العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:18 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الملك [ من الآية (23) إلى الآية (30) ]

{قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:19 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل هو الّذي أنشأكم وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون}.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد للّذين يكذّبون بالبعث من المشركين: اللّه الّذي أنشأكم فخلقكم، وجعل لكم السّمع تسمعون به والأبصار تبصرون بها والأفئدة تعقلون بها. {قليلاً ما تشكرون} يقول: قليلاً ما تشكرون ربّكم على هذه النّعم الّتي أنعمها عليكم). [جامع البيان: 23 / 134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه، وابن المنذر عن ابن عباس قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هذه الآية {قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون}».
وأخرج الدارقطنى في الأفراد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هاتين الآيتين سبع مرات {وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر} (سورة الأنعام 98) إلى قوله: {يفقهون} {هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع} إلى {تشكرون} فإنه يبرأ بإذن الله تعالى»). [الدر المنثور: 14 / 610]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل هو الّذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون (24) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد، اللّه {الّذي ذرأكم في الأرض} يقول: اللّه الّذي خلقكم في الأرض. {وإليه تحشرون} يقول: وإلى اللّه تحشرون، فتجمعون من قبوركم لموقف الحساب). [جامع البيان: 23 / 134]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}. يقول جلّ ثناؤه: ويقول المشركون: متى يكون ما تعدنا من الحشر إلى اللّه {إن كنتم صادقين}. في وعدكم إيّانا ما تعدوننا؟). [جامع البيان: 23 / 134]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّما العلم عند اللّه وإنّما أنا نذيرٌ مبينٌ (26) فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذين كفروا وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المستعجليك بالعذاب وقيام السّاعة: إنّما علم السّاعة، ومتى تقوم القيامة عند اللّه لا يعلم ذلك غيره. {وإنّما أنا نذيرٌ مبينٌ}. يقول: وما أنا إلاّ نذيرٌ لكم أنذركم عذاب اللّه على كفركم به {مبينٌ} قد أبان لكم إنذاره). [جامع البيان: 23 / 135]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {فلما رأوه زلفة} سيئت قال: لما رأوا عذاب الله زلفة سيئت وجوههم حين عاينوا من عذاب الله وخزية ما عاينوا). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 306]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تدّعون} : وتدعون واحدٌ، مثل تذّكّرون وتذكرون). [صحيح البخاري: 6 / 158-159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تدّعون وتدعون واحدٌ مثل تذّكّرون وتذكرون هو قول الفرّاء قال: في قوله: {الّذي كنتم به تدعون} «يريد تدعون بالتّخفيف وهو مثل تذّكّرون وتذكرون قال: والمعنى واحدٌ وأشار إلى أنّه لم يقرأ بالتّخفيف» وقال أبو عبيدة في قوله:{الّذي كنتم به تدعون} «أي تدّعون به وتكذّبون»). [فتح الباري: 8 / 660-661]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تدّعون وتدعون مثل: تذّكّرون وتذكرون
أشار به إلى قوله تعالى: {وقيل هذا الّذي كنتم به تدعون} [تبارك: 27] وأشار به إلى أن معناهما واحد، وأن التّخفيف ليس بقراءة فلأجل ذلك. قال: مثل تذكرون وتذكرون). [عمدة القاري: 19 / 254]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({تدعون}) بالتشديد في قوله تعالى: {وقيل هذا الذي نتم به تدعون} (وتدعون) بسكون الدال مخففًا وهي قراءة يعقوب زاد أبو ذر واحد (مثل تذكرون) بالتشديد (وتذكرون) بالتخفيف وقيل التشديد من الدعوى أي تدعون أنه لا جنة ولا نار وقيل من الدعاء أي تطلبونه وتستعجلونه وعلى التخفيف قيل إن الكفار كانوا يدعون على الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه -رضي الله عنهم- بالهلاك). [إرشاد الساري: 7 / 398]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذين كفروا}. يقول تعالى ذكره: فلمّا رأى هؤلاء المشركون عذاب اللّه {زلفةً}: يقول: قريبًا، وعاينوه {سيئت وجوه الّذين كفروا}. يقول: ساء اللّه بذلك وجوه الكافرين.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {زلفةً} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {فلمّا رأوه زلفةً سيئت}. قال: «لمّا عاينوه».
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي رجاءٍ، قال: سألت الحسن، عن قوله: {فلمّا رأوه زلفةً}. قال: «معاينةً».
