قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((إن ربك لبالمرصاد) [14] جواب القسم، وهو وقف التمام.). [إيضاح الوقف والابتداء: 2/976]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (جواب القسم: {إن ربك لبالمرصاد} وهو تام.
وقال أبو حاتم وابن عبد الرزاق: {لذي حجر} تام.
حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن عبيد عن الهيثم بن عدي قال: حدثنيه إسماعيل بن أبي خالد عن السدي في قوله: {لذي حجر} قال: لذي لب. وقال نافع: {بعادٍ * إرم} تام. وقال الكسائي: هو وقف جيد. وليس بتام ولا كاف لأن (إرم) بدل من (عاد) و(ذات العماد) نعت له.).[المكتفى: 617-618]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{لذي حجر- 5- ط} للابتداء بالاستفهام، وقد قيل: جواب القسم {هل..}، ولا يصح؛ لأن: {هل في ذلك قسم} [لتقرير القسم] فكيف يكون جوابًا له؛ لذا فإن قدر قبل {هل} جواب، أي: لتبعثن، كان أصح، [ليبتدأ بـ{هل}]، ثم الوقف المطلق على: {لبالمرصاد- 14- ط} على ما قيل: أن جواب القسم: {إن ربك} وما قبله وقف ضرورة. ) [علل الوقوف: 3/1125 - 1126]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (إذا يسر (كاف) عند نافع على أنَّ جواب القسم محذوف تقديره لتبعثنَّ أو لتعذبنَّ يدل على ذلك قوله فصب عليهم ربك سوط عذاب وقال أبو حاتم لذي حجر وقال الأخفش جواب القسم إنَّ ربَّك لبالمرصاد وهو التام
بعاد إرم وقف عند نافع قال الكسائي جيد يقال عاد الذين هم بإرم وقال السدي إرم قبيلة من عاد كانت تدعى إرم ذات العماد يعني أصحاب خيام لايقيمون
بعاد إرم ليس بوقف لأنَّ ما بعده نعت له قرأ العامة بعاد مصروفًا إرم بكسر الهمزة وفتح الراء والميم اسم قبيلة وقرأ الحسن يعاد غير مصروف مضافًا إلى إرم جعله اسم بلدة على حذف مضاف أي أهل إرم وقال الصاغاني في العباب في اللغة من لم يضف جعل إرم ولم يصرفه لأنه جعل عاد اسم ابيهم وإرم اسم القبيلة وجعله بدلاً منه ومن أضاف ولم يصرف جعله اسم أمهم أو اسم بلدة اهـ في البلاد ليس بوقف لأنَّ وثمود عطف على عاد وهكذا إلى قوله سوط عذاب والوقف الذي لاخلاف فيه لبالمرصاد
ولا يوقف على عاد ولا على فرعون ذي الأوتاد ولا على طغوا في البلاد ولا على فأكثروا فيها الفساد لأنَّ العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد
إنَّ ربَّك لبالمرصاد (تام)). [منار الهدى: 426 - 427]
- تفسير