قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض) [2] قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعبد الله بن عامر: (الله الذي) بالرفع. وكان ابن كثير وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون (الله الذي) بالخفض. فمن قرأ بالرفع وقف على (الحميد) [1]. ومن قرأ: (الله الذي) وقف على (ما في الأرض).
(ليبين لهم) [4] وقف حسن. (ويهدي من يشاء) حسن).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/739]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({الر} تام. وقيل: كاف. وقد ذكر. ومن قرأ (الله الذي) بالرفع على الابتداء وجعل الخبر في ما بعده وقف على (الحميد). ومن قرأ بالخفض على البدل لم يقف على (الحميد) ووقف على (وما في الأرض). وهو تام على القراءتين.
{في ضلال بعيد} تام. {ليبين لهم} كاف. ومثله {ويهدي من يشاء}. {العزيز الحكيم} تام. وكذا رؤوس الآي).[المكتفى: 339]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({ألر- 1- ط} كوفي]. {الحميد- 1- ط} لمن قرأ: {الله بالرفع على الابتداء، ومن خفض وصل على البدل. {وما في الأرض- 2- ط}. {شديد- 2- لا} لأن الذين صفة الكافرين. {عوجًا- 3- ط}. {ليبين لهم- 4- ط} لأن قوله: {فيضل الله} حكم مبتدأ
خارج عن تعليل الإرسال. {ويهدي من يشاء- 4- ط}).[علل الوقوف: 2/621-622]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): ((الر) تقدم الكلام عليه ولا وقف من أولها إلى الحميد وهو تام لمن قرأ الله بالرفع على الابتداء والخبر الذي له ما في السموات وليس بوقف لمن قرأ بالجر بدلاً مما قبله أو عطف بيان قرأ نافع وابن عامر برفع الجلالة والباقون بالجرّ
وما في الأرض (نام)
شديد (كاف) لمن رفع ما بعده مبتدأ خبره أولئك أو قطع على الذم أو نصب بإضمار فعل تقديره أذم وليس بوقف إن جر صفة للكافرين أو بدلاً أو عطف بيان ومن حيث كونه رأس آية يجوز ومن جعل الذين يصدون مجرورًا لمحل وقف على عوجًا وابتدأ أولئك في ضلال بعيد
وبعيد (تام)
ليبين لهم (كاف) لأنَّ قوله فيضل حكم مبتدأ آخر خارج عن تعليل الإرسال قاله السجاوندي وقرأ العامة بلسان بزنة كتاب أي بلغة قومه وقرئ بلسن قومه بكسر اللام وسكون السين قيل هما بمعنى واحد وقيل اللسان يطلق على العضو المعروف وعلى اللغة وأما اللسن فخاض باللغة ذكره ابن عطية قال الجلال كل ثلاثيّ ساكن الوسط يجوز تحريكه قال شيخ شيوخنا الأجهوري بشروط ثلاثة صحة عينه وصحة لامه وعدم التضعيف فإن اعتلت عينع نحو سود أو لامه نحو عمى أو كان مضعفًا نحو عن جمع أعن لم يجز ضم عينه اهـ فمن ذكر اللسان قال في جمعه ألسنة كحمار أو حمرة ومن أنث قال في جمعه ألسن كذواع وأذرع وقد لسن بالكسر فهو لسن وألسن وقوم لسن بضم اللام انظر شرحه على ألفية العراقي والضمير في قومه يعود على رسول المذكور وقيل يعود على محمد صلى الله عليه وسلم قاله الضحاك وغلط إذ يصير المعنى أنَّ التوراة وغيرها نزلت بلسان العرب ليبين لهم محمد لتوراة وغيرها
ويهدي من يشاء (كاف) ولم يفصل بينهما لأنَّ الجمع بينهما أدل على الانتباه
الحكيم (تام)).[منار الهدى:204 - 205]
- أقوال المفسرين