قوله تعالى: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (107) ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((حين الوصية) [106] وقف غير تام لأن قوله: (اثنان ذوا عدل) مرفوعان بمعنى «الشهادة» كأنه قال:
«ليشهدكم اثنان ذوا عدل». وقال الأخفش: الاثنان خبر الشهادة، كأنه قال: «شهادة بينكم بشهادة اثنين»، فحذفت الشهادة الثانية وأقيم «الاثنان» مقامهما كما قال: {واسأل القرية التي كنا فيها} [يوسف: 82]، (فأصابتكم مصيبة الموت) وقف تام. (فيقسمان بالله) وقف حسن غير تام لأن قوله: (إن ارتبتم) متعلق بـ(تحبسونهما) كأنه قال: «إن ارتبتم حبستموهما»، (من بعد الصلاة) وقف غير تام لأن قوله (فيقسمان) نسق على (تحبسونهما)، (من الذين استحق عليهم الأوليان) [107] وقف غير تام لأن قوله: (فيقسمان بالله) نسق على (فآخران يقومان مقامهما)، (فيقسمان بالله). (وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين) وقف حسن.
(أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم) [108] وقف حسن وهو أحسن من الأول.
(واتقوا الله واسمعوا) وقف حسن).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/625-626]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ( {مصيبة الموت} تام.
{لمن الظالمين} كاف. ومثله {بعد أيمانهم}. {واتقوا الله واسمعوا} أكفى منه. {الفاسقين} تام).[المكتفى: 244]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({مصيبة الموت - 106- ط}. [لأن قوله: {تحبسونهما من بعد الصلاة} بمعنى الأمر، أي: استوفضوهما].
{قربى - 106- لا}. لن قوله: {ولا نكتم شهادة} من جواب القسم. {شهادة- 106- ط}. لمن قرأ: {شهادة} منونة، ومد الهمزة من «الله» لأن المد عوض حرف القسم، تقديره: بالله إنا إذًا. {وما اعتدينا- 107- ز}. [الظاهر أن، والوصل أجوز، لأن تعليق «إذا» بقوله: «اعتدينا» تقديره: بالله إنا إذا اعتدينا] لمن الظالمين. {أيمانهم- 108- ط}. لابتداء أمر مهم. {واسمعوا- 108- ط}).[علل الوقوف: 2/466-467]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (ولا وقف من قول يا أيها الذين آمنوا شهادة إلى مصيبة الموت فلا يوقف على حين الوصية ولا على منكم ولا على من غيركم ولا على في الأرض لأنَّ خبر المبتدأ وهو شهادة لم يأت وفي خبره خمسة أوجه أحدهما أنه اثنان هلى حذف مضاف أما من الأول أو من الثاني لأنَّ شهادة معنى من المعاني واثنان جثتان أو الخبر محذوف واثنان مرفوعان بالمصدر الذي هو شهادة والتقدير فيما فرض الله عليكم أن يشهد اثنان أو الخبر إذا حضر أو الخبر حين الوصية أو اثنان فاعل سد مسد الخبر ورفع اثنان من خمسة أوجه أيضًا كونه خبر الشهادة أو فاعلاً بشهادة أو فاعلاً بيشهد مقدرًا أو خبر مبتدأ أي الشاهد أن اثنان أو فاعل سد مسد الخبر
مصيبة الموت (حسن)
من بعد الصلاة ولو كان ذا قربى ليسا بوقف للعطف في الأول وفي الثاني لأنَّ ولا نكتم شهادة الله عطف على قوله لا نشتري فتكون من جملة المقسم عليه فلا يفصل بينهما بالوقف
شهادة الله (جائز) وكاف عند يعقوب على قراءته بالإضافة
وقال يحيى بن نصير ومثلها من قرأ شهادةً منونة منصوبة ثم يبتدئ آلله بالمد على القسم أي والله إنا إذًا لمن الآثمين وقرئ شهادة الله بالتنوين والضم ونصب الجلالة وقرئ شهادة بالتنوين والنصب آلله بالمد والجر وقرئ شهاده بإسكان الهاء والوقف ويبتدئ آلله بالمد والجر وقرئ شهاده بإسكان الهاء أيضًا والوقف من غير مد والجر فالأول قراءة الجمهور مفعول به وأضيفت إلى الله لأنَّه هو الآمر بها ويحفظها ولا نكتم شهادة الله ولا نضيع وما سواها شاذ وبيان هذه القراءات يطول أضربنا عنه تخفيفًا
لمن الآثمين (حسن)
الأوليان (كاف) وبعضهم وقف على فيقسمان بتقدير يقولان بالله لشهادتنا والأجود تعلق بالله بيقسمان
الظالمين (كاف)
بعد أيمانهم (حسن)
واسمعوا (أحسن منه)
الفاسقين (تام) إن نصب يوم باذكر مقدرًا مفعولاً به وليس بوقف إن نصب باتقوا أي اتقوا الله يوم جمعه الرسل لأنَّ أمرهم بالتقوى يوم القيامة لا يكون إذ لا تكليف فيه وإن جعل بدلاً من الجلالة كان غير جيد لأنَّ الاشتمال لا يوصف به الباري).[منار الهدى: 125-126]
- أقوال المفسرين