العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة التوبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 03:11 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[تنبيه: هذه النقول مستخلصة من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) }

تفسير قوله تعالى: {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) }



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 03:14 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 03:15 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:23 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:23 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فإخوانكم في الدّين ونفصّل الآيات لقومٍ يعلمون (11) وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون (12)
تابوا رجعوا عن حالهم، والتوبة منهم تتضمن الإيمان، ثم قرن تعالى بإيمانهم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، قال ابن عباس: حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة، وقال ابن زيد: قرن الله الصلاة بالزكاة ولم يرض بإحداهما دون الأخرى.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وعلى هذا مر أبو بكر رضي الله عنه وقت الردة، و «الأخوة في الدين» هي أخوة الإسلام وجمع الأخ منها إخوان وجمعه من النسب إخوة قاله بعض اللغويين، وقد قيل إن الأخ من النسب يجمع على إخوان أيضا وذلك ظاهر من قوله تعالى ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمّهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم [النور: 61] ويبين ذلك قوله تعالى في آخر الآية أو صديقكم [النور: 61] وكذلك قوله في هذه السورة قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم [التوبة: 24]، فأما الأخ من التوادّ ففي كتاب الله إنّما المؤمنون إخوةٌ [الحجرات: 10]، وقال أبو هريرة في البخاري كان إخوتي من المهاجرين يشغلهم صفق بالأسواق فيصح من هذا كله أن الأخ يجمع إخوة وإخوانا سواء كان من نسب أو مودة، وتفصيل الآية بيانها وإيضاحها). [المحرر الوجيز: 4/ 268-269]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وإن نكثوا أيمانهم الآية النكث النقض وأصله في كل ما قبل ثم حل، فهي في الأيمان والعهود مستعارة، وقوله وطعنوا في دينكم أي بالاستنقاص والحرب وغير ذلك مما يفعله المشرك، وهذه استعارة ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم حين أمر أسامة: إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل، الحديث.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويليق هنا ذكر شيء من طعن الذمي في الدين فالمشهور من مذهب مالك رحمه أنه: إذا فعل شيئا من ذلك مثل تكذيب الشريعة وسب النبي صلى الله عليه وسلم ونحوه قتل، وقيل إذا كفر وأعلن بما هو معهود من معتقده وكفره أدّب على الإعلان وترك، وإذا كفر بما ليس من معهود كفره كالسب ونحوه قتل، وقال أبو حنيفة في هذا: إنه يستتاب،
واختلف إذا سب الذمي النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم تقية القتل فالمشهور من المذهب أن يترك، وقد قال صلى الله عليه وسلم «الإسلام يجب ما قبله»، وفي العتبية أنه يقتل ولا يكون أحسن حالا من المسلم، وقوله تعالى فقاتلوا أئمّة الكفر أي رؤوسهم وأعيانهم الذين يقودون الناس إليه، وقال قتادة: المراد بهذا أبو جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وغيرهما.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا إن لم يتأول أنه ذكرهم على جهة المثال ضعيف لأن الآية نزلت بعد بدر بكثير، وروي عن حذيفة أنه قال: لم يجئ هؤلاء بعد.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: يريد أن ينقرضوا فهم يحيون أبدا ويقتلون، وأصوب ما في هذا أن يقال إنه لا يعنى بها معين، وإنما وقع الأمر بقتال أئمة الناكثين بالعهود من الكفرة إلى يوم القيامة دون تعيين، واقتضت حال كفار العرب ومحاربي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكون الإشارة إليهم أولا بقوله أئمّة الكفر وهم حصلوا حينئذ تحت اللفظة إذ الذي يتولى قتال النبي والدفع في صدر شريعته هو إمام كل من يكفر بذلك الشرع إلى يوم القيامة، ثم تأتي في كل جيل من الكفار أئمة خاصة بجيل جيل، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو «أيمة» بهمزة واحدة وبعدها ياء مكسورة، وقد روي عن نافع مد الهمزة، وروى عنه ابن أبي أويس «أأمة» بهمزتين وأصلها «أأمة» وزنها أفعلة جمع إمام كعماد وأعمدة، نقلت حركة الميم إلى الهمزة التي هي فاء الفعل وأدغمت الميم الأخرى وقلبت الهمزة ياء لانكسارها ولاجتماع همزتين من كلمة واحدة، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي «أأمة» والتعليل واحد، إلا أنهم لم يقلبوا الهمزة ياء، وقرأ المسيبي عن نافع «آيمة» بهمزة ممدودة، وقرأ هشام عن أبي عامر بمدة بين الهمزتين، وقرأ الناس الجم الغفير لا «أيمان لهم» على جمع يمين، وليس المراد نفي الأيمان جملة، وإنما المعنى لا أيمان لهم يوفى بها ويبر، وهذا المعنى يشبه الآية، وقرأ الحسن وعطاء وابن عامر وحده من السبعة «لا إيمان لهم»، وهذا يحتمل وجهين أحدهما لا تصديق، قال أبو علي وهذا غير قوي لأنه تكرير وذلك أنه وصف أئمة الكفر بأنهم «لا إيمان لهم» فالوجه في كسر الألف أنه مصدر من آمنه إيمانا، ومنه قوله تعالى: آمنهم من خوفٍ [قريش: 4] فالمعنى أنهم لا يؤمنون كما يؤمن أهل الذمة الكتابيون، إذ المشركون لم يكن لهم إلا الإسلام أو السيف، قال أبو حاتم فسر الحسن قراءته لا إسلام لهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والتكرير الذي فر أبو علي منه متجه لأنه بيان المهم الذي يوجب قتلهم لا إسلام لهم). [المحرر الوجيز: 4/ 269-271]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهمّوا بإخراج الرّسول وهم بدؤكم أوّل مرّةٍ أتخشونهم فاللّه أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين (13) قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين (14) ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب اللّه على من يشاء واللّه عليمٌ حكيمٌ (15)
قوله ألا تقاتلون عرض وتحضيض، وقوله وهمّوا بإخراج الرّسول وهم بدؤكم أوّل مرّةٍ، قال الحسن بن أبي الحسن: المراد من المدينة، وهذا مستقيم كغزوة أحد والأحزاب وغيرهما، وقال السدي: المراد من مكة فهذا على أن يكون المعنى هموا وفعلوا، أو على أن يقال هموا بإخراجه بأيديهم فلم يصلوا إلى ذلك بل خرج بأمر الله عز وجل، وهذا يجري مع إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على أبي سفيان بن الحارث قوله: [الطويل]
وردني إلى الله من = طردته كل مطرد
ولا ينسب الإخراج إليهم إلا إذا كان الكلام في طريق تذنيبهم كما قال تعالى: وإخراج أهله منه أكبر عند اللّه [البقرة: 127] وقوله: من قريتك الّتي أخرجتك [محمد: 13] والأول هو على أن ما فعلوا به من أسباب الإخراج هو الإخراج، وقوله أوّل مرّةٍ قيل يراد أفعالهم بمكة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين، وقال مجاهد: يراد به ما بدأت به قريش من معونة بني بكر حلفائهم على خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هذا بدء النقض، وقال الطبري: يعني فعلهم يوم بدر، وقوله أتخشونهم استفهام على معنى التقرير والتوبيخ، وقوله فاللّه مرتفع بالابتداء وأحقّ خبره، وأن تخشوه بدل من اسم الله بدل اشتمال أو في موضع نصب على إسقاط خافض تقديره بأن تخشوه، ويجوز أن يكون «الله» ابتداء وأحقّ ابتداء ثان وأن تخشوه خبر الثاني والجملة خبر الأول، وقوله إن كنتم مؤمنين كما تقول افعل كذا إن كنت رجلا أي رجلا كاملا، فهذا معناه إن كنتم مؤمنين كاملي الإيمان، لأن إيمانهم قد كان استقر). [المحرر الوجيز: 4/ 271-272]

تفسير قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله قاتلوهم يعذّبهم اللّه الآية، قررت الآيات قبلها أفعال الكفرة ثم حضض على القتال مقترنا بذنوبهم لتنبعث الحمية مع ذلك، ثم جزم الأمر بقتالهم في هذه الآية مقترنا بوعد وكيد يتضمن النصرة عليهم والظفر بهم، وقوله يعذّبهم معناه بالقتل والأسر وذلك كله عذاب، ويخزهم معناه يذلهم على ذنوبهم يقال خزي الرجل يخزى خزيا إذا ذل من حيث وقع في عار، وأخزاه غيره وخزي خزاية إذا استحيا، وأما قوله ويشف صدور قومٍ مؤمنين فإن الكلام يحتمل أن يريد جماعة المؤمنين لأن كل ما يهد من الكفر هو شفاء من هم صدور المؤمنين،
ويحتمل أن يريد تخصيص قوم من المؤمنين، وروي أنهم خزاعة قاله مجاهد والسدي ووجه تخصيصهم أنهم الذين نقض فيهم العهد ونالتهم الحرب وكان يومئذ في خزاعة مؤمنون كثير، ويقتضي ذلك قول الخزاعي عن المستنصر بالنبي صلى الله عليه وسلم: [الرجز]
ثمّت أسلمنا فلم تنزع يدا
وفي آخر الرجز:
وقتلونا ركّعا وسجّدا ). [المحرر الوجيز: 4/ 272-273]

تفسير قوله تعالى: {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس «ويذهب غيظ قلوبهم» على إسناد الفعل إلى الله عز وجل، وقرأت فرقة «ويذهب غيظ قلوبهم» على إسناد الفعل إلى الغيظ، وقرأ جمهور الناس «يتوب» بالرفع على القطع مما قبله، والمعنى أن الآية استأنفت الخبر بأنه قد يتوب على بعض هؤلاء الكفرة الذين أمر بقتالهم،
قال أبو الفتح: وهذا أمر موجود سواء قوتلوا أو لم يقاتلوا، فلا وجه لإدخال التوبة في جواب الشرط الذي في قاتلوهم على قراءة النصب، وإنما الوجه الرفع على الاستئناف والقطع، وقرأ الأعرج وابن أبي إسحاق وعيسى الثقفي وعمرو بن عبيد وأبو عمرو فيما روي عنه «ويتوب» بالنصب على تقدير وأن يتوب، ويتوجه ذلك عندي إذا ذهبت إلى أن التوبة إنما يراد بها هنا أن قتل الكافرين والجهاد في سبيل الله هو توبة لكم أيها المؤمنون وكمال لإيمانكم، فتدخل التوبة على هذا في شرط القتال، وعليمٌ حكيمٌ صفتان نسبتهما إلى الآية واضحة). [المحرر الوجيز: 4/ 273-274]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:23 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:23 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اشتروا بآيات اللّه ثمنًا قليلًا فصدّوا عن سبيله إنّهم ساء ما كانوا يعملون (9) لا يرقبون في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمّةً وأولئك هم المعتدون (10) فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فإخوانكم في الدّين ونفصّل الآيات لقومٍ يعلمون (11) }
يقول تعالى ذمًّا للمشركين وحثًّا للمؤمنين على قتالهم: {اشتروا بآيات اللّه ثمنًا قليلا} يعني: أنّهم اعتاضوا عن اتّباع آيات اللّه بما التهوا به من أمور الدّنيا الخسيسة، {فصدّوا عن سبيله} أي: منعوا المؤمنين من اتّباع الحقّ، {إنّهم ساء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمنٍ إلا ولا ذمّةً} تقدّم تفسيره، وكذا الآية الّتي بعدها: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} إلى آخرها، تقدّمت.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا يحيى بن أبي بكرٍ، حدّثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، حدّثنا الرّبيع بن أنسٍ قال: سمعت أنس بن مالكٍ يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من فارق الدّنيا على الإخلاص للّه وعبادته، لا يشرك به، وأقام الصّلاة، وآتى الزّكاة، فارقها واللّه عنه راضٍ، وهو دين اللّه الّذي جاءت به الرّسل وبلّغوه عن ربّهم، قبل هرج الأحاديث واختلاف الأهواء". وتصديق ذلك في كتاب اللّه: {فإن تابوا} يقول: فإن خلعوا الأوثان وعبادتها {وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فخلّوا سبيلهم} وقال في آيةٍ أخرى: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فإخوانكم في الدّين}
ثمّ قال البزّار: آخر الحديث عندي واللّه أعلم: "فارقها وهو عنه راضٍ"، وباقيه عندي من كلام الرّبيع بن أنسٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 115-116]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون (12) }
يقول تعالى: وإن نكث هؤلاء المشركون الّذين عاهدتموهم على مدّةٍ معيّنةٍ أيمانهم، أي: عهودهم ومواثيقهم، {وطعنوا في دينكم} أي: عابوه وانتقصوه. ومن هاهنا أخذ قتل من سبّ الرّسول، صلوات اللّه وسلامه عليه، أو من طعن في دين الإسلام أو ذكره بتنقّصٍ؛ ولهذا قال: {فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون} أي: يرجعون عمّا هم فيه من الكفر والعناد والضّلال.
وقد قال قتادة وغيره: أئمّة الكفر كأبي جهلٍ، وعتبة، وشيبة، وأميّة بن خلفٍ، وعدّد رجالًا.
وعن مصعب بن سعد بن أبي وقّاصٍ قال: مرّ سعدٌ برجلٍ من الخوارج، فقال الخارجيّ: هذا من أئمّة الكفر. فقال سعدٌ: كذبت، بل أنا قاتلت أئمّة الكفر. رواه ابن مردويه.
وقال الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن حذيفة أنّه قال: ما قوتل أهل هذه الآية بعد.
وروي عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، مثله.
والصّحيح أنّ الآية عامّةٌ، وإن كان سبب نزولها مشركي قريشٍ فهي عامّةٌ لهم ولغيرهم، واللّه أعلم.
وقال الوليد بن مسلمٍ: حدّثنا صفوان بن عمرٍو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفيرٍ: أنّه كان في عهد أبي بكرٍ، رضي اللّه عنه، إلى النّاس حين وجّههم إلى الشّام، قال: إنّكم ستجدون قومًا محوّقةً رءوسهم، فاضربوا معاقد الشّيطان منهم بالسّيوف، فواللّه لأن أقتل رجلًا منهم أحبّ إليّ من أن أقتل سبعين من غيرهم، وذلك بأنّ اللّه يقول: {فقاتلوا أئمّة الكفر} رواه ابن أبي حاتمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 116-117]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ألا تقاتلون قومًا نكثوا أيمانهم وهمّوا بإخراج الرّسول وهم بدءوكم أوّل مرّةٍ أتخشونهم فاللّه أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين (13) قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين (14) ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب اللّه على من يشاء واللّه عليمٌ حكيمٌ (15) }
وهذا أيضًا تهييجٌ وتحضيضٌ وإغراءٌ على قتال المشركين النّاكثين لأيمانهم، الّذين همّوا بإخراج الرّسول من مكّة، كما قال تعالى: {وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين} [الأنفال:30].
وقال تعالى: {يخرجون الرّسول وإيّاكم أن تؤمنوا باللّه ربّكم [إن كنتم خرجتم جهادًا في سبيلي وابتغاء مرضاتي]} الآية [الممتحنة:1] وقال تعالى: {وإن كادوا ليستفزّونك من الأرض ليخرجوك منها وإذًا لا يلبثون خلافك إلا قليلا} [الإسراء:76] وقوله {وهم بدءوكم أوّل مرّةٍ} قيل: المراد بذلك يوم بدرٍ، حين خرجوا لنصر عيرهم فلمّا نجت وعلموا بذلك استمرّوا على وجوههم طلبًا للقتال، بغيًا وتكبّرًا، كما تقدّم بسط ذلك.
وقيل: المراد نقضهم العهد وقتالهم مع حلفائهم بني بكرٍ لخزاعة أحلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى سار إليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عام الفتح، وكان ما كان، وللّه الحمد.
وقوله: {أتخشونهم فاللّه أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين} يقول تعالى: لا تخشوهم واخشون، فأنا أهلٌ أن يخشى العباد من سطوتي وعقوبتي، فبيدي الأمر، وما شئت كان، وما لم أشأ لم يكن).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 117]

تفسير قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى عزيمةً على المؤمنين، وبيانًا لحكمته فيما شرع لهم من الجهاد مع قدرته على إهلاك الأعداء بأمرٍ من عنده: {قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين} وهذا عامٌّ في المؤمنين كلّهم.
وقال مجاهدٌ، وعكرمة، والسّدّيّ في هذه الآية: {ويشف صدور قومٍ مؤمنين} يعني: خزاعة.
وأعاد الضّمير في قوله: {ويذهب غيظ قلوبهم} عليهم أيضًا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 118]

تفسير قوله تعالى: {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وأعاد الضّمير في قوله: {ويذهب غيظ قلوبهم} عليهم أيضًا.
وقد ذكر ابن عساكر في ترجمة مؤذنٍ لعمر بن عبد العزيز، رضي اللّه عنه، عن مسلم بن يسارٍ، عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا غضبت أخذ بأنفها، وقال: "يا عويش، قولي: اللّهمّ، ربّ النّبيّ محمّدٍ اغفر ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلّات الفتن".
ساقه من طريق أبي أحمد الحاكم، عن الباغنديّ، عن هشام بن عمّارٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الجون، عنه
{ويتوب اللّه على من يشاء} أي: من عباده، {واللّه عليمٌ} أي: بما يصلح عباده، {حكيمٌ} في أفعاله وأقواله الكونيّة والشّرعيّة، فيفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وهو العادل الحاكم الّذي لا يجور أبدًا، ولا يضيع مثقال ذرّةٍ من خيرٍ وشرٍّ، بل يجازي عليه في الدّنيا والآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 118]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة