العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 06:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة غافر

مقدمات توجيه القراءات في سورة غافر
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة المؤمن). [معاني القراءات وعللها: 2/343]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة حم المؤمن) [غافر] ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/260]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة المؤمن). [الحجة للقراء السبعة: 6/101]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة المؤمن). [المحتسب: 2/241]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (40 - سورة حم المؤمن أو سورة غافر). [حجة القراءات: 626]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة المؤمن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/242]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة المؤمن). [الموضح: 1120]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/242]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي أربع وثمانون آية في المدني، وخمس في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/242]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- فيها ثماني ياءات إضافة قوله: {ذروني أقتل} «26»، {ادعوني أستجب} «60» فتحها ابن كثير.
وقوله: {إني أخاف} في ثلاثة مواضع «26، 30، 32» فتحهن الحرميان وأبو عمرو.
قوله: {لعلي أبلغ} «36» أسكنها الكوفيون.
قوله: {مالي أدعوكم} «41» أسكنها الكوفيون وابن ذكوان.
قوله: {أمري إلى الله} «44» فتحها نافع وأبو عمرو). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/246]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (اختلفوا في ثماني ياءات للمتكلم وهن: {ذَرُونِي أَقْتُلْ}، {إِنِّي أَخَافُ}، {إِنِّي أَخَافُ}، و{إِنِّي أَخَافُ}، {لَعَلِّي أَبْلُغُ}، {مَا لِي أَدْعُوكُمْ}، {أَمْرِي إِلَى الله}، و{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
ففتحهن ابن كثير إلا قوله {أَمْرِي إِلَى الله}.
وفتح نافع وأبو عمرو ستًا، وأسكنا {ذَرُونِي} و{ادْعُونِي}.
وفتح ابن عامر واحدة: {لَعَلِّي أَبْلُغُ}.
وأسكنهن الكوفيون ويعقوب.
والوجه في أمثالها قد تقدم). [الموضح: 1129]

الياءات الزائدة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها ثلاث زوائد قوله: {يوم التلاق} «15»، و{يوم التناد} «32» أثبتهما ابن كثير في الوصل والوقف، وقرأ ورش فيهما بياء في الوصل خاصة.
قوله: {اتبعون أهدكم} «38» أثبتها ابن كثير في الوصل والوقف، وأثبتها قالون وأبو عمرو في الوصل خاصة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/246]

الياءات المحذوفة:
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وحذف من هذه السورة أربع ياءات: (عقاب (5) و(التلاق (15)
و(التناد (32) و(يا قوم اتبعون (38)
وأثبتهن يعقوب في الوصل والوقف.
وكان ابن كثير يصل قوله: (أتبعوني) ويقف عليها بياء.
وكان نافع وأبو عمرو يصلانها بياء، ويقفان بغير ياء). [معاني القراءات وعللها: 2/349]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ست ياءات حذفن من الخط: اثنتان منها منونة، وهما قوله {مِنْ وَاقٍ}، و{فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}، وأربع منها غير منونة وهن: {فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}، و{يَوْمَ التَّلَاقِ}، و{يَوْمَ التَّنَادِ}، و{اتَّبِعُونِي}.
فالمنونان وقف عليهما ابن كثير بالياء، ووقف الباقون عليهما بغير ياء.
وغير المنونات أثبت يعقوب الياءات فيها جميعًا في الوصل والوقف، وتابعه
[الموضح: 1129]
ابن كثير إلا على قوله {عِقَابِ}، فإنه حذفها في الحالين، وأثبت نافع ش- حرفين في الوصل دون الوقف {التَّلَاقِ} و{التَّنَادِ}، وأثبت أبو عمرو ونافع ن- و- يل- {اتَّبِعُونِي} في الوصل دون الوقف، ولم يثبت ابن عامر والكوفيون منهن شيئًا في الحالين.
والوجه أن حذف الياء في المنون أولى من الإثبات لزوال الياء من أجل التنوين؛ إذ الياء زائلة من المنون حالة الوصل بالاتفاق، وحالة الوقف في الأكثر والأشهر.
وإثبات الياء في غير المنون أولى؛ لأنه لا تنوين فيه تحذف الياء لأجله، وإنما تحذف الياء تخفيفًا واكتفاء بالكسرة، والكل جائز، وقد مضى الكلام فيه). [الموضح: 1130]

الياءات المختلف فيها:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (واختلفوا في هذه السورة):
في قوله: {ذروني أقتل} [26] {وإني أخاف} [26، 30، 32] و{لعلي أبلغ} [36] {مالي أدعوكم} [41] {أمري إلى الله} [44].
{ادعوني أستجب لكم} [60] و{لما جاءني البينات} [66].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/273]
فتح نافع: {إني أخاف} كلها، و{جاءني البينات}، و{أمري}، و{لعلي} و{مالي}.
وأبو عمرو مثله.
وفتح ابن كثير: {ذروني أقتل}, {أدعوني أستجب} وجميع ما فتحه نافع إلا {أمري إلى الله} فإنه أسكن. وفتح أهل الكوفة {جاءني بالبينات} وأسكن البواقي وفتح ابن عامر برواية ابن ذكوان: {مالي أدعوكم} و{جاءني البينت} فقط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/274]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 06:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (1) إلى الآية (3) ]
{حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)}


