قوله تعالى: {الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (قوله: (هدى ورحمة للمحسنين) [2] كان نافع وأبو عمرو وعاصم والكسائي يقرؤون: (هدى ورحمة) بالنصب. وكان حمزة يقرأ: (هدى ورحمة) بالرفع. فمن قرأ: (هدى ورحمة) بالنصب رفع (تلك) بـ«الآيات» و«الآيات» بها. ونصب (هدى) على القطع من (تلك). ومن قرأ: (هدى ورحمة) رفع (تلك) بـ«الآيات» ورفع (هدى) بإضمار «هو هدى»، ومن الوجهين جميعًا يحسن الوقف على (الحكيم) [2].
(ويتخذها هزوا) [6] كان نافع وعاصم وأبو عمرو
يقرؤون: (يتخذها هزوا) بالرفع. وكان الأعمش وحمزة وأبو عمرو عن عاصم يقرؤون: (يتخذها) بالنصب. فمن قرأ: (ويتخذها) بالرفع نسقه على (من يشتري) فـ «يتخذ» نصبه على معنى «ليضل ويتخذها»، فمن الوجهين جميعًا لا يحسن الوقف على قوله: (بغير علم). والوقف على قوله: (بغير علم). والوقف على قوله: (هزوا). (لهم عذاب مهين) تام)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/836-837]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({الم} تام، وقيل: كاف. {الحكيم} تام وقيل: كاف، سواء قرئ {هدىً ورحمةً} بالرفع على ابتداء مضمر للـ(هدى) أو قرئ بالنصب على القطع من ذلك. {المفلحون} تام. {هزوًا} كاف.
{عذابٌ مهين} تام. ومثله {بعذاب أليم}.)
[المكتفى: 451]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم {آلم- 1- ط} كوفي. {الحكيم- 2- ط} وقف لمن قرأ: [{ورحمة}] بالرفع، لأن تقديره: هو هدى ورحمة.
[علل الوقوف: 2/804]
وتقدير النصب على الحال، والعامل معنى الإشارة في: {تلك} وعلى المفعولة لمعنى الفعل في {الحكيم} بمعنى المحكم، أي: أحكم لهدى ورحمة ... {للمحسنين- 3- لا} لأن {الذين صفتهم. {يوقنون- 4- ط}. {بغير علم- 6- ق} قد قيل وقف لمن قرأ: {ويتخذها بالرفع لأنه غير معطوف على: {ليضل}. والأحسن الوصل، لأنه معطوف على: {يشتري} . {هزوا- 6- ط}. {وقرا- 7- ج} لانقطاع النظم مع اتصال الفاء.)[علل الوقوف: 2/805]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (ألم تقدم الكلام عليها
الحكيم (كاف) لمن قرأ وهدى ورحمة بالرفع بتقدير هو هدى ورحمة وليس بوقف لمن رفعه خبرًا ثانيًا وجعل تلك مبتدأ وآيات خبرًا وهدى ورحمة خبرًا ثانيًا نحو الرمان حلو حامض أي اجتمع فيه الوصفان وكذا ليس الحكيم بوقف إن نصب هدى ورحمة على الحال من آيات
للمحسنين (تام) في محل الذين يقيمون الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر فإنْ رفعت الذين بالابتداء والخبر أولئك كان الوقف على المحسنين تامًا وكذا إن نصب بتقدير أعني أو أمدح وجائز إن جرَّ صفة للمحسنين أو بدلاً منهم أو بيانًا
يوقنون (تام) إن جعل أولئك مبتدأ وخبره من ربهم وجائز إن جعل خبر الذين
من ربهم (جائز)
المفلحون (تام) باتفاق على جميع الأوجه
بغير علم (حسن) لمن رفع ويتخذها مستأنفًا من غير عطف على الصلة وليس بوقف لمن نصبها عطفًا على ليضل وبها قرأ الأخوان وحفص والباقون بالرفع عطفًا على يشتري فهو صلة
هزوًا (جائز) وقال أبو عمرو كاف
مهين (تام) ولا يوقف على مستكبرًا ولا على وقرًا إن جل فبشره جواب إذا وإنْ جعل ولى مستكبرًا جواب إذا كان الوقف على وقرًا
أليم (تام) )[منار الهدى: 302]
- أقوال المفسرين