قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) [1] وقف حسن. )[إيضاح الوقف والابتداء: 2/984]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({بأصحاب الفيل} كاف. ولا تمام دون آخرها). [المكتفى: 629]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{الفيل- 1- ط} فصلاً بين الاستفهامين.
{تضليل- 2- لا} للعطف {أبابيل- 3- لا} لأن الجملة بعدها صفتها.
{سجيل- 4- لا} للعطف بالفاء، وجواز الضرورة على: {سجيل- 4- }. )[علل الوقوف: 3/1159]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (بأصحاب الفيل (جائز) فصلاً بين الاستفهامين
في تضليل ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله
ومثله في عدم الوقف أبابيل لأنَّ الجملة بعده صفة وهكذا إلى آخر السورة والإجماع على أنَّهما سورتان وإن اللام في لإيلاف في معنى التعجب والتقدير أعجب يا محمد لنعم الله على قريش لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف ولذلك فصل بين السورتين بالبسملة وقيل لا وقف في سورة الفيل ولا في آخرها بل هي متصلة بقوله لئلاف قريش وإن اللام متعلقة بتر كيف أو بقوله فجعلهم والمعنى أهلكنا أصحاب الفيل لتبقى قريش وتألف رحلتيها وذلك أنَّه كانت لهم رحلتان رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة في الصيف إلى الشام فجعل الله هذا منة على قريش لأن يشكروه عليها فعلى هذا لا يجوز الوقف على مأكول وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قرأ السورتين متصلتين في ركعة من المغرب وعن جماعة من التابعين أيضًا )[منار الهدى: 434 - 435](م)
- تفسير