قوله تعالى: {حم (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (حم)
في السور السبع.
قرأ ابن كثيرٍ، وحفص عن عاصم، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، ويعقوب (حم) بفتح الحاء.
وقرأ نافع وأبو عمرو بين الفتح والكسر.
وروي المسيبي عن نافع (حم) بفتح الحاء.
وقرأ الباقون (حم) بكسر الحاء.
قال أبو منصور: هما لغتان والتفخيم أحبهما إليّ). [معاني القراءات وعللها: 2/343]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {حم} [1].
قرأ ابن كثير مفخمًا {حم}.
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وابن عامر ممالاً.
واختلف عن الباقين فروى عن أبي عمرو بالكسر والفتح.
والاختيار عن عاصم في رواية حفص الفتح.
وعن نافع بين بين، لا مفتوح ولا مكسور.
وفيها قراءة رابعة: حم بفتح الميم قرأ به عيسى بن عمر وجعله اسمًا للسورة، والتقدير: أتل حم، أقرأ حم.
وقال آخرون: موضعه جر، لأنه لا ينصرف، وهو جر بالقسم وينشد:
وجدنا لكم في آل حم آية = تأولها منا تقي ومعرب
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/260]
وقال آخر:
يذكرني حاميم والرمح شاجر = فهلا تلا حاميم قبل التقدم
ومن جزم قال: هذه حروف التهجي لا يدخلها إعراب هو كما بينت ذلك في صدر الكتاب، والإمالة والتفخم في هذه القراءة لغتان فصحتان، واختلف الناس في تفسير {حم} فقال قوم: قضي والله، حم والله.
وقال آخرون: حم شعار للسورة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/261]
وقال آخرون: قسم.
وقال آخرون: هذه الحروف من أسماء الله تعالى: {الرحمن الرحيم} فالراء والألف، واللام من المر، وحم من الحاء والميم، ونون من النون.
وقال ابن مسعود: «الحواميم ديباجة القرآن»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحواميم كالحبرات والثياب» ونزلت كلها بمكة واللفظ بـ«حم» بتخفيف الميم لا غير، وكذلك (طس) و(يس) بتخفيف السين.
وأما (طسم) فمشدد الميم لا غير، لأنك أدغمت فيه نونًا، إلا حمزة فإنه أظهره، وخففه.
قال ابن خالوية: الحواميم من كلام العامة لا يجوز جمع حاميم على حواميم إنما يقال: آل حاميم فآعرفه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/262]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الحاء من حاميم [1]. فقرأ ابن كثير، بفتح الحاء.
واختلف عن أبي عمرو فأخبرني أحمد بن زهير عن القصبيّ عن عبد الوارث عن أبي عمرو أنه قرأ حم* جزما مفتوحة الحاء قليلا، وكذلك أخبرني ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو حم الحاء بين الكسر والفتح، وأخبرني الجمال عن أحمد بن يزيد عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو مثله، وأخبرني الخزاز عن محمد بن يحيى عن عبيد عن أبي عمرو حم* بكسر الحاء، وقال عباس بن الفضل، وهارون الأعور عن أبي عمرو: حم* جزم لم يذكرا غير ذلك. وأخبرني محمد بن يحيى عن محمد عن اليزيدي عن أبي عمرو حم* بكسر الحاء. وقال ابن رومي عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو حم* بكسر الحاء. حدّثنا إبراهيم بن علي العمري قال:
حدّثنا عبد الغفّار عن عباس عن أبي عمرو حم* بكسر الحاء شكلا لا ترجمة.
واختلف عن نافع فأخبرني محمد بن الفرج عن محمد بن
[الحجة للقراء السبعة: 6/101]
إسحاق [المسيبي] عن أبيه عن نافع: حم بفتح الحاء. وكذلك قال محمد بن سعدان عن إسحاق عن نافع.
وأخبرني الأشناني عن أحمد بن صالح عن ورش وقالون عن نافع حم لا مفتوحة ولا مكسورة وسطا بين ذلك. وقال خارجة ومصعب عن نافع حم بفتح غير مشبع، ذكره عن خارجة محمد بن أبان البلخي.
واختلف عن عاصم أيضا، فقال الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنّه لم يكسر من الهجاء شيئا إلّا طه* [طه/ 1] وحدها. وكان يفتح حم ويفخمها، وقال محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنّه كان يكسر الحاء من حاميم، وأخبرنا النرسي وأبو بكر قال:
حدّثنا خلاد عن حسين عن أبي بكر عن عاصم أنّه كان يكسر الحاء من حم* وقال حفص عن عاصم أنّه قرأ حم مفخّمة.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي حم* بكسر الحاء.
قال أبو علي: قد بيّنا وجوه هذه الأقوال فيما تقدّم). [الحجة للقراء السبعة: 6/102]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائيّ وأبو بكر حم بكسر الحاء
[حجة القراءات: 626]
وقرأ الباقون بالفتح وهما لغتان قد بينا فيما تقدم). [حجة القراءات: 627]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قد ذكر الاختلاف في إمالة حمزة في جميع الحواميم وعلة ذلك وذكرنا «كلمات» في يونس). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/242]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {حم} [آية/ 1] بين الفتح والكسر:-
قرأها نافع وأبو عمرو.
وقرأ ابن كثير و-ص- عن عاصم ويعقوب بفتح الحاء، وخالف ح- رويسًا في يس وكسرها.
وقرأ ابن كثير و-ص- عن عاصم ويعقوب بفتح الحاء، وخالف ح- رويسًا في يس وكسرها.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم ياش- {حم} بكسر الحاء على اختلاف عن ياش-.
وقد تقدم القول في إمالة مثله من حروف التهجي في أول سورة مريم). [الموضح: 1120]

قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)}
قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 06:57 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (4) إلى الآية (6) ]
{مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6)}


قوله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4)}
قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)}
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال قرأ نافع وابن عامر: حقت كلمات ربك [غافر/ 6] جماعة.
وقرأ الباقون: كلمة واحدة.
قال أبو علي: الكلمة تقع مفردة على الكثرة، فإذا كان كذلك استغني فيها عن الجمع كما تقول: غمّني قيامكم وقعودكم، وقال: لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا [الفرقان/ 14] وقال: إن أنكر الأصوات لصوت الحمير [لقمان/ 19] وأفرد الصوت، مع الإضافة إلى الكثرة، وكذلك الكلمة.
وقد قالوا: قسّ في كلمته، يريدون في خطبته، ومن جمع فلأنّ
[الحجة للقراء السبعة: 6/105]
هذه الأشياء، وإن كانت تدلّ على الكثرة قد تجمع إذا اختلفت أجناسه، قال: وصدقت بكلمات ربها [التحريم/ 12] وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن [البقرة/ 124] فالكلمات في قوله: وصدقت بكلمات ربها واللّه أعلم، يراد بها: شرائعه، لأنّ كتبه قد ذكرت). [الحجة للقراء السبعة: 6/106]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وكذلك حقت كلمة ربك على الّذين كفروا أنهم أصحاب النّار} 6
قرأ نافع وابن عامر (وكذلك حقت كلمات ربك) بالألف على الجمع وقرأ الباقون {كلمة} وحجتهم أنّها تجمع سائر الكلمات وتقع مفردة على الكثرة فإذا كان ذلك كذلك استغني بها عن الجمع كما تقول يعجبني قيامكم وقعودكم وقال {لا تدعوا اليوم ثبورا واحدًا وادعوا ثبورا كثيرا} وقال {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} فأفرد الصّوت مع الإضافة إلى الكثرة فكذلك الكلمة ومن جمع فلأن هذه الأشياء وإن كانت تدل على الكثرة قد تجمع إذا جعلت أجناسا قال {وصدقت بكلمات ربها} أي بشرائعه لأن الكتب قد ذكرت وقال {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} ). [حجة القراءات: 627]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} [آية/ 6] بالجمع:-
قرأها نافع وابن عامر.
[الموضح: 1120]
وقرأ الباقون {كَلِمَةُ رَبِّكَ} على الوحدة.
والوجه فيهما قد تقدم في سورة يونس). [الموضح: 1121]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 06:59 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (7) إلى الآية (9) ]
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)}


قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)}
قوله تعالى: {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8)}
قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (10) إلى الآية (12) ]
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)}


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)}
قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11)}
قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر
[ من الآية (13) إلى الآية (17) ]
{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17)}


قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13)}
قوله تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14)}
قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لتنذر يوم التّلاق)
قرأ الحضرمي "وحده (لتنذر يوم التّلاق) بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
وأثبت ابن كثيرٍ الياء " التلاقي " في الوصل والوقف.
وكذلك كان يقف على قوله (من راقي)، و(من هادي) بياء.
وروى أحمد بن صالح عن ورش، وقالون عن نافع (يوم التلاقي) و(يوم التنادي) بالياء في الوصل.
[معاني القراءات وعللها: 2/343]
قال أبو منصور: من قرأ (لتنذر يوم التّلاق) فالخطاب للنبي صلى اللّه عليه، أي: لتنذرهم عذاب يوم البعث حين يتلاقى الخلق أجمعين إذا بعثوا.
ومن قرأ (لينذر) فهو على وجهين: أحدهما: لينذر الله عباده يوم البعث للحساب، ويكون: لينذر من يلقى الله إليه الوحي). [معاني القراءات وعللها: 2/344]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {يوم التلاق ... والتناد} [15، 32].
كان ابن كثير يثبت الياء فيهما وصل أو وقف على الأصل، لأنه من لقيت وناديت.
وكان نافع يثبتها وصلاً، ويحذفها وقفًا، لأنه تبع المصحف في الوقف، والأصل في الدرج.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/262]
والباقون يحذفون وصلوا أو وقفوا اجتزاء بالكسرة، واتباعًا للمصحف، ولأنها رأس آية.
وفي {التناد} قراءة رابعة: حدثني أحمد بن عبدان عن على عن أبي عبيد قال: أخبرني هشيم عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {يوم التناد} بتشديد الدال. قال تند كما تند الإبل، وشاهده قوله: {يوم يفر المرء من أخيه}.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: حدثنا حبان عن الأجلح عن الضحاك بن مزاحم أنه قال: تنزل الملائكة من السموات فتحيط بأقطار الأرض ويجاء بجهنم، فإذا رأوها هالتهم فندوا في الأرض كما تند الإبل فلا يتوجهون قط إلا رأوا ملائكة فيرجعون من حيث جاءوا وذلك قوله: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات} وذلك قوله: {يوم تشقق السماء بالغمم ونزل الملئكة تنزيلاً}.
وقال الأجلح: وقرأ الضحاك {يوم التناد} مشددًا قال الشاعر:- في التنادي بإثبات الياء، والتخفيف-:
منع النوم ذكر يوم التنادي = وإلى الله مرجعي ومعادي
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/263]
يوم زادت أضعافها الأرض مدا = ثم صارت قرار كل العباد
يريد قوله تعالى: {وإذا الأرض مدت} وهو بتبديلها {يومن تبدل الأرض غير الأرض} {يوم التناد} [32]. {برزون له} وفي حرف ابن مسعود: {لا يخفى عليه منهم شيء} فأما تفسير: {يوم التلاق} فهو يوم القيامة. يلتقي أهل السماء، وأهل الأرض، وذلك قوله: {يلقي الروح من أمره} [15] فقيل: الروح القرآن، وقيل: النبوة وقيل: أمر النبوة، لن الله تعالى أحيا بالقرآن وبالرسول أفئدة صدئة، وأحيا بهما قلوبا ميته؛ لأن الله تعالى سمي الكافر ميتًا، والمؤمن حيًا، وذلك حيث يقول: {أو من كان ميتًا} بكفره {فأحيينه} بالإيمان. وقوله: {على من يشاء من عباده} أي: على من يصطفيه لرسالته {لينذر يوم التلاق} أي: لينذر النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {وأنذرهم يوم الحسرة}.
وقال آخرون: لينذر الله، ومن قرأ بالتاء فإنه أراد خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: لتنذر أنت يا محمد وهي قراءة الحسن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/264] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: واختلفوا في إثبات الياء وحذفها من قوله: يوم التلاق [المؤمن/ 15] والتنادي [المؤمن/ 32]. فقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون وأبي بكر بن أبي أويس عن نافع: التلاقي يثبت الياء في الوصل وكذلك قال ورش وقالون: يوم التنادي بياء، وقال عن أبي بكر بن أبي أويس بغير ياء في وصل ولا وقف التناد، وقال إبراهيم القورسي عن أبي بكر بن أبي أويس عن نافع: بغير ياء التلاق، وقال أبو قرة عن نافع: التنادي بمدّ الياء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/103]
ابن كثير: يوم التنادي، والتلاقي، يثبت الياء وصل أو وقف، وكذلك: من واق [الرعد/ 34] ومن هاد [الرعد/ 33] يصلون بالتنوين، ويقفون بالياء.
وقال ابن جماز وإسماعيل والمسيبي وأبو خليد بغير ياء في وصل ولا وقف، التلاق، والتناد.
وقرأ عاصم وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي: التلاق والتناد بغير ياء. وعباس عن أبي عمرو: ويوم التنادي يثبت الياء.
قال أبو علي: المعنى أي: أخاف عليكم عذاب يوم التلاقي، وعذاب يوم التنادي، فإذا كان كذلك كان انتصاب يوم انتصاب المفعول به لا انتصاب الظرف لأنّ إعرابه إعراب المضاف المحذوف، وقيل في يوم التناد أنّه يوم ينادي أهل الجنّة أهل النار، وأهل النّار أهل الجنّة، فينادي أهل الجنّة أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا [الأعراف/ 44] وينادي أهل النّار أهل الجنّة: أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله [الأعراف/ 50] وقد قرئ يوم التناد بالتشديد من ندّ البعير إذا فرّ هاربا على وجهه، ويدلّ على هذا قوله: يوم يفر المرء من أخيه [عبس/ 34] وقد يجوز إذا أراد هذا المعنى في الشعر أن يخفّف ويطلق كقول عمران:
قد كنت جارك حولا لا تروّعني فيه روائع من إنس ولا جان وقد تكون الفواصل كالقوافي في أشياء، وقد قيل في يوم
[الحجة للقراء السبعة: 6/104]
التلاقي، أنّه يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض، ويوم يلتقي فيه الظالم والمظلوم، فأمّا إثبات الياء وحذفها، فإنّه إذا كان فاصلة حسن الحذف كما حسن في القافية من نحو:
وبعض القوم يخلق، ثمّ لا يفر في الوصل والوقف. وما كان كلاما تامّا، ولم يكن فاصلة، فإنّه يشبّه بها، وكذلك إذا كان ما قبلها كسرة، والآخر ياء، والإثبات حسن كما كان الحذف كذلك، وكذلك هو في القوافي.
فأمّا اسم الفاعل إذا لم يكن فيه ألف ولام نحو: من هاد [الرعد/ 33] ومن واق [الرعد/ 34] فإذا وقفت على شيء من هذا منه أسكنته، والوقوف فيه على الياء لغة حكاها سيبويه، وقد ذكرناها وذكرنا وجهها فيما تقدّم). [الحجة للقراء السبعة: 6/105] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لينذر يوم التلاق} {إنّي أخاف عليكم يوم التناد} 15 و32
قرأ ابن كثير وورش (لتنذر يوم التلاقي) و(التنادي) بإثبات الياء في الوصل وابن كثير أثبتهما في الوقف وحذفهما الباقون في الحالين المعنى إنّي أخاف عليكم عذاب يوم التناد
من قرأ (التلاقي) و(التنادي) بالياء في الوصل والوقف فعلى
[حجة القراءات: 627]
الأصل لأنّه من لقيت وناديت فهو على الأصل وليس ما فيه الألف واللّام من هذا كما لا ألف ولام فيه من هذا النّحو مثل قاض قال سيبويهٍ إذا لم يكن في موضع تنوين يعني اسم الفاعل فإن الثّبات أجود وكذلك قولك هذا القاضي لأنّها ثابتة في الوصل يريد أن الياء مع الألف واللّام تثبت ولا تحذف كما تحذف في اسم الفاعل إذا لم تكن فيه الألف واللّام نحو هذا قاض فاعلم فالياء مع غير الألف واللّام تحذف في الوصل فإذا أدخلت الألف واللّام تثبت في اللّغة الّتي هي أكثر عند سيبويهٍ
وكان ورش يثبتهما وصلا ويحذفهما وقفا لأنّه تبع المصحف في الوقف والأصل الدرج
ومن حذف الياء في الحالين فإن سيبويهٍ زعم أن من العرب من يحذف هذا في الوقف شبهوه بما ليس فيه ألف ولام إذ كانت تذهب الياء في الوصل مع التّنوين لو لم يكن ألف ولام وأخرى أن خطّ المصحف بغير ياء وأن العرب تجتزئ بالكسر عن الياء). [حجة القراءات: 628] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} [آية/ 15] بالتاء من: ينذر:-
رواها يس- عن يعقوب في رواية ابن حبشان.
وقرأ الباقون ويعقوب في غير رواية ابن حبشان {لِيُنْذِرَ} بالياء.
والوجه في الياء أن المراد: لينذر الله يوم التلاقي، أو لينذر من أوحى الله إليه، يقال أنذرته بالشيء وأنذرته الشيء.
والوجه في التاء أن المعنى لتنذر يا محمد يوم التلاقي، فهو على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأثبت الياء في {التَّلَاقِ} ابن كثير ويعقوب في الوصل والوقف.
وروى ش- عن نافع بإثبات الياء في الوصل دون الوقف.
وحذفها الباقون في الحالين.
والوجه في إثبات هذه الياء وحذفها قد تقدم في مواضع، وذكرنا أن الإثبات أصل، والحذف تخفيف واكتفاء بالكسرة، وأن الوقف موضع حذف وتغيير). [الموضح: 1121]

قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)}
قوله تعالى: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر
[ من الآية (18) إلى الآية (22) ]
{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22)}


قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)}
قوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)}
قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {والذين يدعون من دونه} [20].
قرأ نافع وابن عامر برواية هشام بالتاء على الخطاب، أي: قل لهم يا محمد.
وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غيب، والأمر بينهما قريب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/262]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله عزّ وجلّ: والذين يدعون من دونه [المؤمن/ 20] فقرأ نافع وابن عامر والذين تدعون* بالتاء.
وقرأ الباقون: يدعون بالياء وكلّهم فتح الياء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/102]
ووجه الياء من قوله: والذين يدعون أي يدعو الكفّار من آلهتهم من دون اللّه تعالى.
والتاء على: قل لهم: والذين تدعون.
قال: وكلّهم فتح الياء، أي لم يضمّها أحد منهم، فيقولوا، والذين يدعون من دونه، ولو قرئ ذلك لكان المعنى في يدعون: يسمّون، وذلك كقولهم: ما تدعون كذا فيكم؟ أي ما تسمّون؟ فكأنّ المعنى:
والذين يسمّون آلهة لا يقضون بشيء. قال:
أهوى لها مشقصا حشرا فشبرقها وكنت أدعو قذاها الإثمد القردا أدعو: أي كنت أسمّي). [الحجة للقراء السبعة: 6/103]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء}
قرأ نافع {والّذين تدعون} بالتّاء على الخطاب أي قل لهم
[حجة القراءات: 628]
يا محمّد وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عنهم). [حجة القراءات: 629]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {والذين يدعون} قرأ نافع وهشام بالتاء، على الخطاب للكفار على معنى: قل لهم يا محمد الذين تدعون أيها المشركون من دونه، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على ما جرى من ذكر الكفار قبله في قوله: {يوم هم بارزون} «16»، وقوله: {منهم شيء} وعلى قوله: {ما للظالمين من حميم} «18» وهو الاختيار، لأنه ظاهر اللفظ، وعليه بُني الكلام، وعليه الأكثر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/242]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} [آية/ 20] بالتاء:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أنه على إضمار القول، والتقدير: قل لهم: والذين تدعون من دونه.
وقرأ الباقون {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ} بالياء.
والوجه أن المراد: والذين يدعوهم الكفار دون الله من آلهتهم). [الموضح: 1122]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كانوا هم أشدّ منهم قوّةً (21)
قرأ ابن عامر وحده (كانوا هم أشدّ منكم قوّةً) بالكاف.
وقرأ الباقون (منهم) بالهاء.
قال أبو منصور: من قرأ (منكم) فهو خطاب لهذه الأمة.
ومن قرأ (منهم) فهو إخبار عنهم). [معاني القراءات وعللها: 2/344]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله [تعالى]: {كانوا هم أشد منهم} [21].
قرأ ابن عامر وحده: {أشد منكم} بالكاف. وكذلك في مصاحف أهل الشام.
فإن سألت عن خبر «كان» الأول، والثاني، والثالث.
فقل: اسم «كان» الأول {عاقبة} وخبره {كيف} وإنما قدم لأن الاستفهام له صدر الكلام، واسم «كان» الثاني الضمير الذي دل عليه الواو، وخبره {من قبلهم} واسم «كان» الثالث الضمير، وهم فاصلة عند البصريين وعما عند الكوفيين كما تقول: كان زيد هو القائم {ولكن كانوا هم الظالمين} و{أشد} خبر «كان» الثالث.
فإن قيل لك: الفاصلة لا يكون إلا بين معرفتين {وأشد} نكرة فلم صلح ذلك؟
فقل: لأن أفعل الذي معه «من» بمنزلة المضاف المعرفة. قال الله تعالى: {من خير تجدوه عند الله هو خيرًا} لأن خيرًا أفعل في الأصل محذوف الهمز تخفيفًا، ولا يستعمل إلا بــ «من» في الأصل كقولك: زيد خير من عمرو). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/265]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن عامر وحده: كانوا هم أشد منكم قوة [غافر/ 21] بالكاف وكذلك في مصاحفهم.
وقرأ الباقون: أشد منهم، وكذلك في مصاحفهم.
من قرأ: أشد منهم قوة فأتى بلفظ الغيبة فلأنّ ما قبله من قوله: أولم يسيروا فى الارض فينظروا [غافر/ 21] من قبلهم، على لفظ الغيبة، فكذلك يكون قوله: كانوا هم أشد منهم قوة على الغيبة، ليكون موافقا لما قبله من ألفاظ الغيبة. فهذا البين.
وأمّا من قال: كانوا هم أشد منكم بعد ما ذكرناه من ألفاظ الغيبة فعلى الانصراف من الغيبة إلى الخطاب، كقولك: إياك نعبد [الفاتحة/ 4] بعد قوله: الحمد لله [الفاتحة/ 1] وحسن الخطاب هنا، لأنّه خطاب فيما أرى لأهل مكّة، فحسن الخطاب بحضورهم، فجعل الخطاب على لفظ الحاضر المخاطب، وهذه الآية في المعنى مثل قوله: مكناهم في الأرض ما لم نمكن [الأنعام/ 6] ومثل قوله:
أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها [الروم/ 9].
[الحجة للقراء السبعة: 6/106]
وهذه كلّها على لفظ الغيبة ففيها ترجيح لمن قرأ هذه التي في المؤمن على لفظ الغيبة دون الخطاب). [الحجة للقراء السبعة: 6/107]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كانوا هم أشد منهم قوّة}
قرأ ابن عامر (كانوا هم أشد منكم قوّة) بالكاف وكذلك هي في مصاحف أهل الشّام
وقرأ الباقون منهم بالهاء أتوا بلفظ الغيبة وحجتهم أن ما قبله بلفظ الغيبة وهو قوله {أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم} فكذلك يكون قوله {كانوا هم أشد منهم قوّة} على الغيبة ليكون موافقا لما قبله من ألفاظ الغيبة ومعنى قوله {أشد منهم قوّة} أي من قومك
وأما من قال {منكم} بعدما ذكرناه من ألفاظ الغيبة فعلى الانصراف من الغيبة إلى الخطاب كقوله {إياك نعبد} بعد قوله {الحمد لله} وحسن الخطاب هنا لأنّه خطاب لأهل مكّة فحسن الخطاب لحضورهم). [حجة القراءات: 629]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {أشد منهم} قرأه ابن عامر بالكاف، على الخروج من الغيبة إلى الخطاب، كما قال: {الحمد لله رب العالمين} ثم قال: {إياك نعبد} فرجع إلى الخطاب بعد لفظ الغيبة، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام بالكاف، وقرأ الباقون بالهاء، ردوه على لفظ الغيبة المتقدم في قوله: {أولم يسيروا في الأرض}، وقوله: {فينظروا}، وقوله: {من قبلهم}، فجرى آخر الكلام على ما جرى عليه أوله، وهو الاختيار، وكذلك هي بالهاء في كل المصاحف إلى مصاحف أهل الشام). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/242]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [آية/ 21] بالكاف:-
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه على الرجوع من الغيبة إلى الخطاب؛ لأن قبله {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، فهو على الغيبة والانصراف عنها إلى الخطاب بقوله {مِنْكُمْ} يكون مثل قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} بعد قوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ} وهذا يسمى تلوين الخطاب.
وقرأ الباقون {أَشَدَّ مِنْهُمْ} بالهاء.
والوجه أنه على موافقة ما قبله؛ لأن الذي قبله على الغيبة، وهو قوله {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا}، فيكون هذا أيضًا على الغيبة ليتناسب الكلام). [الموضح: 1122]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (23) إلى الآية (27) ]
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23)}
قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25)}
قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أو أن يظهر في الأرض الفساد (26)
قرأ ابن كثير وابن عامر (وأن يظهر في الأرض الفساد) بألف قبل الواو، (يظهر) مفتوحة الياء، (الفساد) رفعًا.
وقرأ نافع وأبو عمرو (وأن) بغير ألف قبل الواو، (يظهر) بضم الياء، (الفساد) نصبًا.
وقرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي (أو أن) بألف قبل الواو، (يظهر) بفتح الياء، (الفساد) رفعًا.
