العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > نزول القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م, 05:59 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي آخر ما نزل من القرآن

آخر ما نزل من القرآن

عناصر الموضوع:
آخر سورة نزلت جميعاً
آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
...- القول الأول: سورة النصر
...- القول الثاني: سورة التوبة
...- القول الثالث: سورة المائدة
آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
...- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
...- القول الثاني: آية الكلالة
...- القول الثالث: آية الربا
...- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
● أواخر مخصوصة
إشكال وجوابه


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 03:01 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

1: آخر سورة نزلت جميعاً
قال أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة العبسي (ت: 235هـ): (حدثنا جعفر بن عونٍ ، عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال : صدقت). [مصنف ابن أبي شيبة:14/104]
قال مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (ت: 261هـ): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهارون بن عبد الله وعبد بن حميدٍ قال عبد أخبرنا و قال الآخران حدثنا جعفر بن عونٍ أخبرنا أبو عميسٍ عن عبد المجيد بن سهيلٍ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم -وقال هارون: تدري- آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟
قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال: صدقت.
وفي رواية ابن أبي شيبة: (تعلم أي سورةٍ؟) ولم يقل: (آخر).
- وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا أبو معاوية حدثنا أبو عميسٍ بهذا الإسناد مثله، وقال: (آخر سورةٍ) ، وقال عبد المجيد ولم يقل ابن سهيلٍ). [صحيح مسلم:؟؟]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقال النّسائيّ: أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا جعفرٌ، عن أبي العميس (ح) وأخبرنا محمّد بن سليمان، حدّثنا جعفر بن عونٍ، حدّثنا أبو العميس، عن عبد المجيد بن سهيلٍ عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، قال: قال لي ابن عبّاسٍ: (يا ابن عتبة، أتعلم آخر سورةٍ من القرآن نزلت؟) قلت: نعم، {إذا جاء نصر اللّه والفتح} قال: (صدقت)). [تفسير القرآن العظيم: 8/509]
قال جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكرٍ السيوطي (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباسٍ قال: آخر سورةٍ نزلت من القرآن جميعاً {إذا جاء نصر الله والفتح} ). [الدر المنثور: 15/728]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 03:02 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً


القول الأول: سورة النصر، وتسمّى سورة الفتح
[انظر أقوال العلماء في المسألة السابقة]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها). [التسهيل:7]
قال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748هـ): (باب آخر سورة نزلت
قال أبو العميس عن عبد المجيد بن سهيل عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم).
[تاريخ الإسلام للذهبي:1/410]
قال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748هـ): (وقال أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه). [تاريخ الإسلام للذهبي:1/410]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ):
(وقد روى التّرمذيّ عن قتيبة، عن عبد اللّه بن وهب، عن حييٍّ، عن أبي عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.

وقد روي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: (آخر سورةٍ أنزلت: {إذا جاء نصر اللّه والفتح} الآية [النّصر: 1]).
وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه. صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه.
ورواه الإمام أحمد، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن معاوية بن صالحٍ، وزاد: وسألتها عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: (القرآن). وراوه النّسائيّ من حديث ابن مهديٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 3/5-6]

القول الثاني: سورة براءة
قالَ الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ (ت:182هـ): (حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ). [الناسخ والمنسوخ للزهري:42]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا مروان بن معاوية، عن عوف بن أبي جميلة، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا). [فضائل القرآن : ]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال، (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة، وآخر آيةٍ نزلت في القرآن: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/540]
قالَ محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ (ت: 294هـ): (أخبرنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: «آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة» ). [فضائل القرآن:1/36]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا سليمان بن حرب، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: آخر سورة نزلت {براءة}، وآخر آية نزلت {يستفتونك}). [فضائل القرآن:]
قال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748هـ):
(وقال شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: آخر سورة نزلت (براءة) وآخر آية أنزلت (يستفتونك). متفق عليه). [تاريخ الإسلام للذهبي:1/411]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) في تفسير سورة التوبة:
(هذه السّورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قال البخاريّ:
حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} الآية [النّساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءة)
وإنّما لا يبسمل في أوّلها؛ لأنّ الصّحابة لم يكتبوا البسملة في أوّلها في المصحف الإمام، والاقتداء في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه وأرضاه، كما قال التّرمذيّ: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا يحيى بن سعدٍ، ومحمّد بن جعفرٍ وابن أبي عديّ، وسهل بن يوسف قالوا: حدّثنا عوف بن أبي جميلة أخبرني يزيد الفارسيّ، أخبرني ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} ووضعتموها في السّبع الطّول، ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها وحسبت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} فوضعتها في السبع الطول).
وكذا رواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرقٍ أخر، عن عوفٍ الأعرابيّ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه). [تفسير القرآن العظيم: 4/101-102]

