قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((قد أفلح من زكاها) [9] جواب القسم، والمعنى «والشمس وضحاها لقد أفلح»، فلما تأخر جواب القسم جرى على (ألهمها) [8] فحذفت اللام منه لذلك، وهذا يقوله بعض الناس. والاختيار عندنا أن يكون جواب القسم محذوفًا لباين معناه. يراد به: والشمس وضحاها لقد سعد أهل الطاعة وشقي أهل المعصية، فدل على المحذوف (قد أفلح من زكاها. وقد خاب من دساها) [9، 10] [إيضاح الوقف والابتداء: 2/978]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (جواب القسم: {قد أفلح من تزكى}.
{دساها} تام أي: أشقاها ). [المكتفى:620-621]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
لا وقف مطلقًا إلى قوله: {دساها- 10- ط} لانتساق الكلمات، واتصال الجواب بالقسم، وهو: {قد أفلح... بإضمار اللام: أي: لقد أفلح ولضرورة انقطاع النفس على كل آية جواز، وأجوزها: {وما سواها- 7-}.)
[علل الوقوف: 3/1132]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (لا وقف من أوَّلها إلى قد أفلح جواب القسم لاتساق الكلام واتصال الجواب بالقسم والتمام دساها وحذفت اللام من قد لطول المعاطيف على المقسم به الأوَّل وقيل الجواب محذوف تقديره قد سعد من عمل بالطاعة وشقي من عمل بالمعاصي وقيل لَيُدَمْدِمَنَّ الله عليهم أي على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دمدم على ثمود لتكذيبهم نبيَّ الله صالحًا عليه السلام وقيل لتبعثن وعلى أنه محذوف يحسن الوقف على رأس كل آية )[منار الهدى: 428]
- تفسير