وقرأ حفص ويعقوب (أو أن) بألف قبل الواو، (يظهر) بضم الياء، و(الفساد) نصبًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/344]
قال أبو منصور: من قرأ (أو أن) بألف قبل الواو فإن (أو) يجيء لأحد شيئين: في كل حال، وكونها للإباحة راجع إلى هذا، كقولك: جالس الحسن أو ابن سيرين. فإن جالس أحدهما فهو مؤتمرٌ، و(أو) ابتداء تجيء لأحد الأمرين، عند شك المتكلم، أو قصده أحدهما. وأما الواو فمعناها: اشتراك الثاني فيما دخل فيه الأول ليس فيها دليل على أيهما كان أولاً.
ومن قرأ (أو أن يظهر في الأرض الفساد) فالفعل لموسى صلى اللّه عليه، و(الفساد) منصوب بالفعل). [معاني القراءات وعللها: 2/345]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {أو أن يظهر في الأرض الفساد} [26].
قرأ ابن كثير وابن عامر: {وأن يظهر} بفتح الياء {الفساد} رفعًا.
وقرأ أبو عمرو ونافع: {يظهر} بضم الياء {الفساد} نصبًا.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: {وأن يظهر} بغير ألف. وكذلك هي في مصاحفهم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/265]
وقرأ الكوفيون: {وأن يظهر} كذلك في مصاحفهم.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: {أو أن يظهر} بفتح الياء {الفساد} رفعًا.
وروي حفص عن عاصم: {أو أن يظهر في الأرض} برفع الياء {الفساد} نصبا له.
قال أبو عبيد رحمة الله -: الاختيار «أو» لأن «أو» تكون بمعنى الواو كقوله: {إلى مائة ألف أو يزيدون} أي: ويزيدون؛ وبل يزيدون، ولا تكون الواو بمعنى «أو».
قال أبو عبد الله: إذا كانت «أو» إباحة تكون الواو بمعناها، لأن قولك: جالس الحسن أو ابن سيرين أو الشعبي فمعناه: قد أبحت لك [الـ]ـجلوس [مع] هذا الضرب من الناس، تقول: جالس الحسن أو ابن سيرين أو الشعبي بمعنى الإباحة، وكذلك قوله: {ولا تضع منهم ءاثما أو كفورًا} وهو بعض الإباحة، ومن نصب الفساد أشركه مع التبديل، أي: أخاف أن يبدل دينكم، وأخاف أن يظهر في الأرض الفساد، ومن رفع لم يشركه. وقال التقدير: أخاف أن يبدل فإذا بدل ظهر الفساد، وكلتا القراءتين حسنة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/266]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: وأن يظهر [غافر/ 26] بغير ألف.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: أو أن [غافر/ 26] بألف قبل الواو.
قوله بألف يريد به: الهمزة التي في أو.
قال أبو علي: من قرأ أو أن يظهر، فالمعنى: أخاف هذا الضرب منه، كما تقول: كل خبزا أو تمرا، أي: هذا الضرب، ومن قال: وأن يظهر فالمعنى: إنّي أخاف هذين الأمرين منه ومن قال: أو أن يظهر في الأرض، فالأمران يخافان منه، كما أنّه إذا قال: أكلت خبزا أو تمرا، أو أكلت خبزا وتمرا جاز أن يكون قد أكلهما جميعا، كأنّه قال في أو: أكلت هذا الضرب من الطعام). [الحجة للقراء السبعة: 6/107]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجل: يظهر [غافر/ 26] وفي رفع الفساد [غافر/ 26] ونصبه.
فقرأ نافع وأبو عمرو: ويظهر بضم الياء في الأرض الفساد نصبا.
[الحجة للقراء السبعة: 6/107]
وقرأ ابن كثير وابن عامر: يظهر* منصوبة الياء في الأرض الفساد رفعا.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: أو أن يظهر في الأرض الفساد رفعا.
حفص عن عاصم أو أن يظهر برفع الياء في الأرض الفساد نصبا.
حجّة من قال يظهر أنّه أشبه بما قبله، لأنّ قبله: يبدل [غافر/ 26] فأسند الفعل إلى موسى، وهم كانوا في ذكره، فكذلك وأن يظهر في الأرض الفساد ليكون مثل يبدل، فيكون الكلام من وجه واحد، ومن قال: وأن يظهر فإنّه أراد أنّه إذا بدّل الدين ظهر الفساد بالتبديل، أو يكون أراد: أو يظهر في الأرض الفساد بمكان.
قال: حدّثني الخزاز قال حدّثنا محمد بن يحيى القطعي عن عبيد). [الحجة للقراء السبعة: 6/108]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّي أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {أو أن يظهر} بالألف قبل الواو وقرأ الباقون (وأن يظهر) بغير ألف
معنى {أو} وقوع أحد الشّيئين فالمعنى على {أو} إن فرعون قال {إنّي أخاف أن يبدل دينكم} أي يبطل دينكم البتّة فإن لم يبطله
[حجة القراءات: 629]
أوقع فيه الفساد فجعل طاعة الله هي الفساد ومن قرأ {وإن} فيكون المعنى أخاف إبطال دينكم والفساد معه وحجته ما جاء في التّفسير أنه خاف الأمرين جميعًا ولم يخف أحدهما
قرأ نافع وأبو عمر وحفص {يظهر} بضم الياء {الفساد} نصب أي يظهر موسى في الأرض الفساد وحجتهم أنه أشبه بما قبله لأن قبله {يبدل} فأسندوا الفعل إلى موسى بإجماع الجميع وهم كانوا في ذكره فكذلك (وأن يظهر في الأرض الفساد) ليكون مثل {يبدل} فيكون الكلام من وجه واحد
وقرأ الباقون {يظهر} بنصب الياء {الفساد} رفع أرادوا أنه إذا بدل الدّين يظهر الفساد بالتبديل أو أن يكون أراد وأن يظهر في الأرض الفساد لمكانه). [حجة القراءات: 630]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {أو أن يظهر} قرأه الكوفيون، {أو أن} بإسكان الواو، وهمزة قبلها، جعلوها «أو» التي للتخيير أو للإجابة، كأنه قال: إني أخاف هذا الضرب عليكم، كما تقول: كل خبزًا أو تمرًا، أي: كل هذا الضرب من الطعام، وكذلك هي في مصاحف أهل الكوفة بزيادة ألف قبل الواو، وقرأ الباقون «وأن» بفتح الواو من غير همزة قبلها، جعلوها واو عطف، على معنى: إني أخاف عليكم هذين الأمرين، وهو الاختيار، لأن «فرعون» خاف الأمرين جميعًا أن يقعا من موسى عليه السلام وقد وقعا، فبدل الله دينهم بالإيمان وأفسد ملك فرعون). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/243]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {أن يظهر في الأرض الفساد} قرأ نافع وأبو عمرو وحفص بضم الياء، وكسر الهاء، ونصب الفساد، نسبوا الفعل إلى موسى عليه السلام فهو فاعل الإظهار، وانتصب الفساد بـ «يظهر» والفاعل مضمر في {يظهر} وهو موسى على معنى: أن فرعون قال أخاف أن يظهر موسى الفساد في الأرض، ولما كان التبديل مضافًا إلى موسى وجب أن يكون الإظهار أيضًا مضافًا إليه، ليتفق الفعلان في المعنى، فيكونان مضافين إلى موسى، وهو الاختيار، لصحة معناه وللمطابقة بين الفعلين، وقرأ الباقون بفتح الياء والهاء، ورفع {الفساد} أضافوا الفعل إلى {الفساد}، فرفعوه به، لأنه فاعل بظهوره، ولأن التبديل إذا وقع في الدين ظهر الفساد في الأرض، فجعل الكلام الثاني على معنى الأول). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/243]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَأَنْ يُظْهِرَ} [آية/ 26] بالواو لا بأو:-
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر.
والوجه أنه أراد الجمع بين الأمرين، ولهذا جاء بالواو، كأنه قال: إني أخاف هذين الأمرين تبديل الدين وإظهار الفساد.
وقرأ الباقون {أَوْ أَنْ يُظْهِرَ} بأو.
والوجه أن أو في الأصل وضع لأحد الشيئين أو الأشياء، إلا أنه يجوز أن يجيء بمعنى الواو، ويكون للجمع بين الشيئين أو الأشياء، ويجوز حمله ههنا على هذا الوجه.
ويجوز أن يكون للإباحة فيصح أن يكون جامعًا أيضًا، والمعنى إني أخاف هذا الضرب، فإن تبديل الدين وإظهار الفساد ضرب واحد، ومثله قوله تعالى {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا} ). [الموضح: 1123]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {يُظْهِرَ} [آية/ 26] بضم الياء وكسر الهاء ونصب {الْفَسَادِ}:-
قرأها نافع وأبو عمرو وعاصم ص- ويعقوب.
والوجه أنه مضارع أظهر متعدي ظهر، والفعل مسند إلى ضمير موسى؛ لأنه جرى ذكره فيما قبل، والتقدير أو أن يظهر هو، يعني موسى الفساد في الأرض، و{الْفَسَادِ} مفعول به، وهذا أشد موافقة لما قبله، وهو قوله {أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ}؛ لأن الفعل فيه أيضًا لضمير موسى.
[الموضح: 1123]
وقرأ الباقون {يَظْهَرَ} بفتح الياء والهاء ورفع {الْفَسَاد}.
والوجه أنه مضارع ظهر، وهو لازم، والفعل مسند إلى الفساد؛ لأنه إذا بدل الدين ظهر الفساد، كأنه قال: إني أخاف تبديل موسى الدين وظهور الفساد لأجله). [الموضح: 1124]

قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله [تعالى]: {وإني عذت بربي وربكم} [27].
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بالإدغام لقرب الذال من التاء.
وقرأ الباقون بالإظهار؛ لأن الحرفين غير متجانسين ومعنى. {عذت برب} أي: اعتصمت واستعنت بالله من كل متكبر عن طاعة الله لا يؤمن بيوم الحساب أي: الجزاء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/267]
فإن قيل لك: ماوزن {عذت} من الفعل؟
ففي ذلك ثلاثة أجوبة:
قال البصريون: وزنه فعلت، والأصل عوذت، فصارت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فوجب سقوطها لسكونها وسكون الذال، ولا دلالة عليها، فنقلوا إلى فعلت عوذت إلى عوذت لتكون الضمة دالة على المعنى، وعلى الواو إذ أسقطت، فالضمة على عذت هي ضمة الواو الساقطة.
وقال الكسائي: وزن عوذت فعلت غير منقولة.
قال الفراء: وزن عذوت: فعلت، كما قال البصريون، غير أنه جعل الواو لام الفعل قال: والأصل عوذت، وكذلك اختلافهم في جميع ما شاكل هذا نحو: قلت، وزلت، وحلت. وعند الفراء قلوت وحلوت، وزلوت، وذلك خطأ عند البصريين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/268]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إدغام الذّال من عذت [غافر/ 27] فقرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر عذت مبيّنة الذال، وفي الدخان [آية/ 20] مثله.
[الحجة للقراء السبعة: 6/108]
قال محمد بن إسحاق عن أبيه، وقال القاضي عن قالون، وأبو بكر بن أبي أويس وورش عن نافع كذلك: عذت غير مدغمة.
وقال ابن جمّاز وإسماعيل عن نافع عذت مدغمة.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي مدغما.
الإدغام حسن لتقارب هذه الحروف، وأنّها كلّها من اللّسان وأصول الثنايا، والبيان حسن لاختلاف حيز هذه الحروف، ألا ترى أنّ الذّال ليست من حيز التاء، وإنّما الذال والتاء والظاء من [حيز] والدال والطاء من حيز؟ فحسن البيان لذلك. قال سيبويه: حدّثنا من نثق به أنّه سمع من يقول: أخذت فيبين). [الحجة للقراء السبعة: 6/109]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {كل قلب متكبر جبار} قرأ أبو عمرو وابن ذكوان
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/243]
بتنوين «قلب» جعلا «متكبرًا» من صفة القلب، وإذا تكبر القلب تكبر صاحب القلب، وإذا تكبر صاحب القلب تكبر القلب، فالمعاني متداخلة غير متغايرة، وقرأ الباقون بإضافة القلب إلى متكبر، والمعنى على ما تقدم، غير أنه أضاف التكبر إلى صاحب القلب، وفي القراءة الأولى أضاف التكبر إلى القلب، وإذا كان في القلب كبر ففي صاحبه كبر، وإذا كان في صاحب القلب كبر ففي القلب كبر، فالقراءتان بمعنى واحد، غير أن ترك التنوين أولى به لخفته، ولأن المعنى عليه إذ صاحب القلب هو المتكبر، ولأن الجماعة عليه، والاختيار ما عليه الجماعة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/244]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {عُذْتُ} [آية/ 27] بالإدغام:-
قرأها نافع يل- وأبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذلك في الدخان.
والوجه أن الذال تدغم في التاء لتقارب مخرجيهما، فأدغمت فيها ههنا لذلك، وقد سبق الكلام فيه.
وقرأ الباقون {عُذْتُ} بالإظهار في السورتين.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأنهما حرفان ليسا بمتجانسين، فالأصل ألا يكون إدغام). [الموضح: 1124]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:13 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر

[ من الآية (28) إلى الآية (33) ]
{وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}


قوله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقال رجلٌ مؤمنٌ (28)
روى عبيد عن أبي عمرو (وقال رجلٌ) بسكون الجيم، وقال: هذا من اختلاس أبي عمرو الحركة.
وقرأ سائر القراء (وقال رجلٌ) بضم الجيم.
قال أبو منصور: القراءة بضم الجيم وأما ما روي عن أبي عمرو فإن من العرب من يسكّن الحركة في الاسم والفعل، كقولهم: عظم البطن بطنك، يريدون: عظم.
قال امرؤ القيس:
فيا كوم ما حاز أو يا كوم ما محل). [معاني القراءات وعللها: 2/345]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {وقال رجل مؤمن} [28].
قرءوا كلهم بضم الجيم، وإنما ذكرته لأن ابن مجاهد حدثني عن الحسن عن القطعي عن عبيد عن أبي عمرو: {وقال رجل مؤمن} بإسكان
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/266]
الجيم، وهي لغة كانوا يستقلوا الضمة، كما يقال كرم زيد يريدون كرم وفي عضد عضد، قال الشاعر:
رجلان مرضيان أخبرانا = أنا رأينا رجلا عريانا
أراد: رجلين، فأسكن. الوقف في هذه الآية: {وقال رجل مؤمن} ثم يبتدئ {من ءال فرعون يكتم إيمانه} لأنه لم يكن قبطيا، وإنما معناه يكتم إيمانه من آل فرعون.
وقال آخرون: بل كان من آله وكان مؤمنًا وحده، كما كانت امرأته مؤمنة فالوقف على قراءتهم من آل فرعون.
فإن سأل سائل فقال: قد قال الله تعالى: {أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب} ولم يستثن أحدًا، فكيف يجوز أن يجعل المؤمن من آله؟
فقل: على الجواب الأول لا يلزمنا هذا السؤال، وعلى الجواب الثاني، تقديره: أدخلوا آل فرعون أي: من كان على دينه كما أقول: اللهم صل على محمد وعلى آله، يعني به المؤمنين، وقد كان في قراباته كفار لا يدخلون في الدعاء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/267]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عن أبي عمرو: وقال رجل مؤمن [غافر/ 28] ساكنة الجيم.
وقرأ الباقون: رجل.
رجل ورجل وسبع وسبع، وعضد التحقيق على هذا النحو مستمر كثير). [الحجة للقراء السبعة: 6/108]

قوله تعالى: {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ معاذ بن جبل على المنبر: [إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَّادِ]، أي سبيل الله.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون هذا من قولهم: رشد يرشد، كعلام من علم يعلم، أو من رشد يرشد، كعباد من عبد يعبد. ولا ينبغي أن يحمل على أنه من أرشد يرشد؛ لأن فعالا لم يأت إلا في أحرف محفوظة، وهي أجبر فهو جبار، وأسأر فهو سأر، وأقصر فهو قصار، أدرك فهو دراك، وأنشدوا للأخطل:
وشارب مربح بالكأس نادمني ... لا بالحصور ولا فيها بسار
وأجود الروايتين "بسوار"، أي: بمعربد. وأنشد ابن الأعرابي: "غير قصار".
وعلى أنهم قد قالوا: جبره على الأمر وقصر عن الأمر، فينبغي أن يكون جبار وقصار من فعل، هذين الحرفين، وكذا ينبغي أن يعتقد في سار ودراك على أنهما خرجا بحرف الزيادة، فصارا
[المحتسب: 2/241]
إلى سأر ودرك تقديرا، وإن لم خرجا إلى اللفظ استعمالا، كما قالوا: أبقل المكان فهو باقل، وأورس الومث فهو وارس، وأيفع الغلام فهو يافع، وأعضى الليل فهو غاض. قال:
يخرجن من أجزاو ليل غاض
أي: مغض، وقالوا أيضا: ألقحت الريح السحاب، فهو لاقح. فهذا على حذف همزة أفعل، وإنما قياسه ملقح، فعلى ذلك خرج "الرشاد"، أي: رشد بمعنى أرشد تقديرا لا استعمالا، كما قال الآخر:
إذا ما استحمت أرضه من سمائه ... جرى وهو مودوع وواعد مصدق
وكان قياسه أن يكون مودع لأنه من أودعته، فودع يدع، وهو وادع، ولا يقال: ودعته في هذا المعنى فيقال مودع، كوضعته فهو موضوع.
فإن قيل: فإن المعنى إنما هو على أشد، فكيف أجزت أن يكون إنما مجيئه من رشد أو رشد في معنى رشد، وأنه ليس من لفظ أرشد؟.
قيل: المعنى راجع فيما بعد إلى أنه مرشد؛ وذلك لأنه إذا رشد أرشد؛ لأن الإرشاد من الرشد. فكأنه من باب الاكتفاء
بذكر السبب من المسبب. وعليه قالوا في قول الله سبحانه: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِح} -: إنها من لقحت هي، فإذا لقحت ألقحت غيرها، فهو كقولك: إنها زاكية، فإذا زكت في نفسها أزكت غيرها، فهذا المذهب ليس هو الأول الذي على تقدير الزيادة من ألقح، ولكل طريق). [المحتسب: 2/242]

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30)}
قوله تعالى: {مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31)}
قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {يوم التلاق ... والتناد} [15، 32].
كان ابن كثير يثبت الياء فيهما وصل أو وقف على الأصل، لأنه من لقيت وناديت.
وكان نافع يثبتها وصلاً، ويحذفها وقفًا، لأنه تبع المصحف في الوقف، والأصل في الدرج.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/262]
والباقون يحذفون وصلوا أو وقفوا اجتزاء بالكسرة، واتباعًا للمصحف، ولأنها رأس آية.
وفي {التناد} قراءة رابعة: حدثني أحمد بن عبدان عن على عن أبي عبيد قال: أخبرني هشيم عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {يوم التناد} بتشديد الدال. قال تند كما تند الإبل، وشاهده قوله: {يوم يفر المرء من أخيه}.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: حدثنا حبان عن الأجلح عن الضحاك بن مزاحم أنه قال: تنزل الملائكة من السموات فتحيط بأقطار الأرض ويجاء بجهنم، فإذا رأوها هالتهم فندوا في الأرض كما تند الإبل فلا يتوجهون قط إلا رأوا ملائكة فيرجعون من حيث جاءوا وذلك قوله: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات} وذلك قوله: {يوم تشقق السماء بالغمم ونزل الملئكة تنزيلاً}.
وقال الأجلح: وقرأ الضحاك {يوم التناد} مشددًا قال الشاعر:- في التنادي بإثبات الياء، والتخفيف-:
منع النوم ذكر يوم التنادي = وإلى الله مرجعي ومعادي
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/263]
يوم زادت أضعافها الأرض مدا = ثم صارت قرار كل العباد
يريد قوله تعالى: {وإذا الأرض مدت} وهو بتبديلها {يومن تبدل الأرض غير الأرض} {يوم التناد} [32]. {برزون له} وفي حرف ابن مسعود: {لا يخفى عليه منهم شيء} فأما تفسير: {يوم التلاق} فهو يوم القيامة. يلتقي أهل السماء، وأهل الأرض، وذلك قوله: {يلقي الروح من أمره} [15] فقيل: الروح القرآن، وقيل: النبوة وقيل: أمر النبوة، لن الله تعالى أحيا بالقرآن وبالرسول أفئدة صدئة، وأحيا بهما قلوبا ميته؛ لأن الله تعالى سمي الكافر ميتًا، والمؤمن حيًا، وذلك حيث يقول: {أو من كان ميتًا} بكفره {فأحيينه} بالإيمان. وقوله: {على من يشاء من عباده} أي: على من يصطفيه لرسالته {لينذر يوم التلاق} أي: لينذر النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {وأنذرهم يوم الحسرة}.
وقال آخرون: لينذر الله، ومن قرأ بالتاء فإنه أراد خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: لتنذر أنت يا محمد وهي قراءة الحسن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/264] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: واختلفوا في إثبات الياء وحذفها من قوله: يوم التلاق [المؤمن/ 15] والتنادي [المؤمن/ 32]. فقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون وأبي بكر بن أبي أويس عن نافع: التلاقي يثبت الياء في الوصل وكذلك قال ورش وقالون: يوم التنادي بياء، وقال عن أبي بكر بن أبي أويس بغير ياء في وصل ولا وقف التناد، وقال إبراهيم القورسي عن أبي بكر بن أبي أويس عن نافع: بغير ياء التلاق، وقال أبو قرة عن نافع: التنادي بمدّ الياء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/103]
ابن كثير: يوم التنادي، والتلاقي، يثبت الياء وصل أو وقف، وكذلك: من واق [الرعد/ 34] ومن هاد [الرعد/ 33] يصلون بالتنوين، ويقفون بالياء.
وقال ابن جماز وإسماعيل والمسيبي وأبو خليد بغير ياء في وصل ولا وقف، التلاق، والتناد.
وقرأ عاصم وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي: التلاق والتناد بغير ياء. وعباس عن أبي عمرو: ويوم التنادي يثبت الياء.
قال أبو علي: المعنى أي: أخاف عليكم عذاب يوم التلاقي، وعذاب يوم التنادي، فإذا كان كذلك كان انتصاب يوم انتصاب المفعول به لا انتصاب الظرف لأنّ إعرابه إعراب المضاف المحذوف، وقيل في يوم التناد أنّه يوم ينادي أهل الجنّة أهل النار، وأهل النّار أهل الجنّة، فينادي أهل الجنّة أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا [الأعراف/ 44] وينادي أهل النّار أهل الجنّة: أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله [الأعراف/ 50] وقد قرئ يوم التناد بالتشديد من ندّ البعير إذا فرّ هاربا على وجهه، ويدلّ على هذا قوله: يوم يفر المرء من أخيه [عبس/ 34] وقد يجوز إذا أراد هذا المعنى في الشعر أن يخفّف ويطلق كقول عمران:
قد كنت جارك حولا لا تروّعني فيه روائع من إنس ولا جان وقد تكون الفواصل كالقوافي في أشياء، وقد قيل في يوم
[الحجة للقراء السبعة: 6/104]
التلاقي، أنّه يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض، ويوم يلتقي فيه الظالم والمظلوم، فأمّا إثبات الياء وحذفها، فإنّه إذا كان فاصلة حسن الحذف كما حسن في القافية من نحو:
وبعض القوم يخلق، ثمّ لا يفر في الوصل والوقف. وما كان كلاما تامّا، ولم يكن فاصلة، فإنّه يشبّه بها، وكذلك إذا كان ما قبلها كسرة، والآخر ياء، والإثبات حسن كما كان الحذف كذلك، وكذلك هو في القوافي.
فأمّا اسم الفاعل إذا لم يكن فيه ألف ولام نحو: من هاد [الرعد/ 33] ومن واق [الرعد/ 34] فإذا وقفت على شيء من هذا منه أسكنته، والوقوف فيه على الياء لغة حكاها سيبويه، وقد ذكرناها وذكرنا وجهها فيما تقدّم). [الحجة للقراء السبعة: 6/105] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس والضحاك وأبي صالح والكلبي: [يَوْمَ التَّنَادِّ]، بتشديد الدال.
قال أبو الفتح: هو تفاعل، مصدر تناد القوم، أي: تفرقوا، من قولهم: ند يند، كنفر ينفر. وتنادوا كتنافروا، والتناد كالتنافر، وأصله التنادد، فأسكنت الدال الأولى وأدغمت في الثانية استثقالا لاجتماع المثلين متحركين.
فإن قيل: فهلا أظهر نحو ذلك، وهو ملحق بالتفاعل من غير التضعيف نحو التنافر، والتضافر، والتحاسر، والتحاسد.
قيل: هذا من أقبح الخطأ، وذلك أن الغرض في الإلحاق إنما هو رفع دوات الثلاثة إلى ذوات الأربعة، نحو جلبب، وشملل، فهما ملحقان بدحرج وهملج، أو بذوات الخمسة نحو كوالل، في إلحاقه بسفرجل، مجتازا في طريقه بقفعدد وسبهلل، أو رفع بنات الأربعة إلى بنات الخمسة، نحو شنخف، وهلقس في إلحاقهما بجردحل. فأما أن تلحق بنات الثلاثة ببنات الثلاثة فلغوا من القول، فلم يكن في إلا فساد معنى قولهم: ملحق؛ لأن الأصل لا يلحق بنفسهن فكذلك أيضا "التناد" ثلاثي، كما أن التنافر ثلاثي, أفيلحق الشيء بنفسه؟
ألا ترى أن ند ثلاثي، كما أن نفر كذلك؟ وهذا واضح.
ولو جاز هذا للزمك عليه أن تقول في شد وحل: شدد وحلل، فتظهرهما، وتقول: هما ملحقان بدخل وخرج.
فإن قلت: فقد قالوا في فيعل - نحو خيفق وصيرف- وفوعل من رددت: ريدد ورودد، وإن كنا قد أحطنا علما بأن كل واحد من خيفق وصيرف ثلاثي الأصل.
[المحتسب: 2/243]
قيل: أجل، إلا أنك ألحقت فيهما جميعا ثلاثيا برباعي، ألا ترى أن خيفقا وصيرفا ملحقان بجعفر وسلهب؟. فإن قال لك: ابن من رد مثل فيعل وفوعل فكأنه إنما قال: ألحق رد بجعفر على حد فيعل وفوعل، اللذين ألحقتهما به، وهذا واضح، وليس كذلك التفاعل؛ لأن التفاعل ليس ملحقا بشيء، كإلحاق صيرف وجوهر بجعفر، فهذا فرق). [المحتسب: 2/244]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لينذر يوم التلاق} {إنّي أخاف عليكم يوم التناد} 15 و32
قرأ ابن كثير وورش (لتنذر يوم التلاقي) و(التنادي) بإثبات الياء في الوصل وابن كثير أثبتهما في الوقف وحذفهما الباقون في الحالين المعنى إنّي أخاف عليكم عذاب يوم التناد
من قرأ (التلاقي) و(التنادي) بالياء في الوصل والوقف فعلى
[حجة القراءات: 627]
الأصل لأنّه من لقيت وناديت فهو على الأصل وليس ما فيه الألف واللّام من هذا كما لا ألف ولام فيه من هذا النّحو مثل قاض قال سيبويهٍ إذا لم يكن في موضع تنوين يعني اسم الفاعل فإن الثّبات أجود وكذلك قولك هذا القاضي لأنّها ثابتة في الوصل يريد أن الياء مع الألف واللّام تثبت ولا تحذف كما تحذف في اسم الفاعل إذا لم تكن فيه الألف واللّام نحو هذا قاض فاعلم فالياء مع غير الألف واللّام تحذف في الوصل فإذا أدخلت الألف واللّام تثبت في اللّغة الّتي هي أكثر عند سيبويهٍ
وكان ورش يثبتهما وصلا ويحذفهما وقفا لأنّه تبع المصحف في الوقف والأصل الدرج
ومن حذف الياء في الحالين فإن سيبويهٍ زعم أن من العرب من يحذف هذا في الوقف شبهوه بما ليس فيه ألف ولام إذ كانت تذهب الياء في الوصل مع التّنوين لو لم يكن ألف ولام وأخرى أن خطّ المصحف بغير ياء وأن العرب تجتزئ بالكسر عن الياء). [حجة القراءات: 628] (م)

قوله تعالى: {يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يضلل الله فما له من هاد}
(واقي) و{هادي} أثبتهما ابن كثير في الوقف وحذفهما الباقون وقد ذكرت الحجّة في سورة الرّعد). [حجة القراءات: 630]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة