قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((وإلى الأرض كيف سطحت) [20] حسن.
(لست عليهم بمصيطر) [22] غير تام. وقال السجستاني: هو تام وهذا خطأ لأن (من) منصوبة على الاستثناء من الكلام الذي يقع عليه التذكير وإن لم يذكر. كأنه قال: فذكر الناس إلا من تولى وكفر. وقال الفراء: هو بمنزلة قولك في الكلام: اذهب فغظ وذكر إلا من لا يطمع فيه. فمعناه «اذهب فعظ وذكر الناس». ويجوز أن تكون (من) منصوبة على الاستثناء المنقطع كأنه قال: لكن من تولى وكفر فيعذبه الله. فيكون من هذا الوجه بمنزلة قولك في الكلام: قعدنا نتحدث ونتذاكر الخير إلا أن كثيرا من الناس لا يرغب فيما كنا فيه. ).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/975 - 976]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({سطحت} كاف. وقيل: تام. {بمصيطر} كاف. وقيل: تام. وهو قول الحسن.
و{إلا} بمعنى: لكن. {العذاب الأكبر} تام). [المكتفى: 617]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({خلقت- 17- } وقفة، وعلى الثلاث بعدها كذلك،
للتفصيل بين أسباب الاعتبار على التمهيل.
{مذكر- 21- ط} {بمصيطر- 22- ق} قد قيل، [على أن] {إلا} بمعنى: لكن، [فيقال: لكن] أيضًا يوجب الوصل.
{الأكبر- 24- ط} {إيابهم- 25- لا} للعطف.)[علل الوقوف: 3/1123- 3/1124]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (والوقف على خلقت ورفعت ونصبت وسطحت كلها وقوف كافية للتفصيل بين أسباب الاعتبار وقرأ العامة الأربعة مبنيات للمفعول والتاء ساكنة للتأنيث وقرىء خلقت وما بعده بتاء المتكلم مبنيات للفاعل ويجوز فذكر لمكان الفاء والوصل أولى
مذكر (حسن) بمسيطر تجاوزه أولى وعلى قراءة ابن عباس ألاَّ من تولى بفتح الهمزة وتخفيف اللام يوقف على بمسيطر
إلاَّ من تولى وكفر ليس بوقف لمكان الفاء
العذاب الأكبر (تام)
إيابهم ليس بوقف لأنَّ ثمَّ لترتيب الفعل
آخر السورة (تام)).[منار الهدى: 426]
- تفسير