القول الثالث: سورة المائدة

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( حدّثنا سعيدٌ، قال: نا حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة). [سنن سعيد بن منصور: 4/1435]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال ابن وهب: سمعت حييّ بن عبد اللّه يحدّث، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)). [تفسير القرآن العظيم: 3/236]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقد روى التّرمذيّ عن قتيبة، عن عبد اللّه بن وهب، عن حييٍّ، عن أبي عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.
وقد روي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: (آخر سورةٍ أنزلت: {إذا جاء نصر اللّه والفتح} الآية [النّصر: 1]).
وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه. صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه.
ورواه الإمام أحمد، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن معاوية بن صالحٍ، وزاد: وسألتها عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: (القرآن). وراوه النّسائيّ من حديث ابن مهديٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 3/5-6]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)). [الدر المنثور: 5/156]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 03:02 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم

القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}

قال محمد بن كثيرٍ العَبْدي (ت:223هـ): (حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ). [الناسخ والمنسوخ لقتادة:51]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): ( حدثنا خالد بن عمرو، عن مالك بن مغول، عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}). [فضائل القرآن : ]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) [فضائل القرآن : ]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} . [مصنف ابن أبي شيبة: 10/540]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبد الله بن نميرٍ، قال: حدّثنا مالك بن مغولٍ، عن عطيّة العوفيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/541]

القول الثاني: آية الكلالة
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا خالد بن عمرو، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ). [فضائل القرآن : ]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت:235هـ): (حدّثنا ابن نميرٍ، قال: حدّثنا بشيرٌ، قال: مالكٌ، عن أبي السّفر، عن البراء، قال: آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/541]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: آخر آيةٍ نزلت في القرآن: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/541]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ):
(حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه، يقول: آخر آيةٍ نزلت:
{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة} [النساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ )). [صحيح البخاري: 6/64]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: آخر آية نزلت :{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة }, وآخر سورة نزلت {براءة}) [فضائل القرآن:]
قالَ محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ (ت: 294هـ): (أخبرنا سليمان بن حرب، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: «آخر سورة نزلت براءة، وآخر آية نزلت يستفتونك» ). [فضائل القرآن:1/36]
قالَ محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ (ت: 294هـ): (أخبرنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: «آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة» ). [فضائل القرآن:1/36]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) في تفسير سورة التوبة: (هذه السّورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قال البخاريّ: حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} وآخر سورةٍ نزلت براءة) ). [تفسير القرآن العظيم:4/101]

القول الثالث: آية الربا
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس). [فضائل القرآن:؟؟]
قالَ محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ (ت:294هـ): (أخبرنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» ). [فضائل القرآن:1/37]

القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا عبد الله بن صالح، وابن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). [فضائل القرآن : ]

القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
قالَ الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ(ت:182هـ): (حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}). [الناسخ والمنسوخ للزهري:42]
قال محمد بن كثيرٍ العَبْدي (ت:223هـ): (حدثنا همام عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها). [الناسخ والمنسوخ لقتادة:51]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (حدثنا محمد، أخبرنا عباس بن الوليد، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن أن أُبَيَّ بن كعب كان يقول: « إن آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} إلى قوله: {وهو رب العرش العظيم} » ) [فضائل القرآن: ]
قالَ محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ (ت: 294هـ): (قرأت على محمد بن سعيد، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن.
قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} ).
[فضائل القرآن:1/39]
قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (أخبرنا فارس بن أحمد، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: أنا أحمد بن عثمان، قال: أنا الفضل، قال: أنا أحمد بن يزيد، قال: أنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال: أنا حسان بن إبراهيم، قال: أنا أمية الأزدي، عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). [البيان: 137]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 03:03 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

4: آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد، قال: قرأت على محمد بن سعيد، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). ). [فضائل القرآن:]

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 03:03 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

5: أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم

قالَ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ علي البيهقيُّ (ت:458هـ): (باب آخر سورة نزلت وآخر آية نزلت فيما قال البراء بن عازب ، ثم فيما قال غيره.
- أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي رحمه الله قال: أخبرنا أبو حامد بن الشرقي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: (آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ). رواه مسلم في الصحيح ، عن علي بن خشرمة ، عن وكيع
- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر بن سلمان الفقيه، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: (آخر سورة أنزلت براءة، وآخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يستفتونك..} ) رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب، وأخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة.
- أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا الباغندي قالا: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما ) زاد المنادي في روايته (نزلت بمنى) كذا في رواية الكلبي.
- وقد حدثنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عمار، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: (آخر شيء نزل من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} ).
- أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن ابن عباس قال : (آخر آية أنزلها الله عز وجل على رسوله آية الربا، وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل ليس به بأس وننهى عن الشيء لعل به بأس) (؟؟)
- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل، قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).
- أخبرنا أبو علي الروذباري، قال: أخبرنا أبو طاهر المحمدآبادي، قال: حدثنا الفضل بن محمد -يعني الشعراني- قال: حدثنا شاه بن محمد المروروزي -ما أعلم أني رأيت خمسة أوثق منه- قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيِّ بن كعب قال: (آخر آية نزلت: {فإن تولوا فقل حسبي الله..}
- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: (آخر آية نزلت {لقد جاءكم رسول من أنفسكم..}
قلت:
هذا الاختلاف يرجع - والله أعلم - إلى أن كل واحد منهم أخبر بما عنده من العلم، أو أراد أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت، والله أعلم). [دلائل النبوة:؟؟]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (القول في آخر ما نزل من القرآن
أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ وحدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قالا: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: ( آخر آية نزلت {يَستَفتونَكَ قُلِ اللهُ يُفتيكُم في الكَلالَةِ} وآخر سورة أنزلت: براءة). رواه البخاري في التفسير عن سليمان بن حرب عن شعبة. ورواه في موضع آخر عن أبي الوليد. ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة.
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو محمد الحياني قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} ).
وأخبرنا أبو بكر أخبرنا أبو محمد حدثنا أبو يحيى حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا يحيى بن أبي زائدة، عن مالك بن مغول، سمعت عطية العوفي يقول: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} ).
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان المقري قال: أخبرنا أحمد بن علي الموصلي قال: حدثنا أحمد بن الأحمس قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله: {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}
قال: ذكروا هذه الآية وآخر آية من سورة النساء نزلتا آخر القرآن.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الصوفي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا الحسن بن عبد الله العبدي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبي بن كعب أنه قال: ( آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَقَد جاءَكُم رَسولُ مِّن أَنفُسِكُم..}) وقرأها إلى آخر السورة. رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن الأصم عن بكار بن قتيبة عن أبي عامر العقدي عن شعبة.
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد العزيز في كتابه أن محمد بن الحسين الحدادي أخبرهم عن محمد بن يزيد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا وكيع عن شعبة عن علي بن يزيد عن يونس بن ماهك عن أبي بن كعب قال: (
أحدث القرآن بالله عهدًا: {لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِّن أَنفُسِكُم..} الآية) ). [أسباب النزول: 12-13]

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقيل آخر ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسعة أيام ثم قبض). [جمال القراء:؟؟]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة). [جمال القراء:؟؟]
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ):
(وآخر ما نزل من الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} الآية.
وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
وقيل: آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوماً} هي آخرهن.
ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
قال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
قلت: يعني العاشر من يوم مرضه.
وقال: حدثنا عبد الله بن صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.قلت: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم). [المرشد الوجيز:31-33]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها). [التسهيل:7]

قال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748هـ): (وقال شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: آخر سورة نزلت (براءة) وآخر آية أنزلت (يستفتونك). متفق عليه.
- وقال الثوري عن عاصم الأحول عن الشعبي عن ابن عباس قال: آخر آية أنزلها الله آية الربا.
- وقال الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} .
- وقال ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر: (آخر ما أنزل الله آية الربا فدعوا الربا والريبة). صحيح.
- وقال أبو جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي قال: آخر آية نزلت {فإن تولوا فقل حسبي الله}.
فحاصله أن كلا منهم أخبر بمقتضى ما عنده من العلم). [تاريخ الإسلام للذهبي:1/411]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع العاشر: معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل..
وأما آخره فاختلفوا فيه فعن ابن عباس رضي الله عنهما: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} وعن عائشة سورة المائدة وقيل {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}
وقال السدي: آخر ما نزل {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وفي صحيح البخاري في تفسير سورة براءة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وآخر سورة نزلت براءة
وفي رواية غيره آخر سورة أنزلت كاملة سورة براءة وآخر آية نزلت خاتمة النساء وذكر ابن الأنباري عن أبي إسحاق عن البراء قال: آخر آية نزلت من القرآن {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ}.
ثم قال: وأخطأ أبو إسحاق، ثم ساق سنده من طرق إلى ابن عباس آخر آية أنزلت {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} وكان بين نزولها ووفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد وثمانون يوما وقيل تسع ليال انتهي.
وفي مستدرك الحاكم عن شعبة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأها إلى آخر السورة .
ورواه أحمد في المسند عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأ إلى: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
قال هذا آخر ما نزل من القرآن فختم بما فتح به بالذي لا إله إلا هو وهو قول الله تبارك وتعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} .
وقال بعضهم روى البخاري آخر ما نزل آية الربا .
وروى مسلم آخر سورة نزلت جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}.
قال القاضي أبو بكر في الانتصار وهذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط ،ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده .
ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب). [البرهان في علوم القرآن:1/209-210]
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (النوع الثاني عشر: آخر ما نزل
قد ذكر هذا النوع – أيضا – المتكلمون على أسباب النزول، وأخرج الصحيحان من طريق البراء بن عازب أن آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة.
وأخرج البخاري في باب: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} من طريق الشعبي عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا.
ومنهم من يروي عن ابن عباس أنه قال: آخر آية نزلت: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.
وروي عنه أنه قال: ذكروا أن هذه الآية وآخر آية من سورة النساء أنزلتا آخر القرآن.
وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم} وقرأها إلى آخر السورة.
وروى مسلم في صحيحه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال ابن عباس: يا ابن عتبة تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم: {إذا جاء نصر الله} قال: صدقت). [مواقع العلوم: 58-59]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (ثمّ ذكر حديث البراء في آخر آيةٍ نزلت وآخر سورةٍ نزلت.
فأمّا الآية فتقدّم حديث ابن عبّاسٍ في سورة البقرة وأنّ آخر آيةٍ نزلت آية الرّبا ويجمع بأنّهما لم ينقلاه وإنّما ذكراه عن استقراء بحسب ما اطّلعا عليه، وأولى من ذلك أنّ كلًّا منهما أراد آخريّةً مخصوصةً.
وأمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة وأوضح من ذلك أنّ أوّل براءةٍ نزل عقب فتح مكّة في سنة تسعٍ عام حجّ أبي بكرٍ وقد نزل:
{اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] وهي في المائدة في حجّة الوداع سنة عشرٍ.
فالظّاهر: أنّ المراد معظمها ولا شكّ أنّ غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وسيأتي في تفسير {إذا جاء نصر اللّه} [النصر: 1] أنّها آخر سورةٍ نزلت، وأذكر الجمع هناك إن شاء اللّه تعالى.
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية [التوبة: 5، 11]، وقيل: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية [التوبة: 128].
وأصح الأقوال في آخريّة الآية قوله تعالى: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله} الآية [البقرة: 281] كما تقدم في البقرة.
ونقل ابن عبد السّلام آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة [النساء: 176] فعاش بعدها خمسين يومًا ثمّ نزلت آية البقرة والله أعلم). [فتح الباري: 8/316-317]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(النوع الثامن
: معرفة آخر ما نزل فيه اختلاف
فروى الشيخان عن البراء بن عازب قال آخر آية نزلت {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة
وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الربا
وروى البيهقي عن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
وعند أحمد وابن ماجه عن عمر: من آخر ما نزل آية الربا
وعند ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر فقال: إن من آخر القرآن نزولا آية الربا
وأخرج النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية
وأخرج ابن مردويه نحوه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بلفظ آخر آية نزلت
وأخرجه ابن جرير من طريق العوفي والضحاك عن ابن عباس
وقال الفريابي في تفسيره حدثنا سفيان عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس قال :آخر آية نزلت: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية وكان بين نزولها وبين موت النبي صلى الله عليه وسلم أحد وثمانون يوما .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال :آخر ما نزل من القرآن كله {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال ثم مات ليلة الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول
وأخرج ابن جرير مثله عن ابن جريج
وأخرج من طريق عطية عن أبي سعيد قال: آخر آية نزلت {واتقوا يوما ترجعون} الآية
وأخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال :آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين
وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد
قلت: ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا {واتقوا يوما} وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح وقول البراء: آخر ما نزل: {يستفتونك} أي في شأن الفرائض
وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن ويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى .
وفي المستدرك عن أبي بن كعب قال :آخر آية نزلت: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة
وروى عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن مردويه عن أبي أنهم جمعوا القرآن في خلافة أبي بكر وكان رجال يكتبون فلماانتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} ظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن فقال لهم أبي بن كعب: إن رسول الله أقرأني بعدها آيتين {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى قوله: {وهو رب العرش العظيم} وقال هذا آخر ما نزل من القرآن قال فختم بما فتح به بالله الذي لا إله إلا هو وهو قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي أيضا قال :آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} وأخرجه ابن الأنباري بلفظ أقرب القرآن بالسماء عهدا .
وأخرج أبو الشيخ في تفسيره من طريق علي بن زيد عن يوسف المكي عن ابن عباس قال :آخر آية نزلت: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}
وأخرج مسلم عن ابن عباس قال: آخر سورة نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح}.
وأخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت: آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه . . . الحديث
وأخرجا أيضا عن عبد الله بن عمرو قال :آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح
قلت يعني {إذا جاء نصر الله }
وفي حديث عثمان المشهور: براءة من آخر القرآن نزولا.
قال البيهقي: يجمع بين هذه الاختلافات إن صحت بأن كل واحد أجاب بما عنده .
وقال القاضي أبو بكر في الانتصار: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قاله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل
وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ويحتمل أيضا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب انتهى .
ومن غريب ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن .
قال ابن كثير هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة
قلت ومثله ما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .
وعند أحمد والنسائي عنه لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شيء
وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل} إلى آخرها
قلت وذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} ونزلت: {إن المسلمين والمسلمات} ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة .
وأخرج ابن جرير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض)) قال أنس: وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} الآية قلت يعني في آخر سورة نزلت .
وفي البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية من آخر ما نزل
وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى). [الإتقان في علوم القرآن:1/ 176-187]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وأما آخر ما نزل: فروى الشيخان عن البراء بن عازب أنه قال: آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت: براءة.
وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت: آية الربا.
وروى البيهقي عن عمر مثله، وأخرج أبو عبيد عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهداً بالعرش آية الربا وآية الدين.
وأخرج النسائي عن ابن عباس: آخر آية نزلت: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} .ورواه البيهقي في الدلائل وزاد: وبينها وبين موت النبي – صلى الله عليه وسلم – أحد وثمانون يوماً.
وروى أيضاً عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أحد وثلاثون يوماً.
وروى أبو عبيد عن ابن جريج قال: زعموا أنه – صلى الله عليه وسلم – مكث بعدها سبع ليالٍ وبرئ يوم السبت ومات يوم الاثنين.
وروى الحاكم في المستدرك عن أبي بن كعب قال: آخر آية نزلت: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخرها.
وروى مسلم عن ابن عباس آخر سورة نزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}.
وروى الترمذي والحاكم عن عائشة: آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه.
وروى الحاكم مثله أيضاً عن عبد الله بن عمرو وعثمان في حديثه المشهور: براءة من آخر القرآن نزولاً.
قال البيهقي: ويجمع بين هذه الاختلافات إن صحت بأن كل واحد أجاب بما عنده ولم يذكر البلقيني من هذه الأقوال إلا القليل.
ومن أغرب ما روي في هذا النوع ما رواه ابن جرير قال: أنبأنا أبو عامر السكوتي أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا ابن عباس أنبأنا عمرو بن قيس الكندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية: {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية، وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن.
قال ابن كثير: وهو أثَر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية نسختها ولا تُغيِّر حكمها بل هي مثبتة محكمة فاشتبه ذلك على بعض الرواة فراوه بالمعنى على ما فهمه، انتهى). [التحبير في علم التفسير: 94-96]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (آخر ما نزل على الإطلاق
اختلف العلماء في تعيين آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق واستند كل منهم إلى آثار ليس فيها حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فكان هذا من دواعي الاشتباه وكثرة الخلاف على أقوال شتى:
الأول: أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وكذلك أخرج ابن أبي حاتم قال: آخر ما نزل من القرآن كله {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية. وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول.
الثاني: أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر.
الثالث: أن آخر ما نزل آية الدين في سورة البقرة أيضا وهي قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} إلى قوله سبحانه: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وهي أطول آية في القرآن.
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب:أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.
أقول: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
الرابع: أن آخر القرآن نزولا قول الله تعالى في سورة آل عمران: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} الآية. ودليل هذا القول ما أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة أنها قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} إلى آخرها.
وذلك أنها قالت: يا رسول الله. أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} ونزل {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بعد ما كان ينزل في الرجال خاصة.
ومن السهل رد الاستدلال بهذا الخبر على آخر ما نزل مطلقا وذلك لما يصرح به الخبر نفسه من أن الآية المذكورة آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بالإضافة إلى ما ذكر فيه النساء أي فهي آخر مقيد لا مطلق وليس كلامنا فيه.
الخامس: أنه آية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} واستدلوا بما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال: هذه الآية: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} هي آخر ما نزل وما نسخها شيء، ولا يخفى عليك أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا.
السادس: أن آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وهي خاتمة سورة النساء وأن آخر سورة نزلت سورة براءة. واستند صاحب هذا الرأي إلى ما يرويه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب أنه قال: آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وآخر سورة نزلت براءة.
ويمكن نقض هذا الاستدلال بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي.
السابع: أن آخر ما نزل سورة المائدة. واحتج صاحب هذا القول برواية للترمذي والحاكم في ذلك عن عائشة رضي الله عنها.
ويمكن رده بأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهي آخر مقيد كذلك.
الثامن: أن آخر ما نزل هو خاتمة سورة براءة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة. رواه الحاكم وابن مردويه عن أبي بن كعب.
ويمكن نقضه بأنها آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة. ولعل قوله سبحانه: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولي الأعداء وإعراضهم.
التاسع: أن آخر ما نزل هو آخر سورة الكهف: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} أخرجه ابن جريرعن معاوية بن أبي سفيان.
قال ابن كثير: هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة ا هـ. وهو يفيد أنها آخر مقيد لا مطلق.
العاشر: أن آخر ما نزل هو سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} رواه مسلم عن ابن عباس. ولكنك تستطيع أن تحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال: الكمال دليل الزوال ،ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} .
تلك أقوال عشرة عرفتها وعرفت توجيهها ورأيت أن الذي تستريح إليه النفس منها هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة بما علمت لكن القاضي أبا بكر في الانتصار يذهب مذهبا آخر إذ يقول: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ا هـ وكأنه يشير إلى الجمع بين تلك الأقوال المتشعبة بأنها أواخر مقيدة بما سمع كل منهم من النبي صلى الله عليه وسلم وهي طريقة مريحة غير أنها لا تلقي ضوءا على ما عسى أن يكون قد اختتم الله به كتابه الكريم). [مناهل العرفان:؟؟]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 03:04 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

أواخر مخصوصة

آخر ما نزل بمكة

قالَ هِبَةُ الله بنُ سلامةَ بنِ نصرٍ المقرئ (ت:410 هـ):
(سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 193]
قال عَلَم الدّين عليُّ بنُ محمدٍ السَّخَاويُّ (ت:643 هـ): (ووسورة النبأ: ليس فيها ناسخ ولا منسوخ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غداة يوم إنزالها، فهي آخر المكي الأول، لأن المكي الأول ما نزل قبل الهجرة، والمكي الثاني بعد الفتح). [جمال القراء: 1/ 390]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة).[البرهان في علوم القرآن:؟؟]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30 رجب 1434هـ/8-06-2013م, 11:39 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

إشكال وجوابه


قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (تنبيه: من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك وقد استشكل ذلك ابن جرير وقال الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإفرادهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون ثم أيده بما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وأتممت عليكم نعمتي} ). [الإتقان في علوم القرآن:1/ 188]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني (ت: 1367هـ): (شبهة في هذا المقام:
بقي أن ندحض شبهة أثيرت حول تعيين آخر ما نزل من القرآن. قالوا: لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
والجواب: أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وأديل له على الشرك وحزبه والكفر وجنده والنفاق وحسراته حتى لقد أجلي المشركون عن البلد الحرام ولم يخالطوا المسلمين في الحج والإحرام. قال ابن جرير في تفسير الآية المذكورة: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} .
نسأل الله أن يتم علينا نعمته آمين. ). [مناهل العرفان:؟؟]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة