شدة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم
حديث عائشة رضي الله عنها
قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري(ت:256هـ): (حدّثنا عبد اللّه بن يوسف قال أخبرنا مالكٌ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أمّ المؤمنين رضي اللّه عنها أنّ الحارث بن هشامٍ رضي اللّه عنه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه كيف يأتيك الوحي؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (( أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشدّه عليّ؛ فيفصم عنّي وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثّل لي الملَك رجلًا؛ فيكلّمني فأعي ما يقول )).
قالت عائشة رضي اللّه عنها: (ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشّديد البرد فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا) ). [صحيح البخاري:؟؟]
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أنا سفيان , عن هشام بن عروة , عن أبيه , عن عائشة قالت : سأل الحارث بن هشام رسول الله: كيف يأتيك الوحي؟ قال: «في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني, وقد وعيت عنه, وهو أشده علي, وأحيانا يأتيني في مثل صورة الفتى فينبذه إلي »). [فضائل القرآن للنَّسائي:؟؟]
حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فائدة أخرى: أخرج ابن سعد عن عائشة قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يغط في رأسه ويتربد وجهه أي يتغير لونه بالجريدة ويجد بردا في ثناياه ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجمان" ). [الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]
حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ أبو عبدِ الرَّحمن أحمدُ بنُ شُعَيبٍ بن عليّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا هناد بن السري , عن عبيدة , عن موسى بن أبي عائشة , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس قال: (كان رسول الله إذا نزل عليه الوحي يعالج من ذلك شدة) ). [فضائل القرآن للنَّسائي:؟؟]
حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه
قالَ أبو عبدِ الرَّحمن أحمدُ بنُ شُعَيبٍ بن عليّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عمرو بن يزيد قال: ثنا سيف بن عبيد الله, قال: ثنا سوار, عن سعيد, عن قتادة, عن الحسن, عن حطان بن عبد الله, عن عبادة بن الصامت قال: (كان نبي الله إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك , وتربّد له وجهه, فأنزل عليه يوما, فلقي ذلك, فلما سري عنه قال: «خذوا عني, قد جعل لهن سبيلا: الثيب بالثيب, والبكر بالبكر, الثيب جلد مائة ثم رجم بالحجارة, والبكر جلد مائة ثم نفي سنة»)). [فضائل القرآن للنَّسائي:؟؟]
حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه
قالَ أبو عبدِ الرَّحمن أحمدُ بنُ شُعَيبٍ بن عليّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا نوح بن حبيب قال ثنا يحيى بن سعيد قال ثنا ابن جريج قال حدثني عطاء قال حدثني صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال: ليتني أرى رسول الله وهو ينزل عليه؛ فبينا نحن بالجعرانة والنبي في قبة فأتاه الوحي، أشار إلي عمر أن تعال؛ فأدخلت رأسي القبة؛ فأتاه رجل قد أحرم في جبة بعمرة متضمخ بطيب فقال لرسول الله: ما تقول في رجل أحرم في جبة؟
إذ أنزل عليه الوحي؛ فجعل رسول الله يغطّ لذلك؛ فسري عنه؛ فقال: أين الرجل الذي سألني آنفا؟
فأتي بالرجل فقال: (( أما الجبة فاخلعها، وأما الطيب فاغسله )). ). [فضائل القرآن:؟؟]
قالَ أبو عبدِ الرَّحمن أحمدُ بنُ شُعَيبٍ بن عليّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار عن سفيان عن عمرو عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال: وددت أن أرى رسول الله حين ينزل عليه؛ فلما كنا بالجعرانة أتاه رجل وعليه مقطَّعات متضمّخ بخَلوق فقال: إني أهللت بالعمرة وعلي هذا فكيف أصنع؟
فقال له رسول الله: كيف تصنع في حجك؟
قال: وأنزل عليه فسُجّي بثوب؛ فدعاني عمر؛ فكشف لي عن الثوب فرأيت رسول الله يغط محمرا وجهه)).). [فضائل القرآن:؟؟]
شدة نزول الوحي
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: (( وهو أشده عليَّ )) : يفهم منه أن الوحي كله شديد، ولكن هذه الصفة أشدها، وهو واضح لأن الفهم من كلام مثل الصلصلة أشكل من الفهم من كلام الرجل بالتخاطب المعهود والحكمة فيه أن العادة جرت بالمناسبه بين القائل والسامع وهي هنا:
- إما باتصاف السامع بوصف القائل بغلبة الروحانية وهو النوع الأول.
- وإما باتصاف القائل بوصف السامع وهو البشرية وهو النوع الثاني.
والأول أشد بلا شك.
وقال شيخنا شيخ الإسلام البلقيني: سبب ذلك أن الكلام العظيم له مقدمات تؤذن بتعظيمه للاهتمام به كما سيأتي في حديث بن عباس كان يعالج من التنزيل شدة).
قال: (وقال بعضهم وإنما كان شديدا عليه ليستجمع قلبه فيكون أوعى لما سمع)ا.هـ.
وقيل: إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد، وهذا فيه نظر.
والظاهر أنه لا يختص بالقرآن كما سيأتي بيانه في حديث يعلى بن أمية في قصة لابس الجبة المتضمخ بالطيب في الحج؛ فإن فيه أنه رآه صلى الله عليه و سلم حال نزول الوحي عليه وإنه ليغط). [فتح الباري:؟؟]
الحكمة من شدة نزول الوحي
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى والدرجات). [فتح الباري:؟؟]