاً: {ورحمت ربك خير} بسورة الزخرف أيضاً، تقول: {ورحمت} ويوقف عليها بالسكون، والروم، والإشمام، فهي عارض للسكون غير ممدود مرفوع.
قال العلامة المتولي في كتابه اللؤلؤ المنظوم:
يرجون رحمت وذكر رحمت = ورحمت الله قريب فاثبت
ورحمت الله بهود مع إلى = آثار رحمت بزخرف كلا
وفيما عدا هذا يوقف عليه بالهاء، فيكون من قبيل هاء التأنيث غير المدودة العارضة للسكون، ولا روم فيها ولا إشمام).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:12 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على (امرأت)

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر «المرأة» فالوقف عليه بالهاء إلا سبعة أحرف، في آل عمران: {إذ قالت امرأت عمران} [35] وفي يوسف: {امرأت العزيز الآن حصحص الحق} [51] وفيها: {امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه} [30] وفي القصص: {امرأت فرعون قرت عين} [9] وفي التحريم: {امرأت نوح وامرأت لوط} [10] و{امرأت فرعون} [11]). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/285]
قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ) : ( فصل: الوقف على المرأة
قال أبو بكر: وكل ما في القرآن من ذكر المرأة، فالوقف عليها بالهاء، إلا سبعة أحرف:
في آل عمران: {إذ قالت امرأت عمران} الآية [آل عمران: 35].
وفي يوسف: {قالت امرأت العزيز} الآية [يوسف: 51]، وفيها: {امرأت العزيز تراود} الآية [يوسف: 30].
وفي القصص: {وقالت امرأت فرعون قرت عين لي} الآية [القصص: 9].
وفي التحريم: {امرأت نوح} الآية [التحريم: 10]، و{امرأت لوط} الآية [التحريم: 10]، و{امرأت فرعون} الآية [التحريم: 11]). [فنون الأفنان : 371]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (تاءُ "امرأةٍ" "معصيةٍ" المَبْسوطَةُ وَامْرَأَتُ يُوسُفَ عِمْرَانَ الْقَصَصْ = تَحْرِيْمَ مَعْصِيَتْ بِقَدْ سَمِعْ يُخَصْ
(97) وزَبَرَ أيضًا بالتَّاءِ "امرأتَ" إذا أُضيفَتْ إلى زَوْجِهَا. وذلكَ في قولِهِ تعالى: {امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} بِمَوْضِعَيْ "يوسُفُ"، وفي قولِهِ: {امْرَأَةُ عِمْرَانَ}، وفي قولِهِ: {امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ}في "القَصَصِ"، وفي قولِهِ: {امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ} (97)، و {امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ}(97) في "تحريمٍ" أي: "التَّحريمِ". وما عدا هذه السبعةَ مرسومٌ بالهاءِ).[الدقائق المحكمة:1/42]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ( (وْامَرَأَتٌ يوسفَ عمرانَ القصصَ) بتنوين (امرأةٍ)، على أنَّهُ مبتدأٌ، وبنصبِ يوسُفَ وعِمْرانَ، على الظرفيَّةِ أي: الكائنةَ فيهما وكذا القصصُ وسَكَّنَ بالوقفِ والمفهومُ مِن شرحِ الشيخِ زكريَّا أنَّ (امرأةً) منصوبةٌ مضافةٌ حيثُ قَدَّرَ (وزبر) فَتَدَبَّرْ، وقالَ اليمنيُّ: مرفوعٌ بالابتداءِ وخبرُه محذوفٌ تقديرُه: ومنها امرأتٌ، أي ومِن الكلماتِ المرسومةِ بالتاءِ كلمةُ (امرأتٍ) وقولُه (يوسفُ) مبتدأٌ خبرُه محذوفٌ، أي: مَحَلُّها سورةُ يوسفَ، وقولُه (عمرانَ القصصَ) مَعْطُوفانِ على (يوسفَ) وحرفُ العطفِ محذوفٌ للوزنِ، وأغربَ الروميُّ حيثُ جعلَ (امرأتَ) مضافةً على (يوسفَ) وهو مضافٌ إلى (عمرانَ) وهو إلى (القصصِ) بِناءً على أنَّ الإضافةَ لأدنى ملابسةٍ، ووجهُ الغرابةِ لايخفى على ذَوِي النُّهَى، ويستفادُ عمومُ موضعي يوسفَ ممَّا قدَّمْنَاه في رحمةِ الزخرفِ فَتَدَبَّرْ.
(تحريمَ مَعْصِيَتٌ بقدْ سَمِعَ يُخَصُّ) فتحريمٌ منصوبٌ أيضًا على الظرفيَّةِ، أو على المفعوليَّةِ، والمرادُ به سورةُ التحريمِ، ومَعْصِيَتٌ منوَّنٌ لكونِهَا مبتدأً، وجُوِّزَ جَرُّهُ حكايةً؛لأنَّها وردتْ في القرآنِ مجرورةً، ويُخَصُّ بصيغةِ المجهولِ، ويَجُوزُ تذكيرُه باعتبارِ لفظِ (قدْ سمِعَ) وتأنيثُه باعتبارِ سورتِه، والمعنى أنَّ (امرأت) مرسومةٌ بالتاءِ في سبعةِ مواضعَ {امْرَأَتُ العزيزِ تُرَاوِدُ} و {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ} كلاهما بيوسُفَ، و {إذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} في آلِ عِمْرَانَ و { قالَت امرأتُ فِرْعَوْنَ} في القصصِ و {امْرَأَتُ نُوحٍ وامْرَأَتُ لُوطٍ} و {امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ} في التحريمِ، وما سواها بالهاءِ، والقاعدةُ الكُلّيَّةُ أنَّ المرأةَ المذكورةَ معَ زوجِها مرسومةٌ بالتاءِ، وغيرَها بخلافِها، كما في قولِه تعالى: {وإنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ}).[المنح الفكرية:1/75]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الرابعةُ: "امْرَأَت" ويُشترطُ في رسْمِ هذه الكلمةِ بالتاءِ المفتوحةِ ذِكرُها مع زوجِها ووَقعتْ في التنزيلِ بهذا الشرْطِ في سبعةِ مواضعَ وهي كالتالي:
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} (آل عمران: آية 35).
الثاني والثالثُ: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} (آية: 30)، {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} (آية:51)، الموضعان بيوسفَ.
الرابعُ: قولُه تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} (القصص: آية 10،9).
الخامسُ والسادسُ والسابعُ: قولُه تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} (آية:10) {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} (آية: 11) الثلاثةُ بالتحريمِ، ولم يُوجَدْ في التنزيلِ لفظُ امْرَأَت مضافاً إلى الاسمِ الظاهرِ إلا هذه المواضعُ السبعةُ.
أما لفظُ "امرأة" في الاسمِ المفرَدِ غيرِ المضافِ للظاهرِ فهو متَّفقٌ عليه بينَ جميعِ القرَّاءِ، في أنه مرسومٌ بالهاءِ المربوطةِ والوقْفُ عليه كذلك كقولِه تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً} (الأحزاب: آية 51)، وما شابَهها كما تقدَّمَ).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(النوع الثالث: من المكرر كلمة (امرأت)، وتوجد في سبع مواضع من القرآن الكريم، إليك بيانها:
الأول: {إذ قالت امرأت عمران} بسورة آل عمران.
الثاني: {قالت امرأت العزيز} وحكمهما عارض للسكون غير ممدود، مرفوع، فيه السكون والروم والإشمام تقول: امرأت.
الثالث: {امرأت العزيز تراود} بسورة يوسف ، وحكمها كالأولين.
رابعاً: {وقالت امرأت فرعون} بسورة القصص، وحكمها كما مضى.
خامساً: {وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأت فرعون} بالتحريم، وهي عارض للسكون غير ممدود، منصوب، فيه السكون فقط.
سادساً، وسابعاً: {امرأت نوح وامرأت لوط} بالتحريم وحكمهما عارض للسكون غير ممدود منصوب، فيه السكون فقط، كل هذا يوقف عليه: امرأت، وضابط ذلك كل امرات أتت مع زوجها يوقف عليها بالتاء، وما سوى ذلك يوقف عليها بالهاء، فتكون من قبيل هاء التأنيث غير الممدودة العارضة للسكون، ولا روم فيها ولا إشمام.
قال العلامة المتولي:

وامرأت مع زوجها قد ذكرت = فهاؤها بالتاء رسماً وردت).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:13 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {سنت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (
وكل ما في كتاب الله من ذكر السنة فالوقف عليه بالهاء إلا خمسة أحرف، في الأنفال: {فقد مضت سنت الأولين} [34] وفي الملائكة: {فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا} [43]، وفي المؤمن: {سنت الله التي قد خلت في عباده} [85]).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/283-284]

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (و "سُنَّتْ" – بإسكانِ التاءِ – مِن قولِهِ تعالَى: { لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلاً} [فاطر: 43] في "فاطرٍ".
"كلاَّ" أي حالةُ كلٍّ منهَا في "فاطرٍ"، ومِن قولِهِ تعالَى: { سُنَّةُ الأَوَّلِينَ} [الأنفال: 38]، ومِن قَوْلِهِ تعالَى: { سُنَّةَ اللهِ الَّتي قَدْ خَلَتْ} [غافر: 85] في "حرفِ غافرٍ". أي آخرِهَا.
وفي نسخةٍ "وآخرِ غافرٍ").[الدقائق المحكمة:1/42-43]

قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وكذلك (سُنَّتٌ) في خمسةِ مواضعَ مرسومةٌ بالتاءِ ثلاثةٌ في فاطرٍ {إلا سُنَّتَ الأَوَّلينَ} {فلنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلًا ولنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلًا} وإلى هذِه الثلاثةِ أشارَ بقولِه (كُلاّ) وفي الأنفالِ {مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلينِ} وفي غافرٍ {سُنَّتَ اللهِ التي قَدّ خَلَتْ في عبادِه وَخَسِرَ هُنَالِكَ الكافرونَ} وهي آخرُ السورةِ، لكن قولُ ابنِ المصنِّفِ: (أُخْرَى غافرٍ) أي آخرُها غيرُ مستقيمٍ، للفرقِ بينَ الآخرِ والأخرى، كما لا يَخْفَى على ذَوِي النُّهَى، ومعَ هذا هو بيانٌ لمحلِّهِ لا احترازٌ عن أَوَّلِه أو آخرِه، لعدمِ تحقُّقِ تعدُّدِه، ثمَّ ماعدا هذه الخمسةَ بالهاءِ كقولِه تعالى: {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا} ثمَّ كانَ حقُّه أنْ يَذْكُرَ (سُنَّةَ) أولًا لكونِه من الألفاظِ المكرَّرَةِ، ثمَّ يذكرُ شجرةَ الدخانِ، فإنَّها من الكلماتِ المفردةِ، والاعتذارُ عنه ارتكابُ الضرورةِ). [المنح الفكرية :1/76]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ السابعةُ: "سُنَّت" رسِمتْ هذه الكلمةُ بالتاءِ المفتوحةِ في الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ في خمسةِ مواضعَ وهي:
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ} (الأنفال آية: 62).
الثاني والثالثُ والرابعُ: قولُه تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْويلاً} (الثلاثةُ بفاطرٍ: آية 38).
الخامسُ: قولُه تعالى: {سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } (غافر: آية 43).
وما عدا هذه المواضعِ الخمسةِ فبالهاءِ المربوطةِ رسْماً ووقْفاً للجميعِ كقولِه تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا} (الاسراء: آية 85)، وقولِه تعالى: {سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً} (الموضعان بالأحزاب: آية 77)، وما شابَه ذلك). [الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(النوع الرابع: من المكرر كلمة: سنت، وتوجد في خمس مواضع من القرآن الكريم إليك بيانها:
أولاً – {فقد مضت سنت الأولين} بسورة الأنفال، وحكمها عارض للسكون غير ممدود مرفوع، فيه السكون والروم والإشمام.
ثانياً، وثالثاً، ورابعاً: {فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلاً ولن تجد لسنت الله تحويلا} كله بسورة فاطر.
والأولى: حكمها عارض للسكون، غير ممدود منصوب، فيه السكون فقط،.
والثانيتان: عارض للسكون غير ممدود مجرور فيه السكون والروم.
خامساً: {سنت الله التي قد خلت في عباده} بآخر غافر، وحكمها عارض للسكون غير ممدود منصوب، فيه السكون فقط.
كل ذلك يوقف عليه هكذا: سنت، وما سواه يوقف عليه بالهاء فيكون من قبيل هاء التأنيث غير الممدودة العارضة للسكون ولا روم ولا إشمام، كما تقدم.
قال العلامة المتولي في اللؤلؤ المنظوم:

سنت فاطر وفي الأنفال = حرف كذا في غافر ذو بال).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:17 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {نعمت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (
وكل ما في كتاب الله من ذكر «النعمة» فهو بالهاء إلا أحد عشر حرفًا. وفي سورة البقرة: {اذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل} [231] وفي سورة آل عمران: {واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء} [103] وفي المائدة: {اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم} [11] وفي إبراهيم: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا} [28] وفيها: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} [34] وفي النحل {وبنعمت الله هم يكفرون} [72] وفيها: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} [83] وفيها: {فاشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون} [114] وفي لقمان: {تجري في البحر بنعت الله ليريكم} [31] وفي الملائكة: {اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله} [3] وفي الطور: {فما أنت بنعمت ربك} [29]).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/284-285]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (تاءُ "نعمةَ" و "لعنةَ" المَبسُوطَةُ(95) وزُبِرَ أيضًا – أي كُتِبَ – "نَعْمَتَها" أي: "البقرة" من قولِهِ تعالى فيهَا": {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ}[البقرة: 231]، و (نِعْمَةَ اللهِ).
"ثلاثٌ" أخيراتٌ في "نحلٍ" مِنْ قولِهِ تعالى: {وَبِنِعْمَةِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [النحل: 72]، و {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثُمَّ} [النحل 83]، و{وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ}[النحل: 114].
ونعمتُ اللهِ في "إبرهم" أي "إبراهيم" "معًا". أي موضعينِ منها أَخيريْنِ هُمَا: {بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْرًا} [إبراهيم: 28]، و {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا}[إبراهيم: 34].
فقولِهِ: "أُخَيْرَاتٌ". صفةٌ لثلاثٍ "النَّحل"، وموضعيْ "إبراهيم" احترازًا عمَّا في أوَّلِهِمَا.
وَزَبَرَ بالتَّاءِ "نَعْمَتَ اللهِ" في "عُقُودٍ" أي في سورةِ "المائدةِ" "الثَّاني" أي في ثاني العُقودِ الذي فيهِ "هم" من قولِهِ تعالَى": {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْهَمَّ قَوْمٌ أَنْ} [المائدة: 11]. وفي نسخةٍ بَدَلَ "هُمْ" "ثَم" أي هُنَا).[الدقائق المحكمة:1/41-42]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ((نعمتُها ثلاثُ نحلَ إبرَهَمَ) بفتحِ الراءِ والهاءِ بلا ألفٍ لغةٌ في إبراهيمَ كما صرَّحَ به صاحبُ القاموسِ، فلا يحتاجُ إلى قولِ برهانِ الدينِ الحَلَبيِّ في شرحِه للمقدِّمَةِ: حُذِفَ منه الألفُ والياءُ؛ لأنَّه اسمٌ أعجميٌّ، والعربُ إذا عَرَّبَتْهُ تُخَالِفُ بينَ ألفاظِه للخفَّةِ وينضمُّ إلى ذلكَ ضرورةُ الوزنِ / ا.هـ. وفي جعلِه مُعَرَّبًا نظرٌ لا يَخْفَى، والمرادُ به سورتُه، و (ثلاثٌ) بالرفعِ عطفٌ على (نعمتُها) بحذفِ العاطفِ، والمفهومُ من كَلاَمِ الشيخِ زكريَّا أنَّهُما منصوبانِ حيثُ قالَ: وزبرُ بالتاءِ أيضًا نعمتُها ولا يصحُّ قولُ الروميِّ إنَّه نُصِبَ على الظرفيَّةِ؛ إذ ليسَ في الكَلاَمِ ما يصلحُ أنْ يكونَ ظرفًا لهَ، وجعلُه ظرفًا لقولِ (نعمتِها) مُخِلٌّ بالمعنى، لأنَّ ضميرَ (نعمتِها) راجعٌ إلى البقرةِ.
والحاصلُ أنَّ لفظَ (نِعْمَتُ) رُسِمَ بالتاءِ في أحدَ عشرَ موضعًا في البقرةِ {واذكرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُم وما أَنْزَلَ عَلَيْكُم} وفي النحلِ ثلاثُ مواضعَ {وبِنِعْمَتِ اللهِ همْ يَكْفُرُونَ} و {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ}و {واشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ} وفي إبراهيمَ موضعانِ {بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْرًا} و {إنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوهَا} وإليهما أشارَ بقولِه (معًا أُخَيْرَاتَ عقودُ الثانِ هُمْ) ضُبِط أخيرات بالنصب، على الحالينِ من مجموعِ (ثلاثُ النحلِ) (مَوْضِعَي إبراهيمَ) احترازًا عن أوائلِ النحلِ وأَوَّلِ إبراهيمَ، وبالرفعِ على أنَّهُ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، أي: وهنَّ أُخَيْرَاتٌ، وقالَ ابنُ المصنِّفِ: أُخَيْرَاتٌ صفةٌ لثلاثِ النحلِ وموضعي إبراهيمَ الْأَخِيرَيْنِ/ ا.هـ. ولا يخفى أنَّ الأخيرينِ في قولِه ليسَ في مَحَلِّه، واحْتُرِزَ به عَمَّا في أوَّلِ النحلِ: {وإنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوهَا} وعمَّا في أَوَّلِ إبراهيمَ: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ}، ثمَّ ضبَطَ قولَه (عقودُ الثان) بضمِّ الدالِ وفتحِها، والضمُّ هو الأتمُّ على أنَّهُ عطفٌ على (ثلاثٌ) والمرادُ بالعقودِ سورةُ المائدةِ، ووقعَ (نِعْمَتُ) فيها في موضعينِ، والمرادُ هنا هو الثاني المَقْرُونُ (بهمَّ) بتشديدِ الميمِ الساكنِ وقفًا أي بقولِه: (همَّ) يعني في قولِه: {اذكرُوا نَعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذ هَمَّ قومٌ} وأمَّا مَا في نُسْخَةٍ بَدَلَ (هَمَّ ) (ثَمَّ) بفتحِ المثلثةِ، أي: هناكَ كما نقلَه الشيخُ زكريَّا فهوُ تصحيفٌ للمبنى، وتحريفٌ للمعنى، وأغربُ مِن هذا ما ذكرَه اليمنيُّ مِن أنَّ في بعضِ النسخِ (ثُمَّ) بضمِّ الثاءِ أي: ثُمَّ لقمانُ (لقمانُ , ثمَّ فاطرٌ كالطُّورِ) برفعِ لقمانَ وفاطرٌ، وفي نسخةٍ بِنَصْبِهِمَا على مِنْوالِ ما سبقَ في (عقودُ )، ولعلَّ وجهَ النصبِ على نزعِ الخافضِ، أو على أنَّهُ مفعولٌ (زبر) كمَا تَقَدَّمَ وكذا قولُه: (عمرانُ لعنةٌ بها والنورِ) إلا أنَّ قولَه: لعنةٌ مبتدأٌ منقطعٌ عمَّا قبلَه (والنوُر) مجرورٌ عطفًا على ضميرِه المجرورِ في (بها) الراجعِ إلى (عمرانَ) المرادُ به سورتُه مِن غيرِ تأكيدٍ بالمنفصلِ، على مذهبِ البعضِ مِن الكوفيينَ، وجمعٍ من البصريِّينَ، وهو مختارُ المُتَأَخِّرينَ من القُرَّاءِ والمفسِّرينَ، كما حقَّقْنَاه في حاشيَّةِ الجلالينِ، عندَ قولِه تعالى: {تَسَاءَلُونَ بِه والْأَرْحَامِ } حيثُ قرأَ حمزةُ بالجرِّ والحاصلُ أنَّهُ في لُقْمَانَ عندَ قولِه تعالى: {في البحرِ بِنِعْمَتِ اللهِ} وفى فاطرٍ {نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هلْ مِن خالقٍ غيرُ اللهِ} وفي الطورِ: {فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ} وفي آلِ عمرانَ {واذكرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذ كُنْتُم أعداءً} مكتوبٌ بالتاءِ المجرورةِ، ولم يُرَتِّبْ بينَ السورِ للضرورةِ، وما عدا هذه المواضعَ المذكورةَ فكُلُّ (نعمةٍ) بالهاءِ مسطورةٌ، نحوُ قولِه: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}).[المنح الفكرية: 1/74-75]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الثانيةُ: "نِعْمَت" وقد رُسِمَتْ بالتاءِ المفتوحةِ في القرآنِ الكريمِ في أحدَ عشرَ موضعاً وهي كالتالي:
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ} (البقرة: آية 213).
الثاني: قولُه تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً} (آل عمران: آية 103).
الثالثُ: قولُه تعالى: {اذْكُرُو نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ} (المائدة:آية 11).
الرابعُ والخامسُ: قولُه تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ} وقولُه سبحانَه: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا } الموضعان بإبراهيمَ (آية 28و34).
السادسُ والسابعُ والثامنُ: قولُه تعالى: {وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (آية: 72)، {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} (آية: 83)، {وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (آية: 114) الثلاثةُ بالنحلِ.
التاسعُ: قولُه تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ} (لقمان: آية 31).
العاشرةُ: قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ} (فاطر: آية 28).
الحادي عشرَ: قولُه تعالى: {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ} (الطور: آية 29).
وما عدا هذه المواضعِ فبالهاءِ المربوطةِ رسْماً ووقْفاً بالإجماعِ كقولِه تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ} (المائدة: آية 72)، وقولِه سبحانَه: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} (النحل:آية 83)).[الفوائد التجويدية :؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(النوع الثاني: نعمت، وهي في إحدى عشر موضع من القرآن، بيانها كالتالي:
أولاً: {واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب} سورة البقرة.
الثاني: {واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء} بسورة آل عمران.
الثالث: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم} بسورة المائدة.
الرابع: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله} بسورة إبراهيم.
خامساً: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} بسورة إبراهيم، أيضاً.
والوقف على هذه الخمسة بالسكون المحض، فهن عارض للسكون منصوب غير ممدود.
سادساً: {وبنعمت الله هم يكفرون} بسورة النحل، وهو عارض للسكون غير ممدود مجرور فيه السكون والروم.
سابعاً: {يعرفون نعمت الله} بسورة النحل أيضاً، كل هذا يوقف عليه نعمت بالتاء.
ثامناً: {واشكروا نعمت الله} بالنحل تقول: {نعمت}.
تاسعاً: {ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله} سورة لقمان، وهي عارض للسكون غير ممدود مجرور فيها السكون والروم
عاشراً: {يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم} بسورة فاطر.
الحادي عشر: {فذكر فما أنت بنعمت ربك} بسورة الطور، وهو عارض للسكون، غير ممدود مجرور، فيه السكون والروم.
وعلى هذا فإن كانت نعمتَ فهو عارض للسكون غير ممدود منصوب، وإن كانت نعمتِ فهو عارض للسكون غير ممدود مجرور، الأول فيه السكون. والثاني فيه السكون والروم، ويوقف على الكل نعمت بالتاء المفتوحة.
وما سوى ذلك يوقف عليه بالهاء، نعمَه فتكون من قبيل هاء التأنيث غير الممدودة العارضة للسكون، وليس فيها روم ولا إشمام كما تقدم.
وقد جمع هذه الكلمات الإمام المتولي في اللؤلؤ المنظوم فقال:

