قوله تعالى: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآَخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19) أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((ألم نهلك الأولين) [16] حسن.
(ثم نتبعهم الآخرين) [17] مرفوع على الاستئناف، وقف حسن.
(فقدرنا) [23] وقف حسن. وكل وقف تتصل به فاء فهو غير تام في الحقيقة من أجل أن الفاء تصل ولا يستأنف بها.
وما لا يكون مستأنفًا فالسكوت على ما قبله لا يتم. فإن مر بك في الكتاب وقف تام قبل فاء فمعناها كالتمام إن كان مستغنيًا عما بعده ولو لم تتصل به. وإن الفاء تشبه الواو في عطف المتأخر على المتقدم غير أنها لما يلزمها من الاتصال لا يتم وقف قبلها. (فنعم القادرون) وقف تام.
(وأسقيناكم ماء فراتا) [27] تام.
)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/961-962]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (ألم نهلك الأولين} كاف، ثم تبتدئ {ثم نتبعهم الآخرين} بالرفع. على الاستئناف. وقال أبو حاتم: لأنه قد أهلك الأولين ولم يهلك الآخرين بعد، والمعنى وسنتبعهم الآخرين في ما بعد، و(ثم) مبتدأ منقطع من الأول. والتفسير يؤيد ما قال.
حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله: {ألم نهلك الأولين} قال: يعني الأمم السالفة حين كذبوا رسلهم {ثم نتبعهم الآخرين} يعني آخر كفار هذه الأمة الذين تقوم عليهم الساعة.
{الآخرين} كاف. والتمام {بالمجرمين}. {فقدرنا} كاف.
{فنعم القادرون} تام. ومثله {فراتًا}.
...
{للمكذبين (15) و(19) و(24) و(28) و(34) و(37) و(40) و(45) و(47) و(49)} تام، جميع ما في هذه السورة. وكذا ما قبل {ويلٌ} فيها. )[المكتفى: 602-603]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({الأولين- 16- ط} لأن قوله: {نتبعهم} غير مجزوم بـ{ألم}، بل هو مستأنف، أي: [نحن سنتبعهم].
{فقدرنا- 23- ز} قد قيل، لاختيار الابتداء بـ{نعم}
ولكن دخلته الفاء فكان إلى الوصل أميل.
{فراتا- 27- ط})[علل الوقوف: 3/1076-1077]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (نهلك الأولين (كاف) على قراءة من قرأ ثم نتبعهم بالرفع على الاستئناف وليس بوقف لمن قرأه بسكون العين عطفًا على نهلك ومن قدر حذف الضمة تخفيفًا كما في يأمركم جاز له الوقف على الأولين
الآخرين (كاف)
المجرمين (تام) ولا وقف من قوله ألم نخلقكم إلى قوله فقدرنا قلا يوقف على مهين ولا على مكين ولا على معلوم
فقدرنا (كاف)
القادرون (تام) ولا يوقف على كفاتًا لأنَّ أحياء وأمواتًا منصوبان بكفاتا
وأمواتا (حسن)
فراتا (تام))[منار الهدى: 414]
- تفسير