العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > نزول القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م, 05:56 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي مسائل في نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم

مسائل في نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم

...- ما قيل في سبب تعبّد النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء
...- ما قيل في خبر توكيل إسرافيل بالنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين
فترة الوحي وتتابعه
...- فترة الوحي الأولى
...- الحكمة من فترة الوحي الأول
...- مدة فترة الوحي الأولى
...- فترات الوحي الأخرى
...- تتابع الوحي
صفات نزول الوحي.
...- معنى قوله: (مثل صلصلة الجرس)
...- إشكال وجوابه
...- تمثّل الملَك رجلاً
...- ما رُوي في سماع الصحابة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم كدويّ النحل
شدة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم
...- الحكمة من شدة نزول الوحي.
تفسير قول الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به . إن علينا جمعه وقرآنه}
مدة نزول الوحي


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 رجب 1433هـ/30-05-2012م, 11:26 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

بدء نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم

أوّل ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي: الرؤيا الصالحة.
قالَ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ البخاريُّ(ت:256هـ): (حدّثنا يحيى بن بكيرٍ قال حدّثنا اللّيث عن عقيلٍ عن ابن شهابٍ عن عروة بن الزّبير عن عائشة أمّ المؤمنين أنّها قالت: (أوّل ما بدئ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الوحي الرّؤيا الصّالحة في النّوم فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح) ). [صحيح البخاري/كتاب بدء الوحي]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ محمد ابنُ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: (من الوحي) يحتمل أن تكون من تبعيضية أي من أقسام الوحي، ويحتمل أن تكون بيانية، ورجحه القزاز.
والرؤيا الصالحة وقع في رواية معمر ويونس عند المصنف في التفسير الصادقة، وهي التي ليس فيها ضغث.
وبدئ بذلك ليكون تمهيدا وتوطئة لليقظة، ثم مهد له في اليقظة أيضا رؤية الضوء وسماع الصوت وسلام الحجر.
قوله: (في النوم) لزيادة الإيضاح أو ليخرج رؤيا العين في اليقظة لجواز إطلاقها مجازا.
قوله: (مثلَ فلق الصبح) بنصب مثل على الحال أي مشبهة ضياء الصبح، أو على أنه صفة لمحذوف أي جاءت مجيئا مثل فلق الصبح.
والمراد بفلق الصبح ضياؤه وخصَّ بالتشبيه لظهوره الواضح الذي لا شك فيه). [فتح الباري:؟؟]


مدة الرؤيا
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وحكى البيهقي أن مدة الرؤيا كانت ستة أشهر، وعلى هذا فابتداء النبوة بالرؤيا وقع من شهر مولده وهو ربيع الأول بعد إكماله أربعين سنة). [فتح الباري:]

ما قيل في الحكمة من بدء الوحي بالرؤيا
قال إسماعيل بن عمر ابنُ كثير القرشي (ت:774هـ): (فقول أم المؤمنين عائشة: (أول ما بدئ به من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح) يُقوّي ما ذكره محمد بن إسحاق بن يسار عن عبيد بن عمر الليثي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فجاءني جبريل وأنا نائم بنمطٍ من ديباج فيه كتاب؛ فقال: اقرأ، فقلت ما اقرأ؟ فغتّني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني..)) وذكر نحو حديث عائشة سواء؛ فكان هذا كالتوطئة لما يأتي بعده من اليقظة، وقد جاء مصرحا بهذا في مغازي موسى بن عقبة عن الزهري أنه رأى ذلك في المنام ثم جاءه الملك في اليقظة.
وقد قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جناب بن الحارث، حدثنا عبد الله بن الأجلح، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، قال: (إن أول ما يؤتى به الأنبياء في المنام حتى تهدأ قلوبهم، ثم ينزل الوحي بعدُ).
وهذا من قِبَل علقمة بن قيس نفسه، وهو كلام حسن يؤيده ما قبله ويؤيده ما بعده). [البداية والنهاية:3/7]
قال إسماعيل بن عمر ابنُ كثير القرشي (ت:774هـ): (قال أبو شامة: (وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى عجائب قبل بعثته فمن ذلك ما في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لاعرفه الآن)انتهى كلامه). [البداية والنهاية:3/9]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ محمد ابنُ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت:852هـ): (وقد وقع في رواية أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول شأنه يرى في المنام، وكان أول ما رأى جبريل بأجياد، صرخ جبريل: يا محمد؛ فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا، فرفع بصره؛ فإذا هو على أفق السماء؛ فقال: يا محمد جبريل جبريل فهرب فدخل في الناس فلم ير شيئا ثم خرج عنهم فناداه فهرب ثم استعلن له جبريل من قبل حراء فذكر قصة اقرائه اقرأ باسم ربك ورأى حينئذ جبريل له جناحان من ياقوت يختطفان البصر، وهذا من رواية بن لهيعة عن أبي الأسود، وابن لهيعة ضعيف.
وقد ثبت في صحيح مسلم من وجه آخر عن عائشة مرفوعا لم أره يعني جبريل على صورته التي خلق عليها الا مرتين وبين أحمد في حديث بن مسعود أن الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خلق عليها والثانية عند المعراج وللترمذي من طريق مسروق عن عائشة لم ير محمد جبريل في صورته إلا مرتين مرة عند سدرة المنتهى ومرة في أجياد وهذا يقوي رواية بن لهيعة وتكون هذه المرة غير المرتين المذكورتين وإنما لم يضمها إليهما لاحتمال أن لا يكون رآه فيها على تمام صورته والعلم عند الله تعالى ووقع في السيرة التي جمعها سليمان التيمي فرواها محمد بن عبد الأعلى عن ولده معتمر بن سليمان عن أبيه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه و سلم في حراء وأقرأه أقرأ باسم ربك ثم انصرف فبقي مترددا فأتاه من أمامه في صورته فرأى أمرا عظيما). [فتح الباري:؟؟]

خبر نزول جبريل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء
قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدّثنا يحيى بن بكيرٍ قال حدّثنا اللّيث عن عقيلٍ عن ابن شهابٍ عن عروة بن الزّبير عن عائشة أمّ المؤمنين أنّها قالت: أوّل ما بدئ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الوحي الرّؤيا الصّالحة في النّوم فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح، ثمّ حبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراءٍ؛ فيتحنّث فيه - وهو التّعبّد - اللّياليَ ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثمّ يرجع إلى خديجة؛ فيتزوّد لمثلها، حتّى جاءه الحقّ وهو في غار حراءٍ؛ فجاءه الملك فقال: اقرأ
قال: (( ما أنا بقارئٍ ))
قال: (( فأخذني فغطّني حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني؛ فقال: اقرأ.
قلت: ما أنا بقارئٍ؛ فأخذني فغطّني الثّانية حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني؛ فقال: اقرأ.
فقلت: ما أنا بقارئٍ؛ فأخذني فغطّني الثّالثة، ثمّ أرسلني؛ فقال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1) خلق الإنسان من علقٍ (2) اقرأ وربّك الأكرم (3)} )).
فرجع بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلدٍ رضي اللّه عنها فقال: (( زمّلوني زمّلوني )) فزمّلوه حتّى ذهب عنه الرّوع؛ فقال لخديجة وأخبرها الخبر: (( لقد خشيت على نفسي )).
فقالت خديجة: كلّا واللّه، ما يخزيك اللّه أبدًا، إنّك لتصل الرّحم وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتقري الضّيف وتعين على نوائب الحقّ.
فانطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابنَ عمّ خديجة، وكان امرأً قد تنصّر في الجاهليّة، وكان يكتب الكتاب العبرانيّ فيكتب من الإنجيل بالعبرانيّة ما شاء اللّه أن يكتب وكان شيخًا كبيرًا قد عمي؛ فقالت له خديجة: يا ابن عمّ اسمع من ابن أخيك.
فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟
فأخبره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خبر ما رأى.
فقال له ورقة: هذا النّاموس الّذي نزّل اللّه على موسى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أومخرجيّ هم.
قال: نعم، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزّرًا، ثمّ لم ينشب ورقة أن توفّي، وفتر الوحي.
قال ابن شهابٍ وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال - وهو يحدّث عن فترة الوحي- فقال في حديثه: (( بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السّماء فرفعت بصري فإذا الملك الّذي جاءني بحراءٍ جالس على كرسيٍّ بين السّماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت زمّلوني زمّلوني؛ فأنزل اللّه تعالى: { يا أيّها المدّثّر قم فأنذر إلى قوله والرّجز فاهجر } )).
فحمي الوحي وتتابع).
تابعه عبد اللّه بن يوسف وأبو صالحٍ، وتابعه هلال بن ردّادٍ عن الزّهريّ، وقال يونس ومعمر: بوادره). [صحيح البخاري:؟؟]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قالت عائشة رضي الله عنها: أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، كانت تجيء مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان بحراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله، ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها، حتى فجأه الحق فقال: يا محمد أنت رسول الله.
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فجثوت لركبتي، ثم تزحفت يرجف فؤادي فدخلت –يريد على خديجة- فقلت: زملوني، حتى ذهب عني الروع، ثم أتاني فقال: يا محمد أنت رسول الله، فلقد هممت أن أطرح نفسي من جبل، فتبدى لي حين هممت بذلك فقال: يا محمد، أنا جبريل وأنت رسول الله. فقال: اقرأ: فقلت ما أقرأ.
فأخذني فغتني ثلاث مرات، حتى بلغ مني الجهد.
فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} فقرأت.
فأتيت خديجة فقلت: لقد أشفقت على نفسي، فأخبرتها خبري.
فقالت: أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
ثم انطلقت بي إلى ورقة بن نوفل بن أسد، فقالت: اسمع من ابن أخيك، فسألني، فأخبرته، فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى بن عمران، ليتني أكون فيها جذعا، ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك.
قلت: أمخرجي هم؟! قال: نعم، إنه لم يجئ رجل قط بما جئت به إلا عودي، ولئن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا)).) [جمال القراء :1/5-6]

ما قيل في سبب تعبّد النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء
قال إسماعيل بن عمر ابنُ كثير القرشي (ت:774هـ): (وإنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الخلاء والانفراد عن قومه، لما يراهم عليه من الضلال المبين من عبادة الاوثان والسجود للأصنام، وقويت محبته للخلوة عند مقاربة إيحاء الله إليه صلوات الله وسلامه عليه.
وقد ذكر محمد بن إسحاق عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن حارثة - قال: وكان واعية - عن بعض أهل العلم قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى حراء في كل عام شهرا من السنة يتنسك فيه.
وكان من نسك قريش في الجاهلية، يطعم من جاءه من المساكين حتى إذا انصرف من مجاورته وقضائه لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة.
وهكذا روى عن وهب بن كيسان أنه سمع عبيد بن عمير يحدث عبد الله بن الزبير مثل ذلك، وهذا يدل على أن هذا كان من عادة المتعبدين في قريش أنهم يجاورون في حراء للعبادة، ولهذا قال أبو طالب في قصيدته المشهورة:
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه......وراق ليرقى في حراء ونازل
هكذا صوابه على رواية هذا في البيت كما ذكره السهيلي وأبو شامة وشيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي رحمهم الله، وقد تصحف على بعض الرواة فقال فيه: (وراق ليرقى في حر ونازل) وهذا ركيك ومخالف للصواب والله أعلم). [البداية والنهاية:3/9]

ما قيل في خبر توكيل إسرافيل بالنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين
قال أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي: (ت:458هـ): (أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عبد الله، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود، عن عامر قال: « نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة ، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل القرآن فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل ، عليه السلام ، فنزل القرآن على لسانه عشرين : عشرا بمكة ، وعشرا بالمدينة ، فمات وهو ابن ثلاث وستين صلى الله عليه وسلم » ). [دلائل النبوة:؟؟]
قال إسماعيل بن عمر ابنُ كثير القرشي (ت:774هـ): (عُمْرُهُ صلى الله عليه وسلم وقت بعثته وتاريخها
قال الامام أحمد: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين؛ فكان يعلمه الكلمة والشئ، ولم ينزل القرآن، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل فنزل القرآن على لسانه عشرين سنة عشرا بمكة وعشرا بالمدينة.
فمات وهو ابن ثلاث وستين سنة.
فهذا إسناد صحيح إلى الشعبي وهو يقتضي أن اسرافيل قُرِن معه بعد الاربعين ثلاث سنين ثم جاءه جبريل.
وأما الشيخ شهاب الدين أبو شامة فإنه قد قال: وحديث عائشة لا ينافي هذا فإنه يجوز أن يكون أول أمره الرؤيا، ثم وكل به إسرافيل في تلك المدة التي كان يخلو فيها بحراء؛ فكان يلقي إليه الكلمة بسرعة ولا يقيم معه تدريجا له وتمرينا إلى أن جاءه جبريل؛ فعلمه بعدما غطه ثلاث مرات، فحكت عائشة ما جرى له مع جبريل ولم تحك ما جرى له مع إسرافيل اختصارا للحديث، أو لم تكن وقفت على قصة إسرافيل). [البداية والنهاية:3/8]
قلت: (لأبي شامة رسالة مطبوعة بعنوان "شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى").
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقع في تاريخ أحمد بن حنبل عن الشعبي أن مدة فترة الوحي كانت ثلاث سنين، وبه جزم ابن إسحاق، وحكى البيهقي أن مدة الرؤيا كانت ستة أشهر.
وعلى هذا فابتداء النبوة بالرؤيا وقع من شهر مولده وهو ربيع الأول بعد إكماله أربعين سنة، وابتداء وحي اليقظة وقع في رمضان.
وليس المراد بفترة الوحي المقدره بثلاث سنين وهي ما بين نزول أقرأ ويا أيها المدثر عدم مجيء جبريل إليه بل تأخر نزول القرآن فقط.
ثم راجعت المنقول عن الشعبي من تاريخ الإمام أحمد ولفظه من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي: أنزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين؛ فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه؛ فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل؛ فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة) وأخرجه بن أبي خيثمة من وجه آخر مختصرا عن داود بلفظ: (بعث لأربعين ووكل به إسرافيل ثلاث سنين ثم وكل به جبريل)
فعلى هذا فيحسن بهذا المرسل إن ثبت الجمع بين القولين في قدر إقامته بمكة بعد البعثة؛ فقد قيل: ثلاث عشرة، وقيل: عشر ولا يتعلق ذلك بقدر مدة الفترة والله أعلم.
وقد حكى بن التين هذه القصة لكن وقع عنده ميكائيل بدل إسرافيل، وأنكر الواقدي هذه الرواية المرسلة، وقال: لم يقرن به من الملائكة إلا جبريل) انتهى، ولا يخفى ما فيه؛ فإن المثبت مقدم على النافي إلا إن صحب النافي دليل نفيه فيقدم والله أعلم).
[فتح الباري:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فائدة: أخرج الإمام أحمد في تاريخه من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي قال أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم النبوة وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة .
قال ابن عساكر والحكمة في توكيل إسرافيل أنه الموكل بالصور الذي فيه هلاك الخلق وقيام الساعة ونبوته صلى الله عليه وسلم مؤذنة بقرب الساعة وانقطاع الوحي كما وكل بذي القرنين ريافيل الذي يطوي الأرض وبخالد بن سنان مالك خازن النار .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سابط قال في أم الكتاب كل شيء هو كائن إلى يوم القيامة فوكل ثلاثة بحفظه إلى يوم القيامة من الملائكة فوكل جبريل بالكتب والوحي إلى الأنبياء وبالنصر عند الحروب وبالمهلكات إذا أراد الله أن يهلك قوما ووكل ميكائيل بالقطر والنبات ووكل ملك الموت بقبض الأنفس فإذا كان يوم القيامة عارضوا بين حفظهم وبين ما كان في أم الكتاب فيجدونه سواء .
وأخرج أيضا عن عطاء بن السائب قال أول ما يحاسب جبريل لأنه كان أمين الله على رسله). [الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 رجب 1434هـ/16-05-2013م, 02:17 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

..................


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 رجب 1434هـ/17-05-2013م, 02:05 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

فترة الوحي وتتابعه

فترة الوحي الأولى
قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب.
وحدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري؛ فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدّث عن فترة الوحي؛ فقال في حديثه: ((فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء؛ فرفعت رأسي؛ فإذا الملَك الذي جاءني بحراء جالسٌ على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعباً؛ فرجعت فقلت: "زملوني زملوني" فدثروني؛ فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر..} . إلى {والرجز فاهجر}). [صحيح البخاري:؟؟]


ما قيل في الحكمة من فترة الوحي الأولى
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وفتور الوحي عبارة عن تأخره مدة من الزمان، وكان ذلك ليذهب ما كان صلى الله عليه و سلم وجده من الروع، وليحصل له التشوف إلى العود؛ فقد روى المؤلف في التعبير من طريق معمر ما يدل على ذلك). [فتح الباري:؟؟]

مدة فترة الوحي الأولى

قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقع في تاريخ أحمد بن حنبل عن الشعبي أن مدة فترة الوحي كانت ثلاث سنين، وبه جزم ابن إسحاق، وحكى البيهقي أن مدة الرؤيا كانت ستة أشهر.
وعلى هذا فابتداء النبوة بالرؤيا وقع من شهر مولده وهو ربيع الأول بعد إكماله أربعين سنة، وابتداء وحي اليقظة وقع في رمضان.
وليس المراد بفترة الوحي المقدره بثلاث سنين وهي ما بين نزول أقرأ ويا أيها المدثر عدم مجيء جبريل إليه بل تأخر نزول القرآن فقط.
ثم راجعت المنقول عن الشعبي من تاريخ الإمام أحمد ولفظه من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي: أنزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين؛ فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه؛ فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل؛ فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة) وأخرجه بن أبي خيثمة من وجه آخر مختصرا عن داود بلفظ: (بعث لأربعين ووكل به إسرافيل ثلاث سنين ثم وكل به جبريل)
فعلى هذا فيحسن بهذا المرسل إن ثبت الجمع بين القولين في قدر إقامته بمكة بعد البعثة؛ فقد قيل: ثلاث عشرة، وقيل: عشر ولا يتعلق ذلك بقدر مدة الفترة والله أعلم.
وقد حكى بن التين هذه القصة لكن وقع عنده ميكائيل بدل إسرافيل، وأنكر الواقدي هذه الرواية المرسلة، وقال: لم يقرن به من الملائكة إلا جبريل) انتهى، ولا يخفى ما فيه؛ فإن المثبت مقدم على النافي إلا إن صحب النافي دليل نفيه فيقدم والله أعلم.
وأخذ السهيلي هذه الرواية فجمع بها المختلف في مكثه صلى الله عليه وسلم بمكة؛ فإنه قال: جاء في بعض الروايات المسندة أن مدة الفتره سنتان ونصف، وفي رواية أخرى: أن مدة الرؤيا ستة أشهر؛ فمن قال: مكث عشر سنين حذف مدة الرؤيا والفترة، ومن قال: ثلاث عشرة أضافهما، وهذا الذي اعتمده السهيلي من الاحتجاج بمرسل الشعبي لا يثبت، وقد عارضه ما جاء عن ابن عباس أن مدة الفترة المذكورة كانت أياماً، وسيأتي مزيد لذلك في كتاب التعبير إن شاء الله تعالى). [فتح الباري:؟؟]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري : (وبدأت النبوة ببدء الوحي لما نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء بأول سورة العلق.
ثم فتر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، واختلف في مدة فترة الوحي على أقوال:
- فقال الشعبي:كانت مدة فترة الوحي سنتان ونصف، رواه عنه الإمام أحمد في التاريخ كما في فتح الباري لابن حجر، وهو قول بعيد.
- وروى ابن سعد عن ابن عباس أنها كانت أياماً، لكن إسناد هذه الرواية واهٍ جدا.
والله أعلم بمدة تلك الفترة، لكن صح أن أوَّل ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فترة الوحي أول سورة المدثر.
في الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه:(( بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري؛ فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ففَرَقْتُ منه فرجعت فقلت زملوني زملوني؛ فدثروني؛ فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنْذِرْ . وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ . وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ . وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} )).
وهي الأوثان
قال: ثم تتابع الوحي)
الذي قال في تفسير الرُّجز: (وهي الأوثان) هو أبو سلمة بن عبد الرحمن كما في رواية عند البخاري قال: (وهي الأوثان التي كان أهل الجاهلية يعبدون).
وفي رواية في صحيح البخاري أيضاً أن هذه الحادثة كانت قبل أن تفرض الصلاة). [شرح ثلاثة الأصول:؟؟]

فترات الوحي الأخرى
قلت: (ورد في سبب نزول سورة الضحى وفي سورة الكهف ما يفيد تكرر فترة الوحي أو احتباسه في أمر من الأمور وينبغي أن يفرّق بين النوعين؛ فليحقق الأمر في ذلك).


تتابع الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت:256هـ): (حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه أن الله تعالى تابَع على رسوله صلى الله عليه وسلم الوحي قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدُ). [صحيح البخاري:؟؟]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا عمرو بن محمد‏)‏ هو الناقد، وبذلك جزم أبو نعيم في ‏"‏ المستخرج‏"‏‏.‏
وكذا أخرجه مسلم عن عمرو بن محمد الناقد وغيره عن يعقوب بن إبراهيم‏.‏
ووقع في الأطراف لخلف ‏"‏ حدثنا عمرو بن علي الفلاس ‏"‏ ورأيت في نسخة معتمدة من رواية النسفي عن البخاري ‏"‏ حدثنا عمرو بن خالد ‏"‏ وأظنه تصحيفا، والأول هو المعتمد، فإن الثلاثة وإن كانوا معروفين من شيوخ البخاري، لكن الناقد أخص من غيره بالرواية عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ورواية صالح بن كيسان عن ابن شهاب من رواية الأقران، بل صالح بن كيسان أكبر سنا من ابن شهاب وأقدم سماعا، وإبراهيم بن سعد قد سمع من ابن شهاب كما سيأتي تصريحه بتحديثه له في الحديث الآتي بعد باب واحد‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏إن الله تابع على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته‏)‏ كذا للأكثر‏.‏
وفي رواية أبي ذر ‏"‏ إن الله تابع على رسوله الوحي قبل وفاته ‏"‏ أي أكثر إنزاله قرب وفاته صلى الله عليه وسلم، والسر في ذلك أن الوفود بعد فتح مكة كثروا وكثر سؤالهم عن الأحكام فكثر النزول بسبب ذلك‏.‏
ووقع لي سبب تحديث أنس بذلك من رواية الدراوردي عن الإمامي عن الزهري ‏"‏ سألت أنس بن مالك‏:‏ هل فتر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت‏؟‏ قال‏:‏ أكثر ما كان وأجمّه ‏"‏ أورده ابن يونس في ‏"‏ تاريخ مصر ‏"‏ في ترجمة محمد بن سعيد بن أبي مريم‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏حتى توفاه أكثر ما كان الوحي‏)‏ أي الزمان الذي وقعت فيه وفاته كان نزول الوحي فيه أكثر من غيره من الأزمنة‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد‏)‏ فيه إظهار ما تضمنته الغاية في قوله ‏"‏ حتى توفاه الله‏"‏، وهذا الذي وقع أخيرا على خلاف ما وقع أولا، فإن الوحي في أول البعثة فتر فترة ثم كثر، وفي أثناء النزول بمكة لم ينزل من السور الطوال إلا القليل، مما بعد الهجرة نزلت السور الطوال المشتملة على غالب الأحكام، إلا أنه كان الزمن الأخير من الحياة النبوية أكثر الأزمنة نزولا بالسبب المتقدم، وبهذا تظهر مناسبة هذا الحديث للترجمة لتضمنه الإشارة إلى كيفية النزول‏). [فتح الباري:؟؟]
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك أنَّ الله عز و جل تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفي أكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله). [فضائل القرآن للنَّسائي:؟؟]
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ): (وعن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد. هذا لفظ البخاري، ولمسلم: إن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.قلت: يعني عام وفاته أو حين وفاته، يريد أيام مرضه كلها، كما يقال: يوم الجمل ويوم صفين، وكانت أياما، والله أعلم). [المرشد الوجيز:31]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 رجب 1434هـ/17-05-2013م, 06:02 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

...................


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 03:05 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

صفات نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم

صفات
نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم

قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشامٍ رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشدّه عليَّ؛ فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا؛ فيكلمني فأعي ما يقول)).
قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقًا). [صحيح البخاري:؟؟]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ):
(قوله: (كيف يأتيك الوحي؟)

يحتمل أن يكون المسئول عنه صفة الوحي نفسه، ويحتمل أن يكون صفة حامله، أو ما هو أعم من ذلك.
وعلى كل تقدير فإسناد الإتيان إلى الوحي مجاز لأن الإتيان حقيقة من وصف حامله...
قوله: (أحيانا) جمع حين يطلق على كثير الوقت وقليله والمراد به هنا مجرد الوقت؛ فكأنه قال: أوقاتا يأتيني، وانتصب على الظرفيه وعامله يأتيني مؤخر عنه.
وللمصنِّف من وجه آخر عن هشام في بدء الخلق قال: كل ذلك يأتي الملك أي كل ذلك حالتان فذكرهما وروى بن سعد من طريق أبي سلمة الماجشون أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول: (( كان الوحي يأتيني على نحوين: يأتيني به جبريل فيلقيه علي كما يلقى الرجل على الرجل؛ فذاك ينفلت مني، ويأتيني في بيتي مثل صوت الجرس حتى يخالط قلبي فذاك الذي لا ينفلت مني )).
وهذا مرسل مع ثقة رجاله فإن صح فهو محمول على ما كان قبل نزول قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك} كما سيأتي؛ فإن الملك قد تمثل رجلا في صور كثيرة ولم ينفلت منه ما أتاه به كما في قصة مجيئه في صورة دحية وفي صورة أعرابي وغير ذلك، وكلها في الصحيح.
وأُورِدَ على ما اقتضاه الحديث وهو أن الوحي منحصر في الحالتين حالات أخرى:
- إما من صفة الوحي كمجيئه كدوي النحل والنفث في الروع والالهام والرؤيا الصالحة والتكليم ليلة الإسراء بلا واسطة.
- وإما من صفة حامل الوحي كمجيئه في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح ورؤيته على كرسي بين السماء والأرض وقد سد الأفق.
والجواب: منع الحصر في الحالتين المقدم ذكرهما وحملهما على الغالب، أو حمل ما يغايرهما على أنه وقع بعد السؤال أو لم يتعرض لصفتي الملك المذكورتين لندورهما؛ فقد ثبت عن عائشة أنه لم يره كذلك إلا مرتين أو لم يأته في تلك الحالة بوحي أو أتاه به فكان على مثل صلصلة الجرس؛ فإنه بين بها صفة الوحي لا صفة حامله، وأما فنون الوحي فدوي النحل لا يعارض صلصلة الجرس لأن سماع الدوى بالنسبة إلى الحاضرين كما في حديث عمر يسمع عنده كدوي النحل والصلصلة بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشبهه عمر بدوى النحل بالنسبة إلى السامعين، وشبَّهه هو صلى الله عليه وسلم بصلصلة الجرس بالنسبة إلى مقامه.
وأما النفث في الرُّوع فيحتمل أن يرجع إلى إحدى الحالتين؛ فإذا أتاه الملك في مثل صلصلة الجرس نفث حينئذ في روعه.
وأما الالهام فلم يقع السؤال عنه لأن السؤال وقع عن صفة الوحي الذي يأتي بحامل.
وكذا التكليم ليلة الإسراء
وأما الرؤيا الصالحة؛ فقال ابن بطال: لا تَرِد لأن السؤال وقع عما ينفرد به عن الناس؛ لأن الرؤيا قد يشركه فيها غيره).ا.ه.
والرؤيا الصادقه وإن كانت جزءا من النبوة؛ فهي باعتبار صدقها لا غير وإلا لساغ لصاحبها أن يسمى نبيا وليس كذلك.
ويحتمل أن يكون السؤال وقع عما في اليقظة أو لكون حال المنام لا يخفى على السائل؛ فاقتصر على ما يخفى عليه أو كان ظهور ذلك له صلى الله عليه وسلم في المنام أيضا على الوجهين المذكورين لا غير قاله الكرماني وفيه نظر.
وقد ذكر الحليمي أن الوحي كان يأتيه على ستة وأربعين نوعا فذكرها وغالبها من صفات حامل الوحي ومجموعها يدخل فيما ذكر.
وحديث: ((إن روح القدس نفث في رُوعي..)) أخرجه بن أبي الدنيا في القناعة، وصححه الحاكم من طريق بن مسعود...
قوله: (( فيَفْصِم )) بفتح أوله وسكون الفاء وكسر المهملة أي يُقْلِع ويتجلى ما يغشاني، ويروى بضم أوله من الرباعي.
وفي رواية لأبي ذر بضم أوله وفتح الصاد على البناء للمجهول.
وأصل الفصم: القطع، ومنه قوله تعالى: {لا انفصام لها}
وقيل: الفصم بالفاء القطع بلا إبانة، وبالقاف القطع بإبانة؛ فذكر بالفصم إشارة إلى أن الملك فارقه ليعود، والجامع بينهما بقاء العلقة.
قوله: (( وقد وعيت عنه ما قال )) أي القول الذي جاء به، وفيه إسناد الوحي إلى قول الملك، ولا معارضة بينه وبين قوله تعالى حكاية عمن قال من الكفار {إن هذا إلا قول البشر} لأنهم كانوا ينكرون الوحي، وينكرون مجيء الملك به.
قوله: (( يتمثل لي الملك رجلا )) التمثل مشتق من المثل أي يتصور، واللام في الملك للعهد، وهو جبريل، وقد وقع التصريح به في رواية ابن سعد المقدم ذكرها، وفيه دليل على أن الملك يتشكل بشكل البشر). [فتح الباري:؟؟]
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: (سأل الحارث بن هشام رسول الله: كيف يأتيك الوحي؟
قال: « في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني، وقد وعيت عنه، وهو أشدّه علي، وأحيانا يأتيني في مثل صورة الفتى فينبذه إلي») ). [فضائل القرآن للنَّسائي:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات:
إحداها: أن يأتيه في مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليه كما في الصحيح.
الثانية: أن ينفث في روعه الكلام نفثاً كما قال – صلى الله عليه وسلم -: ((إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها)).
[سقط ذكر الثالثة من أصل كتاب التحبير وهي مذكورة في الإتقان]
الرابعة: أن يأتيه فيكلمه كما في حديث ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((كان من الأنبياء من يسمع الصوت فيكون بذلك نبياً، وإن جبريل يأتيني فيكلمني كما يأتي أحدكم صاحبه فيكلمه)).
الخامسة: أن يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الإسراء أو في النوم كما في حديث معاذ: ((أتاني ربي في أحسن صورة فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى)) الحديث.
السادسة: أن يأتيه الملك في النوم، وفي الصحيح: (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة).
قال ابن سيد الناس: وعن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وُكِّل به إسرافيل فكان يترآى له ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي ثم وكل به جبريل فجاءه بالقرآن والوحي، قال: فهذه حالة سادسة. وأما إتيان الملك فتارة كان يأتيه في صورته له ستمائة جناح، وتارة في صورة دحية الكلبي).
[التحبير في علم التفسير:118-119]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فصل: وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات:
إحداها: أن يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس كما في الصحيح وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمر سألت النبي صلى الله عليه وسلم هل تحس بالوحي؟ فقال: ((أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض)) .
قال الخطابي: والمراد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يبين له أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد وقيل هو صوت خفق أجنحة الملك .
والحكمة في تقدمه أن يفرغ سمعه للوحي فلا يبقي فيه مكانا لغيره وفي الصحيح أن هذه الحالة أشد حالات الوحي عليه وقيل إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد وتهديد .
الثانية أن ينفث في روعه الكلام نفثا كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إن روح القدس نفث في روعي)) أخرجه الحاكم وهذا قد يرجع إلى الحالة الأولى أو التي بعدها بأن يأتيه في إحدى الكيفيتين وينفث في روعه .
الثالثة أن يأتيه في صورة الرجل فيكلمه كما في الصحيح وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول زاد أبو عوانة في صحيحه: ((وهو أهونه علي)) .
الرابعة أن يأتيه الملك في النوم وعد من هذا قوم سورة الكوثر وقد تقدم ما فيه .
الخامسة أن يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الإسراء أو في النوم كما في حديث معاذ ((أتاني ربي فقال فيم يختصم الملأ الأعلى..)) الحديث وليس في القرآن من هذا النوع شيء فيما أعلم نعم يمكن أن يعد منه آخر سورة البقرة لما تقدم وبعض سورة الضحى وألم نشرح فقد أخرج ابن أبي حاتم من حديث عدي بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سألت ربي مسألة وددت أني لم أكن سألته قلت أي رب اتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما فقال: يا محمد ألم أجدك يتيما فآويت وضالا فهديت وعائلا فأغنيت وشرحت لك صدرك وحططت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا أذكر إلا ذكرت معي)). ). [الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]

معنى قوله: (مثل صلصلة الجرس).
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( قوله: (( مثل صلصلة الجرس..)) في رواية مسلم (( في مثل صلصلة الجرس ))
والصلصلة بمهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض ثم أطلق على كل صوت له طنين وقيل: هو صوت متدارك لايدرك في أول وهلة.
والجرس: الجلجل الذي يعلق في رؤوس الدواب، واشتقاقه من الجَرْس بإسكان الراء، وهو الحس.
وقال الكرماني: (الجرس ناقوس صغير أو سطل في داخله قطعة نحاس يعلق منكوسا على البعير فإذا تحرك تحركت النحاسة فأصابت السطل فحصلت الصلصلة)ا.ه. وهو تطويل للتعريف بما لا طائل تحته.
وقوله: (قطعة نحاس) معترض لا يختص به، وكذا البعير، وكذا قوله: (منكوسا) لأن تعليقه على تلك الصورة، هو وضعه المستقيم له). [فتح الباري:؟؟]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قيل: والصلصلة المذكورة صوت الملك بالوحي، قال الخطابي يريد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يتبينه أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد.
وقيل: بل هو صوتُ حَفيفِ أجنحة الملَك.
والحكمة في تقدمه أن يقرع سمعه الوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره.
ولما كان الجرس لا تحصل صلصلته الا متداركة وقع التشبيه به دون غيره من الآلات.
وسيأتي كلام بن بطال في هذا المقام في الكلام على حديث بن عباس إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها الحديث عند تفسير قوله حتى إذا فزع عن قلوبهم في تفسير سورة سبأ إن شاء الله تعالى). [فتح الباري:؟؟]

إشكال وجوابه
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (فإن قيل: المحمود لا يشبه بالمذموم إذ حقيقة التشبيه إلحاق ناقص بكامل والمشبَّه الوحي وهو محمود، والمشبه به صوت الجرس وهو مذموم لصحة النهي عنه والتنفير من مرافقة ما هو معلق فيه والإعلام بأنه لا تصحبهم الملائكة كما أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما؛ فكيف يشبه ما فعله الملك بأمر تنفر منه الملائكة؟
والجواب: أنه لا يلزم في التشبيه تساوي المشبه بالمشبه به في الصفات كلها، بل ولا في أخص وصف له، بل يكفي اشتراكهما في صفة ما؛ فالمقصود هنا بيان الجنس؛ فذكر ما ألف السامعون سماعه تقريبا لأفهامهم.
والحاصل أن الصوت له جهتان: جهة قوة، وجهة طنين.
- فمن حيث القوة وقع التشبيه به.
- ومن حيث الطرب وقع التنفير عنه، وعلل بكونه مزمار الشيطان.
ويحتمل أن يكون النهي عنه وقع بعد السؤال المذكور، وفيه نظر). [فتح الباري:؟؟]

تمثّل الملَك رجلاً
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا معتمر قال: سمعت أبي عن أبي عثمان قال: أنبئت أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة؛ فجعل يتحدث فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: ((من هذا؟)) أو كما قال.
قالت: هذا دحية؛ فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل أو كما قال.
قال أبي: قلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟
قال: من أسامة بن زيد). [صحيح البخاري:؟؟]
-قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا معتمر‏)‏ هو ابن سليمان التيمي‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏قال أنبئت أن جبريل‏)‏ فاعل ‏"قال‏"‏ هو أبو عثمان النهدي‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏أنبئت‏)‏ بضم أوله على البناء للمجهول، وقد عينه في آخر الحديث‏.‏
ووقع عند مسلم في أوله زيادة حذفها البخاري عمدا لكونها موقوفة ولعدم تعلقها بالباب وهي‏:‏ عن أبي عثمان عن سلمان قال: (لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق)‏ الحديث موقوف، وقد أورده البرقاني في مستخرجه من طريق عاصم عن أبي عثمان عن سلمان مرفوعا‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فقال لأم سلمة‏:‏ من هذا‏)‏ ‏؟‏ فاعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، استفهم أم سلمة عن الذي كان يحدثه هل فطنت لكونه ملكا أو لا‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏أو كما قال‏)‏ يريد أن الراوي شك في اللفظ مع بقاء المعنى في ذهنه، وهذه الكلمة كثر استعمال المحدثين لها في مثل ذلك‏.‏
قال الداودي‏: (هذا السؤال إنما وقع بعد ذهاب جبريل، وظاهر سياق الحديث يخالفه)‏.‏
كذا قال، ولم يظهر لي ما ادعاه من الظهور، بل هو محتمل للأمرين‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏قالت هذا دحية‏)‏ أي ابن خليفة الكلبي الصحابي المشهور، وقد تقدم ذكره في حديث أبي سفيان الطويل في قصة هرقل أول الكتاب، وكان موصوفا بالجمال، وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم غالبا على صورته‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فلما قام‏)‏ أي النبي صلى الله عليه وسلم أي قام ذاهبا إلى المسجد، وهذا يدل على أنه لم ينكر عليها ما ظنته من أنه دحية اكتفاء بما سيقع منه في الخطبة مما يوضح لها المقصود‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ما حسبته إلا إياه‏)‏ هذا كلام أبي سلمة، وعند مسلم ‏"‏ فقالت أم سلمة أيمن الله ما حسبته إلا إياه ‏"‏ وأيمن من حروف القسم، وفيها لغات قد تقدم بيانها‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بخبر جبريل أو كما قال‏)‏ في رواية مسلم ‏"‏ يخبرنا خبرنا ‏"‏ وهو تصحيف نبه عليه عياض، قال النووي‏:‏ وهو الموجود في نسخ بلادنا‏.‏
قلت‏:‏ ولم أر هذا الحديث في شيء من المسانيد إلا من هذا الطريق فهو من غرائب الصحيح‏.‏
ولم أقف في شيء من الروايات على بيان هذا الخبر في أي قصة، ويحتمل أن يكون في قصة بني قريظة، فقد وقع في ‏"‏ دلائل البيهقي ‏"‏ وفي ‏"‏ الغيلانيات ‏"‏ من رواية عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه ‏"‏ عن عائشة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يكلم رجلا وهو راكب، فلما دخل قلت‏:‏ من هذا الذي كنت تكلمه، قال‏:‏ بمن تشبهينه‏؟‏ قلت‏:‏ بدحية بن خليفة، قال‏:‏ ذاك جبريل أمرني أن أمضي إلى بني قريظة‏"‏‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏قال أبي‏)‏ بفتح الهمزة وكسر الموحدة الخفيفة، والقائل هو معتمر بن سليمان، وقوله ‏"‏فقلت لأبي عثمان، أي النهدي الذي حدثه بالحديث، وقوله ‏"‏ممن سمعت هذا‏؟‏ قال من أسامة بن زيد ‏"‏ فيه الاستفسار عن اسم من أبهم من الرواة ولو كان الذي أبهم ثقة معتمدا، وفائدته احتمال أن لا يكون عند السامع كذلك، ففي بيانه رفع لهذا الاحتمال، قال عياض وغيره‏:‏ وفي هذا الحديث أن للملك أن يتصور على صورة الآدمي‏.‏
وأن له هو في ذاته صورة لا يستطيع الآدمي أن يراه فيها لضعف القوى البشرية إلا من يشاء الله أن يقويه على ذلك، ولهذا كان غالب ما يأتي جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة الرجل كما تقدم في بدء الوحي ‏"‏ وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا ‏"‏ ولم ير جبريل على صورته التي خلق عليها إلا مرتين كما ثبت في الصحيحين‏.‏
ومن هنا يتبين وجه دخول حديث أسامة هذا في هذا الباب‏.‏
قالوا وقيه فضيلة لأم سلمة ولدحية، وفيه نظر، لأن أكثر الصحابة رأوا جبريل في صورة الرجل لما جاء فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان، ولأن اتفاق الشبه لا يستلزم إثبات فضيلة معنوية، وغايته أن يكون له مزية في حسن الصورة حسب، وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن قطن حين قال إن الدجال أشبه الناس به فقال ‏"‏ أيضرني شبهه‏؟‏ قال‏:‏ لا‏"‏). [فتح الباري:؟؟]

ما روي في سماع الصحابة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم كدويّ النحل
قال أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت:241هـ): (حدثنا عبد الرزاق، أخبرني يونس بن سليم، قال: أملى علي يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري، سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم الوحي يسمع عند وجهه دوي كدويّ النحل؛ فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال: "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا"
ثم قال: (( لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة )) ثم قرأ علينا { قد أفلح المؤمنون..} حتى ختم العشر)). [مسند الإمام أحمد:1/350-351]

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دويّ كدويّ النحل، فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة ورفع يده وقال: ((اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا)) ثم قال: ((لقد أنزلت عليّ عشر آيات من أقامهنّ دخل الجنة)) ثم قرأ: {قد أفلح المؤمنون} حتى ختم العشر). [الكشاف:255-4/254]
قالَ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الزَّيلعيُّ (ت: 762هـ): (الحديث الثّالث عشر:
عن عمر بن الخطاب: كان عليه السّلام إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دوي كدويّ النّحل فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه ((اللّهمّ زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنّا وأرضنا)) ثمّ قال: ((لقد أنزلت علّي عشر آيات من أقامهنّ دخل الجنّة))، ثمّ قرأ {قد أفلح المؤمنون} حتّى ختم العشر آيات.
قلت: رواه التّرمذيّ في التّفسير والنّسائيّ في الصّلاة من طريق عبد الرّزّاق أنا يونس بن سليم الصّنعانيّ عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزّهريّ عن عروة ابن الزّبير عن عبد الرّحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم إذا نزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدويّ النّحل ... إلى آخره قال النّسائيّ هذا حديث منكر لا نعلم أحدا رواه غير يونس بن سليم ويونس بن سليم لا أعرفه. انتهى.
وقال ابن أبي حاتم في علله: قال أبي: يونس بن سليم لا أعرفه ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزّهريّ. انتهى.
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورواه أحمد وعبد بن حميد وإسحاق بن راهويه والبزّار في مسانيدهم
ورواه عبد الرّزّاق في مصنفه في فضائل القرآن كذلك
وكذلك البيهقيّ في دلائل النّبوّة
والواحدي في أسباب النّزول.
ورواه العقيليّ في ضعفاه وأعله بيونس بن سليم وقال لا يتابع عليه ولا يعرف إلّا به.
وكذلك ابن عدي في الكامل.
وتعقب الذّهبيّ في مختصره على الحاكم بتصحيحه إيّاه وقال سئل عبد الرّزّاق عن شيخه يونس بن سليم فقال أظنه لا شيء. انتهى). [الإسعاف:410-2/409]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ): (حديث عمر رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دويّ كدويّ النحل.
الترمذي والنسائي، وعبد الرزاق، والحاكم وأحمد وإسحاق وابن أبي شيبة، وعبد، كلهم من رواية يونس بن سليم الصنعاني عن يونس عن الزهري عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد عن عمر.
قال النسائي: هذا حديث منكر، تفرد به يونس بن سليم ولا أعرفه.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا أعرفه ولا أعرف هذا الحديث عن الزهري.
وقال الترمذي وقال العقيلي: لا يتابع عليه يونس بن سليم ولا يعرف إلا به، وبنحوه.
قال ابن عدي: وسئل عبد الرزاق عن شيخه يونس بن سليم هذا فقال: أظنه لا شيء). [الكافي الشاف:116]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 03:13 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

شدة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم


حديث عائشة رضي الله عنها
قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري(ت:256هـ): (حدّثنا عبد اللّه بن يوسف قال أخبرنا مالكٌ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أمّ المؤمنين رضي اللّه عنها أنّ الحارث بن هشامٍ رضي اللّه عنه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه كيف يأتيك الوحي؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (( أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشدّه عليّ؛ فيفصم عنّي وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثّل لي الملَك رجلًا؛ فيكلّمني فأعي ما يقول )).
قالت عائشة رضي اللّه عنها: (ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشّديد البرد فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا) ). [صحيح البخاري:؟؟]

قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أنا سفيان , عن هشام بن عروة , عن أبيه , عن عائشة قالت : سأل الحارث بن هشام رسول الله: كيف يأتيك الوحي؟ قال: «في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني, وقد وعيت عنه, وهو أشده علي, وأحيانا يأتيني في مثل صورة الفتى فينبذه إلي »). [فضائل القرآن للنَّسائي:؟؟]

حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فائدة أخرى: أخرج ابن سعد عن عائشة قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يغط في رأسه ويتربد وجهه أي يتغير لونه بالجريدة ويجد بردا في ثناياه ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجمان" ). [الإتقان في علوم القرآن: ؟؟]

حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ أبو عبدِ الرَّحمن أحمدُ بنُ شُعَيبٍ بن عليّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا هناد بن السري , عن عبيدة , عن موسى بن أبي عائشة , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس قال: (كان رسول الله إذا نزل عليه الوحي يعالج من ذلك شدة) ). [فضائل القرآن للنَّسائي:؟؟]

حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه
قالَ أبو عبدِ الرَّحمن أحمدُ بنُ شُعَيبٍ بن عليّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عمرو بن يزيد قال: ثنا سيف بن عبيد الله, قال: ثنا سوار, عن سعيد, عن قتادة, عن الحسن, عن حطان بن عبد الله, عن عبادة بن الصامت قال: (كان نبي الله إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك , وتربّد له وجهه, فأنزل عليه يوما, فلقي ذلك, فلما سري عنه قال: «خذوا عني, قد جعل لهن سبيلا: الثيب بالثيب, والبكر بالبكر, الثيب جلد مائة ثم رجم بالحجارة, والبكر جلد مائة ثم نفي سنة»)). [فضائل القرآن للنَّسائي:؟؟]

حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه
قالَ أبو عبدِ الرَّحمن أحمدُ بنُ شُعَيبٍ بن عليّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا نوح بن حبيب قال ثنا يحيى بن سعيد قال ثنا ابن جريج قال حدثني عطاء قال حدثني صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال: ليتني أرى رسول الله وهو ينزل عليه؛ فبينا نحن بالجعرانة والنبي في قبة فأتاه الوحي، أشار إلي عمر أن تعال؛ فأدخلت رأسي القبة؛ فأتاه رجل قد أحرم في جبة بعمرة متضمخ بطيب فقال لرسول الله: ما تقول في رجل أحرم في جبة؟
إذ أنزل عليه الوحي؛ فجعل رسول الله يغطّ لذلك؛ فسري عنه؛ فقال: أين الرجل الذي سألني آنفا؟
فأتي بالرجل فقال: (( أما الجبة فاخلعها، وأما الطيب فاغسله )). ). [فضائل القرآن:؟؟]
قالَ أبو عبدِ الرَّحمن أحمدُ بنُ شُعَيبٍ بن عليّ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار عن سفيان عن عمرو عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال: وددت أن أرى رسول الله حين ينزل عليه؛ فلما كنا بالجعرانة أتاه رجل وعليه مقطَّعات متضمّخ بخَلوق فقال: إني أهللت بالعمرة وعلي هذا فكيف أصنع؟
فقال له رسول الله: كيف تصنع في حجك؟
قال: وأنزل عليه فسُجّي بثوب؛ فدعاني عمر؛ فكشف لي عن الثوب فرأيت رسول الله يغط محمرا وجهه)).). [فضائل القرآن:؟؟]

شدة نزول الوحي
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: (( وهو أشده عليَّ )) : يفهم منه أن الوحي كله شديد، ولكن هذه الصفة أشدها، وهو واضح لأن الفهم من كلام مثل الصلصلة أشكل من الفهم من كلام الرجل بالتخاطب المعهود والحكمة فيه أن العادة جرت بالمناسبه بين القائل والسامع وهي هنا:
- إما باتصاف السامع بوصف القائل بغلبة الروحانية وهو النوع الأول.
- وإما باتصاف القائل بوصف السامع وهو البشرية وهو النوع الثاني.
والأول أشد بلا شك.
وقال شيخنا شيخ الإسلام البلقيني: سبب ذلك أن الكلام العظيم له مقدمات تؤذن بتعظيمه للاهتمام به كما سيأتي في حديث بن عباس كان يعالج من التنزيل شدة).
قال: (وقال بعضهم وإنما كان شديدا عليه ليستجمع قلبه فيكون أوعى لما سمع)ا.هـ.
وقيل: إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد، وهذا فيه نظر.
والظاهر أنه لا يختص بالقرآن كما سيأتي بيانه في حديث يعلى بن أمية في قصة لابس الجبة المتضمخ بالطيب في الحج؛ فإن فيه أنه رآه صلى الله عليه و سلم حال نزول الوحي عليه وإنه ليغط). [فتح الباري:؟؟]

الحكمة من شدة نزول الوحي
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى والدرجات). [فتح الباري:؟؟]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 03:16 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

تفسير قول الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به . إن علينا جمعه وقرآنه}

تفسير قول الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به . إن علينا جمعه وقرآنه}
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ): (وكان الله تعالى قد وعد نبيه صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن وبيانه، وضمن له عدم نسيانه بقوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه}، أي علينا أن نجمعه في صدرك فتقرؤه فلا ينفلت عنك منه شيء، وقال تعالى: {سنقرئك فلا تنسى}، أي غير ناس له.
وفي الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى.
وفي رواية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، كان يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه}، قال: جمعه في صدرك ثم تقرؤه {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: فاستمع وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه). [المرشد الوجيز:29-30]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 03:18 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

مدة نزول الوحي


قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أنا محمد بن رافع قال: ثنا حسين بن محمد, قال: ثنا شيبان , عن يحيى قال : أخبرني أبو سلمة عن عائشة وابن عباس: أن رسول الله لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن , وبالمدينة عشرا.). [فضائل القرآن للنَّسائي: ]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت: 294هـ) : (حدثنا محمد، أخبرنا عباس بن الوليد النرسي، حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، قال:كان يقال: «أنزل القرآن على نبي الله صلى الله عليه وسلم في ثمان سنين بمكة وعشرا بعد ما هاجر، وكان قتادة يقول: عشر بمكة وعشر بالمدينة» ). [فضائل القرآن:؟؟]
قال إسماعيل بن عمر ابنُ كثير القرشي (ت:774هـ): (وقال الامام أحمد حدثنا يحيى بن هشام عن عكرمة عن ابن عباس أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وأربعين فمكث بمكة عشرا وبالمدينة عشرا.
ومات وهو ابن ثلاث وستين، وهكذا روى يحيى بن سعيد وسعيد بن المسيب (2) ثم روى أحمد عن غندر ويزيد بن هارون كلاهما عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن، وهو ابن أربعين سنة فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشر سنين.
ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة.
وقال الامام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس، قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة سبع سنين يرى الضوء ويسمع الصوت وثماني سنين يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشر سنين). [البداية والنهاية:3/8-9]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة