تعدد أسماء السورة الواحدة وألقابها
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (خاتمة في تعدد أسماء السور
قد يكون للسورة اسم: وهو كثير.
وقد يكون لها اسمان:
- كسورة البقرة، يقال لها: فسطاط القرآن؛ لعظمها وبهائها.
- وآل عمران يقال اسمها: في التوراة طيبة. حكاه النقاش.
- والنحل تسمى: سورة النعم؛ لما عدد الله فيها من النعم على عباده.
- وسورة: {حم عسق} وتسمى: الشورى.
- وسورة الجاثية، وتسمى: الشريعة، وسورة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتسمى: القتال.
وقد يكون لها ثلاثة أسماء:
- كسورة المائدة والعقود والمنقذة. وروى ابن عطية فيه حديثا.
- وكسورة غافر والطول والمؤمن؛ لقوله: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ..}.
وقد يكون لها أكثر من ذلك:
- كسورة: براءة والتوبة والفاضحة والحافرة؛ لأنها حفرت عن قلوب المنافقين. قال ابن عباس: (ما زال ينزل: {وَمِنْهُمْ} حتى ظننا أنه لا يبقى أحد إلا ذكر فيها). وقال حذيفة: (هي سورة العذاب). وقال ابن عمر: (كنا ندعوها المشقشقة). وقال الحارث بن يزيد: (كانت تدعى المبعثرة). ويقال لها: المسورة. ويقال لها: البحوث.
- وكسورة الفاتحة ذكر بعضهم لها بضعة وعشرين اسما: الفاتحة . وثبت في "الصحيحين" وأم الكتاب وأم القرآن. وثبتا في "صحيح مسلم"، وحكى ابن عطية كراهية تسميتها: عن قوم، والسبع المثاني والصلاة . ثبتا في "صحيح مسلم" والحمد. رواه الدارقطني. وسميت: مثاني؛ لأنها تثنى في الصلاة أو أنزلت مرتين، والوافية بالفاء؛ لأن تبعيضها لا يجوز؛ ولاشتمالها على المعاني التي في القرآن، والكنز؛ لما ذكرنا، والشافية والشفاء والكافية والأساس.وينبغي البحث عن تعداد الأسامي: هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات؟ فإن كان الثاني فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسمائها وهو بعيد). [البرهان في علوم القرآن: 1/269-270]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (من السور ما كان له اسمان فأكثر :
- فالفاتحة تسمى: أم القرآن وأم الكتاب، وسورة الحمد، وسورة الصلاة، والشفاء، والسبع المثاني، والراقية والنور، والدعاء، والمناجاة، والشافية، والكافية، والكنز، والأساس.
- وبراءة تسمى: التوبة، والفاضحة، وسورة العذاب.
- ويونس تسمى: السابعة لأنها سابعة السبع الطوال.
- والإسراء تسمى: سورة بني إسرائيل.
- والسجدة تسمى: المضاجع.
- وفاطر تسمى: سورة الملائكة.
- وغافر تسمى: المؤمن.
- وفصلت تسمى: السجدة.
- والجاثية تسمى: الشريعة.
- وسورة محمد صلى الله عليه وسلم تسمى: القتال.
- والطلاق تسمى: سورة النساء القصرى).[التحبير في علم التفسير: 370]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فصل قد يكون للسورة اسم واحد وهو كثير وقد يكون لها اسمان فأكثر، من ذلك :
الفاتحة
وقد وقفت لها على نيف وعشرين اسماً، وذلك يدل على شرفها فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى..
أحدها: فاتحة الكتاب؛ أخرج ابن جرير من طريق ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني))، وسميت بذلك لأنه يفتتح بها في المصاحف وفي التعليم وفي القراءة في الصلاة. وقيل لأنها أول سورة نزلت. وقيل لأنها أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ، حكاه المرسي، وقال: إنه يحتاج إلى نقل. وقيل لأن الحمد فاتحة كل كلام. وقيل لأنها فاتحة كل كتاب، حكاه المرسي ورده بأن الذي افتتح به كل كتاب هو الحمد فقط، لا جميع السورة، وبأن الظاهر أن المراد بالكتاب القرآن، لا جنس الكتاب، قال: لأنه قد روي من أسمائها فاتحة القرآن فيكون المراد بالكتاب والقرآن واحداً.
ثانيها: فاتحة القرآن كما أشار إليه المرسي.
وثالثها ورابعها: أم الكتاب وأم القرآن؛ وقد كره ابن سيرين أن تسمى "أم الكتاب" وكره الحسن أن تسمى "أم القرآن"، ووافقهما بقي بن مخلد لأن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ قال تعالى: {وعنده أم الكتاب} {وإنه في أم الكتاب} وآيات الحلال والحرام قال تعالى: {آيات محكمات هن أم الكتاب}، قال المرسي: وقد روي حديث لا يصح ((لا يقولن أحدكم أم الكتاب وليقل فاتحة الكتاب)) قلت: هذا لا أصل له في شيء من كتب الحديث وإنما أخرجه أبن الضريس بهذا اللفظ عن ابن سيرين فالتبس على المرسي وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسميتها بذلك فأخرج الدارقطني وصححه من حديث أبي هريرة مرفوعا ((إذا قرأتم الحمد فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني)).واختلف لم سميت بذلك فقيل لأنها يبدأ بكتابتها في المصاحف وبقراءتها في الصلاة قبل السورة، قاله أبو عبيدة في مجازه، وجزم به البخاري في صحيحه واستشكل بأن ذلك يناسب تسميتها فاتحة الكتاب، لا أم الكتاب. وأجيب بأن ذلك بالنظر إلى أن الأم مبتدأ الولد.
قال الماوردي: سميت بذلك لتقدمها وتأخر ما سواها تبعا لها؛ لأنها أمته أي تقدمته، ولهذا يقال لراية الحرب أمّ لتقدمها وإتباع الجيش لها، ويقال لما مضى من سني الإنسان أم لتقدمها، ولمكة أم القرى لتقدمها على سائر القرى.وقيل أم الشيء أصله، وهي أصل القرآن لانطوائها على جميع أغراض القرآن وما فيه من العلوم والحكم كما سيأتي تقريره في النوع الثالث والسبعين.
وقيل: سميت بذلك لأنها أفضل السور، كما يقال لرئيس القوم أم القوم. وقيل: لأن حرمتها كحرمة القرآن كله.
وقيل: لأن مفزع أهل الإيمان إليها كما يقال للراية أم لأن مفزع العسكر إليها وقيل لأنها محكمة والمحكمات أم الكتاب.
خامسها: القرآن العظيم؛ روى أحمد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم القرآن: ((هي أم القرآن وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم)). وسميت بذلك لاشتمالها على المعاني التي في القرآن.
سادسها: السبع المثاني؛ ورد تسميتها بذلك في الحديث المذكور وأحاديث كثيرة..
- أما تسميتها: سبعا فلأنها سبع آيات أخرج الدارقطني ذلك عن علي ، وقيل فيها سبعة آداب في كل آية أدب وفيه بعد وقيل لأنها خلت من سبعة أحرف الثاء والجيم والخاء والزاي والشين والظاء والفاء قال المرسي وهذا أضعف مما قبله لأن الشيء إنما يسمى بشيء وجد فيه لا بشيء فقد منه.
- وأما المثاني فيحتمل أن يكون مشتقا من الثناء لما فيها من الثناء على الله تعالى.
ويحتمل أن يكون من الثنيا لأن الله استثناها لهذه الأمة ويحتمل أن يكون من التثنية، قيل لأنها تثنى في كل ركعة، ويقويه ما أخرجه ابن جرير بسند حسن عن عمر قال: "السبع المثاني فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة".
- وقيل: لأنها تثنى بسورة أخرى.
- وقيل لأنها نزلت مرتين.
- وقيل: لأنها على قسمين ثناء ودعاء.
- وقيل: لأنها كلما قرأ العبد منها آية ثناه الله بالإخبار عن فعله كما في الحديث.
- وقيل: لأنها اجتمع فيها فصاحة المباني وبلاغة المعاني.
- وقيل غير ذلك.
سابعها: الوافية؛ كان سفيان بن عيينة يسميها به لأنها وافية بما في القرآن من المعاني. قاله في الكشاف.وقال الثعلبي: لأنها لا تقبل التصنيف فإن كل سورة من القرآن لو قرئ نصفها في كل ركعة والنصف الثاني في أخرى لجاز بخلافها.وقال المرسي: لأنها جمعت بين ما لله وبين ما للعبد
ثامنها: الكنز لما تقدم في أم القرآن قاله في الكشاف وورد تسميتها بذلك في حديث أنس السابق في النوع الرابع عشر
تاسعها: الكافية لأنها تكفي في الصلاة عن غيرها ولا يكفي عنها غيرها.
عاشرها: الأساس لأنها أصل القرآن وأول سورة فيه.
حادي عشرها: النور.
ثاني عشرها وثالث عشرها: سورة الحمد وسورة الشكر.
رابع عشرها وخامس عشرها: سورة الحمد الأولى وسورة الحمد القصرى.
سادس عشرها وسابع عشرها وثامن عشرها: الرقية والشفاء والشافية للأحاديث الآتية في نوع الخواص.
تاسع عشرها: سورة الصلاة لتوقف الصلاة عليها.
العشرون وقيل إن من [الإتقان في علوم القرآن: 2/354] أسمائها الصلاة أيضا لحديث ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين)) أي السورة. قال المرسي لأنها من لوازمها فهو من باب تسمية الشيء باسم لازمه.. وهذا الاسم العشرون.
الحادي والعشرون: سورة الدعاء؛ لاشتمالها عليه في قوله: {اهدنا}.
الثاني والعشرون: سورة السؤال لذلك ذكره الإمام فخر الدين.
الثالث والعشرون: سورة تعليم المسألة قال المرسي لأن فيها آداب السؤال لأنها بدئت بالثناء قبله.
الرابع والعشرون: سورة المناجاة لأن العبد يناجي فيها ربه بقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين}.
الخامس والعشرون: سورة التفويض لاشتمالها عليه في قوله: {وإياك نستعين}.
فهذا ما وقفت عليه من أسمائها ولم تجتمع في كتاب قبل هذا.
ومن ذلك: سورة البقرة
كان خالد بن معدان يسميها فسطاط القرآن وورد في حديث مرفوع في مسند الفردوس؛ وذلك لعظمها ولما جمع فيها من الأحكام التي لم تذكر في غيرها. وفي حديث المستدرك تسميتها سنام القرآن وسنام كل شيء أعلاه.
وآل عمران
روى سعيد بن منصور في سننه عن أبي عطاف قال: اسم آل عمران في التوراة طيبة.
وفي صحيح مسلم تسميتها والبقرة الزهراوين.
والمائدة
تسمى أيضا العقود والمنقذة؛
قال ابن الفرس: لأنها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب.
والأنفال
أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس سورة الأنفال قال: "تلك سورة بدر".
وبراءة
تسمى أيضا التوبة لقوله فيها: {لقد تاب الله على النبي..} الآية.
والفاضحة؛ أخرج البخاري عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس سورة التوبة قال "التوبة بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم... حتى ظننا ألا يبقى أحد منا إلا ذكر فيها "وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال: قال عمر "ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لا يبق منا أحد إلا سينزل فيه وكانت تسمى الفاضحة"
وسورة العذاب أخرج الحاكم في المستدرك عن حذيفة قال"التي تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب ". وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: (كان عمر بن الخطاب إذا ذكر له سورة براءة فقيل سورة التوبة قال: "هي إلى العذاب أقرب ما كادت تقلع عن الناس حتى ما كادت تبقي منهم أحدا").
والمقشقشة؛ أخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم أن رجلا قال لابن عمر سورة التوبة فقال "وأيتهن سورة التوبة" فقال براءة فقال "وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي ما كنا ندعوها إلا المقشقشة" أي المبرئة من النفاق.
والمنقرة؛ أخرج أبو الشيخ عن عبيد بن عمير قال: (كانت تسمى براءة المنقرة نقرت عما في قلوب المشركين).
والبحوث بفتح الباء أخرج الحاكم عن المقداد أنه قيل له لو قعدت العام عن الغزو قال: "أتت علينا البحوث يعني براءة" . . . الحديث.
والحافرة؛ ذكره ابن الفرس لأنها حفرت عن قلوب المنافقين.
والمثيرة؛ أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال "كانت هذه السورة تسمى الفاضحة فاضحة المنافقين وكان يقال لها المثيرة أنبأت بمثالبهم وعوراتهم"
وحكى ابن الفرس من أسمائها "المبعثرة" وأظنه تصحيف المنقرة فإن صح كملت الأسماء عشرة ثم رأيته كذلك أعني المبعثرة بخط السخاوي في جمال القراء وقال لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين.وذكر فيه أيضا من أسمائها المخزية والمنكلة والمشردة والمدمدمة.
النحل
قال قتادة: "تسمى سورة النعم". أخرجه ابن أبي حاتم. قال ابن الفرس: لما عدد الله فيها من النعم على عباده.
الإسراء
تسمى أيضا سورة سبحان، وسورة بني إسرائيل.
الكهف
ويقال لها سورة أصحاب الكهف. كذا في حديث أخرجه ابن مردويه. وروى البيهقي من حديث ابن عباس مرفوعا ((أنها تدعى في التوراة الحائلة تحول بين قارئها وبين النار)) وقال إنه منكر.
طه
تسمى أيضا سورة التكليم. ذكره السخاوي في جمال القراء.
الشعراء
وقع في تفسير الإمام مالك تسميتها بسورة الجامعة.
النمل
تسمى أيضا سورة سليمان.
السجدة
تسمى أيضا المضاجع.
فاطر
تسمى سورة الملائكة.
يس
سماها صلى الله عليه وسلم: ((قلب القرآن)) أخرجه الترمذي من حديث أنس.
وأخرج البيهقي من حديث أبي بكر مرفوعا: ((سورة يس تدعى في التوراة المعمة نعم بخيري الدنيا والآخرة وتدعى الدافعة والقاضية تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضي له كل حاجة))، وقال إنه حديث منكر.
الزمر
تسمى سورة الغرف.
غافر
تسمى سورة الطول والمؤمن لقوله تعالى فيها: {وقال رجل مؤمن..}.
فصلت
تسمى السجدة وسورة المصابيح.
الجاثية
تسمى الشريعة وسورة الدهر حكاه الكرماني في العجائب.
سورة محمد
تسمى القتال.
ق
تسمى سورة الباسقات.
اقتربت
تسمى القمر.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس "أنها تدعى في التوراة المبيضة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه" وقال إنه منكر.
الرحمن
سميت في حديث "عروس القرآن". أخرجه البيهقي عن علي مرفوعا.
المجادلة
سميت في مصحف أبيّ "الظهار".
الحشر
أخرج البخاري عن سعيد بن جبير قال: (قلت لابن عباس سورة الحشر؟ قال: "قل سورة بني النضير")، قال ابن حجر: كأنه كره تسميتها بالحشر لئلا يظن أن المراد يوم القيامة، وإنما المراد به هنا إخراج بني النضير.
الممتحنة
قال ابن حجر: المشهور في هذه التسمية أنها بفتح الحاء، وقد تكسر؛ فعلى الأول هو صفة المرأة التي نزلت السورة بسببها، وعلى الثاني هي صفة السورة، كما قيل لبراءة الفاضحة.
وفي جمال القراء تسمى أيضا سورة الامتحان وسورة المودة.
الصف
تسمى أيضا سورة الحواريين.
الطلاق
تسمى "سورة النساء القصرى" كذا سماها ابن مسعود، أخرجه البخاري وغيره، وقد أنكره الداودي فقال: لا أرى قوله "القصرى" محفوظا، ولا يقال في سورة من القرآن قصرى ولا صغرى. قال ابن حجر: وهو رد للأخبار الثابتة بلا مستند، والقصر والطول أمر نسبي، وقد أخرج البخاري عن زيد بن ثابت أنه قال "طولى الطوليين" وأراد بذلك سورة الأعراف.
التحريم
يقال لها "سورة المتحرم" و"سورة لم تحرم".
تبارك
تسمى سورة الملك.
وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال: (هي في التوراة سورة الملك وهي المانعة تمنع من عذاب القبر).
وأخرج الترمذي من حديث ابن عباس مرفوعا: ((هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر)).
وفي مسند عبد من حديث: ((أنهاالمنجية والمجادلة تجادل يوم القيامة عند ربها لقارئها)).
وفي تاريخ ابن عساكر من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها ((المنجية)).
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال: (كنا نسميها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة).
وفي جمال القراء: تسمى أيضا الواقية والمناعة.
سأل
تسمى المعارج والواقع.
عم
يقال لها النبأ والتساؤل والمعصرات.
لم يكن
تسمى "سورة أهل الكتاب"، وكذلك سميت في مصحف أبي.
وسورة البينة وسورة القيامة وسورة البرية وسورة الانفكاك. ذكر ذلك في جمال القراء.
أرأيت
تسمى سورة الدين وسورة الماعون.
الكافرون
تسمى المقشقشة. أخرجه ابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى.
قال في جمال القراء: وتسمى أيضا سورة العبادة.
قال: وسورة النصر
تسمى سورة التوديع لما فيها من الإيماء إلى وفاته صلى الله عليه وسلم.
قال: وسورة تبت
تسمى سورة المسد.
وسورة الإخلاص
تسمى الأساس لاشتمالها على توحيد الله وهو أساس الدين.
قال: والفلق والناس
يقال لهما "المعوذتان" بكسر الواو، و"المشقشقتان" من قولهم خطيب مشقشق.
تنبيه
قال الزركشي في البرهان: ينبغي البحث عن تعداد الأسامي هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات، فإن كان الثاني فلم يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسماء لها وهو بعيد [...]). [الإتقان في علوم القرآن: 2/349-368]
ألقاب السور
سورة الفاتحة:
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (ولها ثلاثة أسماءٍ معروفةٌ: فاتحة الكتاب، وأمّ القرآن، والسّبع المثاني). [معالم التنزيل: 1/49](م)
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (سمّيت فاتحة الكتاب: لأنّ اللّه بها افتتح القرآن. وسمّيت أمّ القرآن وأمّ الكتاب: لأنّها أصل القرآن منها بدئ القرآن وأمّ الشّيء: أصله، ويقال لمكّة: أمّ القرى لأنّها أصل البلاد دحيت الأرض من تحتها، وقيل: لأنّها مقدّمةٌ وإمامٌ لما يتلوها من السّور يبدأ بكتابتها في المصحف وبقراءتها في الصّلاة.والسّبع المثاني لأنّها سبع آياتٍ باتّفاق العلماء. وسمّيت مثاني لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وقال مجاهدٌ: (سمّيت مثاني لأنّ اللّه تعالى استثناها لهذه الأمّة فذخرها لهم) ). [معالم التنزيل: 1/49](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى فاتحة الكتاب أيضا المثاني، فهو اسم مشترك، وتسمى سورة الحمد أم الكتاب وفاتحة الكتاب، سميت أم الكتاب لأن أم كل شيء أصله، ولما كانت مقدمة الكتاب العزيز؛ فكانت كأنها أصله، قيل لها: أم الكتاب، وأم القرآن، وسميت الفاتحة لأن القرآن العزيز افتتح بها.ومن قال إنها أول ما نزل قال: سميت فاتحة الكتاب، لأن الوحي افتتح بها، وروى أبو هريرة وأبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هي أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي فاتحة الكتاب)).وسميت السبع المثاني لأنها تثنى في كل ركعة، وقيل لأنها نزلت بمكة ثم ثنيت فنزلت بالمدينة، وقيل لأن الله عز وجل استثناها لهذه الأمة وذخرها لها مما أنزله على غيرها...). [جمال القراء:1/33-34](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): ( (سورة أم القرآن) وتسمى سورة الحمد لله، وفاتحة الكتاب،والواقية، والشافية، والسبع المثاني ). [التسهيل:1/63](م)
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (... اعلم أن لسورة الفاتحة ثلاثة عشر اسماً: الأول: فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بها في المصاحف والتعليم، وقيل: لأنّها أول سورة نزلت من السّماء. الثّاني: أم القرآن على ما يجيء. الثّالث: الكنز. والرّابع: الوافية، سميت بها لأنّها لا تقبل التنصف في ركعة. والخامس: سورة الحمد، لأنّه أولها: الحمد. والسّادس: سورة الصّلاة. والسّابع: السّبع المثاني. والثّامن: الشّفاء والشافية، وعن أبي سعيد الخدريّ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فاتحة الكتاب شفاء من كل سم)). والتّاسع: الكافية لأنّها تكفي عن غيرها. والعاشر: الأساس لأنّها أول سورة القرآن فهي كالأساس. والحادي عشر: السّؤال لأن فيها سؤال العبد من ربه. والثّاني عشر: الشّكر، لأنّها ثناء على الله تعالى. والثّالث عشر: سورة الدّعاء لاشتمالها على قوله: (اهدنا الصّراط) ). [عمدة القاري:18/103](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى «أمّ الكتاب» قال البخاريّ في أوّل التّفسير: وسمّيت أمّ الكتاب لأنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة.وأخرج ابن الضّريس في فضائل القرآن عن أيّوب عن محمّد بن سيرين كان يكره أن يقول أمّ الكتاب ويقول: قال اللّه تعالى: وعنده أمّ الكتاب ولكن يقول: فاتحة الكتاب.ويقال لها الفاتحة لأنّها يفتتح بها القراءة، وافتتحت الصّحابة بها كتابة المصحف الإمام.قال ابن كثيرٍ في تفسيره: وصحّ تسميتها بالسّبع المثاني، قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة فتقرأ في كلّ ركعةٍ.وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال في أمّ القرآن: ((هي أم القرآن وهي السّبع المثاني، وهي القرآن العظيم)).وأخرج ابن جريرٍ في تفسيره عن أبي هريرة أيضا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)). وأخرج نحوه ابن مردويه في تفسيره والدّارقطنيّ من حديثه، وقال كلّهم ثقاتٌ. وروى البيهقيّ عن عليٍّ وابن عبّاسٍ وأبي هريرة أنّهم فسّروا قوله تعالى: {سبعاً من المثاني} بالفاتحة.
ومن جملة أسمائها كما حكاه في الكشّاف سورة الكنز، والوافية، وسورة الحمد، وسورة الصّلاة. وقد أخرج الثّعلبيّ أنّ سفيان بن عيينة كان يسمي فاتحة الكتاب: الوافية. وأخرج الثّعلبيّ أيضًا عن عبد اللّه بن يحيى بن أبي كثيرٍ أنّه سأله سائلٌ عن قراءة الفاتحة خلف الإمام، فقال: عن الكافية تسأل؟ قال السّائل: وما الكافية؟ قال: الفاتحة، أمّا علمت أنّها تكفي عن سواها ولا يكفي سواها عنها. وأخرج أيضًا عن الشّعبيّ أنّ رجلًا اشتكى إليه وجع الخاصرة، فقال: عليك بأساس القرآن، قال: وما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب. وأخرج البيهقيّ في الشّعب عن أنسٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ اللّه أعطاني فيما منّ به عليّ فاتحة الكتاب، وقال: هي من كنوز عرشي» وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده عن عليٍّ نحوه مرفوعًا.). [فتح القدير: 1/74-75](م)
سورة البقرة:
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (كذا سمّيت هذه السّورة "سورة البقرة" في المرويّ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم وما جرى في كلام السّلف[...]وفي الاتّفاق عن «المستدرك» أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ((إنّها سنام القرآن)) وسنام كلّ شيءٍ أعلاه وهذا ليس علمًا لها ولكنّه وصف تشريفٍ. وكذلك قول خالد بن معدان: إنّها فسطاط القرآن والفسطاط ما يحيط بالمكان لإحاطتها بأحكامٍ كثيرةٍ). [التحرير والتنوير:1/201](م)
سورة التوبة:
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء: أحدها: سورة التوبة، والثاني: براءة، وهذان مشهوران بين الناس.والثالث: سورة العذاب، قاله حذيفة. والرابع: المقشقشة، قاله ابن عمر.والخامس: سورة البحوث؛ لأنها بحثت عن سرائر المنافقين، قاله المقداد بن الأسود.والسادس: الفاضحة؛ لأنها فضحت المنافقين، قاله ابن عباس.والسابع: المبعثرة؛ لأنها بعثرت أخبار الناس وكشفت عن سرائرهم، قاله الحارث بن يزيد وابن إسحاق.
والثامن: المثيرة لأنها أثارت مخازي المنافقين ومثالبهم، قاله قتادة.والتاسع: الحافرة؛ لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، قاله الزجاج). [زاد المسير:3/389](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (ولها أسماءٌ: منها: سورة التّوبة لأنّ فيها التّوبة على المؤمنين وتسمّى: الفاضحة لأنّه ما زال ينزل فيها: ومنهم، ومنهم، حتّى كادت أن لا تدع أحدًا وتسمّى: البحوث، لأنّها تبحث عن أسرار المنافقين وتسمّى: المبعثرة، والبعثرة: البحث. وتسمّى أيضا بأسماء: كالمقشقشة، لكونها تقشقش من النّفاق: أي تبرّئ منه. والمخزية: لكونها أخزت المنافقين. والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم. والحافرة: لكونها تحفر عنها. والمنكّلة: لما فيها من التّنكيل لهم. والمدمدمة: لأنّها تدمدم عليهم). [فتح القدير:2/475](م)
سورة النحل:
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): ( وروى حماد عن علي بن زيد قال: (كان يقال لسورة النحل: سورة النعم يريد لكثرة تعداد النعم فيها) ). [زاد المسير: 4/425-426](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وسورة النحل ، وتسمى سورة النعم وسورة النعيم). [جمال القراء:1/36](م)
سورة يس:
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): ( يس وهي قلب القرآن. وقال صلى الله عليه وسلم: ((وقلب القرآن يس)). ). [جمال القراء:1/37](م)
سورة الرحمن:
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وردت تسميتها «بسورة الرّحمن» في أحاديث منها ما رواه التّرمذيّ عن جابر بن عبد اللّه قال: «خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم على أصحابه فقرأ سورة الرّحمن» الحديث.
وفي «تفسير القرطبيّ» أنّ قيس بن عاصمٍ المنقّريّ قال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: «اتل عليّ ما أنزل عليك، فقرأ عليه سورة الرّحمن، فقال: أعدها، فأعادها ثلاثًا، فقال: إنّ له لحلاوةً» إلخ. وكذلك سمّيت في كتب السّنّة وفي المصاحف.
وذكر في «الإتقان»: أنّها تسمّى «عروس القرآن» لما رواه البيهقيّ في «شعب الإيمان» عن عليٍّ أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لكلّ شيءٍ عروسٌ وعروس القرآن سورة الرّحمن». وهذا لا يعدو أن يكون ثناءً على هذه السّورة، وليس هو من التّسمية في شيءٍ كما روي أنّ سورة البقرة فسطاط القرآن). [التحرير والتنوير:27/227](م)
سورة الحشر:
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج سعيد بن منصور والبخاري، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الحشر؟ قال: نزلت في بني النضير). [الدر المنثور:14/332](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن سعيد بن جبيرٍ قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة الحشر، قال: سورة النّضير يعني أنّها نزلت في بني النّضير كما صرّح بذلك في بعض الرّوايات). [فتح القدير:5/258](م)
سورة تبارك:
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (تبارك وتسمى الملك والواقية والمنجية والمانعة والمناعة) [جمال القراء:1/38](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمى سورة تبارك، والواقية، والمنجية، والمانعة). [فتح القدير: 5/342](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سمّاها النّبي صلّى الله عليه وسلّم «سورة {تبارك الّذي بيده الملك}» [...]
والشّائع في كتب السّنّة وكتب التّفسير وفي أكثر المصاحف تسمية هذه السّورة «سورة الملك» [...]وأخرج الطّبرانيّ عن ابن مسعودٍ قال «كنّا نسمّيها على عهد رسول اللّه المانعة»، أي أخذًا من وصف النّبي صلّى الله عليه وسلّم إيّاها بأنّها المانعة المنجية كما في حديث التّرمذيّ المذكور آنفًا وليس بالصّريح في التّسمية.وفي «الإتقان» عن «تاريخ ابن عساكر» من حديث أنسٍ «أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم سمّاها المنجية»ولعلّ ذلك من وصفه إيّاها بالمنجية في حديث التّرمذيّ وليس أيضًا بالصّريح في أنّه اسمٌ.وفي «الإتقان» عن «كتاب جمال القرّاء» تسمّى أيضًا «الواقية»، وتسمّى «المنّاعة» بصيغة المبالغة.وذكر الفخر: أنّ ابن عبّاسٍ كان يسمّيها «المجادلة» لأنّها تجادل عن قارئها عند سؤال الملكين ولم أره لغير الفخر.فهذه ثمانية أسماءٍ سمّيت بها هذه السّورة). [التحرير والتنوير: 29/5-7](م)
سورة النصر:
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (سورة النصر وتسمى: سورة التوديع لما فيها من الإيماء إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم). [جمال القراء:1/38-39](م)
سورة الإخلاص:
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (المشهور في تسميتها في عهد النّبي صلّى الله عليه وسلّم وفيما جرى من لفظه وفي أكثر ما روي عن الصّحابة تسميتها «سورة {قل هو اللّه أحدٌ}».[...]وسمّيت في أكثر المصاحف وفي معظم التّفاسير وفي «جامع التّرمذيّ»: «سورة الإخلاص» واشتهر هذا الاسم لاختصاره وجمعه معاني هذه السّورة لأنّ فيها تعليم النّاس إخلاص العبادة للّه تعالى، أي سلامة الاعتقاد من الإشراك باللّه غيره في الإلهيّة.وسمّيت في بعض المصاحف التّونسيّة «سورة التّوحيد» لأنّها تشتمل على إثبات أنّه تعالى واحدٌ. وفي «الإتقان» أنّها تسمّى «سورة الأساس» لاشتمالها على توحيد اللّه وهوأساس الإسلام. وفي «الكشّاف»: روي أبيٍّ وأنسٍ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ((أسّت السّماوات السّبع والأرضون السّبع على {قل هو اللّه أحدٌ})). يعني ما خلقت إلّا لتكون دلائل على توحيد اللّه ومعرفة صفاته.وذكر في «الكشّاف»: أنّها وسورة الكافرون تسمّيان المقشقشتين، أي المبرئتين من الشّرك ومن النّفاق.وسمّاها البقاعيّ في «نظم الدّرر» «سورة الصّمد»، وهو من الأسماء الّتي جمعها الفخر. وقد عقد الفخر في «التّفسير الكبير» فصلًا لأسماء هذه السّورة فذكر لها عشرين اسمًا بإضافة عنوان سورة إلى كلّ اسمٍ منها ولم يذكر أسانيدها فعليك بتتبّعها على تفاوتٍ فيها وهي: التّفريد، والتّجريد (لأنّه لم يذكر فيها سوى صفاته السّلبيّة الّتي هي صفات الجلال)، والتّوحيد (كذلك)، والإخلاص (لما ذكرناه آنفًا)، والنّجاة (لأنّها تنجي من الكفر في الدّنيا ومن النّار في الآخرة)، والولاية (لأنّ من عرف اللّه بوحدانيّته فهو من أوليائه المؤمنين الّذين لا يتولّون غير اللّه) والنّسبة (لما روي أنّها نزلت لمّا قال المشركون: انسب لنا ربّك، كما سيأتي)، والمعرفة (لأنّها أحاطت بالصّفات الّتي لا تتمّ معرفة اللّه إلّا بمعرفتها) والجمال (لأنّها جمعت أصول صفات اللّه وهي أجمل الصّفات وأكملها، ولما روي أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ((إنّ اللّه جميلٌ يحبّ الجمال)) فسألوه عن ذلك فقال: ((أحدٌ صمدٌ لم يلد ولم يولد))، والمقشقشة (يقال: قشقش الدّواء الجرب إذا أبرأه لأنّها تقشقش من الشّرك، وقد تقدّم آنفًا أنّه اسمٌ لسورة الكافرون أيضًا)، والمعوّذة (لقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم لعثمان بن مظعونٍ وهو مريضٌ فعوّذه بها وبالسّورتين اللّتين بعدها وقال له: «تعوّذ بها». والصّمد (لأنّ هذا اللّفظ خصّ بها)، والأساس (لأنّها أساس العقيدة الإسلاميّة)، والمانعة (لما روي: أنّها تمنع عذاب القبر ولفحات النّار) والمحضر (لأنّ الملائكة تحضر لاستماعها إذا قرئت). والمنفّرة (لأنّ الشّيطان ينفر عند قراءتها), والبرّاءة (لأنّها تبرئ من الشّرك)، والمذكّرة (لأنّها تذكر خالص التّوحيد الّذي هو مودعٌ في الفطرة)، والنّور (لما روي: أنّ نور القرآن قل هو اللّه أحدٌ)، والأمان (لأنّ من اعتقد ما فيها أمن من العذاب).وبضميمة اسمها المشهور: "قل هو اللّه أحدٌ" تبلغ أسماؤها اثنين وعشرين. وقال الفيروزآبادىّ في «بصائر التّمييز»: إنّها تسمّى الشّافية فتبلغ واحدًا وعشرين اسمًا). [التحرير والتنوير:30/609-611](م)
سورتي الفلق والناس:
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (سورة الفلق، ثم سورة الناس
ويقال لهما المعوذتان والمشقشقتان، من قولهم: شقشق البعير إذا هدر، وشقشق العصفور، وخطيب مشقشق، وخطيب ذو شقشقة، والشقشقة: التي يخرجها البعير من فيه إذا هاج كالرئة، شبه الخطيب بالفحل، وهاتان سورتان من القرآن بإجماع الأمة. ويروى عن ابن مسعود أنه كان يحكهما من المصاحف ويقول: (لا تزيدوا في كتاب الله ما ليس منه)، فإن كان هذا صحيحا عنه؛ فسببه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما سبطيه فظن أنهما عوذتان، والمسلمون كلهم على خلاف ذلك.ومثل هذا ما حكي عن أبي أنه زاد في مصحفه سورتين:
إحداهما تسمى سورة "الخلع" وهي (اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك، ونؤمن بك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يهجرك).
وتسمى الثانية سورة "الحفد"، وهي: (اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق)، فهذا أيضا مما أجمع المسلمون على خلافه). [جمال القراء:1/39]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): ([...] وسمّيت في أكثر المصاحف ومعظم كتب التّفسير «سورة الفلق».
وفي «الإتقان»: أنّها وسورة النّاس تسمّيان «المشقشقتين» (بتقديم الشّينين على القافين) من قولهم خطيبٌ مشقشقٌ اهـ. (أي مسترسل القول تشبيهًا له بالفحل الكريم من الإبل يهدر بشقشقةٍ وهي كاللّحم يبرز من فيه إذا غضب) ولم أحقّق وجه وصف المعوّذتين بذلك.
وفي «تفسير القرطبيّ» و«الكشّاف» أنّها وسورة النّاس تسمّيان «المقشقشتين» (بتقديم القافين على الشّينين)، زاد القرطبيّ: أي تبرّئان من النّفاق، وكذلك قال الطّيبيّ، فيكون اسم "المقشقشة" مشتركًا بين أربع سورٍ؛ هذه، وسورة النّاس، وسورة براءة، وسورة الكافرون). [التحرير والتنوير:30/623-624](م)