ونعمت الله عليكم في البقر = كفاطر وآل عمران اشتهر
والثان في العقود مع حرفين = جاء بإبراهيم آخرين
ثم ثلاثة بنحل أخرت = وموضع الطور ولقمان ثبت).
[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:17 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {لومة} و{بقيّت} و{قرّت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله عز وجل: {يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} [المائدة: 43] الوقف عليه (لومة) بالهاء. وقوله: {بقيت الله خير لكم} [هود: 86] الوقف عليه (بقيت) بالتاء. وقوله: {قرت عين لي ولك} [القصص: 9] الوقف عليه (قرت) بالتاء).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/285]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (تاءُ (قُرَّةُ – جنَّةُ – فطرةُ – بقيةُ – ابنةُ – كلمةٌ) المبسوطَةُ
قُرَّتُ عَيْنٍ جَنَّتٌ فِي وَقَعَتْ = فِطْرَتْ بَقِيَّتْ وَابْنَتٌ وَكَلِمَتْ
(99) وزبَرَ بالتَّاءِ { قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ}[القصص: 9])).[الدقائق المحكمة :1/43]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (و "بقيَّةَ" في قولِهِ تعالى: {بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ}[هود: 86]).[الدقائق المحكمة:1/43]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ((قرتُ عينٍ جَنَّتٌ في وقعتْ) أي: وكذلكَ رُسِمَ بالتاءِ قولُه تعالى حكايةً عن امرأةِ فرعونَ {قُرَّتُ عينٍ لِي وَلَكَ} في القصصِ، وبإضافتِه إلى لفظِ عن احْتُرِز عن المضافِ إلى (أَعْيُنِ) في قولِه تعالى {قُرَّةَ أَعْيُنٍ} في الفرقانِ (مِن قُرَّةِ أَعْيُنٍ) في السجدةِ، {وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} في سورةِ الواقعةِ التي أَوَّلُها (إذا وَقَعَتْ) بخلافِ غيرِها نحوُ {جَنَّةُ الْخُلْدِ}).[المنح الفكرية :1/76]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ( بَقِيَّتْ) بسكونِ التاءِ فيهما (وابنتٌ) بالتنوينِ (وكلمةٌ) ولو قالَ معَ كلمةٍ كانَ أكثرَ سلاسةً أي: وكذا رُسِمَ بالتاءِ {فِطْرَتُ اللهِ} بالرومِ، {وَبَقِيَّتُ اللهِ خيرٌ لَكُمْ} في هودٍ، ولعلَّه اكتفى باللفظِ عن القيدِ بعدمِ التنوينِ، أو لوجودِها كذلكَ في هودَ، فخرجَ بِبَقَيَّتِ البقيَّةُ المنونةُ في قولِه تعالى: {وبقيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى} و {أُولُوا بَقيَّةٍ}و {مريمَ ابنتَ عمرانَ} في التحريمِ، ولم يقعْ غيرُها).[المنح الفكرية :1/76]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الثامنةُ: "قُرَّت" رسِمتْ هذه الكلمةُ بالتاءِ المفتوحةِ في موضعٍ واحدٍ في التنزيلِ، وهو قولُه سبحانَه: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ} (القصص: آية 62)، وما عدا هذا الموضعِ فبالهاءِ المربوطةِ رسْماً ووقْفاً بالإجماعِ كقولِه تعالى: {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}(الفرقان:آية 9)، وقولِه تعالى: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (السجدة: آية 74)).[الفوائد التجويدية: ؟؟]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الحاديةَ عشرةَ: "بَقِيَّت" رسِمتْ هذه الكلمةُ بالتاءِ المفتوحةِ في موضعٍ واحدٍ في القرآنِ الكريمِ، وهو قولُه تعالى: {بَقِيَّتُ اللهِ خيرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (هود: آية 86)، وليس في القرآنِ غيرُ هذه الكلمةِ مضافاً إلى الاسمِ الظاهرِ، أما لفظُ بقيَّةٍ في الاسمِ المفرَدِ غيرِ المضافِ إلى الاسمِ الظاهرِ فنحوُ قولِه تعالى: {وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ} (البقرة:آية 248)، وهذا ونحوُه من المتَّفقِ عليه بينَ عامَّةِ القرَّاءِ على أنه بالهاءِ المربوطةِ رسْماً ووقْفاً كما مَرَّ). [الفوائد التجويدية: ؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(الثاني: بقيت وهي في قوله تعالى: {بقيت الله خير لكم} بسورة هود، وحكمها كالأول تماماً ويوقف عليها هكذا: {بقيت}. وما سواه يوقف عليه بالهاء، فيكون من قبيل هاء التأنيث كما تقدم.
ثالثاً: {قرت عين لي} بسورة القصص، يوقف عليها هكذا: {وقالت امرأة فرعون قرت}، وحكمها عارض للسكون غير ممدود مرفوع، فيه الثلاثة، ويوقف على ماسواه بالهاء فيكون من قبيل هاء التأنيث غير الممدودة كما تقدم).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:18 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {كلمت} و{معصيت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر «الكلمة» فهو بالهاء ثلاثة أمكنة، [في الأعراف] {وتمت كلمة ربك مني} [137]، وفي يونس: {حقت كلمت ربك على الذين فسقوا} [33] وفي المؤمن: {حقت كلمت ربك على الذين كفروا} [6]
وكل ما في كتاب الله من ذكر «المعصية» فهو بهاء إلا في المجادلة: {ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول} [8] وفيها: {إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول} [9]).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/286]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (وزَبَرَ بالتَّاءِ "معصيَتَ" مِن قولِهِ تعالَى: { وَمَعْصيَةِ الرَّسُولِ} [الْمُجَادَلَةُ: 8-9] في موضعيْنِ بـ "قَدْ سَمِعَ". يُخَصُّ ذلكَ).[الدقائق المحكمة:1/42]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (و "كلمةً" مِن قولِهِ تعالَى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} [الأعراف: 137] في أوسطِ الأعرافِ).[الدقائق المحكمة:1/43]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (ثمَّ أَخْبَرَ أنَّ لفظَ (مَعْصِيَت) مخصوصٌ بموضعي (قدْ سَمِعَ) {ويَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصَيَتِ الرَّسُولِ} {فلا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثمِ والْعُدْوَانِ ومَعْصِيَتِ الرَّسُولِ}، ولا ثالثَ لهما، ويستفادُ العمومُ مِن إطلاقِها).[المنح الفكرية :1/75]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ({وَتَمَّتْ كلمتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى}، في الأعرافِ بقولِه (أوسطَ الأعرافِ) بالنصبِ على الظرفيَّةِ، وغيرُها بالهاءِ، نحوُ قولِه تعالى: {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةَ اللهِ هي العُلْيَا} لكنْ (كَلِمَتُ) التي في الأنعامِ بالتاءِ أيضًا، إلا أنَّهُ مُنْدَرِجٌ في ضَمْنِ قولِه: (وكُلُّ ما اخْتَلَفَ جمعًا وفردًا فيه التاءُ عُرِفَ) بصيغةِ المجهولِ فيهما).[المنح الفكرية :1/76]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الخامسةُ: "مَعْصِيَت" قد رُسمتْ هذه الكلمةُ بالتاءِ المفتوحةِ في موضِعَيْن اثنين لا ثالثَ لهما في القرآنِ الكريمِ.
أوَّلُهما: قولُه تعالى: {وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} (آية: 8).
وثانيهما: قولُه تعالى: {فَلاَ تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} (آية:9) والموضعان بالمجادَلةِ.).).
[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الثالثةَ عشرةَ: "كَلِمَت" هذه الكلمةُ رُسِمتْ بالتاءِ المفتوحةِ على المعتمَدِ في موضعٍ واحدٍ في التنزيل في قولِه تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} (الأعراف: آية 137)، وما عداه فبالهاءِ المربوطةِ رسْماً ووقْفاً للجميعِ كقولِه تعالى: {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا} (التوبة: آية 137)، وقولِه تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} (الفتح: آية 40)، وما إلى ذلك).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(السادس من المكرر كلمة معصيت وهي في موضعين من القرآن الكريم بسورة المجادلة {ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول} {فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول}، يوقف عليهما هكذا: (معصيت) وحكمهما عارض للسكون غير ممدود مجرور، فيه السكون والروم. ولا ثالث لهما في القرآن الكريم.
فهذا ما تكرر من التاء المفتوحة في القرآن الكريم، ذكرنا كلاً في موضعه بفضل الله تعالى، وإليك عد مالم يكرر:
أولا: كلمت وهي في قوله: {وتمت كلمت ربك الحسنى} بسورة الأعراف، تقول: {وتمت كلمت}، وحكمها عارض للسكون غير ممدود مرفوع، فيه السكون والروم والإشمام وما سواها يوقف عليها بالهاء كلمه فتكون من قبيل هاء التأنيث غير الممدودة العارضة للسكون، ولا روم ولا إشمام).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:19 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {لعنت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وكل ما في كتاب الله من ذكر «اللعنة» فهو بالهاء إلا مرتين في آل عمران: {فنجعل لعنت الله على الكاذبين} [1] وفي النور: {والخامسة أن لعنت الله عليه} [7]).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/286]
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (وزَبَرَ بالتَّاءِ "لَعْنَتَ بها" أي: بـ "آلِ عمرانَ"، و "النورِ" مِن قولِه تعالى في الأُولَى: {فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبينَ} [آل عمران/: 61]، ومِن قولِهِ في الثَّانيةِ: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ}[النور: 7]. وما عدَاهُمَا مرسومٌ بالهاء).[الدقائق المحكمة:1/42]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (ثمَّ أخبرَ أنَّ لفظَ (لَعْنَتِ) مرسومٌ بالتاءِ في موضعينِ في آلِ عمرانَ: {فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ على الكاذبينِ}، وفي النورِ {والْخَامِسَةُ أنَّ لعنتَ اللهِ عليهِ}، هذا وعبارةُ الناظمِ قاصرةٌ على المرادِ بما في سورةِ آلِ عمرانَ حيثُ أطلقَها ولم يُقَيِّدْ بما يُفْهِمُ المقصودَ منها؛ إذ جاءَ فيها أيضًا {أُوَلِئَكَ جَزَاؤُهُمْ أنَّ عليهم لَعْنَةَ اللهِ} وهوُ بالتاءِ المربوطةِ، فليسَ المرادُ عمومَ مافيها كما سبقَ في (رحمتِ) الزخرفِ، معَ أنَّ المُتَبَادِرَ مِن إطلاقِها العمومُ، فرحِمَ اللهُ الشاطبيَّ حيثُ تَفَطَّنَ لها وَقَيَّدَها في الرائيَّةِ بقولِه: (فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهَ ابْتِدَارٌ) معَ الإشعارِ بأنَّهُ هو الواقعُ في أَوَّلِها، ثمَّ ما عدا هذينِ فبالهاءِ، كقولِه تعالى: {أُوْلِئَكَ عَلَيْهِمْ لعنةُ اللهِ}).[المنح الفكرية:1/75]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الثالثةُ: "لَعْنَت" قد رُسِمتْ بالتاءِ المفتوحةِ في موضعين اثنين في التنزيلِ.
أوَّلُهما: قولُه تعالى: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (الموضعُ الأوَّلُ بآلِ عِمرانِ: آية 61).
وثانيهما: قولُه تعالى: { وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (النور: آية 7)، وما سِوى هذين الموضعين فبالهاءِ المربوطةِ رسْماً ووقْفاً لجميعِ القرَّاءِ كقولِه تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (البقرة: آية 161)، وقولِه عزَّ شأنُه: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (الموضعُ الثاني بآلِ عِمرانَ آية: 87)).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(الخامس من المكرر: لفظ: (لعنت)، وقد ذكرت في موضعين من القرآن الكريم:
أولاً: {فنجعل لعنت الله على الكاذبين} بسورة آل عمران،
ثانياً: {أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين} بسورة النور.
وهما عارض للسكون غير ممدود منصوب، فيه السكون فقط، تقول: لعنت وما سوى ذلك فلعنه بالهاء وتكون من قبيل هاء التأنيث غير الممدودة العارضة للسكون، ولا روم ولا إشمام.
قال العلامة المتولي:
لعنت في عمران وهو الأول = وموضع النور وليس يشكل).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]



رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:20 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {ثمرت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وكل ما في كتاب الله من ذكر «الثمرة» فهو بالهاء إلا حرفًا واحدًا في سجدة الحواميم: {وما تخرج من ثمرات من أكمامها} [47]).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/287]

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:20 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {شجرت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر «الشجرة» فالوقف عليه بهاء إلا حرفًا واحدًا في سورة الدخان: {إن شجرت الزقوم. طعام الأثيم} [43، 44].
فالمواضع التي يوقف عليها بالهاء الحجة فيها اتباع المصحف وإنما كتبوها في المصحف بالهاء لأنهم بنوا الخط على الوقف. والمواضع اللاتي كتبوها بالتاء الحجة فيها أنهم بنوا الخط على الوصل).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/287]

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (تاء "شجرة" و "سنة" المبسوطة
شَجَرَتَ الدُّخَانِ سُنَّتْ فَاطِرِ = كُلاً وَالاَنْفَالِ وَحَرْفَ غَافِرِ
(98) وزبَرَ بالتَّاءِ "شَجَرَتَ" مِن قولِهِ تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} [الدخان: 43]في "الدُّخَان").[الدقائق المحكمة:1/42]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ((شجرتُ الدخانِ سنتْ فاطرٍ) بجرِّ الدخانِ على أنَّ الإضافةَ بمعنى في، ويجوزُ نصبُه على الظرفيَّةِ بنزعِ الخافضِ، وأسكنَ تاءَ سُنَّتٍ ضرورةً وهي مضافةٌ إلى سورةِ فاطرٍ.
(كُلاّ والأنفالِ وأخرى غافرٍ) فقولُه: (كُلاّ) حالٌ مِن (سُنَّتِ) الواقعةِ في فاطرٍ، والأنفالُ بالنقلِ عطفٌ على فاطرٍ، وأخرى: أي: وسُنَّتٌ أخرى هي في غافرٍ، فأخرى في محلِّ جرٍّ، وغافرٌ بدلُه، وفي بعضِ الأصولِ (وحرفُ غافرٍ) بالجرِّ مضافًا، والمعنى: وكذلك قولُه: {إنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ} في سورةِ الدخانِ مرسومةٌ بالتاءِ بخلافِ غيرِها كقولِه تعالى: {إنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} {إنَّهَا شَجَرَةٌ}).[المنح الفكرية:1/76]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ السادسةُ: "شَجَرَت"، رسِمتْ بالتاءِ المفتوحةِ في موضعٍ واحدٍ في التنزيلِ وهو قولُه تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ} (الدخان: آية 44،43)، وما سِوى هذا الموضعِ فبالهاءِ المربوطةِ رسْماً ووقْفاً بالإجماعِ كقولِه تعالى: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى} (طه: آية 44)، وقولِه تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ} (الصافات: آية 120)).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(خامساً: شجرت في قوله: {إن شجرت الزقوم} بالدخان، يوقف عليها هكذا: {إن شجرت} وهي عارض للسكون غير ممدود منصوب، فيها السكون فقط، وما سواها يوقف عليه بالهاء فتكون من قبيل هاء التأنيث غير الممدودة العارضة كما تقدم).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:20 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {جنت}و{فطرت}و{ابنت}

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (
وجنَّةَ من قولِهِ: {وَجَنَّتَ نَعِيمٍ}"في" إذا "وَقَعَتْ").


و "فِطْرَةَ" في قولِه تعالَى: {فِطْرَتَ اللهِ} [الرومُ: 30].و "ابنةَ" من قولِهِ تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} [التحريم: 12]).[الدقائق المحكمة:1/42-43]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ((قرتُ عينٍ جَنَّتٌ في وقعتْ) أي: وكذلكَ رُسِمَ بالتاءِ قولُه تعالى حكايةً عن امرأةِ فرعونَ {قُرَّتُ عينٍ لِي وَلَكَ} في القصصِ، وبإضافتِه إلى لفظِ عن احْتُرِز عن المضافِ إلى (أَعْيُنِ) في قولِه تعالى {قُرَّةَ أَعْيُنٍ} في الفرقانِ (مِن قُرَّةِ أَعْيُنٍ) في السجدةِ، {وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} في سورةِ الواقعةِ التي أَوَّلُها (إذا وَقَعَتْ) بخلافِ غيرِها نحوُ {جَنَّةُ الْخُلْدِ}(فِطْرَتْ بَقِيَّتْ) بسكونِ التاءِ فيهما (وابنتٌ) بالتنوينِ (وكلمةٌ) ولو قالَ معَ كلمةٍ كانَ أكثرَ سلاسةً أي: وكذا رُسِمَ بالتاءِ {فِطْرَتُ اللهِ} بالرومِ، {وَبَقِيَّتُ اللهِ خيرٌ لَكُمْ} في هودٍ، ولعلَّه اكتفى باللفظِ عن القيدِ بعدمِ التنوينِ، أو لوجودِها كذلكَ في هودَ، فخرجَ بِبَقَيَّتِ البقيَّةُ المنونةُ في قولِه تعالى: {وبقيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى} و {أُولُوا بَقيَّةٍ}و {مريمَ ابنتَ عمرانَ} في التحريمِ، ولم يقعْ غيرُها).[المنح الفكرية:1/76]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ التاسعةُ: "جَنَّت" قد رسِمتْ هذه الكلمةُ بالتاءِ المفتوحةِ في موضعٍ واحدٍ وهو قولُه تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} (الواقعة: آية 17)، وما عداه فبالهاءِ المربوطةِ رسْماً ووقْفاً للجميعِ بالإجماعِ كقولِه تعالى: {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} (الفرقان: آية 89)، وقولِه سبحانَه: {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} (الشعراء: آية 85).
الكلمةُ العاشرةُ: "فِطْرَت" هذه الكلمةُ لا نظيرَ لها في القرآنِ الكريمِ وقد رسِمتْ بالتاءِ المفتوحةِ في قولِه تعالى: {فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} (الروم: آية 30)).
...الكلمةُ الثانيةَ عشرةَ: "ابْنَت" هذه الكلمةُ من الكلماتِ التي لا نظيرَ لها في القرآنِ الكريمِ، وقد رُسِمتْ بالتاءِ المفتوحةِ في قولِه تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} (التحريم: آية 12)).[الفوائد التجويدية : ؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(رابعاً: فطرت في قوله تعالى: {فطرت الله التي فطر الناس} بسورة الروم، يوقف عليها هكذا فطرت، وحكمها عارض للسكون غير ممدود منصوب فيها السكون فقط، ولا ثاني له في القرآن...
سادساً: جنت في قوله: {فروح وريحان وجنت نعيم} تقرأ هكذا: {فروح وريحان وجنت} بسورة الواقعة، وهي عارض للسكون غير ممدود مرفوع، فيه السكون والروم والإشمام، وما سواها يوقف عليه بالهاء فتكون من قبيل هاء التأنيث غير الممدودة كما تقدم.
سابعاً: ابنت وهي في قوله: {ومريم ابنت عمران} بالتحريم، تقول: {ومريم ابنت} وهي عارض للسكون غير ممدود منصوب، فيها السكون فقط، ولا ثاني لها في القرآن.
قال العلامة المتولي في اللؤلؤ المنظوم:
معصيت الرسول ثم فطرت = قرت عين وبقيت ابنت
شجرت الدخان ثم كلمت = الاعراف جنت التي في وقعت).
[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:20 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الأحرف التي يقف عليها حمزة بالتاء

