قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({نزلاً} تام. ومثله {هزوًا} ورؤوس الآي بعد كافية). [المكتفى: 372](م)
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({نزلا- 107- لا} لأن قوله: {خالدين} حال المذكورين قبله. {إله واحد- 110- ج} لابتداء الشرط، مع فاء التعقيب.)[علل الوقوف: 2/673]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (نزلاً ليس بوقف لأنَّ خالدين منصوب على الحال مما قبله فلا يفصل بين الحال وذيها بالوقف ومن حيث كونه رأس آية يجوز
خالدين فيها (حسن)
حولاً (تام)
لكلمات ربي الأولى ليس بوقف لأنَّ جواب لو لنفد ولو الثانية جوابها محذوف تقديره لم تنفد الكلمات وهذا هو الأكثر في لسان العرب تأخير جواب لو وليس هو المتقدم عليها خلافًا للمبرد وأبي زيد النحوي والكوفيين
والوقف على كلمات ربي الثانية (حسن) لوجهين أحدهما حذف جواب لو والثاني أنَّ قوله ولو جئنا التفات من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم وذلك من مقتضيات الوقف وعلاماته
مددًا (تام) ومثله مثلكم
يوحى إليَّ (جائز) على قراءة من قرأ إنَّما يوحى إليّ بكسر الهمزة مستأنفًا وليس بوقف لمن فتحها وموضعها رفع لأنَّه قد قام مقام الفاعل في يوحى والموحى إليه صلّى الله عليه وسلّم مقصور على استئثار الله تعالى بالوحدانية وقول أبي حيان يلزم الزمخشري انحصار الوحي في الوحدانية مردود بأنَّه حصر مجازي باعتبار المقام
إله واحد (كاف) للابتداء بالشرط
عملاً صالحًا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله وإنَّما وسمه شيخ الإسلام بجائز إذ عطف الجمل وإن كان في اللفظ منفصلاً فهو في المعنى متصل وجائز لمن قرأ يشرك بالرفع مستأنفًا أي ليس يشرك وفي الحديث من حفظ عشر آيات أو عشرين آية من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال وقال من قرأ سورة الكهف فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة فإن خرج الدجال في تلك الأيام الثمانية عصمه الله من فتنته نقله الكواشي وقال الفضيل ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس إشراك والإخلاص الخلاص من هذين.)[منار الهدى: 235]
- أقوال المفسرين