قوله تعالى: { فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((ممن أنجينا منهم) [116] حسن.
ومثله: (لجعل الناس أمة واحدة) [118].
(ولذلك خلقهم) [119].) [إيضاح الوقف والابتداء: 2/719]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({ممن أنجينا منهم} كاف. وقيل: تام. (مجرمين) تام. ومثله {مصلحون}. {أمةٌ واحدةٌ} كاف. ومثله {ولذلك خلقهم} أي: للاختلاف وقيل: للرحمة.
حدثنا علي بن الحسين المعدل قال: حدثنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا الصلت بن مسعود قال: حدثنا جعفر يعني ابن سليمان الضبعي عن موسى القتبي في قوله عز وجل: {ولذلك خلقهم} قال: للرحمة.
حدثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر {ولا يزالون مختلفين} قال: اليهود والنصارى {إلا من رحم ربك} هذه الأمة، {ولذلك خلقهم}.)[المكتفى: 321 - 322]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({أنجينا منهم- 116- ج} لأن التقدير: وقد اتبع الذين. [{مختلفين- 118-
[علل الوقوف: 2/591]
لا}]. {رحم ربك- 119- ط}. {خلقهم- 119- ط}.) [علل الوقوف: 2/592]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (ممن أنجينا منهم (حسن) ومثله فيه
مجرمين (تام) ومثله مصلحون أي ما كان الله ليهلكهم وهذه حالتهم.
أمة واحدة (حسن)
خلقهم (تام) إن جعل قوله ولذلك خلقهم بمعنى وللاختلاف في الشقاء والسعادة خلقهم وإنَّ قدرته بمعنى وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ولذلك خلقهم على التقديم والتأخير كان الوقف على من رحم ربك كافيًا وابتدأت ولذلك خلقهم إلى أجمعين ويكون الوقف على أجمعين كافيًا قاله النكزاوي.
كلمة ربك ليس بوقف لأنَّ لأملأن تفسير للكلمة فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف.
أجمعين (تام))[منار الهدى: 191]
- أقوال المفسرين