قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثني محمودٌ، حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: (كنّا مع رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وأنزلت عليه: والمرسلات وإنّا لنتلقّاها من فيه، فخرجت حيّةٌ، فابتدرناها، فسبقتنا فدخلت جحرها، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها))).
حدّثنا عبدة بن عبد اللّه، أخبرنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصورٍ بهذا. وعن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه مثله، وتابعه أسود بن عامرٍ، عن إسرائيل، وقال حفصٌ، وأبو معاوية، وسليمان بن قرمٍ: عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قال يحيى بن حمّادٍ: أخبرنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه، وقال ابن إسحاق: عن عبد الرّحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد اللّه). [صحيح البخاري: 6/164]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا قتيبة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: قال عبد اللّه: (بينا نحن مع رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في غارٍ، إذ نزلت عليه: والمرسلات فتلقّيناها من فيه، وإنّ فاه لرطبٌ بها، إذ خرجت حيّةٌ، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((عليكم اقتلوها)) قال: فابتدرناها فسبقتنا، قال: فقال: ((وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها)))). [صحيح البخاري: 6/164-165]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (باب قوله: {هذا يوم لا ينطقون} [المرسلات: 35]
حدّثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، حدّثني إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه، قال: (بينما نحن مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غارٍ، إذ نزلت عليه: والمرسلات فإنّه ليتلوها وإنّي لأتلقّاها من فيه، وإنّ فاه لرطبٌ بها، إذ وثبت علينا حيّةٌ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((اقتلوها)) فابتدرناها فذهبت، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها)))، قال عمر: حفظته من أبي في غارٍ بمنًى). [صحيح البخاري: 6/165]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، حدّثني إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه، قال: بينما نحن مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غارٍ، إذ نزلت عليه: والمرسلات فإنّه ليتلوها وإنّي لأتلقّاها من فيه، وإنّ فاه لرطبٌ بها، إذ وثبت علينا حيّةٌ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «اقتلوها» فابتدرناها فذهبت، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها» قال عمر: حفظته من أبي في غارٍ بمنًى). [صحيح البخاري: 6/165]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وقال ابن مسعود: (نزلت هذه السورة ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ...) الحديث بطوله). [المحرر الوجيز: 29/501]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (قال البخاريّ: حدّثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، [حدّثنا أبي]، حدّثنا الأعمش، حدّثني إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه -هو ابن مسعودٍ-قال: (بينما نحن مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، في غارٍ بمنًى، إذ نزلت عليه: {والمرسلات} فإنّه ليتلوها وإنّي لأتلقّاها من فيه، وإنّ فاه لرطبٌ بها، إذ وثبت علينا حيّة، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقتلوها)). فابتدرناها فذهبت، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها))).[تفسير القرآن العظيم: 8/296]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا عفّان، ثنا حمّاد بن سلمة، ثنا عاصمٌ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: "كنّا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في سفح الجبل وهو قائم يصلي وهم نيام إذ مرت به حية فاستيقظنا وهو يقول: منعها منكم الّذي منعكم منها قال: وأنزل اللّه- عزّ وجلّ- عليه (والمرسلات عرفاً (1) فالعاصفات عصفاً) فأخذتها وهي رطبةٌ من فيه- أو من فوهٍ رطبٍ بها".
هذا إسنادٌ صحيحٌ).
[إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/297]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
- حدثني محمود ثنا عبيدالله عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي اللّه عنه قال كنّا مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فأنزلت عليه والمرسلات وإنّا لنتلقاها من فيه الحديث
- ثنا عبدة بن عبد الله أنا يحيى بن آدم عن إسرائيل بهذا وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثله وتابعه أسود ابن عامر عن إسرائيل وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وقال يحيى بن حمّاد أنا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة بن عبد الله وقال ابن إسحاق عن عبد الرّحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله
أما حديث أسود بن عامر فقال الإمام أحمد ثنا أسود بن عامر ثنا إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال وثنا أسود ثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنّا مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في غار فنزلت والمرسلات عرفا فإنّا لنتلقاها من فيه فخرجت حيّة الحديث
وأما حديث حفص وأبي معاوية وسليمان بن قرم فتقدمت في أواخر بدء الخلق
وأما حديث يحيى بن حمّاد فقال الطّبرانيّ في الكبير ثنا محمّد ابن عبد الله الحضرميّ ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا يحيى بن حمّاد ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنّا مع النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم بمنى فأنزلت عليه والمرسلات عرفا فإذا هو بحية فطلبوها ففاتتهم فقال النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم لقد وقيتم شرها كما وقيت شركم
وأما حديث ابن إسحاق فقال الإمام أحمد ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عبد الرّحمن بن الأسود بن يزيد النّخعيّ عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال نزلت على رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم والمرسلات عرفا ح وقال ابن مردويه في التّفسير ثنا أحمد بن عثمان ثنا العبّاس بن محمّد ثنا يونس ابن محمّد ثنا اللّيث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن محمّد بن إسحاق عن عبد الرّحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال تلقيت والمرسلات عرفا بحراء ليلة الحيّة قالوا وما ليلة الحيّة قال فقال خرجت حيّة فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم اقتلوها فتخبأت في جحر فقال دعوها فإن الله وقاها شركم كما وقاكم شرها). [تغليق التعليق: 4/357-359]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله باب هذا يوم لا ينطقون ذكر فيه حديث عبد اللّه بن مسعودٍ في الحيّة قوله فيه: (إذ وثبت) في رواية الكشميهنيّ: (إذ وثب) بالتّذكير، وكذا قال: ((اقتلوه)).
قوله: (قال عمر) هو ابن حفصٍ شيخ البخاريّ.
قوله: (حفظته من أبي) في رواية الكشميهنيّ (حفظته).
قوله: (في غارٍ بمنًى) يريد أنّ أباه زاد بعد قوله في الحديث: (كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في غارٍ بمنًى) وهذه الزّيادة قد تقدّم أنّها وقعت أيضًا في رواية المغيرة عن إبراهيم). [فتح الباري: 8/688]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حدّثنا محمود هو ابن غيلان وعبيد اللّه بن موسى هو من شيوخ البخاريّ لكنّه أخرج عنه هذا بواسطةٍ.
قوله: (كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم) في رواية جريرٍ (في غارٍ)، ووقع في رواية حفص بن غياثٍ كما سيأتي: (بمنًى). وهذا أصحّ ممّا أخرج الطّبرانيّ في "الأوسط" من طريق أبي وائل عن ابن مسعودٍ قال: (بينما نحن عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على حراء قوله فخرجت).
في رواية حفص بن غياثٍ الآتية (إذ وثبت).
قوله: (فابتدرناها) في رواية الأسود: (فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقتلوها)) فابتدرناها).
قوله: (فسبقتنا) أي باعتبار ما آل إليه أمرها، والحاصل أنّهم أرادوا أن يسبقوها فسبقتهم وقوله: (فابتدرناها) أي تسابقنا أيّنا يدركها فسبقتنا كلّنا. وهذا هو الوجه والأوّل: احتمالٌ بعيدٌ.
قوله: (عن منصورٍ بهذا وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم) يريد أنّ يحيى بن آدم زاد لإسرائيل فيه شيخًا وهو الأعمش.
قوله: (وتابعه) أسود بن عامرٍ عن إسرائيل وصله الإمام أحمد عنه به، قال الإسماعيليّ: وافق إسرائيل على هذا شيبان والثّوريّ وورقاء وشريكٌ ثمّ وصله عنهم.
قوله: (وقال حفصٌ وأبو معاوية وسليمان بن قرمٍ عن الأعمش: عن إبراهيم عن الأسود)، يريد أنّ الثّلاثة خالفوا رواية إسرائيل عن الأعمش في شيخ إبراهيم فإسرائيل يقول: عن الأعمش عن علقمة، وهؤلاء يقولون: الأسود، وسيأتي في آخر الباب أنّ جرير بن عبد الحميد وافقهم عن الأعمش، فأما رواية حفص وهو ابن غياثٍ فوصلها المصنّف، وستأتي بعد بابٍ، وأمّا رواية أبي معاوية فتقدّم بيان من وصلها في بدء الخلق وكذا رواية سليمان بن قرمٍ وهو بفتح القاف وسكون الرّاء بصريٌّ ضعيف الحفظ، وتفرّد أبو داود الطّيالسيّ بتسمية أبيه معاذًا، وليس له في البخاريّ سوى هذا الموضع المعلّق.
قوله: (وقال يحيى بن حمّادٍ أخبرنا أبو عوانة عن مغيرة يعني ابن مقسمٍ عن إبراهيم عن علقمة) يريد أنّ مغيرة وافق إسرائيل في شيخ إبراهيم وأنّه علقمة ورواية يحيى بن حمّادٍ هذه وصلها الطّبرانيّ قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرميّ حدّثنا الفضل بن سهلٍ حدّثنا يحيى بن حمّادٍ به ولفظه: (كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمنًى فأنزلت عليه {والمرسلات}) الحديث. وحكى عياضٌ أنّه وقع في بعض النّسخ، وقال حمّادٌ: أنبأنا أبو عوانة وهو غلط.
قوله: (وقال ابن إسحاق: عن عبد الرّحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد اللّه) يريد أنّ للحديث أصلًا عن الأسود من غير طريق الأعمش ومنصور ورواية ابن إسحاق هذه وصلها أحمد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ عن أبيه عن أبي إسحاق حدّثني عبد الرّحمن بن الأسود وأخرجها ابن مردويه من طريق اللّيث بن سعدٍ عن يزيد بن أبي حبيبٍ عن محمّد بن إسحاق ولفظه: (نزلت {والمرسلات عرفًا} بحراء ليلة الحيّة) قالوا: وما ليلة الحيّة؟ قال: (خرجت حيّةٌ، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقتلوها)) فتغيّبت في جحرٍ فقال: ((دعوها))) الحديث. ووقع في بعض النّسخ (وقال أبو إسحاق) وهو تصحيف والصّواب: ابن إسحاق وهو محمّد بن إسحاق بن يسارٍ صاحب المغازي ثمّ ساق الحديث المذكور عن قتيبة عن جريرٍ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بتمامه). [فتح الباري: 8/687]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حدّثني محمودٌ حدّثنا عبيد الله عن إسرائيل عن منصورٍ عن إبراهيم عن عائشة عن عبد الله رضي الله عنه قال كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزلت عليه والمرسلات وإنّا لنتلقّاها من فيه فخرجت حيةٌ فابتدرناها فسبقتنا فدخلت جحرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها..
مطابقته للتّرجمة في قوله: {وأنزلت عليه والمرسلات} ومحمود هو ابن غيلان، وعبيد الله بن موسى شيخ البخاريّ وروى عنه هنا بالواسطة، وإسرائيل هو ابن يونس، وقد تكرر ذكره عن قريب، ومنصور هو ابن المعتمر، وإبراهيم هو النّخعيّ، وعلقمة هو ابن قيس، وعبد الله هو ابن مسعود. والحديث قد مضى في بدء الخلق.
قوله: (كنّا مع النّبي صلى الله عليه وسلم) ووقع في رواية جرير، في غار ووقع في رواية حفص بن غياث بمنى، ووقع في رواية للطبراني في الأوسط على حراء قوله: (من فيه) أي من فمه، قوله: (فابتدرناها) أي: فسبقناها. وقال أيضا: فسبقتنا فيكونون سابقين ومسبوقين. والجواب: إنّهم كانوا السّابقين أولا فصاروا مسبوقين آخرا. قوله: (شركم) ، منصوب بأنّه مفعول ثان). [عمدة القاري: 19/272]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حدّثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن منصورٍ بهذا.
هذا طريق آخر في حديث عبد الله بن مسعود أخرجه عن عبدة، بفتح العين وسكون الباء الموحدة ابن عبد الله الصفار الخزاعيّ عن يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي صاحب الثّوريّ.
قوله: (بهذا) أي: بالحديث المذكور، وكذا ساقه في بدء الخلق في باب خمس من الفواسق.
وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثله.
هذا متّصل بما قبله أشار به إلى أن إسرائيل رواه في الطّريق الأول عن منصور عن إبراهيم، وفي هذا عن سليمان الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثله. أي: مثل الحديث المذكور.
وتابعه أسود بن عامرٍ عن إسرائيل
أي: تابع يحيى بن آدم في روايته عن إسرائيل أسود بن عامر الملقب بشاذان الشّامي، ووصل هذه المتابعة أحمد عنه به.
وقال حفصٌ وأبو معاوية وسليمان بن قرمٍ عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود.
أراد بهذا أن هؤلاء الثّلاثة خالفوا رواية إسرائيل عن الأعمش في شيخ إبراهيم، فإسرائيل يقول: عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، وهؤلاء الثّلاثة يقولون: عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود، هو ابن يزيد النّخعيّ عن عبد الله.
أما رواية حفص هو ابن غياث فوصلها البخاريّ وسيأتي بعد باب، وأما رواية أبي معاوية محمّد بن خازم الضّرب فأخرجها مسلم عن يحيى ابن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب وإسحاق بن إبراهيم أربعتهم عن أبي معاوية به، وأما رواية سليمان بن قرم، بفتح القاف وسكون الرّاء: الضّبّيّ، بفتح الضّاد المعجمة وبالباء الموحدة، البصريّ فقد تقدّمت في بدء الخلق، وسليمان هذا ضعيف الحفظ وليس له في البخاريّ إلاّ هذا الموضع المعلق.
وقال يحيى بن حمّادٍ أخبرنا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.
أشار بهذا التّعليق عن يحيى بن حمّاد الشّيبانيّ البصريّ شيخ البخاريّ عن أبي عوانة بفتح العين الوضاح اليشكري عن مغيرة بن مقسم بكسر الميم الكوفي عن إبراهيم النّخعيّ عن علقمة بن قيس النّخعيّ عن عبد الله بن مسعود إلى أن مغيرة وافق إسرائيل في شيخ إبراهيم وأنه علقمة بن قيس، وهذا التّعليق وصله الطّبرانيّ، قال: حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرميّ حدثنا الفضل بن سهل حدثنا يحيى بن حمّاد به، ولفظه: كنّا مع النّبي ت بحراء الحديث، وقال عياض: إنّه وقع في بعض النّسخ، وقال حمّاد أخبرنا أبو عوانة، وهو غلط.
وقال ابن إسحاق عن عبحده الرّحمان بن الأسود عن أبيه عن عبد الله.
أشار بهذا المعلق إلى أن للحديث أصلا عن الأسود بن يزيد من غير طريق الأعمش ومنصور ووصل هذا التّعليق أحمد عن يعقوب بن سعد بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق عن عبد الرّحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله بن مسعود وابن إسحاق هذا هو محمّد بن إسحاق صاحب (المغازي) ووقع في بعض النّسخ وقال أبو إسحاق، وهو تصحيف.
حدّثنا قتيبة حدّثنا جريرٌ عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: قال عبد الله بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غارٍ إذ نزلت عليه والمرسلات فتلقّيناها من فيه وإنّ فاه لرطب بها إذ خرجت حيةٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم اقتلوها قال فابتدرناها فسبقتنا قال فقال وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها.
هذا طريق آخر في حديث عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، أخرجه عن قتيبة بن سعيد عن جرير بن عبد الحميد عن إبراهيم النّخعيّ عن الأسود بن يزيد النّخعيّ الكوفي عن عبد الله بن مسعود.
قوله: (بينا) ، قد ذكرنا غير مرّة أنه ظرف يضاف إلى الجملة ويحتاج إلى جواب. قوله: (إذ نزلت) ، جوابه. قوله: (لرطب بها) ، أي: لم يجف ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك لأنّه كان أول زمان نزوله. قوله: (إذا خرجت) ، كلمة إذ للمفاجأة، وباقي الكلام مر). [عمدة القاري: 19/272-274]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حدّثنا عمر بن حفصٍ بن غياثٍ حدّثنا أبي حدّثنا الأعمش حدّثني إبراهيم عن صلّى اللّه عليه وسلّم (الأسود عن عبد الله قال بينما نحن مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في غارٍ إذ نزلت عليه والمرسلات فإنّه ليتلوها وإنّي لأتلقّاها من فيه وإنّ فاه فرطبٌ بها إذ وثبت علينا حيّةٌ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم اقتلوها فابتدرناها فذهبت فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها.
قال عمر حفظته من أبي في غارٍ بمنًى.
هذا طريق آخر في حديث ابن مسعود في الحيّة المذكورة. أخرجه عن عمر بن حفص عن أبيه حفص بن غياث عن سليمان الأعمش عن إبراهيم النّخعيّ عن الأسود بن يزيد إلى آخره.
قوله: (إذ وثبت) ، وفي رواية المستملي: وثب، بالتذكير وكذا قال: اقتلوه. قوله: (قال عمر) ، هو ابن حفص شيخ البخاريّ). [عمدة القاري: 19/274-275]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج البخاري ومسلم والنسائي، وَابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (بينما نحن مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزلت عليه سورة والمرسلات عرفا فإنه يتلوها، وإني لألقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذا وثبت عليه حية فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((اقتلوها)) فابتدرناها فذهبت، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((وقيت شركم كما وقيتم شرها)))). [الدر المنثور: 15/172]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (نزلت {والمرسلات عرفا} [المرسلات: 1] نحو ليلة الحية، قالوا: وما ليلة الحية؟ قال: خرجت حية، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((اقتلوها)) فتغيبت في حجر، فقال: ((دعوها فإن الله وقاها شركم كما وقاكم شرها)).) ). [الدر المنثور: 15/172]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج الحاكم وصححه، وَابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (كنا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت عليه {والمرسلات} فأخذتها من فيه وإن فاه لرطب بها فلا أدري بأيها ختم {فبأي حديث بعده يؤمنون} [المرسلات: 50] أو {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} [المرسلات: 48]؟)). [الدر المنثور: 15/173]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن الضريس والنحاس، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نزلت سورة المرسلات بمكة)). [الدر المنثور: 15/172]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثني محمودٌ، حدّثنا عبيد اللّه عن إسرائيل عن منصورٍ عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه -رضي الله عنه- قال: كنّا مع رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- وأنزلت عليه: {والمرسلات} وإنّا لنتلقّاها من فيه، فخرجت حيّةٌ فابتدرناها، فسبقتنا فدخلت جحرها، فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها».
وبه قال: (حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر حدثنا (محمود) هو ابن غيلان قال: (حدثنا عبيد الله) بضم العين مصغرًا ابن موسى وهو شيخ المؤلّف أخرج هذا الحديث عنه بالواسطة (عن إسرائيل) بن يونس (عن منصور) هو ابن المعتمر (عن إبراهيم) النخعي (عن علقمة) بن قيس (عن عبد الله) يعني ابن مسعود (رضي الله عنه) أنه (قال: كنا مع رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-) ولأبي ذر مع النبي (-صلّى اللّه عليه وسلّم-) في غار بمنى (وأنزلت) بالواو ولأبي ذر فأنزلت (عليه {والمرسلات} وإنا لنتلقاها) أي والمرسلات (من فيه) فمه (فخرجت حية) تقع على الذكر والأنثى ودخلت الهاء لأنه واحد من جنس كبطة ودجاجة (فابتدرناها) أي تسابقنا أيّنا يدركها أوّلًا ليقتلها (فسبقتنا فدخلت جحرها) بتقديم الجيم على الحاء المهملة (فقال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: وفيت شركم كما وقيتم شرها) بضم الواو وكسر القاف مخففة فيهما).
[إرشاد الساري: 7/408]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثنا عبدة بن عبد اللّه، أخبرنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن منصورٍ بهذا، وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه مثله. وتابعه أسود بن عامرٍ عن إسرائيل. وقال حفصٌ وأبو معاوية وسليمان بن قرمٍ عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود: قال: يحيى بن حمّادٍ: أخبرنا أبو عوانة، عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه، وقال ابن إسحاق: عن عبد الرّحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد اللّه.
وبه قال: (حدّثنا عبدة) بفتح العين وسكون الموحدة وبعد المهملة هاء تأنيث (ابن عبد الله) الصفار الخزاعي قال: (أخبرنا يحيى بن آدم) بن سليمان الكوفي (عن إسرائيل) بن يونس (عن منصور) يعني ابن المعتمر (بها) أي الحديث المذكور (وعن إسرائيل) أيضًا بالإسناد السابق (عن الأعمش) سليمان بن مهران (عن إبراهيم) النخعي (عن علقمة) بن قيس (عن عبد الله) بن مسعود (مثله) أي مثل الحديث السابق أيضًا والحاصل أنه زاد لإسرائيل شيخًا آخر وهو الأعمش (وتابعه) أي تابع يحيى بن آدم فيما وصله الإمام أحمد (أسود بن عامر) الملقب بشاذان الشامي (عن إسرائيل) بن يونس.
(وقال حفص) هو ابن غياث فيما وصله بعد باب (وأبو معاوية) محمد بن خازم الضرير فيما وصله مسلم (وسليمان بن قرم) بقاف مفتوحة فراء ساكنة فميم الضبي بالضاد المعجمة والموحدة الكوفي وهو ضعيف الحفظ وليس له في الجامع سوى هذا التعليق السابق في بدء الخلق الثلاثة (عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود) شاذان (قال) ولأبي ذر وقال (يحيى بن حماد) الشيباني البصري شيخ المؤلّف فيما وصله الطبراني (أخبرنا أبو عوانة) الوضاح اليشكري (عن مغيرة) بن مقسم الكوفي (عن إبراهيم) النخعي (عن علقمة) بن قيس (عن عبد الله) بن مسعود ومراده بهذا أن مغيرة وافق إسرائيل في شيخ إبراهيم وأنه علقمة (وقال ابن إسحاق) محمد صاحب المغازي فيما وصله أحمد (عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه) الأسود الملقب بشاذان (عن عبد الله) بن مسعود ومراده أن للحديث أصلًا عن الأسود من غير رواية طريق الأعمش ومنصور.
- حدّثنا قتيبة، حدّثنا جريرٌ عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: قال عبد اللّه بينا نحن مع رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- في غارٍ: إذ نزلت عليه {والمرسلات} فتلقّيناها من فيه، وإنّ فاه لرطبٌ بها، إذ خرجت حيّةٌ فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «عليكم، اقتلوها» قال فابتدرناها فسبقتنا قال: فقال: «وقيت شرّكم، كما وقيتم شرّها».
وبه قال: (حدّثنا قتيبة) بن سعيد قال: (حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد (عن الأعمش) سليمان (عن إبراهيم) النخعي (عن الأسود) بن عامر أنه (قال: قال عبد الله) بن مسعود (بينا) بغير ميم (نحن مع رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- في غار) بمنى وجواب بينا قوله (إذ نزلت عليه {والمرسلات} فتلقيناها من فيه، وإن فاه) أي فمه (لرطب بها) لم يجف ريقه لأنه كان أوّل زمان نزولها (إذ خرجت حيّة فقال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-):
(عليكم اقتلوها قال: فابتدرناها) أي تسابقنا أينا يدركها أوّلًا (فسبقتنا) زاد في السابقة فدخلت جحرها (قال) ابن مسعود (فقال) عليه الصلاة والسلام (وقيت شركم كما وقيتم شرها) منصوب مفعول ثان).
[إرشاد الساري: 7/408-409]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثنا عمر بن حفصٍ بن غياثٍ، حدّثنا أبي حدّثنا الأعمش، حدّثني إبراهيم عن الأسود عن عبد اللّه قال: بينما نحن مع النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- في غارٍ، إذ نزلت عليه: {والمرسلات} فإنّه ليتلوها وإنّي لأتلقّاها من فيه، وإنّ فاه لرطبٌ بها إذ وثبت علينا حيّةٌ، فقال النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «اقتلوها». فابتدرناها فذهبت، فقال النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «وقيت شرّكم، كما وقيتم شرّها». قال عمر: حفظته من أبي في غارٍ بمنًى.
وبه قال: (حدّثنا عمر بن حفص بن غياث) وسقط لغير أبي ذر ابن غياث قال: (حدّثنا أبي) حفص قال: (حدّثنا الأعمش) سليمان قال: (حدّثني) بالإفراد (إبراهيم) النخعي (عن الأسود) بن عامر (عن عبد الله) بن مسعود أنه (قال: بينما) بالميم (نحن مع النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- في غار) بمنى (إذ نزلت عليه {والمرسلات} فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذ وثبت) ولأبي ذر عن الكشميهني إذ وثب بالتذكير (علينا حيّة فقال النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-): (اقتلوها) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي اقتلوه (فابتدرناها) لنقتلها (فذهبت، فقال النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-: وقيت شركم كما وقيتم شرها قال عمر) بن حفص بن غياث شيخ المؤلّف: (حفظته) أي الحديث ولأبي ذر عن الكشميهني حفظت بحذف الضمير المنصوب (من أبي) حفص وزاد (في غار بمنى) ).
[إرشاد الساري: 7/409]