قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((ما كنتم تعملون) تام.
ومثله: (وزوجناهم بحور عين) [20].
(من عملهم من شيء) [21] تام، ومثله: (بما كسب رهين).)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/908]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({عذاب الجحيم} كاف. ومثله {تعملون}.
{بحورٍ عين} تام ومثله {من عملهم في شيء} ومثله {رهين}.
وقال يعقوب: {واتبعتهم ذريتهم بإيمان} تمام. وليس كذلك لأن قوله:
(ألحقنا به ذرياتهم) خبر المبتدأ الذي هو {والذين آمنوا}، فلا يتم وقف دونه ولا يكفي.) [المكتفى: 540- 541]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({ونعيم- 17- لا} لأن {فاكهين} حالهم.
{آتاهم ربهم- 18- ج} لاحتمال العطف، واتضاح وجه الحال، أي: وقد وقاهم {تعملون- 19- لا} لأن {متكئين} حالهم.
{مصفوفة- 20- ج} لاحتمال الاستئناف والحال، أي: وقد زوجناهم. {من شيء- 21- ط}) [علل الوقوف: 3/973]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (ولا وقف من قوله إنَّ المتقين إلى بما آتاهم ربهم فلا يوقف على نعيم لأنَّ فاكهين حال مما قبله
بما آتاهم ربهم (جائز)
عذاب الجحيم (كاف) ومثله تعلمون إن نصب متكئين بمضمر وليس بوقف إن جعل حالاً مما قبله
مصفوفة (حسن)
عين (تام) في محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر فالرفع على أنَّه مبتدأ وجملة ألحقنا بهم خبر وكاف إن نصب بمقدر أي وأكرمنا الذين آمنوا وليس بوقف إن عطف على الضمير في زوَّجناهم أي وزوجنا الذين آمنوا ومثله في عدم الوقف على عين إن جر عطفًا على حور عين أي قرناهم بالحور العين وبالذين آمنوا وأتبعناهم عطف على آمنوا وبإيمان متعلق بقوله وأتبعناهم وأغرب من وقف على بإيمان لأنَّ والذين مبتدأ وخبره ألحقنا بهم فإذا وقف على بإيمان كان الكلام ناقصًا لأنَّه لم يأت بخبر المبتدأ فإن قال قائل اجعل قوله والذين آمنوا في موضع نصب عطفًا على الضمير في زوَّجناهم قيل له ذلك خطأ لأنَّه يصير المعنى وزوجنا الذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان والتأويل على غير ذلك
ألحقنا بهم ذرِّياتهم (حسن)
من شيء (تام) ومثله رهين )[منار الهدى: 373]
- أقوال المفسرين