قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((مختلف ألوانه كذلك) [28] تام. ومثله (من عباده
العلماء)، (تجارة لن تبور).
(ويزيدهم من فضله) [30] حسن.
(لما بين يديه) [21] تام.
(من عبادنا) [22] حسن. ومثله: (بالخيرات بإذن الله).
(من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) [33] تام.
ومثله: (ولا يمسنا فيها لغوب) [35].)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/850]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({لن تبور} كاف، وقيل: تام. {من فضله} كاف. {لما بين يديه} تام.
{من عبادنا} كاف، ومثله {بإذن الله} ومثله {ولؤلؤًا}.
{حريرٌ} تام. ومثله {فيها لغوبٌ})[المكتفى: 470]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({[تبور- 29- لا}]
{من فضله- 30- ط}. {بين يديه- 31- ط}. {من عبادنا- 32- ج}. {لنفسه- 32- ج}.
{مقتصد- 32- ج} تفصيلاً يبين الجمل، وتعريضًا للاعتبار. {بإذن الله- 32- ط}. {الكبير- 32- ط}. لأن قوله: {جنات} ليست ببدل، فإن الفضل هاهنا: توفيق الابتداء، والجنات جزاء الانتهاء.
{ولؤلؤًا- 33- ج} لاختلاف الجملتين.
{الحزن- 34- ط}. {شكور- 34- لا} لأن {الذي} بدله. {من فضله- 35- ج} لأن {لا يمسنا} يصلح مستأنفًا أو حالاً، تقديره: أحلنا غير ممسوسين)[علل الوقوف: 3/838-839]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (وعلانية ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت وهو جملة يرجون
لن تبور (كاف) إن جعلت لام ليوفيهم لام القسم كما يقول أبو حاتم وليس بوقف إن علقت بلن تبور أي تجارة غيرها هالكة تنفق في طاعة الله ليوفيهم
من فضله (كاف)
شكور (تام)
لما بين يديه (كاف)
بصير (تام) للفصل بين الجملتين تعريضًا للاعتبار
(حسن) ومثله ظالم لنفسه إن فسر الظالم بالكافر كما رواه عمرو بن دينار عن ابن عباس وجائز إن فسر بالعاصي وهو المشهور
مقتصد (جائز) للفصل بين الأوصاف روي أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له وفي الجامع السابق والمقتصد يدخلان الجنة بغير حساب والظالم لنفسه يحاسب يسيرًا ثم يدخل
الجنة عن أبي الدرداء
بإذن الله (كاف)
الكبير (كاف) وليس بتام لأن جنات عدن يدخلونها تفسير للفضل الكبير كأنه قال هو جنات عدن فلا يفصل بينهما واغتفر الفصل من حيث كونه رأس آية وكاف أيضًا لمن رفع جنات مبتدأ والجملة خبر ومثله أيضًا لمن رفع جنات خبر مبتدأ محذوف أي ذلك جنات عدن وكذا لو جعل جنات خبرًا ثانيًا لاسم الإشارة وليس بوقف إن أعرب بدلاً من الفضل الكبير وليس بوقف أيضًا على قراءة عاصم الجحدري جنات عدن بكسر التاء بدلاً من قوله بالخيرات وعلى قراءته فلا يوقف على بإن الله ولا على الكبير لأنه لا بفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف
ولؤلؤا (كاف) لمن قرأه بالجر عطفًا على من ذهب وبها قرأ ابن كثير وأهل مكة وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو عمرو وقرأ نافع وحفص ولؤلؤًا بالنصب على محل من أساور كأنه قال يحلون أساور من ذهب ولؤلؤًا فعلى قراءتهما يوقف عليه بالألف
حرير (تام)
الحزن (كاف)
شكور (تام) في محل الذي الحركات الثلاث فإن جعل في محل رفع خبر مبتدأ محذوف أي هو الذي أو جعل في محل نصب بتقدير أعني كان كافيًا فيهما وليس بوقف في أربعة أوجه إن جعل الذي في محل خفض نعتًا لاسم الله في قوله الحمد لله أو جعل في محل نصب نعتًا لاسم إن في قوله إنَّ ربنا لغفور شكور أو في محل رفع بدلاً من غفور أو بدلاً من الضمير في شكور
من فضله (جائز) وقال الأخفش لا وقف من قوله الحمد لله إلى لغوب
ولغوب (تام) )[منار الهدى: 316-317]
- أقوال المفسرين