قوله تعالى: { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) }
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ({وجعلناها رجوما للشياطين} وقف حسن.
ومثله: {فاعترفوا بذنبهم (11)} .
{وكلوا من رزقه (15)} .
{عليكم حاصبا (17)} .
{فوقهم صافات ويقبضن (19)} ، {ما يمسكهن إلا الرحمن}.
{ينصركم من دون الرحمن (20)} .
{بل لجوا في عتو ونفور (21)} تام.) [إيضاح الوقف والابتداء: 2/942]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (
{وكلوا من رزقه} كاف. ومثله {عليكم حاصبًا}.
{كيف نذير} تام. ومثله {نكير} ، ومثله {ويقبضن}.
{إلا الرحمن} أتم منه.
{من دون الرحمن} كاف. ومثله {إن أمسك رزقه}.
{عتو ونفور} تام.)[المكتفى: 579-580]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (
{أو اجهروا به (13)} ط، {من خلق (14)} ط؛ لتناهي الاستفهام، [مع أن] الواو تحسن حالاً.
{من رزقه (15)} ط.
{تمور (16)} لا؛ لأن {أم} جواب {أأنتم}.
{حاصبًا (17)} ط؛ لابتداء التهديد.
{ويقبض (19)} ط، {الرحمن (19)} ط، {من دون الرحمن (20)} ط، {غرور (20)} ج؛ لأن {أم} تصلح جوابًا للأولى، وتصلح استفهامًا مستأنفًا.
{رزقه (21)} ج؛ لأن {بل} للعطف لفظًا، مع الإضراب معنى.) [علل الوقوف: 3/1030-1031]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (
أو اجهروا به (كاف)
الصدور (تام)
من خلق (حسن) لتناهي الاستفهام.
الخبير (تام)
ذلولاً (جائز)
في مناكبها ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله.
من رزقه (كاف)
النشور (تام) قرأ قنبل النشور وأمنتم بواو مفتوحة بدل من همزة أ أمنتم في الوصل خاصة.
بكم الأرض (جائز) أي يجعل الأرض مخسوفة بكم إن عصيتم.
تمور رأس آية وليس بوقف وقوله إن يرسل وإن يخسف بدلان مِن مَن في السماء بدل اشتمال أي أمنتم خسفه وإرساله قاله أبو البقاء أو هو على حذف من أي أمنتم من الخسف والإرسال والأول أظهر ومعنى تمور تتحرك عند الخسف بهم.
حاصبًا (كاف) للابتداء بالتهديد
كيف نذير (تام) ومثله كيف كان نكير وكذا ويقبضن عند أبي حاتم ونافع والوقف على الرحمن وبصير ومن دون الرحمن وفي غرور كلها وقوف كافية لأنَّ أم في الأخير تصلح استفهامًا مستأنفًا وتصلح جوابًا للأولى.
إن أمسك رزقه (حسن) ومثله ونفور وقيل كاف.
أهدى ليس بوقف لأنَّ قوله أمن يمشي معطوف على من الأولى كأنَّه قال أ أحد يمشي مكبًا على وجهه أهدى أم أحدٌ يمشي سويًا معتدلاً يبصر الطريق وهو المؤمن إذ لا يوقف على المعادل دون معادله لأن أمن يمشي سويًا معادل أفمن يمشي مكبًا.
مستقيم (تام) )[منار الهدى: 399]
- تفسير