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فلمّا رأوه زلفةً}. قال: «قد اقترب».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذين كفروا}: «لما عاينت من عذاب اللّه».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فلمّا رأوه زلفةً} قال: «لمّا رأوا عذاب اللّه» {زلفةً}. يقول: «سيئت وجوههم حين عاينوا من عذاب اللّه وخزيه ما عاينوا».
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلمّا رأوه زلفةً سيئت}. قيل: «الزّلفة حاضرٌ قد حضرهم عذاب اللّه عزّ وجلّ».
{وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون} يقول: «وقال اللّه لهم: هذا العذاب الّذي كنتم به تذكّرون ربّكم أن يعجّله لكم».
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون}. قال: «استعجالهم بالعذاب».
واختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الأمصار {هذا الّذي كنتم به تدّعون} بتشديد الدّالّ، بمعنى تفتعلون من الدّعاء.
وذكر عن قتادة والضّحّاك أنّهما قرأا ذلك: (تدعون) بمعنى: تفعلون في الدّنيا.
- حدّثني أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، قال: أخبرنا أبان العطّار وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، أنّه قرأها: الّذي كنتم به تدعون خفيفةً؛ ويقول: «كانوا يدعون بالعذاب»، ثمّ قرأ: {وإذ قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}.
والصّواب من القراءة في ذلك، ما عليه قرأة الأمصار لإجماع الحجّة من القرّاء عليه). [جامع البيان: 23 / 135-137]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، {فلما رأوه زلفة} يقول: «رأوه قد اقترب»). [تفسير مجاهد: 2/ 681]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {أفمن يمشي مكبا} قال: «في الضلال» {أم من يمشي سويا} قال: «مهتديا».
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أفمن يمشي مكبا على وجهه} قال: «هو الكافر عمل بمعصية الله فحشره الله يوم القيامة على وجهه» {أم من يمشي سويا على صراط مستقيم} «يعني المؤمن عمل بطاعة الله يحشره الله على طاعته »وفي قوله: {فلما رأوه} قال: «لما رأوا عذاب الله» {زلفة سيئت وجوه الذين كفروا} قال: «ساءت بما رأت من عذاب الله وهوانه»). [الدر المنثور: 14 / 612-613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فلما رأوه زلفة} قال: «قد اقترب»). [الدر المنثور: 14 / 613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قرأ {وقيل هذا الذي كنتم به تدعون} مخففة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم أنه قرأ {تدعون} مثقلة قال أبو بكر: «تفسير تدعون تستعجلون»). [الدر المنثور: 14 / 613]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أهلكني اللّه ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذابٍ أليمٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد للمشركين من قومك: أرأيتم أيّها النّاس إن أهلكني اللّه فأماتني ومن معي أو رحمنا فأخّر في آجالنا، {فمن يجير الكافرين} باللّه من عذابٍ موجعٍ مؤلمٍ؟ وذلك عذاب النّار. يقول: ليس ينجّي الكفّار من عذاب اللّه موتنا وحياتنا، فلا حاجة بكم إلى أن تستعجلوا قيام السّاعة، ونزول العذاب، فإنّ ذلك غير نافعكم، بل ذلك بلاءٌ عليكم عظيمٌ). [جامع البيان: 23 / 137-138]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا فستعلمون من هو في ضلالٍ مبينٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد: ربّنا الرّحمن آمنّا به يقول: صدّقنا به. {وعليه توكّلنا} يقول: وعليه اعتمدنا في أمورنا، وبه وثقنا فيها، {فستعلمون من هو في ضلالٍ مبينٍ} يقول: فستعلمون أيّها المشركون باللّه الّذي هو في ذهابٍ عن الحقّ، والّذي هو على غير طريقٍ مستقيمٍ منّا ومنكم إذا صرنا إليه، وحشرنا جميعًا). [جامع البيان: 23 / 138]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين: أرأيتم أيّها القوم العادلون باللّه {إن أصبح ماؤكم غورًا} يقول: غائرًا لا تناله الدّلاء {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ} يقول: فمن يجيئكم بماءٍ معينٍ، يعني بالمعين: الّذي تراه العيون ظاهرًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ}. يقول: «بماءٍ عذبٍ».
- حدّثنا عبد الأعلى بن واصلٍ، قال: حدّثني عبيد بن هاشمٍ البزّاز، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {إن أصبح ماؤكم غورًا} لا تناله الدّلاء {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ}. قال: «الظّاهر».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا} «أي ذاهبًا» {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ}. قال: «الماء المعين: الجاري».
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله: {ماؤكم غورًا} «ذاهبًا» {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ}. «جارٍ».
وقيل غورًا فوصف الماء بالمصدر، كما يقال: ليلةٌ غمٌّ، يراد: ليلةٌ غامّةٌ). [جامع البيان: 23 / 138-139]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا شيبان، عن جابر، عن عكرمة، {فمن يأتيكم بماء معين} قال: «المعين الظاهر»). [تفسير مجاهد: 2/ 686]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يقال غورًا غائرًا يقال لا تناله الدّلاء كلّ شيءٍ غرت فيه فهي مغارةٌ ماءٌ غورٌ وبئرٌ غورٌ ومياهٌ غورٌ بمنزلة الزّور وهؤلاء زورٌ وهؤلاء ضيفٌ ومعناه أضيافٌ وزوّارٌ لأنّها مصدرٌ مثل قومٍ عدلٍ وقومٍ رضًا ومقنعٌ ثبت هذا عند النّسفيّ هنا وكذا رأيته في المستخرج لأبي نعيمٍ ووقع أكثره للباقين في كتاب الأدب وهو كلام الفرّاء من قوله ماءٌ غورٌ إلى ومقنعٌ لكن قال بدل بئرٍ غورٍ ماءٌ غورٌ وزاد ولا يجمعون غورٌ ولا يثنّونه والباقي سواء وأما أول الكلام فهو من وأخرج الفاكهي عن بن أبي عمر، عن سفيان، عن بن الكلبيّ قال نزلت هذه الآية {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا} في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضرميّ وكانت جاهليّةٌ قال الفاكهيّ: «وكانت آبار مكّة تغور سراعًا»). [فتح الباري: 8 / 660-661]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (
- أخرج ابن المنذر والفاكهي عن ابن الكلبي رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا} في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضر وكانت جاهلية، قال الفاكهي: «وكانت آبار مكة تغور سراعا».
- وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن أصبح ماؤكم غورا} قال: «داخلا في الأرض» {فمن يأتيكم بماء معين} قال: «الجاري».
- وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن أصبح ماؤكم غورا} قال: «يرجع في الأرض».
- وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {غورا} قال: «ذاهبا» وفي قوله: {بماء معين} قال: «الجاري».
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {بماء معين} قال: «ظاهر».
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما {بماء معين} قال: «عذب»). [الدر المنثور: 14 / 613-614]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:21 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قليلاً ما تشكرون} تشكرون قليلا). [مجاز القرآن: 2/262]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) }


تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) }


تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) }


تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون ...}.يريد: تدعون، وهو مثل قوله: تذكرون، وتذكّرون، وتخبرون وتختبرون، والمعنى واحد والله أعلم.
وقد قرأ بعض القراء: "ما تدخرون" يريد: تدّخرون، فلو قرأ قارئ: "هذا الذي كنتم به تدعون" كان صوابا). [معاني القرآن: 3/ 171]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({رأوه زلفةً} قربة، قال:طيّ اللّيالي زلفاً فزلفا). [مجاز القرآن: 2/ 262]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الّذي كنتم به تدّعون} أي تدعون به وتكذبون وتردون). [مجاز القرآن: 2/ 262]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذين كفروا وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون}وقال: {هذا الّذي كنتم به تدّعون} لأنهم كانوا يقولون {ربّنا عجّل لّنا قطّنا} و{ائتنا بعذاب اللّه} فقيل لهم حين رأوا العذاب {هذا الّذي كنتم به تدعون} خفيفة و{تدّعون} ثقيلة قرأه الناس على هذا المعنى وهو أجود وبه نقرأ لأنه شيء بعد شيء). [معاني القرآن: 4/ 33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({زلفة}: قريبة). [غريب القرآن وتفسيره: 382]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({فلمّا رأوه زلفةً} أي قريبا منهم. يقول: لمّا رأوا ما وعدهم اللّه قريبا منهم، {سيئت}... وجوههم، {وقيل لهم هذا الّذي كنتم به تدّعون} أي تدعون. وهو «تفتعلون» من الدعاء. يقال: دعوت وادّعيت، كما يقال: خبرت واختبرت، ودخرت وادّخرت).
[تفسير غريب القرآن: 474]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلمّا رأوه زلفة سيئت وجوه الّذين كفروا وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون} وقرئت (سيئت) بإشمام السين الضّمّ، ويجوز (سيت) على طرح الهمزة، وإلقاء الحركة على الياء. والمعنى فلما رأوا العذاب زلفة، أي قريبا، سيت وجوه الذين كفروا. تبين فيها السوء.
{وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون}، وقرئت (تدعون)، من دعوت أدعو.
فأمّا (تدّعون)، فجاء في التفسير تكذبون. وتأويله في اللغة هذا الذي كنتم من أجله تدّعون الأباطيل والأكاذيب؛ أي تدعون أنكم إذا متّم وكنتم ترابا وعظاما أنّكم لا تخرجون. ومن قرأ تدعون -بالتخفيف- فالمعنى هذا الذي كنتم به تستعجلون وتدعون اللّه في قولكم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم} ويجوز أن يكون معنى (تدّعون) هذا أيضا تفتعلون، من الدعاء. وتفتعلون من الدعوى، يجوز ذلك - واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/ 200-201]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({فلما رأوه زلفة} أي: قريبا). [ياقوتة الصراط: 523]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({زُلْفَةً} أي قريباً. {تَدَّعُونَ} أي تَدْعون، وهو (تَفْتَعِلُون) من الدّعاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 273]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زُلْفَةً}: قربى{سِيئَتْ}: من السوء). [العمدة في غريب القرآن: 309]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) }


تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فسيعلمون...} قراءة العوامّ "فستعلمون" بالتاء.
[حدثنا محمد بن الجهم قال: سمعت الفراء وذكر محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن علي (رحمه الله) فسيعلمون بالياء، وكل صواب). [معاني القرآن: 3/ 172]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن أصبح ماؤكم غوراً...}.العرب تقول: ماء غور، وبئر غور، وماءان غور، ولا يثنون ولا يجمعون: لا يقولون: ماءان غوران، ولا مياه أغوار، وهو بمنزلة: الزّور؛ يقال: هؤلاء زور فلان، وهؤلاء ضيف فلان، ومعناه: هؤلاء أضيافه، وزواره. وذلك أنه مصدر فأجرى على مثل قولهم: قوم عدل، وقوم رضا ومقنع). [معاني القرآن: 3/ 172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أصبح ماؤكم غوراً} مجازها: غائراً والغور مصدر وقد تفعل العرب ذلك، قال ابن الزبعري:
يا رسول المليك إنّ لساني.......راتقٌ ما فتقت إذ أنا بور
قال أبو عبيدة الزبعري وأبو عمرو الزبعري، والزبعري كثير شعر الوجه والحاجبين وجملٌ زبعرى كذلك). [مجاز القرآن: 2/ 263]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء مّعينٍ}وقال: {ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء مّعينٍ} أي: غائرا ولكن وصفه بالمصدر وتقول: "ليلةٌ غمٌّ" تريد "غامّةٌ"). [معاني القرآن: 4/ 33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ماؤكم غورا}: أي غائرا ويقال للاثنين والجميع كما يقال للواحد مياه غورا.
{بماء معين}: جار ظاهر). [غريب القرآن وتفسيره: 382]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أصبح ماؤكم غوراً} أي غائرا، وصف بالمصدر. يقال: ماء غور. ولا يجمع، ولا يثنّي، ولا يؤنّث. كما يقال: رجل صوم ورجال صوم، ونساء صوم.{فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ} أي ظاهر. وهو «مفعول» من العين، [كمبيع من البيع]. وقد تقدم ذكر هذا). [تفسير غريب القرآن: 475]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين} أي غائرا، وهو مصدر يوصف به الاسم، فتقول: ماء غور، وماءان غور ومياه غور.كما تقول: هذا عدل وهذان عدل وهؤلاء عدل.
ومعنى {معين} جار من العيون.وجاء في التفسير [ظاهر]، والمعنى أنّه يظهر من العيون). [معاني القرآن: 5/ 201]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({غورا} أي: غائبا. والمعين: الطاهر). [ياقوتة الصراط: 523]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَاء مَّعِينٍ} أي ظاهر. وهو (مفعول) من العين، كأنه منظور إليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 273]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({غَوْرًا}: ذاهباً {مَّعِينٍ}: جار على وجه الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 309]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:22 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال قد أغرت على العدو إغارة وغارة وقد أغرت الحبل إغارة إذا شددت فتله وقد أغار يغير إغارة إذا شد العدو وقد غار على أهله يغار غارا وغيرة وقد غارت عينه تغور غؤورا وقد غار الماء يغور غورا وغؤورا قال الله - عز وجل- : {إن أصبح ماؤكم غورا} سماه بالمصدر كما تقول ماء سكب وأذن حشر وإنما هو حشرت حشرا وكذلك درهم ضرب وقد غار أهله يغيرهم غيارا إذا مارهم وقد غارهم الله بالغيث وبالخير يغورهم ويغيرهم وحكى الفراء اللهم غرنا منك بخير وغرنا وقد غار يغور إذا أتى الغور فهو غائر قال الأصمعي ولا يقال أغار وزعم الفراء أنها لغة واحتج صاحب هذه اللغة ببيت الأعشى:
(نبي يرى ما لا ترون وقوله ....... أغار لعمري في البلاد وأنجدا)
). [إصلاح المنطق: 240]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن قلت: هذا درهم ضرب الأمير لم يجز أن يكون نعتاً، لأن النكرة لا تنعت بالمعرفة ولكن بينت. كأنك جعلته جواباً. لما قلت: هذا ثوب، وهذا درهم قيل: ما هو? فقلت: ضرب الأمير على الابتداء والخبر.
