قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) }
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((يأتي من بعدي اسمه أحمد) [6] حسن.ومثله: (الكذب وهو يدعى إلى الإسلام) [7]
(ومساكن طيبة في جنات عدن) [12]
(وفتح قريب) [13] تام وأتم منه (وبشر المؤمنين)) .[إيضاح الوقف والابتداء: 2/934]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({في جنات عدن} كاف ومثله {تحبونها} ثم
تبتدئ {نصرٌ من الله} أي: هي نصر من الله.
{وفتحٌ قريب} تام. {وبشر المؤمنين} أتم منه). [المكتفى: 566-567]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({وأنفسكم- 11- ط} { تعلمون- 11- لا} لأن قوله: {يغفر لكم} جزم على جواب {تؤمنون}، فإنه خبر بمعنى الأمر.
{عدن- 12- ط} {العظيم- 12- لا} للعطف.
{تحبونها- 13- ط} لحق الحذف، لأن التقدير: هي نصر.
{قريب- 13- ط} لانقطاع النظم، واختلاف المعنى).[علل الوقوف: 3/1013-1014]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (أليم (كاف) إن جعل تؤمنون خبر مبتدأ محذوف أي تلك التجارة هي تؤمنون فالخبر نفس المبتدأ فلا يحتاج لرابط وكذا إن جعل تؤمنون بمعنى آمنوا بمعنى الأمر لأنَّ بعده يغفر مجزوم على جواب الأمر ونظير ذلك قول العرب اتقي الله امرؤ فعل خيرًا يثب عليه معناه ليتق الله فانجزم قوله يثب على تقدير هذا الأمر فكذلك انجزم يغفر على تقدير آمنوا وجاهدوا وليس أليم بوقف إن جعل تؤمنون بمعنى أن تؤمنوا فهو منصوب المحل تفسيرا للتجارة فلما حذف أن ارتفع الفعل كقوله ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى
الأصل إن أحضر فكأنَّه قال هل أدلكم على تجارة منجية إيمان وجهاد وهو معنى حسن لولا ما فيه من التأويل قاله المبرد وعليه فلا يوقف من قوله تؤمنون إلى قوله في جنات عدن لأن يغفر مجزوم على جواب الأمر فلا يفصل بين الأمر وجوابه بالوقف وقال الفراء هو مجزوم على جواب الاستفهام وهو قوله هل أدلكم واختلف الناس في تصحيح هذا القول فبعضهم غلطة قال الزجاج ليسوا إذا دلهم على ما ينفعهم يغفر لهم إنما يغفر لهم إذا آمنوا وجاهدوا يعني أنَّه ليس مرتبًا على مجرد الاستفهام ولا مجرد الدلالة ويجوز أنَّ الفراء نظر إلى المعنى لأنَّه قال هل أدلكم على تجارة ثم فسر التجارة بقوله تؤمنون فكأن الاستفهام إنَّما وقع على نفس المفسر كأنَّه قال هل تؤمنون وتجاهدون يغفر لكم
تعلمون (كاف) إن أضمر شرط أي أن تؤمنوا يغفر لكم ذنوبكم
في جنات عدن (كاف) ومثله العظيم
تحبونها (حسن) إن رفع نصر خبر مبتدأ محذوف أي هي نصر وليس بوقف إن جعل بدلاً من أخرى
وفتح قريب (تام) وأتم منه وبشر المؤمنين ).[منار الهدى: 392]
- أقوال المفسرين