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وكان حمزة يسكت على ستة أحرف بالتاء، على: {يا أبت} [يوسف: 4] و{هيهات هيهات} [المؤمنون: 36]، {فنادوا آلات حين مناص} [ص: 3] {أفرأيتم اللات والعزى} [النجم: 19]، {ومريم ابنت عمران} [التحريم: 12] {ابتغاء الله} [البقرة: 207]).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/288]

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:21 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الخلاف في الوقف على {ولات}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقال الكسائي: الوقف على «مرضاة» بالهاء لأنها مثل «معصية» وكره أن يقف على: (ولات). وكان الكسائي ربما الوقف عليه بالتاء.
وروى ابن الجهم عن الفراء عن الكسائي أنه كان يقف على (ولات) «ولاه». وكذلك: (أفرأيتم اللات والعزى) كان يقف عليه «اللاه» بالهاء.
قال خلف: ووصل (ولات حين) أحب إلي لأنه بلغني عن أبي عمرو أنه كره الوقف على (ولات). قال خلف: والوقف على (مرضاة) بالهاء، والبقية بالتاء مثل قول حمزة (يا أبت) و(هيهات هيهات) و(اللات) و(مريم ابنت عمران). فأما (يا أبت) فالوقف عليه بالتاء في جميع القرآن مثل قول حمزة إذا انكسرت التاء لأن بعدها ياء الإضافة محذوفة.
وقال الفراء: الوقف على: (ولات حين مناص)، (أفرأيتم اللات) و{حدائق ذات بهجة} [النمل: 60] بالتاء أحب إلي من الهاء. قال: وقد رأيت الكسائي سأل أبا فقعس الأسدي فقال: «ذاه» لـ(ذات). وقال: «أفرأيتم اللاه» لأـ (اللات). وقال: (ولات حين مناص) ليس تحين فرار. والنوص التأخر في كلام العرب والبوص
المتقدم. وأنشد لامرئ القيس:
أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص = فتقصر عنها خطوة وتبوص
فتبوص: تقدم، وتنوص: تأخر. وقال الفراء: لاختيار أن تنصب بـ(لات) لأنها في معنى «ليس» وقال: أنشدني الفضل:
تذكر حب ليلى لات حينا = وأضحى الشيب قد قطع القرينا
ومن العرب من يخفض بها. وأنشد الفراء:
ولات ساعة مندم
قال أبو بكر: وأول البيت:
فلتعرفن خلائقا مشمولة = ولتندمن ولات ساعة مندم
وكان الكسائي والفراء والخليل وسيبويه والأخفش يذهبون إلى أن «ولات حين»، التاء منقطعة من «حين» التاء منقطعة من «حين» ويقولون: معناها «وليست». وكذلك هو في المصاحف الجدد والعتق بقطع التاء من «حين». وإلى هذا كان يذهب أبو عبيدة
معمر بن المثنى. وأجاز بعض النحويين «ولات حين مناص» على معنى. ولا هو حين مناص.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: والوقف عندي على هذا الحرف (ولا)، والابتداء (تحين مناص) فتكون التاء مع (حين) لثلاث حجج: إحداهن أن تفسير ابن عباس يشهد . وذلك أنه قال: ليس حين نزو وفرار، فقد علم أن «ليس» هي أخت «لا» وبمعناها. والحجة الثانية أنا لا نجد في شيء من كلام العرب «ولا» إنما المعروفة «لا».
والحجة الثالثة أن هذه التاء إنما وجدناها تلحق مع «حين» ومع «الآن» ومع «الأوان»، فيقولون: كان هذا تحين كان ذاك، وكذلك: تأوان. ويقال: اذهب تالآن فاصنع كذا وكذا. قال: وقد وجدنا ذلك في أشعارهم وفي كلامهم. فمن ذلك قول أبي وجزة السعدي، سعد بن بكر:
العاطفون تحين ما من عاطف = والمطعمون زمان أين المطعم
قال: وقد كان بعض النحويين يجعل الهاء موصولة بالنون، فيقول: العاطفونه. وهذا غلط بين لأنهم صيروا التاء هاء ثم أدخلوها في غير موضعها، وذلك أن الهاء إنما تقحم على النون في مواضع القطع والسكوت. فأما مع الاتصال فإنه غير موجود وإنما هي «تحين». ومن إدخالهم التاء في «أوان» قول أبي زبيد الطائي:
صبوا صلحنا ولا نأوان = فأجبنا أن ليس حين بقاء
ومن إدخالهم التاء في «الآن» حديث ابن عمر، وسأله رجل عن عثمان فذكر مناقبه ثم قال: اذهب بهذه تالآن إلى صاحبك.
قال: فهذا بين لك أن التاء لم تكن زيادتها مع «لا» بمن توهم أنها «لات» من أجل أنه ليس في حديث ابن عمر ذكر «لا». وكذلك قول الشاعر:
ولي قبل يوم بيني جمانا = وصلينا كما زعمت تلانا
فليس ههنا «لا».
قال أبو عبيد: ثم مع هذا كله إني تعمدت النظر إليه في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان، رحمة الله عليه، فوجدت التاء متصلة مع «حين» قد كتبت «تحين»).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/288-294]

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (وَصِلْ "لاتَ حينَ"
"تَحينُ في الإمامِ صِلْ" أي: وَصِل التَّاءَ بحينَ في قولِهِ تعالَى: { وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } [ص: 3]، كمَا هُوَ في مُصحَفِ الإمامِ.
"وَوَهِّلاَ" أي: غَلّطْ قائِلَهُ – وفي نُسخةٍ "وقيلَ لاَ" – أي لاَ تَصِلْهَا بِهَا.
"ولاتَ" هي النَّافيةُ. دَخَلَتْ عليْهَا التَّاءُ علامةً لتأنيثِ الكَلمَةِ، كمَا دَخَلَتْ علَى "رُبَّ"، و "ثُمَّ" كَذِلكَ.
واختلَفَ القُرَّاءُ في الوَقْفِ علَيْهَا فالكِسَائيُّ يقِفُ
بـِ "الهاءِ"؛لأصَالَتِهَا والباقون بـ[ـ "التَّاءِ". وقال أبو عُبَيْدٍ: الوقفُ عندي علَى "لا" والابتداءُ بـ "تحينَ" لأنَّني نظرتُها في مُصحَفِ الإمامِ "تحينَ". وقال: هذه التَّاء تُزادُ في "حينَ". يقالُ: هذا تحينُ كان كَذَا).[الدقائق المحكمة:1/39]

قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وممَّا يجبُ التنبيهُ عليه أنَّ قولَه {يَا أَبَتِ} مرسومٌ بالتاءِ، والشاميُّ يفتَحُها ويقفُ عليها بالهاءِ، ووافَقَهُ ابنُ كثيرٍ،
وكذلكَ {هَيْهَاتَ} مرسومٌ بالتاءِ، ووقفَ عليها البَزِّيُّ والكِسَائِيُّ بالهاءِ، وكذا {مرضات} و {لات} و {اللات} و{ذات} وقفَ عليها الكِسَائِيُّ بالهاءِ، وقد نظمْتُها في بيتٍ فقلتُ:


واللاَّتُ معَ لاتَ كذا مَرْضَاتُ = ويا أبتِ وذاتُ معَ هيهاتِ).[المنح الفكرية:1/77]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (و (لا) مُتَعَلِّقَةٌ بالقضيَّةِ الللاحقةِ، وهي قولُه:
(تَحَيَّنَ في الإمامِ صَلْ وَوُهِّلاَ) بالألفِ الإطلاقِ وبضمِّ الواوِ وتشدِيدِها مكسورٍ، أي: ضُعِّفَ وَغُلِّطَ قائلُه،وَنُسِبَ إلىالْوَهْلِ والْوَهْمِ ناقلُه، وفي أكثرِ النسخِ (وقيلَ: لا) كما اقتصرَ عليه الروميُّ، اختارَه الأزهريُّ، أي: وقيلَ: لاوصلَ، أو المعنى: لا تصلْ بل اقْطَع التاءَ عن حينَ، لكن تعبيرُه بِقِيلَ مُشْعِرٌ بتضعيفِه وهو خلافُ ماعليه الجمهورُ، الصوابُ الأَوَّلُ، وهو مختارُ الشيخِ زكريَّا وعليه المعولُ، فَتُكْتَبُ التاءُ مفصولةً من الحاءِ على هذه الصورةِ {لاتَ حينَ مَناصٍ} لا على هذه الكيفيَّةِ (لاتحين)، واعلمْ أنَّ أباعُبَيْدٍ قالَ: رُسِمَ في الإمامِ – يعني: مصحفِ عثمَانَ رَضِيَ اللهُ عنه الخاصِّ به – لا تحينَ، نصٌّ على أنَّ التاءَ مُتَّصِلَةٌ بحينٍ، وفي رسمِ المصاحفِ الحجازيَّةِ والشاميَّةِ والعراقيَّةِ التاءُ مُنْفَصِلَةٌ عن حينٍ، خطأٌ، ومُتَّصِلَةٌ بلا حكمًا، وذلكَ؛ لأنَّ (لات) في قولِ الأكثرينَ هي (لا) النافيَّةُ، دَخَلَتْ عليها التاءُ علامةً لتأنيثِ الكلمةِ، كما دَخَلت على (رُبَّ) و (ثمَّ) لذلكَ فقيلَ: رُبَّةَ وَثَمَّةَ، فهي زائدةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بما قبلَها لا بما بعدَها، والمعنى ليستْ تلكَ المُدَّةُ حينَ الفرارِ، واختلفَ القُرَّاءُ فالْكِسَائيُّ يقفُ بالهاءِ لأصالتِها، والباقونَ يقِفونَ بالتاءِ تبعًا لرسمِها، فأجمعُوا على أنَّهُ لا يجوزُ الوقفُ على (لا) ولا الابتداءُ بـ (تحين) وبهذا يَظْهَرُ صحَّةُ نسخةِ (وُهِّلاَ) وإنَّما خالفَهم أبو عبيدٍ حينَ قالَ: الوقفُ عندي على (لا) والابتداءُ بقولِه: (تحين) فيكونُ قراءةً شاذَّةً؛ لأنَّها مُخَالِفَةٌ لقواعدِ العربيَّةِ في المبنى والمعنى، وأنَّ وَجْهَ قراءتِه بقولِه: لأنَّي نَظَرْتُها في الإمامِ فوجدتُها (تَحِينَ) قالَ: وهذه التاءُ تُزَادُ في (حينَ) فيقالُ: هذا تَحِينَ كانَ كذا،
وأنشدَ شعرًا:

العاطفونَ تَحِينَ مامِن عاطفٍ = والمُطْعِمُونَ زمانَ أينَ المُطْعِمُ
قالَ الناظمُ في (النشرِ): إني رأيتُها مكتوبةً في المصحفِ الذي يقالُ له الإمامُ مصحفِ عثمَانَ بنِ عفَّانَ رَضِيَ اللهُ عنه (لا) مقطوعةً والتاءَ موصولةً، ورأيتُ به أثرَ الدمِ، وتتبَّعْتُ فيه ماذكرَه أبو عبيدٍ فرأيتُه كذلك المصحفُ هو اليومَ بالمدرسةِ الفاضليَّةِ بالقاهرةِ المحروسةِ / ا.هـ.
وقالَ القسْطلاَنِيُّ: الأكثرونَ على خلافِ ذلكَ، وحمَلُوا ماحكاه أبو عبيدٍ على أنَّهُ ممَّا خرجَ في خطِّ المصحفِ عن القياسِ. وأمَّا قولُ المصريِّ: فحيثُ صحَّ النقلُ عن أبي عبيدٍ أنَّهُ وجدَ ذلكَ كذلكَ في مصحفِ الإمامِ فيكونُ كافيًا في حُكْمِ المرسومِ فيكونُ حكمُه كحكمِ غيرِه؛ إذ لافرقَ. فمدفوعٌ، بأنَّ الفرقَ هو مُخَالفتُه للجمهورِ معَ مُخَالفتِه لسائرِ المصاحفِ فغايتُه أنَّ وصلَه شاذٌّ، حيثُ لم يَثْبُت التواترُ في نقلِه).
[المنح الفكرية:1/71]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): ( الكلمةُ الحاديةُ والعشرون: "لات" مع "حين" في سورةِ "ص" في قولِه تعالى: {وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ}(آية: 3)، وليس في الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ غيرُها.
وقد اختلِفَ في قطْعِ التاءِ عن "حين" ووصْلِها بها والصحيحُ المشهورُ الذي عليه العملُ، قطعُها وعليه فتكونُ "ولات" كلمةً و "حين" كلمةً أخرى، وعلى غيرِ المشهورِ وصْلُ التاءِ بحينٍ وعليه فتكونُ "ولا" كلمةً و "تحينَ" كلمةً أخرى وهذا القولُ لا يعوَّلُ عليه).[الفوائد التجويدية:؟؟]

قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(العشرون: تاء (ولات) عن (حين) في قوله: {ولات حين مناص} بسورة ص، وهي مقطوعة تقول {فنادوا ولات} وليس في القرآن غيرها.ومازعمه بعضهم أنهاموصولة فهو ضعيف).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:21 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف في قوله تعالى: {حدائق ذات بهجة}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقال الفراء: الاختيار أن تقف بالتاء في قوله: {حدائق ذات بهجة} [النمل: 60] لأنها لا تفرد. وقال أيضًا: الاختيار أن تقف على (اللات) بالتاء لأنه حرف واحد لا نظير له كثُر به الكلام حتى صارت التاء فيه كأنها أصلية.
قال وحدثني القاسم بن معن عن منصور عن مجاهد أنه قرأها: (أفرأيتم اللات والعزى) قال: كان رجلاً يلت لهم السويق فهو الفاعل من لتت، فعلى قراءة مجاهد لا يجوز أن تقف عليه بالهاء).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/295]

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:22 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {يا أبت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: {يا أبت إني رأيت} [يوسف: 4] اختلف القراء فيه، فكان نافع وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون: (يا أبت) بخفض التاء. وكان عبد الله بن عامر اليحصبي وأبو جعفر يزيد بن القعقاع يقرآن: (يا أبت) بفتح التاء.
وروي عن بعض القراء أنه كان يضم التاء فيقول: (يا أبت) بالرفع. فمن قرأ: (يا أبت) بالخفض وقف على التاء. ولا يجوز أن يقف على الهاء لأن الخفضة التي في التاء تدل على ياء المتكلم وإنما حذفت الياء لكثرة الاستعمال كما حذفت من قوله: (يا قوم، يا عباد). ومن قرأ:
(يا أبت) بالنصب كان له مذهبان: أحدهما أن يقول:أردت «يا أب» بالترخيم ثم أدخلت الهاء لأنها أشبع للكلام ثم عربتها بإعراب الباء. فمن هذا الوجه يجوز أن تقف على الهاء. والوجه الآخر أن تقول: أردت الندبة «يا أبتاه» فمن هذا الوجه لا يجوز الوقف على الهاء. أنشدنا أبو العباس:
كليني لهم يا أميمة ناصب = وليل أقاسيه بطيء الكواكب
وقال لنا: يجوز أن يكون أراد الترخيم «يا أميم ناصب» فأدخل الهاء. ويجوز أن يكون أراد الندبة «يا أميمتاه».
ومن قرأ (يا أبت) بالرفع جاز له أن يقف على الهاء قال الفراء: ولا نعلم أحدًا قرأ بالرفع). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/296-297]

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:22 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {هيهات}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله تعالى: {هيهات هيهات لما توعدون} [المؤمنون: 36] من جعلها حرفًا واحدًا لا يفرد أحدهما من الآخر وقف على الثاني بالهاء ولم يقف على الأول فيقول: (هيهات هيهاه) كما يقول: «خمس عشره» و«سبع عشره». ومن نوى إفراد أحدهما من الآخر وقف فيهما جميعًا بالهاء وبالتاء لأن أصل الهاء تاء. قال الفراء: وكأني أستحب الوقف على التاء لأن من العرب من يخفض التاء في كل حال فكأنها مثل تاء عرفات وملكوت وما أشبه ذلك.
وكان عيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء يقفان عليها (هيهاه هيهاه) بالهاء. وقد روي أيضًا عن أبي عمرو أنه كان يقف على (هيهات) بالتاء.
قال أبو بكر: وفي «هيهات» سبع لغات: «هيهات لك» بفتح التاء، و«هيهات لك» بخفض التاء – يروى عن أبي جعفر - و«هيهات لك» بالخفض والتنوين. تروى عن عيسى بن عمر و«هيهات لك» برفع التاء و{هيهات لك} بالرفع والتنوين. و«هيهاتًا لك» بالنصب والتنوين.
قال الأحوص:
تذكر أياما مضين من الصبا = وهيهات هيهاتا إليك رجوعها
واللغة السابعة «أيهات أيهات» أنشد الفراء.
فأيهات أيهات العقيق ومن به = وأيهات وصل بالعقيق تواصله
فمن قال: «هيهات» بفتح التاء بغير تنوين شبه التاء بالهاء ونصبها على مذهب الأداة. والذين قالوا: «هيهاتًا» بالتنوين شبهوه بقوله: {قليلا ما يؤمنون} [البقرة: 88] أي: فقليلاً إيمانهم والذين قالوا: «هيهات لك» بخفض التاء، شبهوه بـ«حذام وقطام» كما قال الشاعر:
أتاركة تدللها قطام = وضنا بالتحية والكلام
ومن قال: «هيهات لك» بالخفض والتنوين شبهه بالأصوات بقولهم «غاق وطاق». ومن قال: «هيهات لك» بالرفع بغير تنوين ذهب بها إلى الوصف وقال: هي أداة والأدوات معرفة. ومن رفعها بالنون شبه التاء بتاء الجمع كقوله {فإذا أفضتم من عرفات} [البقرة: 198]. ومن العرب من يقول: «أيهان» بالنون. ومنهم من يقول: «أيها» بلا نون، أنشد الفراء:
ومن دوني الأعيار والقنع كله = وكتمان أيها ما أشت وأبعدا
وقال الفراء: كان الكسائي يقف على قوله: (أفرأيتم اللات والعزى) بالهاء.
وأخبرنا الحسن بن الحباب قال: حدثنا أبو الحسن بن أبي بزه قال: أقرأني عكرمة بن سلميان عن شبل بن عباد وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين عن ابن كثير: (يا أبت) بكسر التاء في جميع القرآن. وقال البزي: والوقف عليها بالهاء. {من ثمرة من أكمامها} [فصلت: 47] الوقف عليها بالهاء. (هيهات هيهات) بفتح التاء فيهما، والوقف على كل واحدة منهما بالهاء).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/298-302 ]

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:22 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {ملكوت} و{الطاغوت} و {التابوت}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (
قال أبو بكر: والوقف على «ملكوت والطاغوت والتابوت» بالتاء لا يجوز إلا ذلك فيما ذكر القراء.
حدثنا محمد بن سلميان قال: حدثنا محمد بن سعدان قال حدثنا أبو أيوب سليمان بن داود الهاشمي عن إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب قال: اختلفوا يومئذ، يعني اليوم الذي جمعوا فيه المصحف، في (التابوت) فقال زيد بن ثابت: (التابوه) وقال ابن الزبير وسعيد وعبد الرحمن
(التابوت) فرفعوا اختلافهم إلى عثمان، رضي الله عنه، فقال عثمان: اكتبوه (التابوت) فإنه لسان قريش. وقال الفراء: هي لغة الأنصار معروفة يقفون على الهاء في الوصل والقطع.
وحدثنا إسماعيل بن إسحاق عن قالون عن نافع أنه قرأ: (من ثمرت من أكمالها) بالجمع؛ وليست فيها ألف مكتوبة. قال أبو بكر: فمن بنى على هذه القراءة لم يقف عليها بالهاء لأنها تاء الجمع كالتاء في «عرفات وقصبات»).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/302-303 ]


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:23 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

أحكام الهاء الداخلة للسكت في الوقف والابتداء

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله تعالى: {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه} [البقرة: 259] اختلف القراء في الهاء، فكان أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وابن كثير يثبتون الهاء في (يتسنه) إن وصلوا وإن قطعوا. وكذلك: {فهبداهم اقتده}
[الأنعام: 90]، {يا ليتني لم أوت كتابيه. ولم أدر ما حسابيه} [الحاقة: 25، 26] وكذلك: {وما أدراك ما هيه} [القارعة: 10] وكان أبو عمرو يوافقهم في هؤلاء الحروف كلهن في الحرف الذي في الأنعام فإنه كان يحذف الهاء منه في وصل ويثبتها في الوقف. كذا ذكر أبو عبيد في كتابه.
144- حدثني أبي قال: حدثنا أبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يثبت الهاء في (اقتده) في الوصل والوقف. وخالفه اليزيدي في هذا فكان يثبت الهاء في الوقف ويحذفها في الوصل ويقول: إنما تدخل الهاء للسكت.
وكان الكسائي يثبت الهاء في جميع القرآن في الوصل والوقف إلا في حرفين، في سورة البقرة: {لم يتسنه} [259] وفي سورة الأنعام {فهبداهم اقتده} [90] فكان يحذف الهاء منهما في الوصل ويثبتها في الوقف.
وكان الأعمش وحمزة يثبتان الهاءات في الوقف ويحذفانها في الوصل في قوله: (لم يتسنه) وفي قوله: (فبهداهم اقتده) وفي حرفين، في الحاقة: {ماليه} [28]، و{سلطانيه} [29] وفي القارعة: {ماهيه} [10] ويثبتان الهاء فيما سوى هؤلاء الأحرف في الوصل والوقف.
قال أبو بكر: فمن أثبتها في الوقف وحذفها من الوصل قال: إنما تدخل الهاء في السكت لتتبين بها الحركة التي قبلها. وذلك أنا إذا قلنا: «كتابيه وحسابيه»، وجدنا الياء مفتوحة فكرهنا أن قف عليها من غير هاء فلا تتبين الفتحة، فلما كانت إنما تدخل في السكت لتبين بها الحركة ثم زال السكت زالت. ومن أثبتها في الوصل والوقف قال: أردت أن أبين بها الفتحة التي في آخر الحرف وبنيت الوصل على الوقف.
وأما قوله: «لم يتسنه وانظر» فإن لمن أثبت الهاء في الوصل والوقف حجتين: إحداهما أن يقول: كان الأصل فيه «يتسنه يا هذا» فلما دخل الجازم أسقط ضمة الهاء فبقيت الهاء ساكنة ثابتة في الوصل والوقف لأنها بمنزلة الميم في «يقيم»
والدال في «يقعد». ومما يدل على صحة هذا المذهب أن العرب تقول في تصغير السنة «سنيهة»، ويقال في جمعها «سنهات» على القياس. ولم يسمع الجمع من العرب، والتصغير مسموع منهم. ويقال: عمل فلان مع فلان مسانهة فيدلك ثبات الهاء في هؤلاء المواضع على أنها من نفس الكلمة. أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني حجة لهذا المذهب:
ليست بسنهاء ولا رجبية = ولكن عرايا في السنين الجوائح
فسنهاء على مثال حمراء والهاء فيها بحذاء الراء. فعلى هذا المذهب لا يجوز حذف الهاء من «يتسنه» في وصل ولا وقف. والوجه الآخر أن يكون الأصل فيه «يتسنى» على وزن «يتقضى» فلما دخل الجازم أسقطت الياء فصار «لم يتسن» على وزن «لم يتقض» فأدخلنا الهاء للسكت وأثبتناها في الوصل بناء على الوقف. ويجوز أن تقول: كان الأصل فيه «يتسنن» فاستثقلت العرب الجمع بين ثلاث نونات لأن النون الأولى مشددة، والحرف المشدد حرفان فأبدلوا من النون الثالثة ياء كما قالوا: «قد تظنيت» والأصل فيه «تظننت» فاستثقلوا الجمع بين ثلاث نونات فأبدلوا من الثالثة ياء فصار «يتسنى» فلما دخلت «لم» أسقطت الياء وأدخلت الهاء للسكت. والدليل على أن الأصل فيه «يسنن» قول العرب: «هذه سنين كما ترى، وأتيتك سنينا، ونظرت إلى سنين» فيعربون النون بالرفع والنصب والخفض لأنها عندهم من نفس الحرف، ويقولون في الإضافة: «هذه سنينك، ورأيت سنينك، وفكرت في سنينك» فيثبتونها ويعربونها في الإضافة: فلولا أنها عندهم من نفس الكلمة لم تثبت في الإضافة. أنشدنا أبو العباس حجة لهذا المذهب:
ذراني من نجد فإن سنينه = لعبن بنا شيبا وشبننا مردا
لحي الله نجدا كيف يترك ذا الغنى = فقيرا وجلد القوم تحسبه عبدا
فقال: فإن سنينه، فأثبت النون في الإضافة. والبيت
الذي قبل هذين أنشده الفراء:
متى تنج حبوا من سنين ملحة = تثمر لأخرى تنزل الأعصم الفردا
وأنشد الفراء:
ألم نسق الحجيج سلي معدا = سنينا ما يعد لنا حسابا
وأنشدنا أبو العباس:
سنيني كلها قاسيت حربا = أعد مع الصلادمة الكبار
فعلى هذا المذهب تقول: «عمل فلان مع فلان مسانة» بنون مشددة.
ومن حذف الهاء في الوصل والوقف قال: إذا وقفت أشرت إلى الحركة فكان ذاك كافيًا لي من إدخال الهاء. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام الأسدي: الاختيار عندي في هذا الباب كله الوقف عليها [بالهاء] بالتعمد لذلك لأنها إن أدمجت في القراءة مع إثبات الهاء كان خروجًا من كلام العرب وإن حذفت في الوصل كان خلاف الكتاب. فإذا صار قارئها إلى السكت عندها على ثبوت الهاءات اجتمعت له المعاني الثلاثية؛ من أن يكون مصيبًا في العربية وموافقًا للخط وغير خارج من قراءة القراء.
). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/303-311]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة