قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (الوقف آخر السورة، والوقف أيضًا على قوله: (وانحر) [2] تام لأن معناها الاستئناف.) [إيضاح الوقف والابتداء: 2/988]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({فصل لربك وانحر} تام.
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن عبد الله المالكي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن وهب قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا إدريس الأودي عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} قال: نهر في الجنة عليه الخيام، شاطئه الدر). [المكتفى: 631- 632]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{الكوثر- 1- ط} {وانحر- 2- ط} للابتداء بـ: {إن}.) [علل الوقوف: 3/1167]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): ((الكوثر) لم ينص عليه أحد وله حيثيتان فمن حيث الابتداء بالفاء ليس بوقف لأنَّ الفاء السببية في مقام لام العلة ولو كان بدل الفاء واو لحسن الابتداء بما بعده وذكر بعضهم الوقف على نظيره لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحته على نظيره كما في قوله ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه هنا الوقف لأنَّ الأمر يبتدأ بالفاء ومثله الوقف على الغيب لله لأنَّ جواب الأمر منقطع لفظًا متصل معنى ولا بعد لأنَّ يوسم هنا بالجواز لكونه رأس آية وفيه أيضًا التفات من التكلم إلى الغيبية وذلك من مقتضيات الابتداء ومن هذه الحيثية يجوز الوقف على الكوثر والابتداء بما بعده ولو مع الفاء يقال أعطيت وأنطيت وقرأ الحسن وغيره إنَّا أنطيناك الكوثر
وانحر (جائز) وقال أبو عمرو تام للابتداء بأن آخرها (تام) )[منار الهدى: 436]
- تفسير