وعلى هذا تقول: مررت برجل زيد. وقال: {بشر من ذلكم النار} وقرئت الآية على وجهين {في أربعة أيام سواءً للسائلين} على المصدر فكأنه قال: استواءً. وقرأ بعضهم (أربعة أيام سواءٍ) على معنى مستويات، وقال -جل وعز- : {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً} فالمعنى والله أعلم غائراً، فوضع المصدر موضع الاسم. وقالت الخنساء:
ترتع ما عقلت حتى إذا ادكرت ....... فإنما هـي إقـبـال وإدبـار
فالمصدر في كل هذا في موضع الاسم. وقال لقيط بن زرارة:
شتان هذا، والعنـاق والـنـوم ....... والمشرب البارد، والظل الدوم
يريد: الدائم.
فأما قولهم: هو عربي محضاً، وهو صميم قلباً، وهو عربي حسبةً، وهو شريف جداً فإنها مصادر مؤكدة لما قبلها. والأجود: هو عربي محض، وعربي قلب؛ لأن هذه أسماء وإن كانت تكون على هذا اللفظ مصادر، لأن المصدر ينعت به، والاسم لا يكون إلا نعتاً من هذا الضرب، إلا أن تجعله حالاً للنكرة. وأما هو أعرابي قح فلا يكون إلا رفعاً؛ لأنه ليس بمصدر.
فإذا قلت: هو عربي حسبةً فمعناه: اكتفاءً. يقال: أعطاني فأحسبني، أي كفاني. قال الله عز وجل: {عطاءً حساباً}، أي كافياً). [المقتضب: 4 /304-306] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "ولا خارجًا" إنما وضع اسم الفاعل في موضع المصدر، أراد: لا أشتم الدهر مسلمًا، ولا يخرج خروجًا من في زور كلام، لأنه على ذا أقسم، والمصدر يقع في موضع اسم الفاعل، يقال: ماءٌ غور، أي غائر، كما قال الله عز وجل: {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا}، ويقال: رجل عدلٌ، أي عادل، ويوم غم، أي غام، وهذا كثير جدًا، فعلى هذا جاء المصدر على فاعل، كما جاء اسم الفاعل على المصدر، يقال: قم قائمًا، فيوضع في موضع قولك: قم قيامًا، وجاء من المصدر على لفظ "فاعل" حروفٌ، منها: فلج فالجا، وعوفي عافية، وأحرف سوى ذلك يسيرة. وجاء على "مفعول"، نحو رجل ليس له معقول، وخذ ميسوره، ودع معسوره، لدخول لمفعول على المصدر، يقال رجل رضًا، أي مرضي، وهذا درهم ضرب الأمير، أي مضروب، وهذه دراهم وزن سبعةٍ، أي موزونة، وكان عيسى بن عمر يقول: إنما قوله: "لا أشتم" حال، فأراد: عاهدت ربي في هذه الحال وأنا غير شاتمٍ ولا خارجٍ من في زور كلام، ولم يذكر الذي عاهد عليه). [الكامل: 1 /156]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: من يكون نهاره جلادًا ويمسي ليله غير نائم يريد يمسي هو في ليله ويكون ه في نهاره، ولكنه جعل الفعل لليل والنهار على السعة، وفي القرآن: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}. والمعنى بل مكركم في الليل والنهار، وقال من أهل البحرين من اللصوص:
أما النهار ففي قيد وسلسلة ....... والليل في جوف منحوت من الساج
وقال آخر:
لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى ....... ونمت وما ليل المطي بنائم
ولو قال: من يكون نهاره جلادًا ويمسي ليله غير نائم.
