عدد الآيات المنسوخة في سورة المجادلة
قال الوليد بن محمد الموقّري(ت:182هـ): حدثني محمد بن مسلم ابن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ) قال: (قال تعالى في سورة المجادلة: {يأيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقةً} إلى قوله تعالى: {غفور رحيم}؛ فنسخت هذه الآية بقوله تعالى: {أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقاتٍ} إلى قوله تعالى: {وآتوا الزكاة}). [الناسخ والمنسوخ للزهري: 34]
قال محمد بن كثيرٍ العَبْدي (ت:223هـ): حدثنا همّام بن يحيى البصري قال:(ومن سورة المجادلة وعن قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر} وذلك أن الناس كانوا قد أحفوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في المسألة فنهاهم الله عز وجل عنه وربما قال فمنعهم في هذه الآية فكان الرجل تكون له الحاجة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا يستطيع أن يقضيها حتى يقدم بين يدي نجواه صدقة فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل بعد هذه الآية فنسخت ما كان قبلها من أمر الصدقة من نجوى فقال : {أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} وهما فريضتان واجبتان لا رخصة لأحد فيهما ).[الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/47-48]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة المجادلة: وجميعها محكم غير آية واحدة وهي قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة..} الآية، نسخت بقوله تعالى: {أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات..} الآية، فنسخ الله تعلى ذلك بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والطاعة لله والرسول). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 59]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة الحديد والمجادلة
- حدّثنا يموت بإسناده عن ابن عبّاسٍ أنّهما نزلتا بالمدينة.
قال أبو جعفرٍ: وجدنا في سورة المجادلة موضعين:
فأحدهما: قوله تعالى: {والّذين يظاهرون من نسائهم ثمّ يعودون لما قالوا فتحرير رقبةٍ من قبل أن يتماسّا} [المجادلة: 3] الآية...
والموضع الآخر: قوله تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً} [المجادلة: 12] ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/52-54]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة المجادلة مدنيّة بإجماعهم وفيها آية منسوخه وهي إحدى فضائل عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه لأنّه روى عنه أنه قال: (إن في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي إلى يوم القيامة)
فقيل: وما هي؟
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كثرت عليه المسائل تبرَّم خيفة أن يفرض على أمته ما يشق عليها فتندم فعلم الله ذلك منه؛ فأنزل الله تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً ذلك خيرٌ لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإنّ الله غفورٌ رحيم} فأمسكوا عن السّؤال؛ فقال عليّ بن أبي طالب -كرم الله وجهه -: ولم أملك إذ ذاك إلّا دينارا فصرفته بعشرة دراهم وكنت كلما أردت أن أسأله عن مسألة تصدّقت بدرهم حتّى لم يبقَ معي غير درهم واحد فتصدقت به وسألته فنسخت الآية ونزلت ناسختها {أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون} فصارت ناسخة لها واختص عليّ بفضلها).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 174]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (سورة المجادلة (مدنية)
- قوله تعالى: {والّذين يظاهرون من نسائهم ثمّ يعودون لما قالوا} الآية...
- قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}. الآية).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 425-427]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (باب: ذكر ما ادّعي عليه النّسخ في سورةالمجادلة
قوله تعالى: {إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}.) [نواسخ القرآن: 478-481]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورة المجادلة{إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً} نسخت بقوله {أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقاتٍ} ) [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 55]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة المجادلة:.قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} الآية [المجادلة: 12] هي منسوخة بالتي بعدها، وقيل نسخت بالزكاة في الآية التي بعدها.) [جمال القراء:1/374-375]