عطف البيان
1- {ويسقى من ماء صديدٍ} [16:14]
في الكشاف [46:2]: «فإن قلت: ما وجه قوله تعالى: (من ماء صديد)؟ قلت: صديد عطف بيان لماء فأبهمه إبهامًا، ثم بينه قوله (صديد) وهو ما يسيل من جلود أهل النار».
قال ابن عطية: هو نعت لماء، كما تقول: هذا خاتم حديد، وليس بماء، لكنه لما كان بدل الماء في العرف عندنا أطلق عليه ماء. وقيل: هو نعت على إسقاط أداة التشبيه؛ كما تقول: مررت برجل أسد، التقدير: مثل أسد.. وقال الزمخشري...
والبصريون لا يجيزون عطف البيان في النكرات، وأجازه الكوفيون وتبعهم الفارسي، فأعرب (زيتونة) عطف بيان لشجرة مباركة
البحر [413:5]، المغني: [631]
2- {جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} [16:34]
في الكشاف [576:3]: «ووجه من "نون" أن أصله ذواتي أكل خمط، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، أو وصف الأكل بالخمط، كأنه قال: ذواتي أكل بشع».
الوصف بالأسماء لا يطرد، وإن كان قد جاء منه شيء نحو: مررت بقاع عرفج كله. وقال أبو علي: البدل في هذا لا يحسن، لأن الخمط ليس بالأكل نفسه.
وهو جائز على ما قاله الزمخشري، لأن البدل حقيقة هو ذلك المحذوف.
قال أبو علي: والصفة أيضًا كذلك، وأحسن ما فيه عطف البيان، أخذ أبو علي بقول الكوفيين هنا. البحر [271:7]، العكبري [102:7]
نافع وابن كثير بسكون "كاف" (أكل) من التنوين. وابن عامر وعاصم وحمزة بالتنوين مع ضم "الكاف". وأبو عمرو ويعقوب بضم "الكاف" من غير تنوين من إضافة الشيء إلى جنسه. النشر [350:2]، الإتحاف [359]، غيث النفع: [209]، الكشاف [205:2]
3- {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ} [1:114-3]
صفتان، وقال الزمخشري: عطف بيان. والمشهور أن يكون عطف البيان في الجوامد.
ولا أنقل عن النحاة شيئًا في عطف البيان: هل يجوز أن يتكرر لمعطوف عليه واحد أم لا يجوز. البحر [532:8]
وفي المغني: [630]: «اشتراطهم الجمود لعطف البيان، والاشتقاق للنعت ومن الوهم الأول قول الزمخشري في (ملك الناس. إله الناس) إنهما عطف بيان، والصواب أنهما نعتان. وقد يجاب بأنهما أجريا مجرى الجوامد؛ إذ يستعملان غير جاريين على موصوف، وتجري عليهما الصفات، نحو قولنا: إله واحد، وملك عظيم».
4- {وإلى عادٍ أخاهم هودًا} [65:7، 50:11]
{هودًا}: بدل من أخاهم. العكبري [154:1]
بدل أو عطف بيان. البحر [232:5]
5-{وقال موسى لأخيه هارون} [142:7]
العكبري [158:1]، البحر [481:4]
6- {وإلى مدين أخاهم شعيبًا} [84:11]
{شعيبًا}: بدل العكبري [23:2]
7- {كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد * لله} [1:14-2]
{إلى صراط}: بدل من (إلى النور) ولا يضر الفصل لأن الفاصل معمول للعامل في المبدل منه. الله باجر: بدل في قول ابن عطية والحوفي وأبي البقاء وعلى عطف البيان عند الزمخشري، وقال لأنه جرى مجرى الأسماء الأعلام لغلبته واختصاصه بالمعبود الذي يحق له العبادة؛ كما غلب النجم على الثريا. وهذا التعليل لا يتم إلى على تقدير أن يكون أصله الإله، ثم نقلت الحركة إلى "لام" التعريف وحذفت "الهمزة"، والتزم فيه النقل والحذف،ومادته إذ ذاك: "الهمزة" و"اللام" و"الهاء". البحر [403:5-404]، الكشاف [537:2]
وفي النشر [298:2]: «واختلفوا في (الله الذي) فقرأ المدنيان وابن عامر برفع الهاء في الحالين، وافقهم رويس في الابتداء خاصة. وقرأ الباقون بالخفض في الحالين».
الرفع خبر لمحذوف، أي هو. البحر[ 403:5-404]
والكشف عن وجوه القراءات. لمكي [25:2]
8- {وأحلوا قومهم دار البوار. جهنم يصلونها} [28:14-29]
أعرب الحوفي وأبو البقاء: جهم بدل من دار البوار، وأعربها الزمخشري عطف بيان فعلى هذا يكون الإحلال في الآخرة. وقيل: نزلت في قتلى بدر، فيكون (جهنم) منصوبًا على الاشتغال. البحر [424:5] العكبري [26:2]، المشكل: [451:1]
9- {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد} [6:89-7]
{إرم}: عطف بيان أو بدل. البحر [469:8]، العكبري [153:2]، المشكل [473:2]
10- {فيه آيات بينات مقام إبراهيم} [97:3]
{مقام إبراهيم}: بدل كل من كل، وأبدل المفرد من الجمع لأنه وحده بمنزلة آيات كثيرة من تأثير قدمه في صخر صلو، واشتماله على آيات. وجعله الزمخشري عطف بيان، ولا يجوز التخالف في عطف البيان. وجوزوا أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ محذوف الخبر. البحر [8:3-9]، المشكل [151:1]، العكبري [80:1]، الكشاف [387:1]
11- {وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم} [157:4]
{عيسى}: بدل أو عطف بيان من المسيح العكبري [112:1]
12- {أو كفارة طعام مساكين} [95:5]
قال أبو علي: طعام عطف بيان، لن الطعام هو الكفارة، وهذا لا يجوز على مذهب البصريين، لأنهم شرطوا في البيان أن يكون في المعارف لا في النكرات، فالأولى أن يعرب بدلاً. البحر [21:4]، العكبري [126:1]
13- {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس} [97:5]
{البيت الحرام}: بدل من الكعبة أو عطف بيان، وقال الزمخشري: عطف بيان على جهة المدح، لا على جهة التوضيح، كما تجيء الصفة كذلك.
وليس كما ذكر لأنهم ذكروا في شرط عطف البيان الجمود، فإذا كان شرطه أن يكون جامدًا لم يكن فيه إشعار بمدح؛ إذ ليس مشتقًا، وإنما يشعر بالمد المشتق. البحر [25:4]، العكبري [126:1]
14- {إلا أن قالوا والله ربنا} [23:6]
{ربنا}: نعت أو بيان أو بدل. البحر [95:4]، العكبري [133:1]
15- {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر} [74:6]
{آزر}: عطف بيان أو بدل. البحر [163:4]، العكبري [138:1]
16- {آمنا برب العالمين* رب موسى وهارون} [122:7]
{رب موسى}: بدل. البحر [364:4]
نعت أو بدل أو عطف بيان. المغني: [628]
17- {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا} [169:7]
{أن لا يقولوا}: بدل من (ميثاق الكتاب) وقال الزمخشري: عطف بيان.
البحر [417:4]، الكشاف [174:2]
18- {وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم} [40:8]
الأعرف في الفصاحة أن يكون (مولاكم) خبر "إن" ويجوز أن عطف بيان. البحر [495:4]
19- {وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين} [66:15]
في معاني القرآن للفراء [90:2]: «"أن" المفتوحة على أن ترد على الأمر، فتكون في موضع نصب بوقوع الفضاء عليها، وتكون نصبًا آخر بسقوط الخافض»
في موضع نصب على البدل من (ذلك) قاله الأخفش، أو على إسقاط "الباء" قاله الفراء، وجوزه الحوفي. البحر [461:5]
في الأمر وجهان: بدل أو عطف بيان. العكبري [41:2]
وفي المشكل [10:2]: «"أن" في موضع نصب على البدل من الأمر، إن كان الأمر بدلاً من (ذلك) أو بدلاً من (ذلك) إن جعلت الأمر عطف بيان على (ذلك)». ومثله في البيان [71:1]
20- {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًا} [53:19]
في الكشاف [23:3]: «من أجل رحمتنا له، وترأفنا عليه وهبنا له هارون، أو بعض رحمتنا.. وأخاه على هذا الوجه بدل، و(هارون) عطف بيان، كقولك: رأيت رجلاً أخاك زيدًا». الذي يظهر أن (أخاه) مفعول بقوله: (ووهبنا) ولا ترادف (من) بعضًا. البحر [199:6]
{هارون}: بدل، ونبيًا حال. العكبري [60:2]
21- {إنك بالوادي المقدس طوى} [12:20]
{طوى}: علم، فيكون بدلاً أو عطف بيان. البحر [231:6]
بدل المشكل [65:2]. مثله في المشكل [139:2]
22- {واجعل لي وزيرًا من أهلي هارون أخي} [29:20-30]
(لي وزيرًا): مفعولان و(هارون) بدل أو عطف بيان. (وزيرًا هارون) المفعولان و(أخي) بدل قال الزمخشري: وإن جعل عطف بيان جاز وحسن. ويبعد فيه عطف البيان، لن الأكثر في عطف البيان أن يكون الأول دونه في الشهرة، والأمر هنا بالعكس. البحر [240:6]، الكشاف [61:3]
{هارون}: بدل من (وزيرًا). المشكل [66:2]
23- {الذي جعلناه للناس سواءً العاكف فيه والباد} [25:22]
قرئ سواء العاكف: عطف بيان، والأولى أن يكون بدل تفصيل. البحر [363:6]
بدل من الناس، و(سواء) نصب لا غير. العكبري [75:2]
24- {ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا} [45:23]
{هارون}: بدل من أخاه. العكبري [78:2]
25- {يوقد من شجرة مباركةٍ زيتونةٍ} [35:24]
{زيتونة}: بدل من شجرة، وجوز بعضهم فيه أن يكون عطف بيان، ولا يجوز على مذهب البصريين، لأن عطف البيان عندهم لا يكون إلا في المعارف، وأجاز الكوفيون والفارسي أن يكون في النكرات. البحر [457:6]
26- {وجعلنا معه أخاه هارون وزيرًا} [35:25]
{هارون}: بدل أو عطف بيان. البحر [498:6]، العكبري [85:2]
27- {وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين* قوم فرعون} [10:26-11]
{قوم فرعون}: بدل من القوم الظالمين، والأجود أن يكون عطف بيان، لأنهما عبارتان يعتقبان على مدلول واحد، ولما كان القوم الظالمون يوهم الاشتراك أتى عطف البيان بإزالته؛ إذ هو أشهر. البحر [7:7]
28- {وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بني إسرائيل} [22:26]
(أن عبدت): "أن" في موضع رفع على البدل من نعمة، ويجوز أن تكون في موضع نصب على تقدير: لأن عبدت. المشكل [139:2]
{أن عبدت}: في محل رفع عطف بيان لتلك، وقال الزجاج: يجوز أن تكون في موضع نصب؛ التقدير: لن عبدت، وقال الجوفي: في موضع نصب مفعول لجله. وقال أبو البقاء: بدل. البحر [12:7]
بدل من نعمة، أو على إضمار هي. العكبري [87:2]
29- {ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا} [45:27]
{صالحًا}: بدل أو عطف بيان الجمل [318:3]
30- {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى}. [46:34]
"أن" في موضع خفض على البدل من (واحدة) أو في موضع رفع على إضمار مبتدأ (هي) وقيل في موضع نصب على تقدير "اللام". المشكل [212:2]
قال أبو علي: بدل من واحدة، وقال الزمخشري: عطف بيان، وهذا لا يجوز، لأن واحدة نكرة، و(أن تقوموا) معرفة وعطف البيان فيه مذهبان: أحدهما: أنه يشترط فيه أن يكون معرفة من معرفة، وهو مذهب بصري، والثاني: انه يتبع ما قبله في التعريف والتنكير، وهو مذهب الكوفيين، أما التحالف فلم يذهب إليه ذاهب، إنما هو وهم من قائلة. البحر [290:7]
31- {وتذرون أحسن الخالقين* الله ربكم ورب آبائكم} [125:37-126]
من نصب الأسماء الثلاثة جعل (الله) بدلاً من (أحسن) و(ربكم) نعت أو على معنى أعنى. المشكل [242:2]
{الله}: بدل أو عطف بيان، إن قلنا: إن إضافة (أفعل التفضيل) محضة.
البحر [373:7]، العكبري [108:2]
32- {واذكر عبدنا أيوب} [41:38]
{أيوب}: بدل أو عطف بيان. وقال الزمخشري: (إذْ) بدل اشتمال منه.
البحر [400:7]
33- {وأذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب} [45:38]
إبراهيم، وما بعده بدل من (عبادنا) المشكل [250:2]
بدل أو عطف بيان. البحر [402:7]، العكبري [120:2]
34- {هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب* جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} [49:38-50]
{جنات عدن}: بدل، فإن كان (عدن) علمًا فبدل معرفة من نكرة، وإن كان نكرة فبدل نكرة من نكرة.
وقال الزمخشري: جنات عدن معرفة لقوله: (جنات عدن التي وعد الرحمن) وانتصابها على أنها عطف بيان لحسن مآب وفي (مفتحة) ضمير الجنات، و(الأواب) بدل من الضمير، كقولهم: ضرب زيد اليد والرجل، وهو من بدل الاشتمال.
ولا يتعين أن يكون (جنات عدن) معرفة بالدليل الذي استدل به؛ إذ يجوز أن يكون (التي) بدلاً. وأما انتصابها على عطف البيان فلا يجوز، لأن النحويين في ذلك على مذهبين:
أحدهما: أن ذلك لا يكون إلا في المعارف، وهو مذهب البصريين.
والثاني: أنه يجوز أن يكون في النكرات، فيكون عطف البيان تابعًا لنكرة، كما يكون تابعًا لمعرفة، وهذا مذهب الكوفيين وتابعهم الفارسي. وأما تخالفهما في التعريف والتنكير فلم يذهب إليه واحد سوى هذا المصنف، وقد أجاز ذلك في (مقام إبراهيم) فأعربه عطف بيان تابعًا لنكرة وهو (آيات بينات).
البحر[404:7-405]، العكبري [110:2]، الكشاف [100:4]، المغني [561]
{جنات عدن}: بدل المشكل [252:2]
الشمني [194:2]
35- {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ} [64:38]
{تخاصم}: بدل من الحق: وقرئ (تخاصم) بالنصب. قال الزمخشري: صفة لذلك، لأن أسماء الإشارة توصف بأسماء الأجناس، وقال الرازي: بدل من ذلك. البحر [407:7]، العكبري [111:2]
36- {إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب} ف بيان. البيان أن الأول دونه في الشهرة. "الهاء" في قوله: {إلا ما أمرتني به} [1{مثل دأب قوم نوح} [30:40-31]
{مثل دأب}: قال ابن عطية: بدل، وقال الزمخشري: عطف بيان
البحر [463:7]، الكشاف [164:4-165]
37- {رب ابن لي عندك بيتاً في الجنةِ} [11:66]
{في الجنة}: بدل أو عطف بيان لقوله: (عندك). الجمل [365:4]
38- {جزاء من ربك عطاء حسابًا. رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن} [36:78-37]
{رب السموات}: بدل من ربك. الرحمن: صفة أو بدل من (رب) أو عطف بيان، ولا يجوز أن يكون بدلاً من (ربك)؟
البدل لا يتكرر فيكون كالصفات. البحر [415:8]، العكبري [149:2]، المشكل [453:2]
39- {إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك} [36:14]
{عند}: صفة لواد أو بدل منه. العكبري [37:2]
40- {فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين} [51:27]
المصدر المؤول بدل كل، أو عطف بيان، أو خبر لمحذوف هي. المغني [628]
41- {ذلكم الله ربكم} [3:10]
في الكشاف [328:2]: «أي ذلك العظيم الموصوف بما وصف به هو ربكم، وهو الذي يستحق منكم العبادة».
وفي الكشاف [54:2]: «ذلكم: مبتدأ، وما بعده أخبار مترادفة».
وفي الكشاف [605:3]: «ذلك: مبتدأ، و(الله ربكم) خبران».
وفي المغني: [631]: «وقال الزمخشري في (ذلكم الله ربكم) يجوز كون اسم الله تعالى صفة للإشارة، أو بيانًا و(ربكم، الخبر) فجوز في الشيء الواحد البيان والصفة، وجوز كون العلم نعتًا، وإنما العلم ينعت ولا ينعت به، وجوز نعت الإشارة بما ليس معرفًا بلام الجنس، وذلك مما أجمعوا على بطلانه».
وانظر ما افترق فيه عطف البيان والبدل في ابن يعيش [72:3-73]
والأشباه[208:2-113] وفيه حديث عما امتاز به البدل عن سائر التوابع.