فكان جيدًا، وذاك أنه أراد من يكون نهاره يجالد جلادًا، كما تقول: إنما أنت سيرًا، وإنما أنت ضربًا تريد تسير سيرًا، وتضرب ضربًا، فأضمر لعلم المخاطب أنه لا يكون هو سيرًا، ولو رفعه على أن يجعل الجلاد في موضع المجالد، على قوله: أنت سير أي أنت جائز كما قالت الخنساء:
فإنما هي إقبال وإدبار
وفي القرآن: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} أي غائرًا، وقد مضى تفسير هذا بأكثر من هذا الشرح، ولو قال: ويسمي ليله غير نائم لجاز: يصير اسمه في يمسي، ويجعل ليله ابتداء، وغير نائم خبره على السعة التي ذكرت لك). [الكامل: 3 /1356-1357] (م)
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (مطلب الكلام على مادة غ ور
وغار الرجل يغور غورا إذا أتى الغور، وزاد اللحياني: وأغار أيضًا، وأنشد بيت الأعشى:
نبي يرى مالا ترون وذكره ....... أغار لعمري في البلاد وأنجدا
فهذا على ما قال اللحياني.
وكان الكسائي يقول: هو من الإغارة، وهي السرعة.
وكان الأصمعي يقول: أغار، ليس هو من الغور، إنما هو بمعنى عدا، وقال اللحياني: يقال للفرس: إنه لمغوار، أي شديد العدو، والجمع مغاوير، والتفسير الأول الوجه لأنه قال: وأنجدا، فإنما أراد أتى الغور وأتى نجدًا، والغور: تهامة.
وغار الماء يغور غورًا، قال اللّه عز وجل: {إن أصبح ماؤكم غورًا} [الملك: 30] .
أي: غائرا، وزاد أبو النصر: غورا، وغارت عينه تغور غورا، وغارت الشمس تغور غورا أيضًا، والغور: الاسم، يقول: سقطت في الغور، يعنى: الشمس.
وغار فلان على أهله يغار غيرة، ورجل غيور من قوم غيرٍ، وامرأة غيري من نسوة غيارى، وقال الأصمعي: فلان شديد الغار على أهله، أي شديد الغيرة، وزاد اللحياني: والغير.
وقال أبو نصر: أغار فلان على بني فلان يغير إغارةً، وقال اللحياني: يقال للرجل إنه لمغوار، أي شديد الإغارة والجمع مغاوير.
وقال أبو النصر: يقال: غارهم يغيرهم إذا مارهم، والغيار المصدر، قال الهذلي:
ماذا يغير ابنتي ربع عويلهما ....... لا ترقدان ولا بؤسي لمن رقدا
وقال اللحياني: غارهم اللّه بمطر يغيرهم ويغورهم والاسم الغيرة، ويقال: هذه أرض مغيرة ومغيورة.
قال: والغير: التغيير، يقال: مع الغير الغيار، ولا يقال منه فعلت بالتخفيف، وإنما يقال: غيرت عليه بالتثقيل
قال: وأنشدنا أبو شبل:
أقول بالسبت فويق الدير ....... إذ أنا مغلوب قليل الغير
أراد: التغيير.
والغاران: الجيشان، يقال: لقي غار غارًا.
وقال أبو عبيدة: الغار: الجمع الكثير من الناس، قال ويروى عن الأحنف أنّه قال في انصراف الزبير: وما أصنع به إن كان جمع بين غارين من الناس ثم تركهم وذهب! .
فقول الأحنف: من الناس، يدل على أن الغار يكون الجمع من غير الناس.
وقال أبو النصر: «الغاران: البطن والفرج، يقال: المرء يسعى لغاريه، أي لبطنه وفرجه»، وقال أبو عبيدة: «يقال لفم الإنسان وفرجه: الغاران».
وقال أبو نصر: «الغار كالكهف في الجبل، ويقال: عسى الغوير أبؤسًا وهو تصغير غار، يريد: عسى أن يكون جاء البأس من الغار»، وقال اللحياني: «يقال: غرت في الغار والغور أغور غورًا وغؤورا، وأغرت أيضا فيهما جميعا».
قوله: غؤورًا: نادر شاذ.
والغار: شجرة طيبة الريح، قال عدى بن زيد:
رب نارٍ بت أرمقها ....... تقضم الهندي والغارا
وقال الأصمعي: «يقال: غار النهار إذا اشتد حره، وغور القوم تغويرا إذا قالوا، من القائلة، والغائرة: القائلة»، وقال اللحياني: «غور الماء تغويرًا إذا ذهب في العيون، ويقال: غرت فلانا من أخيه أغيره غيرا، وقال أبو عبيدة: غارني الرجل يغيرني ويغورني إذا وداك، من الدية، والاسم الغيرة وجمعها غير، أي أعطيته الدية».
وقال أبو نصر: «أغار الرجل إغارة الثعلب إذا أسرع ودفع في عدوه»، وأنشد لبشر:
فعد طلابها وتعد عنها ....... بحرفٍ قد تغير إذا تبوع
وقال خالد بن كلثوم: غاريت وعاديت بين اثنين، أي واليت، ومنه قول كثير:
إذا قلت أسلو غارت العين بالبكا ....... غراء ومدتها مدامع حفل
قال: معنى غارت فاعلت من الولاء، وقال أبو عبيدة: «هي فاعلت من غريت بالشيء أغرى به»). [الأمالي: 1/ 59-60]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:55 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:56 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:57 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:58 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وإفراد «السمع» لأنه اسم جنس يقع للكثير وقليلًا نصب بفعل مضمر، وما: مصدرية، وهي في موضع رفع، وقوله: قليلًا ما تشكرون يقتضي ظاهره أنهم يشكرون قليلا، فهذا إما أن يريد به ما عسى أن يكون للكافر من شكر وهو قليل غير نافع، وإما أن يريد جملة فعبر بالقلة كما تقول العرب: هذه أرض قل ما تنبت كذا، وهي لا تنبته بتة، ومن شكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه النعمة أنه كان يقول في سجوده: «سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره»). [المحرر الوجيز: 8/ 361]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«ذرأكم» معناه: بثكم، والحشر المشار إليه: هو بعث القيامة، وإليه أشار بقوله: هذا الوعد، فأخبر تعالى أنهم يستعجلون أمر القيامة، ويوقفون على الصدق، في الإخبار بذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 362]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله -عز وجل- : {قل إنّما العلم عند اللّه وإنّما أنا نذيرٌ مبينٌ (26) فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذين كفروا وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون (27) قل أرأيتم إن أهلكني اللّه ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذابٍ أليمٍ (28) قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا فستعلمون من هو في ضلالٍ مبينٍ (29) قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ (30)} .
أمر الله تعالى نبيه أن يخبرهم بأن علم القيامة والوعد الصدق هو مما تفرد الله به، وأن محمدا إنما هو نذير يعلم ما علم ويخبر بما أمر أن يخبر به). [المحرر الوجيز: 8/ 362]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: فلمّا رأوه الضمير للعذاب الذي تضمنه الوعد، وهذه حكاية حال تأتي المعنى: فإذا رأوه و: زلفةً معناه قريبا. قال الحسن: «عيانا». وقال ابن زيد: «حاضرا»، و: سيئت معناه: ظهر فيها السوء، وقرأ جمهور الناس: «سيئت» بكسر السين، وقرأ أبو جعفر الحسن ونافع أيضا وابن كثير وأبو رجاء وشيبة وابن وثاب وطلحة: بالإشمام بين الضم والكسر. وقرأ جمهور الناس ونافع بخلاف عنه: «تدّعون» بفتح الدال وشدها، على وزن: تفتعلون، أي تتداعون أمره بينكم، وقال الحسن: يدّعون أنه لا جنة ولا نار، وقرأ أبو رجاء والحسن والضحاك وقتادة وابن يسار وسلام: «يدعون» بسكون الدال على معنى: يستعجلون، كقولهم: عجل لنا قطنا، وأمطر علينا حجارة وغير ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 362-363]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وروي في تأويل قوله: قل أرأيتم إن أهلكني اللّه ومن معي أو رحمنا الآية، أنهم كانوا يدعون على محمد وأصحابه بالهلاك، وقيل بل كانوا يترامون بينهم بأن يهلكوه بالقتل ونحوه فقال الله تعالى: قل لهم أرأيتم إن كان هذا الذي تريدون بنا وتم ذلك فينا، أو أرأيتم إن رحمنا الله فنصرنا ولم يهلكنا من يجيركم من العذاب الذي يوجبه كفركم على كل حال؟ وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص، وعن عاصم: «إن أهلكني الله ومن معي» بنصب الياءين، وأسكن الكسائي وعاصم في رواية أبي بكر الياء في:«معي» وقرأ حمزة: بإسكان الياءين، وروى المسيب عن نافع أنه أسكن ياء: «أهلكني»، قال أبو علي: «التحريك في الياءين حسن وهو الأصل، والإسكان كراهية الحركة في حرف اللين، يتجانس ذلك»). [المحرر الوجيز: 8/ 363]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الكسائي وحده: «فسيعلمون» بالياء، وقرأ الباقون بالتاء على المخاطبة). [المحرر الوجيز: 8/ 363]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وقفهم تعالى على مياههم التي يعيشون منها إن غارت أي ذهبت في الأرض، ومن يجيئهم بماء كثير واف، والغور: مصدر يوصف به على معنى المبالغة، ومنه قول الأعرابي: وغادرت التراب مورا والماء غورا.
والمعين: فعيل من معنى الماء إذا كثر أو مفعول من العين، أي جار كالعين، أصله معيون، وقيل هو من العين، لكن من حيث يرى بعين الإنسان، لا من حيث يشبه بالعين الجارية، وقال ابن عباس:معينٍ عذب وعنه في كتاب الثعلبي: معينٍ جار، وفي كتاب النقاش: معينٍ ظاهر، وقال بعض المفسرين وابن الكلبي: «أشير في هذا الماء إلى بئر زمزم، وبئر ميمون، ويشبه أن تكون هاتان عظم ماء مكة، وإلا فكانت فيها بئار كثيرة كخم والجفر وغيرهما. والله المستعان»). [المحرر الوجيز: 8/ 363]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:58 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:59 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قل هو الّذي أنشأكم} أي: ابتدأ خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئًا مذكورًا، {وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة} أي: العقول والإدراك، {قليلا ما تشكرون} أي: ما أقلّ تستعملون هذه القوى الّتي أنعم اللّه بها عليكم، في طاعته وامتثال أوامره وترك زواجره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 182]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل هو الّذي ذرأكم في الأرض} أي: بثّكم ونشركم في أقطار الأرض وأرجائها، مع اختلاف ألسنتكم في لغاتكم وألوانكم، وحلاكم وأشكالكم وصوركم، {وإليه تحشرون} أي: تجمعون بعد هذا التّفرّق والشّتات، يجمعكم كما فرّقكم ويعيدكم كما بدأكم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 182]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مخبرًا عن الكفّار المنكرين للمعاد المستبعدين وقوعه: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} أي: متى [يقع] هذا الّذي تخبرنا بكونه من الاجتماع بعد هذا التّفرّق؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 182]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل إنّما العلم عند اللّه} أي: لا يعلم وقت ذلك على التّعيين إلّا اللّه، عزّ وجلّ، لكنّه أمرني أن أخبركم أنّ هذا كائنٌ وواقعٌ لا محالة فاحذروه، {وإنّما أنا نذيرٌ مبينٌ} وإنّما عليّ البلاغ، وقد أدّيته إليكم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 182]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذين كفروا} أي: لمّا قامت القيامة وشاهدها الكفّار، ورأوا أنّ الأمر كان قريبًا؛ لأنّ كلّ ما هو آتٍ آتٍ وإن طال زمنه، فلمّا وقع ما كذّبوا به ساءهم ذلك، لما يعلمون ما لهم هناك من الشّرّ، أي: فأحاط بهم ذلك، وجاءهم من أمر اللّه ما لم يكن لهم في بالٍ ولا حسابٍ، {وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيّئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} [الزّمر: 47، 48]؛ ولهذا يقال لهم على وجه التّقريع والتّوبيخ: {هذا الّذي كنتم به تدّعون} أي: تستعجلون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 182]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل أرأيتم إن أهلكني اللّه ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذابٍ أليمٍ (28) قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا فستعلمون من هو في ضلالٍ مبينٍ (29) قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ (30)}
يقول تعالى: {قل} يا محمّد لهؤلاء المشركين باللّه الجاحدين لنعمه: {أرأيتم إن أهلكني اللّه ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذابٍ أليمٍ} أي: خلّصوا أنفسكم، فإنّه لا منقذ لكم من اللّه إلّا التّوبة والإنابة، والرّجوع إلى دينه، ولا ينفعكم وقوع ما تتمنّون لنا من العذاب والنّكال، فسواءٌ عذّبنا اللّه أو رحمنا، فلا مناص لكم من نكاله وعذابه الأليم الواقع بكم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 182]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا} أي: آمنا برب العالمين الرحمن الرحيم، وعليهتوكّلنا في جميع أمورنا، كما قال: {فاعبده وتوكّل عليه}[هودٍ: 123]. ولهذا قال: {فستعلمون من هو في ضلالٍ مبينٍ}؟ أي: منّا ومنكم، ولمن تكون العاقبة في الدّنيا والآخرة؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 182-183]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا} أي: ذاهبًا في الأرض إلى أسفل، فلا ينال بالفئوس الحداد، ولا السّواعد الشّداد، والغائر: عكس النّابع؛ ولهذا قال: {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ} أي: نابعٍ سائحٍ جارٍ على وجه الأرض، لا يقدر على ذلك إلّا اللّه، عزّ وجلّ، فمن فضله وكرمه [أن] أنبع لكم المياه وأجراها في سائر أقطار الأرض، بحسب ما يحتاج العباد إليه من القلّة والكثرة، فللّه الحمد والمنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 183]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة