أسماء سورة "الفاتحة"
الاسم الثاني : فاتحة الكتاب
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمرٍ، عن ابن خثيمٍ، عن ابن لبيبة، عن أبي هريرة، قال: فاتحة الكتاب هي سبعٌ من المثاني ليس فيها بسم اللّه الرّحمن الرّحيم). [تفسير عبد الرزاق:1/350](م)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ (ت: 227هـ): (باب تفسير فاتحة الكتاب). [سنن سعيد بن منصور:2/505]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (باب ما جاء في فاتحة الكتاب). [صحيح البخاري:6/17]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (أخبرنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب : أن محمدا كان يكره أن يقول: أم الكتاب، قال: ويقرأ قال تعالى: {وعنده أم الكتاب}, ولكن يقول: فاتحة الكتاب). [فضائل القرآن:]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (فاتحة الكتاب). [السنن الكبرى للنسائي: 10/5]
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت: 328هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة الكتاب). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/474]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : (فاتحة الكتاب). [جامع الأصول: 2/7]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (سورة فاتحة الكتاب). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/424]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (سورة فاتحة الكتاب وفضلها). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله: باب ما جاء في فاتحة الكتاب ، أي من الفضل أو من التّفسير أو أعمّ من ذلك مع التّقييد بشرطه في كلّ وجهٍ). [فتح الباري:8/156]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (باب ما جاء في فاتحة الكتاب.أي: هذا باب في بيان ما جاء في فاتحة الكتاب من الفضل أو من التّفسير أو أعم من ذلك، اعلم أن لسورة الفاتحة ثلاثة عشر اسماً:
الأول: فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بها في المصاحف والتعليم، وقيل: لأنّها أول سورة نزلت من السّماء.
الثّاني: أم القرآن على ما يجيء. الثّالث: الكنز. والرّابع: الوافية، سميت بها لأنّها لا تقبل التنصف في ركعة.
والخامس: سورة الحمد، لأنّه أولها: الحمد. والسّادس: سورة الصّلاة. والسّابع: السّبع المثاني.
والثّامن: الشّفاء والشافية، وعن أبي سعيد الخدريّ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فاتحة الكتاب شفاء من كل سم)).
والتّاسع: الكافية لأنّها تكفي عن غيرها. والعاشر: الأساس لأنّها أول سورة القرآن فهي كالأساس.
والحادي عشر: السّؤال لأن فيها سؤال العبد من ربه. والثّاني عشر: الشّكر، لأنّها ثناء على الله تعالى.
والثّالث عشر: سورة الدّعاء لاشتمالها على قوله: (اهدنا الصّراط) ). [عمدة القاري:18/103]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): ( (باب ما جاء في فاتحة الكتاب) أي من الفضل أو من التفسير أو أعم من ذلك.
والفاتحة في الأصل أما مصدر كالعافية سمي بها أول ما يفتتح به الشيء من باب إطلاق المصدر على المفعول، والتاء للنقل إلى الاسمية وإضافتها إلى الكتاب بمعنى "من" لأن أوّل الشيء بعضه، ثم جعلت علمًا للسورة المعينة لأنها أوّل الكتاب المعجز قاله بعضهم.وسقط لفظ باب لأبي ذر). [إرشاد الساري:7/4]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ): (باب ما جاء في فاتحة الكتاب). [حاشية السندي على البخاري:3/67]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (سورة فاتحة الكتاب). [سنن الترمذي:5/51]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (القول في تأويل فاتحة الكتاب). [جامع البيان:1/ 135]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (قال أبو جعفرٍ: صحّ الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بما حدّثني به، يونس بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، هي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)). فهذه أسماء فاتحة الكتاب
وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة). [جامع البيان: 1/105](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (آخر تفسير سورة فاتحة الكتاب). [جامع البيان:1/ 203]
قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (فاتحة الكتاب). [تفسير القرآن العظيم:1/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (اعلم أن لها أربعة أسماء هي: سورة الحمد وفاتحة الكتاب وأم القرآن، وهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمر وعلي وابن عباس، وروى ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فاتحة الكتاب هي السبع المثاني)).والاسم الرابع أنه يقال لها السبع من المثاني [...]وروى إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه أبي بن كعب فاتحة الكتاب فقال: ((والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته)).
وقيل لها فاتحة الكتاب لأنه يفتتح بها المصحف ويفتتح بها القرآن وتقرأ في كل ركعة [...]
وروى إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ عليه أبي فاتحة الكتاب فقال: ((والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته)) ). [معاني القرآن:1/47-49](م)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين
أخبرنا الشيخ الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري -رحمة الله عليه- إجازة، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا إسماعيل بن أحمد بن عمر، قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور أحمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني، قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد قال: فاتحة الكتاب). [ياقوتة الصراط:165-167]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (تفسير فاتحة الكتاب). [الكشف والبيان: 1/89]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): ( [أسماؤها]*
أخبرنا عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطّان، وأخبرنا محمد بن أحمد بن عبدوس، أخبرنا محمد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى، حدّثنا الفضل بن محمد بن المسيّب، حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا محمد بن حسان عن المعافى ابن عمران عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، سبع آيات أوّلهنّ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وهي السبع المثاني، وهي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب»). [الكشف والبيان:1/89](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (فاتحة الكتاب). [العمدة في غريب القرآن: 67]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (سورة فاتحة الكتاب). [معالم التنزيل:1/49]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (ولها ثلاثة أسماءٍ معروفةٌ: فاتحة الكتاب، وأمّ القرآن، والسّبع المثاني). [معالم التنزيل:1/49](م)
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (سمّيت فاتحة الكتاب: لأنّ اللّه بها افتتح القرآن.
وسمّيت أمّ القرآن وأمّ الكتاب: لأنّها أصل القرآن منها بدئ القرآن وأمّ الشّيء: أصله، ويقال لمكّة: أمّ القرى لأنّها أصل البلاد دحيت الأرض من تحتها، وقيل: لأنّها مقدّمةٌ وإمامٌ لما يتلوها من السّور يبدأ بكتابتها في المصحف وبقراءتها في الصّلاة، والسّبع المثاني لأنّها سبع آياتٍ باتّفاق العلماء. وسمّيت مثاني لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وقال مجاهدٌ: سمّيت مثاني لأنّ اللّه تعالى استثناها لهذه الأمّة فذخرها لهم). [معالم التنزيل: 1/49](م)
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (سورة فاتحة الكتاب). [الكشاف:1/99]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وأما أسماؤها فلا خلاف أنها يقال لها فاتحة الكتاب، لأن موضعها يعطي ذلك، واختلف هل يقال لها أم الكتاب، فكره الحسن بن أبي الحسن ذلك وقال: «أم الكتاب والحلال والحرام». قال الله تعالى: {آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] .
وقال ابن عباس وغيره: «يقال لها أم الكتاب».
وقال البخاري: سميت أم الكتاب لأنها يبدأ بكتابتها في المصحف وبقراءتها في الصلاة، وفي تسميتها بأم الكتاب حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه، واختلف هل يقال لها أم القرآن؟ فكره ذلك ابن سيرين وجوزه جمهور العلماء.
قال يحيى بن يعمر: «أم القرى مكة، وأم خراسان مرو، وأم القرآن سورة الحمد» .وقال الحسن بن أبي الحسن: اسمها أم القرآن). [المحرر الوجيز:1/69-70](م)
قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (سورة فاتحة الكتاب) [فنون الأفنان:278]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (تفسير فاتحة الكتاب). [المحرر الوجيز:1/69]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): ( وتسمى فاتحة الكتاب أيضا المثاني، فهو اسم مشترك، وتسمى سورة الحمد أم الكتاب وفاتحة الكتاب،سميت أم الكتاب لأن أم كل شيء أصله، ولما كانت مقدمة الكتاب العزيز؛ فكانت كأنها أصله، قيل لها: أم الكتاب، وأم القرآن، وسميت الفاتحة لأن القرآن العزيز افتتح بها.
ومن قال إنها أول ما نزل قال: سميت فاتحة الكتاب، لأن الوحي افتتح بها، وروى أبو هريرة وأبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هي أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي فاتحة الكتاب)) ). [جمال القراء:1/33](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): ( (سورة أم القرآن) وتسمى سورة الحمد لله، وفاتحة الكتاب، والواقية، والشافية، والسبع المثاني ). [التسهيل:1/63](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (فاتحة الكتاب). [تفسير القرآن العظيم:1/101]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (يقال لها: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطًّا، وبها تفتح القراءة في الصّلاة ويقال لها أيضًا: أمّ الكتاب عند الجمهور، وكره أنسٌ، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك، قال الحسن وابن سيرين: إنّما ذلك اللّوح المحفوظ، وقال الحسن: الآيات المحكمات: هنّ أمّ الكتاب، ولذا كرها -أيضًا- أن يقال لها أمّ القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/101](م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: (وسمّيت أمّ الكتاب أنّه -بفتح الهمزة- يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصّلاة) هو كلام أبي عبيدة في أوّل مجاز القرآن، لكنّ لفظه: (ولسور القرآن أسماءٌ منها أنّ الحمد للّه تسمّى أمّ الكتاب لأنّه يبدأ بها في أوّل القرآن وتعاد قراءتها فيقرأ بها في كلّ ركعةٍ قبل السّورة ويقال لها فاتحة الكتاب لأنّه يفتتح بها في المصاحف فتكتب قبل الجميع) انتهى.
وبهذا تبيّن المراد ممّا اختصره المصنّف، وقال غيره سمّيت أمّ الكتاب لأنّ أمّ الشّيء ابتداؤه وأصله، ومنه سمّيت مكّة أمّ القرى لأنّ الأرض دحيت من تحتها. وقال بعض الشّرّاح: التّعليل بأنّها يبدأ بها يناسب تسميتها فاتحة الكتاب لا أمّ الكتاب. والجواب أنّه يتّجه ما قال بالنّظر إلى أنّ الأمّ مبدأ الولد). [فتح الباري:8/156](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (سورة فاتحة الكتاب). [الإكليل:14]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (سورة فاتحة الكتاب). [الدر المنثور:1/5]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن أيوب أن محمد بن سيرين كان يقول: يكره أن يقول: أم القرآن، ويقول: قال الله (وعنده أم الكتاب) ولكن فاتحة الكتاب). [الدر المنثور: 1/8](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وَأخرَج أحمد في مسنده، وَابن جَرِير، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم، وَابن مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم القرآن: ((هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم)) ). [الدر المنثور: 1/9](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وَأخرَج الثعلبي عن عبد الجبار بن العلاء قال: كان سفيان بن عيينة يسمي فاتحة الكتاب: الوافية). [الدر المنثور: 1/9](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج الثعلبي عن الشعبي أن رجلا شكا إليه وجع الخاصرة فقال: عليك بأساس القرآن. قال: وما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب). [الدر المنثور:1/10](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن أيوب أن محمد بن سيرين كان يقول: (يكره أن يقول: أم القرآن، ويقول: قال الله {وعنده أم الكتاب} ولكن فاتحة الكتاب)). [الدر المنثور:1/8]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (معنى الفاتحة في الأصل أوّل ما من شأنه أن يفتتح به، ثمّ أطلقت على أوّل كلّ شيءٍ كالكلام، والتّاء للنّقل من الوصفيّة إلى الاسميّة، فسمّيت هذه السّورة «فاتحة الكتاب» لكونه افتتح بها، إذ هي أوّل ما يكتبه الكاتب من المصحف، وأوّل ما يتلوه التّالي من الكتاب العزيز، وإن لم تكن أوّل ما نزل من القرآن. وقد اشتهرت هذه السّورة الشّريفة بهذا الاسم في أيّام النّبوّة). [فتح القدير: 1/73](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى «أمّ الكتاب» قال البخاريّ في أوّل التّفسير: وسمّيت أمّ الكتاب لأنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة. وأخرج ابن الضّريس في فضائل القرآن عن أيّوب عن محمّد بن سيرين كان يكره أن يقول أمّ الكتاب ويقول: قال اللّه تعالى: {وعنده أمّ الكتاب} ولكن يقول: فاتحة الكتاب). [فتح القدير:1/74](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن جريرٍ في تفسيره عن أبي هريرة أيضا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)). وأخرج نحوه ابن مردويه في تفسيره والدّارقطنيّ من حديثه، وقال كلّهم ثقاتٌ). [فتح القدير:1/74](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (ومن جملة أسمائها كما حكاه في الكشّاف سورة الكنز، والوافية، وسورة الحمد، وسورة الصّلاة. وقد أخرج الثّعلبيّ أنّ سفيان بن عيينة كان يسمي فاتحة الكتاب: الوافية. وأخرج الثّعلبيّ أيضًا عن عبد اللّه بن يحيى بن أبي كثيرٍ أنّه سأله سائلٌ عن قراءة الفاتحة خلف الإمام، فقال: عن الكافية تسأل؟ قال السّائل: وما الكافية؟ قال: الفاتحة، أمّا علمت أنّها تكفي عن سواها ولا يكفي سواها عنها. وأخرج أيضًا عن الشّعبيّ أنّ رجلًا اشتكى إليه وجع الخاصرة، فقال: عليك بأساس القرآن، قال: وما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب.
وأخرج البيهقيّ في الشّعب عن أنسٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ اللّه أعطاني فيما منّ به عليّ فاتحة الكتاب، وقال: هي من كنوز عرشي» وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده عن عليٍّ نحوه مرفوعًا. وقد ذكر القرطبي في تفسيره للفاتحة اثني عشر اسمًا). [فتح القدير:1/74-75](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سورة الفاتحة من السّور ذات الأسماء الكثيرة، أنهاها صاحب «الإتقان» إلى نيّفٍ وعشرين بين ألقابٍ وصفاتٍ جرت على ألسنة القرّاء من عهد السّلف، ولم يثبت في السّنّة الصّحيحة والمأثور من أسمائها إلّا فاتحة الكتاب، والسّبع المثاني، وأمّ القرآن، أو أمّ الكتاب، فلنقتصر على بيان هذه الأسماء الثّلاثة.
فأمّا تسميتها فاتحة الكتاب فقد ثبتت في السّنّة في أحاديث كثيرةٍ منها قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).
وفاتحةٌ مشتقّةٌ من الفتح وهو إزالة حاجزٍ عن مكانٍ مقصودٍ ولوجهٍ فصيغتها تقتضي أنّ موصوفها شيءٌ يزيل حاجزًا، وليس مستعملًا في حقيقته بل مستعملًا في معنى أوّل الشّيء تشبيهًا للأوّل بالفاتح لأنّ الفاتح للباب هو أوّل من يدخل، فقيل الفاتحة في الأصل مصدرٌ بمعنى الفتح كالكاذبة بمعنى الكذب، والباقية بمعنى البقاء في قوله تعالى: {فهل ترى لهم من باقيةٍ} [الحاقة: 8] وكذلك الطّاغية في قوله تعالى: {فأمّا ثمود فأهلكوا بالطّاغية} [الحاقة: 5] في قول ابن عبّاسٍ أي بطغيانهم. والخاطئة بمعنى الخطأ والحاقّة بمعنى الحقّ.
وإنّما سمّي أوّل الشّيء بالفاتحة إمّا تسميةً للمفعول لأن الآتي على وزن فاعلة بالمصدر الفتح يتعلّق بأوّل أجزاء الفعل ففيه يظهر مبدأ المصدر، وإمّا على اعتبار الفاتحة اسم فاعلٍ ثمّ جعلت اسمًا لأوّل الشّيء، إذ بذلك الأوّل يتعلّق الفتح بالمجموع فهو كالباعث على الفتح، فالأصل فاتح الكتاب، وأدخلت عليه هاء التّأنيث دلالةً على النّقل من الوصفيّة إلى الاسميّة أي إلى معاملة الصّفة معاملة الاسم في الدّلالة على ذاتٍ معيّنةٍ لا على ذي وصفٍ، مثل الغائبة في قوله تعالى: {وما من غائبةٍ في السّماء والأرض إلّا في كتابٍ مبينٍ} [النّمل: 75] ومثل العافية والعاقبة قال التفتازانيّ في «شرح الكشّاف»: «ولعدم اختصاص الفاتحة والخاتمة بالسّورة ونحوها كانت التّاء للنّقل من الوصفيّة إلى الاسميّة وليست لتأنيث الموصوف في الأصل، يعني لأنّهم يقولون فاتحةً وخاتمةً دائمًا في خصوص جريانه على موصوفٍ مؤنّثٍ كالسّورة والقطعة، وذلك كقولهم فلانٌ خاتمة العلماء، وكقول الحريريّ في المقامة الأولى: «أدّتني خاتمة المطاف وهدتني فاتحة الألطاف».
وأيًّا ما كان ففاتحةٌ وصفٌ وصف به مبدأ القرآن وعومل معاملة الأسماء الجنسيّة، ثمّ أضيف إلى الكتاب ثمّ صار هذا المركّب علمًا بالغلبة على هذه السّورة.
ومعنى فتحها الكتاب أنّها جعلت أوّل القرآن لمن يريد أن يقرأ القرآن من أوّله فتكون فاتحةً بالجعل النّبويّ في ترتيب السّور، وقيل لأنّها أوّل ما نزل وهو ضعيفٌ لما ثبت في «الصّحيح» واستفاض أنّ أوّل ما أنزل سورة {اقرأ باسم ربّك} [العلق: 1]، وهذا ممّا لا ينبغي أن يتردّد فيه. فالّذي نجزم به أنّ سورة الفاتحة بعد أن نزلت أمر اللّه رسوله أن يجعلها أوّل ما يقرأ في تلاوته.
وإضافة سورةٍ إلى فاتحة الكتاب في قولهم: سورة فاتحة الكتاب من إضافة العامّ إلى الخاصّ باعتبار فاتحة الكتاب علمًا على المقدار المخصوص من الآيات من {الحمد للّه} إلى {الضّالّين} [الفاتحة: 2- 7]، بخلاف إضافة سورةٍ إلى ما أضيفت إليه في بقيّة سور القرآن فإنّها على حذف مضافٍ أي سورة ذكر كذا، وإضافة العامّ إلى الخاصّ وردت في كلام العرب مثل قولهم شجر الأراك ويوم الأحد وعلم الفقه، ونراها قبيحةً لو قال قائلٌ إنسانٌ زيدٌ، وذلك بادٍ لمن له أدنى ذوقٍ إلّا أنّ علماء العربيّة لم يفصحوا عن وجه الفرق بين ما هو مقبولٌ من هذه الإضافة وبين ما هو قبيحٌ فكان حقًّا أن أبيّن وجهه: وذلك أنّ إضافة العامّ إلى الخاصّ تحسن إذا كان المضاف والمضاف إليه اسمي جنسٍ وأوّلهما أعمّ من الثّاني، فهنا لك يجوز التّوسّع بإضافة الأعمّ إلى الأخصّ إضافةً مقصودًا منها الاختصار، ثمّ تكسبها غلبة الاستعمال قبولًا نحو قولهم شجر الأراك، عوضًا عن أن يقولوا الشّجر الّذي هو الأراك، ويوم الأحد عوضا عن أن يقولوا يومٌ هو الأحد وقد يكون ذلك جائزًا غير مقبولٍ لأنّه لم يشع في الاستعمال كما لو قلت حيوانٌ الإنسان فأمّا إذا كان أحد المتضايفين غير اسم جنسٍ فالإضافة في مثله ممتنعةٌ فلا يقال إنسانٌ زيدٌ ولهذا جعل قول النّاس: شهر رمضان علمًا على الشّهر المعروف بناءً على أنّ لفظ رمضان خاصٌّ بالشّهر المعروف لا يحتمل معنًى آخر، فتعيّن أن يكون ذكر كلمة شهرٍ معه قبيحًا لعدم الفائدة منه لولا أنّه شاع حتّى صار مجموع المركّب الإضافيّ علمًا على ذلك الشّهر.
ويصحّ عندي أن تكون إضافة السّورة إلى فاتحة الكتاب من إضافة الموصوف إلى الصّفة، كقولهم مسجد الجامع، وعشاء الآخرة، أي سورةٌ موصوفةٌ بأنّها فاتحة الكتاب فتكون الإضافة بيانيّةً، ولم يجعلوا لها اسمًا استغناءً بالوصف، كما يقول المؤلّفون مقدّمةٌ أو بابٌ بلا ترجمةٍ ثمّ يقولون بابٌ جامعٌ مثلًا، ثمّ يضيفونه فيقولون باب جامع الصّلاة.
وأمّا إضافة فاتحةٍ إلى الكتاب فإضافةٌ حقيقيّةٌ باعتبار أنّ المراد من الكتاب بقيّته عدا السّورة المسمّاة الفاتحة، كما نقول: خطبة التّأليف، وديباجة التّقليد...). [التحرير والتنوير: 1/131-133](م)
أدلة هذا الاسم
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (قال أبو جعفرٍ: صحّ الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بما حدّثني به، يونس بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، هي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)) ....).[جامع البيان: 1/105](م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (اعلم أن لها أربعة أسماء هي: سورة الحمد وفاتحة الكتاب وأم القرآن، وهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمر وعلي وابن عباس، وروى ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فاتحة الكتاب هي السبع المثاني))....).[معاني القرآن:1/47-49](م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): ( [أسماؤها]*
أخبرنا عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطّان، وأخبرنا محمد بن أحمد بن عبدوس، أخبرنا محمد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى، حدّثنا الفضل بن محمد بن المسيّب، حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا محمد بن حسان عن المعافى ابن عمران عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، سبع آيات أوّلهنّ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وهي السبع المثاني، وهي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب»). [الكشف والبيان:1/89](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (....ومن قال إنها أول ما نزل قال: سميت فاتحة الكتاب، لأن الوحي افتتح بها، وروى أبو هريرة وأبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هي أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي فاتحة الكتاب)) ). [جمال القراء:1/33](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وَأخرَج أحمد في مسنده، وَابن جَرِير، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم، وَابن مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم القرآن: ((هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم)) ). [الدر المنثور: 1/9](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن جريرٍ في تفسيره عن أبي هريرة أيضا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هي أمّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السّبع المثاني)). وأخرج نحوه ابن مردويه في تفسيره والدّارقطنيّ من حديثه، وقال كلّهم ثقاتٌ). [فتح القدير:1/74](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (...وأخرج البيهقيّ في الشّعب عن أنسٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ اللّه أعطاني فيما منّ به عليّ فاتحة الكتاب، وقال: هي من كنوز عرشي» وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده عن عليٍّ نحوه مرفوعًا. وقد ذكر القرطبي في تفسيره للفاتحة اثني عشر اسمًا). [فتح القدير:1/74-75](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (...فأمّا تسميتها فاتحة الكتاب فقد ثبتت في السّنّة في أحاديث كثيرةٍ منها قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب))...).[التحرير والتنوير: 1/131-133](م)
سبب التسمية
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (وسميت "فاتحة الكتاب"، لأنها يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة). [جامع البيان: 1/ 105](م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقيل لها فاتحة الكتاب لأنه يفتتح بها المصحف ويفتتح بها القرآن وتقرأ في كل ركعة). [معاني القرآن:1/48](م)
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (سمّيت فاتحة الكتاب: لأنّ اللّه بها افتتح القرآن). [معالم التنزيل:1/49](م)
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وأما أسماؤها فلا خلاف أنها يقال لها فاتحة الكتاب، لأن موضعها يعطي ذلك...). [المحرر الوجيز:1/69](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وسميت الفاتحة لأن القرآن العزيز افتتح بها.
ومن قال إنها أول ما نزل قال: سميت فاتحة الكتاب، لأن الوحي افتتح بها). [جمال القراء:1/33](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (يقال لها: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطًّا، وبها تفتح القراءة في الصّلاة). [تفسير القرآن العظيم: 1/101](م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: (وسمّيت أمّ الكتاب أنّه -بفتح الهمزة- يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصّلاة) هو كلام أبي عبيدة في أوّل مجاز القرآن، لكنّ لفظه: (ولسور القرآن أسماءٌ منها أنّ الحمد للّه تسمّى أمّ الكتاب لأنّه يبدأ بها في أوّل القرآن وتعاد قراءتها فيقرأ بها في كلّ ركعةٍ قبل السّورة ويقال لها فاتحة الكتاب لأنّه يفتتح بها في المصاحف فتكتب قبل الجميع) انتهى). [فتح الباري:8/156](م)
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (اعلم أن لسورة الفاتحة ثلاثة عشر اسماً:
الأول: فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بها في المصاحف والتعليم، وقيل: لأنّها أول سورة نزلت من السّماء). [عمدة القاري:18/103](م)
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (والفاتحة في الأصل أما مصدر كالعافية سمي بها أول ما يفتتح به الشيء من باب إطلاق المصدر على المفعول، والتاء للنقل إلى الاسمية وإضافتها إلى الكتاب بمعنى "من" لأن أوّل الشيء بعضه، ثم جعلت علمًا للسورة المعينة لأنها أوّل الكتاب المعجز، قاله بعضهم). [إرشاد الساري:7/4](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (معنى الفاتحة في الأصل أوّل ما من شأنه أن يفتتح به، ثمّ أطلقت على أوّل كلّ شيءٍ كالكلام، والتّاء للنّقل من الوصفيّة إلى الاسميّة، فسمّيت هذه السّورة «فاتحة الكتاب» لكونه افتتح بها، إذ هي أوّل ما يكتبه الكاتب من المصحف، وأوّل ما يتلوه التّالي من الكتاب العزيز، وإن لم تكن أوّل ما نزل من القرآن). [فتح القدير:1/73](م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (فأمّا تسميتها فاتحة الكتاب فقد ثبتت في السّنّة في أحاديث كثيرةٍ منها قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).
وفاتحةٌ مشتقّةٌ من الفتح وهو إزالة حاجزٍ عن مكانٍ مقصودٍ ولوجهٍ فصيغتها تقتضي أنّ موصوفها شيءٌ يزيل حاجزًا، وليس مستعملًا في حقيقته بل مستعملًا في معنى أوّل الشّيء تشبيهًا للأوّل بالفاتح لأنّ الفاتح للباب هو أوّل من يدخل، فقيل الفاتحة في الأصل مصدرٌ بمعنى الفتح كالكاذبة بمعنى الكذب، والباقية بمعنى البقاء في قوله تعالى: {فهل ترى لهم من باقيةٍ} [الحاقة: 8] وكذلك الطّاغية في قوله تعالى: {فأمّا ثمود فأهلكوا بالطّاغية} [الحاقة: 5] في قول ابن عبّاسٍ أي بطغيانهم. والخاطئة بمعنى الخطأ والحاقّة بمعنى الحقّ.
وإنّما سمّي أوّل الشّيء بالفاتحة إمّا تسميةً للمفعول لأن الآتي على وزن فاعلة بالمصدر الفتح يتعلّق بأوّل أجزاء الفعل ففيه يظهر مبدأ المصدر، وإمّا على اعتبار الفاتحة اسم فاعلٍ ثمّ جعلت اسمًا لأوّل الشّيء، إذ بذلك الأوّل يتعلّق الفتح بالمجموع فهو كالباعث على الفتح، فالأصل فاتح الكتاب، وأدخلت عليه هاء التّأنيث دلالةً على النّقل من الوصفيّة إلى الاسميّة أي إلى معاملة الصّفة معاملة الاسم في الدّلالة على ذاتٍ معيّنةٍ لا على ذي وصفٍ، مثل الغائبة في قوله تعالى: {وما من غائبةٍ في السّماء والأرض إلّا في كتابٍ مبينٍ} [النّمل: 75] ومثل العافية والعاقبة قال التفتازانيّ في «شرح الكشّاف»: «ولعدم اختصاص الفاتحة والخاتمة بالسّورة ونحوها كانت التّاء للنّقل من الوصفيّة إلى الاسميّة وليست لتأنيث الموصوف في الأصل، يعني لأنّهم يقولون فاتحةً وخاتمةً دائمًا في خصوص جريانه على موصوفٍ مؤنّثٍ كالسّورة والقطعة، وذلك كقولهم فلانٌ خاتمة العلماء، وكقول الحريريّ في المقامة الأولى: «أدّتني خاتمة المطاف وهدتني فاتحة الألطاف».
وأيًّا ما كان ففاتحةٌ وصفٌ وصف به مبدأ القرآن وعومل معاملة الأسماء الجنسيّة، ثمّ أضيف إلى الكتاب ثمّ صار هذا المركّب علمًا بالغلبة على هذه السّورة.
ومعنى فتحها الكتاب أنّها جعلت أوّل القرآن لمن يريد أن يقرأ القرآن من أوّله فتكون فاتحةً بالجعل النّبويّ في ترتيب السّور، وقيل لأنّها أوّل ما نزل وهو ضعيفٌ لما ثبت في «الصّحيح» واستفاض أنّ أوّل ما أنزل سورة {اقرأ باسم ربّك} [العلق: 1]، وهذا ممّا لا ينبغي أن يتردّد فيه. فالّذي نجزم به أنّ سورة الفاتحة بعد أن نزلت أمر اللّه رسوله أن يجعلها أوّل ما يقرأ في تلاوته.
وإضافة سورةٍ إلى فاتحة الكتاب في قولهم: سورة فاتحة الكتاب من إضافة العامّ إلى الخاصّ باعتبار فاتحة الكتاب علمًا على المقدار المخصوص من الآيات من {الحمد للّه} إلى {الضّالّين} [الفاتحة: 2- 7]، بخلاف إضافة سورةٍ إلى ما أضيفت إليه في بقيّة سور القرآن فإنّها على حذف مضافٍ أي سورة ذكر كذا، وإضافة العامّ إلى الخاصّ وردت في كلام العرب مثل قولهم شجر الأراك ويوم الأحد وعلم الفقه، ونراها قبيحةً لو قال قائلٌ إنسانٌ زيدٌ، وذلك بادٍ لمن له أدنى ذوقٍ إلّا أنّ علماء العربيّة لم يفصحوا عن وجه الفرق بين ما هو مقبولٌ من هذه الإضافة وبين ما هو قبيحٌ فكان حقًّا أن أبيّن وجهه: وذلك أنّ إضافة العامّ إلى الخاصّ تحسن إذا كان المضاف والمضاف إليه اسمي جنسٍ وأوّلهما أعمّ من الثّاني، فهنا لك يجوز التّوسّع بإضافة الأعمّ إلى الأخصّ إضافةً مقصودًا منها الاختصار، ثمّ تكسبها غلبة الاستعمال قبولًا نحو قولهم شجر الأراك، عوضًا عن أن يقولوا الشّجر الّذي هو الأراك، ويوم الأحد عوضا عن أن يقولوا يومٌ هو الأحد وقد يكون ذلك جائزًا غير مقبولٍ لأنّه لم يشع في الاستعمال كما لو قلت حيوانٌ الإنسان فأمّا إذا كان أحد المتضايفين غير اسم جنسٍ فالإضافة في مثله ممتنعةٌ فلا يقال إنسانٌ زيدٌ ولهذا جعل قول النّاس: شهر رمضان علمًا على الشّهر المعروف بناءً على أنّ لفظ رمضان خاصٌّ بالشّهر المعروف لا يحتمل معنًى آخر، فتعيّن أن يكون ذكر كلمة شهرٍ معه قبيحًا لعدم الفائدة منه لولا أنّه شاع حتّى صار مجموع المركّب الإضافيّ علمًا على ذلك الشّهر.
ويصحّ عندي أن تكون إضافة السّورة إلى فاتحة الكتاب من إضافة الموصوف إلى الصّفة، كقولهم مسجد الجامع، وعشاء الآخرة، أي سورةٌ موصوفةٌ بأنّها فاتحة الكتاب فتكون الإضافة بيانيّةً، ولم يجعلوا لها اسمًا استغناءً بالوصف، كما يقول المؤلّفون مقدّمةٌ أو بابٌ بلا ترجمةٍ ثمّ يقولون بابٌ جامعٌ مثلًا، ثمّ يضيفونه فيقولون باب جامع الصّلاة.
وأمّا إضافة فاتحةٍ إلى الكتاب فإضافةٌ حقيقيّةٌ باعتبار أنّ المراد من الكتاب بقيّته عدا السّورة المسمّاة الفاتحة، كما نقول: خطبة التّأليف، وديباجة التّقليد). [التحرير والتنوير: 1/131-133](م)